قراءة سورة البقرة والاستغفار بنية الزواج:
الزواج أمر مقدّر مقسوم للعبد كسائر رزقه ، ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها ،
قال النبي صل الله عليه وسلم :
( إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ، و تستوعب رزقها ،
فاتقوا الله ، وأجملوا في الطلب ، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ،
فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته )
رواه أبو نعيم في الحلية من حديث أبي أمامة ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (2085) .
فلا ينبغي القلق إذا تأخر الزواج ، لكن يشرع للفتى والفتاة أن يتخذ الأسباب لتحصيل هذا الرزق ، ومن ذلك الدعاء ،
فتسأل الله تعالى أن يرزقها الزوج الصالح .
والاستغفار سبب من أسباب سعة الرزق ،
فقد حكى الله تعالى عن نوح عليه السلام أنه قال لقومه :
( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا .
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) نوح/10- 12 .
والدعاء سلاح عظيم لمن أحسن استخدامه ، فادعي الله وأنت موقنة بإجابة الدعاء ،
وتحري أسباب القبول ، من طيب المطعم والمشرب ،
واختيار الأوقات الفاضلة ،
واحذري من تعجل الإجابة ،
فقد قال النبي صل الله عليه وسلم :
( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : دعوت فلم يستجب لي) رواه البخاري ( 5865 )
ومسلم ( 2735) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
وقراءة القرآن لها أثر عظيم في علاج الهم والقلق ،
وجلب السعادة والطمأنينة ،
وكذلك الاستغفار والإكثار من الطاعات بصفة عامة ، من أسباب تحصيل السعادة ،
كما قال تعالى :
( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/97 .
وقال تعالى :
( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2،3 .
فمن أكثرت من هذه الطاعات ، وحافظت على صلاتها وذكرها واستغفارها ودعائها وقراءتها للقرآن ،
رجي لها التوفيق والسعادة ، وتحقيق مرادها ومطلوبها ،
لكن لا يشرع التعبد بتحديد عدد معين أو زمن معين لم يرد في الشريعة ، فإن ذلك من البدع ،
وهي من أسباب رد العمل وحرمان صاحبه من الأجر ،
كما قال صل الله عليه وسلم :
( مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ )
رواه مسلم (1718) .
ولم يرد في الشرع المطهر – فيما نعلم – أن قراءة سورة البقرة بخصوصها أو الاستغفار بعدد معين سبب لحصول الزواج ،
وإنما طاعة الله تعالى واتباع رسوله صل الله عليه وسلم على سبيل العموم
هما سبيل السعادة وتيسير الأمور في الدنيا والآخرة .
نسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك ، ويرزقك الزوج الصالح .
...............................................
[ الإسلام سؤال وجواب - بتصرف ] .
م.ن