انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟!

كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-09-2008, 02:42 PM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي قطوف و خواطر{متجدد بإذن الله}

 


السلام عليكم

هذه مجموعة قيمة من الخواطر كتبها
الشيخ عبد المنعم مصطفى حليمة
{أبو بصير الطرطوسي}

و هي موجودة بموقعه, أحببت نقلها هنا لأنها في نظري رائعة للغاية


بسم الله الرحمن الرحيم

1- لا إله إلا الله .
لا إله إلا الله .. تعني لا معبود بحق في الوجود إلا الله تعالى .
تعني الانخلاع أولاً من كل ضروب الكفر والشرك، والعبودية للمخلوق .. والدخول في التوحيد الخالص ظاهراً وباطنا .
تعني الكفر بالطواغيت كل الطواغيت على اختلاف أنواعهم وأشكالهم وأسمائهم بالاعتقاد والقول والعمل .. والإيمان بالله تعالى وحده بالاعتقاد والقول والعمل .
وأيما امرئٍ يقول لا إله إلا الله على غير هذا الوجه .. فهو لم يقل لا إله إلا الله التي تنجيه يوم القيامة !
* * *
2- محمد رسول الله r .
شهادة أن محمداً رسول الله .. تعني إفراده r بالمتابعة والاقتداء .. فلا يُقدم قولٌ على قوله .. ولا سنة أحد على سنته .. ولا دين على دينه !
تعني أن لا تعقب على قوله وحكمه بشيء ..!
ترد بقوله جميع أقوال الرجال .. ولا ترد قوله بأقوال الرجال .. مهما علا شأن أولئك الرجال أو اتسع صيتهم في الأمصار ..!
تعني التسليم والرضى بحكمه وبكل ما جاء به من عند ربه .. مع انتفاء مطلق الحرج أو ضيق الصدر !
تعني أن توقره وتحبه r .. وتحب الاقتداء به وبسنته .. أكثر من نفسك، وأهلك، ومالك، وولدك ..!
وأيما امرئٍ يشهد أن محمداً رسول الله على غير هذا النحو .. فهو لم يشهد حقيقةً أن محمداً رسول الله .. مهما زعم خلاف ذلك .. أو ردد تلك الشهادة على لسانه ..!
* * *
3- متى يكون الفرج ..؟
تعلمت أن الشدة مهما طالت لا بد من أن يعقبها فرج .. وأن العسر مهما طوق صاحبه لا بد أن يليه يسر وسعة .. وأن الظلمة لا بد أن يتبعها نور وفجر صادق .. وأن العسر ـ مهما اشتدت عزائمه ـ لا يمكن أن يغلب يسرين !
لا شيء يعجل الفرج كالصبر والاحتساب .. ولا شيء يؤخر الفرج كالتسخط وشكوى الخالق I للمخلوق ..!
كم من مكروب ومعسر يستشرف الفرج من اتجاه معين إلى حدٍّ يظن فيه أن المخرج مما هو فيه من كرب وضيق لا يمكن أن يأتيه إلا من هذا الاتجاه .. فيأبى الله تعالى إلا أن يجعل له الفرج والمخرج من اتجاه آخر لم يكن وارداً على البال أو الخاطر .. ليعلم أن الفارج هو الله !
* * *
4- من هم المصلحون ..؟
هم الذين يصلحون إذا فسد الناس .. لا توحشهم الغربة، ولا قلة الأنصار أو الأتباع !
هم الذين لا يلتفتون إلى كثرة الجماهير .. إذا كانت هذه الجماهير تسير في اتجاه الباطل أو الهلاك !
هم الذين يأطرون الآخرين إلى الحق ولو بالسلاسل .. وإن قابلهم الآخرون بالسياط، والرجم، والطرد ..!
هم الذين لا يبالون بمرضاة الناس في مرضاة رب الناس .. فمرضاة الناس غاية صعبة لا تُدرك، ومرضاة الخالق I سهلة تدُرك لمن يسرها الله له !
هم الذين يدورون مع الحق حيث دار .. لا يلتفتون عنه ولو كان ذلك على أشلائهم، وأرواحهم، ومصالحهم الشخصية ..!
هم الذين يصدعون بالحق للحق .. لا يعبأون بإرهاب ولا ترغيب !
هم الذين لا ينتظرون الثناء أو المكافأة على أعمالهم من أحد سوى الله تعالى ..!
نسأل الله تعالى بمنه ورحمته وقدرته أن يجعلنا جميعاً منهم .. إنه تعالى على ما يشاء قدير.
* * *
5- من هم المفسدون ..؟
هم الذين يواكبون ويُمالئون الجماهير الضالة على باطلهم .. خشية أن تنصرف عنهم وجوه الناس ..!
هم الذين يخذلون الحق من أجل فُتاتٍ يسير يُرمى إليهم من الطواغيت ..!
هم الذين يأكلون بألسنتهم .. لا برماحهم وسواعدهم !
هم الذين يستشرفون العطاء والإحسان مما في أيدي الطواغيت الظالمين ..!
هم الذين يرضون الناس بسخط الله ..!
هم الذين يتقدمون في المواضع التي ينبغي فيها التأخر .. ويتأخرون في المواضع التي ينبغي فيها التقدم !
هم الذين لا يعرفون إلا أنفسهم .. لا يرون إلا أنفسهم .. لا يهمهم مجد إلا مجد أنفسهم وذواتهم .. ولو كان ذلك مؤداه إلى زهق الأرواح بغير حق .. وإلى ضياع حقوق العباد والبلاد!
* * *
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-10-2008, 10:14 PM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

6- نادم على شيءٍ واحد ..!
نادم على موقف خانتني فيه أعصابي فخفت فيه من الصدع بالحق ..!
نادم على موقف خفت فيه الباطل وجنده ..!
نادم على موقف لم أنصر فيه الحق كما ينبغي .. خوفاً على نفسٍ أو رزق !
نادم على ذلك لسببين:
أولهما: لأنني لا أقدر أن أعيد عقارب الساعة والزمن إلى الوراء لأستدرك ما قد فاتني في تلك المواقف والأوقات من نصرة للحق ..!
وثانياً: لأنه قد ظهر لي ـ عين اليقين ـ أن الخوف من المخلوق لا يقدم أجلاً ولا يؤخر رزقاً .. ولا يجلب نفعاً ولا يدفع ضراً .. فعلام الخوف .. وعلام قد خفت ؟!
صدق r:" لا يمنعن رجلاً هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه؛ فإنه لا يقرب من أجلٍ ولا يُبعد من رزق ".
* * *
7- ضريبة الحق .. وضريبة الباطل.
ضريبة الحق مهما عظمت فهي بين أمرين: إما نصر .. وإما شهادة، وهما في حقيقتهما كلاهما نصر وعز وكرامة!
أما ضريبة الركون إلى الباطل والرضى به .. فهي توجب على صاحبها الدخول في
عبودية العبيد ..!
توجب عليه أن يقدم النفس، والعرض، والأرض، والولد، والمال وكل ما يملك في سبيل
الطاغوت .. ثم بعد كل ذلك فالطاغوت لا يرضى عنه .. فهو دائماً يطالبه بالمزيد والمزيد من العطاء، والفداء، والولاء ..!
توجب عليه أن يفقد عزته، وكرامته، وشخصيته .. ليذوب في شخص الطاغوت!
وبعد كل ذلك .. والأهم من كل ذلك توجب عليه سخط رب العالمين .. والعذاب المهين الأليم يوم الدين!
أعجب من أناس يشحون على الخالق الرازق I بالقليل .. بينما في سبيل الطاغوت يجودون بالنفس والمال وكل ما يملكون ..!
أولئك ـ لا شك أنهم ـ هم الخاسرون الظالمون الجاهلون .. الذين لا يعقلون !
* * *
8- الديمقراطية ..!
الديمقراطية تعني الإباحية بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى ..!
تعني إباحة الحكم بغير ما أنزل الله ..!
تعني إباحة المحظورات .. وارتكاب المنكرات ..!
تعني الإباحة في أن تقول ما تشاء .. وتفعل ما تشاء .. وتعتقد ما تشاء .. وتتدين بالدين الذي تشاء .. لا حدود لهذه الإباحية تنتهي عنده إلا فيما يصطدم مع أهواء ورغبات الطواغيت المستكبرين ..!
والديمقراطيون الحقيقيون هم الإباحيون .. مهما حاول المبهورون المهزومون في بلادنا أن ينكروا ذلك .. أو يضفوا على الديمقراطية والديمقراطيين من المعاني غير ذلك !
* * *
9- الحرية في الإسلام ..!
وقفت على جميع نصوص آيات القرآن الكريم .. وعلى كثير من أحاديث النبي r فلم أجد لكلمة الحرية وروداً، ولا ذكرا ..!
الحر والحرية في مصطلحات الفقهاء هو الإنسان الحر الذي يقابل العبد المملوك لسيده .. وبغير هذا المعنى لم يستخدموا هذه الكلمة في كتبهم ولا كلامهم !
حرية الإنسان في الإسلام مقيدة بقيود الشرع .. فهو حُر في المشروع وفي إطار الشرع
وتعاليمه .. وهي لا شك مساحة واسعة جداً لا يجدها الإنسان في أي دين أو ملة أخرى !
وأيما حرية تخرج عن هذا المفهوم والإطار فالإسلام منها براء .. لا يعترف بها ولا يقرها؛ لأنها حينئذٍ لن تكون الحرية .. وإنما ستكون الإباحية والبهيمية والشيوعية المتحررة من قيود وضوابط الأخلاق والدين !
* * *
10- يأبى الله أن يضع القبول إلا لأوليائه ..!
يأبى الله أن يضع القبول ـ في الأرض وفي السماء ـ إلا لأوليائه ولو بعد حين .. وهم المتقون المجاهدون، المتبعون المقتدون لا المبتدعون المنحرفون ..!
هم الذين يرضون الله وإن سخط الناس .. ويقدمون مرضاة الله على مرضاة الناس !
قال ابن تيمية رحمه الله: قد جعل الله لأهل محبته علامتين: اتباع الرسول، والجهاد في سبيل الله؛ وذلك أن الجهاد حقيقته الاجتهاد في حصول ما يحبه الله من الإيمان والعمل الصالح، وفي دفع ما يبغضه من الكفر والفسوق والعصيان ا- هـ.
قلت: والولاية تنقص وتضعف على قدر ما يضعف الجهاد، وتنقص المتابعة للرسول r ولسنته ..!
فإن قيل: كم من فاسق بل وكافر يوضع له القبول عند جماهير كثيرة من الناس .. فكيف نوفق بين ذلك، وبين ما تقدم ؟!
أقول: القبول يقاس من أوجه عدة:
منها: باعتبار الزمن .. فكم من طاغية وظالم صفقت له في حياته جماهير عديدة من الناس لكنه ما إن يهلك، ويرحل إلى ربه ليلقى جزاءه .. فإن محبيه ينقلبون إلى أعداء وخصوم .. وأن الناس الذين كانوا يصفقون له، والأجيال من بعدهم .. لا تذكره إلا باللعن والطعن والسوء!
بينما ذاك النبي الذي لم يؤمن به من قومه إلا الرجل الواحد ـ كما جاء ذلك في الحديث ـ وإن كان في الحقبة الزمنية التي يعيش فيها يظهر للناس أنه لم يوضع له القبول .. لكنه على امتداد الزمان، والقرون، والأجيال نجد أنه هو الذي وضع له القبول دون أعدائه من المجرمين، وبرهان ذلك أن ملايين من الموحدين على ممر الأزمان وإلى يوم القيامة يخصونه بالدعاء والصلاة كلما صلوا وسلموا على جميع الأنبياء والمرسلين ..!
فكم من عالم لم يعرف الناس ـ في زمانه ـ قدره .. ويعيش بينهم غريباً طريداً .. ثم بعد أن يقضي نحبه، ويُلحد له في الأرض .. يضع الله له القبول والثناء الحسن على ألسنة العباد ..!
ومنها: أن القبول يُقاس باعتبار نوعية الناس الذين نال عندهم القبول؛ أي أن القبول المعتبر هو القبول الحسن الذي يوضع للمرء عند الصالحين المؤمنين .. فهؤلاء شهادة الواحد منهم توازي وتعلو شهادة أمة من الكافرين المجرمين !
ومنها: أن القبول ـ المؤقت الآني ـ الذي يوضع للمجرمين الفاسقين بين الناس .. يكون إما لإرهاب يدفعونه، أو لرغبة ما في أيديهم من عطاء .. فإذا ذهب هذا وذاك .. انقلب القبول إلى بغض، وطعن، ولعن .. وليس هكذا القبول الذي يوضع للمؤمنين الصالحين !

يتبع إن شاء الله
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-11-2008, 08:24 PM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي



11- إذا أردت أن يُوسع عليك في الرزق ..!
إذا أردت أن يُوسع عليك في الرزق فصِل رحمك .. يوسع الله عليك في الرزق!
إذا وقعت في فقر وحاجة فصِل رحمك .. يُرفع عنك الفقر، وتُقضى لك حاجتك ..!
هذا أمر قد جربته بنفسي أكثر من مرة .. حيث كانت لي ـ في هذه الغربة ـ عمة .. كلما وقعت في حاجة وضيق .. كنت أقصد زيارتها .. فأرزق بعدها .. وتُقضى حاجتي !!
فإن كنت في شك من ذلك فاقرأ قوله r:" من سرَّه أن يُعظِم الله رزقه، وأن يُمدَّ في أجله فليصل رحمه ".
وقال r:" من سرّه أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ في أثره فليصل رحمه ".
* * *
12- أكثر ما يُسيء العالِم ..!
أكثر ما يُسيء العالِم أربعة أشياء:
1- أن يقول مالا يفعل .. فينفع غيره وهو لا ينتفع .. والله تعالى يقول:) كبُر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون (.
2- أن يكتم العلم مع حاجة الناس إليه .. والنبي r يقول:" ما من رجل يحفظ علماً فيكتمه، إلا أُتي به يوم القيامة ملجماً بلجامٍ من النار ".
وقال r:" من سُئل عن علم يعلمه فكتمه، أُلجم يوم القيامة بلجامٍ من نار ".
3- أن يركن في معاشه على الراتب الذي يأخذه من الطاغوت .. فهو كلما أراد أن يقول كلمة حق في الظالمين .. فكر في راتبه ومعاشه .. ولقمة عيشه .. وعيش أطفاله .. فيجبن ويخذل الحق !!
كان ابن المبارك يتجر ويقول: لولا خمسة ما اتجرت: السفيانان، وفضيل، وابن السماك،
وابن علية، فيصلهم بالعطاء . فقدم سنة، فقيل له: قد ولى ابن علية القضاء ـ وقيل صدقات البصرة ـ فلم يأته، ولم يصله .. !
فركب ابن علية إليه فلم يرفع به رأساً، فانصرف فلما كان من غدٍ كتب إليه رقعة، يقول: قد كنت منتظراً لبرّك، وجئتك فلم تكلمني، فما رأيته مني ؟!
فقال ابن المبارك: يأبى هذا الرجل إلا أن تُقشر له العصا، ثم كتب إليه:
يا جاعلَ العلمِ له بازيا ... يصطادُ أموالَ المساكين
احتلتَ للدنيا ولذاتها ... بحيلةٍ تَذهبُ بالديـنِ
أين رواياتك في سردها ... في تركِ أبوابِ السلاطين
إن قلتَ أُكرهتُ فذا باطلٌ ... زلَّ حمارُ العلمِ في الطينِ
فلما وقف على هذه الأبيات قام من مجلس القضاء فوطئ بساط الرشيد، وقال: الله، الله، ارحم شيبتي فإني لا أصبر على القضاء ..!
قلت: هذا فيمن يعمل في القضاء عند هارون الرشيد .. فكيف بمن يعمل في القضاء عند طواغيت الحكم في هذا العصر .. ويجعل من نفسه أسيراً لرواتبهم ؟!
4- أن يخالط الطواغيت الظالمين، ويتردد على مجالسهم .. والنبي r يقول:" من أتى أبواب السلطان افتتن، وما ازداد أحد من السلطان قرباً إلا ازداد من الله بعداً ".
* * *
13- الجاهل العالم ..!
هو الجاهل الذي يكسيه الطاغوت ـ لحاجة في نفسه ـ ثوب العلماء .. ويصنع له الدعاية القوية المكثفة ليقنع به الناس .. ويجند لذلك جنوداً وأبواقاً يرددون اسم هذا الجاهل العالم في الأمصار وفي كل وادٍ ونادٍ .. بأن هذا الجاهل هو العالم الذي دونه العلماء .. فالعلم لا يؤخذ إلا منه .. والسنة لا تؤخذ إلا منه .. وكذلك السلفية لا تؤخذ ولا تُعرف إلا منه .. فإذا نجح الطاغوت في ذلك .. وتحققت غايته .. وصدّق الناس كذبه .. قام الآخر ـ الجاهل المتعالم ـ بدوره كبوق ـ وكساحر من سحرة فرعون ـ لا هم له إلا كيف يذب عن سيده الطاغوت .. وكيف يجادل عنه .. وكيف يُضلل الشباب ويُحزبهم لنفسه .. وكيف يطلق الأحكام الجائرة على كل من يخالفه .. أو تسول له نفسه بسوء نحو سيده .. ولي نعمته .. الطاغوت !!
وما أكثر هؤلاء ـ في هذا الزمان ـ لو أردنا أن نذكر الأسماء ..!!
* * *
14- من هو العالم ..؟
للعالم خصائص وصفات أهمها وأعلاها وأجلها أن يدور ـ ظاهراً وباطناً ـ مع التوحيد حيث دار .. يشهد بالتوحيد .. ويدعو إلى التوحيد .. ويأمر بالتوحيد .. ويعلم التوحيد .. !
ومتى خرج عن ذلك الوصف ـ بقليل أو كثير ـ خرج من دائرة العلماء .. ومن وصف العلماء، والدليل على ذلك قوله تعالى:) شَهِدَ اللهُ أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيزُ الحكيم (.
فالآية الكريمة حصرت جميع أولي العلم ـ على مدار الزمان ـ وأثبتت لهم شهادتهم بالتوحيد ) أنه لا إله إلا هو ( ..!
وعليه أيما امرئٍ لا يشهد بهذه الشهادة .. أو يشهد بما يضادها ويخالفها من الشرك .. فهو بنص الآية ليس من العلماء، ولا من أولي العلم .. مهما اتسع صيته، وشُهر اسمه في الأمصار، أو تزيّ بزي العلماء !
* * *
15- الصديق الوفي ..!
هو الذي تجده عند الحاجة .. ولو احتجته في شيء لا تخسره ..!
هو الذي يسترك ـ في السخط والرضى ـ لو رأى منك عيباً ..!
هو الذي لا يشي سرّك إلى أحدٍ .. في السخط والرضى سواء ..!
هو الذي يقيل عثراتك وكبواتك .. عند حصولها .. ولا بد من حصولها!
هو الذي ينصحك ولا يغشُّك .. ولا يكذبُك .. ولو نصحك فهو ينصحك غيرة عليك .. لا طعناً فيك!
هو الذي ينصفك .. وينصف الحق منك .. في السخط والرضى!
هو الذي يؤثرك على نفسه عند موارد الشح والقِل ..!
هذا هو الصديق الوفي .. وهو في الناس أندر من النادر .. فإن وجدته فلا تفرط به ولو بملء الأرض ذهباً !

يتبع إن شاء الله
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-13-2008, 05:55 PM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

* * *

16- خوارج هذا الزمان ..!


خوارج هذا الزمان .. يُعرفون بصفات وخِلال:

منها: أنهم يُكفِّرون بالخطأ، وبالظن، والشبهات .. وبأمورٍ لا ترقى إلى اليقين .. بـل
وبأمور لا تكون في عالم الوجود والواقع!
يكفي أحدهم ليصدر التكفير في حق فلان .. أن يُقال له قِيل عن فلان!
ومنها: أنهم لا يَعرفون مبدأ إقالة العثرات .. ولا مبدأ اعتبار الحسنات .. ولا مبدأ اعتبار المقاصد عند ورود المتشابهات .. ولا مبدأ رفع الملام عن الأئمة الأعلام كما يقول بذلك شيخ الإسلام!
ومنها: أنهم لا يَعذرون بالجهل .. ولا بالتأويل .. ولا بعجز لا يمكن دفعه!
ومنها: قلة الإنصاف والعدل .. فهم لأدنى خلاف يُكفِّرون .. ويجرمون .. ويخلدون في النار!
ومنها: الجهل بالدين .. فينطلقون إلى آيات قيلت في أئمة الكفر والإجرام .. فيحملونها على المؤمنين الموحدين!
ومن ذلك كذلك أنهم ينطلقون إلى كتب أهل العلم فيكثرون النقل منها .. فيضعونها في غير موضعها المراد .. فيظن المغررون المضللون من الشباب أنهم بذلك علماء .. لأنهم استندوا إلى أقوال العلماء في تنطعاتهم وأحكامهم الجائرة على الآخرين .. وبشيء من المتابعة والتدقيق يجد القارئ الواعي أن هذه النصوص التي استدلوا بها من أقوال أهل العلم هي عليهم وليست لهم .. أو على الأقل ليس فيها أدنى دلالة على ما ذهبوا إليه!
ومنها: الحقد الدفين على المسلمين الموحدين .. تحت عنوان إحياء عقيدة الولاء والبراء كما يزعمون ..!
ولو قيل عنهم: أنهم يُحيون عقيدة البراء والبراء .. وليس الولاء والبراء .. لكان التعبير بحقهم أصوب وأدق !
ومنها: أنهم ينفون عن أنفسهم تهمة التكفير بالذنوب .. لينفوا عن أنفسهم مسمى الغلو أو الخوارج .. وهم ـ في حقيقتهم ـ يكفرون بلا ذنب كما تقدم .. ففاقوا بذلك الخوارج .. وسبقوهم سبقاً بعيداً!!
ومنها: أنهم يُعرفون بالكبر والتعالي على العباد .. لا يوجد عندهم كبير يحترمونه أو يرجعون إليه .. فالكبير والصغير عندهم سواء!!
هؤلاء هم خوارج هذا الزمان .. فاحذرهم .. وحذِّر الناس منهم .. واحذر أن تكون واحداً منهم وأنت لا تدري ..!!
* * *

<div align=&quot;center&quot;>
* * *

18- غايات البلاء ..!


ينزل البلاء في العبد لغايات ومقاصد عدة، منها: البلاء الذي ينزل بالعبد لرفع مقاماته ودرجاته في الجنان .. كالبلاء الذي ينزل بالأنبياء، والصديقين، والشهداء.
ومنها: البلاء الذي ينزل بالعبد تطهيراً لذنوبه وخطاياه ..!
ومنها: البلاء الذي ينزل بالعبد انتقاماً وتبكيتاً وتعذيباً .. وذلك إما لكفره أو ظلمه وفجوره !
ومنها: البلاء الذي ينزل بالعبد انتقاماً .. وتطهيراً لذنوبه معاً !
ومنها: البلاء الذي ينزل تمحيصاً لما في القلوب .. ليميز الخبيث من الطيب .. ويُعرف المصلح من المفسد .. والمجاهد من القاعد!
ومنها: البلاء الذي يخلِّص قلب العبد من شوائب التعلق بالدنيا وأسبابها .. فيذكّره أن له رباً يغار عليه .. يريد منه إخلاص الحب والتعلق .. وأن يدعوه ويسأله ليجيبه ويُعطيه!
والفقيه هو الذي يحسن تفسير البلاء إذا نزل بساحته .. ويعرف من أي نوع هذا البلاء الذي نزل به .. ويتهم نفسه ـ كسبب لنزول البلاء به ـ ولا يتهم خالقه!
* * *

19- أحياناً يكون الجهل نعمةً ..!


وذلك عندما يكون العلم سبباً يحمل صاحبه على الطغيان .. وعلى التعالي والترفع على العباد !
عندما يكون المرء ضعيف العزيمة والإرادة .. خبيث النفس والطوية .. لا يقدر على أن ينهض بنفسه إلى مستوى العلم الذي يتعلمه ويتلقاه ..!!
فيكون العلم الذي يتعلمه في واد .. وأخلاقه وسلوكه، وواقعه في وادٍ آخر .. فيعكس بذلك صورة قاتمة منفرة عن دين الله ..!
فكم من طويلب علم حديث عهد بالعلم ومسائله .. تراه يتكبر ويطغى، ويترفع، ويحتقر مخالفيه .. ويتجرأ على الخوض في المسائل العظام التي لو طرحت في زمن عمر بن الخطاب t لجمع لها أهل بدر ..!!
فتقول في نفسك من نعم الله على هذا المرء أن جعله جاهلاً .. فهو بهذا الحظ اليسير من العلم يطغى هذا الطغيان .. فكيف لو كان عالماً .. لأهلك الحرث والنسل .. وفتن البلاد والعباد .. وشغل العلماء به وبإصلاح ما يُفسد !!


20- كفر لا ينتبه إليه كثير من النساء ..!


كثير من النساء إذا ما أُطلق أمامهن موضوع التعدد في الزواج .. أو ذكر لهن عن امرأة تزوج عليها زوجها من امرأة ثانية .. إلا وتراهنَّ يبادرن إلى القول، والتعقيب، والاعتراض: يا حرام .. مسكينة .. هذا ظلم .. لا يجوز .. فيه ظلم للزوجة الأولى .. هذا الزوج ظالم .. نسي ما بينه وبين الزوجة الأولى من فضل .. أنا بالنسبة لي لا أقبل بالتعدد ولو أدى الأمر إلى الطلاق .. التعدد غير جيد .. وغير ذلك من العبارات والاطلاقات التي تفيد تحريم ما أحل الله .. وتقبيح ما حسنه الله تعالى .. واعتبار أن ما شرعه الله تعالى وأباحه لعباده هو من الظلم والجور .. وهذا عين الكفر الذي لا خلاف عليه ..!!
فعلى المرأة المسلمة ـ الحريصة على دينها وآخرتها ـ أن تملك عليها لسانها .. وأن تحذر من هذه الاطلاقات والموارد القاتلة .. ولو أرادت أن تعبر عن غيرتها على زوجها ـ وإن كانت في غير موضعها ـ فلها ذلك .. ولكن بدون اللجوء إلى مثل هذه الاطلاقات والعبارات الجائرة الآنفة الذكر ..!
ونحو ذلك: أن تؤمر امرأة بالحجاب .. فتقول: هكذا وأنا سافرة أجمل وأليق، وأحسن .. الحجاب بشع، وقبيح .. لا أحبه، ولا أطيقه .. أكرهه .. فهذا كذلك من الكفر الصريح لما يتضمن من تحليل ما حرم الله، وتحسين ما قبحه، وحرمه .. ولما فيه من الطعن الظاهر بالشارع الحكيم الذي شرع هذا الحجاب، وهذه الأحكام .. وما أكثر النساء ـ من ذوي الأسماء الإسلامية ـ اللاتي يتفوهن بمثل هذه الكلمات والعبارات .. وهن يدرين أو لا يدرين .. ولا حول ولا قوة إلا بالله !
قال رسول الله r:&quot; إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً يهوي بها سبعين خريفاً في النار &quot;.
وقال r:&quot; إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب &quot;.
وقال r:&quot; إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله بها سخطه إلى يوم القيامة &quot;.

يتبع إن شاء الله

التعديل الأخير تم بواسطة أبو مصعب السلفي ; 06-24-2008 الساعة 04:49 PM سبب آخر: حذف البند 17, بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-16-2008, 04:56 PM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي



21- السياسة في الإسلام ..
السياسة في الإسلام .. تعني قيادة الأمة والشعوب ورعايتها بالإسلام .
تعني قيادة الدنيا بالدين.
تعني حكم البلاد والعباد بشرائع الإسلام ..
تعني إقامة العلاقات مع جميع الأطراف والطوائف ـ الداخلية منها والخارجية ـ على أساس تعاليم ومبادئ الإسلام.
تعني الجهاد .. تعني الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر .. من أجل الإسلام.
تعني مناصحة الحكام وتقويم اعوجاجهم .. وأحياناً الخروج عليهم .. من أجل الالتزام بتعاليم الإسلام.
تعني تقدير المصالح والمفاسد .. ودفع الضرر الأكبر بالضرر الأصغر!
تعني دفع المفاسد .. وجلب المصالح!
تعني العمل بالإسلام .. من أجل الإسلام!
فهي وسيلة شرعية .. من أجل غاية شرعية .. ألا وهي الإسلام!
هذه هي السياسة في الإسلام .. وما سوى ذلك ـ من ضروب الكذب، والاحتيال، والغدر، وأساليب التلون والتسلق الملتوية ـ وإن سميت سياسة في عرف بعض المعاصرين .. فهي ليست من الإسلام في شيء .. ولا من السياسة الشرعية الإسلامية في شيء .. ولا الإسلام منها في شيء!
* * *
22- استغلال الدين لمآرب سياسية ..!
ظلت هذه العبارة فترة من الزمن مبهمة علي .. وفي كثير من الأحيان كنت لا أحسن
تفسيرها أو مشاهدة الواقع الذي يمكن أن نحملها عليه !
إلى أن رأينا نمازج من الناس تهوى التسلق إلى المجد والقمم العالية .. بطرق ملتوية شيطانية خسيسة ما أنزل الله بها من سلطان!
رأينا أناساً يرفعون شعار الدين ـ لاستمالة الشعوب إليهم ـ من أجل غايات ومكاسب شخصية ضيقة ..!
رأينا أناساً يرفعون شعار " الإسلام هو الحل " .. فإذا وصلوا إلى غاياتهم .. وتحققت مآربهم الحزبية أو الشخصية .. رفعوا شعار " الكفر هو الحل " .. العمل بالقوانين الوضعية الكفرية هو الحل ..!!
رأينا أناساً يتكلمون عن ضرورة مناصحة الحكام وتقويم اعوجاجهم .. فإذا وصلوا .. دخلوا في موالاة الحكام، وشاركوهم اعوجاجهم ..!!
رأينا أناساً يتكلمون عن برامجهم نحو هذا الدين .. وكيف سينصرون هذا الدين .. فإذا وصلوا ـ على أكتاف أنصار وأتباع الدين ـ وعلوا كراسي الحكم والزعامة .. فإذا ببرامجهم نحو نصرة هذا الدين ـ التي كانوا قد وعدوا بها وقطعوها على أنفسهم ـ تتحول إلى برامج شخصية تصب في تحقيق المكاسب الدنيوية الضيقة لذواتهم، وعوائلهم، وأحزابهم ..!
رأينا أناساً ـ في مرحلة التسلق ـ كيف يتقربون إلى المستضعفين بالوعود والأماني .. فإذا وصلوا إلى غاياتهم وقممهم .. أوصدوا أبوابهم دون العباد .. وتنصلوا من وعودهم، وتحولوا إلى ذئاب ماكرة .. كأنه ليس بينهم وبين هؤلاء المستضعفين وعد قطعوه على أنفسهم ..!
فلما رأينا كل ذلك .. أدركت حينئذٍ المراد من تلك المقولة ـ حمالة الأوجه ـ: استغلال الدين لمآرب سياسية .. !!
* * *
23- السياسة لا تبرر الوسيلة ..!
كثير ممن استهوتهم الزعامة، وحب الشرف والرياسة .. تراهم يقارفون المنكرات والموبقات .. فإذا سألتهم وأنكرت عليهم .. اعترضوا عليك: بأن هذا من السياسة .. ومن لوازم العمل السياسي .. فنحن سياسيون لا بد لنا من ذلك !!
وإذا رأيتهم يقارفون الشرك .. يصرحون بالكفر .. يجلسون في مجالس الكفر .. برروا لك فعلهم هذا بأنه سياسة .. وأن السياسة لا بد لها من ذلك .. وأن من مقتضيات العمل السياسي الناجح التكتيك والمراوغة .. ولو بالكفر والشرك !!
وإذا رأيتهم يدخلون في موالاة الطواغيت الظالمين .. برروا لك فعلهم كذلك بأنه من السياسة .. وأن السياسي لا بد له من ذلك !!
ولهؤلاء نقول: السياسة لا تبرر الوسيلة؛ لأن الغاية ـ في الإسلام ـ لا تبرر الوسيلة .. ولو وقعتم بالكفر باسم السياسة .. فالسياسة لا تمنع عنكم لحوق الإثم والكفر .. فليست السياسة من جملة موانع التكفير أو الأعذار التي تمنع من لحوق الوعيد بصاحبها ..!
* * *
24- إذا أردت أن تعيش طويلاً ..!
إذا أردت أن تعيش طويلاً أكثر من عمرك .. وأردت أن يبقى ذكرك خالداً ـ بالخير ـ بين الناس .. لا بد من أن تعيش للآخرين .. تعيش همومهم وآلامهم .. تعيش هم هدايتهم وأطرهم إلى الحق!
تقابل السيئة منهم بالحسنة .. وتدفع بالتي هي أحسن !
وعلى قدر العطاء للآخرين .. وعلى قدر الزرع وبذر بذور الخير هنا وهناك .. والإخلاص لله في ذلك .. يطول العمر .. ويدوم الذكر .. إلى أن يمتد مئات السنين .. ويزيد الله لمن يشاء!
أكثر الناس عطاء وبذلاً للآخرين هم الأنبياء والرسل .. لذلك هم أكثر الناس خلوداً على ألسنة الناس بالدعاء والثناء الجميل!
الإنسان الذي يعيش لنفسه .. لا يعرف إلا مصلحة نفسه .. لا همَّ له إلا همَّ نفسه .. لا يعيش طويلاً مهما عمَّر .. !
فهو سرعان ما يُنتسى وكأنه لم يكن حياً يوماً من الأيام .. وإلى أن ينساه الأقربون ـ من رحمه ـ فهو لا يُذكر على ألسنتهم إلا بالسوء والذكر القبيح ..!
قال رسول الله r:" أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم .. وأحب الأعمال إلى الله U سرور تُدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربةً، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجةٍ أحبُّ إليّ من أن أعتكف في المسجد شهراً .. ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجةٍ حتى يُثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزلُّ الأقدام ".
وقال r:" أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة، قلنا: وثلاثة ؟ قال: وثلاثة، قلنا: واثنان؟ قال: واثنان، ولم نسأله في الواحد "!
وقال r:" أهل الجنة من ملأ الله أذنيه من ثناء الناس خيراً وهو يسمع، وأهل النار من
ملأ أذنيه من ثناء الناس شراً وهو يسمع ".
* * *
25- وسائل الغرب في صد شعوبهم عن الإسلام ..!
لدول الغرب وسيلتين في صد شعوبهم عن الإسلام قلَّ من ينفد ويتحرر من ضغطهما وأثرهما، هما:
أولاً: اعتمادهم على عنصر إثارة الشهوات بكل ما تعني كلمة الإثارة من معاني ودلالات .. اعتمادهم على ضغط الشهوات .. التي تحيط بالإنسان الأوربي من كل حدب وصوب .. والتي تستغرق منه كل وقته وأنفاسه ولو عمَّر ألف سنة!
الشهوات التي تمنع الإنسان الأوربي من أن يلتفت ولو لبرهة من الزمن لخطاب الإيمان والعقل .. لخطاب الفطرة والتوحيد!!
فهو يتنقل ـ وعلى مدار الوقت ـ من شهوة إلى شهوة .. ومن مكر إلى مكر .. ومن ظلمة إلى ظلمة، كما قال تعالى عنهم:) وقال الذين استُضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أنداداً (.
فهو ليس مكر الليل وحسب .. أو مكر النهار وحسب .. بل مكر الليل والنهار معاً .. وإن مكرهم لتزول منه الجبال!
ثانياً: اعتمادهم على عنصر غرس الحقد والكراهية للإسلام والمسلمين في نفوس شعوبهم وأبنائهم .. ولا يتورعون ـ في سبيل ذلك ـ أن يسلكوا سبل الكذب، والتلفيق، والخداع، والتشويه ..!!
كل وسائل إعلامهم المقروءة .. والمسموعة .. والمرئية .. تدل على ذلك .. وتشير إلى ذلك .. لعلمهم أن الإنسان إذا كره شيئاً، وملأ قلبه بالحقد عليه .. لم يعد يقدر على إنصاف هذا الشيء .. أو الإنصات إليه .. أو مجرد رؤيته .. فضلاً عن قبوله أو التعايش معه!
بهاتين الوسيلتين يضمنون الحفاظ على شعوبهم وأجيالهم بعيداً عن هدي ونور الإسلام..!
وأيما إنسانٍ أوربي يتحرر من ضغط وأثر هاتين الوسيلتين ـ ولو لفترة يسيرة من الزمن ـ إلا ويصبح قاب قوسين أو أدنى من الهداية .. والله تعالى يهدي من يشاء!

يتبع إن شاء الله
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-22-2008, 06:18 AM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

* * *
26- أسلوب جديد في الكذب على أهل العلم ..!
أصبح من الصعب على الوضّاعين الكذَّابين أن يسلكوا طريق الكذب الصريح على أهل
العلم .. لتوفر المراجع المنقول عنها بين أيدي الناس .. ولعلمهم أن لهذا الدين جنوداً يحرسونه من تحريف المحرفين المبطلين .. وكذب الكذابين!
فالتجأوا إلى أسلوب جديد خبيث ـ يحقق كثيراً مما في نفوسهم من هوى ومرض ـ يصعب إدانتهم به .. قلَّ من يتنبه إليه من القراء؛ وهو لجوؤهم إلى قول العالم الذي قيل في فقرة واحدة مترابطة متماسكة .. ذات موضوع أو فكرة واحدة .. أولها يدل على آخرها .. وآخرها يفسر أولها .. فيقسمونها إلى عدة فقرات .. كأن كل فقرة قيلت في موضوع مستقل ومختلف عن موضوع الفقرة التي قبلها .. ويكثرون ـ الوضع خلال كلماتها القليلة ـ من إشارات الاستفهام والتعجب .. وعلامات الترقيم الأخرى التي قد تضفي معنىً جديداً آخر على النص لا يريده العالم صاحب النص!
فتتفكك بذلك معاني ودلالات الفقرة .. إلى معانٍ ودلالات أخرى .. هي في نفس الوضاع الكذاب؛ لهوى ومآرب خسيسة في نفسه .. لا يريدها العالم لحظة كتابته لتلك الفقرة!!
هذا أسلوب جديد في الكذب والتدليس على أهل العلم .. يحترفه عدد كبير من الكتبة المعاصرين .. فاحذروه .. واحذروهم!
* * *
27- احذر قرين السوء ..!
احذر قرين السوء .. احذر مجالسته أو مؤاكلته .. أو مصاحبته في شيء .. ليس من جهة الخوف من التأثر بطبائعه وأخلاقه السيئة وحسب .. وإنما كذلك من جهة انقلابه عليك ـ لأتفه الأسباب ـ فيكشف سترك، وسرك ..!!
من جهة تزكيتك له للناس ـ من حيث لا تدري ولا تحتسب ـ فيقول: آكلت فلاناً .. جالست فلاناً .. صاحبت فلاناً .. حاورت فلاناً .. ذهبت مع فلان .. فيصطاد بك الناس لسمعتك الطيبة بينهم!
من جهة إساءته لسمعتك وأخلاقك ومكانتك .. وذلك عندما ينسب نفسه إليك .. وإلى صحبته لك !
فيتشبع بك ـ على العباد ـ بما ليس عنده ولا فيه ..!
احذره من جهة إساءته لدينك .. ولمروءتك ورجولتك ..!
لهذه الأسباب وغيرها .. احذر مجالسة قرين السوء أو مصاحبته ..!
* * *
28- ماذا يعني حق الفيتو الذي تمتلكه بعض الدول ..؟!
يعني ذلك أن تلك الدول ـ التي تملك حق الفيتو ـ فوق المساءلة والمحاسبة .. وفوق أن تدان في شيء .. وما سواها من دول الأرض تُحاسب وتُسأل، وتُدان ..!!
يعني أن تلك الدول لا يمكن أن يطالها القانون ـ مهما ظهر منها من إجرام أو تجاوزات ـ فيلزمها بما لا ترغب ولا تريد .. بخلاف الدول الأخرى ـ التي لا تملك ذلك الحق المفترى ـ فإن القانون يطالها، ويلزمها .. ويحيل بينها وبين ما تريد .. وإن كان الذي تريده حقاً وعدلاً ..!
يعني كذلك أن من حق تلك الدول أن تمنع أي عقوبة تنزل في أي دولة أخرى تدخل في حلفها وظلها وتحت غطائها، مهما كانت هذه الدولة من ذوي الإجرام، والتعدي على حقوق الآخرين .. كما هو حاصل في الفيتو الأمريكي الذي يحمي الإجرام اليهودي الصهيوني في فلسطين من أي إدانة توجه إليهم .. فضلاً عن أن تطال دولتهم العقوبات الدولية كما تطال غيرها من الدول التي لا تجد الحماية أو الغطاء من أي دولة من تلك الدول الخمس التي تملك حق الفيتو ..!
هذا مما يجعل دول العبيد والاستضعاف في سباق محموم ومستمر، للبحث عن دولة من دول الأسياد التي ترضى أن تكون لها غطاءً في المحافل الدولية .. وبخاصة عند حصول الخصومات التي لا بد منها لكل دولة .. وهذا لا يتحقق لها إلا بعد عملية ابتزاز كبيرة تكلفها العرض .. والسيادة على الأرض!
يعني أن هذا الحق المفترى يقسم العالم إلى قسمين: أسياد .. وعبيد !!
أسياد لا يطالهم القانون .. وهم فوق المساءلة والمحاسبة .. وفوق القوانين والشرائع .. مهما تمادوا في غيهم وإجرامهم .. ومجونهم .. واعتداءاتهم ..!
وعبيد ـ وهم أكثر أهل الأرض! ـ تسلخ ظهورهم السياط لأدنى مخالفة لقوانين ورغبات .. وأهواء .. ومصالح الأسياد!!
وجه جديد من أوجه الاستعمار .. واستعباد العبيد للعبيد !!
ومع ذلك كثير من أبناء جلدتنا المهزومين .. يتعاملون مع هذا الحق الجائر ـ الذي يكرس سياسة وطغيان طواغيت الاستكبار في الأرض ـ على أنه من المسلمات التي لا تقبل الجدال .. أو النقاش أو الاعتراض .. وكأنه قانون منزل من السماء .. بل ويجلونه ويقدسونه ويرهبونه أكثر من القوانين والشرائع التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه ورسله !!
هذا كله يحصل في زمننا المعاصر الذي يزعمون فيه المساواة ومحاربة العنصرية والتفرقة بين الشعوب ..؟!!
* * *
29- الطاغوت ..!
الطاغوت: هو كل ما عُبد من دون الله تعالى، ولو بوجه من أوجه العبادة، وكان راضياً بها ..!
فالذي يُعبد من جهة الطاعة، والتحاكم .. هو طاغوت ..!
والذي يُعبد من جهة المحبة والموالاة والمعاداة .. هو طاغوت ..!
والذي يُعبد من جهة الخوف والخشية .. هو طاغوت ..!
والذي يُعبد من جهة الدعاء والاستغاثة، والطلب .. هو طاغوت ..!
والذي يُعبد من جهة الركوع والسجود .. هو طاغوت ..!
والذي يُعبد من جهة إقراره على صفة أو خاصية هي من خصوصيات الله تعالى وحده .. هو طاغوت ..!
أي أن الطاغوت يمكن أن يكون شيطاناً .. ويمكن أن يكون صنماً أو حجراً .. ويمكن أن يكون هوىً متبعاً .. ويمكن أن يكون إنساناً .. ويمكن أن يكون نظاماً وشعاراً .. ويمكن أن يكون قانوناً ودستوراً ..!
فاحذر هذه الطواغيت كلها .. واحذر أن تدخل في شيء من عبادتها وأنت لا تدري .. فتهلك !
* * *
30- لماذا خلق الله إبليس ..؟!
خلق الله تعالى إبليس .. لكي تعلم أن الله تعالى قادر على كل شيء .. ومليك كل شيء .. قادر على خلق وإيجاد الأضاد .. الخير والشر .. الحق والباطل .. الصحة والمرض!
لكي تظهر آثار أسماء الله تعالى وصفاته في خلقه .. فيغفر للمذنبين المخطئين التائبين .. وينتقم من الجبارين الظالمين!
فالله تعالى غفور رحيم .. وهذا من مقتضاه وجود العبد الذي يذنب فيستغفر، ويسأل الله تعالى الرحمة والغفران ..!
والله تعالى عزيز، جبار، قهار، منتقم، شديد العقاب .. وهذا من مقتضاه وجود الجبابرة المستكبرين في الأرض .. فيذلهم الله، ويقهرهم على ما يريد ويشاء، ويأخذهم أخذ عزيز مقتدر .. وهذا كله ما كان ليظهر للعباد لولا أنّ الله تعالى قد خلق إبليس!
لكي تعبد الله تعالى من جهة التضحية والجهاد .. جهاد النفس .. وجهاد الباطل .. وجهاد شياطين الإنس والجن!
لكي تتضرع إلى الله أن يغفر لك الذنب والزلات .. وتسأله التوبة وحسن الختام .. فالله تعالى يحب منك ذلك .. وهذا ما كان ليكون لولا أن الله تعلى قد خلق إبليس!
لكي تعبد الله تعالى في السراء والضراء .. في الشدة والرخاء .. في الخوف والرجاء!
لكي تظهر حقيقة عبوديتك ـ بمعناها العام ـ لله U .. وذلك لا يتحقق إلا بخلق إبليس مادة كل شر وباطل، وفساد ..!
لكي يظهر علم الخالق I في خلقه .. من ينصره ورسله .. ومن يخذله ويخونه .. من يدخل في عبادة الله تعالى وتوحيده .. ومن يدخل في عبادة الطاغوت .. من يجاهد في سبيل الله تعالى .. ومن يجاهد في سبيل الطاغوت!
لكي تشعر بلذة وفضل ونعمة العافية والإيمان .. وهذا لا يدرك ـ على وجه الحقيقة والتمام ـ إلا إذا عُرف ضده من الكفر والجحود وما يرتد على صاحبه من شقاء، وضنك، وانحطاط .. فالشيء يُعرف دائماً بضده!
لكي تمتلئ نار جهنم بالكافرين الظالمين .. كما تمتلئ الجنة بالمؤمنين الموحدين .. كما قطع بذلك على نفسه I.
فكل هذه الحكَم والغايات وغيرها .. مرتبطة بخلق إبليس وإيجاده .. ولأجلها خلق الله تعالى إبليس !!

يتبع إن شاء الله
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06-24-2008, 04:16 PM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي



41- قرصنة أمريكية ..!
طالعتنا وكالات الأنباء بخبر مفاده: أن أمريكا ستعاقب دول الأوبك المصدرة للبترول إن سعت إلى تخفيض إنتاجها .. ورفع أسعارها .. ومن ضمن العقوبات المقترحة " مصادرة أموال دول أوبك الموجودة في أمريكا "!!
فعقب وزير النفط القطري على هذه العقوبات والتهديدات الأمريكية بقوله: بأنها خرافات، ومفاهيم خاطئة ..!
ووصف الأشياء بأسمائها الحقيقية كان يُلزم الوزير القطري بأن يقول: هذه قرصنة أمريكية ..!
هذا سطو أمريكي دولي على أموال الآخرين ..!
هذا غدر أمريكي للأمانات المودعة عندها ..!
هذا استحلال أمريكي منظم ووقح لسرقة واغتصاب أموال الآخرين ..!
لكن الوزير عما يبدو قد خانته أعصابه .. فجبن .. فقال: هذه خرافات ..!!
* * *
42- بين إرهاب المستضعفين .. وإرهاب المستكبرين !
من المفاهيم والمصطلحات التي يُكال بها بمكيالين .. مصطلح ومفهوم الإرهاب!
عندما يسعى المستضعفون في الأرض إلى رفع الظلم والقهر، والقتل عن أنفسهم .. هم بذلك إرهابيون خطرون!
عندما يسعون للدفاع عن أنفسهم، وحرماتهم، ومقدساتهم .. فهم بذلك إرهابيون ومعتدون ..!
عندما يسعون لطرد المستعمر المحتل من أوطانهم وبلدانهم .. هم بذلك إرهابيون ينبغي القضاء عليهم وبكل قوة ..!
عندما يرمي أحدهم عدوه المحتل ـ المدجج بالسلاح ـ بحجر، أو يضربه بسكين فهو بذلك يُصنف كإرهابي من الدرجة الأولى ..!!
بل آخر ما وصل إليه إنصاف الظالمين المعتدين عدهم لمن يصدع بالحق في وجه الطغاة الآثمين المعتدين .. أو يحض على جهادهم .. أنه من الإرهابيين الذين ينبغي أن يُحاربوا ..!!
بل إغاثة أطفال جياع ـ قتلهم حصار قوى الاستكبار ـ بدريهمات قليلة .. هو إرهاب، ودعم للإرهاب ..!
بينما الإرهاب الحقيقي للمستكبرين الظالمين المعتدين .. فهو أمن وسلام، وحق مشروع وعدل .. وواجب وطني وقومي ودولي لا خلاف عليه !!
قتلهم لشعب بكامله .. ليس من الإرهاب!
تدمير آلاف البيوت على أصحابها .. ليس من الإرهاب!
زجهم لعشرات الآلاف من الشباب في غياهب السجون ليس من الإرهاب ..!
قتلهم للأطفال والنساء براجمات صواريخهم وطائراتهم ليس من الإرهاب ..!
محاصرتهم لشعب بكامله .. ومنع الغذاء والدواء عن أطفالهم ونسائهم، وشيوخهم، ليس من الإرهاب!!
دعم دول الاستكبار في الأرض ـ بمئات الملايين من الدولارات ـ للطواغيت الذين يحكمون شعوبهم بالإرهاب، وبقوة الحديد والنار .. ليس من الإرهاب، ولا يُصنف على أنه دعم للإرهاب ..!
صناعتهم للقنابل الذرية النووية التي تقتل الأطفال والنساء .. وتدمر مدناً بكاملها .. قبل أن تصيب الجندي في ميادين القتال .. ليس من الإرهاب !!
هذا التسابق المسعور على صناعة الأسلحة الفتاكة .. ليس من الإرهاب ..!
هذا كله ليس إرهاباً وهو حق مشروع .. بينما طفل يرمي يهودياً محتلاً بحجر .. فهو إرهابي، وجهاده غير مشروع ..!!
* * *
43- ألا تستحي من الله يا عبد الله ..؟!
لو هاتفك صديق عزيز، يعزُّ عليك إلا أن تجيبه .. وتلبي نداءه .. وإن لم تفعل يصيبك الحرج الشديد نحوه .. هذا حالك معه وهو مخلوق مثلك .. وفضله عليك كفضلك عليه، وربما أقل!
فكيف بذي الجلالِ والإكرام العزيز الجبار، من له الأسماء الحسنى، والصفات العليا .. لا فضل لك عليه، وفضله عليك لا يُحصى، أنت الفقير إليه وهو الغني عنك وعن غيرك .. في كل ليلة ينزل إلى السماء الدنيا ـ نزولاً يليق بجلاله وكبريائه وعظمته ـ يناديك ـ وأنت ملتحف فراشك ـ: عبدي ها أنذا أتيتك .. ألك حاجة أقضيها لك .. استغفرني أغفر لك .. ادعني أستجب لك .. سلني أعطيك .. وأنا القادر على ذلك !
يظل يناديك بتلك الكلمات المباركات إلى أن ينفلق الفجر .. وأنت أنت .. عميق النوم .. مشدوداً إلى فراشك ولحافك .. وكأنه لم ينادك أحد !!
ألا تستحي من الله يا عبد الله .. الخالق يناديك وأنت لا تجيبه ؟!!
* * *
44- عِلْمُ الأسماءِ والصفات.
أجلُّ العلوم وأشرفها .. علم الأسماء والصفات .. العلم الذي يتعلق بأسماء الله تعالى وخصائصه وصفاته ..!
العلم الذي يُعرِّف العبد على ربه I .. يُعرفه على خصائصه وصفاته، وأسمائه التي لا يُشركه فيها أحد من خلقه .. فيزداد حباً وتعلقاً بخالقه I .. ويزداد خضوعاً وانقياداً لأمره!
فعلى قدر علم العبد بخصائص الرب I وصفاته، وأسمائه .. على قدر ما تتحقق عبوديته وطاعته لهذا الرب I .. ويرقى توحيده!
كمال العبودية والتوحيد مرتبط بكمال العلم بأسماء الله تعالى، وصفاته، وأفعاله ..!
لذا كان أكمل الناس عبودية لله U الأنبياء والمرسلين .. لأنهم أعرف الناس بالله U .. وأعرفهم بخصائصه، وصفاته، وأسمائه، وأفعاله I .. وأعرفهم بحقه على عباده!
لا يعصي العبدُ ربه إلا لنوع جهل بأسماء الله تعالى وصفاته .. وعلى قدر جهله بهذا العلم الجليل تكون المعاصي منه .. ويكون الشرود عن الطاعة .. فكل منهما علامة على الآخر ويدل عليه ..!
فالمشرك هو أجهل الخلق بأسماء الله تعالى وصفاته .. لذا فهو أجرأ الخلق على الخالق I وعلى عصيانه، والكفر به ..!!
على قدر علم العبد بأسماء الله تعالى وصفاته .. على قدر ما يعرف عظمة التوحيد وفضل نعمة الهداية التي منَّ الله بها عليه ..!
على قدر ما يعرف تفاهة الشرك .. وحقارة المشركين .. والنجس الذي هم فيه يتخبطون ويتقلبون .. نجاسة الشرك .. وعبودية المخلوق للمخلوق الضعيف العاجز الذي لا يملك لنفسه حولاً ولا قوة !
على قدر علم العبد بأسماء الله تعالى وصفاته، وأفعاله .. على قدر ما يمتلك الحصن المنيع الذي يصعب غزوه أو اقتحامه من قبل شياطين الأنس والجن .. على قدر ما يملك المناعة الإيمانية ضد الفتن بجميع صورها وأشكالها ..!
لأجل ذلك كله قلنا في أول كلامنا أن علم الأسماء والصفات هو أجل وأعظم علم يتعلمه الإنسان .. ومع ذلك نجد كثيراً من الدعاة والشيوخ ممن يدرِّسون الناس هذا العلم العظيم .. يدرسونه على أنه علم كلامي جدلي .. علم يقابل كلام الجهمية المعطلة، أو المجسمة المشبهة .. كيف نثبت، وكيف ننفي .. كيف نرد على هذه الفرقة أو تلك .. من دون الوقوف على دلالات هذا العلم وغاياته التي تزيد العبد إيماناً وانقياداً وحباً لخالقه I..!
فقست بذلك قلوبهم .. وقست قلوب الناس معهم .. ونفروا الناس عن تعلم هذا العلم العظيم .. وصوروا لهم ـ بأسلوبهم العقيم ـ صعوبة تعلمه .. وهذا كله بسبب جهلهم ومخالفتهم لطريقة النبي r في تلقين هذا العلم الشريف لأصحابه الكرام رضي الله عنهم أجمعين.
* * *
45- جسد في حديقة .. وقلب في قبر!
مثل ذلك مثل المشرك الذي يعيش في قصر .. والقصر في حديقة .. بينما قلبه الذي في صدره ـ بسبب كفره وشركه وخروجه عن الطاعة ـ كأنه يعيش في قبر ..!
لا يعرف الأمان ولا الاطمئنان، ولا الأُنس الحقيقي .. لأنه لا يعرف الله .. ولا يعرف الذكر الذي به تطمئن القلوب ..!
فهو رغم أن جسده يعيش في حديقة .. إلا أنه في قلبه يعيش ظلمة الخوف، والقلق .. ظلمة الذنب، ووحشة البعد عن الله .. والخوف من المجهول وما بعد الموت!
ظاهره يوحي بالسرور .. بينما في باطنه يعيش الكرب، والحزَن .. وضيق الصدر الذي ينتابه على مدار الوقت ..!
صدق الله:) ومن يُرد أن يُضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصَّعَّدُ في السماء (.
هذا في حياته الدنيا، أما بعد مماته فإن جسده يكون في قبر .. وروحه في نار جهنم وبئس المصير ..!
قال تعالى:) الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السَّلَم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون . فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين (.
ومن قبل قال بعض العبَّاد الصالحين: لو يعرف الملوك ـ الذين يسكنون القصور ـ اللذة التي نعيشها في قلوبنا لجالدونا عليها بالسيوف ..!!

يتبع إن شاء
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 06-24-2008, 05:19 PM
البتار البتار غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاك الله خيرا

متابع
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 06-27-2008, 03:22 PM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

46- لا تمدوا الباطل بذنوبكم ..!
في كثير من الأحيان نحارب الباطل .. نستبطئ زوالَه .. ولكن في نفس الوقت نغذيه ونقويه علينا .. بذنوبنا ومعاصينا!
كم من طاغية جاثم على صدر ومقدرات الأمة وددنا أن يزول .. وبنفس الوقت نمده بحبل من القوة من عند أنفسنا بسبب معاصينا وذنوبنا، وانحرافنا عن الحق .. يبتلينا الله به بسبب ـ بل بأسباب ـ من عند أنفسنا ..!!
كم من معركة هُزم فيها المسلمون .. وانتصر فيها أعداؤهم .. بسبب بعض الذنوب والمعاصي التي كان قد ارتكبها بعض المسلمين أو الجند .. وكانوا لا يلقون لها بالاً!!
أعجب لأناس ـ هم من أبناء جلدتنا، ويتحدثون بلغتنا ـ يرفعون شعار إزالة دولة يهود .. وتحرير فلسطين كامل فلسطين .. وهم يرتكبون الموبقات والكبائر .. وكثير منهم لا يتورع أن يُظهر الكفر البواح ..!
هؤلاء ـ علموا بذلك أم لم يعلموا ـ يطيلون عمر اليهود في فلسطين .. ويُطيلون أمد دولتهم .. وأمد معاناة أهل فلسطين .. وهم شركاء اليهود في قتل أطفال ونساء فلسطين!
هم سبب رئيسي في تأخير النصر .. وحصول الجلاء!
نصر الله ـ يا قوم! ـ لا يتنزل .. إلا إذا نصرنا الله .. ونصرنا لله يكون بامتثال أوامره .. وبالانتهاء عن نواهيه وزواجره .. أن نأخذ الإسلام كله ـ وليس بعضه ـ بقوة وصدق وجد:) إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم (.
نصر الله يتنزل عندما نصلي الفجر في القدس .. كما نصلي ظهر الجمعة في القدس!
أهل الباطل أوهن من بيت العنكبوت لو كنتم تعلمون .. ومع ذلك فهم أقوياء .. لا لأنهم أقوياء بحق .. بل لأننا نحن الضعفاء .. فقوتهم تأتي من جهة ضعفنا .. وضعفنا يأتي من جهة ذنوبنا ومعاصينا، وتفرقنا في ملل، وأحزاب ما أنزل الله بها من سلطان .. يأتي من جهة شرودنا عن الطاعة، وإقامة الصلاة ..!
احذر يا أخا الإسلام أن تمد الباطل .. أن تمد الطواغيت الظالمين بمدد من القوة والحياة .. أن تمدهم بذلك بذنوبك .. فتكون عوناً لهم على إخوانك وأنت لا تدري!!
واعلم أن ذنبك في الحجاز والشام .. يؤثر على تأخير نصر إخوانك في فلسطين والشيشان!!
* * *
47- ظاهرة سوء الاستدلال ..!
ظاهرة سوء الاستدلال ظاهرة قديمة حديثة .. فمن قبل استدل الخوارج بآيات ونصوص قيلت في الكفار المشركين .. فحملوها على المؤمنين الموحدين!
ومن قبل ـ وإلى يومنا هذا ـ استدل المرجئة بآيات ونصوص قيلت في المؤمنين الموحدين .. فحملوها وأنزلوها على الكافرين المجرمين!
ومن سوء الاستدلال كذلك أن يلجأ الباحث ـ عندما تعوزه الحجة والبينة ولا يجد
الدليل الصحيح على مسألته ـ إلى الإكثار من كلام أهل العلم ونصوصهم .. وإلى تسويد عشرات الصفحات في المسألة البسيطة التي تُبحث في عدة سطور .. حتى يظن القارئ أن هذا الباحث قد أحاط بالمسألة من جميع أطرافها وأبعادها، وقد أقام الحجة على المخالفين بما لا يسع لأحد مخالفته .. وبشيء من التأمل والمتابعة نجد أن هذه النصوص المطولة ـ التي نقلها هذا الباحث من أقوال أهل العلم ـ في واد، ومسألته التي يستدل عليها في وادٍ آخر ..!
وأحياناً نجد أن كثيراً من هذه النصوص المنقولة من كلام أهل العلم هي حجة عليه وعلى ما يريد تقريره وإثباته، وليست له .. وهو لا يدري!!
هذه ظاهرة متفشية في زماننا .. ما أكثر أهلها وأصحابها !!
* * *
48- فيمن يعمل لغيره ..!
من الغباء والحمق أن يكدح المرء طيلة يومه ثم في نهاية النهار يحرم نفسه وأهله وأطفاله مما كان قد اكتسبه من مال وربح، ويعطيه للآخرين .. لأناس هو لا يحبهم، ولا يميل إليهم!
من الغباء والحمق أن يزرع الإنسان .. ليحصد غيره ما يزرع .. ومن دون أن يستفيد شيئاً مما قد زرع!
مثل هذا مثل الإنسان المجاهد، العابد، القائم، الصائم .. الذي يشتم الآخرين، ويغتابهم، ويعتدي على حرماتهم وحقوقهم ..!
فيأتي كل واحد من هؤلاء يوم القيامة للقصاص، وتحصيل حقوقهم ممن كان قد ظلمهم أو اعتدى عليهم في شيء .. فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته .. حتى لا يبقى عنده شيء من الحسنات تتشفع له من عذاب يومئذٍ، فيُقذف به في النار ..!
كما في الحديث عن أبي هريرة أن رسول الله r قال:" أتدرون من المفلس ؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال:" المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أُخِذَ من خطاياهم، فطرحت عليه، ثم طرح في النار ".
فلا تزهدن ـ يا عبد الله ـ بحسناتك .. فتوزعها على الآخرين في يوم الحسنة فيه تساوي ملء الأرض ذهباً ..!
* * *
49- نريد أن ندخل الجنة ولكن ..!
ما أوسع ساحة الأماني عند الناس .. وما أقل ساحة العمل والبذل والعطاء ..!
نريد أن ينتصر الإسلام .. أن تعلو كلمته وتقام دولته .. ولكن من دون أن نضحي في سبيل ذلك بجهد يسير مستطاع .. أو حتى بذل دريهمات قليلات ..!
نريد أن نكون مع الأنبياء والصديقين والشهداء في أعلا الجنان .. ونُزوَّج بالحور العين .. ولكن من دون بذل ولا عطاء، ولا جهاد ..!
نريد أن ترفع المعاناة عن المسلمين في العالم .. ولكن من دون أن يقدم أحدنا درهماً في سبيل ذلك ..؟!
عند الحديث عن الأماني والتمنيات فالذي نريده كثير .. وكثير جداً .. وكبير .. وعندما يأتي الحديث عن العمل .. عن التضحية والبذل والعطاء .. عن تكاليف هذا الذي نريده .. تنكمش الأنفس الشح .. ويشح البذل والعطاء .. وتتوارى الوجوه!
الجهاد جيد .. لكن غيرنا الذي ينبغي أن يجاهد ..!
المجاهدون فضلاء .. ولكن لا أريد لولدي أن يجاهد ..!
الشهادة طيبة .. لكن لا نريد أن تراق منا قطرة دماء ..!
قال تعالى:) إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يُقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم (.
وفي الحديث:" لا صدقة ولا جهاد .. فبما تدخل الجنة " ؟!!
* * *
50- فاعلية الإعلام ..!
للإعلام فاعلية كبيرة .. وأثر بليغ على عقول وتوجه الناس !
ولو استخدم في الباطل .. لا تسأل عن حجم الخراب والفساد الذي يمكن أن يحققه !
فكم من طاغية كافر .. ظهر من خلال الإعلام الفاسد المكثف على أنه بطل دونه في الاستقامةوالعدلأبو بكر، وعمر، وعلي ..!
فكم من جاهل مشبوه .. ظهر من خلال الإعلام والدعاية المكثفة والمسخرة له على أنه عالم مجاهد .. وإمام .. فوق الشبهات أو أن يُشار إليه بنقيصة ..!
فكم من خائنٍ عميل .. ظهر من خلال الإعلام الفاسد المكثف في أعين الناس على أنه
مخلص وشريف، ونزيه ..!
وكم من ظالم مغتصب للحقوق .. معتدٍ على البلاد والعباد .. يُظهره الإعلام الفاسد في أعين الناس أنه هو المظلوم، وأنه صاحب حق وقضية، وأن المظلوم المعتدى عليه هو الظالم الذي ينبغي أن يُعاقب ..!
فكم من حق ظهر في أعين الناس على أنه باطل .. وكم من باطل ظهر في أعين الناس على أنه حق، ومن المسلمات التي لا تقبل النقاش .. كل ذلك بسبب ضغط الإعلام الجاهلي وكثافة الدعايات التي تبثها أبواق الإعلام الباطل والمتنوعة في سبيل ذلك ..!
وفي كثير من الأحيان يستطيع الإعلام الفاسد ـ من خلال الدعايات المكثفة والمتنوعة ـ أن يضع حاجزاً نفسياً كبيراً بين الناس وبين أن يلتفتوا إلى الحق أو يسمعوا إليه .. فضلاً عن أن يُجالسوه أو يتبعوه ..!
وفي كثير من المجتمعات التي يعاني أهلها من الخواء العقدي الإيماني .. والجهل الثقافي .. يكفي لتسيير الناس في اتجاه معين دون سواه ـ يرتضيه الطاغوت ـ أن يُصنع لهم فلم أو فلمان .. أو مسلسل تلفزيوني ونحو ذلك ..!!
فكم من مسلسل تلفزيوني نجد صداه وأثره ـ في اليوم التالي ـ في أحاديث، وأخلاق، وسلوك الناس ..!
فعلى الشباب المسلم .. وهم في طريقهم لطلب العلم .. وفي الدعوة إلى الله .. أن يتفطنوا لذلك .. أن يتفطنوا لهذا المكر الخبيث الذي يُبث في الليل والنهار .. حتى لا يقعوا في الظلم، وفي شباك ومكر الإعلام الباطل ـ وجنوده ـ وهم يعلمون أو لا يعلمون!

يتبع إن شاء الله
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 07-01-2008, 01:57 PM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

*************************************
* * *

52- القافلة تسير والكلاب تنبح ..!

يُضرب هذا المثل .. عندما قوافل الجهاد والاستشهاد تمضي للجهاد في سبيل الله .. والمثبطون المرجفون ينادونهم من جنبات الطريق أن إلينا .. يشككونهم بشرعية وجدوى جهادهم .. فيقال لهم حينئذٍ: القافلة تسير والكلاب تنبح ..!
عندما تمضي قوافل الشهداء إلى ربهم بنفس راضية مرضية .. ثم يأتي المثبطون من حولهم
يقولون: لو بقوا هؤلاء عندنا لما قتلوا .. لو أصغوا إلينا وإلى نصائحنا لما قتلوا .. ويتموا أطفالهم .. ورملوا نساءهم .. فيقال حينئذٍ: قافلة الحق تسير .. وكلاب الباطل والإرجاف تنبح !
عندما يمضي الحق إلى غاياته بثبات ويقين .. ومن دون أن يعير الباطل التفاتةً أو نظرة .. ثم تأتي قوافل النفاق والإرجاف لتنبح وتشكك في الحق وغاياته .. وتنفر الناس عنه .. فيقال حينئذٍ: القافلة تسير والكلاب تنبح ..!!
عندما يُحاول أهل الباطل ـ بكل تشعباتهم ومذاهبهم ـ ثني المسلم عن الحق الذي هو عليه .. فيقال: القافلة تسير والكلاب تنبح .. وما أكثر الكلاب التي تنبح في زماننا هذا!
* * *

53- لا تُحمِّل الأمور مالا تحتمل ..!


ما بعد الضيق إلا الفرج .. وما بعد العسر إلا اليسر .. وما من غمٍّ أو هم يدوم ..!
كم من كرب .. نعالجه بغم في القلب .. وهم على الوجه .. وقلق في النفس .. فنزيده اشتعالاً واستفحالاً .. ثم بعد فترة من الزمن يسيرة وإذا به ـ بإذن الله ـ يزول وكأنه لم يكن .. يصبح في عالم النسيان والخيال ..!
يزول .. لكن الذي لا يمكن أن يزول تلك الآثار السلبية ـ التي خلفتها طريقة التعامل مع هذا الكرب ـ على القلب والأعصاب، والنفس، وربما على الآخرين من الناس المحيطين بنا والمعايشين لنا ..!
كثير من الأمور هي أقل من بسيطة .. يمكن أن تعالج على طريقة ما بال أقوامٍ .. وبالتلميح دون التصريح .. أو بكلمة أو كلمتين .. ترانا نتعامل معها بانفعال، وغضب، وحدة، وتوتر، وغم، وهم، وقلق .. واحمرار في الوجه .. وانتفاخ في العروق .. قد يؤدي إلى جلطات أو سكتات في القلب .. وإرهاق في الأعصاب .. إضافة إلى أجواء النكد التي تعلو المحيط الذي نعايشه، ونختلط به ..!
كثير من الأمور نظنها كبيرة .. ونتعامل معها على أنها قضايا كبيرة .. ثم بعد فترة قصيرة من الزمن تظهر بحجمها الحقيقي الصغير الحقير .. فيقع الندم على الإفراط في الطريقة التي تعاملنا معها وما فرطنا به في جنب العباد .. ولات حين مندم !!
* * *

54- لماذا الانتفاضة فقط ..؟!!

منذ فترة نسمع ـ عبر وسائل الإعلام المختلفة ـ تصريحات لمسؤولين .. ومعلقين ..
وسياسيين وغيرهم تقول: الحل لتحصيل الحقوق في فلسطين، وطرد الصهاينة المعتدين يكمن في صمود الانتفاضة .. في دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني .. في استمرار الانتفاضة ..!
مواجهة الصهاينة المعتدين .. يجب أن تكون من خلال دعم الانتفاضة .. والوقوف إلى جانب الانتفاضة .. الانتفاضة خيار استراتيجي لا رجعة عنه .. الانتفاضة .. الانتفاضة ..!
أقول: ابتداءً لا أقلل من قدر وأهمية الانتفاضة .. ولا من جهاد الشعب المسلم الفلسطيني هناك .. فهم على ثغرة عظيمة من ثغور الإسلام نسأل الله تعالى لهم الثبات والنصر.
ولكن لماذا الانتفاضة فقط ..؟!!
لماذا أطفال الحجارة فقط ..؟!!
لماذا النساء والشيوخ فقط ..؟!!
لماذا الشعب الفلسطيني الأعزل من كل شيء .. مقابل جيش صهيوني همجي متوحش ـ يقتل الأطفال الرضَّع! ـ مدجج بأحدث الأسلحة الفتاكة .. فقط ..؟!!
لماذا لا يكون الحل ـ إضافة إلى جهاد الانتفاضة ـ تحرير حدود بلاد الطوق من سطوة وهيمنة كلاب الحراسة الأوفياء لليهود أكثر من اليهود لليهود .. لتأخذ الشعوب العربية والإسلامية دورها المفروض والصحيح، وتتحمل مسؤولياتها الشرعية في تحرير القدس وسائر البلاد من رجس الصهاينة اليهود ..؟!!
لماذا لا يكون الحل ـ إضافة إلى جهاد الانتفاضة ـ تحرير الجيوش العربية على الأقل ـ التي صنعت لحماية عروش الطواغيت ـ لتأخذ طريقها الصحيح في الجهاد إلى جانب الانتفاضة .. وأهل الانتفاضة ؟!
لماذا لا يكون الحل ـ إضافة إلى جهاد الانتفاضة ـ أن يُزاح الغبار عن الترسانة الضخمة للأسلحة المخبأة في مخازن طواغيت العرب .. والتي اشتريت بأموال المسلمين ..!
لماذا هذه الأسلحة ـ التي يتراكم عليها الصدأ والغبار ـ لا تُشهر إلا في وجه الشعوب .. ولقهر الشعوب لإرادة وحكم الطواغيت ..؟!!
لماذا لا تأخذ طريقها ـ بجوار حجر الانتفاضة ـ لتحرير الأرض، وطرد المغتصبين الصهاينة ..؟!
لماذا لا ترتفع الأصوات وبقوة ـ من كل الأطراف والجهات والهيئات المعنية ـ بالمطالبة بذلك .. إضافة إلى دعم الانتفاضة ..؟!!
فعدم حصول ذلك أو شيء منه يجعلنا نجزم أن شعار دعم الانتفاضة الذي يردد في وسائل إعلام الظالمين .. وتلوكه ـ بكل وقاحة وقلة حياء ـ أفواه كثير من المسؤولين .. هو عبارة عن كلمة حق يراد بها باطل .. يُراد بها مص نقمة الشعوب المقهورة وإخماد غضبتهم .. يُراد بها الهروب من المسؤولية الحقيقية .. ومن تحمل تبعات هذه المرحلة الهامة وما تقتضيه من واجبات .. ليقف الطفل الفلسطيني بحجره .. الإنسان الفلسطيني الأعزل من كل شيء .. إلا من إيمانه .. وحيداً فريداً .. أمام مسؤوليات التحرير والجلاء ..!
ألا قاتل اللهُ الطواغيت الظالمين .. كلاب الحراسة الأوفياء!!
* * *

55- من الكِبر ..!

الكبر رد الحق .. واحتقار الخلق!
وله صور عدة بعضها أظهر وأصرح من بعض، منها: ردُّ الحق لكونه يأتي من صغير الشأن .. وضيع الجاه .. لا يؤبه له!
ومنها: عدم رد الفضل إلى أهله .. حتى لا يُقال قد استدل بصعلوك وضيع .. أو استفاد ممن هم دونه مرتبة ودرجة!
ومنها: عندما لا يُنصف المرءُ الحقَّ من نفسه، ومن حزبه، وشيخه .. فيرد قول الحق بقول الخلق!
ومنها: قبول الحق لكونه جاء من القنوات التي نهواها ونميل إليها .. ورده لكونه جاء من جهات لا نرتضيها ولا نميل إليها ..!
ومنها: الاستخفاف بالخلق .. والنظر إليهم باستعلاء وفوقية .. وأنهم دونه في كل شيء .. وأنهم عبارة عن حشرات وصراصير!
وأعرف من هؤلاء ـ من ظاهره أنه من الدعاة! ـ من يحمل قوله تعالى:) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا ( على عباد الله ..!
ومنها: الأنَفَة عن القيام بالأعمال المشروعة .. لكونها أعمالاً وضيعة لا تليق به!
ومنها: الأنَفَة عن مجالسة المساكين والفقراء .. لكونهم من طبقة دون طبقته!
ومنها: التمنع عما ينفعه ويرغبه .. تكلّفاً وترفعاً .. رغم حاجته إليه!
فهذا كله من الكبر الذي يمقته الله تعالى .. ويُردي صاحبه في السخط والعذاب الأليم .. وربما يؤول به إلى الكفر وهو لا يدري.
عن عبد الله بن مسعود: أن رسول الله r قرأ سورة &quot; النجم &quot; فسجد فيها، وما بقي أحدٌ من القوم إلا سجد.
فأخذ رجل من القوم كفّاً من حصى أو تراب فرفعه إلى وجهه، وقال: يكفيني هذا!
قال عبد الله: فلقد رأيته بعد ذلك قُتل كافراً!

يتبع إن شاء الله

التعديل الأخير تم بواسطة أبو مصعب السلفي ; 07-02-2008 الساعة 06:39 PM سبب آخر: حذف الخاطرة 51, ونسأل الله أن يرزقنا الفهم
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 06:14 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.