اهيمة الرضاعه الطبيعيه

[عصام العديسى]

اكد الله عز وجل على امر مهم تنصلت منه بعض الامهات فى عصرنا هذا وبدأن ينصحن انفسهن بذلك لاسيما الائى يذهبن الى ميادين العمل حيث تنصح احداهن الاخرى قائله: اياك ان ترضعى طفلك بثديك فذلك يجعل صدرك يتهدل وبذا يكون قوامك غير رشيق لكن الله عز وجل كما قال فى كتابه: (ان ربك لبالمرصاد) فقد خرج علينا العلم الحديث ليحذرهن من ترك الرضاعة الطبيعية عن طريق ثدى الام او التهاون بها لان ذلك يعرض الام لمرض سرطان الثدى والذى ثيت علميا ان الرضاعة الطبيعية هى خير وسيلة لاكتساب المناعة من الاصابه به فالمرأة التى تخشى من ارضاع طفلها خوفا على مظهرها قد تتعرض لازالة الثديين بالكلية اذا اصيبا بهذا الداء الخبيث وصدق الله اذ يقول: (والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة) والحول هو سنة هجرية كاملة وكل الاحكام الخاصة بامور الناس فى القرأن من حيض ونفاس وعدة وحمل ورضاع تحسب بالاشهر الهجرية لانها هى التى نزلت بها الاحكام الشرعية ولذا امر الله عز وجل بالرضاعة من ثدى الام وحث عليه حتى فى احلك الظروف . فهذا فرعون مصر عندما اصدر امرا لجنوده بقتل كل مولود يولد ذكرا لبنى اسرائيل خشية زوال ملكه وكانت ام موسى حاملا به فأعدت خطة لاخفاءه عن فرعون وجنوده عقي ولادته ولم تفكر فى امر رضاعه ولكن الله عز وجل لاحاطته سبحانه ونعالى بأثر هذه الرضاعة الطبيعية اشار عليها بذلك قائلاواوحينا الى ام موسى ان ارضعيه فاذا خفت عليه فألقيه فى اليم ولاتخافى ولاتحزنى انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين) ومن اجل ان يؤكد الله عز وجل لنا على اهمية هذه الرضاعة حرم على موسى اثداء النساء ووجه اخته لتقتفى اثره وتتعرف على خبره فلما وجدته لايرضع دلتهم على امه فأرجعه الله عز وجل الى امه ليرضع من ثديها حرصا عليه والى ذلك الاشارة بقول الله عز وجل: (وقالت لاخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لايشعرون وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل ادلكم على اهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون فرددناه الى أمه كى تقر عينها ولاتحزن ولتعلم ان وعد الله حق ولكن اكثرهم لايعلمون) لماذا كل هذه العناية من الاسلام بالرضاع من ثدى الام؟ لان بالثدى المعمل الالهى الذى جهزة الله لتغذية وارواء وتحصين الولدان ومهما تقدمت البشرية من علوم واخترعت من اجهزة ومعدات فلن يستطيع افذاذ العلماء ان يجهزوا معمل لتغذية الطفل الرضيع بهذه الكيفية الالهية فان اللبن ينزل بقدر معلوم على قدر حاجة الصبى فأول جرعة تخرج من هذا المعمل للطفل عقب ولادته مباشرة وتسمى اللبأ(المسمار) تحوى كل العناصر التى يحتاجها جسم الطفل لتنشيط اعضائه وتأهيله لمواجهة هذه الحياة كما انها تحوى تطعيما واقيا لكل الامراض التى يتعرض لها الطفل فى هذه الفترة وهكذا يقوم الثدى بامداد الوليد بما يحتاج اليه من عناصر غذائية وامصال وقائية كلما تقدمت به السن وليس هذا فقط بل انه يجعل اللبن للطفل حارا شتاءا باردا صيفا حتى لايتعرض الطفل للنزلات المعوية والاصابات الصدرية التى يتعرض لها من يرضعون بالوسائل الصناعية ويستغنون بها عن الرضاعة الطبيعية والاعجب من هذا ان هناك جهاز غير مرئى يتخاطب بلغة ربانية بين معمل الالبان فى ثدى الام وبين الطفل فعندما يحس الطفل بالجوع تجد المعمل الربانى بالثدى وقد جهز الوجبة الكاملة والام تترجم عن ذلك قائلة: اشعر ان اللبن كثير فى ثديى ..فقد طلبه الطفل بطريق غير مباشر فجهزه له الاله القادر . كيف يلتقم الطفل حلمة ثدى الام؟ وكيف يقوم بمص الثدى ليدر اللبن؟ ان ذلك كله يتم بالهام مباشر من الله ولذلك حتى بعد نمو اسنانه فانه لايؤذى الثديين لها بينما ينزل اللبن معقم تعقيما كاملا مع مراعاة تدرج النمو للطفل فمثلا عند ظهور اسنانه تجد نسبة الكالسيوم تزيد فى اللبن لحاجة الاسنان الي هذا العنصر فى نموها ومن بديع صنع الله عز وجل ان الام التى ترضع طفلها من ثديها يرجع رحمها الى حالته العادية باذن الله فى وقت يسير حتى اثبت الطب الحديث ان هناك علاقة بين حركة مص الثديين للطفل وانقباض عضلات الرحم أضف الى ذلك ان الرضاع يحفظ نسبة كبيرة من الامهات من الحمل اثناءرضاعها لطفلها وقاية من الله عز وجل وعناية نه سبحانه وتعالى بالام وطفلها.... أمازلت هنا اذهبى فطفلك يناديك....... ياأمى القمينى ثدييك----- عصام العديسى