عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
صفات الله ذاتية وفعلية ونذهب اهل السنة في أفعال الله وكلامه
الحمد لله. صفات الله عز وجل تنقسم إلى أقسام باعتبارات مختلفة : القسم الأول : باعتبار الثبوت وعدمه ، وهو نوعان : أ . صفات ثبوتيه : وهي التي أثبتها الله لنفسه ، أو أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم ، كالحياة والعلم والوجه والنزول والاستواء وغيرها من الصفات ، وكلها صفات مدح وكمال ، وهي أغلب الصفات المنصوص عليها في الكتاب والسنة ، وهذا النوع يجب إثباتها له سبحانه . ب . صفات سلبية : وهي التي نفاها الله عن نفسه ، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم ، كالموت ، والنوم ، والظلم ، وكلـها صفات نقص ، والواجب في هذا النوع نفي النقص مع إثبات كمال الضد ، فقوله تعالى : ( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) الكهف : 49 ، فيجب الإيمان بانتفاء الظلم عن الله وثبوت ضده وهو العدل الذي لا ظلم فيه . القسم الثاني : باعتبار أدلة ثبوتها ، وهو نوعان : أ - صفات خبرية : وهي الصفات التي لا سبيل إلى إثباتها إلا السمع والخبر عن الله أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم ، وتسمى ( صفات سمعية أو نقلية ) ، وقد تكون ذاتية ، كالوجه ، واليدين ، وقد تكون فعلية ، كالفرح ، والضحك . ب - صفات سمعية عقلية : وهي الصفات التي يشترك في إثباتها الدليل السمعي ( النقلي ) والدليل العقلي ، وقد تكون ذاتية ، كالحياة والعلم ، والقدرة ، وقد تكون فعلية ، كالخلق ، والإعطاء . القسم الثالث : باعتبار تعلقها بذات الله وأفعاله ، وهو ثلاثة أنواع : أ - صفات ذاتية : وهـي التي لم يزل ولا يزال الله متصفاً بها ، فهي لا تنفك عنه سبحانه وتعالى ، كالعلم ، والقدرة ، والحياة ، والسمع ، والبصر ، والوجه ، واليدين ونحو ذلك ، ويسمى هذا النوع ( الصفات اللازمة لأنها ملازمة للذات لا تنفك عنها ) . ب - صفات فعلية : وهي التي تتعلق بمشيئة الله ، إن شاء فعلها ، وإن شاء لم يفعلها ، كالاستواء على العرش ، والنزول إلى السماء الدنيا ، والغضب ، والفرح ، والضحك ، وتسمى (الصفات الاختيارية) . قال الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله : " وضابطها – أي : الصفات الفعلية - أنها تقيد بالمشيئة ، تقول : يرحم إذا شاء ، ويغضب إذا شاء ، ويكتب إذا شاء ، بخلاف الصفات الذاتية ، فلا تقول : يقدر إذا شاء ، ويعلم إذا شاء ، بل هو سبحانه عليم وقدير في جميع الأحوال " انتهى من " شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري " . ج - صفات ذاتية فعلية باعتبارين : باعتبار أصل الصفة ذاتي ، وباعتبار آحاد الفعل فعلي ، فالكلام – مثلاً – صفة ذاتية باعتبار أصله ؛ لأن الله لم يزل ولا يزال متكلماً ، أما باعتبار آحاد الكلام ، فهو صفة فعلية ؛ لأن الكلام يتعلق بمشيئته سبحانه . ويظر : " مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " (1 / 124 ) . القسم الرابع : باعتبار الجلال والجمال ، وهو نوعان : أ – صفات الجمال : وهي الصفات التي تبعث في القلب محبة الخالق والرغبة فيما عنده سبحانه وتعالى ، ومن ذلك صفة الرحمة ، والمغفرة ، والرأفة . ب – صفات الجلال : وهي الصفات التي تبعث في القلب مخافة الله جل وعلا وتعظيمه ، ومن ذلك صفة القوة ، والقدرة ، والقهر . قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله : " صفات العَظَمَة هذه يقال لها صفات جلال ، وصفات ونعوت الرحمة والمحبة يقال له صفات جمال ، هذا اصطلاح لبعض علماء السنة وهو اصطلاح صحيح . ولهذا في الختمة التي تُنسبُ لشيخ الإسلام ابن تيمية ، رجَّحَ طائفة من أهل العلم أن تكون لشيخ الإسلام لورود هذا التقسيم فيها ، وهو قوله في أولها ( صدق الله العظيم المُتَوحّدُ بالجلال لكمال الجمال تعظيما وتكبيرا ) . ولا أعلم من أَشْهَرَ هذا التقسيم قبل شيخ الإسلام ابن تيمية ، يعني : تقسيم الصفات إلى صفات جلال وجمال " انتهى من " شرح الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ " . وللاستزادة أكثر في باب صفات الله ننصحك بالقراءة في كتاب ( القواعد المثلى ) للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، وكتاب ( صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة ) للشيخ علوي السقاف حفظه الله ، وكتاب "الأسماء والصفات" لفضيلة الشيخ عمر سليمان الأشقر ، حفظه الله. والله أعلم إسلام سؤال بتصرف تحقيق مذهب أهل السنة في أفعال الله وكلامه : الذي قدمناه في المواضيع السابقة من إثبات صفات الأفعال لله تعالى هو مذهب أهل السنة، فمذهب أهل السنة في كل الصفات هو التسليم لله تعالى بكل ما أخبر به عن نفسه وأخبر به عنه نبيه صلى الله عليه وسلم، وذلك من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل ومعنى هذا أن أهل السنة يثبتون لله تعالى صفات الأفعال، وهي عندهم متعلقة بالمشيئة، فيرحم متى شاء، ويعذّب متى شاء، ويغضب متى شاء، ويضحك متى شاء، ويتكلم متى شاء، فيثبتون كل ما ورد في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهم لا يؤوّلون هذه الصفات، ولا يقولون: إنها حدثت بعد أن لم تكن، فهي عندهم قديمة النوع ونوع الكلام والافعال قديم لا المعين فالله تعالى استحق اسم الخالق قبل خلق الخلق، وهو قادر على الخلق متى شاء، وصفات الله كلها قديمة بقدمه سبحانه غير مخلوقة ولا محدثة والله تقوم به الأفعال الاختيارية المتعلقة بمشيئته ، فالله لم يزل سبحانه متكلمًا من الأزل، وهو يتكلم متى شاء كيف شاء، فكلم موسى تكليمًا، ويخاطب عباده المؤمنين يوم القيامة ليس بينهم وبينه حجاب، وفي كل هذا نكل معرفة كيفية الصفة إلى الله تعالى. فنوع الكلام قديم في حق الله والله يتكلم بمشيئته وقدرته ونوع الأفعال في حق الله قديم وافعال الله متعلقة بمشيئته سبحانه هذا هو معنى قول أهل العلم نوع الكلام والأفعال قديم في حق الله قديم لا المعين واهل السنة لا يقولون: إنها حدثت بعد أن لم تكن، لأن الله منزه ان تحدث صفة متجددة لم تكن وهذا هو مقصود العلماء من قولهم ان الله لا تحله الحوادث فيجب الإيمان بصفات الله وأفعاله الواردة في القرآن وصحيح السنة اثباتا بلا تشبيه ولا تجسيم وتنزيها بلا تعطيل ليس كمثله شيء هو السميع البصير هذا الذي ذكرناه هو مذهب السلف وأهل السنة والأثر والحمد لله رب العالمين
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|