انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات العامة ::. > التاريخ والسير والتراجم

التاريخ والسير والتراجم السيرة النبوية ، والتاريخ والحضارات ، وسير الأعلام وتراجمهم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-15-2011, 01:07 AM
حجابى هو عفافى حجابى هو عفافى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي الدرس السادس من حملة تلخيص السيرة النبوية من كتاب الرحيق المختوم.منقول..

 

الدرس السادس

المولد وأربعون عامًا قبل النبوة


فى هذا الدرس سنأخذ إن شاء الله

المولد



·روى ابــن سعــد أم رســول الله صلى الله عليه وسلم قالـت ‏:‏ لما ولـدتـه خـرج مــن فرجـى نــور نور أضات له الشام ‏.‏ وروى أحمد والدارمى وغيرهمـا قريبا من ذلك
·وقد روى أن إرهاصات بالبعثة وقعت عند الميلاد
oفسقطت أربع عشره شرفه من ايوان الكسرى.
oوخمدت النار التي بعبدها المجوس .
oوانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت"نزلت وانهارت" روى ذلك الطبرى والبيهقى وغيرهما

و هذه الارهاصات قبل البعثه ليس لها اسانيد صحيحه وبالتالى لا نكذبها او نصدقها.

·ولما ولدته أمه أرسلت إلى جده عبد المطلب تبشره بحفيده فجاء مستبشرا ودخل به الكعبه ودعا الله وشكر له واختار له اسم"محمد"وهذا الاسم لم يكن معروفًا في العرب وختنه يوم سابعه كما كان العرب يفعلون.


رضاعة الرسول صلي الله عليه وسلم
·وكانت أول من أرضعته وذلك بعد أمه بأسبوعثويبةمولاةأبي لهببلبن ابن لها يقال له‏:‏مَسْرُوح، وكانت قد أرضعت قبلهحمزة بن عبد المطلب، وأرضعت بعدهأبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي‏.‏

فى بنى سعد
·كانت العادة عند الحاضرين من العرب "اهل المدن " أن يلتمسوا المراضع لأولادهم وذلك
§ابتعادا لهم عن أمراض الحواضر.
§و لتقوى أجسامهم .
§ويتقنوا اللسان العربي في مهدهم .
·فألتمس عبد المطلب لرسول الله صلى الله عليه وسلم المراضع واسترضع له امراة منبني سعدبن بكروهيحليمة السعدية بنت ابي ذؤيبوزوجها الحارث ابن عبد العزى المكنى بأبي كبشة من نفس القبيلة‏.‏

اخوة الرسول صلي الله عليه وسلم من الرضاع


·وحذافة أو جذامة بنت الحارث هى الملقبه( بالشيماء)وهي التي كانت تحضن المصطفى صلى الله عليه وسلم
·وكان عمه حمزة بن عبد المطلب مسترضعا في بني سعد فأرضعت أمه رسول الله يوما وهو عند امه حليمة فكان حمزة رضيع رسول الله من وجهتين :من جهة ثويبة ومن جهة السعدية
·ومن اخوته ايضا أبو سفيان ابن الحارث بن عبد المطلب ابن عم رسول الله.

بركة الرسول علي حليمة السعدية:


·ورأت حليمة من بركته العجب العجابقال ابن إسحاق ‏:‏ كانت حليمة تحدث ‏:‏ أنها خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها صغير ترضعه في نسوة من بني سعد بن بكر، تلتمس الرضعاء‏.‏ قالت ‏:‏ وذلك في سنة شهباء"قحطاء" لم تبق لنا شيئًا.
قالت ‏:‏ فخرجت على أتان"انثى الحمار"لى قمراء، ومعنا شارف"ناقه"لنا، والله ما تَبِضّ ُبقطرة لبن، وما ننام ليلنا أجمع من صبينا الذي معنا، من بكائه من الجوع، ما في ثديى ما يغنيه، وما في شارفنا ما يغذيه، ولكن كنا نرجو الغيث والفرج.
فخرجت على أتانى تلك، فلقد أذَمَّتْ بالركب حتى شق ذلك عليهم، ضعفًا وعجفًا"اتعبت المسافرين من ضعفها"، حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء، فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه، إذا قيل لها‏:‏إنه يتيم، وذلك أنا كنا نرجو المعروف من أبي الصبي
فكنا نقول‏:‏يتيم‏!‏ وما عسى أن تصنع أمه وجده
فكنا نكرهه لذلك، فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعًا غيرى، فلما أجمعنا الانطلاق
قلت لصاحبى"زوجها"‏:‏والله ، إنى لأكره أن أرجع من بين صواحبى ولم آخذ رضيعًا، والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه‏
‏ قال ‏:‏لا عليك أن تفعلى، عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة‏.‏
قالت‏:‏ فذهبت إليه وأخذته،وما حملنى على أخذه إلا أنى لم أجد غيره، قالت‏:‏ فلما أخذته رجعت به إلى رحلى، فلما وضعته في حجرى أقبل عليه ثدياى بما شاء من لبن، فشرب حتى روى، وشرب معه أخوه حتى روى، ثم ناما، وما كنا ننام معه قبل ذلك، وقام زوجي إلى شارفنا تلك، فإذا هي حافل"ممتلئه لبنا"، فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا ريا وشبعا، فبتنا بخير ليلة
قالت‏:‏يقول صاحبى حين أصبحنا‏:‏ تعلمي والله يا حليمة، لقد أخذت نسمة مباركةقالت‏:‏فقلت‏:‏ والله إنى لأرجو ذلك‏.‏
قالت‏:‏ ثم خرجنا وركبت أنا أتانى، وحملته عليها معى، فوالله لقطعت بالركب ما لا يقدر عليه شىء من حمرهم
حتى إن صواحبى ليقلن لى‏:‏يا ابنة أبي ذؤيب، ويحك‏!‏ أرْبِعى علينا، أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها‏؟‏
فأقول لهن‏:‏بلى والله ، إنها لهي هي
فيقلن‏:‏والله إن لها شأنًا
قالت‏:‏ ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد، وما أعلم أرضًا من أرض الله أجدب منها، فكانت غنمى تروح علىَّ حين قدمنا به معنا شباعًا لُبَّنـًا، فنحلب ونشرب، وما يحلب إنسان قطرة لبن، ولا يجدها في ضرع، حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم‏:‏ويلكم، اسرحوا حيث يسرح راعى بنت أبي ذؤيب
فتروح أغنامهم جياعًا ما تبض بقطرة لبن، وتروح غنمى شباعًا لبنًا‏.‏ فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته، وكان يشب شبابًا لا يشبه الغلمان، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلامًا جفرًا‏.‏ قالت‏:‏ فقدمنا به على أمه ونحن أحرص على مكثه فينا، لما كنا نرى من بركته، فكلمنا أمه
وقلت لها‏:‏لو تركت ابني عندي حتى يغلظ، فإني أخشى عليه وباء مكة
قالت‏:‏ فلم نزل بها حتى ردته معنا‏.

شق الصدر
·وهكذا رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلىبني سعدحتى اذا كان بعده بأشهر"على قول إبن إسحاق"أو فى السنة الرابعة من مولده"على قول المحققين "من وقعت حادثة شق صدره.
·روى مسلم عن أنس‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام أتاه وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق صدره واستخرج منه قلبه صلى الله عليه وسلم فاستخرج منه علقة"قطعه دم"
وقال:هذا حظ الشيطان منك
ثم غسله في طَسْت من ذهب بماء زمزوم ، ثم لأَمَه" جمعه وضم بعضه إلى بعض"ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه ـ يعنى ظئره"قيل المرضعه وربما يطلق على زوجها ايضا "
فقالوا‏:‏إن محمدًا قد قتل
فاستقبلوه وهو مُنْتَقِعُ اللون ـ أي متغير اللون ـ قال أنس‏:‏ وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره‏.‏

إلى أمه الحنون
·وخشيت عليه حليمة بعد هذه الوقعة حتى ردته إلى أمه، فكان عند أمه إلى أن بلغ ست سنين‏.‏
·و قررت امه امنه الذهاب الى يثرب لزيارة قبر زوجها .فخرجت من مكة صحبة ابنها وخادمتها أم أيمن وقيمها عبد المطلب.
·فمكثت شهرًا ثم قفلت، وبينما هي راجعة إذ لحقها المرض في أوائل الطريق، ثم اشتد حتى ماتتبالأبْوَاءبين مكة والمدينة‏.‏

إلى جده العطوف
·عاد به جده الى مكة وكانت مشاعر الحنو في فؤاده ترنو نحو حفيده اليتيم فرق عليه وكان لا يدعه لوحدته المفروضه بل يؤثره على أولاده .
·قال ابن هشام‏:‏ كان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة، فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالًا له، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتى وهو غلام جفر حتى يجلس عليه، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه
فيقول عبد المطلب إذا رأي ذلك منهم‏:‏دعوا ابني هذا، فوالله إن له لشأنًا
ثم يجلس معه على فراشه، ويمسح ظهره بيده، ويسره ما يراه يصنع‏.‏
·ولثماني سنوات وشهرين و10 أيام من عمره صلى الله عليه وسلم توفي جده عبد المطلب بمكة ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده الى عمه أبي طالب شقيق أبيه .

إلى عمه الشفيق
·ونهض أبو طالب بحق ابن أخيه على أكمل وجه، وضمه إلى ولده وقدمه عليهم واختصه بفضل احترام وتقدير، وظل فوق أربعين سنة يعز جانبه، ويبسط عليه حمايته، ويصادق ويخاصم من أجله، وستأتي نبذ من ذلك في مواضعها‏.‏

يستسقى الغمام بوجهه
·أخرج ابن عساكر عن جَلْهُمَة بن عُرْفُطَة قال‏:‏ قدمت مكة وهم في قحط
فقالت قريش‏:‏ يا أبا طالب، أقحط الوادي، وأجدب العيال، فهَلُمَّ فاستسق
فخرج أبو طالب ومعه غلام، كأنه شمس دُجُنَّة، تجلت عنه سحابة قَتْمَاء، حوله أُغَيْلمة، فأخذه أبو طالب، فألصق ظهره بالكعبة،ولاذ بأضبعه الغلام، وما في السماء قَزَعَة، فأقبل السحاب من هاهنا وهاهنا وأغدق واغْدَوْدَق، وانفجر الوادي، وأخصب النادي والبادي، وإلى هذا أشار أبو طالب حين قال‏:‏

وأبيضَ يُستسقى الغَمَام بوجهه ** ثِمالُ اليتامى عِصْمَةٌ للأرامل

بَحِيرَى الراهب

ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم سنالاثني عشرارتحل به عمه أبو طالب تاجرا الى الشام حتى وصل الى بُصرىوهي معدودة من الشام، وكان في هذا البلد راهب يعرف ب"بحيرى"واسمه فيما يقال جرجيس فلما نزل الركب خرج اليهم وكان لا يخرج اليهم قبل ذلك وجعل يتخللهم حتى جاء
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال:هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين‏.‏
قال ابو طالب و أشياخ قريش :وماعلمك بذلك ؟
قال بحيرى:انكم حين أشرفتم لم بيبق حجر ولا شجر الا وخر ساجدا ولاتسجد الا لنبي واني أعرفه بخاتم النبوة في أسفل غضروف كتفه مثل التفاحه وانا نجده في كتبنا.
ثم أكرمهم بالضيافه وسأل أبا طالب أن يرده ولايقدم به الى الشام خوفا عليه من كيد اليهود خوفًا عليه من الروم واليهود، فبعثه عمه مع بعض غلمانه إلى مكة‏.‏
ملحوظه :هذا الأثر به ضعف والله اعلم .
حرب الفجار
·فىالسنه العشرينمن عمر النبى صلى الله عليه وسلم وقعت حرب الفجار
·وهى حرب وقعت في سوق عُكاظ بين قريش ـ ومعهم كنانة ـ وبين قَيْس عَيْلان
·سببها أن أحد بني كنانة، واسمه البَرَّاض، اغتال ثلاثة رجال من قيس عيلان، ووصل الخبر إلى عكاظ فثار الطرفان
·وكان قائد قريش وكنانة كلها حرب بن أمية؛ لمكانته فيهم سنا وشرفًا.
·وكان الظفر في أول النهار لقيس على كنانة، حتى إذا كان في وسط النهار كادت الدائرة تدور على قيس‏ ثم تداعى بعض قريش إلى الصلح على أن يحصوا قتلى الفريقين، فمن وجد قتلاه أكثر أخذ دية الزائد‏.‏ فاصطلحوا على ذلك، ووضعوا الحرب، وهدموا ما كان بينهم من العداوة والشر.
·وسبب تسميتها بحرب الفجار لانتهاك حرمة الشهر الحرام فيها.
·وقد حضر هذه الحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ينبل على عمومتهأي يجهز لهم النبل للرمي‏.‏

حلف الفضول

·على اثر هذه الحرب وقع "حلف الفضول" في ذي القعدة "فى شهر حرام" تداعت اليه قبائل من قريش :بنو هاشم وبنو المطلب وأسد بن عبد العزى وزهرة ابن كلاب وتيم ابن مرةفاجتمعوا في دارعبد الله بن جدعان التيميلسنه وشرفه فتعاقدوا على

(( أن لايجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم من سائر الناس الا قاموا معه وكانوا مع من ظلمه حتى ترد اليه مظلمته ))


·شهد هذا الحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعدما أكرمه الله بالرسالة"لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ولو أدعى به في الاسلام لأجبت".
·وهذا الحلف روحه تنافي الحمية الجاهلية التي كانت العصبية تثيرها، ويقال في سبب هذا الحلف‏:‏ إن رجلًا من زُبَيْد قدم مكة ببضاعة، واشتراها منه العاص بن وائل السهمى، وحبس عنه حقه، فاستعدى عليه الأحلاف عبد الدار ومخزومًا، وجُمَحًا وسَهْمًا وعَدِيّا فلم يكترثوا له، فعلا جبل أبي قُبَيْس، ونادى بأشعار يصف فيها ظلامته رافعًا صوته، فمشى في ذلك الزبير بن عبد المطلب، وقال‏:‏ ما لهذا مترك‏؟‏ حتى اجتمع الذين مضى ذكرهم في حلف الفضول، فعقدوا الحلف ثم قاموا إلى العاص بن وائل فانتزعوا منه حق الزبيدي‏.‏
حياة الكدح

·لم يكن له صلى الله عليه وسلم عمل معين في أول شبابه، إلا أن الروايات توالت أنه كان يرعى غنمًا، رعاها في بني سعد، وفي مكة لأهلها على قراريط.

·ويبدو أنه انتقل إلى عمل التجارة حين شب،فقد ورد أنه كان يتجر معالسائب بن أبي السائب المخزوميفكان خير شريك له، لا يدارى ولا يمارى، وجاءه يوم الفتح فرحب به، وقال‏:‏مرحبًا بأخي وشريكي‏.‏

·وفي الخامسة والعشرين من سنه خرج تاجرًا إلى الشام في مال خديجة رضي الله عنها.

قال ابن إسحاق‏:‏ كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها، وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم، وكانت قريش قومًا تجارًا، فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه، وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه، فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرًا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره من التجار، مع غلام لها يقال له‏:‏ ميسرة، فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وخرج في مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام
زواجه بخديجة

·ولما رجع إلى مكة، ورأت خديجة في مالها من الأمانة والبركة ما لم تر قبل هذا، وأخبرها غلامها ميسرة بما رأي فيه صلى الله عليه وسلم من شمائل كريمة، وفكر راجح، ومنطق صادق، ونهج أمين، وجدت ضالتها المنشودة ـ وكان السادات و يحرصون على زواجها فتأبي عليهم ذلك.

·فتحدثت بما في نفسها إلى صديقتهانفيسة بنت منبه، وهذه ذهبت إليه صلى الله عليه وسلم تفاتحه أن يتزوج خديجة، فرضى بذلك، وكلم أعمامه، فذهبوا إلى عم خديجة وخطبوها إليه، وعلى إثر ذلك تم الزواج، وحضر العقد بنو هاشم ورؤساء مضر، وذلك بعد رجوعه من الشام بشهرين.

·وأصدقهاعشرين بَكْرة"ناقه"‏.‏ وكانت سنها إذ ذاك أربعين سنة، وكانت يومئذ أفضل نساء قومها نسبًا وثروة وعقلًا، وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت‏.‏

·وكل أولاده صلى الله عليه وسلم منها سوى إبراهيم وهو ابن ماريه القبطيه.‏

·ولدت له‏:‏ أولًا القاسم ـ وبه كان يكنى ـ ثم زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وعبد الله ‏.‏ وكان عبد الله يلقب بالطيب والطاهر.

·ومات بنوه كلهم في صغرهم، أما البنات فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن،وتوفين في حياته صلى الله عليه وسلم سوى فاطمة رضي الله عنها، فقد تأخرت بعده ستة أشهر ثم لحقت به‏.‏




بناء الكعبة وقضية التحكيم

·ولخمس وثلاثين سنة من مولده صلى الله عليه وسلم قامت قريش ببناء الكعبة.

سبب اعاده بناء الكعبه

·وذلك لأن الكعبة كانت رَضْمًا"صخور"فوق القامة، ارتفاعها تسعة أذرع من عهد إسماعيل عليه السلام، ولم يكن لها سقف، فسرق نفر من اللصوص كنزها الذي كان في جوفها.
·وكانت مع ذلك قد تعرضت للعوادى التي أدهت بنيانها، وصدعت جدرانها.

·وقبل بعثته صلى الله عليه وسلم بخمس سنين جرف مكة سيل عرم انحدر إلى البيت الحرام، فأوشكت الكعبة منه على الانهيار.
فاضطرت قريش إلى تجديد بنائها حرصًا على مكانتها واتفقوا على ألا يدخلوا في بنائها إلا طيبًا، فلا يدخلون فيها مهر بغى ولا بيع ربًا ولا مظلمة أحد من الناس


·وكانوا يهابون هدمها، فابتدأ بهاالوليد بن المغيرة المخزومىثم تبعه الناس في الهدم في اليوم الثاني، ولم يزالوا في الهدم حتى وصلوا إلى قواعد إبراهيم، ثم أرادوا الأخذ في البناء فجزأوا الكعبة، وخصصوا لكل قبيلة جزءًا منها‏.‏ فجمعت كل قبيلة حجارة على حدة، وأخذوا يبنونها، وتولى البناء بناء رومي اسمه‏:‏باقوم‏.‏ ولما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يمتاز بشرف وضعه في مكانه، واستمر النزاع أربع ليال أو خمسًا، واشتد حتى كاد يتحول إلى حرب ضروس في أرض الحرم.‏

·إلا أنأبا أمية بن المغيرة المخزومى عرض عليهم أن يحكموا فيما شجر بينهم أول داخل عليهم من باب المسجد فارتضوه، وشاء الله أن يكون ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما رأوه هتفوا‏:‏هذا الأمين، رضيناه، هذا محمد
فلما انتهى إليهم، وأخبروه الخبر طلب رداء فوضع الحجر وسطه وطلب من رؤساء القبائل المتنازعين أن يمسكوا جميعًا بأطراف الرداء، وأمرهم أن يرفعوه، حتى إذا أوصلوه إلى موضعه أخذه بيده فوضعه في مكانه، وهذا حل حصيف رضى به القوم‏.

·وقصرت بقريش النفقة الطيبة فأخرجوا من الجهة الشمالية نحوا من ستة أذرع، وهي التي تسمىبالحجر والحطيم، ورفعوا بابها من الأرض؛ لئلا يدخلها إلا من أرادوا، ولما بلغ البناء خمسة عشر ذراعًا سقفوه على ستة أعمدة‏.‏

السيرة الإجمالية قبل النبوة

·كان النبي صلى الله عليه وسلم قد جمع في نشأته خير ما في طبقات الناس من ميزات، وكان طرازًا رفيعًا من الفكر الصائب، والنظر السديد، ونال حظًا وافرًا من حسن الفطنة وأصالة الفكرة وسداد الوسيلة والهدف، وكان يستعين بصمته الطويل على طول التأمل وإدمان الفكرة واستكناه الحق، وطالع بعقله الخصب وفطرته الصافية صحائف الحياة وشئون الناس وأحوال الجماعات، فعاف ما سواها من خرافة، ونأي عنها، ثم عاشر الناس على بصيرة من أمره وأمرهم، فما وجد حسنًا شارك فيه وإلا عاد إلى عزلته العتيدة.

·فكان لا يشرب الخمر، ولا يحضر للأوثان عيدًا ولا احتفالًا، بل كان من أول نشأته نافرا من هذه المعبودات الباطلة، حتى لم يكن شيء أبغض إليه منها، وحتى كان لا يصبر على سماع الحلف باللات والعزى‏.‏

·ولا شك أن القدر حاطه بالحفظ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏‏(‏ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون غير مرتين، كل ذلك يحول الله بيني وبينه، ثم ما هممت به حتى أكرمنى برسالته، قلت ليلة للغلام الذي يرعى معي الغنم بأعلى مكة‏:‏ لو أبصرت لي غنمي حتى أدخل مكة وأسمر بها كما يسمر الشباب، فقال‏:‏ أفعل، فخرجت حتى إذا كنت عند أول دار بمكة سمعت عزفًا، فقلت‏:‏ ما هذا‏؟‏ فقالوا‏:‏ عرس فلان بفلانة، فجلست أسمع، فضرب الله على أذنـى فنمت، فما أيقظني إلا حر الشمس‏.‏ فعدت إلى صاحبي فسألني، فأخبرته، ثم قلت ليلة أخرى مثل ذلك، ودخلت بمكة فأصابني مثل أول ليلة‏.‏‏.‏‏.‏ ثم ما هممت بسوء‏)‏‏.‏

ملحوظه: هذا الحديث صححه الحاكم والذهبى و ضعفه ابن كثير.





·وروى البخاري عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان الحجارة
فقال عباس للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏اجعل إزارك على رقبتك يقيقك من الحجارة
فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم أفاق، فقال‏:‏‏(‏إزاري، إزاري‏)‏ فشد عليه إزاره‏.‏ وفي رواية‏:‏ فما رؤيت له عورة بعد ذلك‏.‏

·وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمتاز في قومه وأخلاق فاضلة، وشمائل كريمة، فكان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقًا، وأعزهم جوارًا، وأعظمهم حلمًا، وأصدقهم حديثًا، وألينهم عَرِيكة، وأعفهم نفسًا وأكرمهم خيرًا، وأبرهم عملًا، وأوفاهم عهدًا، وآمنهم أمانة حتى سماه قومه‏:‏ ‏[‏الأمين‏]‏ لما جمع فيه من الأحوال الصالحة والخصال المرضية، وكان كما قالت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها يحمل الكل، ويكسب المعدوم، ويقرى الضيف، ويعين على نوائب الحق‏.‏

تم بحمد الله وفضله الدرس السادس

الدرس القادم بعون الله نبدأ فى العهد المكى

وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
من, المختوم.منقول.., الدرس, الرحيق, السادس, السيرة, النبوية, تلخيص, حملة, كتاب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 10:38 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.