السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله
مُحمد صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم أجمعين..
أحبتي في الله
إن الدُنيا دار لا مقام بها و إنها فناء
كُلنا راحلون مِن عليها ولا أحد مُخلد بها
وما نحنُ إلا ضيوف بها وما علي الضيف إلا الرحيل
فماذا أعددنا للرحيل؟!!
أحبتي في الله
إنه سيأتي يوم ونترك أموالنا وبيوتنا وأولادنا
سنترك كل شئ ونرحل علي خشبةٍ ولا قوة لنا
نرحل فجأةً وبالأمس كُنا نمشي علي أقدامنا
نرحل ومعنا أعملنا
فإما أن تكون أعملنا صالحاً وإما العكس
لِمَا لا نتعظ عندما نري من كانوا معنا بالأمس
وفي اليوم الأخر كانوا أموات!!
لِمَا لا نأخذ من أمواتنا العِبر!!
كم كُنا نلعب ونلهو وغرنا الأمل
كم عصينا وكم نسينا هادم اللذات
ومُفرق الجماعات
(الموت)
أحبتي في الله
إن الدُنيا متاعٌ زائل وظلٌ زائل
فاليوم نمشي علي الأرض
وغداً تحت التراب
اليوم نعمل ونتكلم بلا حساب
وغداً حساب بلا عمل
فمهما طال الليل لأبد من طلوع الفجر
ومهما طال العمر لأبد من دخول القبر
فهذا القبر هو بيتنا
لِمَا لا نعمل له ونجتهد في بناءه
ألم يسهر الطالب ويُجاهد نفسهِ
حتي يكون من الفائزين؟!!
ألم تحبوا أنتم أيضا بالفوز
بجنان الرحمن؟!
أعلموا أن جنة الله لا ينالها
إلا من عمل وجاهد من أجلها
صبر علي البلاء
لأنه علم جزاء الصبر
وكان علي يقين بالله عزوجل
جاهد نفسه في البعد عن ما يُغضب الله عز وجل
جاهد نفسه علي الطاعة حتي يكون من الطائعين لله عزوجل
أحبتي في الله
تذكروا يوماً تُجزي كل نفسِ بما عملت
فأنظروا في أعمالكم
هل هي صالحاً أم سيئاً
وإن كانت صالحاً فأصدقوا النية والإخلاص لله عزوجل
والله يعلم الغيب ويعلم في القلوب
وأكثروا من ذكر الموت
وأبنوا قبوركم بُناءً حسن
زينوا القبر بالذكر والقرآن
فأجعلوا القرآن جليسكم
والله أنيسكم
قال:
الحارس بن ادريس
قُلت لداود أوصني
قال :
عسكر الموت ينتظرونك
فماذا أعددنا له؟
فإن كان من توفيق فمن الله وإن كان من خطأ من نفسي والشيطان
وأعوذ بالله أن أكون جِسراً تعبرون بهِ إلي الجنة ثم تُلقون به في النار
سُبحانك اللهم وبحمدك أشهدوا أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ألم نعلم بهذا؟!!
العرض العادي
