انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟!

كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #41  
قديم 09-30-2008, 05:34 PM
نفس طاهرة نفس طاهرة غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
هل تعرفينها؟...كانت ملكة على عرشها....على أسرة ممهدة...وفرش منضدة...بين خدم يخدمون...وأهل يكرمون..
لكنها كانت مؤمنة تكتم إيمانها...إنها آسيا...امرأة فرعون..كانت في نعيم مقيم..فلما رأت قوافل الشهداء..تتسابق إلى أبواب السماء..اشتاقت لمجاورة ربها وكرهت مجاورة فرعون..
فلما قتل فرعون الماشطة المؤمنة..دخل على زوجه آسيا يستعرض أمامها قواه...فصاحت به آسيا:الويل لك ما أجرأك على الله..ثم أمر فرعون بها فمدت بين يديه على لوح..وربطت يداها وقدماها في أوتاد من حديد..وأمر بضربها فضربت..حتى بدأت الدماء تسيل من جسدها..واللحم ينسلخ عن عظمها..فلما اشتد عليها العذاب..وعاينت الموت..رفعت بصرها إلى السماء وقالت (رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين)..وارتفعت دعوتها إلى السماء..قال ابن كثير:فكشف الله لها عن بيتها في الجنة..فتبسمت....ثم ماتت..نعم..ماتت الملكة..التي كانت بين الطيب وبخور..وفرح وسرور..نعم تركت فساتينها...وعطورها وخدمها..وصديقاتها..واختارت الموت لكنها اليوم..تتقلب في النعيم كيفما شاءت.....
وهذا نموذج آخر,يقول صاحب القصة:كنت في مصر أثناء أزمة الكويت,وقد تعودت دفن الموتى منذ أن كنت في الكويت قبل الأزمة,وعُرفت بين الناس بذلك,فاتصلت بي إحدى العائلات طالبة مني دفن أمهم التي توفيت,فذهبت إلى المقبرة, وانتظرت عند مكان غسل الموتى,وإذا بي أرى أربع نساء محجبات يخرجن مسرعات من مكان الغسل,ولم أسأل عن السبب,وبعد فترة وجيزة نادتنا المرأة التي كانت تغسلها لحمل الجثة ,فدخلنا لحمل الجثة ولما وصلنا إلى فتحة القبر وكعادة أهل مصر فإن أغلب قبورهم مثل الغرف ينزلون من الفتحة العلوية بسلم إلى قاع الغرفة حيث يضعون موتاهم دون دفن أو إهالة للتراب........
فتحنا الباب العلوي وأنزلنا الجثة من على أكتافنا وإذا بها تنزلق منا داخل الغرفة دون أن نتمكن من إدراكها,حتى سمعت قعقعة عظامها تنكسر أثناء سقوطها فنظرت من الفتحة....وإذا بالكفن ينفتح قليلاً فيظهر شيئاً من العورة,فقفزت مسرعاً إلى الجثة وغطيتها ثم سحبتها بصعوبة بالغة إلى اتجاه القبلة ,ثم فتحت شيئاً من الكفن تجاه وجه الجثة....وإذا بي أراى منظراً عجيباً!!!رأيت عينيها قد جحظت.....ووجهها أسود........فرعبت لهول المنظر وخرجت مسرعاً لأعلى لا ألوي على شيء.....وبعد وصولي إلى شقتي اتصلت بي إحدى بنات المتوفاة واستحلفتني أن اخبرها بما جرى داخل القبر لوالدتها....فأخبرتها فإذا بها تقول لي:عندما رأيتنا نخرج من الغسل مسرعات...فإن ذلك كان السبب...اسوداد الوجه وجحوظ العينين وذلك لأن أمي.........ماتت متبرجة....
(أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنو وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون)
كم من الفتيات المؤمنات..انجرفت إحداهن مع الأمواج..فبدأت تتساهل بالحجاب والعباءة وترضى أن تتبع ما يصنعه المفسدون..بل يصممه الفجرة والكافرون..من الثياب والعباءات التي تظهر الزينة بدل أن تسترها..عجباً!!..كيف ترضين أن تكوني دمية يلبسونها ما شاءو؟...
فمن هي الفتاة التي لا تريد الجنة ولا رائحتها؟..قال صلى الله عليه وسلم(صنفان من أهل النار لم أرهما رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)أنك بتبرجك وسفورك تصبحين وسيلة من وسائل الشيطان؟..أيسرك أن تكوني قدوة في الشر..أما آن الأوان للوقوف مع نفسك..أما آن الأوان أن تعودي إلى الملك الجبار الواحد القهار الذي أمره بين الكاف والنون...كفاك من ذل وهوان...كوني عزيزة كزوجة فرعون....
وأبشري برضوان الله تعالى...وطيب الحياة......وحسن الختام...ولا تكوني من المحرومات..
كوني بطلة...وعودي إلى الله...مهما كان الثمن...فإن الجنة هي والله الثمن..
واحذري من اللعنة قال:(لعن صلى الله عليه وسلم النامصة والمتنصة)كيف تفعلين ما يعرضك للعنة من الله واتق الله فإنك والله تموتين وحدك..وتبعثين وحدك...وتمرين على الصراط وحدك.....ثم إما إلى نار وإما إلى جنة.. أرجوك عودي لربك....فعذابه أليم..لا يتحمله أحد...وعقابه وخيم... فاتق الله في شباب المسلمين... واسألي نفسك هل الله راضٍِِ عنك!!!
اقرئي هذا الخبر...ادخلت إلى قسم الإسعاف امرأة في الخامسة والخمسين من عمرها..وذلك إثر ذبحة صدرية شديدة..أدت إلى توقف قلبها...اتصل بي د.خالد الجبير..وطلبوا مني الإسراع لرؤيتها,وكان ذلك الساعة السابعة صباحاً,فلما وصلت وجدت أن الذبحة شديدة ,أدت إلى فصل كهرباء القلب عن القلب فطلبت نقلها إلى قسم القسطرة وتوصيل الكهرباء لها....
وفي أثناء تدليك قلبها ومحاولة إنعاشها ورغم ان الجهاز يشير إلى توقف قلبها إلا أنه حدث شيء غريب...لم أره ولم أعهده في حياتي من قبل...أتدرون ما هو!! لقد انتبهت المرأة وفتحت عينيها..بل تكلمت!!أتدرون ماذا قالت!!صرخت أو اشتكت أو قالت زوجي,أولادي,هل طلبت المساعدة!!!
لا والله..بل كانت أول كلمة سمعتها منها كلمة التوحيد العظيمة...أشهد أن لا إله إلا الله..وأشهد أن محمد رسول الله..ثم ماذا تتوقعون!!توقف القلب مرة أخرى..وصاح الجهاز معلناً توقف قلبها..
فحاولت إنعاش قلبها مرة أخره..وسبحان الله!!تكرر الأمر مرة أخرى..فتحت العينين وانطلق اللسان بالشهادتين...وهل تصدقون لقد تكرر ذلك أمام ناظري ثلاث مرات..يتوقف القلب ثم ينطق اللسان بالشهادتين..ولا أسمع كلمة أخرى إنما فقط ذكر لله والشهادتين..ثم بعد ذلك توفيت رحمها الله ورأيت أمراً عجيباً..لقد استنار وجهها!!نعم... صدقوني.....والله الذي لا إله إلا هو لقد استنار وجهها..لقد رأيته يشع نوراً..وهكذا كانت نهايتها...فخرجت لزوجها معزياً وقلت له يا أخي لقد حصل من زوجتك أمر عجيب..ولكني أحب أن أسألك سؤالاً..كيف كانت حياتها وماذا كانت تصنع!!!قال وبكل بساطة لقد تزوجتها منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاماً..ومنذ تلك الفترة وطيلة حياتها معي لم أرها تترك صلاة الوتر وقيام الليل في ليلة من الليالي إلا أن تكون مريضة أو معذورة..فقلت لنفسي(لمثل هذا فليعمل العاملون)نعم وما أدراك ما قيام الليل!!إنه شرف المؤمن
فالآن محرابها يبكي عليها...ومصلاها اشتاق إليها....فهنيئاً لها الجنة...
إذا ما الليل أقبل كابدوه..........فيسفر عنهم وهم ركوع.......أطار الخوف نومهم فقاموا..وأهل الأمن في الدنيا هجوع...لهم تحت الظلام وهم ركوع.......أنين منه تنفرج الضلوع
أبشري أختاه فأنين المذنبين أحب إلى الله من سجع المسبحين........
أنت ملكة......ملكة....
يقول أحد الأطباء:كنت أدرس في بريطانيا وكانت جارتنا عجوز يزيد عمرها على السبعين عاماً..كانت تستثير شفقة كل من رآها قد احدودب ظهرها...ورق عظمها..ويبس جلدها..ومع ذلك..فهي وحيدة..بين جدران أربعة..تدخل وتخرج وليس معها من يساعدها من ولد ولا زوج تطبخ طعامها..وتغسل ثيابها..منزلها كأنه مقبرة...ليس فيه أحد غيرها ولا يقرع بابها أحد دعتها زوجتي لزيارتنا ذات يوم..فأخبرتها زوجتي بأن الإسلام يجعل الرجل مسئولاً عن زوجته.. يعمل من أجلها...يبتاع طعامها ولباسها..يعالجها إذا مرضت...ويساعدها إذا اشتكت..وهي تجلس في بيتها..تجب عليه نفقتها ورعايتها..بل وحماية عرضها ونفسها..فإذا رزقت بأولاد وجب عليهم هم أيضاً برها..والذلة لها..ومن عقها نبذه الناس..فإن لم تكن المرأة ذات زوج وجب على أبيها وأخيها..أو وليها..أن يرعاها ويصونها..كانت هذه العجوز تستمع إلى زوجتي..بكل دهشة وإعجاب..بل كانت تدافع العبرات وهي تتذكر أولادها وأحفادها الذين لم ترهم منذ سنوات..ولا يزورها أحد منهم..بل لا تعرف أين هم..وقد تموت وتدفن أو تحرق وهم لا يعلمون..لأنها لا قيمة لها عندهم...أنهت زوجتي حديثها..فبقيت العجوز واجمة قليلاً...ثم قالت:في الحقيقة إن المرأة في بلادكم:ملكــة...ملكـــة...نعم والله ..أيتها الغالية أنت عندنا ملكة..نعم ملكة تسفك من أجلك الدماء... فمن قتل دون عرضه فهو شهيد ..وترخص لأجلك الأرواح..وتنفق الأموال..
ولأنك ملكـة مصونة أمر الرجال حولك أن يحفظوك..
قوليها أنك راجعةٌ...............لطهر وآثار الرهبان
وختاماً...أيتها الجوهرة المكنونة..والدرة المصونة..أهمس في أذنك بكلمات أرجو أن تصل إلى قلبك قبل أذنك...لا تغتري بكثرة العاصيات..لا تغتري بكثرة من يتساهلن بالحجاب..ومغازلة الشباب والعشق والهيام...همهن المسرحيات والأفلام والمسلسلات يعشن بلا قضية فنحن بصراحة في زمن كثرت فيه الفتن..وتنوعت المحن..فتن تفتن الأبصار..وأخرى تفتن الأسماع..وثالثة تسهل الفاحشة..ورابعة تدعو إلى المال الحرام..حتى صار حالنا قريباً من ذلك الزمان...الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم (فإن وراءكم أيام الصبر..الصبر فيهن كقبض على الجمر..للعامل فيهن أجر خمسين منكم..يعمل مثل عمله..قالوا يا رسول الله..أو منهم قال:بل منكم)
وإنما يعظم الأجر للعامل في آخر الزمان..لأنه لا يكاد يجد على الخير أعواناً..فهو غريب بين العصاة..نعم غريب بينهم..يسمعون الغناء ولا يسمع...وينظرون للمحرمات ولا ينظر..قال صلى الله عليه وسلم(بدأ الإسلام غريباً..وسيعود غريباً كما بدأ...فطوبى للغرباء)
فتوكلي على الله...إنك على الحق المبين....ولا تغتري بكثرة الساقطات...ولا ندرة الثابتات..
أسأل الله أن يحفظك بحفظه..ويكلأك برعايته..ويجعلك من المؤمنات التقيات..الداعيات العاملات..ولسوف تبقين أختاً لنا..حتى وإن لم تستجيبي لنصحنا..نحب لك الخير..ولسوف ندعوا الله لك آناء الليل وأطراف النهار..ولن نمل أبداً من نصحك وحمايتك..وأملنا أن الله لن يضيع جهدنا معك.......وما توفيقنا إلا بالله...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

(وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني أخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون){31-النور}
رد مع اقتباس
  #42  
قديم 10-01-2008, 03:54 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

..الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






رد مع اقتباس
  #43  
قديم 11-16-2008, 09:20 PM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Icon41



الطاعون والفاحشة



سمي بأسماء عديدة ولكنها مرعبة، فهو تارة يسمى بالموت الأسود، وتارة أخرى بالطاعون الأسود، لنتأمل كيف أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الوباء القاتل....

بدأ الانحطاط الأخلاقي بالانتشار في أجزاء مختلفة من أنحاء العالم، ومنها الدول الإسلامية بسبب كثرة الأموال والجاريات والغواني ومجالس اللهو الطرب والخمر. وقد كانت أماكن كثيرة من العالم تعجّ بالفساد والفاحشة.

وفي القرن الرابع عشر في عام 1347 بدأ مرض جديد لم يكن منتشراً من قبل هو مرض الطاعون، بدأ بالانتشار في جنوب آسيا والصين وقتل أكثر من

لوحة تعبر عن صورة الموت الذي خلفه الطاعون في أوربا في القرن السابع عشر.


75 مليون شخص وانتقل إلى أوربا، وقتل وقتها ثلثي سكان أوربا، وسمي بالموت الأسود [1].

ومع بداية عصر النهضة في أوربا بدأت ظاهرة الفساد الأخلاقي بالتفشي أكثر فأكثر، وبدأ الناس في دول الغرب يجاهرون بالمعاصي بشكل غير مسبوق، وكان ذلك في القرن السابع عشر الميلادي. ولذلك وبسبب كثرة الزنا والشذوذ الجنسي بدأ مرض الطاعون بالانتشار في مختلف أنحاء أوربا.

وبالطبع لا يمكن مقارنة ذلك العصر بما تعيشه اليوم أوربا من فساد أخلاقي، ولكن بدايات تفشي الفواحش بدأت مع القرن السابع عشر بسبب توافر أماكن خاصة للدعارة وانتشارها في أنحاء متفرقة من أوربا.

لقد كان هذا المرض إنذاراً إلهياً مرعباً، فقد أحدث خللاً كبيراً في حياة البشر، وفوضى لم يسبق لها مثيل من قبل.

كيف بدأت القصة

يؤكد العديد من علماء الغرب أنفسهم أن انتشار مرض الطاعون والذي حصد أكثر من عشرين مليون إنسان خلال أسابيع قليلة، يؤكدون أن هذا المرض إنما هو عقاب من الله بسبب فساد الأخلاق وتفشي الفواحش، ونؤكد عزيزي القارئ أن هذا كلامهم أنفسهم [1].

جرثومة الطاعون Yersinia pestisالتي قتلت أكثر من ثلثي سكان الصين والهند وأوربا خلال زمن قصير وبشكل مفاجئ. المصدر Bubonic plague, www.wikipedia.org


ويسبب الطاعون ألماً شديداً وحمى وورماً في الغدد اللمفاوية، ويسبب هذا المرض بقعاً حمراء على الجلد ثم تتجول إلى بقع سوداء مخيفة. ويشعر مريض الطاعون بالصداع والبرد في الأطراف، وتسرع في ضربات القلب، ثم يحدث نزيف تحت جلدي، ويسبب لطخات على الجلد، ثم يبدأ الجهاز العصبي بالانهيار، وتبدأ بعد ذلك الاضطرابات العصبية الغريبة والتي يتمايل منها المريض وكأنه يرقص رقصة الموت! وخلال عدة أيام يكون الجلد قد اسود وفارق المريض الحياة.

إحصائيات مرعبة

نقدم من خلال هذا الجدول إحصائية بسيطة لنسبة الذين ماتوا بالطاعون في أوربا فقط، ونلاحظ أن الطاعون الذي ضرب أوربا عام 1630 قد حصد بحدود 69 % من سكان أوربا، وهي أعلى نسبة للموت في التاريخ [2]!


السنة

نسبة الموت

من عدد السكان

1347-52

5%-35%

1563-1636

10-30%

1665

28%

1630

35%-69%

1709-13

30%-49%

1720

25%-50%

1743

60%


ويؤكد الباحثون حديثاً بأن هذا المرض كان يظهر بشكل مفاجئ ثم يختفي. ولم يختفي هذا المرض إلا في القرن التاسع عشر، وفي القرن العشرين عادت الكثير من الأمراض التي ظهرت بسبب تفشي الفواحش من جديد.


وربما يكون أشهرها مرض الإيدز الذي يقتل ملايين الأشخاص في المناطق الأكثر فساداً في العالم. إذن يمكننا أن نستنتج حقيقة تاريخية وطبية وهي أنه بدأ مرض الطاعون بالتفشي لقرون عدة، ثم بدأت بعده أمراضاً لم تكن معروفة من قبل مثل الإيدز وغيره من الأمراض التي ارتبطت بالفواحش مثل الزنا والشذوذ الجنسي.

والسؤال: هل من حديث نبوي يتنبأ بهذه الحقائق؟


صورة للوحة قديمة تصور رجل وامرأة يحتضران وهما مصابين بالطاعون ويظهر هذا على بشرتهم المصدر هو موقع :
المعجزة النبوية

يقول صلى الله عليه وسلم: (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا) [رواه ابن ماجه]. إن هذا الحديث يمثل معجزة نبوية حيث يتحدث بوضوح عن مرض الطاعون، ثم عن أمراض وأوجاع لم تكن معروفة من قبل، وهذا هو مرض الإيدز خير شاهد على ذلك.

بعض آثار الطاعون الأسود الذي فاجأ البشر مرات عديدة وقتل مئات الملايين من الناس بسرعة مرعبة. المصدر


لقد ربط البيان النبوي بين ظهور الفاحشة والإعلان بها، وبين الطاعون والأمراض التي لم تكن في الأمم السابقة، ومن خلال المعلومات التي رأيناها نستنتج أن ظهور الطاعون أولاً ثم الأمراض الجديدة التي لم تكن معروفة من قبل، يرتبط بكثرة الفواحش.

ولا نملك إلا أن ندعو بأكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:(اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك).

ـــــــــــــــــــــــــــ

بقلم عبد الدائم الكحيل

وفراس نور الحق

ـــــــــــــــــــــــــــ


رد مع اقتباس
  #44  
قديم 11-16-2008, 09:28 PM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Icon41

عائدون إلى ربهم د. عائض القرني


عائدون إلى ربهم


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم تسليماً، وبعد:

فأخبار التائبين شائقة، وقصصهم رائقة، لأنها تروي لنا حياة البؤس والنعيم، والشقاوة والسعادة، والمخافة والأمن، والقلق والسكينة.

ما ذرّ شارق ولا لمع بارق غلا وعاد إلى الله صادق، وما أفل غارب ولا طرق نجم ثاقب إلا وأناب إلى الله تائب.

التائب منكسر القلب، عزير الدمعة، حي الوجدان، قلق الأحشاء...

التائب صادق العبارة، جم المشاعر، جيّاش الفؤاد، مشبوب الضمير...

التائب خليٌّ من العجب، فقير من الكبر، مقلّ من الدعاوي...

التائب بين الرجاء والخوف، والسلامة والعطب، والنجاة والهلاك...

التائب في قلبه حرقة، وفي وجدانه لوعة، وفي وجهه أسى، وفي دمعه أسرار...

التائب يعرف الهجر والوصال، واللقاء والفراق، والإقبال والإعراض.

التائب له في كل واقعة عبرة، فالحمام إذا غرّد بكى، والطير إذا صاح ناح، والبلبل إذا شدا تذكّر، والبرق إذا لمع اهتز..

التائب يجد للطاعة حلاوة، وللعبادة طلاوة، وللإيمان طعماً، وللإقبال لذة...

التائب يكتب من الدموع قصصاً، وينظم من الآهات أبياتاً، ويؤلف من البكاء خطباً..

التائب كالأم اختلست طفلها من يد الأعداء.. وكالغائص في البحر نجا من اللجّة إلى الشاطىء.. وكالعقيم بشِّر بابن، وكالرجل البارز للإعدام عفى عنه.

التائب أعتق رقبته من أسر الهوى، وأطلق قلبه من سجن المعصية، وفك روحه من شباك الجريمة، وأخرج نفسه من كير الخطيئة.

التائب طالطائر الجريح لا يختال، وكالقمر الكاسف لا يتكلّم، وكالنجم الغابر في الغيهب لا يصيح.

وهذه بعض قصص التائبين كتبتها لمن تاب وأناب، ولمن عزم على التوبة، ولمن فكر في أن يتوب، ولمن أعرض عن التوبة، فعسى أن تنفع الجميع.

1.جندي عرف الله: حدثني هذا الرجل بقصته يوم تاب إلى الله تبارك وتعالى، إنها قصة عجيبة، إنها قصة الإنسان يوم يعيش حياتين وفترتين ومرحلتين.. يوم يعيش الظلام والنور.. الهدى والضلال.. الحفظ والضياع.. هذا الرجل لا أذكر اسمه، وهو مشهور بين أهل بلده بعبادته وبكائه وخشوعه وتلاوته، يحدّثك عن قصة عودته إلى ربه وعيناه تذرفان.

كان جندياً بإحدى المدن يحمل بندقيته في حراسة متقطعة، وكان في تلك الفترة قوي البنية، لكنه ميت القلب.. ريّان الشباب، لكنه مفلس الإرادة، عملاق الجسم، لكنه هزيل الإيمان.

أخبرني أنه كان لا يسجد لله سجدة، لا يعرف الصلاة، وما هي الصلاة، وما قيمة الصلاة، لا يدخل المسجد، إلا مجاملة إذا اضطر إلى ذلك مصانعة للناس ومراءاة لهم.

كان معروضاً تماماً عن الله عز وجل: " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضلّه الله على علمٍ وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوةً فمن يهديه مِنْ بعد الله أفلا تذكّرون " .( الجاثية: الآية 23)

قال لي بأنه كان يستهزىء بالدين الإسلامي، لا يحب الصلاح والصالحين.. إذا دعي إلى الله تعالى ردّد كلمته المشهورة: " كفر صراح ولا دين مخشخش "!

كان لا يغتسل من الجنابة، وربما يضطر لمصانعة الناس فيدخل المسجد بجنابته ليصلي، لا يعرف الوضوء، لأن القلب في سباتٍ عميق، وفي غمرة هائلة، يقف في نوبته فيشعل السيجارة من السيجارة.

أطلق لقلبه الهيام في أودية المعاصي والشهوات، وأطلق لعينه النظر إلى الحرام، وأطلق لسمعه التلذذ بالغناء الفاحش، وأطلق لجوارحه العبث بالقيم والمبادىء، يرى الفتاة فيتابعها بعينيه اللتين كأنهما رصاصتان.

أما ليله فمع ثلة من الشباب الحيران الضائع، يسهر معهم في المجون، في البذاءة، في الهيام والغواية، فإذا زاره النوم رمى بجثمانه على الأرض كالجثة الهامدة حتى يدعي لنوبته، ينام بلا طهارة، بلا صلاة، بلا قرآن، بلا ذكر.. ينام نومة الهائم الضّال الذي ما عرف الطريق.

كان ينفر من السنن، ومن أهلها الملتزمين بها، يرى أن الدين مسخرة، والتمسك به تخلّف ورجعية، وأن قضايا الدين عتيقة، أكل عليها الدهر وشرب.

كره الصالحين والأخيار، لا لشيء، إلا لأنهم متدينون صادقون.. بينه وبين والديه ما يقارب ثلاثمائة ميل، لكنه هجرهم وقاطعهم، ومن قطع حبله مع الله فحري به أن يقطعه مع الناس.

ومضت الأيام، والليالي، والساعات، والدقائق، يملؤها باللهو واللعب، ويحشوها بالمجون والاستهتار.

وأرسل الله تعالى إلى تلك البلدة بداعية عملاق، داعية مؤثر جد مؤثر، شيخ علم ورجل فضل، خطيب مصقع، ومتكلم قدير، وقد مات قبل سنوات رحمه الله، ولم تذكره الكتب، ولكن ذكرته القلوب، ولم تتكلم عنه الصحف، ولكن تكلمت عنه العيون بدموعها.

كان هذا الداعية إذا تكلم تسابقت دموعه وكلماته، يقول أحد الصالحين: رأيت في المنام كأني دخلت سوقاً قد احتشد فيه الناس، وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم قائم خطيباً في هذا السوق، وبكى في أثناء خطبته- بأبي هو أمي- فأغمي على بعض الناس من كثرة التأثر حتى رشوا بالماء، قال: وفي الصباح نزلت إلى سوق البلدة، فلما اجتمع الناس قام هذا الداعية يعظ، فارتفع صوته بالوعظ والبكاء حتى رأيت بعض الناس يسقطون في الشمس من التأثر، ويرشون بالماء، فكان هذا تأويل رؤياي من قبل.

هذا الداعية زار بلدة هذا الجندي، فدخل مسجداً صغيراً بجانب الإدارة التي يعمل بها هذا الرجل.

كان الجندي في حراسته بجانب المسجد، وقام الداعية بعد الصلاة، فتكلم، وسافر بالقلوب في رحلة إلى الدار الآخرة، تكلم، ولكنه أسر الأرواح، فأصحبت في يديه، فإمّا مناً بعد وإما فداءً، وأنصت الجندي بأذنيه لكلام الشيخ، وكان الشيخ يشرح قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظرْ نفسٌ ما قدّمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ". ( الحشر: الآية 18)

وأفاض الداعية في ذكر الآخرة، وما فيها من عجائب وأهوال، وتحدث عن الجنة وعن النار، وسلم الجندي قلبه للداعية ليصله بالله عز وجل.

يقول الجندي عن نفسه: لقد أصبحت في حالة تشبه الذهول لا أدري أين أنا، لقد فقدت قوتي على القيام، فجلست على الأرض، وأتاني من البكاء ما الله به عليم.

لقد خاطب هذا الداعية الفطرة المودعة في هذا الرجل، فطرة الإيمان والتوحيد: " فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم " . ( الروم: الآية 30)

لقد تذكر هذا الجندي أيامه السوداء البائسة، وتذكر وقوفه بين يدي ربه تبارك وتعالى، في يوم العرض الأكبر: " يؤمئذ تُعرضون لا تخفى منكم خافية " ( الحاقة: الآية 18)، حينها استفاق قلبه، واستيقظ إيمانه، وغلى وجدانه.

لا إله إلا الله، ما أقوى هذا الدين إذا تغلغل في الأرواح، ولا إله إلا الله، ما أنفذ سلطان التوحيد إذ تملك القلوب ؟

انتهى الواعظ من موعظته، ولكن هذا المذنب النادم لم ينته من بكائه ولن ينتهي، ولماذا ينتهي ؟

وجاءه زملاؤه يهرعون إليه، وهو في غيبوبة البكاء، ما لك يا فلان ؟ ما لك يا فلان ؟ ما لك يا فلان ؟ ماذا أصابك ؟... سلامتك..!! وما ردّ عليهم إلا بالبكاء.

إذا اشتبكت دموع في خدودٍ

تبين منْ بكى مِمَّنْ تباكي

أخذوا سلاحه من يديه، وقام يتوكأ على زميله، ودخل غرفته يواصل نحيبه وحسرته، وفجأة انفجر كالبركان يعلن توبته أمام الله تعالى.. أتوب إلى الله، أستغفر الله.. يا رب تبت إليك.. غفرانك.. رحمتك يا رب..

" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ". ( الزمر: الآية 53)

ذهب فاغتسل من الجنابة وخلع ملابسه ولبس ملابس أخرى نقية طاهرة، واستهل أول حياته- حياة الإيمان- بصلاة المغرب، " أو مَن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كَمَنْ مَّثله في الظلمات ليس بخارج منها ". ( الأنعام: الآية 122)

ولما انتهت صلاة المغرب ذهب التائب مع الشيخ الداعية إلى بيت مجاور للمسجد، ولما طاب المجلس اقترب صاحبنا من الشيخ وقصّ عليه قصة حياته: قصة الضياع، قصة الحرمان، قصة عدم المبالاة.

فانطلق الداعية الحكيم يصف له طريق الهداية، وسبيل السعادة، ويعلمه بمبادىء أمور الإسلام، وسنن الصلاة، وطلب من بعض الحاضرين تعليم هذا التائب كتاب الله عز وجل تجويداً وتلاوةً وحفظاً وعملاً.

قال لي هذا التائب: والله، ما نمت تلك الليلة من فرحي بالهداية والإقبال على الله، " أفمن شرح الله صدرَه للإسلام فهو على نورٍ مِن ربه فويلٌ للقاسية قلوبهم من ذكر الله ". ( الزمر: الآية 22)

واستمر هذا المقبل يعيش حياة الإيمان، وتالله لقد قال لي: حفظت القرآن في أربعة أشهر فحسب عن ظهر قلب.

لقد عكف على القرآن، ينام في الليل والنهار ساعتين فحسب، يقرأ القرآن قائماً وقاعداً وعلى جنبه، وواصل النوافل، وصلح حاله وانشرح باله، وذهبت غمومه وهمومه، هو اليوم فوق الخمسين من عمره، وهو من أعبد من رأيت من الناس، يختم القرآن في كل ثلاثة أيام، وله أوراد من الأذكار الشرعية، أما دموعه فما أسرعها من دموع، طلق المحيّا، بشوش، ترى الولاية ظاهرة عليه.

وهذه القصة سجلتها منه، وإنني أعرف أن كثيراً من الأحبة يعرفونه، وإن في قصته لعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. " ربَّنا إنَّنا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربِّكم فآمنّا ربَّنا فاغفر لنا ذُنوبنا وكفِّر عَنَّا سيئآتنا وتوفَّنا مع الأبرار ". (آل عمران: الآية 193)

2.شاب أدركته عناية الله: هو شاب تنكّر لدينه، ونسي ربه، وغفل عن نفسه، كان يضرب به المثل في التمرد والعناد، حتى لقد بلغ من أذيته للناس أن دعا عليه الكثير بالهلاك ليريح الله الناس من شره.

وعظه بعض الدعاة فما قبل، نصحوه فما سمع، حذروه فما ارتدع، كان يعيش في ظلمات من شهواته، دخل عليه أحد الدعاة، وكان هذا الداعية مؤثراً صادقاً، فوعظ هذا المعرض حتى أبكاه، وظن أنه استجاب لله وللرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن دون جدوى عاد كما كان، وكأنه ما سمع شيئاً أبداً.

لا يعرف المسجد حتى يوم الجمعة، يخرج من بيته بعد العشاء مع عصابة من الأنذال، ولا يعود إلا قليل الفجر، ثم ينام النهار كله.

ترك الوظيفة وهجر العمل، فأفلس في الدين والدنيا، وكانت أمه تنوح بالبكاء مما ترى من واقع ولدها، بل تمنت كثيراً أن يموت.

ينام على الأغنية ويستيقظ عليها، وعنده من صور الخلاعة والفجور والمجون ما يهدم إيمان أهل مدينة، بل ثبت عنه تعاطي المخدرات فأصابه سكار في العقل والروح.

طال شذوذه عن الله، وحلم الله يكتنفه.

طال تمرده والله يمهله، وكثرت معاصيه ونعم الله تحوطه.

يسمع كل شيء إلا القرآن، ويفهم كل شيء إلا الدين، ويحب كل شيء إلا ذكر الله وما والاه.

سبحان الله، كيف يرتكس القلب إذا لم يعرف الله، وسبحان الله، كيف يتبلد الإحساس يوم يعرض عن الله عز وجل.

وتمر أيامه المسودة بالمعصية، المغبرة بالمخالفات، ويفكر أحد الصالحين من الدعاة في طريقة طريقة لانتشال هذا العاصي من المعصية، إنها طريقة إهداء الشريط الإسلامي، وإدخاله بيوت الناس وسيارات الناس، الشريط الإسلامي الذي ينقل علم المتكلم ونبرته وتأثيره.

وتم إهداء هذا الشاب مجموعة من الأشرطة المؤثرة، أخذها ووضعها في سيارته، ولم يكن له اهتمام بسماعها.

ثم سافر عن طريق البر إلى الدمام، وطال الطريق واستمع إلى ما شاء من غناء وسخف، ثم جرب أن يزجي وقته بسماع شريط إسلامي ليرى كيف يتكلم هؤلاء الناس، وما هي طريقتهم في الكلام.

وابتدأ الشريط يبث ذبذبات الإيمان حية على هواه الصدق مباشرة، عبر أثير الإخلاص بذبذبة طولها الرسالة الخالدة لمستمعيها في مدينة المعرضين وما حولها.

أنصت الشاب للشريط، وكان الحديث عن الخوف من الله تعالى، وأخبار الخائفين، ووصلت الكلمات إلى قلب الشاب، فاستقر هناك، في قرار مكين، وانتهى الشريط وقد استعد الشاب واستنفر قواه الذهنية، وراجع حسابه مع الله جلَّت قدرته.

وفتح الشريط الثاني، وكان الحديث عن التوبة والتائبين، وارتحل الشاب بفكره إلى ماضيه المحزن المبكي، فتتابع الشريط والبكاء في أداء عرض من النصح أمام القلب، وكأن لسان حال الموقف يردد: " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يُحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تُحشرون ". ( الأنفال: الآية 24)

واقترب من مدينة الدمام، وهو لا يكاد يتحكم في سيارته من التأثر، لقد دخل جسمه تيار الإيمان يهزه هزاً: " وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمرُّ مرَّ السحاب صُنعَ الله الذي أتقنَ كلَّ شيء ". ( النمل: الآية 88)

ووصل المدينة فدخلها، وقد دخل قبلها مدينة الإيمان، تغيّرت الحياة في نظره، وأصبح ينظر بنظرة العبد التائب بعد أن كان ينظر بنظرة المعرض المتمرد.

بدأ بالمسجد وتوضأ بالدموع مع الماء:

إذا كان حب الهائمين من الورى

بليلى وسلمى يسلب اللب والعقلا

فماذا عسى أن يصنع الهائم الذي

سرى قلبه شوقاً إلى العالم الأعلى

ودخل المسجد، فاستفتح حياته بالصلاة، وبدأ عمراً جديداً:

" وقُل جاء الحقُّ وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ". ( الإسراء: الآية 81)

وعاد إلى أهله سالماً غانماً: سالماً من المعاصي غانماً من الطاعات دخل البيتَ بوجه غير الوجه الذي خرج به، لأنه خرج بوجه المعصية والذنب والخطيئة، وعاد بوجه أبيض بنور الطاعة والتوبة والإنابة.

وتعجب أهله!! ماذا جرى لك يا فلان ؟ ما حدث ؟ قال لهم: حدث أعظم شيء في حياتي، عدت إلى الله، تبت إلى الله، عرفت الطريق إلى الله.

ودمعت عيناه، فدمعت عيونهم معه فرحاً، ومن الدموع دموع تسمى دموع الفرحة:

طفح السرور عليّ حتى أنني من عظم ما قد سرني أبكاني

وأشرقت أنوار البيت، وتسامع الناس، وأخذوا يدعون للتائب المنيب، فهنيئاً له بتوبة ربه عليه: " أولئك الذين نتقبّل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحب الجنة وعدَ الصدقِ الذي كانوا يوعدون ". ( الأحقاف: الآية 16)

3.امرأة ترد زوجها إلى الله: كان هذا الرجل يسافر إلى الخارج للمعصية، فيعصي الله في الداخل والخارج، وفي الليل والنهار، والسر والعلن.

ظن أن الحياة كأس وامرأة، فسقط في الملذات، وهو في الظلمات، وأوقع نفسه في ورطات ونكبات.

آخر سفرة له كانت إلى فرنسا- البلد المظلم المتهتك- سافر إلى هناك، ومكث مدة في حياة بهيمية، يأنف من بعض صورها الحيوان، إنها حياة أعداء الله، أولئك " الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً ". ( الكهف: الآية 104)

ثم عاد إلى أهله، ودماغه ممتلىء بأخبار تلك البلاد وقصصها.

فالعظماء عنده عظماء الغرب، والأدباء عنده أدباء الغرب، والدنيا كلها الغرب.

وكان قد تزوج بامرأة صالحة، امرأة عرفت الله عز وجل: " ربَّنا هبْ لنا من أزواجنا وذرِّياتنا قرة أعين ". ( الفرقان: الآية 74) ولقد كانت هذه المرأة قرة عين، خرجت من بيت يعيش الإسلام حقيقة، وينعم بالإيمان.

بيت، أهله مصلّون، ذاكرون، متصدقون، بيت يشرف بالحجاب والحشمة والعفاف.

هذا البيت لم يعرف الأغنية، وما رأى المجلة الخليعة، والفيلم الهدّام.

وبدأت هذه المرأة مع زوجها حياة جديدة، كانت تجذب زوجها إلى الله جذباً ليّناً، كلما وجدت فرصة تكلمت معه عن الإيمان والهداية، يراها مصلية ذاكرة عابدة، تدخل بيتها بذكر الله، وتحضر طعامها باسم الله، وتنهي أمره بحمد الله.

تدعو زوجها إلى نجاته، وتدعو له بالنجاة.

وبدأ الزوج يصلي في البيت لا في المسجد، فكانت تذكره بفضل الجماعة، وتدعوه برفق ونصح وإشفاق، فبدأ أحياناً يصلي في المسجد، وحضر أول يوم إلى المسجد في صلاة الفجر، فأثنت عليه زوجته خيراً بما فعل، وأظهرت السرور والفرح، فواصل كل الصلوات في المسجد جماعة وترك المسكر، وبغّضت له زوجته قرناء السوء، وحبّبت إليه الصالحين، فهجر أصحابه المعرضين عن الله عز وجل.

وأهدت له مصحفاً فسر بتلك الهدية وأخذ يتلو، هجر الدخان وأطلق ليحته، وانتهى من إسبال ملابسه، تكاملت شخصيته الإسلامية.

بدأ نور الإيمان يلوح على محياه، أخذ يحضر دروس العلم، ومجالس الخير، وندوات الإيمان. زار الصالحين وزاروه، حج واعتمر والحمد لله، هجر الغناء، والمجلة الخليعة، والأفلام الهدامة، " فمَن يُرد الله أن يهديه يشرحْ صدره للإسلام ". ( الأنعام: الآية 125)

هو الآن، يعيش حياة المسلم العامر قلبه بشكر ربه، الرطب لسانه بذكر مولاه.

حفظ الآن كثيراً من القرآن الكريم، وهو مثل المؤمن الصادق.

فسلام على تلك الزوجة، ورفع الله منزلتها، وأخرج من النساء من أمثالها، وسلام على هذا الرجل وثبَّته بالقول الثابت، وزاد في الرجال من أمثاله، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تعالى: " يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم ".(1)

4.التائب من الحجاز: لما عزمت على كتابة هذه القصص، طلبت من بعض المحبين إفادتي بقصص التائبين لهم ولغيرهم، فجاءتني مكالمة هاتفية من مهبط الوحي، وتكلم معي شاب عاد إلى الله بعد غربة، واستأنس بعد وحشة، وعرف بعد إنكار.

هذا الشاب خاض غمار الحرب الأفغانية بعد أن هداه الله. فسبحان من يهدي المعرض ليكون مجاهداً، ويدلّ المتمرد ليكون عابداً، ويرد الغاوي ليكون داعية: " ولو لا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً ولكن الله يُزكّي مَن يشاء ". ( النور: الآية 21)

كان هذا الشاب في سبات عميق – كما يصف نفسه-، كان له أصحاب يدعونه إلى كل رذيلة، فترك الدراسة فترة طويلة، كان عنده عود يعزف عليه كلمات الخسارة والسخف، وما درى أنه سوف يعزف على القلوب بكلمات النور والإيمان، فقد كان صوته جميلاً لكن بالغناء، فأصبح جميلاً بالقرآن.

عاقر المسكرات، وتناول المخدرات، وأضاع الصلاة، كان يجمع الصور الخليعة، ويحتفظ بها، لأن إدراك المعرض عن الله ضعيف، وبصيرة الشارد عن الإيمان مظلمة، وأكثر الفاشلين في الدراسة والوظيفة والكسب هم: أهل المعاصي، " ومن لم يجعل اللهُ له نوراً فما له من نورٍ ". ( النور: الآية 40)

ولكن مفاتيح الهداية عند الله تعالى يفتح بها القلوب، متى شاء، وأنى شاء، وقد يكون مفتاح القلب كلمة، أو خاطرة، أو نظرة، أو عظة، أو مشهداً مثيراً، أو تأملاً للعواقب.

أما حبيبنا هذا، فلم تكن عودته مفاجأة، بل تدرّج في العودة شيئاً فشيئاً، حتى تم له الخير، فاستغلظ فاستوى على سوقه، وعلى رغم مجونه ومعصيته إلا أنه كان مرحاً، ودعوباً، خلوقاً، يسمح للآخرين أن يتحدّثوا معه ويستمع لما يقولون.

فقد سمح لبعض الشباب الملتزمين بزيارته، وكانوا أخياراً.

دخلوا بيته بهدوء، ولم يخاطبوه بشيء بادىء ذي بدء، إنما كانت زيارة عابرة فيها مرح وحديث عام، لتكون مقدمة لغيرها من الزيارات.

ودعوه لزيارتهم فأجاب الدعوة وألفهم وألفوه، وحدثوه كثيراً عن الهداية، وأعطوه كتباً، وأشرطة. فبدأ يصلي، ثم حافظ على الجماعة، وارتقى به الحال إلى أن التزم بسنن محمد صلى الله عليه وسلم: " والذين اهتدوا زادهم هدىً وآتاهم تقواهم ". ( محمد: الآية 17)

وأصبح الآن ينعم بالهداية، وقد شرف نفسه بالرباط في سبيل الله حيث شارك مع المجاهدين الأفغان جهادهم، وذاق طعم الذب عن دين الله تعالى، وهو يسير من خير إلى خير، ثبتنا الله وإياه على الحق حتى نلقاه.

5.عائد من جيران الحرم: هذا الشاب قصته شبيهة بقصة " تائب من الجحاز "، وقد كتب قصة توبته بيده وأرسلها إليّ وافرفقها بقصيدة فيها أكثر من أربعين بيتاً.

وملخص قصته: أنه أبصر الحق بعد عمى، ورأى الطريق بعد ضلال، ورزقه الله التوبة. وقد ذهب إلى أفغانستان للجهاد وعاد، وهو عاكف على بعض البحوث القيمة، وقام بجمع أدعية القرآن.

كتب إليّ في رسالته يوصيني بالزهد في الدنيا، وبذل العلم والتواضع، فشكرت ذلك له، وأعجبني فيه حبه للصالحين، ومرافقته لهم، وحرصه على الفائدة، وفيه مرح ودعابة تحببه إلى إخوانه.

التائبون إلى رحابك أقبلـــوا

عافوا بحبك نومهم فسجــدوا

أبواب كل مالك قد أوصـدت

ورأيت بابك واسعاً لا يوصـد

كلمات التائبين صادقة، ودموعهم حارة، وهممهم قوية، ذاقوا حلاوة الإيمان بعد مرارة الحرمان، ووجدوا برد اليقين بعد نار الحيرة، وعاشوا حياة الأمن بعد مسيرة القلق والاضطراب، " قال اهبطا منها جميعاً بعضكم لبعضٍ عدوٌ فإمّا يأتينَّكم مِنِّي هُدًى فمن اتبع هداىَ فلا يضلُّ ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشرهم يوم القيامة أعمى ". ( طه: الآيتان 123-124)

6.شاعر يتوب: هذا الشاعر المسلم المجاهد له أجم قصيدة تتحدث عن الرثاء في تاريخ الأدب الإسلامي، عاش قبل أن يتوب هائماً في أودية الشقاوة والحرمان، عاش غافلاً عن حياته ومستقبله، رافق عصابة من أهل الإجرام مهمتهم السلب والنهب ونصب الكمائن للمسافرين: يسرقون ويفتكون ويقتلون، قد ماتت الرقابة في أنفسهم، فلا تمر قافلة إلا سرقوا متاعها.

ليلهم: سهر ضائع، ونهارهم: دمار وتخريب، والقلب إذا صد عن منهج الله عمي وضل.

واستمرت بهذا الرجل هذه الحالة زمناً طويلاً، ولكنْ..مهما طال الحرمان، فلا يأس، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.

سبحان من يعفو ونهفو دائـماً

ولم يزل مهما هفا العبد عفـا

يعطي الذي يخطي ولا يمنعه

جلاله عن العطا لذي الخـطا

وفي يوم جميل من أيام الله عز وجل المباركة، ويوم يولد فيه الإنسان مولداً جديداً، هو يوم التوبة والإقبال على الله عز وجل.

في هذا اليوم تمر بهذا الرجل سرية من الجيش الإسلامي تريد الجهاد في سبيل الله، يقود هذه السرية ( سعيد بن عثمان بن عفان).

فيرى بعينه هؤلاء الشباب الذين باعوا أنفسهم من الله، فاشتراها منهم بالجنة بعقد وميثاق. فأتوا إلى الأعداء ليسلموا السلعة ويأخذوا الثمن، رآهم وقد ظهرت على وجوههم أنوار الطاعة وإشراقات العبادة.

عباد ليلٍ إذا جنَّ الظلام بهـــم

كم عابد دمعه في الخد أجــراه

وأسْد غاب إذا نادى الجهاد بهـم

هبّوا إلى الموت يستجدون رؤياه

فتفكر هذا المذنب في نفسه وتأمل حياته وقارن بين حالته وحالة هؤلاء الفتية.

ليله غناء ومكاء وتصدية، وليلهم بكاء ودعاء ودموع.

نهاره سلب ونهب وفتك، ونهارهم في جهاد وتضحية ودعوة.

قلبه هائم في أودية الشهوات، ومسافر في بحار الملذات، وقلوبهم مليئة بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، مشرقة بنور القرآن والسنة، فيا بعْد ما بين الحياتين والمنهجين ؟

فاستفاق الرجل، وأشرقت بنور الله عز وجل، وتقدم إلى القائد ووضع يمينه في يمينه، وأعلن التوبة والعودة إلى الله، لقد نالت الكرامة يمناه، وأبصرت الحق عيناه.

فقل للعيون الرمد للشمس أعيـن

تراها بحق في مغيب ومطلــع

سامحْ عيوناً أطفأ الله نورهــا

بأهوائها لا تستفيق ولا تعــي

وسافر مع الجيش غازياً في سبيل الله تعالى بائعاً نفسه من ربه.

لقد أقبل بقلبه على الله عز وجل، ولقد عرف الصراط المستقيم. ولقد صدق مع الله: " والذين جاهدوا فينا لنهدينَّهم سُبُلنا وإنَّ الله لمَع المُحسنين ". ( العنكبوت: الآية 69)

وفي طريقه إلى الجهاد لدغته حية، فاضطرب جسمه ودنت منيته وتيقن بالفراق من هذه الحياة، وتذكر أيامه السالفة وتسلى بتوبته. ثم ذكر أمّه وإخوته وزوجته، وملاعب الصبا، ومراتع الطفولة، فانفجر باكياً بقصيدة، وانتح بأبيات ما سمع الشعراء مثلها.

قصيدة فيها السحر الحلال، قصيدة تحمل الأسى واللوعة والشجى الحرقة، قصيدة فيها إعلان التوبة والعودة إلى الله تعالى، فاسمع إليه وهو يقول:

فالله دري يوم أترك طائـــــعاً

بنيَّ بأعلى الرقمتين وداريـــــا

ألم ترني بعت الضلالة بالهـــدى

وأصبحت في جيش ابن عفان غازياً

7.تاب إلى الله قبل الغروب: هذا الشاب من أهل أبها يعرفه كثير من الإخوة والمحبين، وكان كبير الجسم عملاق البنية، درس الابتدائية فكان مثلاً ونموذجاً لعالم العفاريت! بقلب الكراسي على الطاولات، والطاولات على الكراسي.

دخل الثانوية فملأها رعباً، وضجيجاً، وصخباً، امتلأ ملفه بالعناد والسباب والشتائم والملاكمات، يصل بيته في الظهر ضارباً أو مضروباً.

لنا في كل يوم من معدّ

سباب أو قتال أو هجاء

انتظم في كلية الشريعة، فكانت الشريعة مشرقة وهو مغرب! دعاه القائمون على الشريعة، فوعظوه فما أفاد، وخوفوه فما استفاد، ورغبوه فما استجاب، وأرهبوه فما أجاب، وفي الأخير دعاه أحد المسؤولين فسلمه ملفه، وأخبره أن الكلية لا تستطيع تحمل تبعاته.

ذهب من الكلية هائماً بلا عمل، فارغاً بلا شغل، يتعرض للشباب فيصدهم عن سبيل الله، ويستهزىء بالصالحين.

كان يتعمد جرح مشاعر المسلمين، فكان يقف عند أبواب المساجد يشعل السيجار، وكان كما قال عن نفسه: يريد من ينهاه ليبطش به.

وتطاول به الزمن، وذهب إلى مدينة أخرى، فسكن السكن الجامعي، ولقيه زميل له كانت بينهما صداقة قديمة، فدله على شريط إسلامي مؤثر، فأخذه تزجية للوقت ونزولاً عند رغبة زميله.

ولما سمعه، قلب موازينه، وغير حياته، وبدَّل مستقبله، فقام إلى المسجد واستهل حياته بصلاة المغرب، وأقبل إلى الإيمان، فملأ به قلبه، وعاشر الأخيار وأنس بهم، وصاحب القرآن آناء الليل وأطراف النهار.

تراه بعد الهداية سهلاً ليناً قريباً منك، وهو اليوم يعزم على الذهاب إلى أفغانستان للجهاد ليتقرب إلى الله بدماء الملاحدة.

ومثله في شجاعته وإقدامه مكسب لهذا الدين، " وما كان قولهم إلا أن قالوا ربّنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبِّتْ أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فآتاهم الله ثواب الدنيا وحُسنَ ثوابِ الآخرة والله يحبُّ المُحسنين ". ( آل عمران: الآيتان 147-148)

بعنا النفوس فلا خيار ببيعنا

أعظم بقوم بايعوا الغفـارا

فأعاضنا ثمناً ألذ من المنى

جنات عدن تتحف الأبرارا

8.شابان بتوبان في زمن واحد: هذان الشابان من منطقة واحدة، في سن واحدة، أحدهما يعمل أستاذاً في مدرسة، والثاني موظف بمستشفى.

تنكرا لهذا الدين، ورفضا أوامره ونواهيه.

أحدهم سهر مع زملائه في لعب الورق من بعد صلاة العشاء إلى ما بعد صلاة الظهر من اليوم الثاني.

فيا حسرتا كيف انطوى العمر مسرعاً

صرفناه في عود ولهوٍ ومرقـــص

كان المسجد بجوار بيته، لكن قلبه ليس بجوار المسجد، كانت تمر عليه فترات من العناد يستهزىء فيها بالدين وأوامره من صلاة وذكر وأذان وسنن.

نام ليلة من الليالي بطيئة النجوم، وارفة الأنداء، طيبة السحر، فانتابته، وهو في نومه حالة من الاختناق والرعب، أشرف منها على الموت، واستيقظ، ولا يزال الاختناق يزاوله ويطارحه.

وأحسّ بالموت حقيقة، وذاق طمعه.

وفي أثناء هذا الصراع تذكر القدوم على الله عز وجل، تذكر حياته وأيامه، تذكر خطاياه وسيئاته، نسي كل لذة، وذهب عنه كل متاع وتخلى عنه كل حبيب، وأخذ يعاهد الله تعالى لئن أنجاه من الموت ليعودن إليه، وليتوبن من إصراره وفجوره.

واستفاق، وقد أطلق عنه الخناق، فما كان منه إلا أن صرح بالتوبة وانفجر باكياً.

ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي

جعلت الرجا ربي لعفوك سلما

وقام فتوضأ، وأخذ في صلاته، ينتحب، ويناجي مولاه حتى أظله الفجر، فذهب إلى بيت الله عز وجل، منشرح الصدر، حيّ القلب، عامر الوجدان، ولسان حاله يقول:

اليوم ميلادي الجديد وما مضـى

موت بليت به بليــــل داج

أنا قد سريت إلى الهداية عارجـاً

يا حسن ذا الإسراء والمعراج

أما الشاب الثاني، والفارس التالي، فكزميله تماماً في الغواية والانحراف، بل عرف عنه تعاطي المخدرات بجسارة، والسقوط في المحرمات بجدارة، ولكن دعاة الإسلام وقفوا على الطرقات وأفواه السكك، يصيدون القلوب، يعتقون الرقاب من أسر الشيطان وجنوده.

ومر هذا الشاب بداعية، فحياه الداعية، وتبسم في وجهه، وأهدى له كتاب " الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي " لابن القيم، فانطلق الشاب فرحاً بشيئين:

الأول: اللقاء الحار الباسم من الداعية.

الثاني: الهدية الثمينة التي تبني في القلب قصور الأمل والود.

وبدأ الشاب مع ابن القيم في رحلة ممتعة عبر كتابه، لكن ابن القيم لم يتركه يفلت من يديه حتى أعلن توبته وعودته وإنابته.

ثم واصل مع ابن القيم في كتبه حتى امتلأ حباً للإسلام، وشوقاً للرسول صلى الله عليه وسلم، وعبودية لله الواحد الأحد. وأصبح هذا الشاب في عداد الأخيار على المثل العليا والمبادئ الأصيلة.

" أفمن يمشي مُكبّاً على وجهه أهدى أمَّن يمشي سويًّا على صراط مستقيم ". ( الملك: الآية 22)

أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من التائبين الصادقين، وأن يعيد الأمة إليه عوداً حميداً، والله أعلم.










(1) أخرجه مسلم ( 2577) من حديث أبي ذر رضي الله عنه، وقد سبق.






المراجع د. عائض القرني، للشباب خاصة، ص 173-192
رد مع اقتباس
  #45  
قديم 11-16-2008, 09:30 PM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Icon41

بسم الله الرحمن الرحيم
كان يا مكان .. كان فيه شاب ملتزم .. في عصر ما قبل الإنترنت !!

يحكى أنه في زمان قريب ..
تخاله النفس لتبدل الأحوال .. سحيق
كان فيه شاب ملتزم إسمه : فلان !
** يبدأ يوم بصلاة الفجر مع الجماعة ، وقد أرهف السمع لآيات الحكيم العليم
رق قلبه لآيات ربه
ونزلت الآيات على محل قابل وسمع شهيد
فلما سلم من الصلاة .. وكأنه فارق الحياة .. فقد انتهى لقاء مولاه
ظل يمني نفسه بأنه عما قريب تشرق الشمس ويمر وقت الكراهة فيدخل على من لاقرار لنفسه .. ولا راحة لقلبه إلا بذكره ............ سبحانه
يبدأ رحلته اليومية مع الأذكار .. هذه رحلته في الغداة .. وله أخرى في العشي رحلة ( أولي الألباب )
يتفكر في خلق السماوات والأرض .. ويذكر الله .. ويدعوه خوفا وطمعا
فيجد من الفتوحات الربانية .. ما الله به عليم
كأن الجنة والنار رأي عين
يشهد قلبه معاني وآثار صفات من له الأسماء الحسنى والصفات العلا ..
سبحان الله وبحمده .... مائة مرة
لا إله إلا الله وحده لاشريك الله له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .... مائة مرة
سيد الإستغفار ،، رضيت بالله ربا ..... إلخ
يخرج مع إخوانه يمشون في الطريق
وقد بدأت نسمات البكور تداعبهم ..
قلوبهم مطمئنة ، وقد ذابت عنها كل شحوم الغفلة
يتجاذبون أطراف الحديث
وكأن كل واحد منهم ينتقي أطيب الثمار .. ليقدمها لأخيه
أعذب الكلمات .. وأصدق الوداد
كل منهم خافض جناحه للآخر .. فإن أحدا منهم لا يريد مجد نفسه وإنما الجميع يريد مجد الله
ولا يبتغي أحد منهم مدحا ... بل الكل يردد : الحمد لله
يشحذ هذا همة هذا للعمل الدعوي
يصبر هذا أخاه على إبتلائه
يدعون للمسلمين في أنحاء الأرض بقلوب مهتمة مغتمة ... واثقة في نصر الله
يرجع صاحبنا فلان إلى البيت
يغلق بابه
فهذا وقته الذهبي للطلب
فبركة هذه الأمة جعلت في بكورها
وهو يحتسب في طلبه هذا
أن يرفع الجهل عن نفسه
وأن يدعو إلى الله على بصيرة
وأن يذب به عن المؤمنين
ويقوم به لله سبحانه .. لا يخشى فيه لومة لائم
..... لا تذهبوا بعيدا .. فتظنوا أنه يطلب العلم ليستطيل به على العالمين .... فذاك عصر لم يأتِ بعد !!!!! ..... إصبروا
هو في عمله شعلة في الدعوة إلى الله
الكل يحبه ... لأنه رقيقا لطيفا .. هاشا باشا
لأنه فعلا يشفق على المسلمين ، ويرجو لهم الهداية والصلاح
.. لا يسكت على منكر ، ولكنه ينكره بحكمة وفطنة
فتخرج الثمرات مباركة طيبة
هو في عمله تقيا نقيا
لأنه قد ألقى الدنيا وراء ظهره
لأنه يطلب الحلال .. ويعلم يقينا أن البركة فيه
غاضا لطرفه .. حافظا لجوارحه عن كل ما يسخط ربه
هو في بيته صبورا !
يصبر على أهله
ودودا معطاءا
إذا بدر منه خطأ- وكل ابن آدم خطاء - لا يستنكف عن الإعتذار
إذا رأى نقصا .. أو وجد خللا ، غض الطرف ما لم تنتهك محارم الله
أتدرون من العاقل ؟؟ الفطن المتغافل
هو في بيته صاحب القلب الكبير
يستمع إلى مشكلات أخته وأخيه ، وأمه وأبيه ، وزوجه وولده
ويسعى في حلها ..
يذكرهم بالله
يدعوهم إليه ..
مسابقات وكلمات
وموائد قرآنية
واصلا لرحمه .. مكرما لجيرانه
داعيا إلى ربه حسبما تيسر له
متواصلا مع المشايخ والدعاة
وقته وقف لله
إذا أخذ قسطا من النوم
قام
يتأهب .. يتطهر ويتعطر .. هذا السواك .. وهذا المصحف
يدخل
مدرسة رهبان الليل
التي خرجت على مر العصور : فرسان النهار
يناجي ربه ..
ويتلو كتابه
و.... تضيق العبارة عن وصف حاله

هكذا كان .. صاحبنا فلان
والزمان غير الزمان
أما الآن
فقد باتت هذه اليوميات .. ذكريات
لأنه !
**** قد دخل عصر الإنترنت *****
صلاة الفجر .. كم ينام عنها ؟؟
لماذا ؟
إنه عصر الإنترنت .. كان يجاهد في سبيل الله !
بالرد على أبي فلان .. وأم علان
أذكار الصباح والمساء
كل عام وأنتم بخير!!!
يعني .. خلاص .. لم يعد لها نصيب ؟؟
المائة اصبحت عشرة
والثلاث تقال مرة
ولربما قالها وهو بين المواقع والصفحات
يتفكر في عجائب الماسينجر والتشات !
.. أنسيتم
هذا عصر جديد ....... عصر الإنترنت
إخوانه قلاهم .. وأهله جفاهم
تنادي أمه عليه ... أي فلان تعالى !
فيردد المسكين : ( ربِ أمي والإنترنت ؟! أمي والإنترنت؟! )
ويؤثر ..... الإنترنت !
وماذا عن صبره ؟
وتحمله للقاصي والداني ؟
وبذله الندى في سبيل أحبابه ؟
ذاك عهد مضى
فالآن ... إذا وجد المتحدث بطيئا بدأ يحدثه ! ( ريفرش )
بتأفأفات وتبرمات ، وعلامات الملل الظاهرات ... وهات من الآخر وقتي ضيق !
وما حصله من العلم في عصر ما قبل الإنترنت
... سخره الآن .. في الجدل ، مع أن العلم يهتف بالعمل لا بالجدل !
صار بطلا مفحما كبيرا !
خانه الطرف الجموح
وتراكمت الذنوب الصغيرة
حتى أصبحت ذنبا كبيرا
وتكرر الذنب الكبير
وعلا الران قلبه ..
ولم يعد يحس بألمه
هجر الكتاب
وترك القيام
فترت همته .. وضعفت عزيمته
أما عن الحب في الله
وسلامة الصدر
وحفظ اللسان
وتجنب الوقوع في المسلمين
فليبكِ من أراد البكاء
اليوم يحقد على فلان .. ويحسد علان
وبينه وبين هذا من الخصومات ما تخر له الجبال
وتقلصت الحياة
والطموحات
والجهود
في دائرة صغيرة .. لا تسمن ولا تغني من جوع
كان حريصا على كل دقيقة .. في عصر ما قبل الإنترنت
أما الآن .. تمضي الساعات وكأنها لا تعنيه !
فقده أهل بيته
إشتاق إليه أولاده !
أين أبانا ؟
نريده !!!!!
نريد أن يجلس معنا
يعلمنا ويداعبنا
يربينا فنحن الأمانة !
أين الأوقات الجميلة ؟
في ظلال القرآن .. ورياض السنة ؟؟
أيحب الإنترنت أكثر منا ؟
أم أنه عنه سيسأل يوم القيامة .. لاعنا ؟؟!
بكى عليه الجميع ، وافتقدوه
حتى مصلاه .. وكتبته
كلها تقول : كنا نحبه
وأصبح صاحبنا فلان ... منظر !
ليس له من التزامه إلا الكلام .. الذي فقد بهجته ووقعه في النفوس
تراكمت الذنوب
واشتدت الغفلة
وقست القلوب
وابتعد عن مصدر الهدى
وأقبل على الإنترنت
فرط في الصلاة
وهجر القرآن
وغفل عن الذكر
وترك الدعوة
وأغلق الكتب
وفتح الإنترنت
ليت شعري ما دهاه ؟
كان فينا غيمة تروي الحياة
^^^^^^ إنا لله وإنا إليه راجعون ^^^^^^^
يا ترى يا فلان ..
هل ستعود يوما
هل سترجع ... أم ننفض أيدينا منك ؟
لو أن لي بك قوة !
لو أني أخلص إلى الذي غير أحوالك
فأمسك هراوة كبيرة !
وأنقض عليه ضربا باليمين
.. الإنترنت نعمة فاشكر الله يزدك من فضله
ولا تغفل عنه فلا يبالي في أي واد هلكت
وأتبع السيئة الحسنة تمحها
واتخذ الشيطان عدوا فإنه متربص بك
واحفظ قلبك .. ولحظك .. ولسانك .. وقلوب إخوانك
واحفظ وقـــــــــــتـــــــــــــــك
ردك الله سالما
فقد اشتقنا إلى فلان الذي يملأ الدنيا بهجة .. بنوره وتقواه

__________________________________________________
رد مع اقتباس
  #46  
قديم 12-01-2008, 04:25 PM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Icon41

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

* وقفة *
قبل ماادخل في الموضوع هقول حكايه الشاب ده لأنها مفيده وهتساعدنا في فهم الموضوع :

اتفق شاب مع موقع أجنبي مختص بنشر الصور الإباحية

ودفع لهم مبلغ اشتراك لمدة 5 أعوام

ووضع مجموعة بريدية لعدد كبير من أصدقائه

تصلهم شهريا أو أسبوعيا ملف متجدد

من الصور الإباحية

بعد 6 أشهر

اراد الله لروح هذا الشاب ان تفارق جسده

فقال احد اقرب الناس اليه :

بعد وفاته ما زالت تلك الصور تصل ومستمرة

قمت بالاتصال على الشركة المسئولة لايقاف انتشارها

فطلبوا مني كلمة المرور

فلم اعرفها وحاولت معهم بكل الطرق لكن لا فائدة

واكتشفت ان اشتراكه سينتهي بعد 4 سنوات واربع اشهر

فلم استطع فعل شئ

والدة الشاب رأت في ابنها مناما غريبا

فاخبرتني امي بذلك لكن لم استطع اخبارهم بحقيقة ابنهم

رات فيما يرى النائم

ان على قبر ابنها مجموعة من الكلاب السود (اعزكم الله )

تبول على قبر ابنها

وتفسير الرؤيا هي تلك الذنوب المستمرة بعده



أختي الكريمة ..أخي الكريم

لاتجعلوا الناس يعصون الله على حسابكم

نعم


عن أبي هريرة أن رسول الله قال: (( من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئـًا)).

وفي الصحيحين عن ابن مسعود أن النبي قال: (( ليس من نفس تقتل ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها ؛ لأنه كان أول من سن القتل)).




كيف اسمح للناس ان يعصون الله على حسابي ؟

بطرق عديدة

منها:

* الدعوة الى البدع والمعتقدات الباطلة

*التشكيك في العلماء والدعاة

*التوقيع وما فيه من صور خاصة صور النساء ووجه المرأة عورة ويكون ثابتاً يراه من أراد ذلك والآثام جارية

*الاشعار التي تدعو الى الحب المحرم والغزل والتعدي بالكلام

* وضع ملف غنائي والغناء محرم بالكتاب والسنة ، ويُعصى الله ويجاهر بالمعصية ويدعى إليها ثم نجد من يشكره على ما قدم ولو يعلم ما ذا قدم له ما شكره !

*الكتابة عن المحرمات عموما اين كان نوعها



والامثلة كثيرة

كل هذه لها اثر كبير على صاحبها

فذنوبها لا تبقى أسيرة فقط لصاحبها بل تتوسع وتنتشر
فيبح صاحبها أسيرا لها

إن كل من يسمع أو يرى المنكر أو يوزعه وينشره في المنتديات وغيرها فإنه يكتب على صاحب ذلك الموضوع آثامهم كاملة ..

ولا حول ولا قوة الا بالله



قال ابن القيم رحمه الله في كتاب الجواب الكافي 1/37 ((حتى يفتخر أحدهم بالمعصية ويحدث بها من لم يعلم أنه عملها فيقول يا فلان عملت كذا وكذا وهذا الضرب من الناس لا يعافون وتسد عليهم طريق التوبة وتغلق عنهم أبوابها في الغالب كما قال النبي " كل أمتي معافى إلا المجاهرين " )) .


قال تعالى في الحديث القدسي (( يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )) رواه مسلم 2577



فمن هنا دعوة للجميع

إياكم أحبتي في الله

أن يعصي الله احد على حسابكم

وتذكروا رعاكم الله أن اليوم عمل بلا حساب

لكن غدا حساب بلا عمل



اسال الله لنا ولكم الهداية والسداد

وجزاكم الله خيرا


منقول
رد مع اقتباس
  #47  
قديم 12-03-2008, 03:28 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

أخوانى فى الله
رسالة إليكم لتعينكم على الثبات وأناشدكم أن تقرؤها أخوانى بإمعان لما فيها من وعظ وإرشاد

يا يوسف هذا العصر ...استعصم!!!




هذا المقال مقتبس من مطوية بنفس الأسم للأستاذ أحمد زين

رسالة:إلي... القابضين علي الجمر في زمن الخنوع..!!
إلي... من نادته شهواته فاستعصم..!!
إلي... كل صامد في وجه المغريات ..!!
إلي... من يحبون الطهر والنظافة..!!

يا صديقي لست وحدك

صدقني .. أنا أشعر بك .. و أحس بما تعانيه .. و لن أعظك بكلام مكرر و معاد .. ولن أحملك شرور العالم وفساده .. و لن أعتبرك شابا متفلتا شهوانيا ، ببساطة لأنني لا أراك كذلك ... والله إني لأراك بطلا و أعتبرك مجاهدا بحق... فأنت في نفس اختبار يوسف و ما أشده من اختبار...
و إن كان يوسف قد راودته امرأة العزيز و نسوة من المدينة
فهناك من آلاف النسوة في المدينة يراودونك علي شاشات التلفاز !! وفي أفيشات السينما !! وفي ميوعة الإعلانات !! وفي أغلفة المجلات !! وفي موضات الأزياء !! و للأسف يغلقن الأبواب ويقطعن أيديهن حتى إذا تحركت نفسك صحن بأعلي صوت....( ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً )!!

.... هيا معا نعرف طريق الحب و ما هو الحب.....
نعم ... ليس الحب حراما

أخي الكريم .. نعم ربما تكون مفاجأة لك و لكنها الحقيقة الحب معني جميل ولكن ليس كما يفهمه الناس فقد عرف الإسلام تلك المشاعر النبيلة وقدرها بإيجابية
يقول ابن عباس: لم ير للمتحابين مثل الزواج أي أن الطريق الصحيح هو الزواج
و للرسول صلي الله عليه وسلمموقف يدل علي اهتمامه بالميول القلبية للشباب فإنه لما بلغت فاطمة سن الزواج تقد أبو بكر فاستمهله قليلا ، ثم تقدم عمر فاستمهله قليلا فلما تقدم علي بن أبي طالب وافق الرسول صلي الله عليه وسلم وذلك لما راءه من التقارب السني ومن القرابة التي تزيد الحب.

يوسف .. أخي .. أحسبها جيدا

إنه عمرك فاحسبها جيدا هل لديك من الوقت ما يسمح للعب مع هذه ومصاحبة تلك فلنحسب ولنري كم ستجني؟ وماذا ستحصدمتوسط عمرك 60:70 سنة تنام 8 ساعات أي ثلث اليوم أي 20 سنة نوم وتنشغل في الدراسة والعمل 20 سنة أخري فيتبقي لك من عمرك ووقتك الفعلي 20 سنة فقط هي العمر الحقيقي تقوم فيه بمختلف أنشطتك فكم ستقضي منها في الشهوات.... اسمع وقارن أخي
إن المسلم إذا دخل قصره في الجنة و نظر إلي حورية من الحور العين يظل أربعين سنة لا يستطيع تحويل نظره عنها .. دهشة من جمالها !! أربعين ستة من اللذة و المتعة الحلال..ألم أقل لك أن الآخرة خير و أبقي !!
أخي تعال نتعرف علي الحور العين
إنها الحور العين.. جميلة حسناء .. بكر عذراء .. عذب نطقها ، عسل ريقها .. حسن خَلقها .. جمالها زاهر .. دلالها ظاهر
وعن محمد القرطي : والله لو أن امرأة من الحور العين أطلعت سوارها لأطفأ نوره نور الشمس والقمر..!!
وعن ابن مسعود : إن المرأة من الحور العين ليري مخ ساقيها من وراء اللحم والعظم كما يري الشراب الأحمر من الزجاجة البيضاء ..!! وتخيل أخي أنها تشتاق إليك و إذا أزعجتك امرأتك في الدنيا فإنها تقول لها لم تتشاجرين معه ؟ وهو ضيف عندك ؟ متي يأتينا؟
فما أسعدك أيها الطائع و الحور ينادينك ؟



و الآن هيا إلي طوق النجاة

أجدك أخي تقول نعم أنا أعرف ومصدق ولكن لا أستطيع منع نفسي فماذا أفعل ...؟
أخي أيها البطل إليك الحل:
أولا : تأكد أنك لا تعاني وحدك .. كلنا مثلك ... أحيانا يخدعنا الشيطان ويقول لنا أن معاناتنا أكبر من غيرنا و لكن من قال هذا فهناك الشباب المستقيم.فأول الحل أن تقتنع ألا سبيل إلي الحرام فلا تفعل مالا ترضاه للامك وأختك... ثم استعن علي نفسك بدعاء الصالحين لك .
ثانيا : عليك بالزواج من بلغ منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج . ستقول لي ألا تدري صعوبات الزواج ، و أقول لك طبعا أعرف ولكنك لن تعدم أهل زوجة يأخذون بيدك وييسرون عليك وإن كنت لا تصدقني فصدق الحبيب صلي الله عليه و سلم و هو يقو ل أن الله تكفل أن يأخذ بيدك ( ثلاثة كان حقا عليه أن يعينهم .. ومنهم الناكح يبغي عفافا ) فما أسعدك أخي بحقك علي الله.
ثالثاً : الصيام .. فهو السبيل الثاني إن لم يتيسر الزواج فالرسول صلي الله عليه و سلم يخبر أن لم يجد الزواج فعليه بالصيام .. وهو يساعد بارتقاء الصائم الروحي علي إخراجه من دائرة التفكير والانشغال بالحرام .
رابعاً : الابتعاد عن المثيرات .. ومعظم المثيرات تأتي من لعين ونحن مأمورون بغض البصر عن الحرام فلا تحاصر نفسك بالمجلات الهابطة و المواقع الاباحية و الصداقات غير البريئة و الله يحذرنا من الاقتراب من هوة الفواحش فيقول عز وجل ( ولا تقربوا الزنا) فلا تقترب حتى لا تنزلق.
وعليك بطريق يوسف
و الله لا أدري كيف تحمل هذا العناء.. أن تغلق زليخا الأبواب وتتزين و هي إحدى جميلات عصرها .. ووجوده بهذا المكان غير مريب .. وكل عوامل الفتنة قد اجتمعت ولكن مع ذلك نجا ..؟؟كيف دعنا نعرف معا أنا و أنت أخي ...
1-حياؤه من ربه ، وإحساسه بنعم الله عليه.... فإنها لما دعته قال : ( إنه ربي أحسن مثواي ) فهو يعرف فضل ربه عليه ويحفظ جميل ربه و لا يريد أن يقابل إحسان ربه بالإساءة.
2- اللجوء إلي الله وصدق العزم في التوجه إليه... فأول ما عرضت نفسها قال : معاذ الله – و في الذكر حصن شديد للمسلم – ثم أنه لما راودته نسوة من المدينة قال ( رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) و أراد الله ان يختبر صدقه فسجنه ، وكان ابن عباس يبكي إذا ذكر يوسف لأنه كان يقول أنهم أركبوه جمارا بالمقلوب و شهروا به علي أنه من الزناة و لكنه صدق الله فصدقه الله و أخرجه بعد ذلك أمينا علي خزائن مصر كلها
جوائز أعدها لك ربك
$قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : من غض بصره عن محاسن امرأة أثابه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه.فمن غض بصره عن الحرام فإن الله سبحانه وتعالي سيبدله الحلال في الدنيا و النظر إلي الحور في الآخرة ، ثم النظر إلي وجه الله سبحانه وتعالي وما أعظمها من نعمة وما أجملها من لذة !!!
$قال رسول الله صلي الله عليه وسلميبشر : من ضمن لي ما بين لحييه ( اللسان ) و ما بين رجليه ( الفرج ) ضمنت له الجنة..)

فيا بشراك !! يا من ضمن له النبي الجنة

$ومن جوائز الله لك .. أنك إن انتهيت عن نساء الشوارع اللواتي يدعونك للنظر إليهن أدخلك الله في زمرة من يظلهم يوم القيامة ..فمن السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله .. شاب دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال لها إني أخاف الله ..
فإذا دعتك نفسك للنظر فقل لها .. لا إله إلا الله .. إني أخاف الله.

مع أبطال مثلك تعلم منهم

ذهبت إحدى الفتيات ( لعبيد بن عمر ) وكان قاضيا .. فقالت أيها القاضي لي مسألة لابد أن أقولها لك منفردة ، فوافق لأن ذلك من صميم عمله كقاضي.........
فلما خلت به كشفت عن وجهها ... يقول عبيد : كأنما أسفرت عن فلقة من قمر !!
فقال : يا أمة الله !! اتق الله فقالت : إني قد فتنت بك فانظر في أمري ، قال إني سائلك عن شئ فاصدقيني كي أنظر في أمرك .. أخبريني لو أن ملك الموت أتاك يقبض روحك أكان يسرك أني قضيت حاجتك ؟؟ .. قالت لا ، قال : فلو أدخلت قبرك و أجلستي للسؤال أيسرك ذلك ؟؟.. قالت : لا قال فاتق الله يا أمته إنه قد أنعم عليك و أحسن إليك فرجعت
فهذا عاقل .. أعمل عقله ونظر إلي عواقب الأمور.. فكن مثله..

إلحق بيوسف وجزاء يوسف

هذا أحد الشباب مثلك لحق بيوسف هلا فالتحق بالركب؟,,
هذا عطاء بن يسار في مسجد في بادية اسمها ( الأبواء ) فدخلت عليه أعرابية جميلة ، فلما أنهي صلاته قال : ألك حاجة ؟ قالت : نعم ... أصب مني فإني اشتقت للرجال قال : عليك عني لا تحرقيني و إياك بالنار ، ولما راودته و أصرت علي ما تريد و شعر بقلبه يتمزق بين جوانحه قال إليك عني ويحك .. وظل يبكي من الخوف فلما رأت منه ذلك بكت لبكائه.. ولما عاد إليه أصحابه بكوا من شدة بكائهم حتى خرجت الأعرابية .. و ذات يوم كان نائما فرأي يوسف عليه السلام في رؤياه فبكي قال له يوسف ما يبكيك يا عطاء ؟ قال : تذكرتك يا نبي الله مع امرأة العزيز و ما ابتليت من أمرها فتعجبت من ذلك فقال يوسف عليه السلام : ولم لم تتعجب من المرأة البدوية بالأبواء !! فعرف أنه يقصده.لطيفة : أريدك أخي أن تنتبه أنه بكي حينما راودته المرأة ، وذلك لتعرف أن الشهوة بداخله و نفسه الأمارة بالسوء كانا يدعوانه للمعصية و الصراع في نفسه عبر عنه بالبكاء والتوجه إلي الله ألا فلنكن أنا وأنت مثله.
محب من بني إسرائيل
كان قصاب من بني إسرائيل مولع بجارية فراودها فرفضت وقالت له أستحلفك بالله لا تكلمني قال: و الله أني أحبك .. قالت : لأنا أشد حبا لك .. غير أني أخاف الله .. قال تخافين الله ولا أخافه ، وبكي ثم تاب ، فأصابه العطش وهو هائم في الصحراء وكان وقت جدب فمشي في الصحراء حتي وجد نبيا من بني إسرائيل فسأله أن يدعوا الله أن ينزل المطر فقال القصاب ما لي من عمل صالح فأدعوه به .. فقال النبي : أدعو أنا وتؤمن أنت .. ففعلا.. فأظلتهما سحابة و أمطرتهما حتى انتهيا إلي القرية، فافترقا فمالت السحابة مع القصاب تظله ، فعرف النبي أن القصاب قريب من الله فعاد يسأله .. فأخبره عن توبته. فقال النبي : إن التائب من الله بمكان ليس أحد من الناس بمكانه
فيا أخي الكريم...
تب إلي الله و انفض من قلبك ما تعلق به من حرام تنل جزاء التائبين ، وتفوز برضا أرحم الراحمين..
الرسول ... أشرف المحبين
نعم كان الرسول محبا كبيرا .. امتلأ قلبه بالعواطف الحارة تجاه أزواجه ولم يخجل من ذلك لكنه علمه لأمته ..( خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي ) فقد كان يحب خديجة ويصل صديقاتها ويرسل لهم الهدايا حتى بعد وفاتها !! يا له من وفاء .. وغارت عائشة و قالت ما أغضبه فصرح بحبه لخديجة و أنه لم يتزوج عليها وظل يعدد خصالها وفاء لحبها.. ثم إنه يحب عائشة فيلعق أصابعها بعد الطعام و يشرب في الأناء من مكان شربها ويسابقها في الصحراء فكيف نصف هذه المعاني السامية للرسول إلا إنه له قلبا تنهمر منه علي أزواجه بل حتي في معتكفه تأتي زوجته صفية تزوره في معتكفه فلما أرادت الرجوع أبي إلا أن يوصلها و يودعها إلي منزله رغم اعتكافه إلا إنه أراد أن يعلم أمته كيف يكون الذوق و التعبير عن المشاعر الراقية بوسائل راقية شريفة

أخوتي فى الله

بعد هذه الجولة السريعة .. فأني أسأل الله أن يرزق جميع المسلمين عفة كعفة يوسف ونساؤها عفة كعفة مريم وان يردنا وجميع المسلمين الى دينه ردا جميلا وان يعز الإسلام وينصر المسلمين
رد مع اقتباس
  #48  
قديم 12-03-2008, 03:30 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

هل سماع ومشاهدة الأغاني حرام في الإسلام

إذا لم تظهر البطاقة اضغط هنا



السؤال :
هل سماع ومشاهدة الأغاني بالراديو أو التلفزيون حرام في الإسلام في بعض الأوقات من ليل أو نهار أفيدونا أفادكم الله ؟

المفتي: عبدالعزيز بن بازالإجابة:
نعم سماع الأغاني والملاهي حرام في الإسلام كما قال الله عز وجل { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ } الآية ، ولهو الحديث قال أكثر العلماء : إنه الغناء ، ويضاف إليه أيضا أصوات الملاهي كالطنبور والعود والكمان وشبه ذلك ، فهذه كلها تصد عن سبيل الله وتقسي القلوب وتنفرها من سماع القرآن الكريم ،
وقد أخبرنا الرب عز وجل أن ذلك من أسباب الضلال والإضلال ومن أسباب الاستكبار والبعد عن سماع كتاب الله ، فالقلب إذا اعتاد سماع الأغاني ومشاهدة المغنين فإنه يقسو بذلك وتصده عن الحق إلا من رحم الله ، كما أنها تشغله عن طاعة الله ورسوله وعن سماع القرآن والمواعظ حتى قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه : إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع وقال النبي صلى الله عليه وسلم " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف " رواه البخاري في صحيحه معلقا مجزوما به ، فأخبر أنه يكون في آخر الزمان قوم يستحلون المعازف وهي محرمة ، والمعازف : الأغاني وآلات اللهو .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وتذكراثنان لا يجتمعان فى قلب واحدحب القرآنوسماع الاغانى

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 04:59 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.