انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-17-2012, 03:52 AM
أبو عائشة السوري أبو عائشة السوري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي هذه عقيدتنا

 

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه و نستغفره و نتوب إليه، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن نبينا محمداً صلى الله عليه و سلم عبده و رسوله .

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي: "يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟" فقلت: الله ورسوله أعلم. قال: "حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً" فقلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال: "لا تبشرهم فيتكلوا" متفق عليه

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل) متفق عليه

أركان كلمة التوحيد {شهادة أن إله إلا الله محمد رسول الله} أربعة:
الشهادة: وهي أن تقر بلسانك معترفاً بقلبك على هذا الأمر و كأنك تشاهده أمامك .
2 – النفي :وهو قولنا :لا إله .
3 - الإثبات: وهو قولنا: إلا الله .
4 - أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، فلولاه بعد فضل الله لما عرفنا كلمة التوحيد .
شروط كلمة التوحيد ثمانية:
جمعها بعضهم في بيتين فقال :
علم يقين وإخلاص وصدقك مع * * * محبة وانقياد والقبول لها
وزيد ثامنها الكفران منك بما * * * سوى الإله من الأشياء قد ألِّها
وهذان البيتان قد استوفيا جميع شروطها :
الأول : العلم بمعناها المنافي للجهل
وتقدم أن معناها لا معبود بحق إلا الله فجميع الآلهة التي يعبدها الناس سوى الله سبحانه كلها باطلة .
الثاني : اليقين المنافي للشك فلابد
في حق قائلها أن يكون على يقين بأن الله سبحانه هو المعبود بالحق
الثالث : الإخلاص وذلك بأن يخلص العبد لربه سبحانه وهو الله عز وجل جميع العبادات ، فإذا صرف منها شيئاً لغير الله من نبي أو ولي أو ملك أو صنم أو جني أو غيرها فقد أشرك بالله ونقض هذا الشرط وهو شرط الإخلاص .
الرابع : الصدق ومعناه أن يقولها وهو صادق في ذلك ، يطابق قلبه لسانه ، ولسانه قلبه ، فإن قالها باللسان فقط وقلبه لم يؤمن بمعناها فإنها لا تنفعه ، ويكون بذلك كسائر المنافقين .
الخامس : المحبة ، ومعناها أن يحب الله عز وجل ، فإن قالها وهو لا يحب الله صار كافراً لم يدخل في الإسلام ، ومن أدلة ذلك قوله تعالى : {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} ،وقوله سبحانه : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا
لِلَّهِ }والآيات في هذا المعنى كثيرة .
السادس : الانقياد لما دلت عليه من المعنى ، ومعناه أن يعبد الله وحده وينقاد لشريعته ويؤمن بها ، ويعتقد أنها الحق . فإن قالها ولم يعبد الله وحده ، ولم ينقد لشريعته بل استكبر عن ذلك ، فإنه لا يكون مسلماً كإبليس وأمثاله .
السابع : القبول لما دلت عليه ،ومعناه : أن يقبل ما دلت عليه من إخلاص العبادة لله وحده وترك عبادة ما سواه وأن يلتزم بذلك ويرضى به .
الثامن : الكفر بما يعبد من دون الله ،ومعناه أن يتبرأ من عبادة غير الله ويعتقد أنها باطلة، كما قال الله سبحانه : {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}

وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :{من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله}رواه مسلم رحمه الله

حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم، فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ثم نهض فدخل منزله. فخاض الناس في أولئك، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئاً، وذكروا أشياء، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه فأخبروه، فقال: (هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون) فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: (أنت منهم) ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: (سبقك بها عكاشة) صحيح الجامع رقم 3999
فيه مسائل:
الأولى: الرقية نوعان :النوع الأول : الرقية بالقرآن و ما صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و هذه مرخص لها و جائزة شرعاً .
النوع الثاني : الرقية بالكلمات الأعجمية و الشعوذة و العياذ بالله تعالى و لعلنا نفصل هذه القضية إن شاء الله في غير هذا الموضع .
الثانية: كون ترك الرقية والكي من تحقيق التوحيد في قوله صلى الله عليه و سلم في الحديث السابق :" لا يسترقون و لا يكتوون " و الاكتواء هنا التداوي بالكي بالنار للجروح و نحوها، و الاسترقاء الذي نها عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذا الموضع هو الرقية الشرعية الصحيحة، إذ أن الرقية الشرعية مرخص لها كما سبق أن ذكرنا لكن تركها أفضل و أحوط و أكمل و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم .
الثالثة: كون الجامع لتلك الخصال هو التوكل، و التوكل بالتعريف: انطراح القلب بين يدي الرب عز و جل في علاه ، يعني تمضي للأمر بجوارحك و أخذك للأسباب ، لكن عقلك و قلبك عند رب العزة جل شأنه الذي بيده الأسباب و الدنيا بأسرها .
الرابعة: عمق علم الصحابة رضوان الله عليهم لمعرفتهم أنهم لم ينالوا ذلك إلا بعمل.
الخامسة: حرصهم على الخير.
السادسة: فضيلة هذه الأمة بالكمية والكيفية.
السابعة: فضيلة أصحاب موسى عليه الصلاة و السلام .
الثامنة : عرض الأمم عليه، عليه الصلاة والسلام.
التاسعة: أن كل أمة تحشر وحدها مع نبيها.
العاشرة: قلة من استجاب للأنبياء عليهم الصلاة و السلام .
الحادية عشرة: أن من لم يجبه أحد يأتي وحده.
الثانية عشرة: ثمرة هذا العلم، وهو عدم الاغتـرار بالكثـرة، وعـدم الزهد في القلة .
الثالثة عشرة: الرخصة في الرقية .
الرابعة عشرة: بعد السلف عن مدح الإنسان بما ليس فيه.
قال الإمام الفضيل بن عياض رحمه الله:" إلزم طرق الهدى ، و لا تضرنك قلة السالكين ، و احذر طرق الضلال ، و لا تغتر بكثرة الهالكين"

قال الله تعالى:{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}وقال الخليل ابراهيم عليه الصلاة و السلام: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام}وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر)، فسُئِلَ عنه فقال: (الرياء) وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار) رواه البخاري. ولمسلم عن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار}
و الرياء من الرؤيا ، يعني يعمل الرجل عملاً و هو يتمنى أن يراه الناس يعمله ، يعني يتقرب إلى الناس بعمل الآخرة ، أي أنه ليس لوجه الله خالصاً .
قال ابن القيم رحمه الله :" كما أنه ليس للعبد من صلاته إلا ما عَقِلَ منها، كذلك فليس للإنسان من حياته إلا ما كان لله " .
و المقصود بـ:" الندّ" هو الشريك .

عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: {إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ـ وفي رواية: إلى أن يوحدوا الله ـ فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك: فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب}صحيح الجامع رقم : 2298

عن سهل بن سعد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه. فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها. فلما أصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها. فقال: (أين علي بن أبي طالب؟) فقيل: هو يشتكي عينيه، فأرسلوا إليه، فأتى به فبصق في عينيه، ودعا له، فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية فقال: (انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً، خير لك من حمر النعم) متفق عليه،و معنى يدوكون: يخوضون بالكلام .

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) صحيح الجامع رقم : 1632،(التمائم): شيء يعلق على الأولاد من العين، لكن إذا كـان المعلـق من القرآن، فرخص فيه بعض السلف، وبعضهم لم يرخص فيه، ويجعله من المنهي عنه، منهم ابن مسعود رضي الله عنه.
و(الرقى): هي التي تسمى العزائم، وخص منه الدليل ما خلا من الشرك، فقد رخص فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من العين والحمة.
و(التولة): شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها، والرجل إلى امرأته، و هو أيضاً فن من فنون السحر و الشعوذة و الله أعلى و أعلم .
عن عيسى بن حمزة قال دخلت على عبد الله بن حكيم وبه حمرة فقلت: (ألا تعلق تميمة) فقال: (نعوذ بالله من ذلك ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ من علق شيئاً وكل إليه}حسن لغيره، صحيح الترغيب و الترهيب رقم 3456
و التمائم بشكل عام يدخل فيها حذوة الحصان ، و الخرزة الزرقاء ،و سبعة الكوبة في لعبة الورق ،و كل ما يعتقد جهال الناس أنه يجلب منفعة أو يدفع مضرة و العياذ بالله فإنها شرك يحبط العمل

عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك)
صحيح الجامع رقم : 805

روى الطبراني بإسناده أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين،قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق قال: إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله وحده
الراوي: - المحدث: محمد بن عبد الوهاب - المصدر: الرسائل الشخصية - الصفحة أو الرقم: 45
خلاصة حكم المحدث : ثابت

عن أبي واقد الليثي، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله أكبر! إنها السنن، قلتم ـ والذي نفسي بيده ـ كما قالت بنو إسرائيل لموسى: (اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون) (لتركبن سنن من كان قبلكم)صحيح الجامع رقم :3601 ،و ذات الأنواط كانوا يتبركون بها ، و الصحابة رضوان الله عليهم كما نلاحظ تكلموا للجهل ، فمن أحد أهم ضوابط التكفير هو العلم المنافي للجهل ، و إذا جهل الصحابة رضوان الله عليهم بهذا الأمر لكونهم كانوا حدثاء عهد بالإسلام فغيرهم أولى بأن يجهل ،و على هذا فلا يقع الكفر على صاحبه إلا إذا بلغه من العلم ما تقوم به عليه الحجة .

عن علي رضي الله عنه قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات:{لعن الله من لعن والديه و لعن الله من ذبح لغير الله و لعن الله من آوى محدثاً و لعن الله من غير منار الأرض}رقم : 5112 صحيح الجامع .

عندما يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :"لعن الله فلاناً" أي يدعو عليه ، و اللعن هو الطرد من رحمة الله ، و الذبح لغير الله يدخل فيه الذبح للأولياء و حتى للقبور المنسوبة للأنبياء عليهم الصلاة و السلام ،علماً بأن قبور الأنبياء عليهم الصلاة و السلام كلها غير معروفة و لا مثبتة باستثناء قبر نبينا محمد ، صلى الله عليه و سلم ،و أما لعن من لعن والديه ، فلقد وضحه رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديث آخر عندما سألوه :" كيف يلعن الرجل والديه؟" فقال:" يسب أبا الرجل فيسب أباه ، و يسب أمه فيسب أمه" يعني إذا سببت أنا أحد الناس بأمه و رد علي بالمثل فلقد سببت أنا أمي ،و المقصود بقوله صلى الله عليه و سلم:" لعن الله من آوى محدثاً" المحدث هو المبتدع في دين الله ما ليس منه لقوله صلى الله عليه و سلم في حديث آخر:" كل محدثة بدعة" ،طبعاً الرمي بالبدعة و التبديع له ضوابط و أحكام مثله مثل التكفير ليس المقام لذكرها هنا ،و أما تغيير منار الأرض فهو أن يكون لرجل أرض يزرع فيها ،فيأتي إلى أرض جاره فيعبث بحدوده معه فيقتطع من أرضه سرقة .

عن ثابت بن الضحاك قال : نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلا ببوانة فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد ؟ " قالوا : لا قال : " فهل كان فيه عيد من أعيادهم ؟ " قالوا : لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم "
مشكاة المصابيح رقم :3437

عن أنس رضي الله عنه قال: شُجَّ النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وكسرت رباعيته، فقال: (كيف يفلح قوم شَجُّوا نبيهم)؟ فنزلت: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ)

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قال: {يا معشر قريش ! اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئاً يا بني عبد مناف ! اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئاً يا عباس بن عبد المطلب ! لا أغني عنك من الله شيئاً يا صفية عمة رسول الله ! لا أغني عنك من الله شيئا يا فاطمة بنت محمد ! سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً} رقم : 7982 صحيح الجامع

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله، كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك. حتى إذا فُزِّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق وهو العلي الكبير فيسمعها مسترق السمع ـ ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض ـ وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه ـ فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها عن لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء) رقم : 734 في صحيح الجامع
المقصود هو أن رب العباد يقضي الأمر و يعبر الملائكة عليهم الصلاة و السلام عن ذلك بضرب أجنحتهم ،يسمعهم مسترق السمع ،و مسترق السمع هو أحد الشياطين ،أما عن كيفية استراقه للسمع فهو كالتالي :يقف الشيطان الأول على لأرض ،فيصعد شيطان ثانٍ على كتفيه، و يأتي شيطان ثالث فيصعد على كتفي الثاني ، و هكذا يتسلقون حتى يصل آخر واحد منهم إلى علو يستطيع من خلاله أن يسترق السمع من الملائكة عليهم الصلاة و السلام فيلقي المعلومة الصحيحة التي هي عبارة عن أمر غيبي من قضاء الله إلى الذي تحته ، ثم الذي تحته يلقيها إلى من تحته، و هكذا حتى تصل إلى آخر شيطان، فيلقيها هذا الشيطان على لسان أحد السحرة أو الكهان ، و للعلم فأول شرط للساحر أن يكفر، و السحر بالتعريف: شرطه اتفاقٌ بين الساحر و الشيطان على أن يكفر الساحر فيتسخر له الشيطان، و كلما زاد الساحر من الكفر و الأعمال الكفرية كلما زاد الشيطان تسخراً له حيث يقدره على أعمال من الخوارق مثل المشي على الماء و الطيران في الهواء، و من ضمن التسخر أيضاً أن ينبأه الشيطان بأشياء غيبية باستراقه للسمع كما ذكرنا، لكن كما في الحديث السابق، ربما يُقذف الشياطين بشهاب فيسقطون و لا يستطيعون الاستراق، و ربما يسترقون كلمة صحيحة من بين أكاذيب كثيرة،
فالغيب نوعان، غيب مطلق، و غيب نسبي، أما الغيب النسبي فهو أن أعرف ماذا يجري في العمارة التي في جوار بيتي و هذا يقدر عليه الشيطان، و أما الغيب المطلق فهو أن أعرف ماذا سيجري في الغد، و هذا ربما يسترقه الشيطان و ربما يحرقه شهاب، فلا يعلم الغيب المطلق إلا الله
عن ابن المسيب عن أبيه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عم ! قل ( لا إله إلا الله ) كلمة أشهد لك بها عند الله فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ ! فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه . ويعيد له تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم : هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول : لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل الله عز وجل ( ما كان للنبي والذي آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ) وأنزل الله تعالى في أبي طالب فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ) " إرواء الغليل للألباني رحمه الله

{ وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ولا يعوق ونسراً } ففي التفسير المأثور عن ابن عباس وغيره من السلف : أن هؤلاء الخمسة أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم : أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم ( أي علم تلك الصور بخصوصها ) عبدت . رواه البخاري وغيره
وقال ابن القيم: قال غير واحد من السلف: لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم

وعن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله) رواه البخاري و مسلم
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين}
السلسلة الصحيحة 2144

ولمسلم عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (هلك المتنطعون) قالها ثلاثاً، و المتنطعون هم المتكلفون .

وقول الله تعالى: (وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ) وقوله: (يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ)
قال عمر: (الجبت): السحر، (والطاغوت): الشيطان. وقال جابر: الطواغيت: كهان كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اجتنبوا السبع الموبقات) قالوا: يا رسول الله: وما هن؟ قال: (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)
متفق عليه

وفي (صحيح البخاري) عن بجالة بن عبدة قال: كتب عمر بن الخطاب: أن اقتلوا كل ساحر وساحرة، قال: فقتلنا ثلاث سواحر

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من اقتبس شعبة من النجوم، فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد) رقم : 6074 صحيح الجامع، و يدخل فيها بالضرورة ما يتصل بالأبراج و التنجيم

وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا هل أنبئكم ما الغضة؟ هي النميمة، القالة بين الناس) [رواه مسلم]

عَنْ وَاصِلٍ الأَحْدَبِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : خَطَبَنَا عَمَّارٌ ، فَأَبْلَغَ ، وَأَوْجَزَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " إِنَّ طُولَ صَلاةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ ، فَأَطِيلُوا الصَّلاةَ وَقَصِّرُوا الْخُطَبَ فَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا " . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، و مقصود الحديث هو أن طول الخطبة سوف يسحر الناس فيصير جزءاً من السحر المنهي عنه من الناحية الشرعية .

روى مسلم في صحيحه، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى عرَّافاً فسأله عن شيء فصدقه، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" رقم : 5939 صحيح الجامع

قال البغوي: العراف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك .

عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال: "هي من عمل الشيطان" السلسلة الصحيحة رقم 2760
قال ابن القيم: النشرة: حل السحر عن المسحور، وهي نوعان:
إحداهما: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب، ويبطل عمله عن المسحور.
والثاني: النشرة بالرقية و التعوذات والأدوية والدعوات المباحة، فهذا جائز.

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر) أخرجه البخاري و مسلم و زاد مسلم: (ولا نوء، ولا غول)
ا عدوى يعني على ما يعتقده الجاهليون من كون الأمراض تعدي بطبعها، وإنما الأمر بيد الله سبحانه. إن شاء انتقل الداء من المريض إلى الصحيح وإن شاء سبحانه لم يقع ذلك.
ولكن المسلمين مأمورون بأخذ الأسباب النافعة، وترك ما قد يفضي إلى الشر،
و معنى لا طيرة ، يعني النهي عن التشاؤم سواءاً كان بالبومة أو الرقم 13 أو غير ذلك .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك) قالوا: (وما كفارة ذلك يا رسول الله؟) قال: (أن يقول: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك)
رقم : 6264 صحيح الجامع
وأما الهامة: فهو طائر يسمى البومة، يزعم أهل الجاهلية أنه إذا نعق على بيت أحدهم فإنه يموت هذا البيت، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ((ولا صفر)) فهو الشهر المعروف وكان بعض أهل الجاهلية يتشاءمون به. فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وأوضح صلى الله عليه وسلم أنه كسائر الشهور ليس فيه ما يوجب التشاؤم. وقال بعض أهل العلم: إنها دابة تكون في البطن تسمى: صفر.. وكان بعض أهل الجاهلية يعتقدون فيها أنها تعدي فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
وأما النوء فهو واحد الأنواء، وهي النجوم وكان بعض أهل الجاهلية يتشاءمون ببعض النجوم فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، و بعضها الآخر كانوا يعتقدون بأنها تقترن بنزول المطر فيقولون :" سُقِينا بنوء كذا و نوء كذا" .
و معنى لا غول ، الغوُل هو المخلوق المعروف لدى العامة

عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أربعة في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركوهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة) وقال: (النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب). رواه مسلم

عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: (هل تدرون ماذا قال ربكم؟ ) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: (قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب)
رقم : 7028 صحيح الجامع

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في مرضه الذي لم يقم منه :
{ لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد }قالت : فلولا ذاك أُبرِزَ قبره ، غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً"
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : لما كان مرض النبي صلى الله عليه و سلم تذاكر بعض نسائه كنيسة بأرض الحبشة ، يقال لها : مارية - وقد كانت أم سلمة وأم حبيبة قد أتتا أرض الحبشة - فذكرن من حسنها وتصاويرها ، قالت : [ فرفع النبي صلى الله عليه و سلم رأسه ] فقال : « أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً ، ثم صوروا تلك الصور ، أولئك شرار الخلق عند الله [ يوم القيامة ].
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « اللهم لا تجعل قبري وثناً ، لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » .
طيب ما معنى اتخاذ القبور مساجد؟
الذي يمكن أن يفهم من هذا الاتخاذ إنما هو ثلاث معان :
الأول :الصلاة على القبور بمعنى السجود عليها:
قال ابن حجر الهيتمي في " الزواجر " ( 1 / 121 ) :
« واتخاذ القبر مسجدا معناه الصلاة عليه أو إليه » .
ويشهد لهذا المعنى أحاديث نذكر منها: : قوله صلى الله عليه و سلم : « لا تصلوا إلى قبر ولا تصلوا على قبر » .
الثاني : السجود إليها واستقبالها بالصلاة والدعاء:
فقال المناوي في « فيض القدير » حيث شرح الحديث عن أنس : "أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن الصلاة إلى القبور":" أي اتخذوها جهة قبلتهم مع اعتقادهم الباطل ، وإن اتخاذها مساجد لازمٌ لاتخاذ المساجد عليها كعكسه ، وهذا بين به سبب لعنهم لما فيه من المغالاة في التعظيم" .
الثالث : بناء المساجد عليها وقصد الصلاة فيها:
ويؤيده حديث جابر قال : « نهى رسول الله أن يجصص القبر ، وأن يقعد عليه ، وأن يبنى عليه » .
أقوال الأئمة الأربعة في هذه المسألة:
1 - مذهب الشافعية انه كبيرة:
قال الفقيه ابن حجر الهيتمي في « الزواجر عن اقتراف الكبائر » ( 1 / 120 ) : " الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتسعون : اتخاذ القبور مساجد ، وإيقاد السرج عليها ، واتخاذها أوثاناً ، والطواف بها ، واستلامها ، والصلاة إليها "
2 - مذهب الحنفية الكراهة التحريمية:
والكراهة بهذا المعنى الشرعي قد قال به هنا الحنفية فقال الإمام محمد تلميذ أبي حنيفة في كتابه « الآثار » ( ص 45 ) :
" لا نرى أن يزاد على ما خرج من القبر ، ونكره أن يجصص أو يطين أو يجعل عنده مسجداً " .
والكراهة عن الحنفية إذا أطلقت فهي للتحريم وليست لما يثاب تاركه ولا يعاقب فاعله كما هو متداول في أصول الفقه، فقد قال تعالى ﴿ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ﴾ و قال تعالى في سورة ( الإسراء ) بعد أن نهى عن قتل الأولاد وقربان الزنا وقتل النفس وغير ذلك : ﴿ كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ﴾ .
3 - مذهب المالكية التحريم:
وقال القرطبي في تفسيره ( 10 / 38 ) بعد أن ذكر الحديث عن عائشة ا قالت : لما كان مرض النبي صلى الله عليه و سلم تذاكر بعض نسائه كنيسة بأرض الحبشة ، يقال لها : مارية - وقد كانت أم سلمة وأم حبيبة قد أتتا أرض الحبشة - فذكرن من حسنها وتصاويرها ، قالت : [ فرفع النبي صلى الله عليه و سلم رأسه ] فقال : « أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً ، ثم صوروا تلك الصور ، أولئك شرار الخلق عند الله [ يوم القيامة ] » .
"قال علماؤنا : وهذا يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد "
4 - مذهب الحنابلة التحريم:
كما في « شرح المنتهى » ( 1 / 353 ) وغيره .
شبهات وردود:
الشبهة الأولى: قوله تعالى في سورة الكهف ﴿ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ﴾:
الجواب: الجُمَلُ في اللغة العربية ،والقرآن الذي نزل بها على قسمين :إما أن تكون خبراً، أو أن تكون إنشاءاً، والخبر مثل قصة ذي القرنين، والإنشاء طلب ،أمر أو نهي ومثاله: "ولا تقربوا الزنى" ،وربما جاء الخبر بشكل طلب مثل "الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة" .
إذاً فما تصنيف الآية السابقة : ﴿ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ﴾؟
الجواب: هي خبر لا يفيد الأمر ولا النهي لعلة عدم وجود نبي بينهم من ناحية، ومن ناحية أخرى، فأهل الكهف لم يطلبوا منهم ذلك إطلاقاً ولم يكونوا بينهم، وأما عبارة: "الذين غلبوا على أمرهم" فليس بالضرورة أن تكون الأغلبية أو الأكثرية على حق بالضرورة، فالله جل شأنه وتقدست أسماؤه يقول: "و إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله بغير علم إن يتبعون إلا الظن و إن هم إلا يخرصون" .
هذا من ناحية، من ناحية أخرى، شريعتنا نسخت الشرائع السابقة بما فيها اليهودية والنصرانية التي كان يدين بها أهل الكهف و هي محرفة و مندثرة ولسنا ملزمين باتباعهم ،بل أُمِرنا في مواضع كثيرة بمخالفتهم كما هو معروف لنا جميعاً .
الشبهة الثانية: أن قبر النبي صلى الله عليه و سلم في مسجده كما هو مشاهد اليوم:
الجواب: لم يكن كذلك في عهد الصحابة ، فإنهم لما مات النبي صلى الله عليه و سلم دفنوه في حجرته في التي كانت بجانب مسجده ، وكان يفصل بينهما جدار فيه باب ، كان النبي صلى الله عليه و سلم يخرج منه إلى المسجد ،ولكن وقع بعدهم ما لم يكن في حسبانهم ذلك أن الوليد بن عبد الملك أمر سنة ثمان وثمانين بهدم المسجد النبوي وإضافة حجر أزواج رسول الله إليه فأدخل فيه الحجرة النبوية حجرة عائشة رضي الله عنها فصار القبر بذلك في المسجد، تاريخ ابن جرير
( 5 / 22223 ) وتاريخ ابن كثير ( 9 / 7475)
ولم يكن في المدينة أحد من الصحابة حينذاك خلافاً لم توهم بعضهم .
قال العلامة الحافظ محمد ابن عبد الهادي في « الصارم المنكي »
( ص 136 )
" وإنما أدخلت الحجرة في المسجد في خلافة الوليد بن عبد الملك ، بعد موت عامة الصحابة الذين كانوا بالمدينة ، وكان آخرهم موتاً جابر بن عبد الله ، وتوفي في خلافة عبد الملك فإنه توفي سنة ثمان وسبعين ، والوليد تولى سنة ست وثمانين ، وتوفي سنة ست وتسعين ، فكان بناء المسجد وإدخال الحجرة فيه فيما بين ذلك" .
ولهذا نقطع بخطأ ما فعله الوليد بن عبد الملك عفا الله عنه ، ولئن كان مضطرا إلى توسيع المسجد ، فإنه كان باستطاعته أن يوسعه من الجهات الأخرى دون أن يتعرض للحجرة الشريفة وقد أشار عمر بن الخطاب إلى هذا النوع من الخطأ حين قام هو بتوسيع المسجد من الجهات الأخرى ولم يتعرض للحجرة بل قال " إنه لا سبيل إليها " فأشار إلى المحذور الذي يترقب من جراء هدمها وضمها إلى المسجد « طبقات ابن سعد » ( 4 / 21 ) و « تاريخ دمشق » لابن عساكر ( 8 / 478 / 2 ) .
وإن قال قائل: "وكيف يفعل الوليد بن عبد الملك هذا المنكر بوجود علماء من كبار التابعين رضوان الله عليهم وقتها و على رأسهم الفقهاء السبعة؟ قلنا: بلى لقد كان الفقهاء السبعة رحمهم الله موجودين ،وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله أميراً على المدينة وقتها، لكن عبد الملك بن مروان فعل ما فعل بقوته كسلطان، وتكفير الحكام وغير الحكام مبحث آخر و له أحكام و ضوابط لا مجال لبسطه في هذا الموضع .
الشبهة الثالثة: أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى في مسجد الخيف وقد ورد في الحديث أن فيه قبر سبعين نبياً:
الجواب: أولاً: لا نسلم صحة الحديث المشار إليه، قال الطبراني في « معجمه الكبير »
( 3 / 204 / 2 ) : " حدثنا عبدان بن أحمد نا عيسى بن شاذان نا أبو همام الدلال نا إبراهيم بن طمهان عن منصور عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ : « في مسجد الخيف قبر سبعين نبياً »
وأورده الهيثمي " المجمع " ( 3 / 298 ) بلفظ :
« ... قبر سبعون نبيا » ، وقال : " رواه البزار ورجاله ثقات " .
وهذا قصور منه في التخريج فقد أخرجه الطبراني أيضا كما رأينا ، ورجال الطبراني ثقات أيضا غير عبدان بن أحمد وهو الأهوازي كما ذكر الطبراني في « المعجم الصغير » ( ص 136 ) ولم أجد له ترجمة وهو غير عبدان بن محمد المروزي وهو من شيوخ الطبراني أيضا في « الصغير » ( ص 136 ) وغيره وهو ثقة حافظ له ترجمة في« تاريخ بغداد » ( 11 / 135 ) و « تذكرة الحفاظ »
( 2 / 230 ) وغيرها .
لكن في رجال هذا الإسناد من يروي الغرائب مثل عيسى بن شاذان ، قال فيه ابن حبان في
« الثقات » : " يغرب " .
وإبراهيم بن طهمان ، قال فيه ابن عمار الموصلي : " ضعيف الحديث مضطرب الحديث " .
ثانياً: سنسلم جدلاً بصحة الحديث، الحديث ليس فيه أن القبور ظاهرة في مسجد الخيف ، وقد عقد الأزرقي في تاريخ مكة ( 406 - 410 ) عدة فصول في وصف مسجد الخيف ، فلم يذكر أن فيه قبوراً بارزة ، ومن المعلوم أن الشريعة إنما تبنى أحكامها على الظاهر ، فإذا ليس في المسجد المذكور قبور ظاهرة ، فلا محظور في الصلاة فيه البتة ، لأن القبور مندرسة ولا يعرفها أحد بل لولا هذا الخبر الذي عرفت ضعفه لم يخطر في بال أحد أن في أرضه سبعين قبراً ! ولذلك لا يقع فيه تلك المفسدة التي تقع عادة في المساجد المبنية على القبور الظاهرة والمشرفة ،بل وثابت جيولوجياً وعلمياً بأن جسم الإنسان على وجه العموم باستثناء الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم و الشهداء رضوان الله عليهم يتحلل إلى عناصر التراب فلا بد من أن نمشي على ميت .
الشبهة الرابعة: ما ذكر في بعض الكتب أن قبر إسماعيل وغيره في الحجر من المسجد
الحرام وهو أفضل مسجد يتحرى فيه:
الجواب: أولاً: لم يثبت في حديث مرفوع أن إسماعيل عليه الصلاة و السلام أو غيره من الأنبياء الكرام دفنوا في المسجد الحرام ،ولم يرد شيء من ذلك في كتاب من كتب السنة المعتمدة كالكتب السنة ، ومسند أحمد ، ومعاجم الطبراني الثلاثة وغيرها من الدواوين المعروفة ، وذلك من أعظم علامات كون الحديث ضعيفا بل موضوعا عند بعض المحققين، ولقد نقل السيوطي في
" تدريب الراوي " عن ابن الجوزي " قال :
" ما أحسن قول القائل : إذا رأيت الحديث يباين العقول أو يخالف المنقول أو يناقض الأصول فاعلم أنه موضوع . قال : ومعنى مناقضته للأصول أن يكون خارجا من دواوين الإسلام من المسانيد والكتب المشهورة " .
كذا في « الباعث الحثيث » ( ص 85)
وغاية ما وري في ذلك من آثار معضلات ، بأسانيد واهيات موقوفات أخرجها الأزرقي في « أخبار مكة » ( ص 39 و 219 و 220 ) فلا يلتفت إليها وإن ساقها بعض المبتدعة مساق المسلمات .
ثانياً: القبور المزعوم وجودها في المسجد الحرام غير ظاهرة ولا بارزة ، ولذلك لا تقصد من دون الله تعالى ، فلا ضرر من وجودها في بطن أرض المسجد فلا يصح حينئذ الاستدلال بهذه الآثار على جواز اتخاذ المساجد على قبور مرتفعة على وجه الأرض لظهور الفرق بين الصورتين وبهذا أجاب الشيخ على القاري رحمه الله تعالى فقال في « مرقاة المفاتيح »
( 1 / 456 ) بعد أن حكى قول المفسر الذي أشرت إليه في التعليق :
" وذكر غيره أن صورة قبر إسماعيل في الحجر تحت الميزاب ، وأن في الحطيم بين الحجر الأسود وزمزم قبر سبعين نبيا " . قال القاري :
" وفيه أن صورة قبر إسماعيل وغيره مندرسة ، فلا يصلح الاستدلال"
الشبهة الخامسة : بناء أبي جندل مسجداً على قبر أبي بصير في عهد النبي صلى الله عليه و سلم:
أولاً: ليس له إسناد تقوم الحجة به ، ولم يروه أصحاب « الصحاح » و
« السنن » و « المسانيد » وغيرهم وإنما أورده ابن عبد البر في ترجمة أبي بصير من « الاستيعاب » ( 4 / 21 - 23 ) مرسلاً .
ثانياً: لو صح لم يجز أن ترد به الأحاديث الصريحة ، في تحريم بناء المساجد على القبور لأمرين :
الأمر الأول : أنه ليس في القصة أن النبي صلى الله عليه و سلم اطلع على ذلك وأقره
الأمر الثاني : أنه لو فرضنا أن النبي صلى الله عليه و سلم علم بذلك وأقره فيجب أن يحمل ذلك على أنه قبل التحريم لأن الأحاديث صريحة في أن النبي صلى الله عليه و سلم حرم ذلك في آخر حياته كما سبق فلا يجوز أن يترك النص المتأخر من أجل النص المتقدم على فرض صحته عند التعارض وهذا بين وصار في حكم النسخ والله أعلى وأعلم .
الشبهة السادسة :قوله تبارك وتعالى:{ و إذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً و اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}:
الجواب: وجه استدلالهم هو أنهم ظنوا أن مقام تعني القبر، ومقام في اللغة العربية اسم مكان من القيام، يعني مكان القيام وليس الدفن والقبر، فإذا قام ابراهيم عليه الصلاة والسلام في المكان الفلاني ثم انتقل إلى غيره فهذا لا يستلزم بالضرورة أن الصلاة إلى ذلك الموضع صارت صلاة إلى قبر كما يزعم هؤلاء، والله تعالى أعلى وأعلم .
وهناك تساؤل لدى الكثير ين يطرح نفسه في هذه القضية ،إذا كان المسجد النبوي يحتوي على قبر رسول الله فلماذا يصلي المصلون فيه؟
الجواب: لنتأمل في هذا الحديث :أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام قال حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا جرير بن حازم قال حدثنا يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة رضي الله عنها:
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لها يا عائشة ،لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم فأدخلت فيه ما أخرج منه وألزقته بالأرض وجعلت له بابين بابا شرقيا وبابا غربيا فإنهم قد عجزوا عن بنائه فبلغت به أساس إبراهيم " .
لقد ترك رسول الله صلى الله عليه و سلم الكعبة على حالها و مات على ذلك لعلة أن قريش كانت حديثة عهد بالإسلام و التوحيد، و حالنا اليوم أسوء بكثير ، فمشركوا العرب يشركون في السراء ليتقربوا بالأصنام إلى الله زلفى ،لكن إذا مسهم ضرر دعوا الله وحده مخلصين له الدين، ومشركوا اليوم يستغيثون بغير الله في السراء والضراء كما نرى أمامنا ونصب أعيننا، بل ويعيّرون الشرطة و هيئة الدعوة و الإرشاد بجانب قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم بأنهم يمنعونهم من التمسح بقبر رسول الله صلى الله عليه و سلم كما هو معروف ،بل و يتعدى ذلك لاتهامهم بهدم أضرحة البقيع كما يزعمون ،فكيف سيكون الحال لو هدموا المسجد النبوي وأعادوه كما كان قبل أن يفعل عبد الملك بن مروان ما فعل؟!
و رغم ذلك فلقد وجه الكثير الكثير من العلماء المخلصين - ومنهم شيخنا الألباني رحمه الله - النداء إلى آل سعود سابقاً و حالياً بفصل قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم عن المسجد النبوي ، و نسأل الله أن يحفظ جميع بلاد المسلمين من الشرور و الفتن .
مبحث اتخاذ القبور مساجد بالكامل منقول عن كتاب تحذير الساجد للألباني رحمه الله بتصرف .

عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)
رقم : 7582 صحيح الجامع

عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله رسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار)
رقم : 3044 صحيح الجامع

وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس) رقم : 6097 صحيح الجامع

عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر، فقال: (الشرك بالله و الإياس من روح الله و القنوط من رحمة الله) رقم : 4603 صحيح الجامع

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت)
وللبخاري و مسلم عن ابن مسعود مرفوعاً: (ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية)

وعن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة)
رقم : 308 صحيح الجامع

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضي، ومن سخط فله السخط) رقم : 2110 صحيح الجامع

و جاء في التحذير من الرياء :عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه). رواه مسلم

وعن أبي سعيد مرفوعاً: (ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟) قالوا: بلى يا رسول الله! قال: (الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي، فيزيّن صلاته، لما يرى من نظر رجل)
رقم : 2607 صحيح الجامع
أي أن مجانبة الرياء تكون بأن يجتهد العبد في أن يكون عمله خالصاً لوجه الله تعالى .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع )
رقم : 2962 صحيح الجامع ،الخميصة و الخميلة نوعان من الملابس كجزء من متاع الدنيا، تعس من التعاسة و هي ضد السعادة، و انتكس من الانتكاسة و هي أن يرتد على عقبيه خائباً خاسراً، و معنى إذا شيك فلا انتقش، شيك يعني أصابته شوكة و جرحته في يده، و انتقش من المنقاش الذي هو أداة إزالة الشوكة ،و معنى إن استأذن لم يؤذن له، و إن شفع لم يشفع، يعني لا يهتم بأمور رفعة الدنيا حتى و لو كانت إذناً أو شفاعة لأحد أو واسطة أو محسوبية أو وجاهة بل عمله كله خالص لوجه الله تعالى

قال عدي بن حاتم : " أتيت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وفي عنقي صليب فقال لي : " يا عدي ألق هذا الوثن من عنقك وانتهيت إليه وهو يقرأ سورة ( براءة ) حتى أتى على هذه الآية
{ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله } قال : قلت : يا رسول الله إنا لم نتخذهم أربابا قال بلى أليس يحلون لكم ما حرم عليكم فتحلونه ويحرمون ما أحل الله لكم فتحرمونه ؟ فقلت : بلى فقال : تلك عبادتهم.
الحديث حجة بنفسه للألباني رحمه الله .

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه قال:{لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)
قال النووي: حديث صحيح

قول الله تعالى: (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ)
قال مجاهد ما معناه: هو قول الرجل: هذا مالي، ورثته عن آبائي.
وقال عون بن عبد الله: يقولون: لولا فلان لم يكن كذا

قول الله تعالى: (فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ).
قال ابن عباس في الآية: الأنداد: هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل؛ وهو أن تقول: والله، وحياتك يا فلان وحياتي، وتقول
لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتانا اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان. لا تجعل فيها فلاناً هذا كله به شرك) رواه ابن أبي حاتم

عن سعد بن عبيدة قال سمع ابن عمر رجلا يحلف لا والكعبة فقال له ابن عمر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :{من حلف بغير الله فقد أشرك} صحيح أبو داود رقم 2787
وقال ابن مسعود: لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليّ من أن أحلف بغيره صادقاً.

وعن حذيفة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان)
السلسلة الصحيحة رقم 137

عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تحلفوا بآبائكم، من حلف بالله فليصدق، ومن حلف له بالله فليرض. ومن لم يرض فليس من الله) رقم : 7247 صحيح الجامع

عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فراجعه في بعض الكلام فقال : ما شاء الله وشئت ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجعلتني مع الله عدلاً ( وفي لفظ : نداً ) ؟ ! لا بل ما شاء الله وحده .
السلسلة الصحيحة رقم 139

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أخنع اسم عند الله: رجل تسمى ملك الأملاك، لا مالك إلا الله)
رقم : 237 في صحيح الجامع
قال سفيان: مثل (شاهان شاه)،و من هذا المنطلق أخواني و أخواتي ندرك عظيم خطأ من يكتب في ذكرى المولد النبوي عبارات مثل: "أهلاً بمولد سيد الأكوان" .

عن شريح بن هانئ عن أبيه أنه لما وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومه سمعهم يكنونه بأبي الحكم فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " إن الله هو الحكم فلم تكنى أبا الحكم ؟ " قال : إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين بحكمي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أحسن هذا فما لك من الولد ؟ " قال : لي شريح ومسلم وعبد الله
قال : " فمن أكبرهم ؟ " قال قلت : شريح . قال فأنت أبو شريح "
مشكاة المصابيح رقم 4766
قال ابن حزم: اتفقوا على تحريم كل اسم معبَّد لغير الله؛ كعبد عمر، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب

يتبع إن شاء الله ...

التوقيع

من عجائب الشمعة أنها تحترق لتضيء للآخرين ... ومن عجائب الإبرة أنها تكسو الناس وهي عارية ... ومن عجائب القلم أنه يشرب ظلمة ويلفظ نوراً
لئن تغدو فتشعل شمعة واحدة ، خير لك من أن تلعن الظلام مليون مرة
الإيجابي : يفكر في غيره
السلبي : يفكر في نفسه
الإيجابي : يصنع الظروف
السلبي : تصنعه الظروف
لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كان منحنياً
قال ابن القيم رحمه الله :{ كما أنه ليس للمصلي من صلاته إلا ما عقل منها ، كذلك فإنه ليس للإنسان من حياته إلا ما كان لله }
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-17-2012, 03:53 AM
أبو عائشة السوري أبو عائشة السوري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

قول الله تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ)
عن ابن عمر، ومحمد بن كعب، وزيد بن أسلم، وقتادة – دخل حديث بعضهم في بعض - : أنه قال رجل في غزوة تبوك: ما رأينا مثل قرائناً هؤلاء، أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء ـ يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القرّاء ـ فقال له عوف بن مالك: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذهب عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجد القرآن قد سبقه. فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله! إنما كنا نخوض ونتحدث حديث الركب، نقطع به عنا الطريق. فقال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقاً بنسـعة ناقة رســول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الحجارة تنكب رجليه – وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب – فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ) ما يتلفت إليه وما يزيده عليه .
و من هنا ندرك أن الاستهزاء بشعائر الدين مثل اللحية و الإزار القصير و نقاب المرأة هو عمل المنافقين .

قول الله تعالى: (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي).
قال مجاهد: هذا بعملي وأنا محقوق به. وقال ابن عباس: يريد من عندي
وقوله: (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي) قال قتادة: على علم مني بوجوه المكاسب. وقال آخرون: على علم من الله أني له أهل. وهذا معنى قول مجاهد: أوتيته على شرف.

في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا إذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقولوا السلام على الله، فإن الله هو السلام)

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة، فإن الله لا مكره له)
و لمسلم: (وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه)

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي كلكم عباد الله وكل نسائكم إماء الله . ولكن ليقل : غلامي وجاريتي وفتاي وفتاتي . ولا يقل العبد : ربي ولكن ليقل : سيدي " وفي رواية : " ليقل : سيدي ومولاي " . وفي رواية : " لا يقل العبد لسيده : مولاي فإن مولاكم الله " . رواه مسلم

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سأل بالله فأعطوه ومن دعاكم فأجيبوه ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه} صحيح الترغيب و الترهيب رقم 852

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا؛ ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان) رقم : 6650 صحيح الجامع

عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح، وخير ما فيها، وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح، وشر ما فيها، وشر ما أمرت به)
رقم : 7315 في صحيح الجامع

قال ابن عمر رضي الله عنهما في منكري القدر: والذي نفس ابن عمر بيده، لو كان لأحدهم مثل أحد ذهباً، ثم أنفقه في سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر. ثم استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الإيمان: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره). رواه مسلم

وعن عبادة بن الصامت أنه قال لابنه: (يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، فقال: رب، وماذا أكتب؟ قال: أكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة) يا بني سمعت رسول الله صلى الله وسلم يقول: (من مات على غير هذا فليس مني) رقم : 2017 في صحيح الجامع

عن عبد الواحد بن سليم قال قدمت مكة فلقيت عطاء بن أبي رباح فقلت له يا أبا محمد إن أناسا عندنا يقولون في القدر فقال عطاء لقيت الوليد بن عبادة بن الصامت فقال حدثني أبي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :{إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فجرى بما هو كائن إلى الأبد} صحيح الترمذي برقم 2645

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة) أخرجه البخاري و مسلم .

و للبخاري و مسلم عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله)المقصود بهؤلاء المصورين ،و يدخل في التصوير المحرم نحت تماثيل لذوات الأرواح سواءاً كانوا بشراً أم حيوانات، بالإضافة إلى رسمها بأدوات الرسم أياً كانت، و يخرج من التحريم التصوير الفوتوغرافي لعلةٍ و الله أعلم، أنه لا تتدخل فيه يد الإنسان ،إنما هو كانطباع صورة في المرآة أو على سطح الماء ،و للتصوير الفوتوغرافي تفصيل و أحكام أخرى ليس المقام لتفصيلها هنا ، و أما بالنسبة للدمى، فقول أهل العلم و الله أعلم أنها إذا كانت بيد الأطفال للعب و الامتهان فلا حرج فيها إن شاء الله، أما إذا وضعت كصمديّات في الغرف فلا يجوز شرعاً و الله أعلى و أعلم

ولهما عن ابن عباس رضي الله عنهما: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم) .
ولهما عنه مرفوعاً: (من صوّر صورة في الدنيا كلّف أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ)

ولمسلم عن أبي الهياج قال: قال لي عليّ: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته)،و القبر المشرف هو الشاهدة ،و السنة الصحيحة أن يوضع ماكن القبر حجر لا ترتفع زيادة عن اللزوم ،و حدّ الصورة هو الرأس، أي أننا إذا قطعنا رأس التمثال أو محونا هذا الرأس إذا كان مرسوماً فلا حرج من وجودها كما صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : "الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فلا صورة "
السلسلة الصحيحة رقم 1921

قول الله تعالى: (وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(اليمين الكاذبة منفقة للسلعة ممحقة للكسب) السلسلة الصحيحة برقم 3363 ،الكسب هو البركة و الله أعلى و أعلم

عن جندب بن عبد الله رضي الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى عليّ أن لا اغفر لفلان؟ إني قد غفرت له وأحبطت عملك)
رواه مسلم.

عن مطرف بن عبد الله الشخير قال : قال أبي : انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : أنت سيدنا . فقال : " السيد الله " فقلنا وأفضلنا فضلاً وأعظمنا طولاً . فقال : " قولوا قولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان "
مشكاة المصابيح رقم 4900
وهنا مسألة مهمة: أيهما أفضل قولنا سيدنا محمد أو نبينا محمد صلى الله عليه و سلم؟
الجواب: إن السيادة تعطى حتى لأفسق وأعصى خلق الله فمن قرأ مثلا في كتب السير والتاريخ يجد عبارة مثل "سادات قريش ووجهائها وكبرائها" ويكون المقصود بهم أبو جهل وأبو لهب وغيرهم أما النبوة والرسالة فهما لا تعطيان إلا لصفوة الصفوة من الخلق على الإطلاق .
وللعلم النبوة غير الرسالة، المقصود بالنبي هو من
ينزل عليه الوحي وليس بالضرورة أن يُبعَث برسالة،
وأما الرسول فهو نبي مرسل ،فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسول.
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة" وارد في صحيح مسلم، لكننا نلاحظ أن أبو هريرة رضي الله عنه وهو أعلم منا بمراد الحديث قال في روايته له "قال رسول الله" ولم يقل قال سيدنا محمد صلى الله عليه سلم ،بل وجميع الصحابة رضوان الله عليهم معظم صيغ ندائهم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم

العقيدة من العقد والوثاق، والاعتقاد هو الحكم الذهني الجازم على الشيء بحيث ينعقد على المخ عقداً وثيقاً، فإن كان صحيحاً صح المخ وسلم القلب، وإن كان خاطئاً فسد المخ وضعف القلب ،ويضعف البدن كتحصيل حاصل.
وسمي أهل السنة والجماعة بأهل السنة لأنهم متمسكون بها، والجماعة لأنهم اجتمعوا عليها.
اعلموا يا أخواني وأخواتي أن عقيدة توحيد الله تشتمل على ثلاثة أقسام:
توحيد الربوبية _ توحيد الألوهية _ توحيد الأسماء والصفات.
توحيد الربوبية:
إفراد الله في ثلاثة أمور: الخلق _ الملك _ التدبير
فإن قال قائل: إن الله تبارك وتعالى قال في كتابه "فتبارك الله أحسن الخالقين" فهل يعقل وجود خالقين مع الله؟ قيل: إن الخلق في اللغة هو الإيجاد، وخلق الله إيجاد من العدم، وأما خلق غير الله فهو إيجاد من مثال أو أصل سابق مثل إيجاد سلطة الخضار من الخضار، وخالق العناصر على الحقيقة والأصل هو الله.
وإن قال قائل: كيف يكون الله متفرداً بالملك رغم وجود ملوك غيره؟ قيل: ملك الله على كل شيء مطلق لا يحده شيء على الإطلاق، وملك غير الله مقيد دائماً، فما تحت يدي لي ،وما تحت يد غيري ليس لي بالضرورة، حتى ما تحت يدي أنا ليس لي حرية التصرف فيه مطلقاً.
كذلك الأمر بالنسبة لتفرد الله في التدبير.
توحيد الألوهية:
هو إفراد الله بالعبادة، ويسمى أيضاً توحيد العبادة، فباعتبار إضافته إلى الله يسمى توحيد ألوهية، وباعتبار إضافته إلى العبد يسمى توحيد عبادة.
والعبادة مبنية على أمرين :المحبة والتعظيم، ومن المحبة تنشأ الرغبة، ومن التعظيم تنشأ الرهبة ،ومن المحبة يأتي الرجاء، ومن التعظيم يأتي الخوف ،ومن المحبة يأتي امتثال الأوامر ،ومن التعظيم يأتي اجتناب النواهي ،ومن هنا فقول القائلين عبدنا الله لا خوفاً من ناره ولا طمعاً في جنته ولكن شوقاً إليه ومحبة به قول فاسد، لأن الله مدح من يعبده خوفاً وطمعاً ويرجوا رحمته ويخشى عذابه في مواضع في القرآن لا سبيل لحصرها في هذا المقام، ولم يأتِ موضع واحد من كتاب ولا سنة بما ادعى به هؤلاء ،والصواب أن نقول عبدنا الله خوفاً من ناره وطمعاً في جنته وشوقاً إليه ومحبة به
وبالنسبة لتوحيد الألوهية ،قد يقول قائل: إن الله تعالى قال في كتابه لا يدعون مع الله إلهاً آخر فكيف يكون الله متفرداً بالألوهية ومقراً بألوهية غيره؟ قيل :ألوهية الله ثابتة وألوهية غيره باطلة، نأتي بمثال على ذلك ولا تشبيه، لدينا طبيبان، الأول معه شهادة طب ويجيد المهنة ،و الثالث ليس معه شهادة ولا يعرف شيئاً عن الطب ويدعي أنه طبيب ،فيقال للأول طبيب بحق ويقال للثاني طبيب كذاب

مدار ضلال الكثير من البشر وحتى كفار قريش على إنكار توحيد الألوهية وإثبات الربوبية، حتى إبليس، ولكن خالف الكثير الكثير توحيد الربوبية ،حتى ممن يدعي الانتساب إلى أهل القبلة، ومثال ذلك أرباب الطرق الصوفية الذين ادعوا بأن مشايخهم الأقطاب والأوتاد يتحكمون بالعالم ويغيثون في الشدائد والنوازل، والرافضة الذين اعتقدوا نفس الشيء في أئمتهم الاثني عشر كما هو معروف عنهم، لكن مدار جهل معظم المنتسبين إلى القبلة هو خلطهم في مسألة توحيد الأسماء والصفات التي نفصلها في مبحث آخر بعون الله وتوفيقه .
ينبغي علينا الإشارة إلى أمر مهم للغاية ،ألا وهو أن الكثير من التكفيريين الخوارج أضافوا ركناً رابعاً سموه توحيد الحاكمية أرادوا به تكفير كل من لم يحكم بما أنزل الله، ومن لم يحكم بما أنزل الله ليس كافراً بالضرورة، وتفصيل ذلك كالتالي:
قال الله تعالى :ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون
الآن اقرأوا معي أقوال أهل التفسير في هذه الآية الكريمة:
قال وكيع عن سعيد المكي عن طاوس قال :"ليس بكفر ينقل عن الملة" .
قال الثوري عن ابن جريج عن عطاء أنه قال : "كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق: ونوضح بعون الله كيف يكون الكفر والظلم والفسق أكبراً مخرجاً عن الملة أو أصغر لا ينقل عن الملة.
غلت في مسألة التكفير طائفتان، طائفة غلت في عدم التكفير حتى قالوا لا يضر ذنب مع إيمان كما لا ينفع عمل مع كفر، وإيمان أحط البشر كإيمان جبريل وميكائيل فضلاً عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وأرضاهما ،هذه الطائفة تسمى بالمرجئة، وأما الطائفة الثانية فقد غلت في التكفير حتى أخرجوا فاعل الكبيرة من الزنا والسرقة والقتل من الإسلام بالكلية وقالوا بأنه كافر في الدنيا مخلد في النار يوم القيامة ،ألا وهم الخوارج ،وبهذه المناسبة نذكر بأن المعتزلة قالوا بأن فاعل الكبيرة في منزلة بين منزلتين ،وهذا أيضاً قول باطل لا دليل عليه لا في القرآن ولا في السنة المطهرة ،فالله تعالى يقول :"وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين" طبعاً سبب ضلالهم أنهم جعلوا الإيمان شيئاً واحداً لا يتجزأ ،وعقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان قول وعمل، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصر ونذكر منها قوله تعالى:
" إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً"
ولتوضيح عقيدة أهل السنة والجماعة في فاعل الكبيرة يجب علينا أن نعرّف الكفر، الكفر لغة الغطاء، و اصطلاحاً: قول أو فعل أو عمل مخالف للشرع يغطي إيمان المرء ،وهذا الغطاء إما أن يكون كلياً مخرجاً عن الملة ،أو جزئياً لا يخرج عن الملة ،ودليل تقسيمه إلى أكبر وأصغر هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الوارد في الصحيحين وغيرهما :"سباب المسلم فسوق وقتاله كفر "وهنا فلقد فرق أهل العلم ومنهم ابن تيمية رحمه الله بين مفهومين هما الإيمان المطلق، ومطلق الإيمان، وفاعل الكبيرة الذي توافرت فيه شروط الإيمان مع كبيرته فقد الإيمان المطلق، الذي هو درجة كبيرة من الإيمان، ولكنه لم يفقد مطلق الإيمان، الذي هو جذر الإيمان أو جذوته أو أصله في قلبه، ثم إن التكفير يعد من أخطر أبواب الفتوى على الإطلاق ،يعدّ الراسخون في العلم حتى المليون قبل أن يدخلوا فيه للحديث الوارد في الصحيحين وغيرهما وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" .
قال السدي: "ومن لم يحكم بما أنزلت فتركه عمدا أو جار وهو يعلم فهو من الكافرين ويوضح هذا المعنى القول التالي:
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما : "من جحد ما أنزل الله فقد كفر ومن أقر به ولم يحكم به فهو ظالم فاسق "بمعنى، أن شرط خروج من لم يحكم بما أنزل الله عن الملة هو الجحود ،بمعنى أوضح ،لو سرق السارق أكثر من النصاب وهو يعلم في قرارة نفسه أن هذا من الكبائر تقطع يده ،ولكن إذا اعتقد بأن السرقة حلال فإنه يخرج عن الملة بعد قيام الحجة و الاستتابة حتى ولو لم يسرق في حياته ولو مرة واحدة، فشرط تكفير من لم يحكم بما أنزل الله أن يعتقد بأن القوانين الوضعية الفاجرة أفضل من الحكم بالشرع ،والاعتقاد محله القلب ونحن لا نحكم على الظاهر بشكل فاسد لسبب بسيط وهو أن من حسن إيمان المرء حسن ظنه بغيره وسوء ظنه بنفسه وليس العكس، فإن قال قائل :"إنهم يقيمون المحاكم ويضعون الدساتير التي تحكم بالقوانين الوضعية، فماذا تريد أكثر من هذا الدليل على جحود الحكم بشرع الله؟" نقول، ربما قام شارب للخمر بفتح خمارة والعياذ بالله، وهذا منكر عظيم بلا ريب وبلا شك، طيب هل كشفنا عن قلبه وعرفنا أنه استحل الخمر بهذا العمل؟ ليس بالضرورة ،ثم يجب أن يفهم التكفيريون بأن إقامة الحدود شأن أولياء الأمر فقط، ولو تُرِكَ الأمر لآحاد الناس فستتحول أمتنا بالكامل إلى غابة وستعم الفوضى ويقتل الأبرياء ،وهذا ما حصل فعلاً في الكثير من البلدان الإسلامية ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والسر الكامن وراء اكتفاء الخوارج التكفيريين المعاصرين بالتكفير بكبيرة الحكم بغير ما أنزل الله فقط لا غير، هو أنهم لو كفّروا قاتل النفس بغير الحق ،و السارق ،و الزاني، لعرفهم الناس وقالوا لهم: أنتم خلف لسلف ذمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم و حاربهم علي رضي الله عنه وأرضاه ،أي أنه من تلبيس الشيطان عليهم ،وتلبيسهم على الموحدين .
فإن سأل سائل: "لماذا لا تقوم دولة الإسلام الآن و يتم تطبيق الحكم بما أنزل الله؟" هذا السؤال حق و جوابه هو التالي: خطب أحد الخلفاء الأمويين الأوائل و لعله عبد الملك بن مروان خطبة في الناس قال فيها:" أنصفونا أيها الناس ،تريدون منا أن نسير فيكم سيرة أبي بكر و عمر ، و لا تسيرون فينا سيرة رعية أبي بكر و عمر! نسأل الله أن يعين كَلَّاً على كلّ" و لنتدبر الآية الكريمة التالية :"وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون"
و نوضح أكثر و أكثر بقصة رمزية ،قال أحد الناس :"عندما كنت فتياً وفي مقتبل حياتي، كانت لدي طموحات كثيرة وأحلام جمة وكبيرة، وكنت أسعى بكل قوتي أن أغير العالم بأسره، ومع تقدم عمري وبلوغي سن الشباب كنت أرى العالم على حاله لم يتغير ،فحاولت تغيير بلدي التي أعيش فيها ،وكلما كبرت كنت أرى بلدي هي الأخرى لا يتغير، ولما صرت في سن الكهولة ونضجت حاولت تغيير الحي الذي أعيش فيه أو حتى أفراد أسرتي ،لكن الناس في الحي وعائلتي كانوا على حالهم أراهم كما لو أنهم لا يتغيرون وبنفس النمطية والروتين ،واليوم وقد كبر سني ورق عظمي أدركت الحقيقة ،كان علي أن أبدأ بتغيير نفسي أولاً، وبعد أن أقوم بإصلاح نفسي أسعى شيئاً فشيئاً لتغيير أفراد أسرتي إلى الأحسن، ومن أسرتي أسعى إلى الحي الذي أسكن فيه ،وبلدي التي أعيش فيها ،ومن يدري ،ربما كنت بعدها قادراً على تغيير الدنيا بأسرها"
أضاف الكثير من العلماء إلى أقسام التوحيد للضرورة مبحثاً آخر يتعلق بإثبات وجود الله تبارك وتعالى واستنباط الأدلة على ذلك من خلقه وآياته الكونية والشرعية، وكمثال على وجود الله سنتحدث عن خاصية فيزيائية للماء:
كل السوائل في الطبيعة على الإطلاق تزداد كثافتها بالحرارة وتتناقص بالبرودة، وشذ الماء عن هذه القاعدة ،فكثافته تزداد بالبرودة وتتناقص بالحرارة فما الحكمة من ذلك؟ الجواب: في المناطق الباردة ترتفع كثافة الماء في البحار والبحيرات ،ويكون الثلج المتساقط عليها أقل كثافة منها مما يجعله يطفو على سطح الماء وهذه العملية تعود بالنفع على الكائنات الحية من ناحيتين، الأولى أنها تحول دون وصول الجليد إلى الأعماق مما يؤدي إلى تجميد البحار والبحيرات مما يؤدي إلى موت الكائنات البحرية التي تعيش فيها ،والثانية هي تأثيرها على انتفاع البشر من لحوم تلك الكائنات وعلى الملاحة والسفر ،وفي الكثير من الأحيان كمورد لشرب الإنسان والحيوان ،طبعاً مع أخذ الاحتياطات في الملاحة من الجبال الجليدية ،وهنا نذكِّر بحادثة غرق الباخرة تايتانك من أول رحلة لها، سبب غرقها هو أنه كان مكتوب عليها السفينة التي تتحدى القدر .
إن في شذوذ الماء بالذات عن هذه القاعدة وأثره العظيم الذي ذكرناه لا يمكن أن يتم إلا عن طريق قوة حكيمة خبيرة لطيفة بالكائنات ،وهذه القوة إما أن تكون الله جل شأنه، وإما أن تكون غير الله، ودليلنا على أنه هو الله وحده لا شريك له هي الآية التي نزلت قبل قرون على رجل لا يعرف القراءة والكتابة صلى الله عليه وسلم ،تقول هذه الآية:" وجعلنا من الماء كل شيء حي".
ولا بأس من كلمة حول الشبهة المتداولة في عقول الناس ،والتي مفادها أن الشيطان يوسوس في رأس المسلم فيسأله :"من خلق كذا؟ الجواب :الله، من خلق كذا؟
الجواب: الله، فيوسوس الشيطان بقوله :من خلق الله؟"
والجواب :لنطرح سؤالاً بسيطاً في الرياضيات ،ما هو العدد الذي يسبق العدد ثلاثة؟ الجواب :اثنان، و ما هو العدد الذي يسبق العدد اثنان؟ الجواب: هو العدد واحد ،ثم ،ما هو العدد الذي يسبق العدد واحد؟ الجواب: هو العدد صفر ،ومن ثم، ما هي قيمة العدد صفر؟ الجواب: الصفر معدوم ولا قيمة له، فإذا كان العدد واحد في الرياضيات يسبقه العدم، إذاً فمن باب أولى أن الله الواحد الأحد الفرد الصمد ليس قبله شيء فهو الأول بلا بداية .
وهنا نود أن نشير إلى مسألة أخرى، يعتقد الكثيرون بأن الله يعرف بالعقل وفقط ،وهذا خطأ كبير، إذ أن الفلاح البسيط الأمي يعرف الله ويعبده ويخافه، لكن قد نجد العلماء الكبار الشديدي الذكاء يعبدون حتى البقر ،و الصواب أن الله يعرف بأربعة أشياء: العقل – الحس – الفطرة - الشرع
نشرع في هذا المبحث بالحديث عن توحيد الأسماء و الصفات ،فالرحيم اسم، و الرحمة صفة ،نبدأ بلمحة عامة: انقسم الناس في هذا القسم إلى ثلاثة أقسام: مكذِّب و مُأَوِّل ومحقِّق ،والتأويل عبارة عن تحريف، وسموه تأويلاً لتقريبه إلى أذهان العامة.
أول بدعة ظهرت في الإسلام هي الخوارج، والثانية هي القدرية، والثالثة هي الإرجاء ،والرابعة هي المعتزلة، والخامسة هم الجهمية (أتباع جهم بن صفوان) و الجهمية بدورهم انقسموا إلى قسمين: الأول قال بنفي الوجود والعدم على الله كلاهما ،والثاني قال بأنه يجب أن نذكر النفي ولا نذكر الإثبات ،مثل أن تقول: "إن الله ليس بجاهل ولا يجوز أن تقول بأن الله عليم" ،ثم جاءت فئة قالت بذكر الأسماء ونفي الصفات مثل "سميع بلا سمع" وهم المعتزلة، ثم جاءت فئة أثبتت الأسماء مع صفات معينة دون الأخرى وهم الأشاعرة، حيث أثبتوا سبعة صفات وأنكروا باقي الصفات وحرفوها عن مواضعها وسموا التحريف تأويلاً، وهذه الصفات سبعة "الحياة – الكلام – البصر – السمع – الإرادة – العلم – القدرة "مجموعة في هذا البيت:
له الحياة والكلام والبصر *** سمع إرادة وعلم واقتدر
ثم جاءت بدعة الحلول والاتحاد وإنكار البعث بعد الموت والآخرة .
وواجبنا تجاه نصوص القرآن والسنة في الأسماء والصفات إبقاء مدلولات ألفاظها على ظاهرها ،لأن القرآن نزل بلغة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين.
وأسماء الله كلها حسنى ،أي بالغة في الحسن غايته من الكمال، وهي غير محصورة بعدد معين لنا، وذكر أن لله 99 اسماً لا يعني أن لله 99 اسماً فقط، ومثال ذلك أن أقول لأحدهم: "لدي 100 ليرة" لا يمنع أن يكون لدي في بيتي مليون ليرة مثلاً.
وأسماء الله تثبت وتقيد بالشرع لا بالعقل ،فالستار مثلاً ليس اسماً من أسماء الله لكن الستير ثابت بنص الحديث الذي صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله حيي ستير"
وصفات الله تنقسم إلى : لازمة ذاتية – طارئة فعلية – معنوية – خبرية .
اللازمة أو الذاتية: مثل الحياة والعلم ،وسميت باللازمة والذاتية لأنها ملازمة للذات الإلهية.
الطارئة أو الفعلية: لها سبب معين ومناسبة ،مثل الرضا والمحبة والغضب ،وأما الكلام فهو لازم ذاتي باعتبار أصله ،وطارئ فعلي باعتبار آحاده(تكليمه لعباده بالقرآن والإنجيل على سبيل المثال)،والله يفعل ما يشاء متى شاء ،وكمثال للتوضيح وبدون تشبيه، يقضي الطفل سنواته الأولى لا يتكلم، لكنه وبعد سنوات يصبح قادراً على الكلام ويتكلم، وعلم البشر مسبوق بجهل، وعلم الله أصل مرتبط بذات الله لا ينفك عنه مطلقاً.
الخبرية :هي التي تثبت لنا بالخبر والسمع ،مسماها بالنسبة لنا أجزاء و أبعاض مثل الساق ،واليد ،و العين، والوجه.
المعنوية :مثل الرضا والسخط والمحبة والبغض ،و هي داخلة في الطارئة والفعلية.
وما يميز الصفة الذاتية عن الفعلية ،هو أن الذاتية لازمة، والفعلية متعدية ،فالحياة لازمة لله لا تتعدى إلى خلقه، والرحيم فعلية لأنها متعدية إلى المخلوقات.
ضل أهل الأهواء لأنهم حاولوا إدخال العقل في معرفة هذه الصفات، والرد عليهم في منتهى البساطة، إن الواحد منهم يعجز عن معرفة ما يحدث لجاره في الشارع المقابل له، فكيف سيعرف بعقله أشياء عن رب العزة جل شأنه وتقدست أسماؤه!
ذلك بأنه يقيس الأمور على ما يراه ويسمعه ويعقله على أرض الواقع وهذا قياس فاسد، فالطعام والشراب والنوم كمال للمخلق وتنقص من الخالق جل في علاه، وفي نفس الوقت فالتكبر نقص في المخلوق وكمال في الخالق.
انحراف الفرق الضالة في باب توحيد الأسماء و الصفات على أقسام: التحريف الذي سموه بالتأويل – التعطيل – التكييف – التمثيل – التفويض ،وهذه الأشياء في النصوص إما في اللفظ ، وإما في المعنى، ومثال التحريف في اللفظ قولهم في الآية:" كلم الله موسى تكليماً" هو أنهم وضعوا الفتحة على لفظ الجلالة وجعلوا موسى الفاعل الذي كلم الله لينفوا الكلام عن الله ،و مثال المعنى هو أنهم قالوا عن هذه الآية "الكلم هنا هو الجرح وليس الكلام ،أي يصبح المعنى (جرح الله موسى تجريحاً)"!
التحريف المسمى بالتأويل :حتى نفرق بين التحريف والتأويل ،فالتأويل يعني التفسير ،ويأتي بمعنى العاقبة من كلمة موئل ومآل ،فإذا كان التأويل بصرف اللفظ عن ظاهره بدليل فهو صحيح، وإن كان صرفاً للفظ عن ظاهره بغير دليل فهو تحريف ،مثل كلمة "حيِّهم" بمعنى الحي أو الشارع ،إذا كان سياق النص على ذلك فتأويلها صرف عن ظاهرها الذي هو بمعنى "ألقِ التحية عليهم".
التعطيل :معناه هو التخلية والترك ،والمراد به إنكار ما أثبته الله لنفسه بتحريف أو جحود ،كلياً أو جزئياً، مثل أن تقول :"إن الله لا يسمع ولا يبصر".
ومن هنا نلاحظ بأن التحريف الأول المسمى بالتأويل موقعه في الدليل ،والتحريف الثاني المسمى بالتعطيل موقعه في المدلول.
التفويض: وهو أيضاً أمر منسوب كذباً إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم و الصحابة وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين رضوان الله عليهم أجمعين، و أن يقول القائل: "الله أعلم ،ربما كان الله يسمع ويبصر وربما لا" أي أنهم فوضوا الكلام ومروا عليه مرور الكرام دون فهم معناه أو التطرق إليه، والتفويض له ثلاثة مفاسد: الأولى :تكذيب القرآن ،لأنه نزل "تبياناً لكل شيء" وأكثر شيء ورد فيه هو الأسماء والصفات.
الثانية: تجهيل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم.
الثالثة: فتح الباب للزنادقة و الملاحدة والفلاسفة حتى يقولوا على الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب مبين.
التكييف: هو أن يذكر كيفية الصفة(يسأل عنها بكيف)،وهذا أيضاً لا يجوز شرعاً، بل نثبته كما ورد بالدليل السمعي الموافق للعقل، لأن الكيفية لا تدرك إلا بواحدة من ثلاث :مشاهدة الشيء - مشاهدة نظيره – الخبر اليقين عنه ،ونحن لا ننفي كيفية الصفة بل ننفي علمنا بهذه الكيفية.
التمثيل : هو أخص من التكييف ،فهو تكييف للخالق مع محاولة لتمثيله بمخلوق ،وأول من قال بالتمثيل هو هشام بن الحكم الرافضي قبحه الله.
الأدلة السمعية قسمان: خبر وطلب، مثال الخبر" ليس كمثله شيء "ومثال الطلب "فلا تجعلوا لله أنداداً".
ظن التعارض بين العقل والنقل عند المبتدعة سببه واحد من ثلاث: قلة العلم – سوء الفهم – التقصير في البحث ،و لو عادوا إلى الراسخين في العلم لأراحوا واستراحوا، فواجبنا تجاه المتشابه من النصوص هو رد المتشابه إلى المحكم حتى يصير النص محكماً بالكامل، ونصوص القرآن فيها المحكم وفيها المتشابه، أما نصوص السنة فكلها محكمة وليس فيها متشابه على الإطلاق.
ومثال ذلك: حديث "خلق الله آدم على صورته" الهاء في صورته عائدة على الله جل شأنه، وتفسير ذلك هو أن كلمة "صورة الله" إضافة تشريف لا إضافة بعض إلى كل ،مثلها مثل عبد الله – أمة الله – روح الله، ولو سلمنا جدلاً بأنها تشبيه و تمثيل هي لا تقتضي التمثيل المذموم بالضرورة، فقول أحدهم: "رأيت زيداً على صورة القمر ليلة البدر" لا يقتضي أن زيداً كوكب بارد، وفيه هضاباً ومرتفعات و انعدام جاذبية، ولله المثل الأعلى.
هذا هو طريق الفرق الضالة مع الأسماء والصفات، و نحن أهل السنة والجماعة لا نحرف الكلم عن مواضعه مهما كانت المسميات ،لأن تحريف الكلم عن مواضعه عمل اليهود، فكما أن قدماءهم برروا التحريف بمسمى التأويل ،فكذلك معاصروهم برروا التحريف بمسمى التجديد، تحريك الفكر والإبداع ،كسر حاجز الخوف و القضاء على الجمود والتقوقع والرجعية في عقلية المسلم المعاصر لمواكبة الحضارة المعاصرة، وليتهم يبدعون في مشاكل الأسرة والشباب والبنات ،أو الاختراعات والفيزياء و الالكترون ،أو علم الاجتماع ،أو الاقتصاد ،لكنهم يأتون ليصححوا ديناً تمت رسالته واكتملت ،وشريعة غراء ناصعة البياض كعين الشمس في وضح النهار، ومنهلاً عذباً فراتاً سائغاً شرابه وطعمه ،وقرآناً أحكمت آياته وفصلت لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ،ولم تتكفل بحفظه مؤسسة بشرية ولا منظمة إنسانية ،بل تكفل بحفظه رب البرية جل شأنه وتقدست أسماؤه !!!،و و الله الذي لا إله إلا هو، كل ما يتخبطون به ليس إلا تلبيس لشياطين الإنس والجن شاءوا أم أبوا.
قال الشافعي رحمه الله: "آمنت بالله، وبما جاء عن الله ،على مراد الله ،و آمنت برسول الله – صلى الله عليه وسلم – وبما جاء عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على مراد رسول الله – صلى الله عليه وسلم ،لا أحرف ولا أغير"
ولا نلحد في أسمائه ولا آياته ،والإلحاد في اللغة هو الميل ،وهو في الأسماء ميل فيها عما يجب فيها وهو أنواع سنفصلها بعون الله و توفيقه ،يعني لا يقتصر الألحاد شرعاً على إنكار وجود الله :
ولا نلحد في أسمائه ولا آياته، والإلحاد في اللغة هو الميل ،وهو في الأسماء ميل فيها عما يجب فيها وهو أنواع ،يعني لا يقتصر شرعاً على إنكار وجود الله:
1 – أن يسمي الله بما لم يسمي به نفسه، فلقد سماه النصارى "أب" وسماه الفلاسفة " العلة الفاعلة – العقل الكلي " وأسماء الله توقيفية لا يجوز الزيادة فيها بغير دليل صحيح.
2 – إنكار كل أو جزء من الأسماء التي سمى الله بها نفسه ،وهذا ما فعله فريق من الجهمية ،فلقد أنكروا أسماء الله كلها بدعوى أنها تشبيه.
3 – إثبات الأسماء وإنكار الصفات المتضمنة فيها مثل قولهم :"إن الله سميع بلا سمع "وهذا ما فعله المعتزلة ،والأشاعرة أثبتوا الأسماء وبعض الصفات وهي سبعة كما ذكرنا في مداخلة سابقة، وللصفات ثلاثة أحوال مع الأسماء:
المطابقة: كل اسم يدل على ذات الله لفظاً ومعنى (كل على كل ،الرحيم يدل على الرحمة).
التضمن: دلالة الاسم على جزء من الذات أو المعنى ونوضح الأحوال الثلاثة بمثال في النهاية.
الالتزام: يدل على شيء ليس من مادة الاسم بل لازم له.
المثال: عندي بيت.
المطابقة: بيت تدل على كل البيت.
التضمن : تطلق على غرفة أو صالون، أجزاء متضمنة.
الالتزام: تدل على أن هناك من بنى هذه البيت وهو ليس من مادة البيت وإنما من مواصفات هذا البيت.
ونود أن نقول بأن الاسم يدل على الذات، والصفة تدل على زيادة في الذات ،و يجوز أن ندعوا الاسم ولا يجوز أن ندعو الصفة ،ونقسم بالاسم والصفات بما فيها القرآن، ونتوسل في دعائنا بالأسماء والصفات .
4-
إثباتها لله وجعلها دالة على التمثيل (سمع كسمعنا، بصر كبصرنا) .
– نقلها إلى المعبودات أو اشتقاق أسماء منها للمعبودات من دون الله، فمسيلمة الكذاب سمى نفسه رحمن وهذا نقل، واللات مشتقة من الإله، والعزى من العزيز، ومناة من المنان.
كان المبحث السابق عن الإلحاد في الأسماء، أما الإلحاد في الآيات ،فالآية هي العلامة المميزة للشيء عن غيره، و التعبير عن المعجزات بالآيات أولى بالمعجزة ،يعني قولنا آيات الله في الكون، أولى من قولنا الإعجاز العلمي في الكون ،لأن الإعجاز شامل للآيات بالإضافة للخوارق مثل السحر و الدجل وغيرها، والآيات كونية وشرعية ،فالكونية في الكون وفي أنفسنا، والشرعية في الوحي والكتب السماوية، والإلحاد في الكونية هو أن ننسبها إلى غير الله تعالى أو نعتقد بأن لله مشاركاً أو معيناً فيها، فلا مشاركة ولا معاونة ولا استقلال، وأما الإلحاد في الشرعية فيكون بالتكذيب أو التحريف أو المخالفة.
ونحن أهل السنة والجماعة لا نقيس الله بخلقه، والقياس ثلاثة أقسام: شمول – تمثيل – أولوية.
الشمول: بحيث يكون كل فرد داخل في الشامل ،مثل الأحياء المخلوقين ،والحي اسم من أسماء الله الحسنى.
التمثيل : نجعل ما يثبت للخالق مماثلاً ما يثبت للمخلوق.
الأولوية: السمع والبصر والحكمة يتصف بها المخلوقين، ولا يمكن قياس حكمة الله بحكمة المخلوقين للتباين المطلق بينهما.
ومنهجنا نحن أهل السنة والجماعة في الصفات هو في الآية التالية: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" فقوله تعالى:" ليس كمثله شيء" نفي، و قوله تعالى:" وهو السميع البصير إثبات ،يعني التخلية قبل التحلية ،و نفي الصفات السلبية تأكيد للصفات الإيجابية لدفع توهم أو رد كاذب أو لتهديد العصاة "ولا يظلم ربك أحداً" وواجبنا تجاه نصوص القرآن والسنة قولنا "سمعنا وأطعنا" في الأحكام، وسمعنا وآمنا في الأخبار.
والصفات توقيفية ،ومنهجنا لمعرفتها ثلاثة طرق:
1 – من الأسماء: فكل اسم يتضمن صفة وليست كل صفة تتضمن اسماً بالضرورة.
2 – أن ينص عليها: الوجه – اليدين – الانتقام.
3 – أن تؤخذ من الفعل: مثالها وصفنا لله بأنه "متكلم".
صفة العلي لها مضمونان، فهي اسم فاعل من جهة، وصفة مشبهة باسم الفاعل من جهة أخرى ،فاسم الفاعل طارئ فعلي باعتبار أن الله استوى وعلا وقهر وسيطر(بدون تشبيه)والصفة المشبهة باسم الفاعل لازمة أصلية ذاتية.
صفة المعية:
المعية عامة وخاصة، والخاصة مخصصة ومقيدة إما بشخص أو بوصف.
العامة :مثالها: "وهو معكم أينما كنتم".
الخاصة المقيدة بوصف: "إن الله مع الصابرين".
الخاصة المقيدة بشخص أو أشخاص: "لا تحزن إن الله معنا".
والمعية التي مقتضاها الإحاطة صفة ذاتية لله، فالله محيط بكل شيء.
والخاصة فعلية لأنها مقرونة بسبب "إذا وجد الصبر في مؤمن فالله معه".
ولا تناقض بين المعية والعلو من ثلاثة أوجه:
أولاً: جمع الله بينهما في وصف نفسه.
ثانياً : لو فرضنا وجود تعارض حسب مفهومنا كبشر، فلا يجوز على الله لوجود التباين والله ليس كمثله شيء، بل وحتى في المخلوقات نجد الجمل يمشي على أربع، والإنسان يمشي على اثنتين وثلاث وأربع.
ثالثاً: لا تعارض بينهما أصلاً، لأن المعية ثلاثة أقسام:
1-معية تقتضي المخالطة والمصاحبة بالمكان(شربت الشاي مع السكر)
2 - معية تقتضي المصاحبة بالمكان ولا تقتضي المخالطة(جاء زيد مع عمرو)
3- معية لا تقتضي المخالطة ولا المصاحبة بالمكان (القائد مع الجند، وربما كان خلفهم أو في مدينة أخرى – سرنا والقمر معنا) .
فصّل ابن تيمية رحمه الله تعالى قضية المعية، وعبارات السلف رضوان الله عليهم مجملة فيها، وهم يقولون: "معية الإحاطة والعلم والسمع والبصر" والسبب في ذلك يفسره قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه: "إنك لن تحدث الناس حديثاًَ لا تعيه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة" يعني إما أن نحدث العامي بكامل القضية ونزيل عن ذهنه كل شبهة وعارض وتساؤل ،أو نجمل الكلام ولا نثير الشكوك في قلبه لئلا نبوء بالإثم دون علم أو قصد.
وهنا آية تشتبه أيضاً في أذهان بعض الناس: "ما يكون من نجوى ثلاثة إلا وهو رابعهم" لو قال: "إلا وهو ثالثهم" لكان من جنسهم حاشا لله، ويوضحها قوله تعالى: "سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم" وفي المقابل نرى الآية الكريمة: "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة"
فالنصوص تأتي بالمحار ولا تأتي بالمحال.
ولا بد لنا من توضيح أمر بشأن الصفات التي يحتار فيها الناس مثل المكر – والخداع ،فهي صفات نقص من ناحية ،وكمال من ناحية، وكمالها مثلاً، خداع الله للكافرين، ونقصها هو المعنى المتداول في أذهاننا ،فنثبتها من وجه الكمال، وننفيها من وجه النقص عن الله تبارك وتعالى، وقلنا بأن التكبر نقص في المخلوق وكمال في الخالق ،والطعام والشراب والنوم والزواج والإنجاب كمال في المخلوق ونقص في الخالق.
وأما التردد كما في الحديث القدسي:" وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته" فهي أيضاً كمال من وجه ونقص من وجه ،فوجه النقص هو التحير والجهل وهذا ننفيه عن الله تبارك وتعالى، ووجه الكمال هو التردد بين أمرين مع الجزم بأحدهما، والتردد في الحديث القدسي تردد محبة لله بأوليائه(جعل الله قارئ هذه الكلمات منهم) وليس تردد جهل وتحير وحاشا لله جل شأنه.
وأما صفة الإفتاء :"الله يفتيكم "وصفة الزارع" أم نحن الزارعون" فهي لا تثبت لله على الإطلاق ،لأن شرط إطلاق الصفة على الله هو أن تكون حسنى، يعني بالغة في الحسن غايته من الكمال ،فالزرع المتضمن الإقرار والإنبات في الأرض ،والافتاء، وإنزال الغيث ،وإحياء الأرض بعد موتها، هي إخبار عن أفعال الله وليست صفة لله بل هي داخلة في صفة الخلق والملك والتدبير.
وهناك ثمة توضيح حول صفة الوعد والوعيد حيث تكون كمالاً من وجه و نقصاً من وجه آخر، لتعلموا أثر العلم باللغة العربية والفهم الصحيح، وهو أنه جاء أحد المبتدعة إلى أبي عمرو بن العلاء، المقرئ المعروف ،فقال له: "يا شيخنا كيف يتوعد الله الناس بالعذاب على ولا يعذبهم؟" فأجابه الشيخ رحمه الله: "ويحك ،إن الرجل إذا وعد بإكرام رجل آخر و أكرمه فذلك مدح له، وإذا توعده بالعقوبة ولم يعاقبه فذلك أيضاً مدح له" ثم ذكر البيت التالي:
وإني إذا وعدته أو أوعدته ... لمخلف ميعادي و منجز موعدي
وجاء رجل آخر إليه من المعتزلة وقال له: "إنني أريدك أن تقرأ الآية ]وكلم الله موسى تكليماً[بنصب لفظ الجلالة الله" فرد عليه أبو العلاء رحمه الله: "وماذا أفعل بالآية التي تقول:" ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه"! فبهت المعتزلي.
و عجائب هؤلاء في تحريف النصوص كثيرة ،إذ يفسرون :"وجاء ربك" بأنه مجيء أمر الله وليس مجيء الله، ولو أراد الله هذا المعنى لأتى به بكل يسر وسهولة، فلقد قال في موضع آخر: "أتى أمر الله فلا تستعجلوه" ولو تساءلنا عن سبب تحريف هؤلاء لنصوص الكتاب والسنة وتلاعبهم بها ،السبب بكل بساطة، هؤلاء يظنون بأن إثبات الصفات لله تبارك وتعالى تجسيم وتشبيه ،فظنوا أنهم بنفي الصفات سينفون التجسيم عن الله تبارك وتعالى، ودائماً يلقبون أهل السنة والجماعة بالمجسمة ويتهمون ابن تيمية رحمه الله بالتجسيم ،والرد على هؤلاء سهل للغاية ،وسنأتي على ذلك بالتدريج ،يقول الأشاعرة: "إننا نثبت لله سبع صفات فقط دل عليها العقل وننفي الباقي ،وأنتم يا من تدعون السلفية عندما تثبتون باقي الصفات فإنكم تجسمون" نقول لهؤلاء: "نحن نثبتها وننفي علمنا بكيفيتها دون تجسيم، و فهل أنتم يا أشاعرة عندما أثبتم الصفات السبع لله تبارك وتعالى اعتقدتم أنه تجسيم !إذاً فأنتم مجسمة مثلنا مثلكم لأن من يسرق بيضة يسرق جملاً" ونأتي إلى المعتزلة، هم يقولون: "أنتم يا أشاعرة ،و يا مدعي السلفية، عندما تثبتون ولو صفة واحدة لله فأنتم تجسمون الله، ونحن نثبت الأسماء والذات دون تشبيه" نقول لهم: "نحن نثبت الصفة ونقول دائماً ننفي علمنا بالكيفية ولا ننفي الكيفية ذاتها، وإذا كان مجرد إثبات الصفة تجسيم ،فنحن أيضاً نعتقد أنكم بمجرد إثبات اسم واحد تجسمون حتى ولو قلتم دون تجسيم" ثم نأتي إلى الجهمية الذين ينكرون الأسماء والصفات كلها ،هم يقولون:" أنتم جميعاً بمجرد إثبات اسم أو صفة واحدة تجسمون، ونحن نثبت الذات ولا نجسمها" نقول لهم: "نحن نثبت الاسماء والصفات ولا نجسمها ولا نكيفها، وإذا كان مجرد إثبات صفة أو اسم يعتبر تجسيماً ،فنحن نعتقد بأن مجرد إثباتكم للذات الإلهية تجسيم أيضاً، وعلى هذا فجميع البشر إما مجسمون ،وإما منكرون لوجود الله تبارك وتعالى ،فهل هذا ما تريدونه يا من ظننتم بأن الله أنزل القرآن ولم يبينه للخلق و لم يكمل رسالته ولم يتم آخر الأديان!! سبحانك هذا بهتان عظيم" .
هذا رد مجمل وشافٍ بإذن الله تبارك وتعالى ،ولكن لا بد من شيء من التفاصيل ،هم يفسرون صفة الوجه بأنه الثواب في قوله تعالى: "ويبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام" والجواب: صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصفه لله تبارك وتعالى بما أوحي إليه :"حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه" فهل الثواب يفعل كل هذا !!
وتفسير :"الله في قبلة المصلي" مثلها مثل تفسير المعية التي فصلناها في المداخلة السابقة ،والله تعالى أعلى وأعلم.
وصفة اليد أيضاً ثابتة ولا نعلم كيفيتها ،وتفسيرهم لها بالقدرة أو النعمة باطل ،لأن الثابت لله يدان، ولا يعقل أن يقول عاقل بأن لله قدرتان أو نعمتان اثنتان فقط.
وكذلك تفسيرهم لليد بأنها القوة أو العطاء، وأما الآية القائلة: "والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون" فهنا الأيد تعني القوة فعلاً ،والسبب بكل بساطة هو وجود دليل على ذلك من الآثار الصحيحة الموجودة في كتب التفسير، وقلنا بأننا نرد التأويل الباطل ونعتبره تحريفاً لأنه افتراض كاذب بغير دليل ،ونقبل التأويل الصحيح المدعوم بدليل صحيح، ثم لو كانت اليد تعني القدرة ،لما كان لأبينا آدم عليه الصلاة والسلام أي تكريم ،لأن الخلق جميعاً حتى البهائم والشياطين خلقت بقدرة الله وقوته!
وبالنسبة لجمع "فإنك بأعيننا " و"تجري بأعيننا" يقول هؤلاء: "كيف تجمع العين وهي عينان فقط؟ "فالجواب من وجهين، الوجه الأول :أنه جمع للتعظيم ،والوجه الثاني :أن الجمع في اللغة يطلق على اثنان فأكثر ،بدليل قوله تعالى: "إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما" و شرعاً تصح الصلاة جماعة باثنان فأكثر.
والدليل على أن لله عينان فقط هو قول رسول الله صلى الله وسلم عن الله تبارك وتعالى عندما تكلم عن الأعور الدجال :"ألا إن ربكم ليس بأعور".
وأما قولهم: "لقد ذكر الله اليد بالمفرد عندما قال: "يد الله فوق أيديهم" فالجواب: عندما أقول لفلان: "يدي في يدك" فهل يمنع ذلك وجود يد أخرى!
وأما قولهم:" كيف تكون يد الله فوق أيديهم أليس هذا عين التجسيم؟ "الجواب:" هذه مثلها مثل قولنا ( السماء فوق الأرض ) ولله المثل الأعلى ولا تجسيم.
وتفسير بعض العلماء "تجري بأعيننا" بأنها تجري على مرأى من عين الله ولا تشبيه تفسير صحيح والله أعلم ،لأنهم أثبتوا الأصل ولم يحرفوه ،ألا وهو وجود العينين حقيقة لله تبارك وتعالى ولا تشبيه .
وأما قولهم على صفة الاستواء بأن استوى تعني استولى فهو تفسير باطل أيضاً، واستدلوا ببيت من الشعر ألا وهو:
قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف أو دم مهراق
وبشر هو بشر بن مروان أحد الأمراء الأمويين، والصواب أن كلمة استوى في اللغة تعني: علا – ارتفع – صعد – استقر ،وتفسير هؤلاء:
أولاً : مخالف لإجماع السلف الصالح رضوان الله عليهم.
ثانياً : مخالف لظاهر اللفظ في اللغة العربية، فاستوى إذا تعدت بعلى فهي تعني الاستقرار والعلو.
ثالثاً : إذا سلمنا جدلاً بأن استوى تعني استولى، فهذا يعني أن العرش كان مع غيره ثم استولى عليه بعد مصارعة وغلبة! وتلزم بأن الله أيضاً كما أنه استولى على العرش، فكذلك استولى على الجمل، وعلى الأرض ....
رابعاً :هل ثبت سند البيت الشعري وقد ثبتت أسانيد أقوال السلف رضوان الله عليهم؟ ومن قائله؟ وفي أي زمن وأي عصر وأي مصر؟ ونحن نعلم بأن اللسان العربي يتغير بتغير المكان والزمان.
خامساً : لا يلزم استواءه على العرش أن يكون العرش يحمله ،لأن الأرض والسماوات والكرسي والعرش قبضته جميعاً كما ثبتت النصوص.
ومن هنا نعلم بأن كلمة "استوى على" تعني علا واستقر وارتفع.
واستوى إلى :قال ابن جرير :"ارتفع إلى "وقال ابن كثير :"الاستواء هنا هو القصد الكامل لأن حرف إلى يفيد الغاية".
استوى الماء والخشب :يعني تساوى الماء والخشب.
استوى مجردة :تعني اكتمل، "ولما بلغ أشده واستوى أعطيناه حكماً وعلماً".
وقال بعضهم :"خلق الله السماوات ثم استوى يستلزم أن الله لم يكن عالياً قبلها" فالجواب: لا ،بل يدل على أنه لم يكن مستوياً، فالاستواء أخص من العلو، وعلو الله أزلي قبل العرش وبعده.
وإن قيل :هل كان الله عالياً على العرش قبل خلق العرش؟ الجواب: الله أعلم ،وفي النهاية، هذه أشياء لم نرها ولم نعاينها ،ومن العبث والحماقة أن نجلس ونحاول معرفتها ونشغل عقولنا فيها عن أشياء أهم وأهم و أهم!
صفة العلو ثابتة ،حساً ومعنى ،ولا نعلم كيفيتها، ومعنى حساً أي بذات الله دون تشبيه، ومعنى معنوية ،أي علو القهر والسيطرة ،وأدلتها أكثر من أن تحصر، ونكتفي بأن فرعون أمر هامان ببناء صرح ليطلع على الله جل في علاه ،فإن قال البعض :"إن دعوى أن الله فوق ،تجسيد وتجسيم ،قلنا:
أولاً : لا يجوز شرعاً إبطال النصوص بمثل هذا الكلام الفارغ.
ثانياً : لو كان ذكر العلو في القرآن لازماً للتجسيم، فهذا تكذيب صريح للقرآن، فلو سلمنا جدلاً بأن القرآن نصب هذا الفخ لنا ،ألا وهو أنه ذكر العلو وهو لا يعني العلو كما فهمه السلف الصالح، فهذا أيضاً إثبات لتكذيب القرآن ،وكمثال على ذلك ،اليهود لم يقتلوا المسيح عيسى بن مريم عليه وعلى أمه الصلاة والسلام يقيناً، ولكنهم باءوا بإثم دمه لمجرد نية القتل ،فهل ترضون هذا للوحي من أنزله ومن أنزل عليه ومن يتلوه آناء الليل وأطراف النهار!!
ثالثاً: إذا لم يكن فوق، فهو إما مساوٍ أو تحت، وإن قالوا، هو ليس فوق ولا مساوِ ولا تحت، قلنا، فأي إله تعبدون! و كيف تفسرون النصوص الكثيرة بأنه فوق ،وأعلى ،وينزل إلى السماء الدنيا ،ويصعد إليه الكلم الطيب ،ونرفع أيدينا إليه في الدعاء ،وأين دليلكم على أنه ليس فوق ،ولا مساوِ ولا تحت!
رابعاً : قولهم :"من في السماء" ظاهرها أن السماء محيطة بالله أو أنها تحمله فهذا باطل، ويوضحه قوله تعالى: "قل سيروا في الأرض" فهي لا تعني أن نحفر خنادق ونمشي في باطن الأرض ،ولا تعني بأن الأرض تحملنا بالضرورة ،فمن يعيش في ناطحة سحاب ،ومن يركب الطائرة والسيارة ،لا تحمله الأرض ولا تحويه!
خامساً : احتجاجهم بالآية :"وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله" باطل أيضاً من وجهين، الأول: مثاله قولنا :"فلان أمير في حلب ودمشق" وربما كان يجلس في حمص ،والثاني: الإله هو المعبود كما وضحنا في بداية الموضوع ،يعني هو في السماء معبود ،وفي الأرض معبود، فهل في هذا إشكال!
وهنا أحب أن أتناول قضية تتعلق بمبحث العلو ألا وهي مسألة وحدة الوجود،
وحدة الوجود مذهب فلسفي لا ديني يقول بأن الله والطبيعة حقيقة واحدة، وأن الله هو الوجود الحق، ويعتبرونه – تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً – صورة هذا العالم المخلوق، أما مجموع المظاهر المادية فهي تعلن عن وجود الله دون أن يكون لها وجود قائم بذاته.
وهو مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة في أن الله مستو على عرشه، بائن عن خلقه.
إن فكرة وحدة الوجود قديمة جداً، فقد كانت قائمة بشكل جزئي عند اليونانيين القدماء، وهي كذلك في الهندوسية الهندية. وانتقلت الفكرة إلى بعض الغلاة من متصوفة المسلمين من أبرزهم: محي الدين بن عربي وابن الفارض وابن سبعين والتلمساني. ثم انتشرت في الغرب الأوروبي على يد برونو النصراني وسبينوزا اليهودي.
يقول ابن عربي : ( العارف من يرى الحق في كل شيء ، بل في كل شيء ، بل يراه عين كل شيء )في كتابه الفتوحات المكية ( 2 / 332 )
ويترتب على هذه العقيدة أمور في غاية الخطورة، وهي أنه لو كان الله والطبيعة شيئا واحدا حاشا لله ،فهذا يستلزم أحد أمرين لا ثاني لهما:
إما أن يكون الله متبعضاً (جزء من الله هنا وجزء هناك)
أو أن يكون الله متعدداً (الله في الجبل, الله في العمارة ،الله في المكان كذا)حاشا لله
وسامحوني إذا قلت ان أصحاب هذه العقيدة لم يستثنوا الأماكن (ونستغفر الله)القذرة ،حتى أن ابن سبعين كان يتمشى مع تلامذته فأبصر أحدهم كلباً ميتاً فسأل ذلك التلميذ شيخه ابن سبعين" هل الله عين هذا الكلب يا شيخنا" فبهت ابن سبعين، ويؤكد هذا المعنى قول ابن عربي الذي قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله(سيد القائلين بوحدة الوجود) يقول : ( ألا ترى الحق يظهر بصفات المحدثات ، وأخبر بذلك عن نفسه ، وبصفات النقص وبصفات الذم ) فصوص الحكم بشرح القشاني ص 84 .
ثم إذا حل الفناء بالوجود "كل من عليها فان" فأين يذهب الله إذا كان متحدا مع الوجود؟؟؟!!!
ومن مستلزمات هذه العقيدة الشنيعة أنه إذا كان الله قد حل في الصنم الفلاني أو البقرة الفلانية أو الضريح الفلاني فلا ضير في عبادتها لأنها والله واحد حاشا لله .
يقول ابن عربي أيضا "إن الحق في كل معبود وجهاً يعرفه من عرفه ، ويجهله من جهله " فصوص الحكم بشرح القاشاني ص 67.
كما أن إيمان ابن عربي بوحدة الوجود يقوده إلى اعتقاد سقوط العبادة عنه ، لأنه وصل للرأي بأن العابد هو المعبود ، والشاكر هو المشكور ، يقول ابن عربي في كتابه الفتوحات المكية ( 6/236 ):
الرب حق والعبد حق ...يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميت ... أو قلت رب أنى يكلف
والسؤال :أين موطن هذه العقيدة بين الموحدين؟
الجواب :يقول أحد الشعراء:
الله ربي لا أريد سواه....هل في الوجود حقيقة إلاه
ولننظر إلى الشطر الثاني ،إذا كان الله حقيقة فماذا عن الأنبياء ،والجنة والنار و....الخ؟
إذا كانت وهما فهذا القول كفر والعياذ بالله.
وإذا قلنا أنها حقيقة مستمدة وجودها من الله وقعنا في مصيبة وحدة الوجود.
وأما عن علاقة الحلول بوحدة الوجود ،فالحلول عام وخاص ،وحاشا لله، من قال بأن الله حل في كل شيء ،فهذا حلول عام ،وهو عين وحدة الوجود، ومن قال بأن الله حل في شخص معين مثل علي رضي الله عنه وأرضاه فهذا حلول خاص وهو المقصود بكلمة حلول عندما تذكر مجردة في الغالب ،وخلاصة قولنا ،نحن أهل السنة والجماعة نعتقد بأن الله مستوٍ على عرشه ،بائن عن خلقه، علواً و استواءاً يليق بمقام ربوبيته ولا نعلم كيفيته ولا تجسيم، و إثبات صفة العلو حساً ومعنى من كمال الله ،حتى في الجيش عندما يقال لجندي: "الأوامر تأتي من فوق" لا يستطيع تجاوزها لو أمره برمي نفسه إلى الموت فكيف بعلو الله سبحانه وتعالى!
وهنا إشكال عند الكثير من الناس يستحون من سؤال أحد عليه، ألا وهو أن من يعيش في القطب الشمالي يرفع يديه إلا فوق ،و من يعيش في القطب الجنوبي أيضاً يرفع يديه إلى فوق ،ونحن نعلم أن علو الله ثابت بالحس والمعنى ،فما تأويل ذلك؟ الجواب: أولاً: "والله بكل شيء محيط" لكن دون تكييف ولا تجسيم، وثانياً: في فصل الصيف، عندما تسأل الذي يعيش في القطب الشمالي :"أين موضع الشمس وقت الظهيرة حسب توقيتك؟" فسيقول لك :"إنها فوقي تماماً" يعني الشمس بالنسبة له علو حساً ومعنى، والقطب الجنوبي بالنسبة له دنو، وكذلك الأمر بالنسبة لمن يعيش في القطب الجنوبي، الشمس في وقت الظهيرة بالنسبة له علو، والقطب الشمالي بالنسبة له دنو، ونعيد ونكرر ونقول ،دون تشبيه للخالق بالمخلوقات ،ولله المثل الأعلى وإنما للتوضيح.
وصفة الكلام أيضاً ،والله يتكلم بكلام حقيقي متى شاء ،بم شاء ،كيف شاء ،وبأي لغة شاء، بحرف وصوت لا يشبه كلام المخلوقين ولا أصواتهم، وقوله تعالى: "وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً" الصدق في الأخبار ،والعدل في الأحكام.
قال المعتزلة: "الله يتكلم بحرف وصوت مسموع متعلق بمشيئته لكنه مخلوق".
قال الأشاعرة: "كلام الله ليس حرفاً ولا صوتاً ولا يتعلق بمشيئته بل هو من صفاته اللازمة كالحياة والعلم والذي يسمعه نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام أصوات يخلقها الله ،وحروف يخلقها الله أيضاًَ ليعبر بها عن نفسه وهذا يشمل حتى القرآن والتوراة والإنجيل على حد زعمهم ،وقولهم فاسد، والسبب ببساطة هو أن الكلام يضاف لمن يقوله ابتداءاً لا نقلاً وإن كان رسولاً ،فلا يقال لمن ينشد أبياتاً لأحمد شوقي بأنه صاحبها ومؤلفها إلا إذا أراد أن يغش الناس ويخدعهم ويكذب عليهم!
الدليل على أن الكلام باعتبار آحاده صفة فعلية طارئة ،هي أن الله كلم موسى عليه الصلاة والسلام بعد أن خلقه وهرب من فرعون، والدليل على أن الله يتكلم بحرف وصوت ،هو قوله تبارك وتعالى: "وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجياً"
وهنا سؤال: هل في القرآن مجاز؟ الجواب :في لغة العرب مجاز، وفي القرآن مجاز، لكن يستثنى منها صفات الله فهي ثابتة حقيقة ولا مدخل للمجاز إليها ،ولا نعدل عن الصفة إلا بدليل صحيح ،وهذا هو القول الراجح للعلماء.
و هنا نوضح لمن لم تكن لديه فكرة مسبقة عن ماهية ما يُعرَفُ باسم الحقيقة و المجاز ...
الحقيقة هو مابقي على معناه من غير تأويل ،فالشجرة الخضراء هي الشجرة الحقيقة،وأسد الغابة هو الأسد حقيقة،والحقيقة تقسم إلى لغوية وشرعية وعرفية.ومثال الحقيقة اللغوية التي وضعها أهل اللغة:"شجرة التفاح"فهي الشجرة حقيقة.ومثال الحقيقة الشرعية وهي عبارة عن ألفاظ لغوية أضيفت إلى الشرع لتصبح حقائق شرعية"التجويد وهو في اللغة تحسين،وصار في الشرع معناه ،العلم الذي نستطيع من خلاله إعطاء الحرف والكلم القرآني حقه ومستحقه مخرجا وصفة ومدا ووقفا وابتداءا".وأما مثال الحقيقة العرفية :فعندما يقول العرب "فلان أكل لحما"لا تشمل السمك ،بل يكون مقصودهم الجمل والخروف والطير،وإذا قصدوا السمك قالوا"أكل فلان سمكا"وتم في ما بعد إضافة السمك إلى باقي اللحوم وشاهده قوله تعالى عن البحر:" لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا"
والمجاز هو نقل اللفظ من معناه الأول إلى معنى ثان لمناسبة بينهما أو لعلاقة بينهما،ومثاله قولنا علي أسد ،ومعنى الأسد الأول هو الحيوان المعروف،ومعناها الثاني الذي انتقلت إليه هو غاية الشجاعة للعلاقة بين الشجاعة والأسد
ثم إن المجاز يكون إما بالزيادة ،وإما بالنقصان،وإما بالنقل،وإما بالاستعارة.ومثال المجاز بالزيادة:قوله تعالى على لسان الخضر لموسى عليهما السلام في أول آية عندما نسي أول مرة"قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا" وعندما نسي في المرة الثانية قال :" قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا"ونلاحظ زيادة كلمة "لك"في الآية الثانية وهي للكناية عن شيء من تحرج الخضر عليه السلام من اجتهاد موسى عليه السلام في ما كان الخضر عليه السلام يفعله من قتله للغلام وخرقه للسفينة. ومثال المجاز بالنقصان:" وَاسْأَلْ الْقَرْيَةَ"أي واسأل أهل القرية.ومثال المجاز بالنقل: قوله تعالى على لسان أهل النار:"حتى أتانا اليقين"فاليقين هنا انتقل إلى معنى الموت.ومثال المجاز بالاستعارة: "جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ"فليس الانقضاض بالهجوم وإنما بالسقوط.
يتبع إن شاء الله ...

التوقيع

من عجائب الشمعة أنها تحترق لتضيء للآخرين ... ومن عجائب الإبرة أنها تكسو الناس وهي عارية ... ومن عجائب القلم أنه يشرب ظلمة ويلفظ نوراً
لئن تغدو فتشعل شمعة واحدة ، خير لك من أن تلعن الظلام مليون مرة
الإيجابي : يفكر في غيره
السلبي : يفكر في نفسه
الإيجابي : يصنع الظروف
السلبي : تصنعه الظروف
لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كان منحنياً
قال ابن القيم رحمه الله :{ كما أنه ليس للمصلي من صلاته إلا ما عقل منها ، كذلك فإنه ليس للإنسان من حياته إلا ما كان لله }
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-17-2012, 04:00 AM
أبو عائشة السوري أبو عائشة السوري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

وهنا شبهة يتداولها الرافضة هدانا الله وإياهم ،ألا وهي أن القرآن الذي كان مع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه ،كانت المعوذتان قد حذفتا منه بيد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه، وجوابها :أولاً: نحن لا نعتقد بعصمة أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عن كبائر الذنوب، وثانياً :إن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه لم يسمع المعوذتين من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وهذا أمر طبيعي ،فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا أكثر من مئة ألف، لكنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ بهما الحسن والحسين رضوان الله عليهما فغلب عليه ظنه(وليس يقينه)أنهما رقية شرعية ،فعمله لا يتعدى درجة الاجتهاد الخاطئ بدليل أنه لم يحذف شيئاً بدون مبرر ودليل ،وثالثاً: رغم معرفته بسماع الصحابة رضوان الله عليهم لهما من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أنه ولشدة ورعه حذفهما ،لكنه كان يصلي وراء الصحابة رضوان الله عليهم وكانوا يقرأونها على مسمعه وبصره ،ورابعاً :ما زلنا في عصرنا هذا نتداول جزء عم لوحده، يعني هذا حذف منه 29 جزء وليس سورة أو سورتين من قصار السور أو طوالها، فهل كلنا آثمون!!!
و هنا سؤال آخر قد يتبادر إلى الأذهان ،إذا كان السلف الصالح رضوان الله عليهم قد نزل عليهم القرآن وتمت الشريعة واكتمل الدين لديهم ،فهل كانوا يعلمون الحقائق العلمية المستنبطة حديثاً من القرآن التي تسمى بالإعجاز العلمي في الكون وفي جسم الإنسان؟ والجواب :
الحقائق الموجودة في القرآن على ثلاثة أنواع رئيسية: الحقائق اللغوية: يعلمها السلف كلهم بالسليقة وقوتهم في العربية ،ومن البديهي لنا أنهم كانوا يتلون كتاب الله بدون تنقيط ولا تشكيل ودون أن يخطئوا فيه وهذا يعجز عنه الكثير الكثير من الخلف.
حقائق الأخبار الغيبية :مثل يوم القيامة والبعث والنشور وتكوير الشمس تسيير الجبال و تسجير البحار والحساب والعذاب والجنة والنار، آمن بها السلف دون أن يعلموا حقيقتها ،بل إن النص القرآني يقول:" وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ
مَسْئُولاً"
الحقائق الكونية والخلقية: مثل إنزال المطر ،وتطور الأجنة ،وهذه آمن بها السلف ،وأما معرفة حقائقها فهي من الكمال وليس شرطاً لازماً.
والاستنباطات اللغوية من قبل الخلف عبارة عن استخراج شواهد وليست استخراج معانٍ جديدة لم يعرفها السلف ،مثال الاستنباطات اللغوية: استخراج بعض القواعد النحوية.
رؤية الله ثابتة بنصوص القرآن والسنة، وهناك فرق بين الرؤية والإدراك ،فنحن نرى القمر ولا ندرك جباله ووديانه وتضاريسه، وكذلك فرب العزة جل شأنه لا تدركه الأبصار ،وتأويل الرؤية بقوله صلى الله عليه وسلم: "إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر" هو تشبيه الرؤية بالرؤية وليس تشبيه المرئي بالمرئي.
صفة النزول لرب العزة جل شأنه ثابتة أيضاً كما صح حديث النزول :
عن حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له"
،وتأويله عند الاشاعرة وغيرهم بأنه نزول الرحمة أو الأمر أو المَلَكِ تفسير فاسد، فنزول هذه الأشياء لا يقتصر على الثلث الأخير من الليل أولاً، وثانياً :الأمر والرحمة والملك لا يقولون: "هل من داع أجيبه؟ هل من سائل فأعطيه؟" كما أنهم لا ينزلون فقط إلى السماء الدنيا بل إلى الأرض مباشرة،
وهنا أيضاً إشكال لدى الكثير من الناس، ألا وهو أن نزول الله بدون تشبيه إلى السماء الدنيا، كيف نوفق بينه وبين اختلاف المواقيت ؟الجواب:قدرة الله لا تقاس بقدرة المخلوقين ،وهو قادر على كل شيء، وهو الذي خلق الزمان والمكان،بغض النظر عن ذلك، يستطيع طيار يجوب الكرة الأرضية في رحلة حولها أن يمر على دمشق في الساعة كذا من الليل، ثم بعد ساعة يمر على القاهرة جواً،و لله المثل الأعلى و لا تشبيه و لكن إذا كان المرور في الكرة الأرضية غير متعذر على البشر، فكيف برب البشر .
إذاً فنحن أهل السنة والجماعة، وسط بين المعطلة الجهمية الذين جحدوا الأسماء والصفات، وبين المجسمة الذين شبهوا الله بالمخلوقات ،فنحن نثبت بلا تمثيل ،وننزه بلا تعطيل.
و صفة الدهر لا تثبت لله، والحديث القدسي القائل :" قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وأنا الدهر بيدي الأمر ، أقلب الليل والنهار" صحيح ولا غبار عليه مطلقاً ،لكن المقصود به ليس كما يتبادر للأذهان ،فمقصود الله بقوله: "أنا الدهر" أي أنا المتصرف في الزمان والليل والنهار مثله مثل قول مدير شركة: "أنا الشركة والعلاقات العامة و المسؤولية بكاملها أتحملها"، والدليل الأول: قوله تعالى :"أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون" أي نحن الذين نقره في الأرض وننبته ونخرج ثماره ومنها تأكلون من باب الإخبار عن الله، والدليل الثاني :هو أن صفة الدهر ليست حسنى، والدليل الثالث: هو كلمة: "أقلِّب الليل والنهار" فالله يقلِّب الليل والنهار اللذان يمثلان الدهر والزمان ،أي هو الفاعل المتصرف ،ولو كانت الدهر المتمثل بالليل والنهار صفة له لقال: "أتقلب" وحاشاه ،و سبق أن قلنا بأننا نقبل التأويل بدليل ،وأما التأويل بغير دليل فهو تحريف للكلم عن مواضعه وهو عمل اليهود.
وصفة النفس ثابتة لله جل شأنه، ودليلها "كتب ربكم على نفسه".
الواسع أيضاً اسم من أسماء الله تعالى: "إن الله واسع عليم" على الأرجح.
والنور لا ينسب لله إلا مضافاً "الله نور السماوات والأرض".
وقول الكثيرين من الناس :"عملنا يلي علينا ،والباقي على الله" قول خاطئ، لأن فيه إيجاباً لأشياء على الله ،وهو فعل المعتزلة كما سنرى ،والصواب أن نقول: "عملنا يلي علينا، والباقي فضل من الله ،أو ،نسأل الله من فضله".
كما يجوز إطلاق صفات الرحيم والكريم على العباد، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صح الحديث عنه بقوله عن يوسف عليه الصلاة و السلام: "الكريم بن الكريم بن الكريم" بتجوز حتى بأل التعريف ولا حرج بإذن الله تعالى ،والعلة في ذلك هو ان الصفة إذا أضيفت للعبد قيدت بحاله ،وإذا أضيفت لله أطلقت بكماله.
والذات لم ترد في كتاب ولا سنة، ولكنها لتقريب المفاهيم، ولها في اللغة ثلاثة معاني الأول: الجهة، ومثالها "تقرضهم ذات الشمال" والثاني: صاحب، ومثالها :"فاظفر بذات الدين" والثالث: "النفس" وهذا مقصودنا وأثبتنا بأن النفس صفة ثابتة لله تبارك وتعالى.
وصفة القديم لم تثبت لله لا في كتاب ولا سنة بل هي من كلام الفلاسفة.
ونحن أهل السنة والجماعة في باب الأفعال وصفة القدر لله وسط بين طائفتين: الجبرية الذين قالوا بأن العبد مجبر بأفعاله لا سلطة له عليها لأنه مخلوق، والثانية هي القدرية، وهم الذين قالوا بأن في العالم خالقين ،خالق أفعال الخير وهو الله، وخالق أفعال الشر وهو الإنسان والجن، والقدرية هم مجوس الأمة ،لأن المجوس اعتقدوا وجود خالقين في العالم، الظلام خالق الشر، والنور خالق الخير.
وللتوضيح أكثر نود أن نذكر بأن الإرادة نوعان ،كونية وشرعية:
كفر أبي جهل مراد بالإرادة الكونية وليس مراداً بالإرادة الشرعية.
إيمان أبي جهل مراد بالإرادة الشرعية وغير مراد بالإرادة الكونية.
كفر أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه غير مراد بالإرادة الكونية ولا الشرعية.
إيمان أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه مراد بالإرادتين الكونية والشرعية.
فالجبرية غلوا في الإرادة الكونية، والقدرية المعتزلة وغيرهم غلوا في الإرادة الشرعية، ونحن أهل السنة والجماعة نثبت الإرادتين، فالله تبارك وتعالى لا يحدث في خلقه أمر خارج عن إرادته وحاشاه ،والإنس والجن لديهم الإرادة والقدرة، والله تبارك وتعالى هو الذي وضع فيهما الإرادة والقدرة، والفرق بين الإرادة والقدرة، هو أن الإنسان قد يريد السرقة ولا يقدر عليها ،وقد يقدر عليها ،ولو شاء الله لصرف الإرادة والقدرة ،كلاهما أو إحداهما، ومصدر ضلال هؤلاء المساكين هو أنهم خلطوا بين المحبة والمشيئة بالنسبة لله تبارك وتعالى، فالله يشاء ما يحب وما لا يحب ،ولا يحب ما يشاء بالضرورة ولا غبار على هذه المسألة أبداً.
ومعنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لربه جل شأنه: "والشر ليس إليك" أي لا ننسبه إليك من باب التأدب وحسن الطاعة ،ومثله نسبة نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام للضر والابتلاء إلى الشيطان.
والقضاء والقدر، يتطابقان في المعنى إذا افترقا وتجرد أحدهما عن الآخر، ويختلفان إذا اجتمعا ،إذ يصبح معنى القدر ما قدره الله في الأزل عن خلق السماوات والأرض والبعث والنشور، والقضاء بمعنى ما قضاه الله في خلقه من إيجاد وإعدام وتغيير وتحويل...،ونستطيع أن نقول، القدر بمثابة الصفة اللازمة الذاتية، والقضاء بمثابة الصفة الفعلية الطارئة ،والله تبارك وتعالى أعلم.
كان الاسفراييني رحمه الله جالساً عند ابن عباد، ودخل عليه أحد المعتزلة القدرية، ونود أن نشير أن المعتزلة كانوا غالباً أذكياء، والله أعلم فيما إذا كانوا أزكياء أم لا كما قال ابن عثيمين رحمه الله
قال المعتزلي:"سبحان من تنزه عن الفحشاء" يريد نفي أفعال الشر عن الله.
قال الاسفراييني:"سبحان من لا يقع في ملكه إلا ما يشاء".
قال المعتزلي:"أيشاء ربنا أن يعصى؟"
قال الاسفراييني:"أيعصى ربنا قهراً؟!"
قال المعتزلي:"أرأيت إن قضى علي بالردى أو منعني الهدى، أ أحسن إلي أم أساء؟"
قال الاسفراييني:"إن كان قد منعك ما هو لك فقد أساء، وإن كان قد منعك ما هو له فذلك فضله يؤتيه من يشاء"... فبهت المعتزلي.
و في أحد الأيام في عصر بني العباس والله أعلم، جاء رجل على ظهر ناقة للصلاة في أحد المساجد ،وربط الناقة إلى مكان قريب من المسجد ،ولما فرغ من الصلاة وخرج من المسجد لم يعثر على ناقته فضج وحزن واغتم وذهب إلى إمام المسجد و حكى له القصة وطلب منه الدعاء، فرفع الإمام يديه إلى السماء – وكان يدين بعقيدة الاعتزال- وقال: "اللهم إنك لم ترد أن تضيع ناقة هذا الرجل فردها عليه برحمتك يا أرحم الراحمين "فبهت صاحب الناقة وقال للإمام: "لا أريد منك هذا الدعاء يا إمام" قال الإمام: "ولم؟!"قال الأعرابي: "يا إمام ،لقد دعوت إلهاً أراد لناقتي ألا تضيع و ضاعت، وأنا أخشى أن يريد أن ترد علي ناقتي وتعود إلي فلا تعود ولا ترد!"....الله أكبر ..وله الحمد من قبل ومن بعد.
وهنالك مسألة خاطئة عند الأشاعرة، هم يقولون على سبيل المثال: "خلقت النار وأصلها أنها لا تحرق ،لكن الله يمدها بقوة الإحراق ،بدليل أنها لم تحرق إبراهيم عليه الصلاة والسلام ،وخلقت السكين والأصل فيها أنها لا تقطع "ووجه الخطأ لنبينه ينبغي علينا التمييز بين مفهومين، الإرادة المطلقة ،ومطلق الإرادة ،فالإرادة المطلقة بيد الله وحده لا شريك له ،و مطلق الإرادة هو أصل الإرادة وجذوتها ومبدأها ،وهو موجود في كل شيء ،الإحراق في النار، وإرواء الظمأ في الماء، والذي وضع مطلق الإرادة في الأشياء هو الخالق تبارك وتعالى ،فنحن لا نعطي الأشياء الإرادة المطلقة، ولا ننفي عنها مطلق الإرادة.
الشفاعة عند الله ثابتة ،وشروطها :إذن الله تبارك وتعالى – رضاه عن الشافع – رضاه عن المشفوع له، ولا بد لنا من كلمة حول مفاهيم كل من التبرك والتوسل والشفاعة لكثرة خلط الناس بينها فضلاً عن المنتسبين إلى العلم الشرعي:
فأما التبرك :
هو قصد الشخص استجلاب منفعة (وهي البركة)أو دفع مضرة من شيء مادي محسوس
وحكمه فيه خلاف ،فمن العلماء من حرمه تحريماً قطعياً نهائياً لعلة أن اعتقاد الضر والنفع من شيء معين مع الله أو من دون الله حاشا لله شرك أكبر .
ومن العلماء من أجازه فقط بآثار النبي صلى الله عليه وسلم واستدلوا بالعديد من الأدلة منها، لكن عندما نقول آثار النبي صلى الله عليه و سلم فنحن نقصد ما يتعلق بجسده من الأظافر و الشعر فلا تدخل الملابس مثلاً في الحكم لعدم وجود الدليل كما سنرى .
عن أنس بن مالك قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها وليست فيه، فجاء ذات يوم فنام على فراشها فأتت فقيل لها: "هذا النبي صلى الله عليه وسلم نام في بيتك على فراشك " فجاءت وقد عرق واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش ففتحت عتيدتها فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره في قواريرها ففزع النبي صلى الله عليه وسلم فقال :"ما تصنعين يا أم سليم؟" فقالت :"يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا قال أصبتِ"
(استنقع ) أي اجتمع و(عتيدتها) أي صندوق صغير تجعل المرأة فيه ما يعز من متاعها ،وهذا الحديث أخرجه مسلم في صحيحه، ولكن ينبغي الانتباه إلى أمر مهم ،وهو أنه يشترط التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم حصرا فلا يجوز التبرك بحذوة الحصان أو بالخرزة الزرقاء وما إلى ذلك للحديث الوارد في السلسلة الصحيحة للألباني برقم 331وهو" إن الرقى والتمائم والتولة شرك" والمقصود بالرقى هنا غير الرقى الشرعية من القرآن والسنة بل ما هو مخالف مثل الإستعاذة بالجن بألفاظ أعجمية ،وأما التولة فهي ما يحبب المرأة إلى زوجها من الخيط وغيره.
وبالمقابل يحرم التطير من الرقم 13 أو البومة أو المرأة أو الغراب وغير ذلك للحديث الوارد في السلسلة الصحيحة للألباني برقم 1065"من ردته الطيرة(أي عن حاجته) فقد قارف الشرك" ،وزاد في رواية :" قالوا : وما كفارة ذلك يا رسول الله ؟ قال : يقول أحدهم : اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك" والزيادة بين القوسين ( )مني للتوضيح
أيضا ننبه إلى أمر آخر وهو أن الآثار الموجودة حالياً المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم مثل الشعرة في متحف توب كابي بتركيا أو في متحف بنغازي في ليبيا أو القدم الموجودة في دمشق المنسوبة أنها قدمه الشريفة صلى الله عليه وسلم لم تثبت أنها لرسول الله عليه الصلاة والسلام ،بل قامت الأدلة على عكس ذلك تماماً كما سنرى الآن
أولاً :
أن النبي لما قيل له في حجة الوداع : يا رسول الله أتنزل في دارك بمكة ؟
فقال : وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور .
متفق عليه
وفي رواية للبخاري أنه قال : وهل ترك لنا عقيل منزلا .
ومعنى هذا أنه لم تبقَ له دار قبل فتح مكة وقبل حجة الوداع ، فكيف بعد فتح مكة ؟
فكيف تبقى إلى الآن ؟؟؟
ثانياً :
وجود المحراب في المصلى
والمحراب الذي نعرفه اليوم لم يكن موجوداً على عهد النبي صلى الله عليه و سلم .
ثالثاً :
أين السند الصحيح على أن هذا هو بيته ؟
فما يُزعم أنه بيته أو شعره أو سيفه كل هذا بحاجة إلى إثباته عن طريق الأسانيد الصحيحة ، وإلا لقال من شاء ما شاء .
فمن الذي يُثبت أن هذا مكان ميلاد فاطمة رضي الله عنها ؟
وأن هذه غرفة خديجة رضي الله عنها ؟
وما أشبه ذلك .
رابعاً :
أنه لو وجد وكان صحيحا لاتخذه دراويش الصوفية معبدا و لاشتهر بين الناس
كما يفعلون عند مكتبة مكة ( شرق الحرم ) يزعمون أن مولد النبي صلى الله عليه و سلم كان فيها، فهم يأتونها ويتبركون بها !!
بل كانوا يتبرّكون بمكان في المدينة النبوية يُسمّونه ( مبرك الناقة ) وكانوا يأتونه ويتبركون به ، وربما أخذوا من تربة ذلك المكان بقصد الاستشفاء !!
ألم يقل النبي صلى الله عليه و سلم عن الناقة : دعوها فإنها مأمورة .
حتى بركت في مكان المسجد .
خامساً :
عدم اهتمام الصحابة رضي الله عنهم بحفظ مثل هذه الآثار ، بل عدم التفاتهم إليها .
فقد بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن أناساً يأتون الشجرة التي بويع تحتها ، فأمر بها فقُطعت .
رواه ابن أبي شيبة في المصنف .
وهذا يدل على أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا يهتمون بآثار قدم أو منزل أو مبرك ناقة ونحو ذلك .
ومثل ذلك يُقال
عما يُزعم أنه شعرة الرسول صلى الله عليه و سلم أو موطئ قدمه أو وجود سيفه أو ما يُزعم أنه الصخرة التي صعد عليها النبي يوم أحد لما أُصيب .
حتى زعم بعضهم أن حجرا بقرب جبل أُحد هو مكان ( طاقية ) الرسول !! صلى الله عليه و سلم
وأين إثبات هذا بالأسانيد الصحيحة ؟؟؟
وفي زمان الخليفة المهدي جاءه رجل وفي يده نعل ملفوف في منديل ، فقال :
يا أمير المؤمنين ، هذه نعل رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أهديتها لك .
فقال : هاتها .
فدفعها الرجل إليه ، فقبّـل باطنها وظاهرها ووضعها على عينيه وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم ، فلما أخذها وانصرف قال المهدي لجلسائه :
أترون أني لم أعلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يرها فضلا على أن يكون لبسها !
ولو كذّبناه لقال للناس :
أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله صلى الله عليه و سلم فردّها عليّ ، وكان من يُصدّقه أكثر ممن يدفع خبره ، إذ كان من شأن العامة ميلها إلى أشكالها !
والنصرة للضعيف على القوي وإن كان ظالما !
فاشترينا لسانه وقبلنا هديته وصدّقناه !
ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح .
فإذا كان هذا في ذلك الزمان ، ولم يلتفتوا إلى مثل هذه الأشياء ، لعلمهم أن الكذب فيها أكثر من الصدق !
فما بالكم بالأزمنة المتأخرة ؟!
وقال بعض أهل العلم "الأولى الترك للكل سدا للذرائع" ونحن نعتز ونستغني بالحديث الوارد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال "كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال : " يا غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني .
وأما التوسل:
قال ابن الأثير في (النهاية ) : ( الواسل : الراغب والوسيلة : القربة والواسطة وما يتوصل به إلى الشيء ويتقرب به وجمعها وسائل ) وقال الفيروزآبادي في ) القاموس ) : ( وسل إلى الله تعالى توسيلا : عمل عملا تقرب به إليه كتوسل)
ونوضح بمثال، إذا أردت التقدم إلى وظيفة واصطحبت شهادتك الجامعية أو المهنية فهذه الشهادة هي وسيلة.
وشرعاً: جاء في الدر المختار المجلد الثاني ص630(وهو من أشهر كتب الحنفية) ما نصه" عن أبي حنيفة : لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به والدعاء المأذون فيه المأمور به ما استفيد من قوله تعالى : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}والتوسل المبتدع هو التوسل بالأشخاص من الأنبياء و الأولياء والصالحين وهناك شبهات حول الموضوع نذكرها ثم نوضح أنواع التوسل المشروع.
الحديث الوارد في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه:" أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان(الصحابة ) إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب . فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون"
والحق أن التوسل كان بدعاء العباس وليس بشخصه بدليل:
أولاً: أنهم لم يذهبوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويستسقوا به.
وثانياً: أنهم لم يجلسوا في بيوتهم ويقولوا "اللهم اسقنا الغيث بجاه حبيبك محمد "صلى الله عليه وسلم .
وثالثاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم في حياته كان يدعوا الله وحده دون التوسل بشخص وحاشا للعباس والصحابة رضي الله عنهم أن يخالفوه .
ويستدل من هذا الحديث توقير عمر رضي الله عنه لآل البيت ومحبته لهم فقد اختار كبيرهم ووجيههم العباس سلام الله عليهم أجمعين.
الشبهة الثانية : أخرج أحمد وغيره بسند صحيح عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ادع الله أن يعافيني . قال : إن شئت دعوت لك وإن شئت أخرت ذاك فهو خير ( وفي رواية : وإن شئت صبرت فهو خير لك ) فقال : ادعه . فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه فيصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء
اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى لي اللهم فشفعه في [ وشفعني فيه] قال : ففعل الرجل فبرأ.
وما بين القوسين[ ]زيادة صحيحة في الرواية يدلسها ويخفيها المخالفون .
الجواب :واضح قول النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي": إن شئت دعوت لك وإن شئت أخرت ذاك فهو خير "أن النبي دعا له ولم يأمر الأعرابي أن يتوسل بشخصه.
وواضح أيضا أن الأعرابي توجه بدعائه ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بدليل أن الصحابي كان بإمكانه (وهو ضرير)أن يجلس في بيته ويدعو بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بجاهه، ولكنه عربي ويعرف مراد الله من كلمة التوحيد .
طبعاً ماسبق من الأحاديث التي هي شبهات المتوسلين بالأشخاص هي أحاديث صحيحة ،وما عداها كله ضعيف أو موضوع، نأتي الآن إلى التوسل المشروع وأنواعه.
التوسل المشروع :ثلاثة أنواع وهي:
1- التوسل بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى قال تعالى" قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى"
2- التوسل بالعمل الصالح :بدليل الحديث الذي صححه الألباني في الجامع الصغير برقم2870وهو"بينما ثلاثة نفر يمشون أخذهم المطر فآووا إلى غار في جبل فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم فقال بعضهم لبعض : انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا بها لعله يفرجها عنكم ; فقال أحدهم : اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران و امرأتي و لي صبية صغار أرعى عليهم فإذا أرحت عليهم حلبت فبدأت بوالدي فسقيتهما قبل بني و إني نأى بي ذات يوم الشجر فلم آتِ حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما فحلبت كما كنت أحلب فجئت بالحلاب فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما و أكره أن أسقى الصبية قبلهما و الصبية يبكون عند قدمي فلم يزل ذلك دأبي و دأبهم حتى طلع الفجر فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء ففرج الله منها فرجة فرأوا منها السماء ; و قال الآخر : اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء و طلبت إليها نفسها فأبت حتى آتيها بمائة دينار فتعبت حتى جمعت مائة دينار فجئتها بها فلما وقعت بين رجليها قالت :" يا عبد الله اتق الله و لا تفتح الخاتم إلا بحقه "،فقمت عنها فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة ففرج لهم فرجة ; و قال الآخر : اللهم إني كنت استأجرت أجيرا بفرق أرز فلما قضى عمله قال لي : أعطني حقي فعرضت عليه فرقه فرغب عنه فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا و رعاءها فجاءني فقال : اتق الله ولا تظلمني حقي قلت : اذهب إلى تلك البقر و رعائها فخذها فقال : اتق الله و لا تستهزئ بي، فقلت : إني لا أستهزئ بك خذ ذلك البقر و رعاءها فأخذه و ذهب به فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج ما بقي ففرج الله ما بقي"
3- التوسل بدعاء الصالح الحي (وليس الميت)الشاهد(وليس الغائب)بدليل حديث الضرير الذي سبق ذكره قبل قليل بالإضافة إلى حديث العباس رضي الله عنه، وقبل أن نختم موضوع التوسل، أحببت أن أبين لكم أخوتي وأخواتي أصلاً مشبوهاً من أصول التوسل بالأشخاص، وهو قول منسوب لنبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام كذباً:" أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يستطيع أن يأتي إلى الأب إلا بواسطتي"(يوحنا 14/ 6).
انتهينا بفضل الله تعالى من مفهومي التبرك والتوسل، نأتي الآن إلى الشفاعة.
أما الشفاعة :
قال صاحب ( القاموس المحيط): "الشفع خلاف الوتر و هو الزوج والشفعة هي أن تشفع فيما تطلب فتضمه إلى ما عندك فتشفعه أي تزيده"
والشفاعة بالمعنى الشرعي هي ما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم يضم دعاءه لدعائك يوم القيامة حصراً فيشفع لك(رزقنا الله و إياكم شفاعته صلى الله عليه و سلم)
وفي النهاية يتوجب علي أن أقول ،إن كل من يبحث عن وسائل سواء كانت مادية أو بشرا هو إما جاهل بهذا الموضوع ،وإما أنه يستبطئ الإجابة من الله ويشك في حكمته وأن الخير فيما يختاره لنا عاجلاً أم آجلاً.
قال تعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }وأما البشر سواء كانوا أنبياء أو أولياء فنقول :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع برقم 7982
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله علبه وسلم قال:" اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب ! لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية عمة رسول الله ! لا أغني عنك من الله شيئا، يا فاطمة بنت محمد ! سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا"
بل ويخاطب رب العزة جل جلاله أكرم الخلق محمد عليه الصلاة والسلام قائلا "قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون"
فقرة التوسل و التبرك و الشفاعة منقولة عن كتاب التوسل للألباني رحمه الله بالإضافة إلى فتوى للشيخ السحيم حفظه الله بتصرف .
كرامات الأولياء ثابتة في القرآن والسنة وسلف الأمة وتابعيهم بإحسان رضي الله عنهم أجمعين، سابقاً و لاحقاً ،ولها مدلولات:
1 – كمال قدرة الله تبارك وتعالى.
2 – تكذيب من يقول بأن الطبيعة تفعل فتغيرها وتحدث أمراً خارقاً، وتغير العادة وخرقها دليل على تدبير الله وخلقه.
3 – آية للنبي المتبوع من قبل الولي صلوات الله وسلامه عليهم جميعاً.
4 – تثبيت من الله لذلك الولي، و بناءاً على ذلك فقلة الكرامات في الأولين وكثرتها في اللاحقين ليس من قبيل التفضيل ،فالمؤمن القوي قلباً وقالباً لا يحتاج إلى كرامة تقويه على أعداء الدين .
وينبغي علينا التمييز بين كرامة الولي وشعوذة الساحر، فالسحر من أفعال الشياطين ،فأول شرط للساحر أن يكفر ،يواظب على الأعمال والأقوال المناقضة للتوحيد والطاعات ،وكلما ازداد في كفره ازداد الشيطان في اتباعه وإجراء الخوارق التي يقدر عليها، ومن الأمور التي يقدر الشيطان أولياءه عليها هي الطيران في الهواء، والمشي على الماء، و ضرب الجسد بأسياخ ،والمشي على الجمر وابتلاعه ،وتفسير الطيران في الهواء والمشي على الماء هو حمل الشيطان للساحر أو مريديه وأتباعه، وتفسير ضربه لجسده بسيخ يدخل في طرف ويخرج في الآخر ،هو أن الشيطان يلبسه ويمسكه، فيدخل السيخ في الشيطان ويخرج من الشيطان، وكذلك يلبسه فلا يحرقه الجمر الملتهب ،و لمعرفة هؤلاء من هؤلاء لدينا عدة مقاييس:
1 - أولياء الرحمن لا يقولون للناس :"تعالوا وشاهدوا كراماتنا نحن أولياء الله" بل هم حريصون على الإخلاص حتى لا يضيع ثواب أعمالهم عند الله تبارك وتعالى ،وأولياء الشيطان يتفاخرون بذلك وعوام الناس و سذاجهم ودراويشهم يصدقون ويفرحون عند مشاهدة هذه الأمور.
2 - قال الشافعي رحمه الله : "ليس الولي من يطير في الهواء ،ولا من يمشي على الماء ،وإذا رأيتم ذلك فلا تصدقوا حتى تروا اتباعه لكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة و السلام" وأولياء الشيطان من أرباب الطرق الصوفية وغيرهم من أبعد الناس عن منهج القرآن وصحيح السنة بفهم سلف الأمة رضوان الله عليهم أجمعين، والتصوف كما عرفه شيخنا الألباني رحمه الله :"طريق أوله الابتداع وآخره الزندقة" شاهدوا هذه الصورة كمثال على سحر الصوفية تحت مسمّى الكرامات:



غالباً ما يكشف أولياء الرحمن أولياء الشيطان و يفضحونهم ،وأنا شخصياً أعرف أناساً يكتفون برفع الأذان بجانب شخص يضرب نفسه بالسيخ، فيندلق الدم من أحشائه بمجرد ضرب نفسه أمام جميع المشاهدين.
ونود أن نشير بأن النوع السابق من السحر واحد من ثلاثة أنواع، الأول: سحر مجازي: ومثاله ألعاب الخفة مثل المشي على ألواح زجاجية على سطح الماء ليظهر الساحر أمام المشاهدين بمظهر الذي يمشي على الماء.
و الثاني :السحر التخييلي: ومثاله ما فعله السحرة في تحديهم لنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام ،حيث استرهبوا الناس وخيلوا إليهم أن العصي والحبال أفاعٍ تسعى.
والثالث هو السحر الحقيقي المقصود بكلامنا في البداية ،وهو تعاقد بين الساحر و الشيطان ،على أن يكفر الساحر ويتسخر له الشيطان، وكلما زاد الساحر من أعمال الكفر زاد الشيطان تبعية وتسخراً له، لكن الأمر ينقلب على الساحر ،فيأتيه الشيطان ليوقظه من نومه وإرغامه على أن يلبسه الشيطان ويأكل جيفة كلب أو ميتة بفمه ،ومن الشياطين من يفعل الفاحشة بالساحر (ونستغفر الله)كما اعترف الكثير من السحرة التائبين.
وهنالك ثمة تساؤل عند الكثير من الناس، كيف سحر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو سيد الملتزمين والداعين والذاكرين والمخلصين طالما أن التحصن بالالتزام والدعاء والذكر يكفي بعون الله لدفع السحر وكيد السحرة والشياطين ؟الجواب :السحر الذي جاء النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤثر لا على عقله، ولا على قلبه ،ولا على الوحي ،وإنما كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله، يأتي أهله ولا يأتيهم ،وهذا السحر ليس إلا عارضاً من العوارض ،ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر مثلنا مثله ،يعتريه ما يعترينا من الألم ،والجوع، والعطش، والمرض، والبلاء، والشتائم، والسحر ابتلاء من الابتلاءات كان يجب على معلمنا أن يعاينه لنتعلم منه كيف نلجأ إلى الله ونتضرع إليه لكشفه وذهاب الضر عنا، ومن ناحية أخرى، الدعاء والذكر والمعوذات أسباب شرعها الله لنا مثلها مثل الأدوية للأمراض البدنية، وقد يخطئ الدواء في دفع الداء ،لندرك أن دفع الداء ليس من الدواء، وإنما هو من رب الأرض والسماء
و من أراد معرفة المزيد عن السحرة و هيئاتهم و منظماتهم و حقيقة أهدافهم و جذورهم فليتفضل غير مأمور إلى هذا الرابط:

http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=112146

ونحن أهل السنة والجماعة نتبع القرآن وصحيح السنة بفهم سلف الأمة رضوان الله عليهم قولاً وفعلاً واعتقاداً بغير ابتداع، والبدعة هي من استحدث من أمر الدين وليس من الدين في شيء ،وهنالك عدة تساؤلات عند الناس حول هذه القضية:
يقولون ويرددون ويعيدون: "إذا كان كل فعل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعة وضلالة فيلزمنا إغلاق المشافي وتحطيم الكومبيوترات وإحراق السيارات والطائرات والسفر على الجمال والبغال و الحمير" والرد كما تعودنا ،الإبداع في أمور الدنيا مباح ويؤجر المرء عليه ما لم يقم دليل على تحريمه، والإبتداع في دين تم واكتمل أمر مذموم واتهام لمبلغه محمد صلى الله عليه وسلم بالتقصير في التبليغ وإخفاء حقائق عنا وحاشاه، ومن هنا وضع ابن تيمية رحمه الله تعالى القاعدة المعروفة: "الأصل في العبادات والتوقيف والمنع إلا بدليل شرعي صحيح، والأصل في العادات الإباحة مالم تحرم بدليل شرعي(الخمر من أمور الدنيا وقام الدليل على تحريمه، والآيس كريم مالم تؤذي الأسنان والمعدة فهي مباحة وإن لم تكن قد وجدت في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم)
- يقولون: "لقد صلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه التراويح وقال عنها لما اجتمع الناس لها(نعمت البدعة هذه) فعمر رضي الله عنه وأرضاه هو أول من فتح لنا باب البدعة الحسنة" ولقد صح الأثر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وهو قوله: "كل بدعة ضلالة، وإن رآها الناس حسنة" الجواب: صح في صحيح البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى التراويح ثلاثة أيام متتاليات ثم أمسك عنها خشية أن ينزل الأمر بوجوبها، وما فعل عن أمره شيئاً بل هو وحي يوحى، والإشكال عند القوم في قول عمر رضي الله عنه وأرضاه "نعمت البدعة هذه" والتوضيح: أولاً: صح الأثر عن عمر رضي الله عنه وأرضاه بأنه لما قبل الحجر الأسود قال: "إنني لأعلم بأنك حجر لا تضر ولا تنفع ،ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك" فهل يعقل لمن يفعل هذا أن يحدث شيئاً في الدين ليس من الدين!
ثانياً: من البديهي في لغة العرب أن تأتي الكلمة بلفظها، ويختلف المعنى بالسياق ،ومقصود عمر رضي الله عنه وأرضاه بقوله عن التراويح بأنها بدعة، هي أنها كانت مهجورة لفترة، ثم دخلت كشيء جديد، ولكل جديد بهجة، فهي بدعة إضافة لها أصل تركت ثم عادت وليست بدعة شرعية ،مثلها بدون تشبيه ،رجل رمى قميصه لفترة سنوات في الخزانة ولم يلبسه سوى ثلاثة أيام ،وبعد سنوات رآه في الخزانة غسله ثم كواه وعطره ولبسه ،أرجو أن يزول أي اشتباه في الأذهان بارك الله فيكم.
ثالثاً: يقولون: "عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه أول من سنّ الأذان الثاني ليوم الجمعة الذي يلي الأذان الشرعي الأول، والجواب: لقد فعل عثمان رضي الله عنه وأرضاه ،و وافقه جمهور الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين على ذلك وهو معذور من وجوه، الأول: اتسعت رقعة الفتوحات في عهده ،فالأذان الأول للإعلام بدخول وقت الصلاة ،لكن الكثير من الناس لا يسمعون الأذان الأول لبعد بيوتهم عن المسجد وعدم وجود مكبرات الصوت ولا الإذاعات ولا التلفاز ،لكنهم يعرفون وقت دخول الصلاة بطريق الشمس أو الظل أو غيرها دون سماع الأذان فيأتون المسجد للصلاة فوراً، واحتاج عثمان رضي الله عنه وأرضاه لأمر آخر يجمع الناس على وقت الجمعة يعرفهم مكان المسجد بالضبط ،فلم يلجأ إلى ناقوس ولا جرس ولا غير هذا لأنها من موروثات اليهود والنصارى، وإنما لجأ إلى الأذان ،فالعلة موجودة، ولولاها ،وقبلها ،لم يكن هنالك سوى أذان واحد.
ثانياً: البدعة ما وجد على غير مثال سابق ولا أصل صحيح، لكن عثمان رضي الله عنه وأرضاه اعتمد على أصل صحيح، ألا وهو أذان بلال رضي الله عنه وأرضاه قبل الفجر أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر علته وقال صلى الله عليه وسلم: "ليوقظ نائمكم، ويرجع قائمكم" فأذان الجمعة مرتبط بعلة ،وبأصل صحيح، وبالتالي فهو ليس بأمر محدث ولا بدعة ،أما في عصرنا الحالي، وبعد انتشار مكبرات الصوت والإذاعات و الوسائل الحديثة فلا عذر لأحد في الاستمرار في هذه البدعة ،و العجيب في هؤلاء أنهم يؤذنون للجمعة أذانان وللفجر أذان واحد ،وبلال رضي الله عنه وأرضاه كان يؤذن للفجر أذانان وللجمعة أذان واحد!
3 –صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجره وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً "قالوا: "فسن السنن وإحداثها أمر محمود ،ومنها الحسن ومنها السيء ،ونستطيع بالعقل والمنطق تمييز الجيد من الرديء منها، والجواب :مثال سن السنة الحسنة هو فعل عمر رضي الله عنه وأرضاه في مسألة صلاة التراويح، ومثال السنة السيئة هو أي أمر محدث في الدين ولا وجود لأصل له في الدين ،فإن قيل: "يستطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول (بدعة)بدل قوله (سنة سيئة)"قلنا: "نعم، ويستطيع رب العزة جل شأنه بدل أن يقول(جزاء سيئة سيئة مثلها)يقول بأن جزاء إساءة رد عليها بالمثل، والسيئة الأولى مذمومة، و السيئة الثانية حق شرعه الله للعبد وهي ليست مذمومة ،لكن الأفضل منها أن يعفو ويصفح وأجره وثوابه على الله تبارك وتعالى.
وأضرار البدعة هي أنها:
1 – تستلزم القدح في الشريعة واتهامها بالنقص.
2 – تستلزم تكذيب القرآن: "اليوم أكملت لكم دينكم".
3 – تستلزم الانشغال عن السنن الصحيحة ونسيانها بل وانتزاعها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
4 – تستلزم تفرقة الأمة كما رأينا ،بل والقتل والإرهاب والدماء والفتن، فأهل البدع يلقبون أهل السنة بألقاب ازدراء لهم مثل المتشددين، والرجعيين، والوهابية، و الجامية، والمجسمة ،وفي كثير من الأحوال يتهمونهم بالعمالة للاستعمار والصهيونية والسعي لتخريب الدين وهدمه من الداخل، بل وحتى أهل البدع يتناحرون بين بعضهم البعض، فأهل الطريقة الفلانية يكفرون شيخ الطريقة فلان، والخوارج لما ظهروا وقالوا بكفر فاعل الكبيرة مثل الزنا والسرقة وخلوده في النار جاء بعدهم المرجئة وقالوا: "لا يضر ذنب مع إيمان كما لا يضر عمل صالح مع كفر، وإيمان أفسق الناس كإيمان جبريل وميكائيل عليهما الصلاة والسلام ،والقدرية لما ظهروا وقالوا بأن للعالم خالقان: خالق أفعال الخير وهو الله ،وخالق أفعال الشر هم الجن والإنس، جاء الجبرية وقالوا :"إن العبد مجبر بأفعال الخير ودخول الجنة، وأفعال الشر ودخول النار" والجهمية لما رأوا المجسمة يمثلون صفات الخالق بالمخلوق أنكروا الأسماء والصفات ،ثم جاء المعتزلة وأثبتوا الأسماء وأنكروا الصفات ،ثم جاء الأشاعرة وأثبتوا الأسماء مع بعض الصفات ونفوا باقي الصفات، والناصبة لما حاربوا الحسين رضي الله عنه وأرضاه مع أهل البيت رضوان الله عليهم أجمعين، ظهر الرافضة وغلوا في أهل البيت رضوان الله عليهم حتى وصلوا إلى عبادتهم من دون الله تبارك وتعالى ...
واتباعنا لهديه دون تقليد أعمى يخالف ما صح منه بما فيه التقليد الأعمى للمذاهب الأربعة ،ولا بد لنا من كلمة حول مسألة التقليد المذهبي:
فإن أكثر المسلمين اليوم حول العالم من أتباع المذاهب الأربعة، الشافعي والحنفي والمالكي والحنبلي ،وإنه مما لاريب فيه أن هؤلاء والأعلام الكبار – ولا نزكي على الله أحدا – أصحاب فضل بعد الله على هذا الدين وهذا لا ينكره إلا إنسان جاحد أو إنسان بلغ من الجهل أقصاه وأعلاه.
ولكن القضية ،عندما تأتي مسألة فقهية – مثلا – ولا نجد قولا
للأئمة أو فتوى فيها فأين نبحث؟
وقضية أخرى: يقول عوام المسلمين _ بارك الله فيهم_ إذا اختلفت أقوال الأئمة في مسألة معينة(المذاهب كلها صح)
فهل هذا القول صواب؟
وماذا لوكان الخلاف في مسألة عقائدية مثلا؟
وقضية أخرى: إذا تعارض قول واحد منهم مع حديث صحيح فأيهما نرجح؟
كل هذه الأسئلة يجيب عليها الأئمة الأربعة أنفسهم والله ولي التوفيق...
أقوال أبي حنيفة النعمان رحمه الله:
1_ روى عنه أصحابه أقوالا شتى وعبارات متنوعة كلها تؤدي إلى شيء واحد وهو وجوب الأخذ بالحديث وترك تقليد آراء الأئمة المخالفة لها :
(إذا صح الحديث فهو مذهبي ) . ابن عابدين في " الحاشية
(1\63)
2- لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه ) . ( ابن عابدين في " حاشيته على البحر الرائق (6\293)"
وفي رواية : ( حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي)
وزاد في رواية : ( فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا)
3- إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي ) . ( الفلاني في الإيقاظ ص 50)
إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله :
1-إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه ) . ( ابن عبد البر في الجامع( 2\63).
2- ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم . ( ابن عبد البر في الجامع2\91)
الإمام الشافعي رحمه الله:
1- ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه فمهما قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لخلاف ما قلت فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي )( تاريخ دمشق لابن عساكر 15 / 1 / 3)
2- كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أهل النقل بخلاف ما قلت فأنا راجع عنها في حياتي وبعد موتي ) . ( أبو نعيم في الحلية 9 / 107)
3- كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي وإن لم تسمعوه مني ( ابن أبي حاتم 93 – 94).
إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله :
1- لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي و لا الثوري وخذ من حيث أخذوا ( ابن القيم في إعلام الموقعين 2 / 302).
2- من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة ( ابن الجوزي في المناقب ص 182).
وللإمام أحمد رحمه الله على قلة الشعر الذي يقوله أبيات رائعة في هذه الصدد وهي:
دين النبي محمد أخبار.............نعم المطية للفتى آثار
لا ترغبن عن الحديث وأهله ..فالرأي ليل والحديث نهار
ولربما جهل الفتى أثر الهدى.. والشمس بازغة لها أنوار
وهذه الأقوال على سبيل المثال لا الحصر .
ويجب التنبيه إلى أن الحديث المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: "اختلاف أمتي رحمة" قال
عنه الألباني "لا أصل له "السلسلة الضعيفة رقم 57
ويقول رب العزة جل جلاله" فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم"
قال العلماء :الفتنة هي ما يصيب القلب ،والعذاب هو ما يصيب البدن، والأمراض إما أن تكون في القلب أو في البدن.
وقال الله تعالى جل شأنه " وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون"
ولا بأس من أن نذكر لكم مصدر عقدة التعصب للرجال من دون الأنبياء المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم، إنه التلمود ،الذي يعتبر المصدر الثاني لشريعة اليهود، فهو يأتي في المرتبة الثانية بعد العهد القديم، ويأتي في المرتبة الثالثة كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون"،
جاء في التلمود:ص45
"إذا خالف أحد اليهود أقوال الحاخامات يعاقب أشد العقاب, لأن الذي يخالف شريعة موسى خطيئته مغفورة, أما من يخالف التلمود فيعاقب بالقتل"، بل ويقول حاخامهم روسكي: "التفت يا بني إلى أقوال الحاخامات أكثر من التفاتك إلى شريعة موسى"
وأما الخلاف فهو أمر لابد منه ولكن لا يجوز أن يتعدى حدوده فلا نتعصب إلا لكتاب الله وما صح عن سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام بفهم سلف الأمة خير القرون ألا وهم الصحابة وأمهات المؤمنين
وتابعوهم بإحسان إلى يوم الدين رضي الله عنهم و أرضاهم.
وهنا سؤال مهم :هل كل قول أو فعل من رسول الله صلى الله عليه وسلم عبادة؟
الجواب: آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم على أربعة أقسام:
1 - ما فعله على سبيل التعبد الموحى به إليه من صلاة وصيام وزكاة وحج ونحوه نتبعه.
3 – ما حصل اتفاقاً ،مثل مروره على قبيلة معينة، وشربه من الغدير الفلاني وهذا ليس مشروعاً لنا.
4 – ما فعله بمقتضى العادة من أكل وشرب ولباس، نتأسى بجنسه لا بنوعه مع تجنبنا ما يخالف الشرع في حياتنا اليومية، ونوضح أكثر، اللحوم جنس، ولحم الطير نوع، ولحم الخنزير محرم، و اللباس جنس، و البنطالات نوع، و الحرير وما نزل تحت الكاحل محرم وهو ما يُعرف بالإسبال ،و الإسبال محرم لأنه من فوق إلى تحت، والجراب والنعل مباح لأنه من تحت إلى فوق، والعلة والله أعلم في تحريم الإسبال هي أن نهاية الثوب قد تتلطخ بقاذورات الطرقات ،فيدخل المرء بها ليصلي في مسجد أو يجلس في بيته أو بيت قريب أو صديق فتنتقل القاذورات ،ومن ثم فإن العادات من طعام وشراب ونوم قد تتحول إلى عبادات بإخلاص النية و إصلاحها، فعلى سبيل المثال لو نوى المرء أن يأكل ليتقوى على طاعة الله والعمل الصالح فهو مأجور بإذن الله تعالى، وموافقة عادة القوم من الهدي بناءاً على هذا الكلام، فلا نحمل العصا كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ولا نلبس لباس شهرة يسيء إلى شخصية المسلم، وإنما نمتثل الأوامر ونجتنب النواهي بما يتوافق مع الزمان والمكان، والله لا يكلف نفساً إلا وسعها.
4 – ما فعله فطرة وجبلة مثل النسيان والنعاس والعطاس والنوم، فالنوم ربما تحول إلى عبادة لو صححنا النية وقلنا في قلوبنا: "ننام لنستيقظ لصلاة الفجر ونصليها بخشوع وتركيز" ونؤجر عليه بإذن الله تبارك وتعالى، والعطاس والنسيان ليسا بعبادة
فائدة حول الآية الكريمة " وَلتكُن مِنكُم أُمّة يَدعُونَ إلى الخَيرِ ويَأمُرُونَ بِالمعرُوفِ وَيَنهونَ عَنِ المنكَرِ وأُولئك هُمُ المفلحِونَ"
هنالك ثمة فرق بين الدعوة إلى الله، وبين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالدعوة إلى الله متعينة على كل مسلم ومسلمة حسب استطاعة كل منهما، وهي كلمة طيبة وموعظة حسنة دون إلزام بالأمر أو النهي الذي علمناه من الوحيين المطهرين ،أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو إلزام للفرد، وهو على أولياء الأمور من الحكام و شرطتهم وهيئاتهم و محاكمهم ،وهو للأب على ابنته، والزوج على زوجته، لأن لهذان حق الوصاية شرعاً وقانوناً.
أما إنكار المنكر بصورة عامة، فهو على كل مسلم ومسلمة حسب استطاعتهما وله شروط:
1 – أن يكون عالماً بحال المأمور وفعله ،وأن هذا معروف و أن ذلك منكر.
2 – التأكد من أن هذا الشخص قد ترك المعروف أو ركب المنكر.
3 – أن يكون عالماً بحكم الشرع فيه للآمر والمأمور.
4 – أن يكون فاعلاً لذلك المعروف منتهياً عن ذلك المنكر
لا تنه عن خلق وتأتِ بمثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم
لكن اختلف العلماء فيما إذا كان ذلك واجباً عليه أو لا ،و الجمهور على وجوبه حتى ولو لم يفعل ما يأمر به ،أو يترك ما ينهى عنه، لعلة والله أعلم ،أنه سيمتثل الأمر ويجد الدافع إليه ،ويترك المنكر ويجد الدافع المبعد عنه ولو لاحقاً.
5 – ألا يلحقه ضرر ،وإن صبر فله الأجر، وإن لحقه ضرر سقط الوجوب عنه بالأمر بذلك المعروف أو النهي عن ذلك المنكر.
6 – يترتب على إنكار المنكر واحد من أربعة أمور:
أولاً : أن يتغير المنكر إلى معروف، وهذا واجب.
ثانياً: أن يتغير إلى منكر أخف منه ضرراً ،وهذا واجب أيضاً.
ثالثاً :أن يتغير منكر مثله ،وهذه يجب النظر فيها والترجيح ما أمكن.
رابعاً : أن يتغير إلى منكر أشد منه ضرراً، وهنا يحرم شرعاً إنكار هذا المنكر، ومثاله ما حدث مع ابن تيمية رحمه الله عندما كان يمشي مع ابن القيم رحمه الله، ورأوا جماعة من المغول يشربون الخمور، فقال ابن القيم: "هلم يا شيخنا نريق عليهم الخمر وننكر هذا المنكر" فقال ابن تيمية: "دعهم فإنهم إن تركوا الخمر مضوا إلى العباد فسفكوا دماءهم ونهبوا أموالهم" .
مخالفات عقائدية شائعة
_1لعبة النرد :
نحن نعلم أن اللهو الذي مدحه النبي صلى الله عليه وسلم هو كما في الحديث الذي صححه الشيخ الالباني في سلسلته الصحيحة وهو:" كل شيء ليس من ذكر الله عز وجل فهو ( لغو و ) لهو أو سهو ؛ إلا أربع خصال : مشي الرجل بين الغرضين وتأديبه فرسه وملاعبته أهله وتعلم السباحة"
ومعنى الغرضين الهدفين والمقصود بالكلام هو الرمي بين هدفين ،وعلى ذلك فكل لهو فهو على صاحبه كراهة أو تحريما على خلاف بين العلماء إلا هذه الأصناف المذكورة في الحديث ولكن بالنسبة للنرد أو الطاولة فهو يتعدى إلى ما هو أخطر من تضييع الوقت فيما لا يعود بنفع، ففي الحديث الذي صححه الشيخ الألباني في الجامع الصغير برقم 11747ألا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" من لعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم الخنزير و دمه"
وفي حديث آخر حسنه الألباني في مختصر إرواء الغليل عن أبي موسى مرفوعا" من لعب بالنردشير فقد عصى الله ورسوله" رواه أبو داود ،فما السر إذا في كل هذا التغليظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا التحريم؟
الجواب :لعبة النرد أصلها فارسي ،وتم اختراعها من قبل عبدة الكواكب ،فالأحجار السود في اللعبة ترمز عندهم لكواكب الليل ونجومه ،والأحجار البيض ترمز لكواكب النهار ،وحجر الزهر المرقم هو الذي يتحكم بحركة الكواكب المرمزة (حسب اعتقادهم)بالأحجار السوداء والبيضاء وبالتالي حركة العالم ومصيره والعياذ بالله.
كيف عرف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك؟ عن طريق الوحي.
فهو لم يطالب بقطع كل العلاقات مع الفرس ،بل كانت هناك التجارة وكان التعامل بالدرهم الفارسي الذي لم يتغير في ذلك الوقت بناءا على ان الأصل في العبادات التحريم والمنع إلا بدليل شرعي والأصل في المعاملات وأمور الدنيا الإباحة والحل مالم تحرم بدليل شرعي.
2_ لعبة الورق :
أو الشدة أو الكوتشينا بالمصري ،عدا عن أنها أيضا من اللهو الذي ياتي بالمصائب والشتائم بل وربما بالتلفظ بالكفر والعياذ بالله ،تتعدى خطورتها إلى ما هو أعظم من ذلك قياسا على الموضوع السابق، وللتوضيح فرموز الورق لها مدلولات خبيثة :
♣فهذا الرمز قارنوه بهذا الرمز وانظروا النتيجة† ،هذا يرمز إلى مملكة الدين .
♥هذا الرمز يرمز إلى مملكة الحب.
♦وهذا يرمز إلى مملكة المال.
♠وهذا يرمز إلى مملكة النار .
وهذه الممالك من التراث النصراني الوثني القديم ترمز إلى هذه الممالك الأربعة التي تتصارع في الطبيعة ولكل واحدة دور وزمن انتصار و لاحول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.

3-اللباس الذي يرتديه خريجوا الجامعات في حفل التكريم ،ذلك اللباس الأسود مع قبعة مربعة الشكل فوق الرأس،هذا اللباس ماهو إلا لباس الكهنوت لدى القساوسة والعياذ بالله تعالى ،ولتتضح الصورة أكثر شاهدوا هذه الصورة على هذا الرابط :



و الآن قارنوها بهذه الصورة :



-يعتقد الكثير من الناس أن كلمة mosqueتعني مسجد وهي لا تعني مسجد بل هي كلمة إسبانية أصلهاmosqueto وتعني" مستنقع البعوض" وأول ما ظهر هذا التعبير عن المساجد كان في زمن محاكم التفتيش الإسبانية في الأندلس والتي كانت مهمتها تصفية الموحدين وتعذيبهم بأقبح أنواع التعذيب حتى صارت محاكم التفتيش يضرب بها المثل في الوحشية والبشاعة و اللا إنسانية، والصواب أن كلمة مسجد تترجم هكذا:masjed .


يعتقد الكثير من الناس أيضاً أن كلمة God
تعني الله، لكن معناها هو "إله" والإله المعبود ليس بالضرورة أن يكون الله حاشا لله والصواب أن تترجم هكذا :
الله = Allah

6-يعمد الكثير من الناس إلى سب ولعن وشتم إسرائيل والحقيقة أن إسرائيل هو نبي الله يعقوب عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم بإحسان أفضل الصلاة والسلام ولا يجوز أصلا تسمية دولة الكيان الصهيوني القذر بإسرائيل .

7_يقول الشاعر أحمد شوقي رحمه الله :
قم للمعلم ووفه التبجيلا....كاد المعلم أن يكون رسولا
قيام الطلبة والتلاميذ للمعلم أمر منهي عنه شرعا بدليل:قال أنس بن مالك رضي الله عنه:" ما كان شخص في الدنيا أحب إليهم رؤيةً من رسول الله )يقصد الصحابة رضوان الله عليهم)وكانوا لا يقومون له(يعني لا يقومون للنبي صلى الله عليه و سلم ) لما يعلمون من كراهيته لذلك" أخرجه البخاري في الأدب المفرد والترمذي والضياء المقدسي وأحمد . وسنده صحيح
الزيادة بين القوسين مني للتوضيح

8-يطلق الكثير من الموحدين على من يقتل في شتى بقاع الأرض الشهداء، والحق أننا إذا قلنا لفلان شهيد فقد أوجبنا له الجنة وعقيدة أهل السنة والجماعة ألا نتألى على الله و لا نشهد لأحد بجنة ولا بنار إلا لمن شهد له الله ورسوله مهما كانت صفته فأمره إلى الله ولكن نعامله دنيويا بما ظهر منه فلا يغسل ولا يكفن ويدفن في ثيابه حتى تشهد له جراحه يوم القيامة، والصواب: أننا نسأل الله أن يدخلهم الجنان ويرفعهم أعلى الدرجات وأن ينصر الإسلام ويعز الموحدين إنه ولي ذلك والقادر عليه

9- انتشرت على ألسنة الناس عبارة "السرطان مرض خبيث" وهذا خطأ للحديث الذي رواه مسلم عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه و سلم دخل على أم السائب أو أم المسيِّب فقال: (ما لك يا أم السائب أو يا أم المسيب تزفزفين ) قالت: الحمى لا بارك اللَّه فيها. فقال: (لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
(تزفزفين): أي تتحركين حركة سريعة، ومعناه: ترتعد

10- شاعت بين الكثير من الناس عبارة "عبدنا الله لا خوفا من ناره ولا طمعا في جنته ولكن شوقا إليه" وهذه مغالطة كبيرة .
أولا :أين نذهب بعشرات الآيات بل المئات التي تبشر العباد الصالحين بالجنان وتأمرهم ان بالتعوذ من النيران؟؟!!
بل لم يثبت ذلك عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو سيد الزاهدين وإمام المتقين بلا منازع ولا في نص واحد ،وبل امر بالعكس ففي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ: "مَا تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ؟" قَالَ: أَتَشَهَّدُ ثُمَّ أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ النَّارِ أَمَا وَاللَّهِ مَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ، فَقَالَ: "حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ" أخرجه أبو داود - عن بعض الصحابة (1/210، رقم 792) . وأخرجه أيضا: ابن ماجه (1/295 ، رقم 910) ، وابن حبان (3/149 ، رقم 868) ، وصححه الألباني (تخريج الكلم الطيب ، رقم 103)
بل ولم يصح عن احد الصحابة رضوان الله عليهم وهم احرص الناس على الخير ولكن سبحان الله كيف يلبس الشيطان على بني آدم ،و الصواب أن نقول :" عبدنا الله خوفاً من ناره، و طمعاً في جنته ، و شوقاً إليه

قال شيخنا أبن باز رحمه الله :{ من نذر نفسه لخدمة دينه فسيعيش متعباً ولكن سيحيى كبيراً ويموت كبيراً ويبعث كبيراً ، والحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله } .
و قال علي رضي الله عنه و أرضاه :
الناسُ مِن جِهَةِ التِمثالِ اَكفاءُ *** أَبوهُمُ آدَمُ وَالأُمُ حَوّاءُ
نَفسٌ كَنَفسٍ وَأَرواحٌ مُشاكَلَةٌ *** وَأَعظُمٍ خُلِقَت فيها وَأَعضاءُ
وَإِنَّما أُمَّهاتُ الناسِ أَوعِيَةٌ *** مُستَودِعاتٌ وَلِلأَحسابِ آباءُ
فَإِن يَكُن لَهُمُ مِن أَصلِهِم شَرَفٌ *** يُفاخِرونَ بِهِ فَالطينُ وَالماءُ
ما الفَضلُ إِلا لِأَهلِ العِلمِ إِنَّهُمُ *** عَلى الهُدى لِمَنِ اِستَهدى أَدِلّاءُ
وَقَدرُ كُلِّ اِمرِئٍ ما كاَن يُحسِنُهُ *** وَلِلرِجالِ عَلى الأَفعالِ اسماءُ
وَضِدُّ كُلِّ اِمرِئٍ ما كانَ يَجهَلُهُ *** وَالجاهِلونَ لِأَهلِ العِلمِ أَعداءُ
وَإِن أَتَيتَ بِجودٍ مِن ذَوي نَسَبٍ *** فَإِنَّ نِسبَتَنا جودٌ وَعَلياءُ
فَفُز بِعِلمٍ وَلا تَطلُب بِهِ بَدَلاً *** فَالناسُ مَوتى وَأهُلُ العِلمِ أَحياءُ
وقال:
لَعَمرُكَ ما الإِنسانُ إِلّا بِدينِهِ *** فَلا تَترُكِ التَقوى اِتِّكالاً عَلى النَسَب
فَقَد رَفَعَ الاِسلامُ سلمانَ فارِسٍ *** وَقَد وَضَع الشركُ الشَريفَ أَبا لَهَب
و قال علي رضي الله عنه و أرضاه لكميل رحمه الله :{ إن هذه القلوب أوعيةً, فخيرُها أوعاها, فاحفَظْ عنّي ما أقول :الناس ثلاثة: فعالِمٌ ربّاني, و متعلّم على سبيل نجاة, وهمجٌ رَعاع أتباعُ كل ناعق, يميلون مع كلّ ريح ,لم يستضيئوا بنور العلم, ولم يلجأوا إلى ركن و ق فيَنجوا !... العلم خيرٌ من المال, العلم يحرسك و أنت تحرس المال, المال تنقصه النفقة, و العلم يزكو على الإنفاق, وصنيع المال يزول بزواله ومعرفة العلم دِين يُدان به. به يكسب الإنسانُ الطاعةَ في حياته, وجميلً الأحدوثة بعد وفاته. والعلم حاكم, والمال محكوم عليه، هَلَك خزّان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقيَ الدهر!.. أعيانُهم مفقودة, و أمثالهم في القلوب موجودة}
و ما كان من صواب و سداد و توفيق فبفضل من الله وحده لا شريك له، و ما كان من خطأ أو تقصير أو نسيان فمني و من الشيطان ، و الله و رسوله صلى الله عليه و سلم منه براء
سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد ألا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك



التوقيع

من عجائب الشمعة أنها تحترق لتضيء للآخرين ... ومن عجائب الإبرة أنها تكسو الناس وهي عارية ... ومن عجائب القلم أنه يشرب ظلمة ويلفظ نوراً
لئن تغدو فتشعل شمعة واحدة ، خير لك من أن تلعن الظلام مليون مرة
الإيجابي : يفكر في غيره
السلبي : يفكر في نفسه
الإيجابي : يصنع الظروف
السلبي : تصنعه الظروف
لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كان منحنياً
قال ابن القيم رحمه الله :{ كما أنه ليس للمصلي من صلاته إلا ما عقل منها ، كذلك فإنه ليس للإنسان من حياته إلا ما كان لله }
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-22-2012, 11:25 AM
أبو عائشة السوري أبو عائشة السوري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

معاني أسماء الله الحسنى

http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=10440
التوقيع

من عجائب الشمعة أنها تحترق لتضيء للآخرين ... ومن عجائب الإبرة أنها تكسو الناس وهي عارية ... ومن عجائب القلم أنه يشرب ظلمة ويلفظ نوراً
لئن تغدو فتشعل شمعة واحدة ، خير لك من أن تلعن الظلام مليون مرة
الإيجابي : يفكر في غيره
السلبي : يفكر في نفسه
الإيجابي : يصنع الظروف
السلبي : تصنعه الظروف
لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كان منحنياً
قال ابن القيم رحمه الله :{ كما أنه ليس للمصلي من صلاته إلا ما عقل منها ، كذلك فإنه ليس للإنسان من حياته إلا ما كان لله }
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 07:47 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.