|
|||||||
| الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى |
 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
02-11-2012, 05:02 AM
|
|||
|
|||
عقل القلب .. وقلب العقل
 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد .. فالناس في العقل ومنزلته طرفان ووسط طرف يقع منه الإفراط .. فيظن أن العقل حاكم على كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولا يلتفت إلا لما أشرب من هواه .. ويسير في هذه الدنيا على غير هدى من الله وطرف يقع منه التفريط .. فيظن أن العقل لا دخل له في فهم كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. فلا يرى من النصوص الشرعية إلا الألفاظ والمباني ولا يعلم هذا المسكين أن الشريعة جاءت بالألفاظ والمباني والمقاصد والمعاني ووسط يتوسط في منزلة العقل .. بغير إفراط ولا تفريط فلا يتسلط بعقله على النصوص الشرعية .. وإنما يستعمله في فهمها والوصول لأغراضها عملا بقوله تعالى : كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ وأولوا الألباب هم أصحاب العقول وهذا التدبر لابد أن يكون مسبوقا بالعلم ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في [مقدمة في أصول التفسير] : [وتدبر الكلام بدون فهم معانيه لا يمكن.]اهـ وبوب الإمام البخاري في كتاب العلم من صحيحه فقال : باب العلم قبل القول والعمل لقول الله تعالى{فاعلم أنه لا إله إلا الله}فبدأ بالعلم يعني رحمه الله أن الله بدأ بذكر العلم في قوله : فاعلم أنه لا إله إلا الله .. ثم تبعه بذكر العمل فقال جل وعلا : واستغفر لذنبك .. وهذا أصل عظيم في هذا الباب وعليه فلا يجوز لأحد كائنا من كان أن يجتهد في استنباط الأحكام الفقهية من النصوص الشرعية إلا إذا اكتملت عنده شروط الاجتهاد .. وإلا فالواجب عليه أن يرجع لأهل العلم ويسألهم .. لا أن يجتهد بعقله فيما يجهل فالقسمة هنا ثنائية .. عالم وجاهل .. مجتهد ومقلد .. سائل ومسؤول وقد نص الله جل وعلا في كتابه على هذه القسمة فقال : فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وهذه الآية تدل بمنطوقها على أن سؤال العالم الورع الأمين واجب شرعي على كل مسلم ليس بعالم ذلك أن قوله تعالى : اسئلوا .. أمر .. والأمر يقتضي الوجوب في قول عامة السلف وجمهور الأصوليين والمحققين وفتوى هذا العالم الورع لا تخلو من أمرين : فإما أن تكون خطأ أو صوابا فإن كانت خطأ فالسائل معذور والعالم مأجور وإن كانت صوابا فالسائل معذور أيضا والعالم مأجور مرتين وهذا معنى قول الفقهاء : الاختلاف رحمة ذلك أن الرجوع لأهل الذكر الربانيين وسؤالهم عذر للسائل .. وثواب للمسؤول وأهم ما تتميز به عقول هذه الطائفة الوسط المنصورة أنهم لا يقدسون العقل ولا يحقرونه بل يتعاملون معه بتوقير .. من غير تقديس ولا تحقير .. مع تسليمهم التام لما قضى به العلي الخبير عملا بقوله تعالى : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا فلا خيرة لهم مع أمر الله .. ولا قضاء لعقولهم مع قضاء رسول الله .. كما في قوله جل في علاه : فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا لابد من التسليم .. والانقياد التام لهذا الشرع الحكيم قال الطحاوي رحمه الله في عقيدته الشهيرة : ولا تثبت قدم الإسلام .. إلا على ظهر التسليم والاستسلام ولفهم هذا التلازم العجيب بين منزلة العقل والتسليم لأوامر الله لابد من الجواب على سؤال مهم خاض فيه جهابذة الفقهاء .. واحتار فيه أساطين الفلاسفة والحكماء ألا وهو : أين محل العقل ؟ فجمهور الفقهاء على أنه في القلب .. وذهب بعضهم إلى أنه في الدماغ وذهب آخرون إلى أن أصله في القلب وله اتصال بالدماغ وهذا القول الأخيرمال إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وكذا تلميذه ابن القيم رحمه الله وإن كان قول الجمهور بأن العقل في القلب هو ظاهر ما دل عليه القرءان كما في قوله تعالى : أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ فقوله تعالى : ولكن تعمى القلوب التي في الصدور فيه تأكيد على أن المقصود بآلة العقل هنا هي القلوب التي في الصدور .. وقوله تعالى : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ فالتلازم بين الفهم والقلب في كتاب الله ظاهر لا يخفي كما في قوله تعالى : رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ وقوله تعالى : وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ وقوله تعالى : ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ وقوله تعالى : إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير : ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم من حديث أبي هريرة : إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم فالقلب محل العقل .. ومحل نظر الله تعالى فاتقوا الله في قلوبكم .. تستقيم لكم جوارحكم والله يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى كتبه أبو نور .. ضياء بدور 
|
|
#2
02-11-2012, 06:57 AM
|
|||
|
|||
|
جزاكم الله خيرا و نفع بكم
|
|
#3
02-11-2012, 08:30 PM
|
|||
|
|||
|
بارك الله فيكم .
|
|
#4
02-11-2012, 08:45 PM
|
|||
|
|||
|
اقتباس:
.. بارك الله في علمكم ونفع الله بكم
|
|
#5
03-03-2012, 12:50 AM
|
||||
|
||||
|
جزاكم الله خيرا.
|
|
#6
03-28-2012, 11:13 PM
|
|||
|
|||
|
جزاكم الله خيرا
|
|
#8
04-14-2012, 03:47 PM
|
|||
|
|||
|
ماشاء الله ما أروع ما نقلت لنا من فوائد...العقل هو حجة لك أو عليك..
|
|
#9
04-14-2012, 05:48 PM
|
|||
|
|||
|
زادكم الله علمًا ونفع بكم الإسلام والمسلمين
جزاكم الله خيرًا
|
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
العرض العادي
