أحوال الناس في معرفة الرب جل وعلا..

[أبو أنس الأنصاري]

 

يَقولُ ابْـنُ الْقَيِّـمُ رَحِمَـهُ اللهُ تَعَالَـى:

( مِـنَ الْنّـاسِ مَـنْ يَعْـرِفُ اللهَ بِالجُـودِ وَالإِفْضـالِ وَالإِحْسـانِ،

وَمِنْهُـمْ مَـنْ يَعرفُـهُ بِالعَفْـوِ وَالحِلْـمِ وَالتَّجـاوُزِ،

وَمِنْهُـمْ مَـنْ يَعْـرِفُـهُ بِالْبَطْـشِ وَالانْتِقَـامِ،

وَمِنْهُـمْ مَـنْ يَعْرِفُـهُ بِالْعِلْـمِ وَالْحِكْمَـةِ،

وَمِنْهُـمْ مَـنْ يَعْرِفُـهُ بِالْعِـزَّةِ وَالْكِبْرِيَـاءِ،

وَمِنْهُـمْ مَـنْ يَعْرِفُـهُ بِالْرَّحْمَـةِ وَالْبِـرِّ وَالْلُّطْـفِ،

وَمِنْهُـمْ مَـنْ يَعْرِفُـهُ بِالْقَهْـرِ وَالمُلِـكِ،

وَمِنْهُـمْ مَـنْ يَعْـرِفُـهُ بِإِجَابَـةِ دَعْوَتِـهِ وَإِغَاثَـةِ لَهْفَتِـهِ وَقَضَـاءِ حَاجَتِـهِ،

وَأَعَـمُّ هَـؤلاءِ مَعْرِفَـةً مَـنْ عَـرَفَـهُ مِـنْ كَلامِـهِ؛

فَإِنَّـهُ يَعْـرِفُ رَبّـاً قَـدِ اجْتَمَعَـتْ لَـهُ صِفَـاتُ الْكَمَـالِ وَنُعـوتُ الجَـلالِ.

مُنَــــزَّهٌ عَــنِ الْمِثَــالِ.

بَـريءٌ مِـنَ الْنَّـقَائِـصِ وَالْعُيـوبِ.

لَـهُ كُـلُّ اسْـمٍ حَسَـنٍ، وُكُــلُّ وَصْـفِ كَمَــالٍ.

فَعَّـالٌ لِمَــا يُـرِيــدُ.

فَـوْقَ كُــلِّ شَـيءٍ، وَمَـعَ كُــلِّ شَـيءٍ، وَقَـادِرٌ
عَلَـى كُـلِّ شَـيءٍ، وَمُقِيـمٌ لِكُـلِّ شَـيءٍ آَمـرنَــاهُ.

مُتَكَلِّـمٌ بِكَلِمَـاتِـهِ الْدّينِيَّـةِ وَالْكَوْنِيَّــةِ.

أَكْبَــرُ مِـنْ كُـلِّ شَـيءٍ، وَأَجْمَــلُ مِـنْ كُـلِّ شَـيءٍ.

أَرْحَــمُ الْـرَّاحِمِيـــنَ، وَأَقْـدَرُ الْقَـادِريــنَ، وَأَحْكَـمُ الْحَاكِمِيــنَ؛

فَالْقُرْآنُ أُنـزِلَ لِتَعْـرِيفِ عِبَـادِهِ بِـهِ وَبِصِـرَاطِـهِ الْمُـوَصِّــلِ إِلَيْــهِ، وَبِحَـالِ الْسَّــالِكِيــنَ بَعْــدَ الْوُصُــولِ إِلَيْـــهِ )

الفوائد: 316-317

[هجرة إلى الله السلفية]

بارك الله فيك
واحسن اليك
ونفع بك
وازيد
وهناك من عرف الله بالتفكر في اياته الكونية بل امرنا الله بهذا
قال تعالي : (ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الالباب)ال عمران 190
كما امرنا بالتدبر في اياته الشرعية المتلوة في كتابه العزيز وعلي لسان نبيه الامين
ففيهما ماينطق بعظمة الخالق جل وعلا ووحدانيته فان كتاب الله يأخذك في جولات ترتاد افاق السماء وتجول في جنبات الارض ويكشف لك الاسرار ويهديك للحكمة من الخلق ثم يقرع الفؤاد بقوله :(ءإله مع الله تعالي الله ما يشركون)

فهي مثل كتاب مفتوح يقرأ بكل اللغات ويدرك بكل وسيلة ، يطالعه ساكن الخيمة وساكن القصر ،كلٌ يطالعه فيجد فيه زادا من الحق
فالتفكر في ايات الله تنبه الغافل وتدمغ المجادل المكابر وتتحرك لها المشاعر وتستجيب لها الفطر السليمة المستقيمة لانها حق والحق يسطع ويقطع

والحمد لله وكفي
وسلام علي من اصطفي