انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > عقيدة أهل السنة

عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-27-2008, 09:37 AM
أمّ ليـنة أمّ ليـنة غير متواجد حالياً
« رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ »
 




Icon15 مجمل عقيدة السلف الصالح

 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


مجمل عقيدة السلف الصالح



المقدمة



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين والمبعوث رحمة للعالمين ، بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق جهاده فأكمل الله به الدين ، وأتم به النعمة ، وأوجب على الخلق طاعته واتباعه ، وأوجب عليهم محبته أكثر مما يحبون أنفسهم ووالديهم وأولادهم والناس أجمعين .

أما بعد :

سنتناول إن شاء الله موضوعًا يهم كل مسلم ومسلمة إلا وهو العقيدة ؛ فهي الأساس المصحح لجميع الأعمال ، فكل عمل لا يبنى عليه عقيدة سليمة فإنه مردود على صاحبه مهما أتعب نفسه ومهما أفنى حياته فيه

والعقيدة هي أساس الدين وخلاصة دعوة الأنبياء والمرسلين من أولهم إلى آخرهم ، كما يُسأل عنها العبد يوم القيامة ، وقد ورد في الأثر : كلمتان يُسأل عنهما الأولون والآخرون : ماذا كنتم تعبدون ؟ وماذا أجبتم المرسلين ؟

هاتان الكلمتان يُسأل عنهما كل مخلوق يوم القيامة

وجواب الأولى : شهادة أن لا إله إلا الله ، وجواب الثانية : شهادة أن محمدًا رسول الله قولا وعملا .




العقيدة الصحيحة الثابتة


العقيدة الصحيحة هي التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا إليها ، وقد بين عليه الصلاة والسلام أن الأمة ستفترق من بعده على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي .


فمن وافق اعتقاده ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المعتقدات ، فإنه ينجو من عذاب الله ويدخل الجنة ، لذا سميت الفرقة الملتزمة بهذه العقيدة والثابتة عليها الفرقة الناجية .

وسبب تسميتها بهذا الاسم يرجع إلى كونها الناجية من عذاب الله ، وذلك من بين ثلاث وسبعين فرقة أما الفرق الباقية فهي في النار والعياذ بالله .

إذا فالفرقة الناجية هي أهل السنة والجماعة في كل زمان ، بداية من الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ، ونهاية بآخر هذه الأمة المحمدية عند قيام الساعة ، كما ورد في الحديث : لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك .






الحق واحد لا يتجزأ


نعم تعددت الفرق ، وتعددت النحل والمذاهب ، وتعددت الأقوال ، وهذا دين رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جل وعلا : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ


وصراط الله : هو الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم ، وسار عليه صحابته الكرام ، والقرون المفضلة ، ومن اقتفى أثرهم من متأخري هذه الأمة إلى أن تقوم الساعة ، ذلك هو صراط الله أما ما خالف هذا الصراط واختلف عنه ، فإنه سبل .

وقد خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مستقيمًا ، وخط على جنبيه خطوطًا متعرجة ، فقال عليه الصلاة والسلام عن الخط المستقيم : هذا صراط الله ، وقال عن الخطوط الجانبية المتفرقة : وهذه سبل ، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه .

فهذا بيان إيضاحي من الرسول صلى الله عليه وسلم لمعنى هذه الآية الكريمة وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ [ الأنعام ، الآية : 153 ]

إذًا فأصحاب العقيدة السليمة ، وأصحاب النجاة من الضلالة ومن النار ومن الأهواء ، هم جماعة واحدة ، هم أهل السنة والجماعة جعلنا الله وإياكم منهم ، وجمعنا بهم ، ورزقنا السير على نهجهم إلى يوم نلقاه




منزلة الطائعين لله ورسوله
أهل السنة والجماعة قد يقلون في بعض الأزمان ، وقد يكثرون ، وقد لا يكون منهم إلا عدد قليل ، لكن فيهم البركة والخير ، لأنهم على الحق ، ومن كان على الحق فإنه لا يخاف من القلة ، ولا يخشى من كثرة الأعداء .


قال الله تعالى وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا . [ النساء ، الآية : 69 ] .

فمن كان رفقته هؤلاء الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، فمم يخاف إذًا ؟

الصابرون ابتغاء مرضاة الله

لكن هذا يحتاج من العبد أن يكون على بصيرة وعلم وبحث عن سبيل هؤلاء ، والصبر عليه ، وتحمل أذى من خالفه .

فالصابر على صراط الله ، وعلى دين الحق ، وعلى السنة ، يلقى عنتًا من الناس ، ويلقى لومًا وعتابًا ، وربما يصل ذلك إلى حد التعذيب والقتل والتشريد ، ولكنه ما دام على الحق فلا يضيره كيد الكائدين ، وإن أصيب في دنياه فإن العاقبة له ، والعاقبة للمتقين .







رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-27-2008, 09:44 AM
أمّ ليـنة أمّ ليـنة غير متواجد حالياً
« رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ »
 




افتراضي

عقيدة أهل السنة والجماعة :




عقيدة أهل السنة والجماعة : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره .

وهذه الأصول خالف فيها من خالف ، وانحرف عنها من انحرف من الفرق الثنتين والسبعين .

ولكن أهل الحق ثابتون على الحق ، مع ما يجابهون من الامتحان والضغط الموجهين إليهم من الناس ، ولكنهم ثابتون على الحق ولا يريدون للحق بديلا .

معنى الإيمان بالله

فالإيمان بالله يعني : الاعتقاد الجازم بوحدانية الله سبحانه وتعالى في الربوبية والألوهية ، وما له من الأسماء والصفات ، وهذا يعني أنه ضمن أنواع التوحيد الثلاثة :

* توحيد الربوبية .

* توحيد الألوهية .

* توحيد الأسماء والصفات .







النوع الأول : توحيد الربوبية



وهو مركوز في الفطر ، لا يكاد ينازع فيه من الخلق ، حتى إبليس الذي هو رأس الكفر قال : رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي . وقال : فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . فهو قد أقر بربوبية الله ، وحلف بعزة الله .

كذلك سائر الكفرة ، مقرون بهذا ، كأبي جهل وأبي لهب وخلافهم من أئمة الكفر كانوا مقرين بتوحيد الربوبية على ما هم فيه من الكفر والضلال .

قال جلا وعلا : وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ وقال تعالى قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ

وقال تعالى : قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ

إذًا فهم مقرون بهذا كله ، وعند الشدائد يخلصون الدعاء لله ، لأنهم يعلمون أنه لا ينجي من الشدائد إلا الله سبحانه وتعالى ، وأن آلهتهم وأصنامهم لا تقدر على إنجائهم من المهالك .

قال الله تعالى : وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا

إن معتنق هذا النوع من التوحيد لا يدخل في الإسلام ولا ينجو من النار ، فالكفار على سبيل المثال أقروا بتوحيد الربوبية ، ولكن إقرارهم بذلك لم يدخلهم في الإسلام وسماهم الله مشركين وكفارًا ، وحكم لهم بالخلود في النار ، مع أنهم يقرون بتوحيد الربوبية .

ومن هنا يخطئ بعض المصنفين في العقائد - على طريقة أهل الكلام - حين يفسرون التوحيد بأنه الإقرار بوجود الله ، وأنه الخالق الرازق إلى غير ذلك ، فنقول لهم هذه ليست العقيدة التي بعث الله بها النبيين ، فإن الكفار والمشركين ، وحتى إبليس يقرون بتوحيد الربوبية .

فالكل يقر ويعترف بهذا النوع من التوحيد فالرسل ما جاءت تطالب الناس بأن يقروا بأن الله هو الخالق ، الرازق ، المحيي ، المميت ، لأن هذا لا يكفي ولا يغني من عذاب الله .




النوع الثاني : توحيد الألوهية


هو توحيد العبادة ، توحيد الإرادة والقصد ، وهذا النوع هو محط الرحال ومحل الخصومة بين الرسل وأممهم ، فكل رسول جاء يقول لقومه : يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ، ولا يقول لهم : يا قوم إن الله هو ربكم - لأنهم مقرون بهذا - ولكنهم يطالبونهم بأن يعبدوا ربهم الذي أقروا بربوبيته ، وأنه الخالق وحده ، والرازق وحده ، والذي يدبر الأمر وحده ويطالبونهم بأن يفردوه بالعبادة وحده كما أفردوه بالخلق ، والتدبير ، فهم يحتجون عليهم بما أقروا به .

يذكر القرآن الكريم توحيد الربوبية من باب الاحتجاج به على الكفار ومطالبتهم بما يلزمهم ، فما دمتم أيها الكفار معترفين أن الله هو الخالق وحده ، وهو الرازق وحده ، وهو الذي ينجي من المهالك ، وهو الذي ينجي من الشدائد فلماذا تعدلون به غيره ممن لا يخلق ، ولا يرزق ، وليس له من الأمر شيء ، ولا له في الخلق تدبير ؟ أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ

إذًا توحيد الألوهية هو الذي دعا إليه الرسل ، وطالبوا قومهم به ، ولا يزال الصراع بين أهل التوحيد وأهل الانحراف في هذا النوع حتى الآن ، فأهل العقيدة السليمة يطالبون من انحرف عن توحيد الألوهية ، وعاد إلى دين المشركين ، بعبادة القبور والأضرحة ، وتقديس الأشخاص ، ومنحهم شيئًا من خصائص الربوبية ، فأهل التوحيد يطالبون هؤلاء بأن يرجعوا إلى العقيدة السليمة ، وأن يفردوا الله بالعبادات ، وأن يتركوا هذا الأمر الخطير الذي هم عليه ، لأن هذا هو دين الجاهلية ، بل هو أشد من دين الجاهلية ، لأن أهل الجاهلية كانوا يخلصون لله في حال الشدة ، ويشركون في حال الرخاء .

أما هؤلاء - أهل الانحراف- فإن شركهم دائم في الرخاء والشدة ، بل إن شركهم في الشدة أشد . . فإذا اشتد عليهم الأمر ، تسمع منهم طلبًا بالمدد من الأولياء ، والمقبورين ، والموتى ، بينما المشركون إذا مسهم الضر أخلصوا الدعاء لله عز وجل .

هذا هو النوع الثاني من أنوع التوحيد ، وهو الذي طالبت به الرسل جميع الأمم بأن يخلصوا لله عز وجل ، وهو الذي وقع النزاع فيه ، وهو الذي قاتل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين حتى يتركوه .

وهذا هو معنى لا إله إلا الله لأن الإله معناه المعبود ، فمن : لا إله إلا الله نأخذ معنى : لا معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى .

وليس الإله معناه : ما يقوله بعض أهل الضلالة حيث يقولون : إن الإله معناه القادر على الاختراع والخلق ! بل الإله معناه المعبود من أله يأله بمعنى أحب وعبد







النوع الثالث : توحيد الأسماء والصفات



ومعناه أن نثبت لله عز وجل ما أثبته لنفسه ، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات ، وأن ننفي عن الله ما نفاه عن نفسه ، ونفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من النقائص والعيوب من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تكييف ولا تمثيل ، لقوله تعالى : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ . وقوله تعالى : فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ . وما جاء في آية الكرسي ، وفي سورة الإخلاص ، وفي أغلب السور المكية بذكر أسماء الله وصفاته ، والسور المدنية بل أغلب القرآن .


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-27-2008, 09:50 AM
أمّ ليـنة أمّ ليـنة غير متواجد حالياً
« رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ »
 




افتراضي

آيات القرآن الكريم لا تخلو من ذكر لأسماء الله وصفاته




وكثير من آيات القرآن لا تخلو من ذكر أسماء الله وصفاته ، مع مطلع كل سورة : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) . معناها : إثبات الاسم لله ، وإثبات أنه الرحمن الرحيم ، إلى غير ذلك من الصفات لله عز وجل .

والله - جل وعلا - وصف نفسه بصفات ، وسمى نفسه بأسماء ، فيجب علينا أن نثبت ذلك ونعتقده على ما جاء في كتاب الله ، لا نتدخل بعقولنا ، ولا نؤول بأفهامنا ، ومداركنا ، ولا نحكم على الله سبحانه وتعالى ، لأن الله أعلم بنفسه من غيره ، فالله جل وعلا يقول : يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا . ويقول جل وعلا : اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ . ونهانا الله - عز وجل - أن نضرب له الأمثال ، وأن نتخذ معه الأنداد والوزراء ، والشبهاء ، لأن الله لا شبيه له ولا مثيل ، ولا شريك له ولا ند ، سبحانه وتعالى عما يشركون .

وقد تعبدنا الله جل وعلا بأن ندعوه بأسمائه وصفاته قال تعالى : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

فهو سبحانه أوضح لنا ما يلي :

أولًا : أثبت لنفسه الأسماء وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى

ثانيًا : وصفها بأنها حسنى ، فكل أسماء الله حسنى .

ثالثًا : أمرنا أن ندعوه بها .

رابعًا : نهانا عن الإلحاد في أسمائه .

ومعنى الإلحاد : الميل ، والإلحاد في أسماء الله هو الميل بها عما دلت عليه ، بتحريفها وتأويلها إلى ما لا تحتمله ، وليس بمرادٍ لله سبحانه وتعالى منها ، كما يفعله الجهمية والمعتزلة ومن سار على خطاهم من الفرق الضالة .

أما أهل السنة والجماعة فإنهم على خط مستقيم في هذا الأمر ، وفي جميع أمور دينهم كذلك - والحمد لله - ولكن في باب العقيدة يخصونه بمزيد اهتمام ، ومزيد عناية ، لأن الضلال فيه ضلال كبير ، والخطأ فيه عظيم ، ومزلة أقدام ومضلة أفهام ، والخطأ في العقيدة ليس كالخطأ فيما دونها ، لأن الذي يخطئ في العقيدة يُخشى عليه من الكفر والانحراف الشديد ، والضلال البعيد .

أما الذي يخطئ فيما دون ذلك فإن خطأه أخف وإن كان الخطأ في الدين كله لا يجوز ، ولا يجوز للإنسان أن يستمر على خطأ أو يقلد مخطئًا ، ولكن الخطأ بعضه أشد من بعض .

والخطأ في العقيدة هو أشد الخطأ ، والانحراف في العقيدة هو أشد الانحراف ، لأن الخطأ في العقيدة لا جبر له ، وأما الخطأ فيما دون ذلك فهو تحت المشيئة . إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا . وفي الآية الأخرى : وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا .





الإيمان ببقية أصول الدين


أما الإيمان ببقية أصول الدين : الإيمان بالملائكة ، والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، هذه كلها تابعة للإيمان بالله عز وجل ، وكلها متفرعة عن الإيمان به سبحانه وتعالى ، لأنه قد أخبرنا بوجود الملائكة ، وأخبرنا بالغيوب الماضية ، وإرسال الرسل ، وأخبرنا عن اليوم الآخر ، وما يكون فيه .


فيجب علينا أن نؤمن بذلك ، وأغلب ذلك من الإيمان بالغيب .

• ونحن نؤمن بالله ، ونؤمن بملائكته ، وهذا من أعظم الإيمان بالغيب .

• ونؤمن كذلك بالرسل وإن لم نرهم ، ولكننا نؤمن بهم لخبر الله - عز وجل - أنه أرسل رسلًا مبشرين ومنذرين ، أولهم نوح وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم .

• ونؤمن بالملائكة ونحن لا نراهم ، ولكن نؤمن بخبر الله سبحانه وتعالى وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم .

• ونؤمن كذلك باليوم الآخر وهو لم يأت بعد ، ولكن نعتمد في ذلك على خبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك هو الإيمان الصحيح .





الإيمان بالقدر
ونؤمن كذلك بالقدر خيره وشره ، والإيمان بالقدر يتضمن أربع درجات :


الدرجة الأولى : الإيمان بأن الله علم ما كان ، وما سيكون ، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، ولا يخفى عليه شيء من الغيوب الماضية والمستقبلة ، كله في علم الله - عز وجل - سواء .

الدرجة الثانية : الإيمان بأن الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ الذي كتب فيه مقادير كل شيء . كما في الحديث : أول ما خلق الله القلم قال له : اكتب ، قال : ما أكتب ؟ قال : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة . فنؤمن بأن كل ما يجري وكل ما يقع أن الله علمه ، وأن الله كتبه سبحانه وتعالى في اللوح المحفوظ ، كما في قوله تعالى : مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ، فكل شيء مكتوب في اللوح المحفوظ لا يتخلف منه شيء ، مقادير الخلق ، وكتابة القدر في اللوح المحفوظ سابقة لخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فما من شيء إلا وهو مسجل في اللوح المحفوظ ، كما قال تعالى : وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ .

الدرجة الثالثة : أن نؤمن بمشيئة الله الشاملة وإرادته لكل شيء وأن الله إذا أراد شيئًا بالإرادة الكونية وشاءه فلا بد من وقوعه ، وأنه لا يقع شيء في الكون إلا بإرادة الله سبحانه وتعالى ومشيئته وتدبيره .

الدرجة الرابعة : وهي الأخيرة أن نؤمن بأن كل شيء هو مخلوق لله سبحانه وتعالى : اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ كل ما في الكون ما كان وما يكون ، هو من خلق الله سبحانه وتعالى وإيجاده ، لا أحد يوجد في الكون شيئًا ، ولا أحد يخلق شيئًا في هذا الكون من دون الله .



رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-27-2008, 09:54 AM
أمّ ليـنة أمّ ليـنة غير متواجد حالياً
« رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ »
 




افتراضي

إرادة الإنسان لا تخرج عن إرادة الله عز وجل :




وهذا لا يمنع أن يكون للعبد إرادة ومشيئة وأن يكون له اختيار وفعل ، وقدرة بها يقدر على الفعل والترك ، وبها يقدر على اختيار الضار من النافع .

فالإنسان يفعل بإرادته الخير والحسنات والطاعات ، وبإرادته تترك الطاعات والواجبات ، وبها يفعل المعاصي والشرور والمخالفات ، وهو يحاسب على إرادته وعلى فعله ، ولكن إرادته ومشيئته لا تخرج عن مشيئة الله عز وجل كما قال تعالى : وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، فأثبت للعبد مشيئة ، لكنه ربطها بمشيئته سبحانه وتعالى ، ولهذا لما قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : ما شاء الله وشئت ، قال : أجعلتني لله ندا ؟ قل : ما شاء الله ثم شئت ، أو قل : ما شاء الله وحده .







تفسير بعض الطوائف لمعنى القدر :




انحرف في تفسير القدر طوائف عدة منها :

الطائفة الأولى : الجهمية ، و الجبرية :


فقالوا إن العبد مجبور على فعله ، لا اختيار له ، ولا قدرة ، ولا إرادة ، العبد مثل الريشة في الهواء ، ومثل ورقة الشجرة ، تحركها الرياح بغير إرادة منها ، ولا اختيار ، هذا ما تقوله الجبرية من الجهمية وغيرهم .

والطائفة الثانية : على النقيض وهم المعتزلة :

قالوا : إن كل إنسان يخلق فعل نفسه ، وليس لله تدبير ، ولا إرادة بفعل العبد ، وإنما العبد هو الذي يفعل الشيء باختياره وقدرته استقلالا ، لا ارتباط له بمشيئة الله ، حتى غلا بعضهم وقال : إن الله لا يعلم الأشياء قبل كونها ، وإنما العبد هو يستأنفها ، ولهذا يقولون : الأمر أنف ، وهؤلاء غلاة المعتزلة ويسمون بالقدرية النفاة .

الطائفة الأولى تسمى الجبرية ، وهؤلاء بالقدرية النفاة .

الطائفة الأولى أثبتوا القدر وغلوا فيه ، وسلبوا العبد إرادته ، والطائفة الثانية وهم المعتزلة على النقيض غلوا في مشيئة العبد وإثبات مشيئة العبد ، حتى ألغوا مشيئة الله وإرادته ، وكلا الطرفين ضال ومخطئ خطًأ عظيمًا .



رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-27-2008, 09:59 AM
أمّ ليـنة أمّ ليـنة غير متواجد حالياً
« رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ »
 




افتراضي

توسط أهل السنة والجماعة



توسط أهل السنة والجماعة ، فأثبتوا للعبد قدرة واختيارًا وإرادةً ، ولكنها تابعة لمشيئة الله - جل وعلا - وقدرته وإرادته ، وأن أحدًا لا يستطيع أن يفعل شيئًا إلا بإرادة الله ومشيئته .

القدرية يستحقون المقت والذم .

والقدرية يقال إنهم مجوس هذه الأمة ، لماذا ؟ لأنهم أثبتوا خالقين مع الله حيث قالوا : إن كل إنسان يخلق فعل نفسه استقلالًا ، وبذلك ضلوا ، وبذلك استحقوا المقت والذم من أهل الحق ، لأنهم خلطوا في هذا الأصل العظيم وهو الإيمان بالقدر .






الإيمان بالقدر من أصول الإيمان


والإيمان بالقدر هو من أصول الإيمان كما في حديث جبريل ، أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرني عن الإيمان ، فقال : الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره .

وكما في قوله تعالى : إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ، وكما في الحديث : احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ، فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان .

والأحاديث والنصوص في هذا كثيرة ، وهذا أصل معروف ، والحق فيه - والحمد لله - واضح ، وعقيدة أهل السنة والجماعة فيه واضحة ، ومبينة على ما جاء في الكتاب والسنة ، أما من انحرف عن هذا الأصل ، فإنه إنما أتي من قبل نفسه ، ومن قبل هواه ، وإعراضه عن الكتاب والسنة .

وهكذا كل من حاول الخروج عن دلالة الكتاب والسنة فإنه يقع في الضلال كما قال تعالى : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ






في الختام





هذا مجمل في عقيدة السلف ، وأهل السنة والجماعة ، جعلنا الله وإياكم منهم بمنه وكرمه ورزقنا التمسك بالحق والصبر عليه والثبات عليه إلى يوم نلقاه .

فالمتمسك بعقيدة أهل السنة والجماعة يكون على بصيرة ، وعلى هدى ، ويكون قلبه مطمئنًا وثابتًا لأنه عاش على الكتاب والسنة ، وعاش على دليل واضح مقتفيًا للرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ، فهو على طمأنينة ، وعلى ثبات في أمر دينه ، ويصيبه من الخيرات ، والتثبيت والمزايا العظيمة ما لا يحصل لغيره من المنحرفين ، الذين هم في همٍّ دائم وقلق مقيم معهم أينما ذهبوا وأينما حلوا .

أما أهل السنة والجماعة فهم ثابتون على الحق لا يتزعزعون ، ولا يتزحزحون ولا يحدث عندهم أهواء وأراء واختلافات ، لأن منهجهم واحد ، وطريقتهم واحدة ، ودليلهم واحد .

والمتمسكون بعقيدة أهل السنة والجماعة قد أعد الله لهم من الكرامة والجنة والخلود في النعيم المقيم الذي لا يفنى ولا يزول ، كما قال تعالى : فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى . قال ابن عباس رضي الله عنه : تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة .

وقال تعالى : الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ .

لهم الأمن في الآخرة من العذاب ، ولهم الهداية في الدنيا من الضلال فهم في الدنيا مهتدون ، غير ضالين ، ولا مضلين ، وفي الآخرة يحصل لهم الأمن ، يوم يخاف الناس ، ويوم يفزع الناس ، ويوم تتقطع القلوب من الفزع ، فإن أهل السنة والجماعة وأهل الحق في أمان كما قال تعالى : لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ . إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ .

وهذه مآثر العقيدة السليمة في الدنيا والآخرة كما قال تعالى : مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . هذه ضمانات من الله سبحانه وتعالى لأهل السنة والجماعة وأهل الحق ، لأنهم على خير في العاجل والآجل .

جعلنا الله وإياكم منهم بمنه وكرمه ، ونسأله سبحانه أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه .

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .








فضيلة الشيخ / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11-17-2008, 03:24 PM
أم هارون السلفية أم هارون السلفية غير متواجد حالياً
مالي إلا أنت يا خالق الورى
 




افتراضي

ما شاء الله

حفظ الله الشيخ العلامة

وجزاكِ خير الجزاء أختى الغالية ..

نفع الله بكِ
التوقيع

أما جاءكم عن ربكم: (وَتَزَوَّدُوْا) .. فما عُذر من وافاهُ غيرَ مُزَوِّدِ ..!!
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11-19-2008, 03:29 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

بارك الله في الشيخ
ونفع به
وجزيت الفردوس الأعلي غاليتي
ونفع بك
وبارك في جهدك وعملك
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11-23-2008, 11:21 AM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




افتراضي

جزاكم اللهُ خيراً
وحفظَ اللهُ الشيخَ الفاضلَ .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 07:13 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.