انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > الملتقى الشرعي العام

الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-05-2009, 03:36 AM
أبو أنس الأنصاري أبو أنس الأنصاري غير متواجد حالياً
II كَانَ اللهُ لَهُ II
 




افتراضي شرف الحجاب وفضيلة النقاب وخصوم لا يَمَلُّون من الرقاعة(1)

 




شرف الحجاب وفضيلة النقاب وخصوم لا يَمَلُّون من الرقاعة(1)

الفرنسيس وأسلافهم من اليهود وصبيانهم هم أعلم الناس بقدَر المرأة المسلمة المُتَصَوِّنة بحجابها والمترفعة بحيائها، فعلى يد السيدة المبرقعة شجرة الدر وبصائب سياستها أنزل الله على الفرنسيس عار الذل وألزمهم ثياب المذلة والهوان، فخرجوا من تلك المواجهة على إرادة نشر الميوعة والخنا في صفوف خصومهم الذين أسروا مليكهم لويس التاسع عام 648هـ 1275م وأودعوه بدار القاضي الشرعي بمدينة المنصورة ابن لقمان، بعد أن أحكمت شجرة الدر الخطة، وأخفت عن المجاهدين خبر موت زوجها و قائدهم وملكهم الصالح نجم الدين أيوب حفيد صلاح الدين، وقادت المعركة والبلاد في وجه الصليبين بعد أن أشاعت أن الملك مريض، ويرغب أن لا يدخل عليه أحد، وأرسلت إلى قواد الجيش وأمرائه ان الملك يأمرهم بالتأهب للقاء الصليبيين من الفرنسيين الذين نزلوا دمياط واغتصبوها فيماعرف بالحملة الصليبية السابعة، بينما طيَّرت إلى ولي عهده ببلاد الشام بالنبأ وطلبت إليه بالقدوم على جناح السرعة، وأدارت المرأة المسلمة –المبرقعة-الدولة والمعركة على عينها باسم الملك الصالح ثمانين يوما حتي أتاها ولي العهد توران شاة من ميدان الجهاد بالشام، وتسلم زمام الملك وراية الجهاد من يد المرأة المبرقعة ، فكان يوم الفصل الذي ذهب به من جنود الفرنسيس ثلث جيوشهم صرعى- ثلاثون ألفا من تسعين ألف مجرم أرادوا مصر والشرق الإسلامي بسوء، عدا الأسرى من أصحاب الملك وأعوانه من الأمراء المجرمين " الكونت دنجواي، والكونت" دارا توار"، والكونت"دو بواتيه-" وكان الفضل في ذلك إلى حنكة تلك المرأة المسلمة وإدارتها لتلك النازلة تلك المدة التي أوفت الثمانين يوما بقيادة حازمة للجيوش التي أغرقت وأحرقت وأزالت عن المسلمين عار مانزل بهم في معركة بلاط الشهداء بفرنسا " بواتييه" والتي كانت قبل واقعة المنصورة بخمسة قرون عام 114 هـ 732م". وبسبب هذا البرقع - الذي أغاظ ولايزال يغيظ المتهتك الرقيع- قدَّر الله الجلاء الأول على بني إسرائيل من المدينة المنورة. وهذا من عجيب أمر هذا الحجاب الذي جعله الله تعالى شرعة من شعائر ديننا، ثم دعَّم حرمته بفضيلة البرقع والنقاب، فجعله يعمل في الحياة عملين متقابلين،عمله الأول وهو الظاهر من معانيه من الستر والصون والحفاظ، وعمله الثاني الخفي بأسراره بأن جعله الله تعالى كذلك هاتكاً للأستار فاضحاً للأسرار، أستار الفاجرين، وأسرار المجرمين الخائنين، به أضلَّ الله الظالمين وله وبهم يفعل دائما ما يشاء، فبه وعنده تفضح الأسرار بما يجري على الألسنة بسببه (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)(آل عمران: من الآية118) لقد كانت أوَّلَ مواجهة للإسلام مع اليهود بعد بدر سببها هذا الحجاب - وإن شئت فقل البرقع أو النقاب-، الحجاب الذي أغاظ ويغيظ الآن أنظمة ودُوُلاً، وألهب بالحقد قلوب وأشياع قوم مجرمين. أخرج ابن هشام بإسناده عن أبي عون قال: كان أمر بني قينقاع أن امرأة من العرب- الأنصار- قدِمَتْ بَجَلبٍ لها فباعته بسوقِ بني قينقاع ، وجلست إلى صائغٍ هناك منهم، فجعلوا يريدونها عن كشف وجهها فأبت، فعمِد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشف سوأتها فضحكوا بها، فصاحت، فوثب رجلٌ من المسلمين على الصائغ فقتله- وكان يهوديا- فشَدَّت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فأُغضِبَ المسلمون. فوقع الشر- الحرب- بينهم وبين بني قينقاع. قال ابن اسحاق: فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه. قال ابن هشام: واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في محاصرته إياهم أبا لبابة بشير بن عبد المنذر، وكانت محاصرته إياهم خمس عشرة ليلة. قال ابن إسحاق: وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن بني قينقاع كانوا أول يهود نقضوا العهود، وحاربوا فيما بين بدر وأحد. وكان ذلك فيما رواه الطبري والواقدي في منتصف شوال من السنة الثانية من الهجرة ، ثم أمرصلى الله عليه وسلم بإجلائهم عن المدينة بعد أن نزلوا على حكمه، أمر بإجلاء الذراري وغنيمة السلاح والعتاد، ولم تكن لهم أراضٍ، إنما كان عملهم الصياغة، وكانوا أشجع يهود المدينة، ولم يجرؤ بقية اليهود على مساندتهم خوفاً من المسلمين، وكان الذي ساقهم خارج المدينة هو عبادة بن الصامت، وقد انتقلوا إلى اذرعات ( درعا ) من بلاد الشام، ولم يستدر عليهم العام حتى هلكوا. وعلى أثر بني قينقاع جاءت تونس تحادِّ الله ورسوله، وتداعى بعملها الساقطون حولها،جاءت تونس كالمقدمة لهذا التصريح والإعلان الفرنسي الرقيع، أتَوْا جميعا الآن متبجحين ينعقون في جنباتها وهم آمنون إلا من مكر الله وكيده. لقد كانت أول السياسة في استعباد أمم الشرق – كما قال الأستاذ الرافعي- أن يُترك للشرقيين الاستقلال التام في حرية الرذيلة، فلما عجز صبيانهم عن تحقيق أغراض السادة كشف سادتهم عن وجوههم بما قالوا وما فعلوا، وما ارادوا بذلك إلا استعجال نتائج ما أمَّلوا وخططوا فينا تحت العناوين الكاذبة والشعارات الفاضحة.يقول الأستاذ جبران خليل جبرا: إن المدنية الحاضرة أنمت مدارك المرأة قليلا ولكنها أكثرت أو جاعها بتعميم مطامع الرجل.هذا على فرض أنه رجل. إن حياة الجماعة لاتنتظم إلا بالقيود والحواجز، وهذه القيود هي التي تُكسب الحياة الطعم وتفيدها المزية والفضيلة، ولذلك جاءوا بقضهم وقضيضهم وسفهائهم يسخرون من مزايانا على رجاء أن ينالوا من كرامتنا . يقول شيخنا محمد الغزالي يرحمه الله: إنَّ الصليبية ترى الفتك دينا، وترى وجود غيرها إلى جوارها منكرا، وذاك ما أضراها علينا، وأغرى الكلاب من أتباعها باستئصالنا، يقول جورج بامبيدو" يجب أن لا يسمح للهلال بالتغلب على الصليب" [الاستعمار احقاد وأطماع 33] صرخة مدوية من تونس.وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة المجتمع الكويتية الغراء من قبل تقول: "وصلتنا هذه الصرخة المؤلمة من تونس في رسالة من إحدى الطالبات المحجبات..... تقول: إني والله وأخواتي في تونس في بلاء عظيم.. نسأل الله الصبر والثبات.. نحن نُمنع من الدخول إلى الكليات.. ما أن تضع أخت محجبة قدمها على عتبة الباب حتى يَهُبُّوا نحوها صارخين: انزعي الحجاب أو لا تدخلي، أو يقولون لعنهم الله [ هكذا نص الرسالة] - أريني شعرك ورقبتك وادخلي، ثم يجبروننا على توقيع التزام، فإذا أعادت الكََرَّةَ طُرِدت من الجامعة. تقول صاحبة الرسالة: هذا حالنا في الجامعة، أما في المدارس والمعاهد فالكثير من الأخوات تركن الدراسة ووقعن في مشاكل مع عائلاتهن، وأصبحوا بعد ما نقلته قناة الجزيرة من الحقائق عن تونس أصبحوا يلاحقوننا حتى في المساجد حتى في رمضان جاء أعوان الشرطة وانتصبوا أمام المسجد وانطلقوا في القبض على المحجبات.. ماذا أقول لكم صدقا.. إني كرهت الخروج من البيت ، لقد سمحوا لنا مؤخرا بارتداء المَحْرَمة التونسية، ولكن وجودها كعدمها، فهي تغطي الرأس ثم تُرْبط على العنق بحيث لا تغطي الصدر والكتفين.. وصار هذا للأسف محتماً علينا ارتداؤه أينما ذهبنا، فأعوان الشرطة ربما أكثر من المواطنين هنا، وهم منتشرون في كل مكان، يتقاضون الأجور فقط للامساك بالمحجبات، ناهيك عما يحدث للرجال، فالقميص ممنوع، واللحية ممنوعة، وحلقات تحفيظ القرآن وتدارس العلم الشرعي كذلك ممنوعة، وعقوبة المخالفة السجن. قالت: هذا ما نعانيه كل يوم.. ربما الحياة قبل أن تتكلم الجزيرة- تعني قناة الجزيرة- كانت أفضل،فعلى الأقل كنا خارج المؤسسات التعليمية نلبس الحجاب لكن الآن الأمر أصبح أكثر من فظيع. نسألكم الدعاء. ثم ختمت صرختها بقولها: لم نسمع عن أي تحرك أو مبادرة من أي دولة عربية مسلمة، ولا حتى كلمة ينددون بها هذا الموقف، ألا يهمهم أمرنا؟ أين علماء المسلمين من هذا الواقع الدامي"[ المجتمع العدد 1729في 17 من ذي القعدة 1427هـ 8 من ديسمبر 2006م]لعلها قصدت بذلك علماء الأضواء والفضائيات والموظفين،وعلماء السوء الآكلين الإسلام بالإسلام علي موائد اللئام؟ هؤلاء العلماء الذين خرسوا وتركوا الميدان للساقطين الفسقه والساقطات الراقصات يتكلمون ويتكلمن في قضايا الدعوة وقضايا الحلال والحرام. وفي مصر تداعت أبواق الصليبية وأزلام الصهيونية وهتفوا بأن الحجاب ليس فريضة، وأن المدافعين عنه هم الفاسدون، وان الرذيلة تحت الحجاب.[ صحيفة الفجر العدد 77 الإثنين 27/1/ 2006]كل ذلك بغير نكير مناسب ولا إجراء ملائم. لماذا الحجاب؟ إن الحجاب منظومة متكاملة من أخلاق الإسلام يصان بها بقية أخلاقه ، تبدأ تلك المنظومة من داخل الضمير إيمانا به وبمن أنزله ، وتوقيراً له ، وعزيمة على الالتزام به، والدفاع عنه ، ثم يتعاظم ويزداد نموا فيظهر في وجوب الاستئذان، وغض البصر، والتنزه عن مواطن الريبة ودواعيها ، فـ (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ) الأحزاب 32. و(لا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ) النور 31. ثم يكتمل أمره بالرداء السابغ، الحافظ للكرامة الهاتف ببقاء المروءة ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً). [ - الأحزاب 59. وقد صرح الدكتور ممدوح البلتاجي وزير الإعلام المصري السابق فيما نشرته له صحيفة الفجر القاهرية بأن الحجاب مسألة شكلية يجب أن لا نتوقف عندها العدد 77 الاثنين 27/11/2006. يقول العلامة محمد رشيد رضا: في تلك الآية عَلَّل الله تعالى هذا الأمر بالستر بأن تُعْرَفَ به المرأة المؤمنة أنها مؤمنة حرة، فيمتنع المنافقون والفساق من إيذائها، فالعلة هي الخوف عليها من أشرار الرجال لا الخوف منها، ومازال الرجال يسيئون الظن بالمرأة التي تُظْهِرُ محاسنها وزينتها، ومازالوا يؤذونها،ومازالوا يطمعون فيها، وما زال أهل الدين والعفة يتجنبونها -[ وأفضل ما ينبيك عن ذلك ثورة الهياج الجنسي الأخير بمصر الذي جاء على أثر فضيحة الراقصة المصرية دينا. راجع موضوع التحرش الجنسي بروفة لسيناريو الفوضى القادم للكاتب حلمي النمنم. الدستور العدد 88 ، 22نوفمبر 2006. يقول الكاتب: التحرش ليس جديدا ولا هو طارئ على الشارع المصري نحن نرى التحرش كل يوم وفي معظم المناطق، تحرشا باللسان، وباليد، وبما هو أكثر من ذلك، وحكايات التحرش في زحام المواصلات العامة وفي طوابير الجمعيات لا تفارق الذاكرة، وليتنا نتذكر مع أنفسنا جيدا أن ميدان العتبة التي لم تعد خضراء شهد قبل سنوات وفي زحام الاستعداد للعيد واقعة اغتصاب متكاملة الأركان، وكانت حديقة الأزبكية قبلها مسرحا لعمليات اغتصاب علنية جهارا نهارا وهذه الحديقة يقترب منها مترو الأنفاق] . قال: وسبب نزول هذه الآية ( يا ايها النبي قل لأزواجك ....... ) أنَّ المؤمنات الحرائر كُنَّ يلبسن كملابس الإماء الفواجر على عادات الجاهلية، وكثيرا ما كانت المرأة تُلقي الِقناعَ على رأسها، وتَسْدِلُه من وراء ظهرها، فيكون جيُب الدرع- فتحة الرأس- مفتوحاً على نحرها وصدرها، وكن يلبسن الجلابيب في بعض الأوقات دون بعض[ والجلباب هو الملحفة والملاءة التي تلبس فوق الثياب كلها ] ، فإذا خرجن ليلاً إلى الغيطان لقضاء الحاجة يلقين الجلابيب أو يسدلنها وراءهن، فكان بعض الفتيان يعرضن في الطرق لمن يرونها غير مبالغة في الستر لحسبانها أمة، لأن الأمة هي التي كانت تتعمد إظهار محاسنها،وهي التي تبذل عرضها، فاتخذ هذه العادة بعض المنافقين ذريعة لإيذاء المؤمنات، فأمر الله أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم وبناته وسائر نساء المؤمنين بأن يدنين عليهن فضل جلابيبهن فيسترن بها رؤوسهن وصدورهن لكي يُعرَفَ أنهن مؤمناتٌ حرائر، فلا يؤذيهن الفساق خطأً، ولا يكون للمنافق الخبيث أن يعتذر عن إيذائهن عمدا، وأنزل الله بعدها قوله (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً) ،[ الأحزاب 60، وراجع نداء إلى الجنس اللطيف 178 .] إيذانا بأن الطعن في الحجاب والانتقاص من شأنه هو من الأراجيف التي يُتْقنُها المنافقون والذين في قلوبهم مرض، وأنَّ علاج هذا الداء يكون في أمرين :إنزال العقاب الأليم ،أو النفي والإبعاد والطرد، وقد ذكر الشافعي وأحمد أن التغريب جاء في السنة في موضعين: أحدهما قول النبي صلى الله عليه وسلم في "الزاني إذا لم يحص جلد مائة وتغريب عام" .الثاني في المخنثين ،وذلك لما أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال: لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء وقال "أخرجوهم من بيوتكم" قال فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلانا وأخرج عمر فلانة"– قال الحافظ في الفتح : وفي هذه الأحاديث مشروعية إخراج كل من يحصل به التأذي للناس عن مكانه إلى أن يرجع عن ذلك أو يتوب [ فتح الباري 10/ 410] وفي سنن أبي داود عن أبي يسار القرشي عن أبي هاشم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتى بمخنث وقد َخضِب رجليه ويديه بالحِنَّاء فقال: ما بال هذا؟ فقيل يا رسول الله يتشبه بالنساء، فأمر به فنُفي إلى النقيع"، فقيل يا رسول الله ألا تقتله؟ فقال " أني نُهِيتُ عن قتل المصلين" قال ابن تيمية في التفسير الكبير: فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بإخراج مثل هؤلاء من البيوت فمعلوم أن الذي يُمَكِّنُ الرجالَ من نفسه والاستمتاع به وبما يشاهدونه من محاسنه وفعل الفاحشة الكبرى به شرٌّ من هؤلاء، وهو أَحَقُّ بالنفي من بين أظهر المسلمين وإخراجه عنهم، فإن المخنث فيه إفساد للرجال والنساء، لأنه إذا تشبه بالنساء فقد تعاشره النساء ويتعلمن منه وهو رجل فيفسدهن، ولأن الرجال إذا مالوا إليه فقد يُعرِضون عن النساء، ولِأَنَّ المرأة إذا رأت الرجل يتخنث فقد تترجل هي وتتشبه بالرجال فتعاشر الصنفين، وقد تختار هي مجامعة النساء كما يختار هو مجامعة الرجال، وأما إفساده للرجال فهو أن يمكنهم من الفعل به كما يُفْعَلُ بالنساء بمشاهدته ومباشرته وعشقه، فإذا أُخْرِج من بين الناس وسافر إلى بلد آخر ساكن فيه الناس، ووجد هناك من يَفْعلُ به الفاحشة، فهنا يكون نفيه بحبسه في مكان واحد ليس معه فيه غيره، وإن خيف خروجه فإنه يقيد. قال ابن تيمية: هذا هو معنى نفيه وإخراجه من بين الناس ،وقد روي أن هِيتا- اسم المخنث- لما اشتكى الجوع أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل المدينة من الجمعة إلى الجمعة يسأل ما يقيتة إلى الجمعة الأخرى. إن منظومة الحجاب المتكاملة قد حفظ الله بها الأمة من أن تقع فيما وقعت فيه أمم الحضارات الكبرى قبلها حيث صارت بالمرأة المتفسخة أثراً بعد عين.لقد كانت اليونان قديما هي أرقى الأمم حضارة وازدهار مدنية، وكانت المرأة في عصرهم البدائي في غاية من الانحطاط وسوء الحال إذ كانت على وفق أساطيرهم هي ينبوع جميع آلام الإنسان ومصائبه، ثم تغير حالها بسبب ذيوع العلم وانتشار أنوار الحضارة، فارتفعت مكانتها وأصبحت أحسن حالا وأرفع منزلةً من ذي قبل، وكان عفافها في تلك المرحلة وتَصَوُنُها من أغلى وأنفس ما يحرصون عليه، ثم جعلت الشهوات النفسية تتغلب على أهل اليونان حتى جرفهم تيار الغرائز البهيمية والأهواء الجامحة، فتبوأت العاهرات والمومسات مكانة عالية في المجتمع لا نظير لها في تاريخ البشرية كله، وأصبحت بيوت العاهرات مركزا يؤمه سائر طبقات المجتمع، ومرجعا يلجأ إليه الأدباء والشعراء والفلاسفة، وأصبحت تلك العاهرات القطب الذي تدور حوله رحى الأمة اليونانية، فكن رأس أنديه العلم ومجالس الأدب، وكانت المشاكل السياسية تحل عُقَدُها وتفك ُمُعْضَلاتُها تحت أ قدامهن، وتبدلت مقايس الأخلاق عندهم إلى حدٍّ جعل كبار فلاسفتهم وعلماء الأخلاق فيهم لا يرون في الزنى وارتكاب الفحشاء غضاضة يلام عليها المرء ويعاب، وخضعت لأخلاقهم وغرائزهم ديانتُهم، وانتشرت فيهم عبادة إفروديت. [كان من قصتها عندهم في الأساطير أنها خادنت ثلاثة آلهة مع كونها زوجة إله خاص، وأيضا كان من أخدانها رجل من عامة البشر، ومن بطنها تولد كيوبيد إله الحب نتيجة اتصالها بذلك الخدن البشري. راجع الحجاب لأبي الأعلى المودودى 14، 15.] ولما انتشرت عبادة إفروديت في اليونان أصبحت مواخير الدعارة وأماكن الفجور مركزا للعبادة، وأصبحت المومسات متنسكاتٍ و خوادم للمعابد، وعظم شأن الزنى إلى أن ألبسوه كساءاً من العمل الديني المبرور، ثم سقطت اليونان ولم يكن نصيبهم المجد والرقي بعد ذلك مرة أخرى. [ السابق] وفي الرومان حدث نفس الشيء، فالعفاف كان يُنظرُ إليه إبان مجد الجمهورية الرومانية بعين الإجلال، وما كان عندهم مُباحا ولا مَرضيا في أخلاقهم أن يتعاشر الرجل والمرأة بدون عقد مشروع، وما كانت المرأة تتبوأ مكانة العز والكرامة في المجتمع إلا إذا كانت أُمًّا لأسرة، وما كان حظُّ المومسات عند العامة إلا الازدراء والتعيير. ثم أصاب الرومان ما أصاب اليونان، فأخذت الأخلاق تتبدل وتتقلب بسبب ما أُترِفُوا فيه شيئا فشيئا ،حتى انقلب الأمر رأساً على عقِب، ولم يبق لعقد الزواج عندهم معنى سوى أنه عقد مدني( civil contract ) يتوقف بقاؤه ومُضيُّهُ على رضا المتعاقدين، وأصبحوا لا يأبهون بتبعات العلاقة الزوجية كثيرا، وقد بلغ من كثرة الطلاق الذي كان يقع لأتفه الأسباب أن جعلت النساء يعُدُّون أعمارهن بأعداد أزواجهن. ولما تراخت عُرَى الأخلاق ومعالم الآداب في المجتمع الروماني إلى هذا الحد اندفع تيار من العرى والفواحش وجمحت الشهوات، فأصبحت المسارح مظاهر للخلاعة والتبرج الممقوت والعرى المشين، وُزيِّنت البيوت بصور ورسوم كلها دعوة سافرة إلى الفجور والدعارة والفحشاء، وراجت مهنة المومسات والداعرات، وانجذبت إليها نساء البيوتات، ونالت مسرحية فلورا ( flora ) حظوة عُظمى لدى الروم لكونها جاءت حاشدة بالنسوة العاريات، وكذلك انتشرت الحمامات العامة المشتركة التي يستحم فيها الرجال والنساء عراة بمرأى ومسمع من الناس، وكان الأدب الرائج فيهم هو ما يعبر عنه الآن بالأدب المكشوف الذي يأتي بغير قناع من مجاز أ وكناية، وكان من جَرَّاءِ ذيوعِ تلك الأخلاق تصدع بنيان الدولة، وإعلان استعدادها للانهيار،فتمزقت كل مُمَزَّقٍ ، وهكذا كان مصير أوربة المسيحية، وبابل الفارسية، وهند المزدكية. لقد كان الحجاب عاصماً للأمة كلها وملاذا، لا تكاد تسقط في ناحية حتى تهتف بها معالم الإيمان عند النساء في بقية النواحي فيوقدن بهذا الحجاب وما ظاهره من دعامة النقاب والحمية لها نار الغيرة على الأعراض في الأمة،فلا تلبث طويلا حتى تسترد عافيتها وتنهض من كبوتها. لكن يبدو أن من مطالب العولمة الآن بث الخنا وتيسير أمر الفجور رسميا في العالمين
صدر عن جبهة علماء الأزهر في الرابع من رجب الفرد 1430هـ
الموافق 27 من يونية –حزيران- 2009م.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-05-2009, 05:16 PM
د. حازم د. حازم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا على النقل الطيب
ولكن الى متى يقتصر جهود علماء الازهر على الكلمات الرنانة؟
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-05-2009, 05:41 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

أنه يأتي في آخر الزمان أقوام أخر قصدهم التلاوم
(فاقبل بعضهم على بعض يتلاومون قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين)
(إنّ الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم)
جزاكم الله خيرا أخى الكريم
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-05-2009, 05:45 PM
عبدالملك مروان الخليفه عبدالملك مروان الخليفه غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

كلام طيب جزاك الله خير
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-06-2009, 03:04 AM
أم الزبير محمد الحسين أم الزبير محمد الحسين غير متواجد حالياً
” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “
 




افتراضي

الله المستعان
جزاكم الله خيراً
وأحسن الله إليكم
التوقيع



عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:58 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.