انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > عقيدة أهل السنة

عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-07-2008, 07:18 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي هل يعذر الإنسان بالجهل فيما يتعلق بالتوحيد

 


سئل العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :



هل يعذر الإنسان بالجهل فيما يتعلق بالتوحيد؟


فأجاب :

العذر بالجهل ثابت في كل ما يدين به العبد ربه ، لأن الله –سبحانه وتعالى-قال: ] إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده[ حتى قال – عز وجل- : ]رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل [ ولقوله ـ تعالى ـ: ]وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً [ . ولقوله ـ تعالى ـ: ]وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون [ . ولقول النبي، صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا يسمع بي واحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان من أصحاب النار". والنصوص في هذا كثيرة، فمن كان جاهلاً فإنه لا يؤاخذ بجهله في أي شيء كان من أمور الدين، ولكن يجب أن نعلم أن من الجهلة من يكون عنده نوع من العناد، أي إنه يذكر له الحق ولكنه لا يبحث عنه، ولا يتبعه، بل يكون على ما كان عليه أشياخه، ومن يعظمهم ويتبعهم، وهذا في الحقيقة ليس بمعذور، لأنه قد بلغه من الحجة ما أدنى أحواله أن يكون شبهة يحتاج أن يبحث ليتبين له الحق، وهذا الذي يعظم من يعظم من متبوعيه شأنه شأن من قال الله عنهم: ]إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون[. وفي الآية الثانية: ]وإنا على آثارهم مقتدون[. فالمهم أن الجهل الذي يعذر به الإنسان بحيث لا يعلم عن الحق، ولا يذكر له، هو رافع للإثم، والحكم على صاحبه بما يقتضيه عمله، ثم إن كان ينتسب إلى المسلمين، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإنه يعتبر منهم، وإن كان لا ينتسب إلى المسلمين فإن حكمه حكم أهل الدين، الذي ينتسب إليه في الدنيا. وأما في الآخرة فإن شأنه شأن أهل الفترة يكون أمره إلى الله ـ عز وجل ـ يوم القيامة، وأصح الأقوال فيهم أنهم يمتحنون بما شاء الله، فمن أطاع منهم دخل الجنة، ومن عصى منهم دخل النار، ولكن ليعلم أننا اليوم في عصر لا يكاد مكان في الأرض إلا وقد بلغته دعوة النبي، صلى الله عليه وسلم، بواسطة وسائل الإعلام المتنوعة، واختلاط الناس بعضهم ببعض، وغالباً ما يكون الكفر عن عناد.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-07-2008, 07:28 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

من هو الذي يعذر بالجهل في العقيدة والأمورالفقهية

سؤال:
من هم الذي يعذرون بالجهل ؟ وهل يعذر الإنسان بجهله في الأمور الفقهية ؟ أم في أمور العقيدة والتوحيد ؟ وما هو واجب العلماء نحو هذا الأمر ؟.

الجواب:

الحمد لله
دعوى الجهل والعذر به فيه تفصيل ، وليس كل واحد يعذر بالجهل ، فالأمور التي جاء بها الإسلام وبينها الرسول صلى الله عليه وسلم للناس وأوضحها كتاب الله وانتشرت بين المسلمين لا تقبل فيها دعوى الجهل ، ولا سيما ما يتعلق يالعقيدة وأصل الدين ، فإن الله عز وجل بعث نبيه صلى الله عليه وسلم ليوضح للناس دينهم ويشرحه لهم وقد بلغ البلاغ المبين وأوضح للأمة حقيقة دينها وشرح لها كل شيء وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ، وفي كتاب الله الهدى والنور فإذا ادعى بعض الناس الجهل فيما هو معلوم من الدين بالضرورة ، وقد انتشر بين المسلمين ، كدعوى الجهل بالشرك وعبادة غير الله عز وجل ، أو دعوى أن الصلاة غير واجبة ، أو أن صيام رمضان غير واجب أو أن الزكاة غير واجبة ، أو أن الحج مع الاستطاعة غير واجب فهذا وأمثاله لا تقبل فيه دعوى الجهل ممن هو بين المسلمين لأنها أمور معلومة بين المسلمين . وقد علمت بالضرورة من دين الإسلام وانتشرت بين المسلمين فلا تقبل دعوى الجهل في ذلك ، وهكذا إذا ادعى أحد بأنه يجهل ما يفعله المشركون عند القبور أو عند الأصنام من دعوة الأموات والاستغاثة بهم والذبح لهم والنذر لهم ، أو الذبح للأصنام أو الكواكب أو الأشجار أو الأحجار ، أو طلب الشفاء أو النصر على الأعداء من الأموات أو الأصنام أو الجن أو الملائكة أو الأنبياء .. فكل هذا أمر معلوم من الدين بالضرورة وأنه شرك أكبر ، وقد أوضح الله ذلك في كتابه الكريم وأوضحه رسوله صلى الله عليه وسلم وبقي ثلاث عشرة سنة في مكة وهو ينذر الناس هذا الشرك وهكذا في المدينة عشرسنين ، يوضح لهم وجوب إخلاص العبادة لله وحده ويتلو عليهم كتاب الله مثل قوله تعالى : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) الإسراء/23 ، وقوله سبحانه : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) الفاتحة/5 ، وقوله عز وجل : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) البينة/5 ، وقوله سبحانه : فاعبد الله مخلصاً له الدين ألا لله الدين الخالص ) الزمر/2-3 ، وقوله سبحانه : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ) الأنعام/162-163 ، وبقوله سبحانه مخاطباً الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر ) الكوثر1-2 ، وبقوله سبحانه وتعالى : ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً ) الجن/18 ، وبقوله سبحانه وتعالى : ( ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ) المؤمنون/117 ، وهكذا الاستهزاء بالدين والطعن فيه والسخرية به والسب كل هذا من الكفر الأكبر ومما لا يعذر فيه أحد بدعوى الجهل ، لأنه معلوم من الدين بالضرورة أن سب الدين أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم من الكفر الأكبر وهكذا الاستهزاء والسخرية ، قال تعالى : ( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) التوبة/65-66 .

فالواجب على أهل العلم في أي مكان أن ينشروا هذا بين الناس وأن يظهروه حتى لا يبقى للعامة عذر وحتى ينتشر بينهم هذا الأمر العظيم ، وحتى يتركوا التعلق بالأموات والاستعانة بهم في أي مكان في مصر أو الشام أو العراق أو في المدينة عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو في مكة أو غير ذلك وحتى ينتبه الحجيج وينتبه الناس ويعلموا شرع الله ودينه ، فسكوت العلماء من أسباب هلاك العامة وجهلهم ، فيجب على أهل العلم أينما كانوا أن يبلغوا الناس دين الله وأن يعلموهم توحيد الله وأنواع الشرك بالله حتى يدعوا الشرك على بصيرة وحتى يعبدوا الله وحده على بصيرة وهكذا ما يقع عند قبر البدوي أو الحسين رضي الله عنه أو عند قبر الشيخ عبد القادر الجيلاني أو عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة أو عند غيرهم يجب التنبيه على هذا الأمر وأن يعلم الناس أن العبادة حق لله وحده ليس لأحد فيها حق كما قال الله عز وجل : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) البينة/5 ، وقال سبحانه : ( فاعبد الله مخلصاً له الدين ألا لله الدين الخالص ) البينة/2-3 ، وقال سبحانه : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) الإسراء/23 ، يعني أمر ربك ، فالواجب على أهل العلم في جميع البلاد الإسلامية وفي مناطق الأقليات الإسلامية وفي كل مكان أن يعلموا الناس توحيد الله وأن يبصروهم بمعنى عبادة الله وأن يحذروهم من الشرك بالله عز وجل الذي هو أعظم الذنوب وقد خلق الله الثقلين ليعبدوه وأمرهم بذلك . لقوله سبحانه : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الذاريات/56 ، وعبادته هي : طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وإخلاص العبادة له وتوجيه القلوب إليه ، قال تعالى : ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ) البقرة/21 .

أما المسائل التي قد تخفى مثل بعض مسائل المعاملات وبعض شؤون الصلاة وبعض شؤون الصيام فقد يعذر فيها الجاهل كما عذر النبي صلى الله عليه وسلم الذي أحرم في جبة وتلطخ بالطيب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( اخلع عنك الجبة واغسل عنك هذا الطيب واصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجتك ) ولم يأمره بفدية لجهله ، وهكذا بعض المسائل التي قد تخفى يعلَّم فيها الجاهل ويبصر فيها ، أما أصول العقيدة وأركان الإسلام والمحرمات الظاهرة فلا يقبل في ذلك دعوى الجهل من أي أحد بين المسلمين فلو قال أحد ، وهو بين المسلمين ، إنني ما أعرف أن الزنا حرام فلا يعذر ، أو قال ما أعرف أن عقوق الوالدين حرام فلا يعذر بل يضرب ويؤدب ، أو قال ما أعرف أن اللواط حرام فلا يعذر ، لأن هذه أمور ظاهرة معروفة بين المسلمين في الإسلام .

لكن لو كان في بعض البلاد البعيدة عن الإسلام أو في مجاهل أفريقيا التي لا يوجد حولها مسلمون قد يقبل منه دعوى الجهل وإذا مات على ذلك يكون أمره إلى الله ويكون حكمه حكم أهل الفترة والصحيح أنهم يمتحنون يوم القيامة ، فإن أجابوا وأطاعوا دخلوا الجنة وإن عصوا دخلوا النار ، أما الذي بين المسلمين ويقوم بأعمال الكفر بالله ويترك الواجبات المعلومة ، فهذا لا يعذر ، لأن الأمر واضح والمسلمون بحمد الله موجودون ، ويصومون ويحجون وكل هذا معروف بين المسلمين وفاش بينهم فدعوى الجهل في ذلك دعوى باطلة والله المستعان .



كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - م/7 ، ص/132.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-08-2008, 10:35 PM
الأثرية الأثرية غير متواجد حالياً
عضو فعال
 



افتراضي

جزاك الله خيرا أخي الكريم ، موضوعك ذو فائدة عظيمة
فبارك الله فيك وفي علمك ... ونقبل منكم جهودكم المستمرة في نشر العلم السلفي .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-18-2008, 08:14 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بارك الله فيك اختى السلفية
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-18-2008, 10:20 AM
الوليد المصري الوليد المصري غير متواجد حالياً
مراقب عام
 




افتراضي

أخي الحبيب

جزاك الله خيرا

ولكن لو تأملنا العنوان لوجدنا أختلاف بينه وبين ما نقلته من فتاوى العلماء

دعوى العذر بالجهل في مسائل التوحيد فيها أختلاف بين أهل العلم في هذا الزمان

فعلماء المملكة جلهم على عدم العذر بالجهل ويؤيدون كلامهم بأقوال السلف الصالح (فيما عدا الشيخ العلامة المحدث العلوان والعلامة البراك فيما أتذكر)

واختلف معهم بعض أهل العلم سواء هنا في مصر أو الشام وعلى رأسهم الشيخ العلامة الألباني(مع تفصيل لهم في المسألة بين مسألة البلد)

وعند التفصيل تجد أن شيخ الأسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم على عدم العذر بالجهل

أنا لم أبحث في المسألة بالقدر الكافي للأستقراء التام لأقوال أهل العلم في المسألة ..ولكن أميل بعض الشيء لعدم العذر

وهاهنا فتوى العلامة ابن باز التي نقلتها في موضوعك لتبين ما أقول



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمير السكندرى مشاهدة المشاركة
من هو الذي يعذر بالجهل في العقيدة والأمورالفقهية

سؤال:
من هم الذي يعذرون بالجهل ؟ وهل يعذر الإنسان بجهله في الأمور الفقهية ؟ أم في أمور العقيدة والتوحيد ؟ وما هو واجب العلماء نحو هذا الأمر ؟.

الجواب:

الحمد لله
دعوى الجهل والعذر به فيه تفصيل ، وليس كل واحد يعذر بالجهل ، فالأمور التي جاء بها الإسلام وبينها الرسول صلى الله عليه وسلم للناس وأوضحها كتاب الله وانتشرت بين المسلمين لا تقبل فيها دعوى الجهل ،

ولا سيما ما يتعلق يالعقيدة وأصل الدين ، فإن الله عز وجل بعث نبيه صلى الله عليه وسلم ليوضح للناس دينهم ويشرحه لهم وقد بلغ البلاغ المبين وأوضح للأمة حقيقة دينها وشرح لها كل شيء وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ،

وفي كتاب الله الهدى والنور فإذا ادعى بعض الناس الجهل فيما هو معلوم من الدين بالضرورة ، وقد انتشر بين المسلمين ، كدعوى الجهل بالشرك وعبادة غير الله عز وجل ، أو دعوى أن الصلاة غير واجبة ، أو أن صيام رمضان غير واجب أو أن الزكاة غير واجبة ، أو أن الحج مع الاستطاعة غير واجب فهذا وأمثاله لا تقبل فيه دعوى الجهل ممن هو بين المسلمين لأنها أمور معلومة بين المسلمين .

وقد علمت بالضرورة من دين الإسلام وانتشرت بين المسلمين فلا تقبل دعوى الجهل في ذلك ، وهكذا إذا ادعى أحد بأنه يجهل ما يفعله المشركون عند القبور أو عند الأصنام من دعوة الأموات والاستغاثة بهم والذبح لهم والنذر لهم ، أو الذبح للأصنام أو الكواكب أو الأشجار أو الأحجار ، أو طلب الشفاء أو النصر على الأعداء من الأموات أو الأصنام أو الجن أو الملائكة أو الأنبياء .. فكل هذا أمر معلوم من الدين بالضرورة وأنه شرك أكبر ، وقد أوضح الله ذلك في كتابه الكريم وأوضحه رسوله صلى الله عليه وسلم وبقي ثلاث عشرة سنة في مكة وهو ينذر الناس هذا الشرك وهكذا في المدينة عشرسنين ، يوضح لهم وجوب إخلاص العبادة لله وحده ويتلو عليهم كتاب الله مثل قوله تعالى : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) الإسراء/23 ، وقوله سبحانه : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) الفاتحة/5 ، وقوله عز وجل : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) البينة/5 ، وقوله سبحانه : فاعبد الله مخلصاً له الدين ألا لله الدين الخالص ) الزمر/2-3 ، وقوله سبحانه : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ) الأنعام/162-163 ، وبقوله سبحانه مخاطباً الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر ) الكوثر1-2 ، وبقوله سبحانه وتعالى : ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً ) الجن/18 ، وبقوله سبحانه وتعالى : ( ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ) المؤمنون/117 ، وهكذا الاستهزاء بالدين والطعن فيه والسخرية به والسب كل هذا من الكفر الأكبر ومما لا يعذر فيه أحد بدعوى الجهل ، لأنه معلوم من الدين بالضرورة أن سب الدين أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم من الكفر الأكبر وهكذا الاستهزاء والسخرية ، قال تعالى : ( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) التوبة/65-66 .


أما المسائل التي قد تخفى مثل بعض مسائل المعاملات وبعض شؤون الصلاة وبعض شؤون الصيام فقد يعذر فيها الجاهل كما عذر النبي صلى الله عليه وسلم الذي أحرم في جبة وتلطخ بالطيب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( اخلع عنك الجبة واغسل عنك هذا الطيب واصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجتك ) ولم يأمره بفدية لجهله ، وهكذا بعض المسائل التي قد تخفى يعلَّم فيها الجاهل ويبصر فيها ، أما أصول العقيدة وأركان الإسلام والمحرمات الظاهرة فلا يقبل في ذلك دعوى الجهل من أي أحد بين المسلمين فلو قال أحد ، وهو بين المسلمين ، إنني ما أعرف أن الزنا حرام فلا يعذر ، أو قال ما أعرف أن عقوق الوالدين حرام فلا يعذر بل يضرب ويؤدب ، أو قال ما أعرف أن اللواط حرام فلا يعذر ، لأن هذه أمور ظاهرة معروفة بين المسلمين في الإسلام .

لكن لو كان في بعض البلاد البعيدة عن الإسلام أو في مجاهل أفريقيا التي لا يوجد حولها مسلمون قد يقبل منه دعوى الجهل وإذا مات على ذلك يكون أمره إلى الله ويكون حكمه حكم أهل الفترة والصحيح أنهم يمتحنون يوم القيامة ، فإن أجابوا وأطاعوا دخلوا الجنة وإن عصوا دخلوا النار ، أما الذي بين المسلمين ويقوم بأعمال الكفر بالله ويترك الواجبات المعلومة ، فهذا لا يعذر ، لأن الأمر واضح والمسلمون بحمد الله موجودون ، ويصومون ويحجون وكل هذا معروف بين المسلمين وفاش بينهم فدعوى الجهل في ذلك دعوى باطلة والله المستعان .



كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - م/7 ، ص/132.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04-09-2008, 05:55 PM
جلولي جلولي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 



افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم . مسألة العذر بالجهل هذه مسألة من الناس من غلا فيها حتى أصبح عندهم كل من وقع في الكفر او المعصية أو البدعة كافرا أو فاسقا أو مبتدعا وآخرون على العكس ليس عندهم كافر بعينه أو مرتد بعينه او فاسق بعينه أو مبتدع بعينه والحق والصواب هو مع محققي أمة لإسلام وهو: العذر بالجهل لايقبل بإطلاق ولا يرد بإطلاق بل هناك تفصيل علمي لهذه المسألة بينه أهل العلم كشيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب
ولمن أراد أن يقف على حقيقة كلامهم فليراجع كتاب من أجمل ماألف في هذا الباب وهو بعنوان عارض الجهل وأثره في أحكام الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة للشيخ: راشد العلا قدم له الشيخ صالح الفوزان .
{يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ }غافر52 {فَيَوْمَئِذٍ لَّا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ }الروم57
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-09-2008, 06:58 PM
أبو مصعب السلفي أبو مصعب السلفي غير متواجد حالياً
الراجي سِتْر وعفو ربه
 




افتراضي

جزاكم الله خيراً ونفع بكم

ولكن الموضوع على تفصيل كما تفضلتم, فلا نساوى بين السعودية مثلاً الذين يُدَرّسون كتاب التوحيد فى مدارس الابتدائى, وبلد كمصر يوجد بها قرى كان يظن سكانها أن الصلاة فريضة على الرجال فقط دون النساء!, وهذا منذ فترة ليست ببعيدة,

جزاكم الله خيراً
..
التوقيع

قال الشاطبي في "الموافقات":
المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المُكَلَّف عن داعية هواه, حتى يكون عبداً لله اختيارًا, كما هو عبد لله اضطراراً .
اللـــه !! .. كلام يعجز اللسان من التعقيب عليه ويُكتفى بنقله وحسب .
===
الذي لا شك فيه: أن محاولة مزاوجة الإسلام بالديموقراطية هى معركة يحارب الغرب من أجلها بلا هوادة، بعد أن تبين له أن النصر على الجهاديين أمر بعيد المنال.
د/ أحمد خضر
===
الطريقان مختلفان بلا شك، إسلام يسمونه بالمعتدل: يرضى عنه الغرب، محوره ديموقراطيته الليبرالية، ويُكتفى فيه بالشعائر التعبدية، والأخلاق الفاضلة،
وإسلام حقيقي: محوره كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأساسه شريعة الله عز وجل، وسنامه الجهاد في سبيل الله.
فأي الطريقين تختاره مصر بعد مبارك؟!
د/أحمد خضر

من مقال
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-09-2008, 07:00 PM
أبو الفرج أبو الفرج غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

لي عودة بإذن الله للمناقشة
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 04-19-2008, 07:57 AM
أبو الفرج أبو الفرج غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فهذه مناقشة عاجلة لبعض الأسس التي يجب أن تتضح جلية قبل الحكم في مثل هذه المسألة
والموضوع للمناقشة .. ونسأل الله عز وجل أن يعيننا على إجابة الإشكالات

أولاً :
تقسيم الأشياء إما أن يكون تقسيمًا شرعيًّا ، وإما أن يكون تقسيمًا اصطلاحيًّا
فالتقسيم الشرعي هو ما ورد في الشرع : في كلام الله عز وجل أو في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذا التقسيم تُبنى عليه أحكام لأنه تقسيم من الشارع
ومثاله : تقسيم الكفر إلى كفرين : أكبر وأصغر
فهذا تقسيم شرعي ورد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال :
( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر )
فالشرك قُسم شرعًا إلى أكبر وأصغر
وهذا التقسيم تُبنى عليه أحكام
فالشرك الأكبر يوجب الخروج من الملة والخلود في النار
والشرك الأصغر لا يخرج من الملة ولا يوجب الخلود في النار
فالحكم بُني على التقسيم لكونه تقسيمًا شرعيًّا

أما التقسيم الاصطلاحي فهو التقسيم الحادث بعد أن أكمل الله الدين على نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله :
( اليوم أكملت لكم دينكم )
وهذا التقسيم له أسباب متعددة منها على سبيل المثال : تسهيل الدراسة ، وترتيب الأبواب ونحو ذلك
فهذا التقسيم الاصطلاحي ـ الذي اصطلح عليه العلماء ـ لا يصح أن تُبنى عليه أحكام
أي لا يصح أن يُفرق بين قسم وآخر في حكم من الأحكام
لماذا ؟
لأن التقسيم نفسه لم يرد في الشرع
فلا يُنكر هذا التقسيم إلا إذا بُني عليه حكم
ومثال ذلك : تقسيم الدين إلى فروع وأصول
فهذا التقسيم تقسيم اصطلاحي لم يرد في كتاب ولا سنة وإنما اصطلح عليه العلماء
فلا يصح أن يُبنى عليه حكم لأن من بنى عليه حكمًا فإنه يطالب بالدليل أولاً على هذا التقسيم من الكتاب والسنة
وبهذا يتضح لماذا يقر شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع من كتبه تقسيم الدين إلى أصول وفروع ولماذا ينكرها في مواضع أخرى
فهو يقرها من باب الاصطلاح ، وينكر على بنى على هذا التقسيم الاصطلاحي حكمًا
فهذه المقدمة لابد منها لمن يفرق في العذر بالجهل بين مسائل الفروع ومسائل الأصول
ويقول : يعذر بالجهل في مسائل الفروع ولا يعذر بالجهل في مسائل الأصول
فيقال له :

س : لماذا فرقت بين الأصول والفروع في العذر بالجهل ؟
فإن قال : لأن هذا التقسيم معلوم عند العلماء
قلنا : ولكنه تقسيم اصطلاحي ونريد منك أن تأتي لنا بدليل من الكتاب أو السنة على هذا التقسيم
فإن أصر قلنا له : ماذا تقصد بالأصول التي لا تعذر فيها والفروع التي تعذر فيها

فإن قال : الأصول هي مسائل الاعتقاد والتوحيد والفروع هي مسائل الفقه والعبادات
قلنا : على اصطلاحك فإن من الأصول ما هو مختلف فيه بين أهل السنة كمسألة هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه أم لا ، ومسألة رؤية الكافرين لربهم ، ومسألة عصمة الانبياء ، ومسألة نبوة الخضر ، وغيرها الكثير ، فكل هذه من مسائل الاعتقاد التي ساغ فيها الخلاف
ثم إن من مسائل الفروع من يكفر منكرها ولا يعذر بالجهل كمن ينكر وجوب الصلوات الخمس ، أو وجوب زكاة المال ، أو وجوب غسل الجنابة ، وغيرها الكثير
فلا يستقيم كلامك في مسألة العذر بالجهل في مسائل الفروع دون مسائل الأصول

فإن قال : إنما أقصد بمسائل الأصول مسائل توحيد الألوهية
قلنا : وهذا أيضًا تقسيم اصطلاحي ( تقسيم التوحيد إلى ربوبية وألوهية وأسماء وصفات )
فتفريقك في الحكم بين أنواع التوحيد الثلاثة لا دليل عليه ولا يستقيم مع كون التقسيم اصطلاحيًّا
فإن قال : التقسيم شرعي لا اصطلاحي
قلنا له : ائتنا بدليل على ذلك ، ولا دليل

فإن قال : ولكن توحيد الألوهية قامت به الحجة مع الميثاق الأول الذي أخذه الله على بني آدم
قلنا : هنا نقطتان :
الأولى : الله عز وجل جعل الحجة في البلاغ لا في الميثاق الأول
فالذي أخذ الميثاق على عباده هو من قال : ( لأنذركم به ومن بلغ )
فمن لم يبلغه فهذا معذور بجهله
الثانية : هذه المقولة هي عين كلام المعتزلة من قيام الحجة في مسائل التوحيد بالعقل والميثاق الأول
فأصل التفريق بين مسائل الأصول والفروع في العذر بالجهل مأخوذ عن المعتزلة والله أعلم

إذا تقرر ما سبق نخلص بالآتي :
1. أن التفريق بين الأصول والفروع أو الاعتقاد والعبادات في العذر بالجهل لا دليل عليه لأن التقسيم اصطلاحي .
2. إذا تقررت النقطة السابقة فلا يسع أحدًا إلا أن يعذر في الأصول والفروع ، أو لا يعذر فيهما جميعًا

وهنا يأتي الكلام عن الأدلة على العذر بالجهل

وللكلام تتمة بإذن الله بعد المناقشة مع الإخوة الكرام
وأعتذر عن أي خطأ فيما كتبت حيث أني كتبته على عجالة
والله يعفو ويغفر
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 04-19-2008, 03:16 PM
أبو عمر الأندلسي أبو عمر الأندلسي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا على النقل

الفاضل المحترم / أبو الفرج ... واصل بارك الله فيك
متابع
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 01:34 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.