انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الآلة > أصول التفسير وعلوم القرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-22-2011, 12:49 PM
أمّ مُصْعب الخير أمّ مُصْعب الخير غير متواجد حالياً
"لا تنسونا من صالح دعائكم"
 




New في ظلال أية » إنها ترمي بشرر كالقصر

 

شرر نار جهنم


هذه وقفات تدبرية مع آية قرآنية حول مشهد من مشاهد يوم القيامة وتحديداً فيما يخص الشرر المتطاير من نار جهنم، أعاذنا الله وإياكم منها، وذلك من خلال التأمل في قوله تعالى:

) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْر ِ ، كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ (

جمعت هذه الكلمات ما يروع القلوب، ويخيف الأفئدة من خلال وصف شرر نار جهنم على النحو التالي:

أولاً: الضمير في قوله تعالى (إنها) عائد إلى النار المدلول عليها بقوله تعالى قبل هذه الآيـة: )انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ، انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ، لاَ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ([المرسلات 29 – 30 ]، نلحظ هنا كيف سبق ذكر الظل المشعر بمعنى مضاد للنار، لكنه وُصِفَ بأنه ليس ظلاً، وغير مغنٍ من اللهب، وفي هذا إبطال لخاصية الظل فتلهفت النفوس لمعرفة ما الذي سيقبلون عليه أو ما الذي غير حالة الظل إلى الصورة الموصوفة: )إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْر ِ (، كما يقال لمن يساق للقتل إنه السيف، وفي هذا من زيادة الترويع والتهويل ما لا يخفى، إضافة إلى ما في من التعليل الكافي للغرابة في تحول الظل عن حالته المعهودة إلى ما ذكر في الآية.

ثانياً: نجد هذا الخبر المفزع قد بدئ بـ (إن) وذلك لتأكيده، والاهتمام بمضمونه، خصوصاً أنه وقع بعد ذكر ما يأملون نفعه وهو الظل، فكان نقل المتلقي إلى معنى مضادٍ فوق ما فيه من الدهشة الصدمة له، يحتاج إلى تأكيد وتثبيت كما جاء في النظم الكريم.

ثالثاً: قوله تعالى: (ترمي)، نجد فيها ذكراً لمادة (الرمي) المصورة لشدة استعار النار، فإنه من المعلوم أنه كلما زاد لهيب النار واشتعالها، تطاير شررها، كما أن مادة الرمي ذاتها توحي بالشدة والهول لما يلمح فيها من خاصية القَصْد.

رابعاً: في مجيء الفعل (ترمي) بالمضارع دليل على تجدد هذا الرمي واستمراريتهُ، كما يصور هذا الفعلُ الحركة الدائمة التي ترسم ذلك المشهد المخيف المهيب للهب تلك النار، فهي لا تتوقف عن ذلك الرمي.

خامساً: قوله تعالى (بشرر) فيه بيان لنوع الرمي، والملحوظ هو تعدية فعل (ترمي) بالباء، مع أنه يتعدى دونها فيقال: "ترمي شرراً"، ولكن في ذكر الباء إشعار بمصاحبة الشرر للرمي، حتى لكأنه هو أداة الرمي، وذلك كقولك رميت بالقوس، فهو الأداة بخلاف قولك رميت القوس، وهذا يؤيد ملمح القصد في الرمي، وهذا ما يزيد الأمر هولاً وتخويفاً.

سادساً: في ذكر (الشرر) خصوصاً هنا مع أنه أدنى أجزاء النار تهويل لشأنها، فالشرر هو الأجزاء الدقيقة التي تتطاير من النار عند التهابها، فإذا كان بالأوصاف المذكورة فكيف يكون إذاً عظم وهول تلك النار التي هذا شررها.

سابعاً: في التشبيه الوارد في قوله تعالى: (كالقصر)، بيان لحجم ذلك الشرر، وهنا تباين عجيب، فالشرر لفظ يوحي بالتناهي في الصغر، والقصر لفظ موحٍ بالتناهي في الضخامة والكبر، فكيف شُبه هذا بهذا ؟

عند التأمل نجد الأداة الواردة في التشبيه هي (الكاف) وهي تشعر بالتشابه من بعض الوجوه، وهذا حق، وهو يتناسب مع التباين المذكور بين الطرفين، وحتى تُنقل الصورة كاملة لذلك الشرر المعهود فيه الصغر، جاء التشبيه المتعدد لنقل كل أجزاء الصورة من حيث تعاظم حجم الشرر إلى الحد المذكور.

ثامناً: في التشبيه بالقصر مراعاة لجانب الضخامة والحجم، وذلك أن القصر لفظ يدل على البناء العظيم، أو هو الغليظ من الحطب أو هو أعناق الإبل، ولكن السياق يشير إلى إرادة تعظيم حجم الشرر المعروف في أصله بالصغر، وهذا يتناسب مع دلالة القصر على البناء العظيم، مع تباين عظم في شأن القصر الدال ذكره على الراحة والنعيم مع الشرر الموحي ذكره بالنار والعذاب.

تاسعاً: في التشبيه الثاني لاستكمال الصورة قال: (كأنه جمالت صفر) وهنا جاءت الأداة (كأن) لبيان شدة الشبه بين المشبه والمشبه به، وذلك لأن المراد هنا هو اللون بعد بيان الحجم سابقاً؛ لأن الجمالة هي الإبل، وهي مما يعرفه أهل الوبر (البادية)، وبهذا تكون الصورة قد اكتملت في الحجم، واللون، والحركة، والحجم بالتشبيه بالقصر، واللون بالجمالة الصفر، والحركة بما توحي به كلمة (ترمي).

عاشراً: في تقييد الجمالة باللون (صفر) تحديد لوجه التشبيه وهو اللون، وفي النص على اللون الأصفر للشرارة دليل على اشتعالها، لأنها في غالب أمرها تنطفئ فتكون سوداء رمادية، فذكر اللون يدل على اشتعالها، وهذا أبلغ في التهويل والتخويف، وقد يراد من ذكر الجمالة الحجم أيضاً، فيكون في ذلك مخاطبة لأهل المدر بالقصر، ولأهل الوبر بالجمالة، هذا في شأن الحجم، وأما اللون فمدلول عليه باللون (صُفر).

وقد يكون في ذكر الجمالة، وفي قراءة جمالات، ما يشعر بالتفرق والكثرة والحركة أيضاً، وفي ذكر القصر وما يوحي عظم الحجم فيه من دلالة الثقل مما يزيد الأمر تهويلاً وإخافة، لما جمعه هذا الشرر من أوصاف الضخامة والثقل، والانتشار، والاشتعال، والكثرة.

نسأل الله الرحمة والعافية.



هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد،،،


المصدر

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-27-2011, 02:44 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

نسأل الله الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بالله من جهنم وما قرب إليها من قول وعمل
بارك الله فيكِ ونفع بكِ
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
آية, برمج, بشرر, علاء, في, إنها, », كالقصر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 09:54 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.