ربـّاه لا ترجعني من هذه المعركة إلا ممزّقا في سبيلك أو منتصرا

[أم حفصة السلفية]

 

بسم الله الرّحمن الرحيم

الحمد لله القائل
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
(المائدة:8)
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وهو إمام المجاهدين بالسّيف على المشركين وبالكلمة الحسنى لكلّ من أنصتَ إليه من العالمين ،وبعد إخواني إدارة المنتدى بداية أرجوكم عذرا لهذا العنوان ولكن والله إنّ قلبي ليتقطـّع ألماً على ما حلّ بنا خاصـّة وبأمـّتنا عامـّة ولما أراه من تشكيك بالمجاهدين فلذا توكـّلتُ على الله تعالى لكتابة هذا الموضوع ، فأسأل الجميع بدون استثناء وأنا معكم
{وأسأل الله التـّوفيق بالإجابة }
هل يظـّن مسلمٌ عاقـلٌ يجعل الله رقيبا على أفعاله وأقواله وسيجازيه بين يديه إن خيرا بخير وإن سوءا بمثله هل يظـنّ أي عاقل أن من ترك زوجته وأولاده بل وأمـّه يبكون على فراقه الصّعب جدا جدا لينصر دين الله ويقدّم روحه الغالية رخيصة لله تعالى ثمّ لنصرة إخوانه وأن يرجع بإحدى الحسنيين
( إمـّا النـّصر وإمـّا الشهادة )
هل يظنّ عاقل به ( أي بالمجاهد ) أنـّه يقتل مسلما لله فيلقى الله الذي
قال في كتابه الكريم
{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} (النساء:93)

فيلقاه بهذه الآية عياذا بالله تعالى ؟
إخواني الأفاضل اسمحوا لي أن أخبركم عن تجربتي في الجهاد مع إخواني الأبطال من العرب في أفغانستان
( حررها الله من الأمريكان وأذنابهم )
( فوالله ثمّ والله إنّ حياة الجهاد هي الحياة الحقيقية وما سواها أقلّ منها بكثير).
فلقد كنـّا مع المجاهدين بين راكع وساجد وحارس لثغر ومرابط ومقتحم للأهوال بنفس تقول
( ربـّاه لا ترجعني من هذه المعركة إلا ممزّقا في سبيلك أو منتصرا على أعدائك ) .
هل يظنّ ظانّ أنـّنا عندما كنـّا في الجهاد كنـّا نفكّر بغير مرضات الله والشهادة في سبيله أو النـّصر على الأعداء ؟
كم من مرّة كنـّا نبكي لأن القرعة لم تقع علينا لخوض معركة ما مع الرّوس وأذنابهم.
كم هي جميلة حياة الجهاد وكم كنـّا نشعر بالعزّة والرفعة ومعيّة الله لنا .

إخوتاه لا أدري كيف سأصف لكم حياة الجهاد وهل هناك أعظم من قول الله ورسوله الذي لا ينطق عن الهوى
قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ *تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (:10_11_12 الصف )

قال صلـّى الله عليه وسلـّم
(من خير معاش الناس لهم رجل يمسك بعنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار على متنه يبتغي القتل أو الموت مظانه .}
رواه مسلم والنسائي

وقال أيضا
(ما من نفس تموت فتدخل الجنة فتود أنها رجعت إليكم و لها الدنيا و ما فيها إلا الشهيد ، فإنه ود أنه قتل كذا و كذا مرة ، لما رأى من الثواب "
.
أخرجه الدارمي ( 2 / 206 )
بإسناد صحيح على شرط الشيخين ،
و قد أخرجاه بمعناه .

نعم عباد الله والأحاديث في فضل الجهاد والشـّهادة كثيرة وكثيرة جدا ليس المجال لذكرها الآن ،وما ذكرتُ ما ذكرتّ إلاّ لأبيّن لإخواني جميعا أنّ حياة الجهاد تجعل المجاهد بفضل الله تعالى يسمو بنفسه عن الصغائر لأنـّه والله لا يدري متـى يلقى الله فكيف بالكبائر عياذا بالله تعالى
( كقتل المسلمين بل الأبرياء والنـّساء من الكافرين)

والله إخواني ثمّ والله لم نكن نفكّر عندما كنـّا في ساحات الجهاد أن نغتاب مسلما فكيف بقتله ؟؟؟؟؟؟!

وكذاك لن ولا يفكّر مجاهد على وجه الأرض الآن أو في المستقبل بهذه الأفعال الشـّنيعة .
عباد الله ما ذكرتُ كلامي هذه إلاّ لأقول لكم يا أنصار المجاهدين
( القاعدة وغيرها من المجاهدين الأبطال )
والله لن يضيّعنا الله إن صبرنا وجاهدنا وتخلـّقنا بأخلاق القرآن الكريم ومحمـّد الأمين صلـّى الله عليه وسلـّم ، فاصبروا على أذى إخوانكم من القاعدين الذين (هداهم الله تعالى) يعطون آذانهم لما يبثـّه الكافرون والمنافقون من سموم تجاه المجاهدين وللأسف الشـّديد لقد استطاع الكافر المحتل بمعاونة الرّوافض والمنافقين من بثّ الإشاعات المغرضة عن المجاهدين وصدّقها ضعاف النـّفوس والعقول لحكمة يعلمها الله تعالى ، ثمّ قام المنافقون من أبناء جلدتنا وللأسف الشـّديد بترويج تلك الشـّائعات حتـّى يصدوا عن سبيل الله ثمّ ليبعدوا الطيّبين من المسلمين والجاهلين بطبيعة المعركة بيننا وبين الأعداء وعن الجهاد في سبيل الله تعالى ،
قال تعالى
{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ}
(آل عمران:167)

فيا أحباب المجاهدين أرجوكم لله تعالى لا تعطوا صورة سيئة عن المجاهدين وأنصارهم بلعنكم لمن خالفنا بل بالله عليكم ادعوا لهم بالهداية كما دعا حبيبكم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
(اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة }
(صححه الألباني رحم الله تعالى)
أو إن كنتم ولا بدّ داعين عليهم فأعيد نقل الدعاء الذي كتبته سابقا في موضوع مستقل
اللهمّ إنّ كنت تعلم أنّ المجاهدين ما خرجوا من ديارهم إلاّابتغاء مرضاتك
وإن كنت تعلم أنّ من طعن بهم من المخدوعين وممـّن لبّس عليهمإبليس وممـّن خدعهم بعض العملاء
اللهمّ فاهدهم لحبّ المجاهدين والذبّ عنهم .
وإن كنت تعلم يا مولانا أنـّهم من أولياء الطاغوت وممّن يجتهد لحرب الإسلاموأهله اللهمّ فعجّل انتقامك منهم وأرنا فيهم بأسك الذي لا يردّ عن القوم الظـّالمين .
اللهمّ اهد علماء المملكة خاصّة وكافّة العلماء عامـّة للصدع بالحقّ والدّفاع عنالمجاهدين واجعلهم قادتنا إلى الجهاد كأمثال أبي بكر وعمر والصّحابة رضوان اللهعليهم أجمعين ، وصلاح الدّين وقطز والعزّ بن عبد السّلام وعبدالله عزام وغيرهمرحمهم الله .

اللهمّ إن كنت تعلم أنّ المجاهدين قد جانبوا الصواب في بعض جهادهممن غير قصد اللهمّ فاهدهم إلى الحقّ الذي ترضاه لهم
اللهمّسدد رميهم ورأيهم واجعلهم شوكة في قلوب الكافرين والمنافقين والمفسدين في الأرض .

اللهمّ إن كنت تعلم أنـّي ومن ناصر المجاهدين في هذه الشـّبكة وفي كلّالشـّبكات قد جانبنا الصـّواب اللهمّ فردّنا إليك واعصمنا من الزّيغ والهوى ومن كلما يغضبك علينا .

اللهمّ إن كنت تعلم أنـّنا نحبّ نبيك والصّحابة والمجاهديناللهمّ فاجعل دعاءنا هذا سببا لهداية كلّ من غـُرِّرَ بهم في هذه الشبكة وكانوابوقا لحرب المجاهدين اللهم فردّهم عاجلا غير آجل إليك يا منهديت عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص
( رضي الله عنهما )
وكلّ من عصاك ،
اللهمّ إنّ الشـّيطان قد زيّن لهم حسن عملهم اللهمّ اهدهم اللهمّ اهدهم اللهمّ اهدهماللهمّ اهدهم.

اللهمّ إنـّهم جهّال فعلمهم أنـّهم ضالـّين فاهدهم اللهمّ إنـّهممغرر بهم فاصرف عنهم كيد الشـّيطان وأعاونه من الإنس والجنّ يا أرحم الرّاحمين ياأرحم الرّاحمين .

ربّاه لن نكون أرحم بهم منك اللهمّ فاجعل دعاءنا هذا سببالهدايتنا وهدايتهم إلى الحقّ اللهمّ اهدنا وإياهم إلى الجهاد في سبيلك اللهمّألحقنا بالمجاهدين وخذ من دمائنا حتـّى ترض.

ثمّ أقول لكم أحبابي إنّ الله مـُنجز وعده
ألم يقل الله تعالى :
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}
(النور:55)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
(آل عمران:200)
فاصبروا عباد الله على جهل الجهّال وصابروا فالنـّصر آت آت آت لا محالة إن حقـّقنا ما أمرنا الله به .وعاملوا المخالفين كما عامل موسى وهارون عليهما السلام فرعون فلقد أمر الله من هو خير منـا
( موسى وهارون عليهما السلام)
من هو أشرّ الكافرين في عصره ( فرعون ) فقال {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (طـه:44)
فلنخاطب إخواننا المخطئين بما أمر الله موسى وهارون أن يخاطب فرعون اللعين
( فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً )

أمـّا أنتم يا من شكـّكتم بالمجاهدين ومن خرجوا من ديارهم ابتغاء مرضات ربّ العالمين أرجوكم اتقوا الله اتقوا الله اتقوا الله
وتدبّروا قول الله تعالى
{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً } (الأحزاب:58)
فإن لم تكفكم تلك الآية فوالله لن تتّعظوا مهما قلنا لكم .
أسأل الله أن يهديكم ويهدينا لما يحبّ ويرضى .
وآخر دعوانا أن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
منقـــــول