انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > عقيدة أهل السنة

عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-24-2009, 08:16 AM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي كيف يتيقن الإنسان من صحة إيمانه ؟

 

من جديد إجابات الموقع المبارك
الإسلام سؤال وجواب

http://islamqa.com/ar

السؤال: كيف يتأكد الإنسان من صحة إيمانه وهو في شك عظيم ؟

الجواب :

الحمد لله

قال الله تعالى : ( ألم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) العنكبوت/1-3

قال السعدي رحمه الله :

" يخبر تعالى عن تمام حكمته وأن حكمته لا تقتضي أن كل من قال " إنه مؤمن " وادعى لنفسه الإيمان ، أن يبقوا في حالة يسلمون فيها من الفتن والمحن ، ولا يعرض لهم ما يشوش عليهم إيمانهم وفروعه ، فإنهم لو كان الأمر كذلك ، لم يتميز الصادق من الكاذب ، والمحق من المبطل ، ولكن سنته وعادته في الأولين وفي هذه الأمة ، أن يبتليهم بالسراء والضراء ، والعسر واليسر ، والمنشط والمكره ، والغنى والفقر ، وإدالة الأعداء عليهم في بعض الأحيان ، ومجاهدة الأعداء بالقول والعمل ونحو ذلك من الفتن ، التي ترجع كلها إلى فتنة الشبهات المعارضة للعقيدة ، والشهوات المعارضة للإرادة ، فمن كان عند ورود الشبهات يثبت إيمانه ولا يتزلزل ، ويدفعها بما معه من الحق ، وعند ورود الشهوات الموجبة والداعية إلى المعاصي والذنوب ، أو الصارفة عن ما أمر اللّه به ورسوله ، يعمل بمقتضى الإيمان ، ويجاهد شهوته ، دل ذلك على صدق إيمانه وصحته .

ومن كان عند ورود الشبهات تؤثر في قلبه شكا وريبا ، وعند اعتراض الشهوات تصرفه إلى المعاصي أو تصدفه عن الواجبات ، دلَّ ذلك على عدم صحة إيمانه وصدقه .

والناس في هذا المقام درجات لا يحصيها إلا اللّه ، فمستقل ومستكثر " انتهى .

"تفسير السعدي" (ص 626)

فمن عصفت بقلبه الفتن عند ورودها ، ولم يستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها ، وهي كلمة التوحيد ولوازمها ، وجعل قلبه يتنقل بكل واد ، وإنما أمره في الحيرة والتردد ، وحاله حال المذبذبين المتحيرين ، فتارة مع هؤلاء ، وتارة مع هؤلاء ، وتارة لا إلى هؤلاء ، ولا إلى هؤلاء ، ذو قلب محجوب ، لا يتخلله الوعظ ، ولا يثبت على الصراط ؛ فمن كانت هذه حاله فليت أمه لم تلده ، إلا أن يتداركه الله برحمته ، فيغفر زلته ، ويقيل عثرته .

فليبادر عبد خاف على نفسه ، ونصح لها : أن يعود إلى الله ، وإلى الإيمان به وبرسوله ، وإلى اليقين بموعوده ، وإلى التصديق بكتابه ، وإلى الكفر بالطاغوت وأوليائه ، وإلى موالاة أولياء الرحمن صفوة خلقه ، ومعاداة أولياء الشيطان .

روى مسلم (118) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا ، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا )

وروى الإمام أحمد (15489) والحاكم (96) عَنْ كُرْزٍ الْخُزَاعِيِّ رضي الله عنه قَالَ :

سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله هل للإسلام من منتهى ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نعم أيما أهل بيت من العرب والعجم أراد الله بهم خيرا أدخل عليهم الإسلام ، ثم تقع الفتن كأنها الظلل ) صححه الألباني في الصحيحة" (51) .



أما حال المؤمنين فهو حال المصدقين الموقنين ، الذين يقولون سمعنا وأطعنا ، لا تزيدهم الفتن إلا إيمانا ويقينا ، فكيف بدواعي الإيمان من الكلم الطيب والعمل الصالح ؟

( وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ) التوبة /124 ، 125

( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ) الإسراء/82

( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ) الأحزاب / 22



وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا طَوِيلًا عَنْ الدَّجَّالِ فَكَانَ فِيمَا حَدَّثَنَا بِهِ أَنْ قَالَ : ( يَأْتِي الدَّجَّالُ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ نِقَابَ الْمَدِينَةِ بَعْضَ السِّبَاخِ الَّتِي بِالْمَدِينَةِ ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ هُوَ خَيْرُ النَّاسِ أَوْ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ فَيَقُولُ : أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا عَنْكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَهُ فَيَقُولُ الدَّجَّالُ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ هَلْ تَشُكُّونَ فِي الْأَمْرِ ؟ فَيَقُولُونَ لَا . فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ فَيَقُولُ حِينَ يُحْيِيهِ : وَاللَّهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي الْيَوْمَ . فَيَقُولُ الدَّجَّالُ : أَقْتُلُهُ . فَلَا أُسَلَّطُ عَلَيْهِ ) متفق عليه ، واللفظ للبخاري (1882)



فهذه حال المؤمن : على خير حال ، في كل حال ، يزداد بالطاعة إيمانا ، ولا تضره فتنة ما اختلف الليل والنهار ، روى مسلم (144) عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا ، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ : عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ) .

قال النووي :

" قَالَ صَاحِب التَّحْرِير : مَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ الرَّجُل إِذَا تَبِعَ هَوَاهُ وَارْتَكَبَ الْمَعَاصِي دَخَلَ قَلْبه بِكُلِّ مَعْصِيَة يَتَعَاطَاهَا ظُلْمَة , وَإِذَا صَارَ كَذَلِكَ اُفْتُتِنَ وَزَالَ عَنْهُ نُور الْإِسْلَام . وَالْقَلْب مِثْل الْكُوز فَإِذَا اِنْكَبَّ اِنْصَبَّ مَا فِيهِ ، وَلَمْ يَدْخُلهُ شَيْء بَعْد ذَلِكَ " انتهى .



والخلاصة :

أن العبد ما دام يسمع ويطيع لمولاه ، ويوالي فيه ، ويعادي فيه ، ولا شيء أحب إليه من طاعة سيده ومولاه ، ولا أكره لديه من عصيانه والبعد عن صراطه ، ولا تزيده الفتن إلا تعلقا به إيمانا ويقينا ، فهو المؤمن حقا .

وقد روى الإمام أحمد (178) عن عُمَر رضي الله عنه أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ كَانَ مِنْكُمْ تَسُرُّهُ حَسَنَتُهُ وَتَسُوءُهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ) صححه الألباني في الصحيحة (430)

ومن انشغل بالهوى عن الهدى ، وآثر محبة عدوه على طاعة ربه ، وكلما وردت فتنة عصفت بقلبه ، ثم لا يزال في الشك والحيرة ، قليل الحظ من اليقين : فذاك مدخول الإيمان .



وقول السائل : "وهو في شك عظيم" :

إن كان يقصد أنه في شك عظيم من إيمانه بالله : فمن شك في الإيمان فليس بمؤمن .

وإن كان يقصد أنه في شك من صحة إيمانه ، هل هو مؤمن أم لا ؟

فقد قدمنا ما يستطيع به أن يتأكد من ذلك ، إثباتا ونفيا .

فإن كان السائل في شك من دينه ، وله في ذلك من نفسه أمارات فليتق الله ، وليراجع نفسه ، وليقبل على ربه وعلى طاعته ، ولا يلتفت إلى ما يعرض له من الشبهات ، وليصاحب أهل الإيمان ، ولا يصاحب أهل العصيان وأهل الكفران ، ولا يسمع لهم ، ولا يقرأ لهم ، وليرض بالله ودينه ورسوله .

أما إن كان ما يعرض له مجرد هواجس نفسية ، أو وساوس شيطانية ، فلا يلتفت إليها ، ولينصرف عنها ، وليقبل على الله .

وقد روى البخاري (3276) ومسلم (134) عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ : مَنْ خَلَقَ كَذَا ؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا ؟ حَتَّى يَقُولَ : مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ ) .

قال النووي :

" َمَعْنَاهُ : إِذَا عَرَضَ لَهُ هَذَا الْوَسْوَاس فَلْيَلْجَأْ إِلَى اللَّه تَعَالَى فِي دَفْع شَرّه عَنْهُ , وَلْيُعْرِضْ عَنْ الْفِكْر فِي ذَلِكَ , وَلْيَعْلَمْ أَنَّ هَذَا الْخَاطِر مِنْ وَسْوَسَة الشَّيْطَان , وَهُوَ إِنَّمَا يَسْعَى بِالْفَسَادِ وَالْإِغْوَاء فَلْيُعْرِضْ عَنْ الْإِصْغَاء إِلَى وَسْوَسَته وَلْيُبَادِرْ إِلَى قَطْعهَا بِالِاشْتِغَالِ بِغَيْرِهَا "

انتهى .



وإن من علامات صلاح القلب عن تلك الوساوس الشيطانية ، والعوارض الإبليسية أن يستعظم أمرها ، حتى لو خير بين أن تستقر في نفسه تلك الخواطر الرديئة ، وبين الموت ، لكان الموت أحب إليه من ذلك :

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَحَدَنَا يَجِدُ فِي نَفْسِهِ يُعَرِّضُ بِالشَّيْءِ ، لَأَنْ يَكُونَ حُمَمَةً أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ ؟!

فَقَالَ : ( اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ؛ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ )

رواه أبو داود (5112) ، وصححه الألباني .

نسأل الله - لنا ولإخواننا المسلمين - أن يثبت قلوبنا على دينه .

للاستزادة : تراجع إجابة السؤال رقم : (82866) .

والله أعلم


http://islamqa.com/ar/ref/136167
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-26-2009, 05:18 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا
ونفع بكم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-14-2010, 12:37 PM
حامل لواء الأسلام حامل لواء الأسلام غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

بارك الله فيك أخي الكريم
و جزاكم الله خير الجزاء
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-14-2010, 01:37 PM
سائره الى الله سائره الى الله غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-14-2010, 01:42 PM
عمار محمد السلفى عمار محمد السلفى غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




Icon35 الكسوف

الإثنين 8 فبراير 2010
خروق في التربية الدعوية ( 1 )


يقول اللـه تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72
ويقول ـ عليه الصلاة والسلام ـ ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة. قال : كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال : إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) رواه البخاري.
ويقول ـ صلاة ربي وسلامه عليه ـ : كما في الحديث مخاطباً أبا ذر عندما طلبه ـ رضي الله عنه ـ أن يستعمله : ((يا أبا ذر ! إنك ضعيف، و إنها أمانة، و إنها يوم القيامة خزي و ندامة، إلا من أخذها بحقها، و أدى الذي عليه فيها)) “صحيح الجامع” وغير ذلك الكثير من النصوص التي في جملتها حث على ترك طلب الإمارة، والبعد عنها إلا من أتته فإنه بإذن اللـه يعان عليها ، فقد صدره غيره بما يملكه من مقومات، ولم يُصَّدِر هو نفسه تقوى وورعاً وبعداً عنها.
ولعل هذه النصوص تلفت انتباهنا إلى أمر هام جداً قد نكون غفلنا عنه، أو تغافلناه، ألا وهو أمانة تربية الجيل، وأن الجميع مسئول عمن تحت يده أحفظ أم ضيع ؟!
فهذا الذي ينام ملئ جفنيه، ويشعر بلذة يظنها لذة انتصار، وكل همه فتل العضلات، وفرض الآراء، وسحق المعارضين، يكون أدى الأمانة ؟!
أم ذاك ينام سويعات بعد أن كان ينام الساعات، ويكتفي بلقيمات بعد أن كان يتابع الوجبات، ويهتم ويغتم، ويذهب ويجيئ بينه وبين نفسه،
ويعمل ساعات وساعات، ويخطط ويدبر، ويستشير ويشير هو الذي أدى الأمانة ؟ لا شك أن الوصف أبلغ من التوصيف ـ إن صحت العبارة ـ.
يقول عمر ـ رضي الله عنه ـ : فوالله ما أستطيع أن أصلي، وما أستطيع أن أرقد، وإني لأفتح السورة فما أدري في أولها أنا أو في آخرها … من همي بالناس منذ جاءني هذا الخبر (يقصد خبر توليته أمر المسلمين).ولا فرق في نظري بين فعل عمر ـ رضي الله عنه ـ، وفعل الصنف الآخر الآنف الذكر، وإن كان في نظر بعضنا أن هناك فرقاً بين كلا المسئوليتين، إلا أنني أعتقد أن الهم يجب أن يكون هو الهم، والله المستعان.

وجانب التفريط في تلك الأمانة يأخذ في واقعنا التربوي عدة صور، منها:
1. الحرص على الموسوعية الجوفاء التي يتضح أثرها على أبناء الجيل، دون التوجيه إلى الأكفئ والأفضل.
2. توجيه الجيل نحو ما يخدم سمعة المحضن، دون الأمانة والصدق في توجيه الجيل إلى ما يناسب ميوله وأهدافه واهتماماته الصحيحة، ولذا أصبحنا نرى أن هذا النوع بعد خروجه أو ابتعاده ينطبق عليه مقولة: الداخل موجود ، والخارج مفقود ، ـ ونسأل اللـه الثبات ـ.
3. العمل الاجتهادي الصرف المبني على قاعدة ( ما على المحسنين من سبيل )، ولا شك أن فاقد الشيء لا يعطيه.
وهذه الصور وغيرها تجسد لنا صوراً من الإخلال بتلك الأمانة التي نتحملها ، أو يتحملها بعضنا ، فلنراجع أنفسنا، ولنتهيئ قبل أن نُصَدَرـ إن كنا مؤهلين لذلك ـ ، ونسأل اللـه أن ينفع بالجهود.

كتبه: الأخ أبو أسامة
www.Abo-osamah.net



خروق في التربية الدعوية ( 2 )


تتعدد الآراء، وتتنوع الثقافات، وتتسع الأطر، وتختلف الرؤى، وينقسم الناس بين مؤيد ومعارض، فاللـه خلق الناس شعوباً وقبائل ليتعارفوا وتتسع مداركهم ورؤاهم المعرفية والثقافية … وهكذا ، مع بقاء كلٍ على حده محتفظاً بثقافته وأهدافه التي تضم شخصيته وتفكيره وكيانه البشري عن الآخر، فهذه حقيقة يدركها ويعي أبعادها الإنسان الناضح أيا كانت طبيعته.
إلا أن هذه النظرة قد تختلف في خضم عطاءنا التربوي الدعوي، فالمربي الثاقب من يتصفح بين طلابه الخلف من بعده، من تتعدد مواهبه، وتتضح نجابته، ويبز أقرانه، بحيث تكون التهيئة منذ البداية.
ومع ذلكم الدأب في العمل يغيب عن بعض هؤلاء فتح الآفاق لتلك الفئة من المتربين بقصد، وغالباً دون قصد، فإن كان التجرد حاضراً كان توجيه المربي للمتربي للغير من المربين من داخل المحضن أو خارجه، وحتى لا يكون النبع واحد فقد يجف النبع، وحتى يدرك مجيء نور القمر، ولئلا يكون ذو مزاجية بل داعية مربياً حقاً.
وأخشى ما أخشاه وقد نكون وقعنا فيه من حيث لا نشعر، أن نرى بعض المربين يذكي حماس المتربي لنيل ما يمتلكه من ثقافات وعلوم متنوعة، مع غلق الباب على الغير في أمور تربوية يسع فيها الرد.
وما أجمل قول الإمام أحمد – رحمه اللـه – إمام أهل السنة والجماعة حيث قال لأحد طلابه: (( لا تقلدني، ولا تقلد مالكاً، ولا الشافعي، ولا الأوزاعي، والثوري، وخذ من حيث أخذوا )) فهل يقول قائل: هذا الإمام الذي كتب أربعين ألف حديث ، ويحفظ أكثر لا يملك القدرة على إفادة طلابه وتلاميذه ؟ أو أن ثقافته وعلومه قد جف نبعها ؟ لا ، ولكنه النبذ المطلق للتعصب المقيت، وبعد نظر ليتنا ندركه في تربيتنا لأجيالنا القادمة.

كتبه: الأخ أبو أسامة
www.Abo-osamah.net



خروق في التربية الدعوية ( 3 )


{‏وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ‏}‏ يقول السعدي –رحمه الله-: إلى آخر القصة أي‏:‏ قص على الناس وأخبرهم بالقضية التي جرت على ابني آدم بالحق، تلاوة يعتبر بها المعتبرون، صدقا لا كذبا، وجدا لا لعبا، والظاهر أن ابني آدم هما ابناه لصلبه، كما يدل عليه ظاهر الآية والسياق، وهو قول جمهور المفسرين‏.‏
أي‏:‏ اتل عليهم نبأهما في حال تقريبهما للقربان، الذي أداهما إلى الحال المذكورة‏.‏
‏{‏إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا‏}‏ أي‏:‏ أخرج كل منهما شيئًا من ماله لقصد التقرب إلى الله، ‏{‏فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ‏}‏ بأن علم ذلك بخبر من السماء، أو بالعادة السابقة في الأمم، أن علامة تقبل الله لقربان، أن تنزل نار من السماء فتحرقه‏.‏
‏{‏قَالَ‏}‏ الابن، الذي لم يتقبل منه للآخر حسدا وبغيا ‏{‏لَأَقْتُلَنَّكَ‏}‏ فقال له الآخر – مترفقا له في ذلك – ‏{‏إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ‏}‏ فأي ذنب لي وجناية توجب لك أن تقتلني‏؟‏ إلا أني اتقيت الله تعالى، الذي تقواه واجبة عليّ وعليك، وعلى كل أحد، وأصح الأقوال في تفسير المتقين هنا، أي‏:‏ المتقين لله في ذلك العمل، بأن يكون عملهم خالصًا لوجه الله، متبعين فيه لسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -‏.‏ ثم قال له مخبرًا أنه لا يريد أن يتعرض لقتله، لا ابتداء ولا مدافعة فقال‏:‏ ‏{‏لَئِن بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ‏}‏ وليس ذلك جبنا مني ولا عجزا‏.‏ وإنما ذلك لأني ‏{‏أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ‏}‏ والخائف لله لا يقدم على الذنوب، خصوصًا الذنوب الكبار‏.‏ وفي هذا تخويف لمن يريد القتل، وأنه ينبغي لك أن تتقي الله وتخافه‏.‏
‏{‏إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ‏}‏ أي‏:‏ ترجع ‏{‏بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ‏}‏ أي‏:‏ إنه إذا دار الأمر بين أن أكون قاتلا أو تقتلني فإني أوثر أن تقتلني، فتبوء بالوزرين ‏{‏فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ‏}‏ دل هذا على أن القتل من كبائر الذنوب، وأنه موجب لدخول النار‏.‏
فلم يرتدع ذلك الجاني ولم ينزجر، ولم يزل يعزم نفسه ويجزمها، حتى طوعت له قتل أخيه الذي يقتضي الشرع والطبع احترامه‏.‏
‏{‏فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ‏}‏ دنياهم وآخرتهم، وأصبح قد سن هذه السنة لكل قاتل‏.‏
‏”‏ومن سن سنة سيئة، فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة‏”‏‏.‏ ولهذا ورد في الحديث الصحيح أنه ‏”‏ما من نفس تقتل إلا كان على ابن آدم الأول شطر من دمها، لأنه أول من سن القتل‏”‏‏.‏
إن العجب ليس في قصة قتل قابيل لأخيه مع خطورة الذنب العظيم، وإنما فيمن يقرأون ويتأملون هذه القصة ممن بعدهم من المربين والدعاة، وهم كما هم، بل إن بعضهم يمضي هذا المنوال، وعلى نهج “الضعف يولد الضعف”.
إن كثيراً من المربين الصادقين لتصدق مقولة ذلك العدو حين قال لسلطان العلماء: لو كان هذا الرجل عندنا لغلسنا رجليه وشربنا مرقتها، فصدقهم وإخلاصهم وعبادتهم وعلمهم والهم الذي يحملونه فخر لا يدانيه أي فخر، وإن هؤلاء لأكبر مصدر من مصادر اعتزاز الأمم، ولو اجتمعوا على أن يكافئونهم لما استطاعوا، فهم صناع الأجيال، ومحاضن الآمال، ورواد التفاؤل، وحقن الإبداع، فالمربي يدفع بالمجاهد، ويعين العابد، ويثبت العالم، ويصنع المرببي، وقد لا يصنع أحدهم جنسه، إلا أنه لا يكاد يصفو لعين رؤية بريقهم بوجود من اختطوا نهج قابيل من بعض أدعياء التربية، فلم يولدوا الضعف في نفوسهم، بل على غيرهم من المربين، وعلى الأمة بأجمعها، فخرجوا الجيل المهزوز المهزوم، نبذوا المواهب والطاقات لتتلقفهم أيدي الشياطين ليفتحوا لهم الإعلام الفاسد، والصحيفة والمجلة الفاسد، والمنبر الفاسد، ويقودهم المربي المتفائل الفاسد، ليقول: دونكم الميدان فأنتم رجاله، اصنعوا الأمجاد في زمن الرجعية والتخلف والفساد، فإذا ما التقى ذلك بمربيه السابق، سأله هذا المربي الدعي: أين أنت الآن، ليجيبه من سماه هذا الدعي مزاجياً، أو عاصياً، أو مغروراً: كنت موهوباً ومعي الهوية، والآن موهوباً بلا هوية، والسبب أنت يا خليفة قابيل!

إنني أعتذر للمتجردين من هؤلاء الإخوة المسيئين من حيث أرادوا الإحسان، لأقول: شكراً يوم أردتم أن تكونوا دعاة بلا دعوة، ومربين بلا تربية، شكراً لجيل أخرجتموه فحصدنا نحن الشوك! شكراً لكم حين ناقشتم وجادلتهم الذوات وتركتم المنهج، شكراً يوم أدنتم الناصح بالراشق، ومحسن الظن بالمسيء، والمتعاون بالخائن، وطالب التغيير بالباحث عن التعيير، وذا النظرة البعيدة بضيقها، شكراً لكم حين أعلنتم كل هذا لأجل الدعوة والتربية، وهل الدعوة والتربية إلا أنتم، فإذا نجحتم وإلا فالسقوط الذي لا يتبعه أي سقوط، فلتسقطوا ما في أنفسكم قبل السقوط أمام الملأ.
فلتسقطوا ولنسقط جميعاً مافي نفوسنا من الأدران والأغلاط والأخلاط، لنسقط حب الرئاسة، وعلو المنصب والجاه.
إن هذه الرفاهية التي تعيشونها قد تنقلب إن لم تغيروا ما في نفوسكم وتصححوا الأوضاع إلى جحيم لا يطاق، وأول ما يكون ذلك من نفوسكم، فتصبحوا مقيدين بلا قيود، ومأسورين بلا أسر، فقط يوم أن أتكلتم إلى جهدكم، ونسيتم الله طرفة عين!
أيها الأحبة ..
كونوا أقوياء، وانطلقوا أقوياء في دعوتكم وتربيتكم، وإلا فلتتخلوا عن رقاب أبناء المسلمين وعن ذممهم، وقبل أن تقولوا: من لهم ؟
قولوا قبل ذلك ..
من لأنفســـنا ؟؟؟

كتبه: الأخ أبو أسامة
www.Abo-osamah.net
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-14-2010, 04:59 PM
البياع البياع غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

جزاك الله عنا خير الجزاء
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-14-2010, 11:09 PM
سعيد عناني سعيد عناني غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاك الله كل خير
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 02-15-2010, 12:05 AM
محمد أحمد الأبيض محمد أحمد الأبيض غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

بارك الله فيكم وأثابكم
وثبت على طريق الحق خطاكم
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 02-15-2010, 01:13 AM
ذليله لله ذليله لله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

بارك الله فيكم وجزاكم خير [تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 02-15-2010, 11:03 AM
سالم عليوه سالم سالم عليوه سالم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Islam يا حى يا قيوم برحمتك استغيث

جزاكم الله عنا خير الجزاء وبارك الله فيكم
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
من, الإنسان, يتيقن, صحة, إيمانه, ؟, كيف


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 10:17 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.