انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة

ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة لرد الشبهات ، ونصح من خالف السنة ، ونصرة منهج السلف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-05-2010, 05:11 PM
أمة الغفور أمة الغفور غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




Icon41 صفقات السلاح الامريكى والصهوينى لايران

 

كان الشاه بالنسبة للغرب شرطي المنطقة الذي ينفذ سياسة أمريكا بوفاء خصوصا وأن الأمريكان هم من خلصوه من الروس البريطانيين، إلا أن مواقف الشاه الأخيرة بتوقيع اتفاقية الجزائر عام 1975 ووقف دعم (مصطفى البرزاني) زعيم التمرد الكردي وما سبقه من منع توريد النفط للدول التي تؤازر إسرائيل في حرب أكتوبر 1973 وموافقته على زيادة أسعار النفط في قمة الأوبك من 3 دولارات إلى 28 دولار للبرميل الواحد جعل الأمريكان يشعرون أنه غدر بهم، وأنه قد يتحول من مصدر قلقل للمنطقة العربية وحاميا للمصالح الغربية إلى حليف للعرب يمتلك قوة عسكرية كبيرة، خاصة وأن التيارات القومية باتت منتشرة في الوطن العربي وأثبتت فاعليتها بعد حرب أكتوبر 1973، وبنظر الغرب أنها تحتاج لمن يتصادم معها وليس من يشاركها المواقف، ولهذا فأن الشاه أصبح ورقة محروقة وعصا مكسورة بالنسبة للسياسة العامة الأمريكية وتغييره قد يعطي ثمار انفع.

ومن جانب أخر فإن الحزب الجمهوري الأمريكي كانت له سياسات خاصة في نفس الاتجاه، فبعد فضيحة وترغيت (التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي وتزوير الانتخابات) فقد الكثير من مصداقيته وأصبحت شعبيته لدى الجمهور الأمريكي متدنية ولغرض استعادة الثقة يجب حصول تغيير يصب بصالح الجمهوريين ومرشحهم رونالد ريغان، وعليه فان الاستفادة من ثغرات السياسة الجديدة قد تأتي بثمار لصالحهم، ومن أجل هذا وذاك فقد عملت السياسات الخاصة والعامة لتحقيق المصالح.

وجاءت الثورة العارمة التي أطاحت بالشاه (المدعومة من أمريكا) وتسلم رجال الدين السلطة بعد تزوير الانتخابات، لتبدأ مرحلة جديدة من التآمر الإيراني الأمريكي الإسرائيلي في ما يسمى فضيحة إيران غيت.

إيران غيت أو إيران كونترا، هي فضيحة بيع الأسلحة الأمريكية إلى إيران عن طريق إسرائيل أثناء الحرب العراقية الإيرانية، وقد استخدمت أرباح هذه الصفقة من قبل الأمريكان في تمويل الميليشيات الإرهابية في نيكاراغوا، أقر رجل أعمال من نيويورك يدعى ليب كون انه شارك في شبكة تهريب أسلحة مكونة من صورايخ وقطع غيار طائرات حربية، شحنت من الولايات المتحدة إلى إسرائيل وقد تكون سربت إلى إيران، واعترف كون بأنه مذنب في قضية تآمر، مقرا فقط بأنه كان يعلم ان مكونات الأسلحة كانت ستذهب إلى إسرائيل، غير ان محققين أميركيين يشيرون إلى ان تاجر أسلحة إسرائيليا قد يكون باع الأسلحة إلى إيران، وقال المدعي العام الأميركي كيفن اوكونور ان بعض مكونات (الأسلحة) على الأقل كانت وجهتها الأخيرة إلى إسرائيل، واستخدم كون شركتين له في بروكلين لشراء مكونات أسلحة من شركات في كونكتيكت وكاليفورنيا، وفي وقت لاحق أوقف تاجر أسلحة يدعى ايلي كوهين بتهمة تخطيطه لبيعها إلى إيران.
عملت إسرائيل وكعادتها على استغلال جميع الأحداث العالمية لمصلحتها وتسخيرها لمنفعتها وخاصة الحروب العالمية والإقليمية، فبعد الحرب العالمية الأولى ظهر وعد " بلفور" باعتبار فلسطين وطن قومي لليهود وبعد الحرب العالمية الثانية، أعلن اليهود قيام دولتهم في فلسطين وبعد حروب الـ 48 والـ67 ، ثبتوا مواقعهم وشقوا صفوف المقاومة العربية والإسلامية، ولهذا فهم سعوا للعب دور كبير في الحرب العراقية - الإيرانية طالما أن نتيجتها ستكون لمصلحتهم، وطالما ان العدو الحقيقي" العراق" طرف فيها، وتميزت ردود الفعل الإسرائيلية على الحرب العراقية - الإيرانية بالمواقف المختلفة وأحيانا المتضاربة الصادرة عن الدوائر الرسمية وغير الرسمية في إسرائيل ولعل ذلك كان مقصودا بهدف التضليل والتمويه ولعدم الكشف عن حقيقة ما يدور في الواقع.
ذكر وزير الخارجية "اسحق شامير" في أوائل شهر تشرين الثاني/1980م في محاضرات ألقاها أمام طلبة جامعة "تل أبيب" أننا مهتمين جدا في الحرب الدائرة ضد إيران لأنها تجري في منطقتنا ونحن نتتبع ما يجري هناك لكي نستطيع التدخل عند الحاجة، والحقيقة أن العراق في ذلك الوقت كان قد حقق بالفعل تقدما في مجال القدرة العسكرية الشاملة، لا يمكن إنكاره ولابد أن يحسب حسابه وعمل على تطوير قدراته النووية لامتلاك السلاح النووي عله يستطيع به حسم المعركة مع إيران، ومن جهة وامتلاك العراق قدرة الردع ضد إسرائيل وتهديدها، وكان العراق يتجه بهذا الاتجاه بالفعل إلا أن إسرائيل كانت تتابع ما يحدث وتراقب عن كثب، وبالفعل، وكما قال "اسحق شامير "بأن إسرائيل ستتدخل في الوقت المناسب"، تدخلت إسرائيل في هذه الحرب وقامت بخطوتها الأولى بنسف توربينات المفاعل النووي العراقي قبل شحنها بيوم واحد من ميناء "مرسيليا" ثم انتهى الأمر بضرب المفاعل العراقي " أوزيراك" كله في كانون الأول/1981م، وكان ذلك في صالح (إيران) وشكل صدمة للعراق ولجهوده التكنولوجية للتغلب على المصاعب الإقليمية، وكانت الخطوة الإسرائيلية هي المرحلة الأولى من سلسلة تدخلات كُشف النقاب عنها في المرحلة الأخيرة من الحرب العراقية - الإيرانية على الرغم من رشوح المعلومات والتسريبات خلال الحرب، وتبين فيما بعد وجود محور (إيراني –إسرائيلي – أمريكي) كان يعمل في الخفاء ولم تظهر المعلومات عنه لأنه كان بعيدا عن التوقعات والشبهات، نظرا للشعارات الإيرانية المعادية لإسرائيل وأمريكا واحتجاز الرهائن، إلا ان مصالح عليا أملت وجود مثل هذا المحور وكشفت تفاصيله في فضيحة " إيران- غيت".

عند بداية الحرب كانت إيران لا تزال تحتجز (58) رهينة من أعضاء السفارة الأمريكية في (طهران) ولم يفرج عن هؤلاء إلا بعد 444 يوما من احتجازهم، وقد تم الإفراج عنهم في آخر يوم من أيام رئاسة " جيمي كارتر"، وبالتأكيد لم يكن الإفراج في ذلك اليوم صدفة، فقد تبين فيما بعد، ان الإفراج تم بناءا على صفقة عقدت بين حلف ( ريغان- بوش) من جهة و( الخميني) من جهة أخرى، وذلك في لقاءات سرية عقدت في باريس، واتفق الجانبان على ضرورة تأخير الإفراج عن الرهائن حتى يمر موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية ويخسرها " كارتر" و بالتالي يصل" ريغان ونائبة بوش إلى السلطة" ويتعهد ريجان بالمقابل بإعطاء إيران مساعدات تحتاجها في معركتها مع العراق لأنها كانت تتجه إلى الخسارة في ذلك الوقت، وقد كانت هذه الخطوة من إعداد "هنري كيسنجر" ولم يكن بالتأكيد من إعداد الطلبة الثوار إذ لم نجد طالبا واحدا حتى اليوم يحدثنا عن مخطط العملية، فلقد كانت العملية مشروعا أمريكيا لصالح الجمهوريين في الولايات المتحدة، الذين كانوا يريدون تغيير نفسية الأمريكيين الذين استكانوا إلى السلام بعد حرب "فيتنام"، وحتى أنهم عادوا إلى عزلتهم المعروفة، ولهذا كان يجب إيقاظ الروح العدوانية عندهم باستغلال موضوع الرهائن والنتيجة كانت وصول الجمهوريين إلى السلطة.
في تشرين الأول عام 1979 توجه شاه إيران إلى أمريكا لتلقي العلاج من السرطان، مما ثارت حفيظة إيران المطالبة بتسليم الشاه من أجل محاكمته وإعدامه، كانت هذه ساعة الصفر التي ينتظرها الخميني لتنفيذ مخطط متفق عليه مسبقاً، فقد تم الهجوم على السفارة الأمريكية واعتقال جميع الموظفين واعتبارهم رهائن لدى الحكومة الإيرانية لحين تسليم الشاه، يقول أبو الحسن بني صدر عن هذه الحادثة " إن الدراسات الأمريكية تؤكد أن موضوع خطف الرهائن مسرحية أمريكية نفذت في إيران ولم يكتشف بعد الشخص الذي نفذت من خلاله العملية، وأن العملية هي مشروع أمريكي" ويتابع بني صدر كلامه "حدثت أزمة الرهائن لأجل خدمة مصالح الملالي في إيران، وأيضا لخدمة الجمهوريين في أمريكا الذين كانوا يريدون تغيير نفسية الأمريكيين الذين استكانوا للسلام بعد حرب فيتنام، حتى أنهم عادوا إلى عزلتهم المعروفة، لهذا كان يجب إيقاظ الروح العدائية عندهم باستغلال موضوع الرهائن، والنتيجة كانت وصول الجمهوريين إلى السلطة، وقيل أن الخطة كانت من إعداد هنري كيسنجر والسيد روكفلر ولم تكن بالتأكيد من إعداد الطلبة الثوار، حيث لم نجد طالبا واحداً يحدثنا عن مخطط العملية حتى أننا لا نعرف من الذي خطط لعملية الرهائن".

كان هناك لقاء حضره "رضا باسند يداه" ابن أخ الخميني في مدريد، حيث قابل وفدا من جماعة الحزب الجمهوري الأمريكي الذي يمثله ريغان كمرشح للرئاسة، واقترحوا أن تقوم إيران باحتجاز موظفي السفارة الأمريكية مقابل تنفيذ ريغان بعد تسلمه السلطة لما تطلبه إيران، وكذلك تم الاتصال بأحد السياسيين الإيرانيين في ألمانيا وطرحت عليه نفس المقترحات، ثم لحق ذلك اجتماع في باريس لجماعة بوش وريغان وجماعة الخميني، وقد ذكر بني صدر أنه قد كتب للخميني يطلعه على تلك المعلومات إلا أنه تفاجئ بتورط الخميني في اللعبة، ومع أن الشاه قد توفي في مصر إلا أن الرهائن لم يطلق صراحهم، وقد قام جيمي كارتر بتجهيز خطة لتحرير الرهائن من داخل المعتقل الإيراني ينفذها الجيش الأمريكي، إلا أن الخطة فشلت أثناء التنفيذ بسبب انفجار أحدى الطائرة داخل الأراضي الإيرانية وموت بعض من عناصر المهمة مما يوحي بتدخل يد خفية لإفشال المهمة، وبعد 444 يوم تم الإفراج عن الرهائن وكان ذلك عشية تسلم ريغان السلطة في أمريكا، حيث أقلعت طائرة الرهائن من طهران وهبطت طائرة أخرى محملة بالسلاح ومبلغ ثلاثة مليارات دولار أمريكي كأخر فصل من فصول المسرحية الإيرانية الأمريكية.

وعند وصول ريغان إلى السلطة كانت إيران في وضع مزرٍ عسكريا، وكان يمكن أن تلقي الهزيمة وهذا ما لم تكن أمريكا لترضى به فعملت على مد إيران بالسلاح، ولكن الرئيس الأمريكي ريغان اصطدم بوجود تشريع يمنع بيع الأسلحة الأمريكية إلى إيران، ولكن الحل كان جاهزا اذ أبدت إسرائيل نيتها المساعدة لمصالح عديدة أهمها أن إيران في ذلك الوقت كانت تمتلك نفس الأسلحة التي تمتلكها إسرائيل، وعليه فإذا هزمت إيران فان ذلك يعني أن العراق قد يتمكن إضافة إلى دول عربية أخرى من هزيمة إسرائيل أو ان هزيمة إيران ستشكل انتكاسة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، فعلى سبيل المثال فان سلاح المدرعات الإيراني كان يمتلك عام 1979م دبابات من طراز (M-60 ) و (M-48 ) الأمريكية الصنع وتمتلك إسرائيل نفس النموذج من الدبابتين و بالإضافة إلى ذلك فان إيران تمتلك عدة مئات من المدافع الذاتية الحركة الأمريكية الصنع، والتي تستخدمها القوات الإسرائيلية بأعداد كبيرة، وكذلك فان القوات الإيرانية تعتمد على ناقلة الجنود الأمريكية (M- 113 ) لتحريك المشاة كما في إسرائيل، أما على صعيد سلاح الجو فان إيران اعتمدت بدرجة عاليه على طائرات (F -4) فانتوم التي تحتفظ إسرائيل بإعداد كبيرة منها، أضف إلى ذلك أن كل من إيران وإسرائيل تمتلكان صواريخ جو- أرض من طراز مافريك، وصواريخ مضادة للطائرات من طراز هوك، وصواريخ مضادة للدروع من طراز تار و دارغون وتحمل الهليوكوبتر الهجومية الإيرانية (كوبرا) صواريخ تاو م/د كما في إسرائيل، وعليه تم اللجوء إلى إسرائيل كوسيط للتحايل على القوانين الأمريكية، وكانت إسرائيل قد لمحت الى إمكانية مساعدة إيران (في بداية الحرب) لأنها كانت تعرف أن العراق هو العدو الحقيقي لإسرائيل وان شعارات إيران ليست إلا كلام لا ينفع ولا يضر، إذ ذكر (موردغاي زيتوري) نائب وزير الدفاع الإسرائيلي في مقابلة مع صحيفة معاريف في مطلع ت1/1980م، ان إسرائيل قد تساعد إيران عسكريا، وأضاف ان إسرائيل تستطيع مد إيران بمساعدة هامة تساعدها من الناحية اللوجستية على مواصلة القتال.
قام الرئيس رونالد ريغان بإيفاد مستشار الأمن القومي الأمريكي (ماكفرلين) و الجنرال (أوليفرنورث) إلى إيران، فوصلوا إلى إيران مع عدة رجال من أفراد المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي وعقدوا جلسات بالغة السرّية مع مسئولين إيرانيين رفيعي المستوى وتم الاتفاق على أن تقوم إسرائيل ببيع السلاح الأمريكي إلى إيران، وقطع الغيار والذخائر بأسعار أعلى قليلا من سعرها الأصلي فيحول الفائض المالي إلى حساب خاص في سويسرا بعيدا عن رقابة الكونغرس الأميركي، وذلك لتمويل مقاتلي الكونترا المعارضين للحكومة المركزية في (نيكاراغوا).
وفي هذا الصدد فقد ذكر أبو الحسن بني صدر في أحد اللقاءات الصحفية عن هذا الموضوع قال " في المجلس العسكري أعلمنا وزير الدفاع أننا بصدد شراء سلاح من إسرائيل وأن الإمام الخميني هو من سمح بذلك، وعند سؤالي الخميني عن ذلك قال : نعم إن الإسلام يسمح بذلك" وكذلك أكد بني صدر عن وجود شخص كان ملم بكل تفاصيل الصفقات اغتيل بظروف غامضة.

في 18/تموز/1981م أسقطت وسائل الدفاع السوفيتية طائرة أرجنتينية تابعة لشركة أروريو بلنتس والمفاجأة ان الطائرة التي سقطت كانت معبأة على الآخر بشحنة من السلاح الإسرائيلي، وكانت وجهتها إيران، وقد نشرت صحيفة التايمز تفاصيل دقيقة عن هذا الخبر الجوي المتكتم، وكيف استلمت إيران ثلاث شحنات، الأولى استلمتها في 10/تموز/1981م والثانية في 12/تموز/1981م والثالثة في 17/تموز/1981م وفي مقابلة مع جريدة (الهيرالد تربيون) الأمريكية في 24/8/1981م اعترف الرئيس الإيراني السابق "أبو الحسن بني الصدر" أنه أحيط علما بوجود هذه العلاقة بين إيران وإسرائيل وانه لم يكن يستطع أن يواجه التيار الديني هناك الذي كان متورطا في التنسيق والتعاون الإيراني- الإسرائيلي، وكشفت هذه النقطة عندما قامت ألمانيا بإلقاء القبض على الشيخ "صادق طباطبائي" (زوج ابنة الخميني) عند مروره بمطارها ظهر ختم الدخول إلى إسرائيل على جوازه وكان بتاريخ 6/ك2/1980م. وفي 3/حزيران/1982م، اعترف " مناحيم بيجن" بأن إسرائيل كانت تمد إيران بالسلاح وعلل شارون(وزير الدفاع الإسرائيلي) أسباب ذلك المد العسكري الإسرائيلي إلى إيران بأن من شأن ذلك إضعاف العراق.

وانكشفت فضيحة (إيران- غيت) عام 1986م، وأحرج الرئيس الأمريكي رونالد ريجان وقتها، واضطر إلى تشكيل لجنة تحقيق رئاسية خاصة عهد برئاستها إلى السيناتور جون تاور وعضوين آخرين، وقدمت اللجنة التقرير الذي تصل عدد صفحاته إلى قرابة الـ250 صفحة، احتوى على حقائق بالغة السرية، لأن واضعه هو مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي اللاّحق (جورج بوش) و يروي التقرير أن مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض عقد عدة اجتماعات برئاسة (روبرت ماكفرلين) (مستشار الأمن القومي للرئيس ريجان)، في ذلك الوقت لبحث السياسة الأمريكية اتجاه إيران، وكانت هناك خشية من أن هذا البلد الهام يمكن أن يضيع نهائيا بالنسبة للولايات المتحدة، وكان أهم عوامل القلق المتجسد على الأحوال في إيران هو مسار الحرب مع العراق وهو في غير صالح إيران مما يمكن أن يطلق يد العراق في الخليج، ثم يشير التقرير إلى اجتماع جرى في مستشفى أجرى فيه الرئيس الأمريكي رونالد ريغان عمليه جراحية لإزالة ورم سرطاني وذهب إليه " ماكفرلين" طالبا انه وعلى عجل لفتح خط اتصال مع إيران دون انتظار وكان رد "ريغان" بالحرف: "Yes, go ahead, open it up".

وفي 11/يونيو/1985م كانت الدراسات في مجلس الأمن القومي الأمريكي قد توصلت إلى نتيجة مؤداها أن ترك إيران تحصل على احتياجاتها من السلاح بطريقة عشوائية يجب أن يتغير، وظهرت في توصيات اللجنة الخاصة فقرة لافته للنظر تقول: "ان الولايات المتحدة الأمريكية يتعين عليها ان تشجع حلفائها الغربيين وأصدقاءها على مساعدة إيران في الحصول على طلباتها واحتياجاتها بما في ذلك المعدات الحربية التي تحتاج إليها"، ثم يشير تقرير لجنة "تاو" إلى ان إسرائيل ظهرت في الأفق بعلاقات خاصة مع إيران ويستطرد، ليقول في فقرة منه بالنص:

ان إسرائيل لها مصالح وعلاقات طويلة مع إيران، كما ان هذه العلاقات تهم أيضا صناعة السلاح الإسرائيلي، فبيع السلاح إلى إيران قد يحقق الهدفين في نفس الوقت، تقوية إيران في حربها ضد العراق وهو عدو قديم لإسرائيل، كما انه يساعد صناعة السلاح في إسرائيل، ولما كان معظم السلاح الإيراني سلاح جرى شراؤه من الولايات المتحدة ( في وقت الشاه) فان إسرائيل طلبت موافقة الولايات المتحدة لأسباب قانونية وعملية، ثم يمضي التقرير فيشرح أن عناصر في الحكومة الإيرانية كانت في الوقت نفسه تبحث عن سلاح أمريكي وقطع غيار وذخائر له في أي مكان، وان رئيس الوزراء الإسرائيلي " شيمون بريز" أخذ ذلك الموضوع تحت اهتمامه الشخصي المباشر وكلف اثنين من مساعديه هما " أدولن سكويمر" و " يأكوف نامرودي" بمتابعة هذا الأمر، وقد ذكر الكولونيل " أوليفر نورث" ( مساعد مستشار الأمن القومي ) في البيت الأبيض والمسئول الأول في ترتيب التعاون العسكري بين إسرائيل وإيران، ذكر في مذكراته التي نشرها في أواخر عام 1991م بعنوان "تحت النار" أن حجم مبيعات السلاح الإسرائيلي لإيران وصل إلى عدة بلايين من الدولارات.

وقد أحدثت هذه الفضيحة صدى عالميا واسع النطاق وخاصة بعد أن اعترفت بها الإدارة الأمريكية، وأدت إلى أن تفقد الولايات المتحدة مصداقيتها على المستوى العالمي، إذ أنها تعارضت مع مبادئ سبق وأعلنتها الإدارة في تطبيق سياستها الخارجية، وهي رفضت الإرهاب، وإنهاء الحرب العراقية الإيرانية والحياد بين الدولتين، كما انها أضرت بالرئيس الأمريكي الذي وصفته " الواشنطن بوست" حينها " المنافق الأكبر" وعندما اعلن لاري سبيكس ( بعد عدة أشهر من الفضيحة) كعادته، جدول الرئيس قائلا ان ريغان سيحضر "مؤتمر الأخلاق" انفجر الصحافيون في البيت الأبيض بالضحك، فامتعض سبيكس وتوقف عن القراءة وانسحب، أما على الصعيد الإيراني، فقد أدت "الصفقة" إلى إقالة بعض المسئولين الذين رفضوا التعامل مع إسرائيل مثل رئيس الجمهورية "بني الصدر" بحجة إعاقة الأعمال العسكرية والتأخر بالدفاع عن الوطن، وأدت إلى إعدام العديد ممن حاولوا كشف الزيارة السرّية و تفاصيلها مثل "مهدي هاشمي" ( شقيق صهر آية لله منتظري)، واحد مؤسسي الحرس الثوري الإيراني ورئيس مكتب الحركات والتنظيمات التحررية والثورية بقيادة حراس الثورة، واتهمته سلطات الأمن الإيرانية بأنه تسبب بإحداث الحجاج الإيرانيين عام 1986م ، ووجه إليه حكم الإعدام بتهم السعي لإثارة الفتنة في علاقات إيران مع الدول الإسلامية الا أن المعلومات التي كشفت فيما بعد أظهرت أن جهات في وزارة الاستخبارات الإيرانية كانت مسئولة عن ذلك وان هذه التهمة ألصقت لهاشمي لأنه أراد الكشف عن التفاصيل السرية للاتصالات مع الجوانب الأمريكية الإسرائيلية

ويمثلوا علينا ويقول هنضرب أيران كيف والشيعة الصفوية أخوانهم حسبنا الله ونعم الوكيل
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لايران, الامريكى, السلاح, صفقات, والصهوينى


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 06:32 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.