انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-22-2009, 07:38 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي ضعف الإيمان .

 


ضعف الإيمان :الدلائل والعلاج
الشكوى من ضعف الإيمان شيء معتاد عند الملتزمين بدينهم،وتلك ظاهرة صحيّة إذا تجاوزت حالة التشكي إلى تشخيص الداء وتحديد أعراضه ومواجهته بالدواء المناسب.
والإيمان محله قلوب العباد،وهو تبعا لذلك يزيد وينقص ويقوى ويضعف ويحي ويموت،وهذا ثابت بالقرآن والسنة والتجربة.
قال الله تعالى:[وإذا ما أُنْزِلَتْ سُورَة فَمِنْهُم منْ يَقُول أيّكُم زادَتْهُ هذِه إيمَانا،فأمّا الذِّين آمنُوا فزَادتهمْ إيمَانا وهُمْ يسْتَبْشِرُون،وأمّا الذِّين فِي قُلُوبِهم مَرضٌ فزَادتهم رِجْسًا إلى رِجْسِهم ومَاتُوا وهُم كَافِرُون] - سورة التوبة124. ؛ فالآية صريحة في زيادة الإيمان وفي أن محلّه القلب فدلّ ذلك بداهة على أن الزيادة يقابلها النقصان بسبب "مرض القلوب".
وهذه أهم الأعراض والمظاهر التي يستطيع المؤمن أن يعرف من خلالها أن في إيمانه ضعفا فيبادر إلى تقويته وتغذيته.

1. التمادي في المعاصي والإصرار على الذنوب:
لا تكمن المشكلة في ارتكاب الخطأ والوقوع في الخطيئة،فهذا شيء ملازم للبشر،الإنسان خطّاء والله تعالى عفوّ غفور رحيم،لكنّها تكمن في استمراء مخالفة أمر الله تعالى ونهيه والتعوّد على ذلك والتمادي في الانحراف والإصرار على الذنب،وهذا دليل على ضعف الإيمان المستند إلى قلب مريض ،لأن قويّ الإيمان كلما استدرجه الشيطان إلى شرود عن صراط الله المستقيم استفاق وسارع إلى الرجوع إلى حياض الدين تائبا منيبا مستغفرا:
قال الله تعالى:[إن الذين اتقوا إذا مسّهم طائف من الشيطان تذكّروا فإذا هم مبصرون] - سورة الأعراف.201 ؛ وقال عن المتّقين ذاكرا بعض صفاتهم:[وإذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون] - سورة آل عمران 135.
إن المتعامل بالرشوة مثلا يألف هذه المعصية ويعايشها يومياً فلا يحسّ بوخز النّدم أو تأنيب الضمير فيصاب في إيمانه الذي لا يجد حينذاك ما يتدارك ضعفه ويقوّيه،ويحدث نفس الشيء للمرأة غير المحجّبة التي تعتاد التبرّج حتى تنسى أنه حرام،فماذا يفيد هؤلاء الصلاة أو الصيام أو الصدقة؟

2. التكاسل في أداء العبادات:
من المفروض أن المؤمن يتلذّذ بعبادة ربّه فهو يسارع إليها بهمّة ونشاط ممتثلا أمر الله تعالى:[ وسارعوا إلى مغفرة من ربكم...] - سورة آل عمران133 [ وسابقوا إلى مغفرة من ربكم...] - سورة الحديد 21 ؛ لكن ضعيف الإيمان يقوم إلى العبادة كأنها عبء ثقيل ينوء بحملها :[ وإذا قامُوا إلى الصلاة قامُوا كُسَالى يُراءون النَّاس ولا يَذْكُرون الله إلا قَلِيلا ] – سورة النساء 142 ؛ فليعلم من وجد هذا التكاسل في نفسه أنه قد أصيب في إيمانه فليبادر إلى معالجة الوضع وتجديد الإيمان.

3.عبادات لا تأثير لها:
للعبادات المختلفة تأثير نفسيّ وسلوكيّ على المؤمن، لها حلاوة يجدها في قلبه كما أنّها تغيّره نحو الأحسن في علاقته بالله والناس، فإذا ضعف الإيمان تلاشى هذا التأثير وأصبحت العبادات طقوساً باردةً وأشكالاً لا حياة فيها، فالصلاة _ في هذه الحالة _ لا تقرّبه من الله ولا تنطبق عليه الآية الكريمة [ فاسجد واقترب] _ سورة العلق 19 -، كما أنّها لا تمنعه من الوقوع في أنواع المعاصي الخبيثة لأنّها فقدت الفعاليّة الّتي أشارت إليها الآية [ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر] - سورة العنكبوت45 - .
وقد يصوم صاحب هذا الإيمان الضعيف الفريضة والنافلة لكنّه لا يحصّل التقوى الّتي هي مقصد الصيام :[ يا أيّها الّذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الّذين من قبلكم لعلّكم تتّقون] _ سورة البقرة 183_، وإنّما يكون نصيبه من الصيام الجوع والعطش.
وقد يزكّي ماله لكن بطريقة آليّة لا روح فيها فلا ينال بذلك طهراً ولا تزكيّةً كما أشار إليهما قول الله تعالى: [ خُذْ مِنْ أمْوالِهم صَدقة تُطَهِّرُهُم وتُزَكّيهمْ بها] - سورة التوبة 103 ؛ فلا بد أن يحرص المسلم على العلاقة التفاعليّة بين العبادات وتقويّة الإيمان حتى ينتفع بالقربات فيتلذّذ بها في قلبه وتقوده إلى الاستقامة والصّلاح في حياته.

4.عدم التأثّر بالقرآن الكريم:
عندما يتلو المؤمن كتاب الله أو يستمع إليه منصتاً فإن آياته تحرّك قلبه بالخشوع والخشية والرغبة والرهبة وأنواع المشاعر الإيمانية، فإذا كان إيمانه ضعيفاً فإنّه يفقد الحسّ المرهف فلا يتفاعل مع الذّكر الحكيم ولا يتجاوب معه، يمرّ بآيات الوعد والوعيد والأمر والنهي وكأنّه غير معنيّ بها، لأنّ ضعف الإيمان نسج على قلبه غشاوة حوّلته إلى جلمود صخر لا يؤثّر فيه ذكر الجنّة والنار والنعيم والعذاب والمأمورات والمحظورات والرقائق والعظات، ولو كان إيمانه قويّاً لاقشعرّ جلده وخفق قلبه وارتعدت فرائسه وسالت دموعه وانطلقت زفراته رغباً في رحمة الله الّتي تبشّر بها هذه الآيات، ورهباً من عذاب الله الّذي تنذر بها آيات أخرى.
فهذا مقياس آخر لتقويم مستوى الإيمان.

5.عدم التأثّر بالموت والمواعظ:
تكمن قمّة الموعظة في رحلة الموت من احتضار المحتضر وبلوغ الروح الحلقوم إلى تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه وإهالة التراب عليه، وكلّها مواقف جديرة بخلخلة المؤمن الّذي يشاهدها لأنّها تذكّره بمصيره القريب فيكون أدنى إلى رقّة القلب والرجوع إلى الله، فإذا أصيب إيمانه بالضعف مرّ بهذه المشاهد باهتا - ولعلّه يضحك - كأنّه غير معني بها أو هي بعيدة عنه، وقد قيل "من لم يتّعظ بالموت فستكفيه جهنّم واعظاً"
وقريب من هذا ما يسمعه من دروس دينية تحرّك القلوب والأحاسيس وتدفع دفعاً إلى الوثبة الإيمانية والتوبة النصوح، قال تعالى: [ إن في ذلك لَذِكْرى لمَنْ كان لهُ قَلْبٌ أو ألْقى السَّمْعَ وهُو شَهِيد ]- سورة ق 37 ؛ إذا لم يتفاعل المسلم مع عظة الموت والدرس فليسأل نفسه أحيّ هو أم أنه في عداد الموتى ولو كان يدبّ على الأرض؟

6.الغفلة عن الله:
ممّا يضعف الإيمان في القلوب ويكاد ينسفه نسفاً الانغماس في المشاغل الدنيويّة واللهث وراء الغايات المادية إلى درجة الغفلة عن الله تعالى وحقوقه ويوم لقائه، هذه العبودية للحياة الدنيا سبب لضعف الإيمان من جهة ونتيجة له من جهة أخرى، يترتّب عنها التحوّل من عبد لله إلى عبد للعاجلة: [ نسوا الله فنسيّهم ] – سورة التوبة 67 -، والتعلّق بالدنيا غير الاشتغال بها، فهذا ضروري وواجب للفرد والمجتمع، بينما التعلّق هو حصر الاهتمام في الدنيويات وتغافل عن الدين والمصير، ونستطيع ملاحظة ذلك في تعلّق القلب _ وليس اليد _ بالمناصب ومزيد من المشروعات التجاريّة وبكرة القدم ونحو ذلك بحيث لا يذكر الإنسان ربّه _ إن ذكره _ إلاّ عرضاً وقليلاً كأداء صلاة الجمعة مثلاً، ولهذا أمرنا الله تعالى بالإكثار من الذكر ليحدث التوازن المحمود في أنفسنا ودنيانا بين المطالب الحياتية والواجبات الدينية: [ يا أيّها الّذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيرا وسبّحوه بكرةً وأصيلا] _ سورة الأحزاب _41-42.

7.عدم الاهتمام بأمر المسلمين:
يترتّب عن ضعف الإيمان التقوقع على الذات وعدم المبالاة بأمور المسلمين فلا يهتمّ المؤمن حينئذ بمعاناة إخوانه المسلمين من الاحتلال الأجنبي والتسلّط الصهيوني والظلم السافر والفقر المنتشر ونحو ذلك من المصائب،لا يلتفت إلى معاناة المسجد الأقصى- فضلا عن أن يفكّر في تحريره - ولا حصار غزة ولا دماء الأبرياء في أكثر من مكان،إلى جانب قضايا المسلمين المصيرية.


وبعلاج هذه المظاهر يقوى الإيمان في القلوب وتستقيم حياة المسلم.
منقول .
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-22-2009, 11:00 PM
نور الدرب نور الدرب غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاك الله خير الجزاء...
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-22-2009, 11:50 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

ماشاء الله
احسنتِ احسن الله اليكِ
وضعتِ يدك علي الجرح ووصفتِ لنا الدواء
جزاكِ الله خيرا ابنتي الحبيبة
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-23-2009, 06:17 PM
المسلم المستغفر المسلم المستغفر غير متواجد حالياً
عضو فضى
 




افتراضي

اسال الله ان يقوى إلايمان فى قلوبنا ....جزاكم الله خيرا ونفع بكم
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-25-2009, 01:02 AM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الدرب مشاهدة المشاركة
جزاك الله خير الجزاء...

أسعدني مرورك أختي نور.
بارك الله فيكِ.
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-25-2009, 01:08 AM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هجرة إلى الله السلفية مشاهدة المشاركة
ماشاء الله
احسنتِ احسن الله اليكِ
وضعتِ يدك علي الجرح ووصفتِ لنا الدواء
جزاكِ الله خيرا ابنتي الحبيبة
و جزاكِ خيراً على مروركِ الطيب أمَّاه
سعيدةٌ بوجوك شُكْراً .
بارك الله فيكِ .
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12-25-2009, 01:11 AM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسلم المستغفر مشاهدة المشاركة
اسال الله ان يقوى إلايمان فى قلوبنا ....جزاكم الله خيرا ونفع بكم
أمين يا رب .
بارك الله فيكم على مروركم .
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-15-2010, 12:48 AM
زورق الشاطئ زورق الشاطئ غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي

بارك الله فيكِ
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-15-2010, 11:16 AM
مهجه الاسلام مهجه الاسلام غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي اللهم أجمعنا مع حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فى الفردوس الأعلى

نسأل الله العلى العظيم أن يرزقنا ايمانا صادقا
وأن يرزقنا الصحبه الصالحه
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-15-2010, 11:36 AM
علياءب علياءب غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بارك الله فيكم
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
., الإيمان, ضعف


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 06:35 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.