كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
لا تـكـن مـنـهـم خـرّاجـاً ولاّجـاً ..!!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تـكـن مـنـهـم خـرّاجـاً ولاّجـاً الحمد لله رب العالمين , و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين. اعلم أيها المسلم أنّك على خطرٍ عظيم إذا خالفتَ سنّة المصطفى – صل الله عليه و سلم - , و لا عزّة و لا كرامة لمسلم ألقى بنفسه في أحضان أهل البدع , مُحباً لهم , و مدافعاً عنهم , و هذا مسلكٌ خطير مُهلك , وقع فيه بعض طلاب العلم , تارةً مع السلفيين , و أخرى مع الحزبيين بحجة تعليمهم و نصيحتهم , حتى مالوا إليهم ,و تأثروا بهم , و هذا أمر ٌ محرّمٌ ينبغي البعد عنه . فمصاحبة أهل البدع , و السكوت عنهم , و الميل إليهم , و الثناء عليهم , و الدفاع عنهم , و الخروج معهم في رحلاتهم , و مشاركتهم في مناسباتهم , و الغمز في دعاة السلفية , كلُّ هذا يؤدي إلى انحراف طالب العلم عن التقوى , و عن الطلب , و هذا مِنْ أعظم الفتن . قال تعالى :" و اتقوا فتنةً لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة , و اعلموا أن الله شديد العقاب " و مثل هذا الانحراف دليل على ائتلافهم و محبتهم , و إن زعموا العكس – قال- صل الله عليه وسلم- : " الأرواح جنودٌ مجنّدة , ما تعارف منها ائتلف , و ما تناكر منها اختلف " متفق عليه . فهذا حال مَنْ لا يفرِّق بين السلفي و البِدعي , فاحرص على معرفة الناس حتى تفرّق بين الصالح و الطالح , و تعقد الولاء و البراء على المنهج السّوي , لا على التمييع و المداهنة , فلا تُقرّهم على باطلهم , ولا تتركهم على هواهم , فهذا مِن شعار أهل السّنة و الجماعة . فليس كلُّ مَن تصدى للعلم صار عالماً , و لا مَنْ طالت لحيته زادت معرفته , و لا كل مَن تزيّ بزي السلفيين صار منهم , فهناك مَنْ يسعى للظهور و الشهرة بين أوساط الحزبيين و عوام الناس بمخالفته للسنة و معاندته لأهل العلم تكبراً ,و حسداً, و غروراً , و لا يعلم هذا المغرور المتكبر أنّ كل مَن ابتعد عن السنة و ألقى بنفسه في أحضان أهل البدع , كلما سقط مِن أعين الناس و احتقروه . قال أبو الدرداء – رضي الله عنه- : " مِن فقه الرجل ممشاه و مُدخله و مُخرجه مع أهل العلم " رواه ابن عبد البر . ( جامع بيان العلم و فضله1/ 127 ) و قيل للأوزاعي : " إنّ رجلاً يقول : انأ أجالس أهل السنة و أجالس أهل البدع فقال الأوزاعي : هذا رجل يريد أنْ يساوي بين الحق و الباطل ( الإبانة ص 430) ُسئل الشيخ صالح اللحيدان – حفظه الله - : " طالب علم يجالس أهل السنة و أهل البدع , و يقول : كفى الأمة تفريقاً و أنا أجالس الجميع . أجاب الشيخ : هذا مبتدع , مَن لم يفرّق بين الحق و الباطل و يدّعي أن هذا لجمع الكلمة فهذا هو الابتداع " ( براءة علماء الأمة ص 52 ) و قال الشيخ بكر أبو زيد – رحمه الله - : " نعم لا يجتمع الولوع بين المتضادين ,فكما لا يجتمع في قلب عبد , حب القرآن و حب الغناء , فكذلك لا يجتمع حب السنّة و البدعة , و لا حب السني و المبتدع " ( الردود ص 299 ) و قال العلاّمة محمد الخضر حسين : " و كثيراً ما يُقاس الرجل بأحداثه , فإنْ رآه الناس يصاحب الفسّاق و المبتدعين , سبق إلى ظنونهم أنه راضٍ عن الابتداع و لا يتحرج من الفسوق " ( رسائل الإصلاح 2/13 ) و قال عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه- : " اعتبروا الناس بأخدانهم , المسلم يتبع المسلم , و الفاجر يتبع الفاجر " ( الإبانة ص 502) و قال :" إنما يماشي الرجلُ و يصاحب مَنْ يحبه و مَنْ هو مثله " ( شعب الإيمان9439) قال قتادة بن دعامة السدوسي – رحمه الله - : " إنا و الله ما رأينا الرجل يصاحب مِن الناس إلا مثله و شكله , فصاحبوا الصالحين مِن عباد الله لعلكم أن تكونوا معهم أو مثلهم " ( الإبانة ص 460 ) قال يحيى بن سعيد القطان : " لما قدم سفيان الثوري البصرة , جعل ينظر إلى أمر الربيع بن صبيح , و قدره عند الناس , سأل أي شيء مذهبه ؟ قالوا : ما مذهبه إلا السُّنة , قال " مَن بطانته ؟ قالوا : أهل القدر , قال : هو قدري " ( الإبانة ص 421) فمهما حاول أهل التمييع مِن التلبيس على المسلمين , بإظهارهم مظهر السلفية فلا مكانة لهم , و لا محبة لهم بين السلفيين , فهذا تلبيس إبليس , ظناً منهم بأسلوبهم هذا تمرير منهجهم الفاسد على حدثاء الأسنان مِن طلاب العلم . قال الأوزاعي – رحمه الله - : " مِنْ ستر علينا بدعته , لم تخفَ علينا ألفته " ( الإبانة ص 508,420) قال محمد بن عبيد الله الغلابي – رحمه الله- : " يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف و الصحبة " ( الإبانة ص 510) ُسئل الشيخ أحمد النجمي – رحمه الله - : " ما رأيكم في قول بعض الناس ,إني أريد أن أجالس أهل العلم , و أجالس مِنْ يُنسبون إلى الحزبيات لأني لم أر منهم منكراً , وأنا عندي علم أميّز بين الحق و الباطل ؟ فأجاب : الذي يقول هذا ليس عنده علم , و لكن عنده هوى , و جهل و ميل إلى الحزبيين , و هذا الذي حمله على قوله هذا , و بالله التوفيق ( الفتاوى الجلية ص 33 ) و ُسئل : ما رأيكم فيمن يشارك في مراكز و مخيمات الحزبيين , و هو يعلم أنّ أهل العلم قد ذكروا أن القائمين على هذا المركز بعينه حزبيون ؟ فأجاب : هذا يدلّ على أنّه معهم , لذلك فإنه يلحق بهم حسب ما قرره أهل العلم , عمّن يتعاون معهم , ويركن إليهم , و يدافع عنهم , " ( الفتاوى الجلية ص 33) و ُسئل : رجل يزعم أنه سلفي , و لكنه يجالس الحزبيين , و نوصح في ذلك , فقال إنني أقوم بتوجيههم , و نصيحتهم , فكيف نحكم على هذا الشخص ؟ فأجاب : المناصحة ليس مِن لازمها أن تمشي معهم , و المناصحة في أوقات محدودة , أما كونك تمشي معهم بحجة أنك تنصحهم , فلو كنتَ تنصحهم لرؤي في عملهم تغيير , و اختلاف عما كانوا عليه ,فإن قلتَ مثلاً أنّك تنصحهم و لا يسمعون أو لا يقبلون منك , إذن فلِمَ تجلس معهم أو تسير معهم ,و تذهب وتجيء معهم , فإذا كانوا لا يسمعون منك لا تذهب معهم و لا تجيء معهم , ولا تجلس معهم , لكن لمّا رأيناك أنك تذهب و تجيء معهم و تجالسهم عرفنا بأنك منهم " ( المصدر نفسه ص141 ) و ُسئل : نلحظ مِن بعض الشباب الخوض في عقائد بعضهم البعض , و اتهامهم بغير علم , و هم الذين نحسبهم مِن أهل الخير نرجوا أن تقدموا نصيحة لمثل هؤلاء الشباب . فأجاب : الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله , و على آله و صحبه و بعد: الاتهام ينقسم إلى قسمين: 1-قسم لا يكون له مستند يستند إليه , و يُوجب ذلك الاتهام 2-و قسم آخر يستند إلى قرينة أو قرائن , فهذا لا يُلام مَنْ قاله , فمثلاً لو أنّ واحداً مِمَنْ ينتمون إلى أهل السنة و الجماعة , و طريقة السلف رؤي و هو يمشي مع الحزبيين أو يجالسهم و يضاحكهم , و نُصح فلَمْ يقبل النصيحة , ففي هذه الحالة إذا اتهم بأنه حزبي فالاتهام له مبرر , يُضاف إلى ذلك ما إذا كان هذا الرجل يدافع عِن الحزبيين في كلامه , فإنّ القرينة تعظم , و تتأيد و يتبين من خلالها قوة الاتهام " ( المصدر نفسه ص 176) فأحيانا تكون الحزبية مبطَّنة تلبس لباس السلفية , و يتكلم أهلها بكلام علماء السلفية , لكن القرائن و البراهين تدلل على حزبيتهم , و الجاهل لا يعرفهم , ففي هذه الحالة لابد مِن إظهار حالهم ليحذرهم الناس " قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- : " و مَن كان محسناً للظن بهم و ادعى أنه لم يعرف حالهم , عُرِّف حالهم , فإنْ لم يباينهم , و يُظهر لهم الإنكار , و إلا أُلحق بهم , و جُعل منهم " ( مجموع الفتاوى 2/133) و ُسئل الشيخ أحمد النجمي – رحمه الله - : ما رأيكم في قول بعض الشباب أنا لا أقبل قول أي أحد أنّ فلاناً مِن الناس مبتدع أو حزبي إلا إذا كنتُ سمعتُ منه شخصياً " فأجاب : بعد ما بيَّن التبيُّن في خبر الفاسق . قال : أما خبر العدل , فإنّه يُؤخذ به , فكيف إذا كان المخبرون جماعة و مِن خيرة المجتمع , و أعلاه و أفضله علماً و عدالةً , فإنه يجب , و يتحتم الأخذ به , و مِن ردَّه فإنما يردُّه لهوى في نفسه , لذلك فهو مُدان , و يُعتبر حزبياً بهذا الرد , فهو يلحق بهم, و يُعد منهم , و بالله التوفيق " ( الفتاوى الجلية ص 32 ) و هذا التمييع و الجهل ناتج عن هجر أهل العلم و دروسهم , و التكبر عليهم و الاغترار بالنفس و الهوى" قال الخطيب البغدادي – رحمه الله -: " و لابدّ للمتفقه مِن أستاذ يدرس عليه , ويرجع في تفسيره ما أُشكل عليه , و يتعرف منه طرق الاجتهاد و ما يفرق به بين الصحة و الفساد " ( نصيحة أهل الحديث ص 20) و قال أحمد بن حنبل – رحمه الله - : " إنما يحيا الناس بالمشايخ فإذا ذهب المشايخ فماذا بقي؟" ( الآداب الشرعية 2/146) و قال : إنما الناس بشيوخهم فإذا ذهب الشيوخ فمِع مَنْ العيش ؟" ( المصدر نفسه 2/146 ) و أخيراً أنصح هؤلاء الذين خرجوا مِن حزب وولجوا في آخر , و مِن جماعة إلى أخرى , و مِن جمعية إلى أخرى , لا تكونوا من الخرّاجين الولاّجين, بالأمس ذماً و تحذيراً , و اليوم مدحاً و ثناءً , و القوم على ما هم عليه . قال عمر بن عبد العزيز –رحمه الله-: " مَنْ جعل دينه غرضاً للخصومات أكثرَ التنقل " الحلية 9/21 و عليكم بما نصح به شيخنا ابن باز – رحمه الله - : " و كل مفتٍ و كل عالم ٍ, و كل طالب علم ,قد يقع منه بعض الخطأ ,أو بعض الإجمالات , ثم بعد وضوح الحق و ظهوره يرجع إليه . و في ذلك شرفٌ و فضل , و هذه طريقة أهل العلم مِن عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى يومنا هذا " ( مجموع فتاوى و مقالات متنوعة3/313 ) و قال رحمه الله : " و لا يخدش في دينه ما قد يقع منه مِن الأخطاء التي لم يتعمدها أو ظنها جائزة باجتهاده , و ما لديه مِن معلومات , أو بسؤاله بعض أهل العلم فأفتاه في ذلك , و لم تكن فتواه مطابقة للشرع المطهر و الخلاصة أنّ الواجب على المسلم أن يتقى الله في ما استطاع , و أن يحرّم ما حرّم الله عليه , و أن يجتهد فيما فرض الله عليه , و إذا وقعت منه زلة وجب عليه المبادرة بالتوبة النصوح " المصدر نفسه 3/41 و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين منقوووووول
|
#2
|
|||
|
|||
جزاكِ الله خيراً
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
..!!؟, لا, مـنـهـم, تـكـن, خـرّاجـاً, ولاّجـاً |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|