انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > عقيدة أهل السنة

عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-12-2009, 10:27 AM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Arrow أقسامه التوحيد، وشروط الكلمة التي تدل عليه

 

فهرس "إتحاف أهل الألباب بمعرفة العقيدة في سؤال وجواب"




أقسامه التوحيد، وشروط الكلمة التي تدل عليه


س6: كم أقسام التوحيد - باختصار - ؟
ج6: التوحيد ثلاثة أقسام : توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات .
وبعض السلف يجعله قسمين اختصارًا :
الأول : التوحيد في المعرفة والإثبات ، وهو توحيد الربوبية والأسماء والصفات.
والثاني : توحيد في القصد والطلب ، وهو توحيد الألوهية .
وهو خلاف تنوع لا تضاد ، أي هو اختلاف في العبارة فقط ، والله أعلم .



س7: ما توحيد الربوبية ؟ وهل الإقرار به وحده كافٍ للحكم بالإسلام ؟ ومن الذي اشتهر عنه إنكاره ؟ مع بيان ذلك بالأدلة .
ج7: توحيد الربوبية : هو توحيد الله بأفعاله ، من الخلق والملك والتدبير والإحياء والإماتة ونحو ذلك .
قال تعالى : ﴿ الله خالق كل شيء ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ هل من خالقٍ غير الله يرزقكم من السماء والأرض ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ وخلق كل شيء فقدره تقديرًا ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ تبارك الذي بيده الملك ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ ذلكم الله ربكم له الملك ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ يسبح لله ما في السموات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ مالك يوم الدين ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون ﴾ ، والآيات في ذلك كثيرة .
والإقرار به وحده ليس بكافٍ للحكم بالإسلام ؛ وذلك لأن المشركين كانوا يقرون بهذا التوحيد كما قال تعالى : ﴿ ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون . قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون . قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون ﴾ ، ومع ذلك قاتلهم النبي [ صلى الله عليه وسلم ]وأمر بقتالهم واستباح دماءهم واسترق رجالهم ونساءهم .
واعلم أن هذا التوحيد لا يعرف عن أحدٍ من بني آدم أنه أنكره باطنًا ولكن عرف إنكاره ظاهرًا عن فرعون وقومه لعنهم الله تعالى ، قال تعالى : ﴿ وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًا ﴾ ، وقال تعالى عن موسى أنه قال لفرعون : ﴿ لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورًا ﴾ .
وعرف إنكاره أيضًا عن الدهرية الذين ينسبون الموت إلى الدهر ، قال تعالى حاكيًا مقالتهم الكفرية : ﴿ وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ﴾ .
وعرف أيضًا إنكاره ظاهرًا عن الثنوية الذين يزعمون أن للعالم خالقين النور والظلمة .
وكل هذه الطوائف لا تستطيع أن تنكر هذا التوحيد باطنًا وإن أنكروه مكابرة وظلمًا ظاهرًا ؛ لأنه متقرر في الفطرة فإنه ﴿ فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ﴾ . وفي الحديث أيضًا : ( ( خلقت عبادي حنفاء فجاءت الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ) ) .
وقال تعالى : ﴿ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ﴾ ، والله أعلم .


س8: ما التوحيد الذي نزلت به الكتب وأرسلت به الرسل ؟ مع توضيح ذلك بالأدلة .
ج8: هو توحيد الألوهية وهو توحيد العبادة ، وهو توحيد القصد والطلب ، أي توحيد الله بأفعالنا .
وعنـدنـا فـي ذلـك قـاعــدة يجـب حـفـظـها وهـي : أن أصل دين الأنبياء واحد وشرائعهم مختلفة .
ونقصد بأصل الدين أي الدعوة إلى هذا التوحيد ، كما قال تعالى : ﴿ ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ﴾ ، فهذا نوح - عليه السلام - يقول لقومه :
﴿ اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ﴾ ، وهذا صالح - عليه السلام - يقول لقومه :
﴿ اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ﴾ ، وهذا شعيب يقول لقومه : ﴿ اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ﴾ ، ولذلك قال - عليه الصلاة والسلام - : ( نحن معاشر الأنبياء إخوة لعلات ديننا واحد وشرائعنا مختلفة ) ، وفي الحديث السابق : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ) متفق عليه من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - .

فهذا التوحيد هو المطلوب من جميع الأمم على لسان أنبيائهم - عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم - ، وهو الذي وقعت فيه الخصومة بين الأنبياء وأممهم وهو الذي بسبب رفضه ومحاربة أهله أهلك الله تعالى الأمم السابقة ، فاحفظ هذا وتنبه فإن بعض الطوائف
تقول : إن التوحيد المطلوب على لسان الرسل هو توحيد الربوبية . وهذا مجانب للصواب ، بل التوحيد المطلوب والذي به نزلت الكتب وأرسلت به الرسل هو توحيد الألوهية ، جعلنا الله وإياك ممن آمن به وحققه وكمل مراتبه ، والله أعلم .


س9: ما كلمة التوحيد ؟ وما أركانها ؟ وما معناها ؟ مع الدليل .
ج9: أما كلمة التوحيد فهي ( لا إله إلا الله ) وهي العروة الوثقى .
وأما أركانها فاثنان : النفي في قولك : ( لا إله ) وهذا نفي لجنس الآلهة ، والإثبات في قولك : ( إلا الله ) وهو إثبات الألوهية لله تعالى .
وأما معناها فهو : أنه لا معبود بحق في هذا الوجود إلا الله تعالى .
هذا هو معناها الصحيح ، فاحفظه واشدد عليه يديك ؛ ذلك لأن بعض الطوائف تقول إن معناها لا خالق إلا الله ، أو لا رازق إلا الله أو لا قادر على الاختراع إلا الله ، وهذا صحيح كله ، ولكن ليس هو المعنى الصحيح لهذه الكلمة ، بل المعنى الصحيح لها هو ما ذكرْته لك من أنه لا معبود بحق إلا الله ، قال تعالى : ﴿ ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل ﴾ ، فلا تغتر بكلام أهل الأهواء ، فإنه لم يبن على علمٍ ولا هدى ، بل مبناه على العماية والضلالة ومخالفة المنقول ومصادمة المعقول، عافانا الله وإياك من الضلالة والغواية، والله أعلم .


س10: لماذا قلت : ( بحق ) ؟ ألا يكفي أن تقول : ( لا معبود إلا الله ) ؟
ج10: إن هذا القيد مهم جدًا ؛ لأن هناك أشياء عبدت مع الله ، فعُبدت الملائكة والشمس والقمر وعُبد الجن والشياطين وعُبد الشجر والحجر والنجوم ، لكن هذه كلها عبادات باطلة ؛ لأنها صرف للعبادة لمن لا يستحقها ، وإنما العبادة الحق هي لله تعالى ، ولذلك فلابد من قولك ( بحق ) حتى يخرج ما عبد بالباطل كما في الآية السابقة ، والله أعلم .


س11: اذكر شيئًا مما يدل على فضل هذه الكلمة العظيمة ؟
ج11: النصوص الواردة في فضلها كثيرة جدًا ، لكن أذكر لك طرفًا منها ، قال تعالى : ﴿ فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألوا العلم قائمًا بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ﴾ .
وقال - عليه الصلاة والسلام -: ( من مات وهو يعلم ألا إله إلا الله دخل الجنة ) رواه مسلم ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله )، وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( ما من عبدٍ قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة وإن زنى وإن سرق - ثلاثًا - ) متفق عليه ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( أسعـد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه )، وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( أشهد ألا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبدٌ غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة ) متفق عليه ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( قال موسى : يا رب علمني شيئًا أذكرك وأدعوك به . قال : يا موسى قل : لا إله إلا الله . قال : يا رب كل عبادك يقولون هذا . قال : يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله ) رواه ابن حبان والحاكم بسندٍ صحيح ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ، ويخرج من النار من قال لا إله الله وفي قلبه وزن برة من خير ، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير ) رواه البخاري ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة ) حديث حسن ، ومنها حديث البطاقة المشهور وفيه : ( فوضعت هذه البطاقة في كفة فمالت بهذه السجلات ) وهي بطاقة فيها لا إله إلا الله، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ( من شهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، والجنة حق والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ) متفق عليه ، وقد ورد أنها مفتاح الجنة.
فهذه النقول وغيرها مما يدلك على عظم هذه الكلمة وفضلها ، بل ورد أنها أفضل الذكر كما في الحديث : ( أفضل الذكر لا إله إلا الله )، والله أعلم .



س12: ما شروط هذه الكلمة ؟ مع توضيح ذلك بالأدلة .
ج12: ذكر أهل العلم - رحمهم الله تعالى - أن هذه الكلمة لا يتم الانتفاع بها إلا لمن حقق مع قولها ثمانية شروط :
الأول : العلم ، وضده الجهل ، والمقصود : العلم بمدلولها من نفي الإلهية عما سوى الله تعالى ، وإثباتها لله وحده جل وعلا وأنه لا يستحق أحد العبادة إلا هو سبحانه وتعالى ، قال تعالى : ﴿ فاعلم أنه لا إله إلا الله ﴾ فأمره بالعلم بذلك ، وقال تعالى : ﴿ إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ﴾ .
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( من مات وهو يعلم ألا إله إلا الله دخل الجنة ) ، فاشترط العلم بذلك .
الثاني : الإخلاص ، وضده الشرك ، وهو أن يقولها خالصًا من قلبه مجتنبًا ما يضادها مطلقًا وهو الشرك الأكبر أو ما ينقص كمالها الواجب وهو الشرك الأكبر ، قال تعالى : ﴿ فاعبد الله مخلصًا له الدين ﴾ ، وأعظم العبادة قولها والعمل بمدلولها ، وقال تعالى : ﴿ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ﴾ وعبادته هو تحقيق هذه الشهادة بمقتضياتها .
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله )، وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) وكلاهما في الصحيح .
الثالث : اليقين ، وضده الريب ، ومعناه : أن يقولها وهو معتقد لمدلولها الاعتقاد الجازم بيقين راسخ كرسوخ الجبال بلاشك أو ريب ، قال تعالى : ﴿ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ﴾ ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( ( أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة ) ) ، وفي الحديث الآخر : ( ( فيدخل النار أو تطعمه ) ) ، وقال - عليه الصلاة والسلام - لأبي هريرة وأعطاه نعليه : ( ( اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت وراء هذا الحائط يشهد ألا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنة ) ) رواه مسلم .
الرابع : الصدق ، وضده الكذب ، أي لابد أن يتوافق قول الباطن مع القول الظاهر ، فيكون قلبه مصدقًا بمدلول هذه الكلمة ، لا كالمنافقين الذين قالوا : ﴿ نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ﴾ ، ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿ والذي جاء بالصدق وصدق به ﴾ أي جاء بلا إله إلا الله مصدقًا بها قلبه ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( من قال لا إله إلا الله صدقًا من قلبه حرمه الله على النار ) .
الخامس : المحبة ، وضدها الكره والبغض ، ومعناه : أن يقولها محبًا لها ولمدلولها ومحبًا لله ورسولـه [ صلى الله عليه وسلم ]ومحبًا لما يحبـه الله ورسولـه ، قـال تعالى : ﴿ والذين آمنوا أشد حبًا لله ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ ذلك بأنهم كرهوا ما نزل الله فأحبط أعمالهم ﴾ .
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) متفق عليه ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) متفق عليه ، ولذلك فإن من النواقض لهذه الكلمة بغض شيء مما جاء به النبي [ صلى الله عليه وسلم ].
السادس : القبول ، وضده الرد ، ومعناه : أن يقبل ما دلت عليه هذه الكلمة من النفي والإثبات ويقبل ما جاء به النبي [ صلى الله عليه وسلم ]من الشريعة ، قال تعالى : ﴿ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليمًا ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعرٍ مجنون ﴾ .
السابع : الانقياد ، وهو العمل بما تقتضيه هذه الكلمة ، قال تعالى : ﴿ ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى ولله عاقبة الأمور ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ بلى من أسلم وجهه إلى الله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ .
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت بـه ) ، وقال أبو بكرٍ [ رضي الله عنه ] : ( والله لو منعوني عقالاً - وفي رواية : عناقًا - كانوا يؤدونها للنبي [ صلى الله عليه وسلم ]لقاتلتهم على منعه ) متفق عليه .
الثامن : الكفر بالطاغوت ، قال تعالى : ﴿ يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً أولئك لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرًا ﴾ .
وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله ) رواه مسلم .
ويجمعها لك قول الناظم :

وشـروطها سـرد إليـك بيـانهـا العلـم والإخـلاص للرحمـن
وكـذا المحبـة واليقـين قبـولهـا والصدق والتسليـم يا إخـواني
ويـزاد كفـرك بالطـواغيت التي عمت بها البلـواء في الأوطـان
والله أعلم .


س13: ما الفرق بين القبول والانقياد ؟
ج13: الفرق بينهما هو أن القبول عمل القلب ، فهو واجب الباطن ، وأما الانقياد فهو عمل الجوارح ، أي هو واجب الظاهر ، والانقياد علامة القبول وكلما ازداد القبول في القلب تحقق كمال الانقياد في الظاهر ، والله أعلم .


س14: عرف الطاغوت ، مع بيان ذلك بالأمثلة .
ج14: الطاغوت هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبودٍ أو متبوعٍ أو مطاع ، هكذا عرفه العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى - ، فمثال المعبود : قوله [ صلى الله عليه وسلم ]: ( لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة ) وهو طاغية دوس التي تعظمه في الجاهلية ، والحديث في الصحيح ، وكالشياطين التي تأمر بعض الطوائف من السحرة والكهنة وغيرهم بعبادتهم كما قال تعالى : ﴿ ويوم يحشرهم جميعًا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم به مؤمنون ﴾ .
ومثال المتبوع : كالملوك الظلمة الكفرة الذين يأمرون أتباعهم بمخالفة الشريعة والتحاكم إلى الأعراف والسلوم وعادات القبائل ، والقوانين الوضعية ، ويحاربون تطبيق الشريعة ومن يدعو إلى تطبيقها .
وأما المطاع : فكالأحبار والرهبان وعلماء السوء الذين يحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله فيطاعون في ذلك كما في حديث عدي مرفوعًا : ( أليس يحلون لكم ما حرم الله تحلونه ويحرمون عليكم ما أحل الله فتحرمونه ) ؟ قال: نعم . قال : ( فتلك عبادتهم ) وسنده صحيح .
لكن لابد من التنبيه على أمرٍ وهو أن من عبد من دون الله وهو غير راضٍ بذلك فإنه لا يسمى طاغوتًا ، وسيأتي زيادة إيضاح لذلك - إن شاء الله تعالى - .


س15: كيف يكون تحقيق التوحيد ؟ وما ثواب من حققه ؟ مع بيان ذلك بالدليل .
ج15: يكون تحقيق التوحيد : بتصفيته من شوائب الشرك كله أكبره وأصغره ، ومن شوائب البدعة كلها الاعتقادية والعملية ، ومن شوائب المعصية ، أي أن يكون مجانبًا لهذه الأمور المجانبة التامة المطلقة ، وإذا وقع منه الخلل في شيء من ذلك فليبادر بالتوبة النصوح المستجمعة لشروطها .
وثوابه إذا فعل ذلك : دخول الجنة ، بل قد يكون بذلك من السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذابٍ ، قال تعالى : ﴿ والذين هم بربهم لا يشركون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ﴾ . وقال - عليه الصلاة والسلام - في حديث السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بلا حسابٍ ولا عذاب : ( هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ) والحديث في الصحيح ، وبناءً على ذلك فإن تحقيقه - أي التوحيد - يتفاوت بين الأفراد بتفاوت حرصهم على تجنيبه الشرك والبدع والمعاصي ، والله أعلم .

التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-13-2009, 01:01 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

جزاكِ الله خيرا
ونفع بكِ
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-13-2009, 03:05 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاكِ الله خيراوأطال الله بقاءِك على طاعته
شكراً لمرورِك الكريم
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-13-2009, 11:15 PM
نور الدرب نور الدرب غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اشهد ان لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله ..
جزيتي الجنه ..
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-23-2010, 12:46 PM
زهرة الياسمينا زهرة الياسمينا غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




Ramadhan05

جزاكى الله خيرا
ورزقنا واياكم طول العمر
مع صلاح العمل
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01-23-2010, 06:10 PM
نور الاسلام قادم لا محالة نور الاسلام قادم لا محالة غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

التوقيع

اسال الله ان يحشرك حبيبتى وامى هالة يحيى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا وان يظلنا فى ظله يوم لا ظل الا ظله وان يجمعنى بك وبجميع من نحب فى الفردوس الاعلى من الجنة وان يرزقنا جميعا حسن الخاتمة وان يثبت قلوبنا على دينة حتى نلقاه اللهم امين



رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01-23-2010, 09:12 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاكما الله خيراوأطال الله بقاءكم على طاعته
شكراً لمروركم الكريم
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أقسامه, التي, التوحيد،, الكلمة, بدء, عليه, وشروط


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 05:34 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.