عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الهداية .
قبل أن أبدأ في الموضوع أذْكر موقفين حدثا معِي : الموقف الأول حدث مع زميلتين حين حدث سوء تفاهم بينهما فقالت إحداهما للأخرى : ربنا يهديك فثارت الأخرى و غضبت و ردت عليها : ربنا يهديني ليه ؟ أنا الحمد الله ربنا هديني انت شفتيني اسرق ولا اعمل حاجة وحشه ؟إنت يالي ربنا يهديك. و و و و !!!!!!!!! ما رأيكم ؟؟؟ الموقف الثاني: حدث أيضا مع زميلة حين أساءت لها زميلة أخرى و أهانتها و احتقرتها لأن مستواها التعليمي مش ولد في رأيها و لأُهَوِنَ على هذه الأخت الأمور قلت لها : إنسي الأمر و ربنا يهديها فأجابتني بلغة عامية بسيطة جداً ربِّنا لا يهدي الناس الوحشين ربنا يهدي فقط الناس الطيبين !!!!!!!!!!كلامها جعلني أفكر هل هذا صحيح ؟؟؟؟ أترك لكم التعليق . متابعة طيبة مع الموضوع و أسأل الله لي و لكم الهداية . الهداية: قد دلَّ الله الخلق برسوله صلى الله عليه وسلم و بكتابه على ما فيه كمالهم و سعادتهم و مرضاة خالقهم ، و هذه هي هداية الدلالة و هي فضل الله العام على الناس أجمعين. و بها و بما يجد كل عاقل في نفسه من التمكن و الإختيار .قامت حجة الله على العباد، ثم يسر من شاء – و هو الحكيم العدل – الى العمل بما دلَّ عليه من أسباب السعادة و الكمال . و هذه هي دلالة التوفيق و هي من فضل الله الخاص لمن قبلوا دلالته و أفبلوا على ما أتاهم من عنده فآمنوا برسوله و النور الذي أنزل معه. قال تعالى : { و الذِّينَ اهتدوا زادهم هدىً و أتاهم تقْواهُم} و اماَّ الذين أعرضوا عن ذكره و زاغوا عماَّ دلَّهم عليه فأولئك يخذلهم و يحرمهم من ذلك التيسير قال تعالى { فلماَّ زاغوا أزاغَ الله قلُوبهم و الله لا يهْدي القومَ الفاسِقين}. فالمقبلون لما اتاهم الله من عنده هدوا دلالة و توفيق و الذين اعرضوا قامت عليهم الحجة بالدلالة و حُرموا من التوفيق جزاء إعراضهم . بماذا تكون الهداية ؟؟ كما انعم الله على عباده بالهداية إلى ما فيه كمالهم و سعادتهم ، كذلك أنعم عليهم فبين لهم ما تكون به الهداية حتى يكونوا على بينة فيما به يهتدون إذ من طلب الهدى في غير ما جعله الله سبب الهدى كان على ضلال مبين.فلذا بيَّن الله تعالى ان هدايته لخلقه إنما تكون برسوله و كتابه فيتمسك بها من يريد الهدى و ليحكم على من لم يهتد بها بالزيغ و الضلال . لمن تكون الهداية؟؟ أماَّ هداية الدلالة و الإرشاد و حدها فهي عامة ، و أماَّ هداية الدلالة و الإرشاد مع التوفيق و التسديد فهي للذين اتبعوا ما جاءهم من عند الله من رسوله و كتابه و كانوا بإتباعهم لهما متبعين لرضوانه المقتضى لقبوله ومثوبته وكرامته لهم ، ولم يتبعوا أهواءهم ومالوفاتهم وما ألفوا عليه آبائهم ، ولا أهواء الناس ورضاهم ، فكان إتباعهم لرضوان الله تعالى سببا في دوام إرشادهم وتوفيقهم ، وبقدر ما يكون ازدياد إتباعهم يكون ازدياد توفيقهم ، إذ قوة السبب تقتضى قوة المسبب ، والخير يهدى إلى الخير والهدى يزداد بالاهتداء ، وهذا الربط الشرعي بين التوفيق والإتباع يقتضى الربط ما بين ضديهما : الإعراض والخذلان ، وانه بقدر ما يكون الإعراض عن الهدى يكون الخذلان واحرمان والشر يدعوا بعضه إلى بعض والسيئة تجر إلى السيئة . إلى ماذا تكون الهداية ؟؟ فشؤون الشخص في نفسه وشؤونه فيما بينه وبين أهله وفيما بينه وبين بنيه وفيما بينه وبين أقاربه وفيما بينه وبين جيرانه وفيما بينه وبين من تربطه به علاقة من علاقات الحياة ومصالحها ، وشؤون الجماعات وشؤون الأمم فيما بينها ، كل هذه الشؤون سبل وطرق في الحياة تسلك ويسار عليها للبلوغ إلى الغايات المقصودة منها مما بيه صلاح الفرد والمجموع ، وكلها إن سلكت بعلم وحكمة وعدل وإحسان كانت سبل سلامة ونجاة ، وإلا كانت سبل هلاك ،فيحتاج العبد فيها إلى إرشاد وتوفيق من الله تعالى . وقد منا الله بفضله على العباد بهذا النبي الكريم والكتاب العظيم ، فمن آ من يهما واتبعهما ففيهما ما يهديه إلى كل ما يحتاج إليه في كل سبيت من تلك السبل في الحياة وبإتباعهما – وإتباعهما إتباع لرضوان الله تعالى – يوفقه الله ويسدده في سلوك تنك السبل إلى ما يفضى بيه إلى السلامة والنجاة ، كما قال تعالى:ِِ( يَهْدي بِهِ الله مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَه سُبُلَ السَّلاَمْ ) . الإخراج من حالات الحيرة إلى حالة الاطمئنان : تمر على العبد أحوال يكون فيها متحيرًا مرتبكًا كمن يكون في ظلام ، منها حالة الكفر والإنكار وليس لمنكر الحق المتمسك بالهوى و المقلد للآباء من دليل يطمئن به و لا يقين بالمصير الذي ينتهي إليه . و منها حالة الشك و منها حالة اعتراض الشبهات و منها حالة ثوران الشهوات ، و كما أن الله يرشد ويوفق من اتبعوا رضوانه طرق السلامة و النجاة بالرسول صلى الله عليه وسلم و القران، كذلك يخرجهم بهما بإتباعهما و الاهتداء بهما من ظلمات الكفر و الشك و الشبهات و الشهوات و ما فيهما من حيرة و عماية إلى الحالة التي تطمئن فيها القلوب كما تطمئن في النور عندما يسطع فيبدد سدول الظلام ، فبإتباعهما فقط تطمئن القلوب و بالإيمان و اليقين ، فتضمحل أمامها الشبهات و ينكسر سلطان الشهوات فتلك الأحوال العديدة الظلمانية التي يكون فيها من أعرض عنهما أو خالفهما يخرج منها إلى الحالة النورانية الوحيدة وهي حالة من آمن بهما و اتبعهما كما قال تعال :( و يُخْرجُهُمْ مِنَ الظُلُمَاتِ إلى النُور). على العبد أن يقبل ما فيه كماله و سعادته و مرضاة خالقه مما هداه الله إليه برسوله و كتابه و جعل قبوله له سببا في توفيقه ، و عليه أن يعتقد أنه لا ينال شيئا من التوفيق و حظا من النور إلا بإذن الله ،أي إرادته و تيسيره ، فلا يعتمد على نفسه و لا على أعماله، و إنما يكون اعتماده على الله ، فيحمله ذلك على الاجتهاد في العمل و عدم العجب به و دوام التوجه إلى الله و صدق الرجاء فيه. و الخوف من عقابه و دوام المراقبة له ،و لأجل لزوم هذا الاعتماد على الله الميسر للأسباب الذي لا يكون في ملكه إلا ما أراد – قَرَنَ تعالى قوله: )يهدي ) و( يُخْرجُهُمْ ) بقوله : (بإذنه) الإسلام هو السبيل الجامع العام : ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم و القرآن العظيم هو دين الله الإسلام ، فكل ما دلَ الله عليه الخلق بهما و ما وفق إليه من العلم و العمل بإتباعهما فهو من الإسلام ، و لهذا لما ذكر تعالى إرشاده و توفيقه للذين اتبعوا رضوانه و إخراجهم من الظلمات إلى النور ذكر إرشاده و توفيقه لهم إلى الطريق المستوي الموصل إلى الكمال و السعادة و مرضاة الله الجامع لذلك كله بقوله تعالى :(وَيَهْديهمْ إلى صرَاط مُسْتَقيم) . الرجوع إلى كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم لازمٌ دائم إن الحاجة إلى إرشاد الله و توفيقه دائمة متجددة ، فكل عمل من أعمال الإنسان ،و كل حال من أحواله هو محتاج فيه إلى هداية الله و دلالته ليعرف ما يرضاه الله منه مما لا يرضاه ، و هو محتاج فيه إلى توفيق الله و تيسيره ليقوم بما يرضاه منه و رعه له و دله عليه ، و لا يزال العبد تغشاه ظلمات الشبهات و الشهوات فيحتاج إلى دلالة الله و توفيقه ليخرج منها إلى نور الإيمان و الاستقامة ، فالعبد محتاج دائما إلى الرجوع كتاب الله و ما ثبت من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ليهتدي إلى ما يرضي الله مما شرعه له من أحواله و أفعاله، و إلى ما يدفع عنه شبهاته و ينقذه من شهواته و محتاج إلى التوسل بذلك الرجوع إليهما و ذلك الإتباع لهما إلى الله ليفتح له أبواب المعرفة و يمد له أسباب التوفيق و هذا هو القصد من صيغة المضارع المفيدة للتجدد في قوله تعالى :( يَهْدي) و( يُخْرجهُمْ) و (يَهْديهمْ إلى صرَاط مُسْتَقيمْ). جعلنا الله و إياكم من المتبعين لرضوانه ، الراجعين لكتابه و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، الفائزين منهما بالهداية ، لخير غاية،بإذنه و فضله، بيده الخير هو على كل شيء قدير. من كتاب مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير
للإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله .
|
#2
|
|||
|
|||
وعليكم السلام ورحمة الله
امين امين امين جزاكِ الله خيرا كثييييييرا ونفع بكِ ولعلي اعود فاشارك في هذا الموضوع وادلو بدلوي فيه ان قدر الله لنا ذلك موضوع نافع وقيم بارك الله فيكِ واقول تعليقا علي الموقفين هدانا الله واياهم |
#3
|
|||
|
|||
شكراً جزيلاً على إهتمامكِ معلِّمتي الغالية أسعدني انْ يكون أولَ الرُّدود مِنْكِ جزاكِ الله خيراً على كرمكِ و طِيبَتكِ معنا
حفظكِ الله و رعاكِ دائماً أمي الحبيبة . أحبكِ كثيراً.
|
#4
|
|||
|
|||
جزاك الله خير الجزاء أختي الكريمة على طرحك المتميز
وما تضمنه من تفصيل وحسن بيان في الموضوع ما شاء الله 0 بارك الله فيك ونفع بك ان شاء الله |
#5
|
|||
|
|||
اقتباس:
جزاكم الله خيراً.
|
#6
|
|||
|
|||
جزاكِ الله خيراً أختي الفاضلة
ونفع الله بكِ
|
#7
|
|||
|
|||
|
#8
|
|||
|
|||
بارك الله فيكِ أختنا الغالية
وجزاكِ خيرا ونفع بكِ دعى رسول الله بالهداية للكفار كما قال صلى الله عليه وسلم ( اللهم أهدي دوساً واتى بهم000) ولم يسبهم أو يلعنهم صلى الله عليه وسلم اللهم أهدنا جميعا للصراط المستقيم وردنا إليك رداََ جميلاَ فائدة السؤال: أيضاً يقول هل يجوز الدعاء للشخص الفاسق والذي لا يؤدي واجبات الدين الإسلامي؟ الجواب
للشيخ ابن عثيمين رحمه الله الشيخ: الدعاء للشخص الفاسق بالهداية بأن يهديه الله عز وجل ويصلح أمره هذا أمرٌ مشروعٌ مطلوب وأما الدعاء له دعاءً قد يكون معيناً له على فسقه وتماديه في الباطل فهذا لا يجوز وأما الدعاء له بعد موته بالمغفرة والرحمة فهذا جائزٌ بل مشروعٌ لعل الله تعالى أن يستجيب الدعاء وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم (ما من مسلمٍ يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه).
التعديل الأخير تم بواسطة أم كريم ; 11-17-2009 الساعة 05:31 PM |
#9
|
|||
|
|||
جزاكِ الله خيراً على الإضافة أختي.
بارك الله فيكِ و نفع بكِ و زادك من فضله . شكراً .
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
., الهداية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|