انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟!

كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-13-2011, 02:24 AM
أبو عبد الله محمد السيوطي أبو عبد الله محمد السيوطي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي هل تريد أن تكون ممن شهد الله تعالى له بالعلم؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على اّله و صحبه أجمعين

اخواني الأحباء/أخواتي الفضليات

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يقول الله عز و جل:

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) اّل عمران


فهذه الشهادة هي أشرف و أعظم شهادة و كلمة التوحيد هي أطهر و أصفى ما نطق به لسان البشر

يقول الامام المراغي:"يقال شهد الشيء وشاهذه إذا حضره كما قال: «ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ» وقال «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ» والشهادة بالشيء الإخبار به عن علم إما بالمشاهدة الحسية، وإما بالمشاهدة المعنوية وهى الحجة والبرهان"

و قال العلامة السعدي:"هذا تقرير من الله تعالى للتوحيد بأعظم الطرق الموجبة له، وهي شهادته تعالى وشهادة خواص الخلق وهم الملائكة وأهل العلم"

فبين رحمه الله تعالى أن أعظم الطرق الموجبة للتوحيد هي شهادته سبحانه لنفسه-وكفى به شهيدا- و شهادة ملائكته و أهل العلم

يقول شيخ الاسلام ابن القيم:" فتضمنت هذه الآية: أجل شهادة وأعظمها، وأعدلها وأصدقها من أجلّ شاهد، بأجل مشهود"

و لما كانت شهادة أولو العلم لا تكون الا عن علم يقيني فانها لا تتأتى الا بالعلم الشرعي بالله تعالى و أسمائه و صفاته و هذا الباب من أعظم ابواب علم العقيدة

فاذا أردت أخي أن تكون ممن شهد هذه الشهادة فيجب عليك أن تجد في طلب العلم الشرعي و خصوصا علم العقيدة الذي-للأسف- أهمله الكثيرون

فكلما كانت عقيدتك صحيحة كانت شهادتك كاملة و لتجعل هدفك-أخي- و ما أعظمه من هدف- هو شهادة الله جل جلاله لك أنك من أولو العلم

يقول العلامة ابن القيم:"فشهادته سبحانه لهم أعدل وأصدق من شهادة الجهمية والمعطلة، والفرعونية لهم: بأنهم جهال، وأنهم حشوية، وأنهم مشبهة، وأنهم مجسمة، ونوابت ونواصب
فكفاهم شهادة أصدق الصادقين لهم: بأنهم من أولي العلم، إذ شهدوا له بحقيقة ما شهد به لنفسه، من غير تحريف ولا تعطيل. وأثبتوا له حقيقة هذه الشهادة بكل مضمونها. وخصومهم نفوا عنه حقائقها، وأثبتوا له ألفاظها ومجازاتها. "اه

فأنت لا تحتاج شهادات دراسية أو مناصب ... فقط كل ما تحتاجه هو أن تشهد بقلبك و لسانك و أعمالك أنه لا اله الا الله وحده لا شريك له و أنه سبحانه قائم بالقسط لا يظلم مثقال ذرة و لا يعزب عن علمه مثقال ذرة و أنه الحكيم الذي لا يفعل شيئا الا و له من الحكم و الغايات الحميدة علمها من علمها و جهلها من جهلها و أن كل ما يرزق به عباده و يمنع منه اّخرين فهذا لم يحدث الا لحكمة بالغة و علم محيط و قدرة تامة

و أما شهادة القلب فهي اقراره بأنه لا اله الا الله و لا معبود الا هو و العبادة أصلها الحب والذل و الخضوع و انكسار للقلب بين يدي خالقه

فاذا علمت أن قلبك بيد الله يقلبه كيف يشاء فسوف تستعين بالله تعالى وحده و تنطرح بين يديه معترفا بضعفك و جهلك متبرءا من حولك و قوتك عالما بتقصيرك معترفا بذنبك


و شهادة اللسان هي بدوام الذكر حيث أنه من أحب الله داوم على ذكره لا يفتر منه أبدا و الذكر من أعظم و أهم العبادات التي للأسف غفل عنها الكثيرون
و أيضا من شهادة اللسان ذكر نعم الله تعالى عليك و على غيرك من عباده و حمده تعالى و شكره عليها عالما مقرا أنه ما فضلك على غيرك و فضل غيرك عليك الا لحكمته البالغة و لبيان قدرته و قهره لعباده و أنه يختص من يشاء بفضله و يحق قوله على من يشاء و أنه-سبحانه-لا يسأل عما يفعل و هم يسئلون ليس ظلما و لا جبرا و أنما عن علم محيط و حكمة بالغة و قدرة تامة فهو سبحانه علم من هو أهل لفضله فوفقه لطاعته بمنه و كرمه و علم من لا يستحق ذلك فأقام عليه الحجج البالغة فحق عليه القول بعدله و حكمته..... فسبحان الله العظيم


و شهادة الجوارح تكون بعمل الطاعات و العبادت المختلفة بقنوت و سكينة و تسليم و رضا و خشوع وان كان ذلك ينافي رغباته و ضعفه ......و سبحان الله تعالى فهذا الضعف البدني هو من أهم و أعظم ما يجعلك-أخي- تستعين بالله و تسأله أن يمن عليك بأن يعينك على هذه الطاعة


و من أعظم انواع الشهادة هي تبليغ رسالات الله تعالى الى عباده بالحكمة و الموعظة الحسنة و الرحمة و هذه هي وظيفة الرسل عليهم الصلاة و السلام و أتباعهم من العلماء الربانيين الذين بعثهم الله و شرفهم بحمل رسالة التوحيد الى الناس ليخرجوهم من الظلمات الى النور باذن الله لا يريدون منهم أجرا بل أجرهم على الله ...وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم

يقول تعالى:

كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا


لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ


و يقول أيضا:

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا

انظروا اخوتي كيف ان مكانتنا بين الأمم عظيمة ... فنحن شهداء عليهم كما أن الرسول عليه الصلاة و السلام شهيدا علينا

الحمد لله الذي جعلنا مسلمين


فهيا أخواني لنشهد وحدانية الله تعالى في حياتنا حالا و مقالا و عملا -طبعا بعد تعلم العلم الصحيح- لنكون من الذين قال الله فيهم :



شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ




و الحمد لله رب العالمين
التوقيع

روى الامام مسلم و غيره عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُلِ اللهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي، وَاذْكُرْ، بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَالسَّدَادِ، سَدَادَ السَّهْمِ»

و في رواية : قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُلِ اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ» ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِهِ

رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
لمن, له, من, الله, بالعلم؟, تريد, تعالى, تكون, زهد, هل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 11:41 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.