انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-16-2011, 10:53 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي موسوة الافكار الدعوية المتنوعة

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



اولا أفكار دعوية للمراة


المرأة الداعية


عملها خير تكريم لها على مر العصور

عندما خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام خلق من ضلعه حواء كي تكونا عوناً له في الأرض وجعل المحبة والألفة في الرابط والأساس بين الزوجين وذلك لقيام أسرة مسلمة تكون بمثابة اللبنة في المجتمع المسلم الكبير، وعلى الجانب الآخر من الحياة الزوجية القويمة نجد مشكلة الخيانة الزوجية والتي لها أسباب وتبعات عديدة ليست على الفرد فحسب بل تشمل الأسرة والمجتمع كله، وفي هذا التحقيق سوف نحاول أن نلقي الضوء على هذه المشكلة الهامة لما لها من أثر مدمر.
د.سلمان العودة

الدعوة إلى الله أمر موجه إلى الرجال والنساء على حد سواء، وحث عليها القرآن والسنة النبوية الشريفة وحين تتحمل المرأة مسؤولية هذه المهمة، فإن عليها أن تعمل وتنطلق في عملها من قيم وتعاليم الإسلام، وقد صنعت الرسالة المحمدية داعيات إلى الله منذ بداية انطلاقها، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول في السيدة خديجة رضي الله عنها في الحديث: «لا والله ما أبدلني الله خيراً منها.. آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس.. وواستني بمالها إذا حرمني الناس.. ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء..»

فكانت أول من نصر الإسلام، وأول من ساهمت في إقامة الدعوة الإسلامية، ووضع اللبنات الأولى فيها، وكذلك السيدة عائشة رضي الله عنها حين قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم: «خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء»

وهذا دليل على قوة المستوى الدعوي والعلمي للمرأة في الإسلام، ولكن كيف تقوم المرأة بواجب الدعوة إلى الله؟ وما هي الوسائل لذلك، وكيف تكون المرأة داعية ناجحة؟

وغير ذلك من الأمور التي تشكل مفهموم المرأة الداعية، والبشرى من خلال هذا التحقيق تقوم برصد وتكوين رأي خلاصته أن للمرأة دور في الدعوة إلى الله لا يقل عن دور الرجل، وإليكم التحقيق:

تقول د/هيفاء السنعوسي الأستاذة بكلية الآداب جامعة الكويت: أود أن أؤكد على أهمية دور المرأة في الدعوة وأن هناك دوراً مطلوباً يتمثل في ضرورة أدائها لعملها بكفاءة لأنها بذلك ستعكس صورة مشرقة للمرأة المسلمة، فالمرأة نصف المجتمع وهي دعامة أساسية في بنائه ولا غنى عنها، والمرأة المسلمة بطبيعة الحال تحرص على مرضاة الله بإخلاصها في العمل وعدم التقاعس في جميع الأحوال، وهذا لا يعني أن تنصر إلى عملها بشكل يدفعها إلى التقصير في أداء مهمتها الأساسية في بناء أسرة مثالية.

مهمة نبيلة

أما فيما يتعلق بإسهامات المرأة في العمل الدعوي، فهي تستطيع أداء هذا العمل بشتى السبل، وأبرزها حرصها على ان تتحلى بالأخلاق الفاضلة، وأن تعكس سلوكيات نبيلة تلفت انتباه الأخريات لها فنحن عندما نرى شخصاً مخلصاً في عمله يراعي الله فيما يقول ويفعل، ويحرص على تطبيق القيم والمثل العليا، ويعتز بإسلامه ويشعر بالفخر والانتماء إليه، نسعد بصحبته وبالاستماع إلى حديثه، وهكذا الأمر بالنسبة للمرأة المسلمة، فمتى ما نجحت في جذب قلوب الأخريات إليها من خلال أخلاقياتها وسلوكياتها ومواقفها المختلفة، فإنها ستنجح في أداء رسالتها الدعوية، هذا مع ضرورة الابتعاد عن أسلوب الوعظ المباشر أمام الأخريات، الذي قد يجرح مشاعر المنصوحات وينفرهن والشاهد في ذلك قول الإمام الشافعي رحمه الله الذي أنشد:

تعمدني بنصحك في إنفرادي *** وجنبني النصيحة في جماعة
فإن النصح بين الناس نوع من*** التوبيخ لا أرض استماعه
الدعوة عن طريق الوظيفة

أما عن طريق الدعوة تقول السنعوسي: "إن المرأة تستطيع أن تحقق ذلك، فكما ورد عن أحد السلف (المؤمن كالسراج، أينما وضع أضاء) وهكذا المرأة أينما حلت فهي داعية إلى الله، فهي تدعو زوجها وترشده إلى ما ينبغي أن يكون عليه فالزوج راعي وهي الساعد له في تلك الرعاية، كذلك تستطيع دعوة أخواتها المؤمنات من خلال التزامها بقواعد وتعاليم الإسلام، وتفقهها في الدين وحثهن على الالتزام بذلك، وكذلك غير المسلمات عن طريق الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والتحلي بالأخلاق الإسلامية التي يكون لها أثر في إسلام الكثير من غير المسلمات.

وتضيف بأن المرأة تستطيع الدعوة من خلال عملها، سواء كانت معلمة أو طبيبة أو ممرضة أو مهندسة من خلال التزامها في عملها وحرصها مع تطبيق ما أمر الله به مع الأخريات، ولذلك ينبغي على المرأة الاجتهاد في علمها، فهو من أقوى السبل في الدعوة إلى الله.

نصف المجتمع

وعن دور المرأة كداعية وكيفية القيام بذلك الدور، تقول الداعية د/ عزة الرباط التي لها باع طويل في العمل الدعوي، قال الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} [التوبة: 71]

فلقد اجتهد المسلمون في نشر دعوتهم عبر وسائل الإعلام في عهد الرسالة وعبر وسائل أخرى أضافوها وأبدعوا فيها، فكانت المكتبات الإسلامية مثلاً وسيلة إعلامية مبتكرة انطلقت من المساجد وكانت الأسواق بمثابة مؤتمرات وندوات فكر، وانتشر بناء المدارس، وكان الجهاد والتسامح الديني والقدوة الحسنة من أهم وسائل الإعلام الإسلامي، كما وجدت مجالات خاصة بالدعوة النسائية تتعامل وفق هذه الوسائل كلها، فالمرأة نصف المجتمع، تلد وتربي النصف الآخر والمربية هي التي تصوغ القيم والمفاهيم عامة، والإعلامية منها خاصة، وهذه وظيفة المرأة أساساً.

وأشادت الرباط بالمرأة قائلة: "إن المرأة فيها المروءة والعفة والإنسانية وهي التي سمع الله قولها وهي تجادل، وهي التي رد عليها ابنها كي تقر عينها ولا تحزن، ولتعلم أن وعد الله حق، وهي التي أنزل الله فيها من الآيات ما ثبت به فؤادها قال تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ} [آل عمران: 195]

كما وردت كلمة المرأة في القرآن 24 مرة، من امرأة آل عمران إلى امرأة العزيز التي أكرمت مثوى يوسف، ومن المرأة العاقر إلى المرأة التي بشرناها بإسحاق نبياً، ومن بلقيس التي ملكت وأوتيت من كل شيء إلى الفتاتين ابنتي شعيب ورأيهما السديد، ومن امرأة فرعون التي طلبت الجار قبل الدار {رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [التحريم: 11] إلى تلك المؤمنة رضي الله عنها التي وهبت نفسها لخير خلق الله صلى الله عليه وسلم.

ويقابلهن تلك التي قدرناها فكانت من الغابرين، وامرأة نوح وامرأة لوط وحمالة الحطب، فالقرآن الكريم أعلم عن المرأة بكل أحوالها وأخبر عن كل أدوارها، والأمر الإعلامي الخاص للنساء في القرآن الكريم انطلق من بيت النبوة، فقال تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً} [الأحزاب: 34]

فما الذي يتلى في بيت النبوة سوى القرآن الكريم، وآداب الإسلام الرفيعة وتعاليمه السمحة، وفعل الأمر (قلن) و(اذكرن) هو أمر بالتبليغ والإعلام لنساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة ولنساء المسلمين عامة.

نساء العصر النبوي

وقدمت د/الرباط نماذجاً متعددة لدور المرأة الإعلامي في العهد النبوي محدثة عصرها، والنابضة بالذكاء والفصاحة والبلاغة، السيدة حفصة بنت عمر أم المؤمنين رضي الله عنها، وقد تمثل الدور الإعلامي لحافظة المصحف الشريف في رواية 147 حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان لها عشرون تلميذاً وغيرها من مشاهير نساء العصر النبوي.

وافدة النساء

ومازالت الرباط تذكر لنا إعلاميات جليلات فتقول: وأسماء بنت يزيد خطيبة النساء من المحدثات الفاضلات ومن ذوات العقل والدين فقد جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: أنا وافدة النساء إليك.. وتقدمت إليه بشكواها فأجابها صلى الله عليه وسلم وقال: «اعلمي من خلفك من النساء» أليس قوله صلى الله عليه وسلم اعلمي (إعلام) وقد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم 81 حديثاً كما روى عنها العديد من الصحابة والتابعين وروى عنها الترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه.

تعتيم إعلامي

وتأسفت الرباط لإهمال إعلامنا الإسلامي لأسماء نساء تم التعتيم على سيرتهن العطرة والتي منهن صفية بنت شيبه العبدرية، وهي راوية من راويات الحديث الثقات، روت 116 حديثاً، روت عن عائشة وأم حبيبة وأم سلمة، وخرجت 19 تلميذاً روى عنها الحسن بن مسلم وقتادة وأم صالح بنت صالح روى عنها أبو داود والنسائي وابن ماجه.

وهناك أيضاً أم كرز الخزاعية التي روت خمسة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وخرجت سبعة تلاميذ ورتبتها ثقة من الصحابة وكذلك أم الحصين بنت إسحاق هل سمعتم بها أيضاً؟

فقد روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 27 حديثاً ولها تلميذاً واحداً وغيرهن كثيرات من النساء اللاتي لهن باع في نشر الإسلام.

وتساءلت الرباط ألا يشير هذا إلى احترام الإسلام لدور المرأة في الحياة ولدورها الدعوي بصورة خاصة!!

ورداً على سؤالنا لماذا لا نجد دعوة نسائية قوية؟ وما هي التحديات التي تواجه العمل الدعوي النسائي؟

أجابت د/الرباط انطلقت في العالم الإسلامي دعوات نسائية من المدراس والجمعيات والمساجد وغيرها، لكن هذه الدعوات لم تكن جذابة بالقدر الكافي، وغير فعالة، ولم تكن على مستوى الإسلام بشموليته كذلك لم تكن على مستوى العصر بانفتاحه.

وأكدت على ضرورة تفعيل دور الداعيات في الميادين كافة لينهضن بواقع المراة المسلمة، فذلك مطلب شرعي وضرورة اجتماعية، كذلك لابد للداعية من الانتظام في عمل جماعي، فهو الأقدر على تشريد الجهود واستثمارها على الوجه الأمثل.

وأشارت الرباط إلى أن الداعية المسلمة التي انطلقت في عمر الشباب وأعطت كل وقتها وجهدها لدعوتها، غالباً ما تنقطع عن المجال الدعوي حال انتقالها لبيت الزوجية حيث ظروف جديدة والتزامات بواجبات إضافية، لكن بالرغم من ذلك فهي النموذج الإسلامي للدعوة بالقدوة الحسنة مع الزوج وأهله، ومع الجيران ومع مجتمعها الجديد، والأهم من ذلك دورها كأم مربية لأطفالها فالتربية الراشدة الناضجة هي الضمان الأول لكل نهضة والبيت هو المدرسة الأولى لتلك التربية وصلاح هذه الأمة لن يبدأ إلا من البيت بل من الأم نفسها.

ثقافة الداعية

وأشارت إلى أننا بأمس الحاجة إلى داعيات مؤمنات مثقفات يفهمن معنى المعاصرة.
ويؤمن بضرورتها بقدر تمسكهن بشريعة الإسلام وروحه، فيخرجن لنا أجيالاً تكون المرأة فيها متقدمة ومتفوقة دنيوياً بالعلم، ملتزمة بأوامر الشرع، فتتحقق المعادلة الصعبة بالجمع بين العلم والدين.

تحديات تواجه الداعية

وعن أهم التحديات التي تواجه المرأة المسلمة الداعية قالت الرباط: جهلها بالإسلام وبحقوقها كذلك تشويه صورة المرأة إعلامياً ولذا لابد من تفعيل دور الإعلام في الدعوة إلى الله.

وتساءلت د/ الرباط لماذا لا نستفيد من التقنيات المتاحة، فتكون لنا مواقع على الإنترنت يديرها أشخاص متخصصون يمتلكون مفاتيح الإسلام من صدق ومحبة وعطاء، فيفتحوا بها مغاليق العقول والقلوب، فالإعلام الغربي يستخدم الإنترنت في التبشير عبر مواقع وبرامج المحادثة (الدردشة) فلماذا لا نواجه الغرب بإعلام علمي جذاب مدروس ولنا في حادثة فتح سمرقند أكبر دليل على ذلك فالمسلم خلق ليقود التيار لا ليقوده التيار.

الشعور بالنقص

وحول العقبات التي تعترض المرأة الداعية يقول الشيخ/ سلمان بن فهد العودة "هناك عقبات نفسية، منها الشعور بالتقصير، فكثير من الداعيات يشعرن بأنهن لسن على مستوى المسؤولية التي ألقيت عليهن، وهذه في الحقيقة مكرمة وليست عقبة، إذ أن المشكلة تكون إذا شعرت الفتاة بكمالها وأهليتها التامة، فمعنى ذلك أنها لن تسعى إلى تكميل نفسها أو تلافي عيوبها، ولن تقبل النصيحة من الآخرين، أما شعورها بالنقص أو التقصير فهو مدعاة إلى أن تستفيد مما عند الآخرين، وأن تقبل النصيحة وكذلك التهيب من الدعوة والكلام أمام الآخريات وهذا لايزول إلا بالتجربة والممارسة ففي البداية من الممكن أن تتكلم الفتاة وسط مجموعة قليلة، أو أن تلقي حديثاً مفيداً ولو كان مكتوباً، ثم مع مجموعة أكثر، كأن تشارك في المسجد أو في الدروس التي تقام في المدرسة ثم تبدأ بعد ذلك في إعداد بعض العناصر، ثم بعد ذلك عليها أن تلقي كلمة بطريقة الإيجاز، ولابد من التدرج وإلا سيظل الرجل والمرأة كل منهم يقول ما لايستطيع فعله.

البيئة

ثم انتقل الشيخ/ العودة إلى عقبة أخرى وهي العقبات الاجتماعية، قائلاً: إن فساد البيئة التي تعمل فيها المرأة الداعية يؤثر عليها تأثيراً شديداً، وأوضح الشيخ العودة أن الحل في إزالة تلك العقبات أو تخفيفها يكون عن طريق مواصلة العلماء، أو طلاب العلم والدعاة الغيورين بكل ما يحدث داخل تلك المجتمعات وأيضاً من الحلول، النزول للميدان مهما كانت التضحيات، فالهروب من هذه المجالات عبارة عن هدية ثمينة تقدمها بالمجان للعلمانيين والمفدسين في الأرض، وأرى اجتهاداً ضرورة خوض هذه الميادين وتحمل الفتاة ما تلقاه في سبيل الدعوة إلى الله عز وجل إلا إذا خشيت على نفسها الفتنة، ورأت أنها تسير عليها فعلاً، فحينئذ يجب أن تظل الدعوة هاجساً قوياً.

مجمعات نسائية

ومازال الشيخ/ العودة يقدم الحلول قائلاً: يجب على الدعاة والتجار والمخلصين أن يسعوا جاهدين إلى إقامة مؤسسات إسلامية أصيلة، فلم يعد مستحيلاً إنشاء مستشفى نسائي خاص أو إقامة أسواق نسائية خاصة، بل هي موجودة بالفعل ويجب أن توسع وتطور كما لم يعد مستحيلاً إقامة مدارس نسائية خاصة ولا جامعات خاصة بالنساء في كل بلد إسلامي.

ويرى أن عدم التجاوب من الأخريات من العقبات التي تواجهها المرأة الداعية ورفض البعض الدعوة.
وعن أسباب عدم التجاوب مع المرأة الداعية، يرجع الشيخ العودة ذلك إلى صفات تعود إلى المدعوة نفسها، وذلك كأن تكون شديدة الانحراف، أو طال مكثها في الشر، وأصبح خروجها منه ليس بالأمر السهل، وهذا يعالج بالصبر وطول النفس والأناة، وتكثيف الجهود وربط هذه الفتاة ببيئة إسلامية جديدة، تكون بديلاً عن البيئة الفاسدة التي تعيش فيها.

ويقول هناك أسباب ترجع إلى الداعية نفسها، كعدم استخدامها الأسلوب المناسب الذي يتسلل إلى قلب المدعوة ويؤثر فيها.
وقد يعود ذلك إلى غلظتها وقسوتها أو شدة تركيزها على أخطاء الأخريات أو شعورهن بأن الداعية تمارس نوعاً من التسلط مما يحرضهن على مخالفتها ومعاندتها.

ويحدد الشيخ/ العودة العلاج ويحصره في حرص الداعية على استخدام أسلوب الالتماس والعرض والتلميح دون المراجهة كلما أمكن ذلك، وإلا تشعر الأخريات باستعلائها عليهن أو أنها فوقهن، وكذلك من العلاج العناية بشخصية المرأة عقيدة وثقافة وسلوكاً ومظهراً.

وأيضاً عدم تتبع الزلات والعثرات، فذلك ليس من الأسلوب التربوي فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثني أحياناً ويمدح الإنسان بخصال الخير الموجودة فيه حتى ينمو هذا الخير ويكبر ويقتدي به الآخرون.

صفات مطلوبة

وعن صفات المرأة الداعية، يقول الشيخ/ العودة:

الصفة الأولى: هي العلم بما تدعو إليه، فلا يمكن أن تدعوا إلى شيء وهي لا تعلمه، هل هو من الشرع أو لا؟ هل هو من العبادات أم من العادات؟ هل هو من الأمور الدينية أم من التقاليد الاجتماعية الموروثة؟

الصفة الثانية: القدوة الحسنة، قال الله تعالى على لسان نبيه شعيب عليه السلام: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: 88].

الصفة الثالثة: فهي حسن الخلق والتواضع ولين الجانب، ولعل غرس المحبة في نفوس المدعوات هو أول سبب لقبول الدعوة في حالات كثيرة.

الصفة الرابعة: هي الاهتمام بالمظهر الخارجي الذي يجب أن تتحلى به الداعية، فالمظهر هو البوابة الرئيسية التي لابد من عبورها إلى قلوب الأخريات.

الصفة الخامسة: هي الاعتدال في كل شيء في المشاعر بين الإفراط والتفريط.


دور المرأة الطبيبة

وحول دور المرأة في مجال الطب ودعوة غيرها من الجاليات المتختلفة تقول د/نباته البرغش: كان للمرأة المسلمة منذ فجر الإسلام دوراً كبير في الدعوة إلى الله، ونشر هذا الدين فالمرأة صانعة الرجال ومربية الأجيال كما كان للمرأة مكانتها العظيمة في الإسلام، ونخص بالذكر هنا المرأة العاملة في مجال الصحة، فينبغي عليها أن تحرص على تقوى الله ومراقبته والالتزام بالدين وواجباته، والمحافظة على الزي الإسلامي مع اعتزازها بدينها والتحلي بآدابه وسلوكه والتخلق بأخلاق الإسلام.

وأكدت أن بإمكان كل امرأة عاملة في المجال الطبي، أن تكون داعية إلى الله، إذا التزمت بهذه الضوابط وتمنت البرغش أن تكون هناك دعوة نسائية داخل المؤسسات الصحية، مذكرة بأهمية الدعوة القولية أو الدعوة بإحدى الوسائل السمعية كالكاسيت أو المقروءة كالكتب والنشرات كما تقوم به لجنة التعريف بالإسلام.

سعادة الدنيا والآخرة

وأشارت إلى أن قيام المسلمة العاملة في الصحة بالدعوة عنصراً فعالاً في بناء مجد الدين والأمة، وتضمن به سعادة الدنيا والآخرة تحقيقاً لقوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]

أما عن كيفية تحقيق الداعية العاملة في المجال الطبي هدفها الدعوي فقالت البرغش، لابد أن تقف المرأة الطبيبة عند أهمية الدراسة والتدريب، والانخراط في دورات متخصصة لإعداد الداعيات لتتماشى مع أسلوب حياتها العملية.

مؤكدة أن النجاح يحتاج إلى تخطيط ودراسة، ومتابعة وتحديد أهداف محدده في مراحل معينة، وأن تتدرب تدريباً منظماً على أيدي داعيات لهم باع طويل في مجال الدعوة.

ونوهت إلى أن الداعية ينبغي عليها التوقف عند مضامين قرآنية كما توقف عندها الآخرون، ففي قوله تعالى {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: 125]

افتتحت بفعل أمر {ادْعُ} وفعل الأمر هذا كما تنص القاعدة الشرعية يعني الوجوب، والوجوب هذا أنصب لبيان قاعدة أساسية في الدعوة إلى دين الله.

فالحكمة وحدها على عظم أهميتها لن تكفي وهكذا هو حال الموعظة، فكل منها لن تؤدي الغرض منها دون أن تجمعها وتكسبها بكساء حسن.

مجلة البشرى
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-16-2011, 04:41 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكِ ولي عودة إن شاء الله للقراءة .
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-20-2011, 06:51 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فما أجملها من مواقف تجعلها المرأة الداعية نبراساً لها في سيرها في طريق دعوتها تلك المواقف الصادقة من تلك النساء التي نحتها التاريخ في جبين الدهر لتبقى شاهدة على صدق تلك النوايا.
ونحن في سيرنا في هذا الطريق كم نحتاج إلى قدوات نجعلهم نجوماً نهتدي بها في سماء دعوتنا ليُنيروا لنا الدرب ممن تربوا في مدرسة الدعوة وتعرفوا على جوانبها فعرفوها وساروا بخطىً واثقة فهذه جملة من سير هؤلاء النساء لنسير بسيرهن ونحتذي بحذوهن أحببت أن أجعلها بين يديك أُخيتي المباركة فأقرئي هذه الصفحات وخذي منها الصواب ودعي منها ما جانبه أسال الله لي ولكم التوفيق والسداد والهداية والرشاد وأساله أن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.



(*) تطمين الزوج وتثبيته في طريق دعوته
(1) خديجة بنت خويلد رضي الله عنها :
أُخيتي الداعية :
إن من أروع الأمثلة التي ضربت في مواقف النساء الداعيات هو موقف خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلمحينما وقفت مع أعظم الدعاة وإمامهم وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم في أول بداية الدعوة حين نزول الوحي ذاك الأمر الجديد على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولتتأملي كيف كان تطمينُها للنبيصلى الله عليه وسلم حين جاء فزعاً يرجف فؤاده وليكن هو موقفك مع زوجك في تطمينه في دعوته وتثبيته على طول هذا الطريق فالرجل يحتاج إلى من يكون عوناً له من أهل بيته وإليكِ هذا الخبر :
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :(.. فرجع إلى خديجة يرجف فؤاده فدخل فقال زملوني زملوني فزمل فلما سرى عنه قال: يا خديجة لقد أشفقت على نفسي بلاء , لقد أشفقت على نفسي بلاء قالت خديجة: أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصدق الحديث وتصل الرحم وتحمل الكل وتقرئُ الضيف وتعين على نوائب الحق فانطلقت بي خديجة إلى ورقة بن نوفل بن أسد وكان رجلا ًقد تنصر شيخاً أعمى يقرأ الإنجيل بالعربية فقالت له خديجة : أي عم اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة: يا بن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي رأى من ذلك فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل على موسى يا ليتني فيها جذعاً يا ليتني أكون حيًا حين يخرجك قومك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أو مخرجي هم قال: نعم لم يأت رجل بمثل ما جئت به قط إلا عودي وأن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا )
عجباً لهذا الموقف من هذه المرأة كيف استطاعت تطمين زوجها وتهدئته والتخفيف عنه حينما ذّكرته بلطف الله عزوجل ثم ذّكرته بصفاته الحسنة ثم بذهابها به إلى من هو أعلم بمثل هذه الأمور وهو ورقة بن نوفل وهو من أحبار النصارى وابن عمٍ لخديجة رضي الله عنها .


(*)هكذا فليكن صبر الداعية مع زوجها من أهل الدعوة إذا ابتلي

(2) إليا بنت يعقوب زوجة نبي الله أيوب عليه السلام
أُخيتي الداعية :
وأنت تقرئين هذا المقطع تأملي ملياً كيف كان تحمل هذه المرأة وصبرها بعدما كانت من الغنى والنعيم وكيف صبرت على هذه الحال ليس يوماً ولا شهراً ولا سنة بل عدة سنوات تلك هي صفات من تربت في بيت نبوة وحقاً إنه صبر على حالة قد تأنف منها النفوس إلا النفوس الكبار فتأملي :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( أن أيوب نبي الله لبث به بلاؤه خمسة عشر سنة فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه قد كانا يغدوان إليه ويروحان فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم نعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين فقال له صاحبه وما ذاك قال منذ ثمانية عشر سنة لم يرحمه الله فكشف عنه ما به فلما راحا إلى أيوب لم يصبر الرجل حتى ذكر له ذلك فقال له أيوب لا أدري ما تقول غير أن الله يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتنازعان يذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق وكان يخرج لحاجته فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ فلما كان ذات يوم أبطأ عليها فأوحى الله إلى أيوب في مكانه أن اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب فاستبطأته فتلقته وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو أحسن ما كان فلما رأته قالت أي بارك الله فيك هل رأيت نبي الله هذا المبتلى والله على ذلك ما رأيت رجلا أشبه به منك إذ كان صحيحا قال فإني أنا هو قال وكان له أندران أندر للقمح وأندر للشعير فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض)
حقاً إنه من أروع أمثلة الصبر حيث صبرت على النبي المبتلى لأنها عاشت معه سنوات من أجمل سنوات العمر فلم تنسها لما كان في أحوج ما يكون إليها وهذا الجزء واضحاً لهما في نهاية الحديث لما شفاه الله وأبدله بقوله تعالى {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}


(*) حقاً إنه أغلى المهور

(3) أم سُليم الرميصاء بنت ملحان الأنصارية الخزرجية أم خادم النبي صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك رضي الله عنه.

أُخيتي الداعية :
لما يتذكر المسلم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في النساء وبركتهن عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :(خَيْرُهُنَّ أَيْسَرُهُنَّ صَدَاقًا) وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) يدرك حقاً أن عظمة المرأة في إيمانها وتقواها ودينها ولنتأمل موقف هذه الصحابية كيف جعلت من الإسلام مهراً لها :
عن أنس قال خطب أبو طلحة أم سليم فقالت :(إني قد آمنت فإن تابعتني تزوجتك) قال: فأنا على مثل ما أنت عليه فتزوجته أم سليم وكان صداقها الإسلام)
ما أروعه من موقف إن جعلنا مفاخرة النساء في طالبي الزواج منهن هو الدين لأن سعادة المرأة هو بزوجها الصالح المعين لها وكم تصدم كثير من الفتيات بمثل هذه الزخارف ثم ما تلبث أن تكون ممن يعض أصابع الندم ولات ساعة مندم فليكن من هذا الموقف لكي أُخيتي الداعية منطلقاً في ترغيب النساء باختيار الكفء من الرجال .


(*) تلك مشورة المرأة العاقلة

(4) أم سلمة رضي الله عنها .
أُخيتي الداعية :
كم يحتاج الرجل إلى زوجة عاقلة راجحة عقلٍ يسترشد بمشورتها ويستنير برأيها فما أجمل تلك الصفة حينما تكون في المرأة ولن تكون إلا لمن كان همها وهمتها عالية تناطح السحاب ولنعش مع هذا الموقف العصيب على النبي صلى الله عليه وسلم كيف كان حاله بتلك المشورة وبذلك الرأي السديد والصائب من راجحة العقل زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة رضي الله عنها .
لما كان يوم الحديبية وقد أحرم النبي صلى الله عليه وسلم بالعمرة ثم رد بعدم تم الإتفاق في بنود المعاهدة على عدم أداء العمرة في هذه السنة ..فكان هذا الموقف ..:
فَقَامَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال يا أَيُّهَا الناس انْحَرُوا وَاحْلِقُوا قال فما قام أَحَدٌ قال ثُمَّ عَادَ بِمِثْلِهَا فما قام رَجُلٌ حتى عَادَ بِمِثْلِهَا فما قام رَجُلٌ فَرَجَعَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ على أُمِّ سَلَمَةَ فقال يا أُمَّ سَلَمَةَ ما شَأْنُ النَّاس قالت يا رَسُولَ اللَّهِ قد دَخَلَهُمْ ما قد رَأَيْتَ فَلاَ تُكَلِّمَنَّ منهم إِنْسَاناً وَاعْمِدْ إلى هَدْيِكَ حَيْثُ كان فَانْحَرْهُ وَاحْلِقْ فَلَوْ قد فَعَلْتَ ذلك فَعَلَ الناس ذلك فَخَرَجَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ يُكَلِّمُ أحد حتى أتى هَدْيَهُ فَنَحَرَهُ ثُمَّ جَلَسَ فَحَلَقَ فَقَامَ الناس يَنْحَرُونَ وَيَحْلِقُونَ..)

نِعم المشورة من أم سلمة رضي الله عنها للقائد صلى الله عليه وسلم فقد أصابت مشورتها وعالج بها النبيصلى الله عليه وسلم هذا الموقف , وهذا يذكرنا بالمقولة التي تقول ( ما خاب من استشار ) والمستشار مؤتمن فلم يخب في مشورته وما استشارها صلى الله عليه وسلم إلا لمعرفته برجحان عقلها فالمرأة الداعية من أكثر من يستشار في واقع النساء لأنها عاقلة ومتعلمة فلتكن استشارتنا صائبة ومشوراتنا صادقة .


(*) يا لها من مراقبة لله

(5)المرأة الهلالية – جدة عمر بن العزيز

أُخيتي الداعية :
إن من الصعب جداً على النفس أن يطلب أحد الوالدين منك أمراً مخالفاً لشرع الله , ويالها من قوة إيمان أن تنطق بما يخالف المطلوب وبما يرضي الله متذكرة قول الله تعالى {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} ولنتأمل موقف هذه المرأة الداعية التي نطقت بمعنى الإحسان ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ...
يروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه نهى في خلافته عن مذق اللبن بالماء فخرج ذات ليلة في حواشي المدينة فإذا بامرأة تقول لابنة لها: ألا تمذقين لبنك فقد أصبحت فقالت: الجارية كيف أمذق وقد نهى أمير المؤمنين عن المذق فقالت :قد مذق الناس فامذقي فما يدري أمير المؤمنين فقالت: إن كان عمر لا يعلم فإله عمر يعلم ما كنت لأفعله وقد نهى عنه فوقعت مقالتها من عمر فلما أصبح دعا عاصما ابنه فقال :يا بني اذهب إلى موضع كذا وكذا فاسأل عن الجارية ووصفها له فذهب عاصم فإذا هي جارية من بني هلال فقال له عمر اذهب يا بني فتزوجها فما أحراها أن تأتي بفارس يسود العرب فتزوجها عاصم بن عمر فولدت له أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب فتزوجها عبد العزيز بن مروان بن الحكم فأتت بعمر بن عبد العزيز)
حقاً لقد صدقت فراسة عمر بن الخطاب وأنجبت بنتاً كانت أماً لإمام الزهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز الذي ساد في زمانه العدل وكثر المال وقل الفقراء وسيرته من أعجب السير .
وما أجمل أن يختار الأب زوجة ابنه بعناية تامة فصلاح المرأة نعمت عليها وعلى زوجها
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-20-2011, 06:56 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

المرأة والدعوة ... طريق الورد والشوك


لاشك أن الشيطان لن يترك دعاة الحق في مسيرتهم دون أن يضع لهم العقبات في طريقهم أملا في ثنيهم عن الوصول إلى أهدافهم وتحقيقها وإن لم يستطع فلا اقل من تعطيلهم وتأخيرهم ولذا نجد أن هناك عقبات كثيرة تعترض المرأة الداعية، كما يعترض الرجل الداعية عقبات أخرى كثيرة، فمن العقبات التي تعترض المرأة الداعية.

أولاً: عقبات نفسية:

الشعور بالتقصير:

إن كثيرًا من الأخوات الداعيات تشعر بأنها ليست على مستوى المسؤولية التي ألقيت عليها، وهذه في الحقيقة مكرمة وليست عقبة.
إن المشكلة تكون إذا شعرت الفتاة بكمالها أو أهليتها التامة، ومعنى ذلك أنها لن تسعى إلى تكميل نفسها، أو تلافي عيبها، ولن تقبل النصيحة من الآخرين؛ لأنها ترى في نفسها الكفاية، أما شعورها بالنقص أو التقصير، فهو مدعاة إلى أن تستفيد مما عند الآخرين، وأن تقبل النصيحة. وينبغي أن تعلم الأخت الداعية أنه ما من إنسان صادق، إلا ويشعر بهذا الشعور .
فكلما زاد فضل الإنسان، زاد شعوره بالنقص، وكلما زاد جهله وبعده، زاد شعوره بالكمال.
وباختصار فإنه ما دامت الروح في الجسد، فلن يكمل الإنسان، وكلما شعرنا بالتقصير وهضم النفس، كان أقرب إلى الله تعالى، وأبعد عن الكبر والغرور.

التخوف والإحجام

— والتهيب من الدعوة والكلام أمام الأخريات: وهذا لا يمكن أن يزول إلا بالتجربة والممارسة، ففي البداية: من الممكن أن تتكلم الفتاة وسط مجموعة قليلة، أن تلقي حديثًا مفيدًا -ولو كان مكتوبًا في ورقة-، ثم مع مجموعة أكثر، ثم تشارك في المسجد، والدروس التي تقام في المدرسة، ثم تبدأ بعد ذلك في إعداد بعض العناصر، ثم بعد ذلك يمكنها أن تلقي كلمة بطريقة الارتجال، ولابد من التدرج، وإلا ستظل المرأة، وسيظل الرجل يقول: لا أستطيع!

ثانيًا : عقبات اجتماعية:

فساد البيئة:

فإذا كانت البيئة التي تعمل فيها المرأة الداعية فاسدة، سواء كانت هذه البيئة: مدرسة، أو مؤسسة، أو مستشفى، أو معهدًا - فإن ذلك يؤثر على المرأة تأثيرًا شديدًا، ويضغط عليها ضغطًا كبيرًا.

حلول مقترحة:

هناك بعض الحلول يمكن أن تساهم في إزالة تلك العقبات، أو تخفيفها في بعض الأحيان، من أبرزها:

1- مواصلة العلماء، وطلاب العلم، والدعاة الغيورين بكل ما يحدث داخل تلك المجتمعات، إنها ليست أسرارًا ولاخفايا، كيف وهي تنشر في بعض الصحف العالمية، فإذا تحدثت طالبة- مثلاً- أو راسلت أحد الدعاة، حُقق معها، بحجة أنها نشرت أسرار الجامعة، أو نشرت أسرار المستشفى، كيف يحدث هذا؟!

2- ومن الحلول: النـزول للميدان مهما كانت التضحيات، فالهروب من هذه المجالات عبارة عن هدية ثمينة نقدمها بالمجان للعلمانيين والمفسدين في الأرض، وأرى-اجتهادًا- ضرورة خوض هذه الميادين، وتحمل الفتاة ما تلقاه في ذات الله – عز وجل - إلا إذا خشيت على نفسها الفتنة، ورأت أنها تسير إليها فعلاً؛ لضعف إيمانها، أو قوة الدوافع الغريزية لديها، أو ما شابه ذلك، فحينئذ السلامة لا يعدلها شيء. ويجب أن تظل الدعوة هاجسًا قويًا للأخت مع كل الأطراف، فلا تعين الشيطان على أخواتها الأخريات، فحتى تلك التي يبدو فيها شيء من الجفوة في حقها، أو الصدود عنها، أو سوء الأدب معها، يجب أن تتحمل منها، وتتلطف معها، وتضع في الاعتبار أنها من الممكن أن تهتدي، والله تعالى على كل شيء قدير: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [القصص:56] .

3- من الحلول: أنه يجب على الدعاة والتجار والمخلصين أن يسعوا جاهدين إلى إقامة مؤسسات إسلامية أصيلة نظيفة، مستقلة.
لم يعد مستحيلاً إنشاء مستشفى نسائي خاص، ولم يعد مستحيلاً إقامة أسواق نسائية خاصة؛ بل هي موجودة بالفعل، ويجب أن تطوّر وتوسع، ولم يعد مستحيلاً إقامة مدارس نسائية خاصة، وليس من المستحيل إقامة جامعات خاصة بالنساء، في هذا البلد، وفي كل بلد.
وقد رأيت بعيني جامعات تضم ألوف الطالبات في قلب أمريكا، ليس فيها طالب واحد على الإطلاق، مع أن دينهم ليس هو الذي أملى عليهم ذلك، ولكنهم رأوا في ذلك مصلحة ما.

عدم التجاوب من الأخريات:

من العقبات التي تواجهها المجتمعات الدعوية النسائية، عدم التجاوب من الأخريات من النساء، ورفض بعضهن للدعوة. فبدءًا أقول: هذه الأمة أمة مجربة، فلست أنت أول من دعا؛ وإنما دعا قبلك كثيرون وكثيرات، وكان التجاوب كثيرًا وكبيرًا، والكفار الآن يدخلون في دين الله أفواجًا، فمن باب أولى أن يستجيب المسلمون لله وللرسول إذا دعوا إلى ما يحييهم.

فأما أسباب عدم التجاوب فتنقسم إلى:

أ- أسباب ترجع إلى المدعوة نفسها :

وذلك كأن تكون شديدة الانحراف، أو طال مكثها في الشر، وأصبح خروجها منه ليس بالأمر السهل، وأصبحت جذورها ضاربة في تربة الفساد، أو صعوبة طبعها، وعدم ليونتها، ووجود شيء من العناد، وقد يكون ذلك راجعًا لوجود قرينات سوء يدعينها إلى الشر. وهذا كله يمكن أن يعالج بالصبر وطول النَّفَس، والأناة، وتكثيف الجهود، وربط هذه الفتاة ببيئة إسلامية جديدة تكون بديلاًَ عن البيئة الفاسدة التي تعيش فيها، وقد يكون عدم قبولها للدعوة؛ بسبب كبر سنها كما مرَّ، فيعالج ذلك بالوسائل المناسبة.

ب- أسباب ترجع إلى الداعية نفسها:

ومن هذه الأسباب التي تتعلق بالداعية نفسها: عدم استخدامها الأسلوب المناسب الذي يتسلل إلى قلب المدعوّة ويؤثر فيها، وقد يعود ذلك إلى غلظتها وقسوتها، أو شدة تركيزها على أخطاء الآخرين، أو شعور الأخريات بأن الداعية تمارس نوعًا من الأستاذية أو التسلط، مما يحرضهن على مخالفتها ومعاندتها؛ لأنهن يرين عملها هذا مسّاً للكرامة، أو جرحًا للكبرياء، والشيطان حاضر، فيؤجج في الفتاة مشاعر الكبرياء والعزة، فترفض الدعوة ولا تقبلها.



أما علاج هذه العقبة، فيمكن حصره في الأمور التالية:

أولاً: أن تحرص الفتاة الداعية على استخدام أسلوب الالتماس، والعرض، والتلميح، دون المواجهة ، كلما أمكن ذلك، وألا تُشعر الأخريات باستعلائها عليهن، أو أنها فوقهن، ولا تشعرهن بالأستاذية، أو التسلط عليهن.



ثانيًا: ومن العلاج: العناية بشخصية المرأة: عقيدة، وثقافة، وسلوكًا، ومظهرًا، ومخبرًا، دون إهمال الأمور المعنوية المهمة والأساسية، بسبب الاشتغال بالقضايا المظهرية فحسب.
ومع الأسف، إن تسعين بالمائة من الأسئلة التي تصلني، لا تكاد تتجاوز شعر الرأس إلى أكمام اليدين، أو حذاء القدمين!! أين عقيدة المرأة؟! أين أخلاقها؟! أين معرفتها بعباداتها؟! أين معرفتها بالصلاة، بالصيام، بالحج؟! أين معرفتها بحقوق الآخرين؟! أين.. أين..؟




ثالثًا: عدم تتبع الزلات والعثرات، فما من إنسان إلا وعليه مآخذ وله زلات، وليس من الأسلوب التربوي التركيز على ملاحظة الزلات، فقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يثني أحيانًا، ويمدح الإنسان بخصال الخير الموجودة فيه، وكتب المناقب في البخاري، ومسلم، وكل كتب السيرة مليئة بمثل ذلك، فيثنى على الإنسان بخصال الخير الموجودة فيه؛ حتى ينمو هذا الخير ويكبر، وحتى يقتدي به الآخرون في ذلك، وليس من شرط ذلك مدح الإنسان بشخصه فقط، ولكن مدح الفئة، أو الأمة، أو الطائفة بالخير الموجود فيهم، يدعوهم ذلك إلى مزيد من الخير، وإلى التغلب على خصال النقص الموجودة لديهم. ولا يمنع هذا أن يُلاحظ على الفتاة أحيانًا شيء من النقص، فتُنصح به في رسالة، أو حديث أخوي مباشر، أو مكالمة هاتفية… أو غير ذلك، لكن لا يكون هذا هو الأصل؛ بل يكون أمرًا طارئًا، حدث لوجود غلط معين.


رابعًا: عدم محاصرة المرأة المخطئة أو المقصرة، أو المسارَعة في اتهامها، فنحن لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس، ولا أن نشق عن قلوبهم، ومالنا إلا الظاهر، ولسنا مغفلين بكل تأكيد، لكننا لا نطلق لخيالنا العنان في تصور فساد مستور، أمره إلى الله تعالى، إن شاء عذَّب، وإن شاء غفر، والله تعالى يقول:"رحمتي سبقت غضبي "( )، فأحيانًا يتصور الإنسان فسادًا، أو يغلب على ظنه أنه واقع، لكن ليس هناك داعٍ للبحث عن حقيقته مادام أمره مستورًا، ليس عندك أدلة عليه، ولم يظهر لك، فدع أمر الناس للناس، فالأمور المستورة دعها إلى الله، فما ظهر منها شيء أخذناه به أما المستور فأمره إلى الله تعالى، وقد يتبين لك فيما بعد أن ما كنت تظنه، لم يكن صحيحًا، وأن الأمر كان بخلاف ذلك.
وبين اليقظة وسوء الظن خيط رفيع، فبعض الناس عنده تغفيل، والتغفيل مذموم، قد يرى الفساد فيتجاهله ويتغافل عنه؛ فينبغي أن يكون الإنسان يقظًا واعيًا مدركًا، وفي نفس الوقت ألا يسيء الظن بالآخرين


المصدر : الإسلام اليوم




رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-20-2011, 07:00 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

انثري بذور الخير .. وستنبت يوماً


قبل أيام..

كنت أتحدث مع إنسانة رائعة، تسعى بكل ما أوتيت لإصلاح الفتيات وجذبهن ودعوتهن، هي معلمة شابة يافعة.. لكنها ليست كباقي المعلمات، هي إنسانة لها أهداف عالية جداً وكبيرة جداً، تطاول عنان السماء..

كنت أتناقش معها في حديث عفوي وبسيط، عن حال الفتيات، وكيفية التواصل معهن وإصلاحهن ودعوتهن..

فقالت: المشكلة يا صديقتي أننا نحاول ونحرث ونبذر ونغرس.
لكن.. ما إن تبدأ أزهارنا الصغيرة بالنمو، حتى تؤثر عليها كل الظروف من حول الفتاة.
الظروف القاسية التي لا تسمح لوردة بالعيش في صحراء قاحلة.
فتذبل أزهارنا وتموت براعمنا الجميلة حين تخرج من أحضان المدرسة أو الجامعة أو الدار.
وتفقد المعلمة. الداعية- القدوة والصحبة الصالحة.
تبدأ العوامل الأخرى بالتأثير عليها، فتتغير الفتاة تدريجياً للأسف، وتعود كما كانت.


قالت وفي صوتها نبرة حزن:
- أحياناً يا صديقتي أحس أن جهودي بلا فائدة..!
ويوسوس لي الشيطان أن كل ما نفعله ونجتهد لأجله، هو عبث، في خضم هذه الفتن الهوجاء في زماننا، فأجد حماسي يقل، وعزيمتي تضعف..


ابتسمت لها وقلت:
- كلا يا صديقتي، لا تجعلي اليأس يتسرب إلى نفسك، فبذرة الخير، مهما طال عليها الزمن ومهما ذبلت نبتتها لا تموت بإذن الله، وستنبت يوماً من جديد، فلا تحزني..
إن من المهم أن نغرس في نفس الفتاة أنها هي المسؤولة عن نفسها، أن عليها أن تسير في طريق الحق بنفسها ولا تنتظر غيرها ليحثها عليه، لا صديقات ولا قريبات ولا حتى أم..
أن نغرس في نفسها أنها قوية وتستطيع أن تشق طريقها وسط كل ذلك وحدها إذا توكلت على الله وعلمت أنها في ابتلاء عظيم، وأنها في تحدي مع أعداء هذا الدين.


ثم قلت لها: سأسرد لك ما قد يقوي من عزيمتك:

قبل سنوات، كنت أُدَرَّس في مدرسة، وكان لدي عدد من الطالبات اللاتي أشغلتهن الحياة وملاهيها عن طاعة الله لم يكن سيئات جداً، لكن كن بعيدات عن الله منشغلات عنه.
كنت أحاول وأنصح، وأتكلم، وأجتهد كي أؤثر فيهن، وتأثر البعض، بينما البعض الآخر لم يتأثر كثيراً..
بعد سنوات من تركي لتلك المدرسة، ومع انشغالي بمشاغل الحياة، فوجئت ذات يوم باتصال من إحداهن..
كانت غير مصدقة أنها حصلت على طريقة للاتصال بي، فقد تعبت المسكينة شهوراً عديدة لتصل إلي.
جاءني صوتها الفرح عالياً:
(أستاااااذة، والله تعبت وأنا أسأل. رجعت لصديقاتي القديمات، وبحثت عن أرقامهن. واتصلت على إدارة المدرسة، تعبت كثيراً حتى عثرت عليك، لا أصدق أني أكلمك الآن!!!)
كنت في شوق لطالبتي التي أذكرها صغيرة مشاغبة عابثة، لم تكن تهتم بكلامي ولا بنصحي كثيراً، تهرب من الحصص، ويستهويها الضحك و(السوالف) أثناء الدرس..!
عرفت منها أنها الآن في آخر سنة في الجامعة، ما أسرع ما تمضي السنون..
قالت لي بالحرف الواحد:
أستاذة هل تذكرين كلامك ونصحك لنا؟ هل تذكرين كيف كنت تذكرينا بالحساب واليوم الآخر؟ هل تذكرين كيف كنا ننشغل ونضحك؟ هل تصدقين أن كلامك كان يدخل في قلبي؟ لكن شيطان الهوى كان أقوى مني، وكذلك الصديقات..
كنت أتظاهر أني لا أهتم، ولم يكن عمري يعينني على أن أتخذ قراراً قوياً وأثبت عليه.. لكن الآن بعدما كبرت ونضجت لازلت حتى هذه اللحظة أسترجع كلامك وعباراتك، كل شيء بدأ يعود تدريجياً، لا زلت أذكر نصائحك وأتأثر بها، إني أدعو الله لك، فقد تأثرت بك، وكذلك الكثير من صديقاتي..


صعقت من كلامها، لم أصدق لأول وهلة، ولم أدر ما أقول..
لم أكن أتخيل أن بذور الخير يمكن أن تبقى كل هذه المدة قبل أن تنبت من جديد، سبحان الله! هل يمكن أن يحصل هذا؟


بقدر ما فاجأتني طالبتي الحبيبة بقدر ما أسعدتني وجعلتني أتقد حماساً وعزيمة لأستمر في هذا الطريق رغم كل ما قد نراه من إعراض أو غفلة كبيرة من الفتيات..

استغربت محدثتي من هذه الحادثة.. فقلت لها:
هل رأيت؟ لا تجعلي الشيطان يوسوس لك ويحبطك ويثبط من عزيمتك..
انثري بذور الخير أينما ذهبت، ولا تقلقي.. فأنت لا تدرين في أي سنة ستنبت..



**
المرجع: مجلة حياة العدد (84) ربيع الثاني 1428هـ



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »





رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04-20-2011, 07:03 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

أفكار دعوية .. مع الأولاد


عودي أولادك الاعتماد على النفس

قدر الإمكان وتحمل المسئولية والقدرة على مواجهة الجماهير...

وذلك من خلال الإكثار من حضورهم لمجالس الذكر حتى يتعلموا كيفية الإلقاء وأيضاً تشجيعهم على التحدث أمام الآخرين وإشراكهم في النشاطات العامة وتنمية حب المشاركة في النشاطات المدرسية ونحوها...

ولا تتسببي في إصابتهم بمرض الخجل، لأنك تخجلين، بل اجعليهم ينطلقون في مجالات الحياة الاجتماعية بمسار صحيح بعيداً عن الشعور بالنقص والخجل وعدم الثقة بالنفس حتى تتكون وتغرس فيهم مبادئ الصفات الدعوية التي تصقل وتوجه فيما بعد فيتعودوا على مواجهة الجمهور والجرأة والطلاقة في الحديث، والفضل يعود إليك بعد الله سبحانه وتعالى لأنك أنت المحضن الأول لكل الدعاة في الدنيا...

وردتك الجميلة في المنزل التي تضمينها وتشمينها، ابنتك الصغيرة داعية المستقبل
... هل فكرت أن تهديها خماراً وسجادة للصلاة؟ كما أهديتها الكثير من اللعب سابقاً!!

هل اصطحبت أولادك إلى إحدى المكتبات الإسلامية
وتركتهم يختاورن أجمل القصص والكتب المفيدة والمسلية ونميت عندهم بذلك حب القراءة التي هي الزاد القوي في طريق السائرين إلى الله.

* اختاري لأولادك بعض الأشرطة الخاصة بالأطفا
ل ودعيهم يتمتعون ويستفيدون منها...
هناك تلاوات أطفال مثلهم وسيعجبهم ذلك..
وهناك أشرطة تعليمية للأطفال..
وهناك الأناشيد والمنوعات... إلخ

واحرصي على أن تحضري لهم كل شهر شريطين وكتابين، مع توجيهاتك الحانية ودعواتك الطاهرة من قلبك الصادق مع الله في هداية أولادك وحفظهم من شرور الدنيا والآخرة ومن شياطين الإنس والجن، وأن يهديهم سبحانه إلى أحسن الأخلاق وأن يصرف عنهم أسوأها.

وأن يجعلهم قرة أعين لوالديهم وللمسلمين وذخراً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم

ترى بعد سنة من المداومة على هذا العمل كيف سيكون أولادك بإذن الله؟؟

أترك الإجابة لك...

فكرة لوحه الإعلانات

التي سأذكرها في هذا الكتاب لا بأس من عملها أيضاً في غرفة أولادك وتغيير محتوياتها كل شهر مثلا.

كم عدد الصفحات التي يحفظها أولادك أيام الامتحانات ؟


كم مقرر يحفظه الطالب في كل سنة بل في كل فصل دراسي؟

أنا لا أتحدث عن طالب القسم الثانوي أو المتوسط، ولكني أتحدث معك عن المرحلة الابتدائية فقط وقيسي على ذلك، أيعجز أولادك بعد ذلك عن أن يحفظوا كتاب الله أو أجزاء منه على الأقل أم أنك تعجزين عن حثهم ومعاونتهم كما حرصت من قبل وسهرت الليالي معهم حتى يحفظوا (6) مقررات أو (10) مقررات أو (13) مقرراً... بل بذلت ذلك من أعصابك وراحتك حتى لكأنك أنت التي تختبرين لدرجة أنك تقسين عليهم بعض الأحيان ليحققوا أعلى الدرجات في الاختبارات، أسألك بصراحة هل أنت تحبين أبناءك حقاً؟

أعلم أنك ستجيبين فوراً بالطبع نعم، أعود وأسألك:

هل تحبينهم في الله؟

أرجو أن لا تتسرعي في الإجابة، فقد تكون الإجابة في الغالب

مؤلمة جداً وأنت لا تشعرين بذلك.

إن الحب الحقيقي لأولادك، هو أن تبذلي مهجة قلبك حتى ترتفع درجاتهم عند رب العالمين، فيسعدوا بالنتائج النهائية يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، الحب الحقيقي لأولادك، أن تنجحي في تحفيظهم كتاب الله بشتى الطرق، كما نجحت في أن يتخطى أبناؤك مقررات طويلة ومتنوعة..

وهذا أكبر دليل على قدرتك على إعانة أبنائك على حفظ كتاب الله تدريجياً وحسبك أنه يحفظهم من الشرور ومن العين والجن وشفاء لهم من الأمراض العضوية والنفسية وتقوية للذاكرة وصفاء للذهن والروح.

ثم من هي الأم التي لا تريد هذا الخير لأبنائها ولا تحرص عليه؟! إنها أغلى هدية تقدمينها في حياتك لأولادك وستسعدين بها في الحياة وبعد الممات ففي الحديث (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث) وذكر منها ولد صالح يدعو له، أي ولد هذا الذي تتوقعين أن يدعو لك وأنت في قبرك فيخفف عنك بإذن الله أوترفع منزلتك عند الله .

أي ولد هذا ؟


هل هو ولدك الذي يمضي سحابة نهاره أمام أفلام الكرتون وألعاب الكمبيوتر؟

أم هو ولدك الذي يمضي سحابة نهاره في لعب الكرة مع أولاد الحارة؟

أم إنه ذلك الوجه الطاهر، ذلك الابن البار الذي قد تعطرت أنفاسه كل يوم في حلقة المسجد يحفظ ويردد آيات البر بالوالدين فترتفع يداه بالدعاء الصادق لك في كل يوم بل في كل صلاة.

فهنيئاً ثم هنيئاً لكل أم حازت في بيتها خمسة فأكثر من حفظة كتاب الله الكريم، وما أكثرهن والحمد لله حيث تسمع لبيوتهن مثل دوي النحل من تلاوة كتابه الكريم، نسأل الله أن يثبتنا والمسلمين على صراطه المستقيم.

أختي في الله..

أيتها الأم الداعية الحنون..

اجلسي مع أولادك وقتاً ليس أقل من ساعة، ولو في الأسبوع.

دعيهم يتحدثون بحرية وراحة عن كل شيء واعتبريها جلسة (سواليف)، لكن لها هدف كبير لا يخفى على داعية مثلك.

تأكدي عزيزتي الأم أنه من خلال مثل هذه الجلسات وتكرارها عبر الأيام سوف تتعرفين على شخصيات أولادك وهل وصلت إلى النتيجة المرجوة أم إن أهدافك لم تتحقق بعد، ربما لتقصيرك في أمر ظننت أنك أعطيته حقه، وربما لعدم التنويع في الأساليب وربما... إلخ.

المهم أن تطلعي على ذلك وتدركيه قبل فوات الأوان حتى تتمكني من إنقاذ ما يمكن إنقاذه في عقائدهم وأعمالهم، والله يرعاك....

* عزيزتي... إذا كنت تشعرين بالخجل والارتباك الشديد عندما يخطئ طفلك أمام الآخرين أثناء تعلمه مهارة ما وتزجرينه أمامهم، فاعلمي أن ذلك بداية النهاية لقدرات طفلك ومواهبه؛ لأن الطفل غالباً يتعلم عن طريق المحاولة والخطأ، والتوجيهات المستمرة الهادئة من والديه تنفعه كثيراً في التقدم.

ولا بد أن تدركي تماماً الفروق الفردية بين الأطفال، بالتالي تنظري إلى طفلك من خلال قدراته هو لا من خلال قدرات غيره من الأطفال الآخرين.

ومن ثم تسعين إلى تنمية مواهبه ومهاراته وتوجيهها بحيث ينفع نفسه ودينه فيما بعد من خلال شخصيته المتميزة عن غيرها وقدراته الخاصة به.

عزيزتي...

لن تجني الأم من المقارنة بين قدرات طفلها وقدرات الأطفال الآخرين إلا طفلاً محطماً غير واثق من نفسه ومن صحة تصرفاته لأن أمه أرادته نسخة طبق الأصل من طفل آخر أعجبها فعجزت عن ذلك فمسخت بذلك شخصية طفلها الأصلية وقدراته الطبيعية، فأصبحت كالمنبت لا وادياً قطع ولا ظهراً أبقى.

* نعم... جميل جداً حرصك على حضور مجالس الذكر..

ولكن.. هل فكرت باصطحاب بنياتك معك حتى يتعودن على حب حلق الذكر ويألفنها ويكتسبن شيئاً من مهارة الإلقاء من خلال المشاهدة.

أعتقد أن ذلك مهم بالنسبة لك، فأنت أم لداعيات المستقبل... أليس كذلك...؟

عودي أولادك على ...
1- ذكر اسم الله قبل البدء بالطعام حتى لا يشاركهم الشيطان فيه. ثم حمد الله بعد الانتهاء من الطعام، فهذا ينمي عندهم توحيد الربوبية.
وإذا سقطت اللقمة من طفلك، فاطلبي منه أن يمسح ما بها من أذى ويأكلها ولا يدعها للشيطان كما أمرنا صلى الله عليه وسلم.

2-
إذا وقع طفلك على الأرض فلا تصرخي بل أسمعيه أول كلمة تقولينها عندئذ وهي "بسم الله " واطلبي منه أن يقولها دائماً عند وقوعه.

3-
اغرسي الحياء في نفس أولادك عموماً وبنياتك خصوصاً عن طريق حثهم على ستر عوراتهم عن القريب قبل البعيد وأعطي هذا الموضوع اهتماماً بالغاً وأشعريهم بحرمة العورة ووجوب حفظها.

4-
لا تسمحي لأولادك بمناداتك باسمك مجرداً دون كلمة أمي لأن هذا يفقدهم احترامك تدريجاً.

كذلك لا تدعيهم ينادون والدهم باسمه مجرداً من كلمة أبي... ففيه من سوء الأدب الكثير.

5-
عوديهم على حب الكتابة والقراءة عن طريق شراء القصص المفيدة والدفاتر وكتب التلوين والألوان والأقلام المناسبة للأطفال، فكثرة مشاهدتهم لهذه الأشياء مع كثرة استعمالها تورث لديهم محبتها وحسن التعامل معها وكيفية الاستفادة منها.

6-
عودي طفلك على حب الجمال والظهور بمظهر جميل مرتب، فمهما كان منظر الأم نظيفاً وجميلاً يبقى مظهر طفلها ونظافته الدليل القاطع على نظافتها أو إهمالها.

7-
لا تشتكي إلى أحد شقاوة طفلك وهو بجوارك يسمع كلامك لأن هذا يشعره بالانتصار والقوة بأنك عجزت عنه فيدفعه إلى التمرد أكثر، بينما هو في الواقع كان يهاب منك ولو بقدر ضئيل.

8-
عودي طفلك على اقتناء دفتر خاص به يكتب فيه المفيد من العبارات والحكم والقصص والأشعار والألغاز واتركي له المجال مفتوحاً للنقل من الصحف والكتب وكلما ملأ 3 صفحات اطلبي منه أن يقرأ عليك ما كتب وثبتي الجيد واطلبي منه إزالة السيئ وبذلك تنمين عنده ملكة عظيمة تنفعه مستقبلاً، كحب القراءة والتأليف وتوسيع الثقافة والاطلاع ومعرفة الجيد والسيء..

كتاب أفكار للداعيات
تأليف : هناء الصنيع
تقديم : فضيلة الشيخ عبدالله الجبرين

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
موسوة, المتنوعة, الافكار, الدعوية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 06:19 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.