إعلان هام : وظائف شاغرة في رمضان!!

[*زهرة الفردوس*]

 

عجباً لنا ما أن تعلن الصحف عن وظائف شاغرة محدودة وقليلة.. مهندس.. طبيب.. مدرس.. محاسب..
إلا ويتهافت الناس عليها،
أما حين يعلن القرآن والشرع عن وظائف شاغرة
حيث أرقى المناصب وأسمى المراتب وأفضل الأزمنة
(شهر رمضان)
ينكص الجميع ويولّون الدبر!!

إن الوظائف الشاغرة في هذا الشهر الكريم كثيرة وتستوعب كل من يتقدم لها..
ولكن المتقدمين لشغلها قليل

[ والسابقون السابقون أولئك المقربون]
(الواقعة 10-11)
.. فالمتنافسون إذا كثروا على الوظيفة زادت شروطها ومتطلباتها،
وذلك حين تتميز نخبة منهم تفوز بذلك المنصب بجدارة، لذلك أرهق المقربون أبدانهم في العبادة وسهروا الليالي في قراءة القرآن
والقيام
والذكر،
وملئوا الوظائف الشاغرة وشغلوا أوقاتهم بالطاعة وحفظوا أنفسهم عن المعصية.

فيا أيها الأذكياء.. يا من تبحثون عن الوظائف الشاغرة ها قد جاءتكم الفرصة فاغتنموها، فإن هذا الإعلان محدد بزمن معين ينتهي بطلوع هلال شهر شوال..
واعلموا أن هذا الإعلان يستوعب كل المتقدمين وبأجور عالية لا تخطر على بال..

مميزات الوظائف الشاغرة في رمضان:

1- مضاعفة الأجر بأضعاف كثيرة بغير حصر ولا عدد يقول تعالى:
[إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب] (الزمر 10) والصوم نصف الصبر، ويقول الله عزوجل في الحديث القدسي: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف.

2- من عمل فيه فريضة كان كمن عمل سبعين فريضة فيما سواها، ومن عمل فيه نافلة كان كمن عمل فريضة فيما سواها.

3- أن خلوف فم الصائم (رائحة فمه) أطيب عند الله من ريح المسك.

4- للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عندما يلقى ربه بصومه.

5- يباعد الله بين الصائم والنار بكل يوم يصومه سبعين سنة، وهذا في صوم التطوع فكيف يكون في صوم الفريضة.
6- تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم.

7- تصفد فيه الشياطين وينادي ملك من السماء: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، حتى ينقضي رمضان.

8- أن رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر كما جاء في حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أي أن الطاعة في رمضان من أسباب مغفرة الذنوب.
9- أن من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وفي رواية للإمام أحمد في مسنده "وما تأخر".

10- ان من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

11- أن من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.. وهي ليلة خير من ألف شهر.

12- أن للجنة باباً يقال له "الريان" لا يدخل منه إلا الصائمون، فإذا دخلوا منه شربوا وإذا شربوا لم يظمأوا أبداً.
13- أن العمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم.

14- أن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم فإذا صام فإنه يضيق على الشيطان طريقه في نفس ابن آدم.

15- أنه ينادي على الصائمين يوم القيامة في الجنة :
"كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية"
(الحاقة 24)
فإن لله مائدة لم تر مثلها عين ولم تسمع بها أذن ولم تخطر على قلب بشر، لا يقعد عليها إلا الصائمون.

16- أن الجنة تزخرف من السنة إلى السنة لدخول رمضان، فتقول الحور العين: يا رب اجعل لنا في هذا الشهر من عبادك أزواجاً بما تقر أعيننا بهم، وتقر أعينهم بنا، ويتنادون فيما بينهن في شهر رمضان: هل من خاطب إلى الله فيزوجه؟.

ما هي الوظائف الشاغرة:
وبعد كل هذه المميزات التي ذكرها الشرع عن الوظائف الشاغرة في رمضان
هل من مشمر لنيل هذه المراتب
وهل من متقدم لشغل هذه الوظائف؟:

1- ختمة للقرآن في شهر رمضان، فيقال أن أحرف القرآن الكريم (604946) حرفاً تقريباً فإذا كانت الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف في غير رمضان فما بالكم في رمضان.. وإليكم هذا المثال التقريبى:
(604946 * 700 = 423.462.200 حسنة)..يا ألله .. ما هذا الكرم العظيم والجود الجليل، هذا بخلاف الثواب المترتب على تلاوة القرآن من الشفاعة يوم القيامة والدفاع عن المؤمن في قبره وما إلى ذلك.

2- الدعاء للمؤمنين والمؤمنات وخاصة للوالدين والأهل وذوي الأرحام، فيقول: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.. فقد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة" رواه الطبراني في معجم الكبير بإسناد جيد.

3- الدفاع عن اعراض المسلمين من ألسنة الغيبة.. فقد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "من ذب (دافع) عن عرض أخية بالغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار". وفي نهار رمضان يكثر الكلام والغيبة والنميمة فلندافع عن أعراض المسلمين والمسلمات.

4- حسن الخلق، فقد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "من كان سهلاُ هنياً ليناً حرمه الله على النار".

5- الأعمال الجامعة في نفع الآخرين كما ورد في الحديث: "وليس من نفس ابن آدم إلا عليها صدقة في كل يوم طلعت عليه الشمس، قيل: يا رسول الله ومن أين لنا بصدقة نتصدق بها، فقال: إن أبواب الخير لكثيرة: التسبيح والتحميد، والتكبير والتهليل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتميط الأذى عن الطريق، وتسمع الأصم، وتهدي الأعمى، وتدل المستدل على حاجته، وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف، فهذا كله صدقة منك على نفسك". رواه ابن حبان بسند صحيح.

إعلان ونداء من السمـــاء:
وبعد يا عباد الله فهذا شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، وهذا كتاب الله يتلى بينكم وهو القرآن الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعاً يتصدع، ومع هذا فلا قلب يخشع ولا عين تدمع ولا صيام يصان عن الحرام فينفع.. وهذه قلوبنا تراكمت عليها ظلمة الذنوب فهي لا تبصر ولاتسمع.
وهذا الإعلان عن الوظائف الشاغرة في رمضان تنادي عليه الملائكة بين السماء والأرض:
يا باغي الخير أقبل...
وهذه الحوراء العيناء تعلن
: هل من خاطب إلى الله فيزوجه؟
.. فهل من مشمر ؟!