انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المجتمع المسلم ::. > واحــة الأســـرة المسلمــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 02-02-2008, 05:08 AM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




Islam

الفصل الرابع
أقطيع من الغنمات ؟؟




قد كان مما سبق تبيانا لكِ ياأخـيـة عن مكانتكِ التى وجـب عـليكِ الإستمساك بها ، وكما علمتِ فما أنتِ إلا ملكة متوجة فى مملكة الأمة المسلمة . فياأختنا هل سمعتِ يوما عن ملكة تترك عرشها وتنسى مكانتها وتنساق مهرولة دون وعى وإدراك خلف العامة ؟؟
هل سمعتِ عن ملكة غدت تابعة لامتبوعة ؟؟



أنتِ الخاسرة



اعلمى ياأخية أنكِ عندما تأخذكِ بحار التقليد ، قد لاتجدين الشاطىء فيما بعد ، وليس هذا من قبيل المبالغة ، وإنما هى الحقيقة ؛ فما كان طريق الشيطان ذات يوم خطوة واحدة ، وإنما هو خطوات ، والخطوة الأولى دائما لاتكون النهاية ، وإنما تكون درجة سُـلـَّـم فى دَرَج طويل .
ومن تخطو بقدميها أول درجة نحو الهبوط ، فستجد نفسها بعد فترة فى أسفل درجات السلم . فإنما هى خطوة بعد خطوة ، ودرجة تلو درجة ، حتى ينتهى الأمر ، ومن كان بالأمس فى المعالى يصير اليوم أسفل سافلين .
فكيف حدث كل هذا ؟؟
باتباع من لايستحق الإتباع فى شىء ، ثم تتوالى عليه الأشياء فيلقى نفسه تابعا فى كل شىء .

وأنت اليوم ياأخـيـة حينما تعلمين منزلتكِ وقدركِ الحقيقى الذى أولاكِ إياه دينـُـكِ ؛ فعليكِ أن تعلمى أن هذا كما أنه تشريف حصلتِ عليه ، فكذلك هو تكليف قد كـُـلـِّـفتِ به .
وإلا فلو كنتِ مسخا مثل المسوخ ، فأين أحقيتكِ فى التكريم و التفضيل ؟؟

وكذلك اعلمى جيدا أن من علموا بحالكِ ووجدوا يقينا أنهم أقل منكِ منزلة ، لن يرضيهم أن تبوئى بكل هذا ، وإنما يتجسد الحقد فى تحقيق المساواة ، ومن لم يستطع أن يرتفع مثلك ليصل لـعُـلـوّك فسيحاول أن يجذبكِ أنتِ ليسقطكِ لدنوه .
وكما أن هذا يحدث فى كل أمور الدنيا ، فكذلك هو حال أعدائكِ أيضا ، إن أرادوا هدم جدار من جدران الإسلام أشاروا إليكِ وقالوا فى نفوسهم ، إذا كان عفاف النساء وشرفهن واستمساكهن بدينهن سببا من أسباب زيادة قدر الإسلام عن قدور عقائدنا ، فلابد أن تتجرد المسلمة من كل هذا ليصبح الإسلام شكلا بلا مضمون ..
فاعلمى ياأخية أن هذا المخطط دائم الحدوث ، وفى كل مرة حينما تدور أحداث هذا المخطط وتسقط فى شراكه بعض الفتيات ، مايكون من الإسلام إلا أن يشتد قوة وصلابة وبأسا ، بل تظهر نعمة الله على الصالحات من إمائه بأن يشتد عودهـن ويزداد الإيمان فى قلوبهن وتنكسر مـوجة الفسق على أقدامهن .
فمن يكون الخاسر فى نهاية الأمر ؟؟
أما الإسلام فما انكسر ولن ينكسر بإذن الله ، وأما المتشبثات بشرع الله الصادقات فى الإتباع السليم فأنعم الله عليهن بزيادة القرب وتمام الصلاح .

ولم يخرج خاسرا من هذه المعركة إلا من اغترت بأكذوبة الحضارات الهشة الهامشية ، وزاغت عينها بين هذا الهجوم الكاسح من الألوان والزخارف البراقة الخادعة .

فإن كنتِ ياأخية من بين اللواتى طغت عليهن دعاوى الحضارات الكاذبة ، فاعلمى أختنا أنكِ وحدكِ الخاسرة .



أية مخططات ؟؟


وطالما أننا مازلنا فى البداية وأن الكلام سيتطرق فى الباب القادم تحديدا لهذه المخططات بشكل أوضح ؛ لذا فلعل من المفيد أن نختتم هذا الباب بمجرد تحذيرات مستقبلية تفيد فى الأبواب القادمة .

ولعل من أخطر أساليب العلمانية لإفساد المسلمات خاصة ، لعل من أخطر هذه الأساليب استخدام سياسة الإجبار على المحاكاة .
فيتم تزيين الأفكار وإخفاء محتواها ومضامينها داخل أثواب لامعة رقراقة تجذب اهتمام المرأة ، ويتم البدء فى نقل هذه الأفكار من حيز الفكر إلى حيز العمل بواسطة مجموعة من المتهافتات الساقطات ، ثم يتركون باقى الدور لتقوم به المرأة المسلمة نفسها ، فبعد أن يستهويها ماترى وتجد عينها تجول يمينا ويسارا مع كل جديد ، يتطور الأمر بالمرأة المسلمة إلى أن تبحث بدورها عن مبررات مسبقة تقدمها لنفسها إزاء تقليدها لغيرها فى هذه الحداثات .
فالأمر فى مجمله يتحقق عن طريق مجموعة من التفاعلات النفسية تتم داخل المرأة وتختلف من فتاة لأخرى حسب قوة إيمانهن ، فمنهن من تسقط فى بحار التقليد على تفاوت فى السقوط من امرأة لأخرى ، ومنهن من تتمسك بإسلامها وتجد نفسها منتبهة ومبصرة لكل مايدور حولها .
وكل هذه التفاعلات ليست وليدة المصادفة ، وإنما هى أمور معمول ومخطط لها مسبقا .
فهذا هو الأمر بصورته الإجمالية ..

وكل مايحاك للمسلمة ، يتم تسييره على هذا النمط .
وكما قلنا سابقا : هناك من يزداد استمساكها بدينها وشرعها فتنجـو من السقوط ، وهناك من تسقط سقطة بعد أخرى وتصبح وحدها الخاسرة .



الــتـــقـــلـــيـــد

والتقليد ياأخـيـة يدور فى فلكين ، مابين محمود ومذموم ، والضابط فى هذا شيئان هما :
مَـن تقلدينها ؟؟ فى أى شىء تقلدينها ؟؟
فبحسب هـذيـن الضابطين يحمد التقليد أو يذم .
فلا شك أن الإنسان يتأثر بمن حوله ويؤثر فيهم ، وتنبهى جيدا لعبارة ( ويؤثر فيهم ) .

فحينما تقلدين امرأة من نساء الغرب الكافر الملحد ، ففى أى شىء سيكون التقليد ؟؟
لن يخرج هذا عن نطاق الملبس والزينة وأشباه ذلك من الأمور الظاهرية .
إذن ياأختنا ، هل ستكونين هكذا تابعة أم متبوعة ؟؟
لاشك أنكِ تابعة .
فيا أمة الله ، يامن جعلتِ اتباعكِ عبادة لمن لاتعرفيهم ، أترتضين بعبودية البشر ، وتستنكف نفسكِ عن عبودية رب البشر ؟؟
وهلا ياأخية حينما قلدتِ غيركِ قلدتيه فيما ينفعكِ بدلا من تقليد الصور والرسوم التى لايصلح لها أى وصف سوى أنها مسوخ لفطرة البشر .

فالتقليد فى حـد ذاته مذموم إلا فيما ينفع فقط ، التقليد ياأخـيـة يفيد تبعية الإنسان وسطحيته وعدم ثقته بنفسه . إلى جانب شعوره بالنقص وفقدان ذاته فى أمر من الأمور ، ولذلك يسارع بالبحث عن ماينقصه عن طريق تقليد غيره .
وكمثال من أمثلة هذا التقليد ، يمكنكِ النظر للقردة ( ولا تتعجبين ) فحينما تـرَيْـن القرد يقوم بمحاكاة وتقليد الحركات البشرية دون وعى وإدراك ، فهل ترتضين لنفسكِ أن يكون حالكِ هكذا ؟
وهل ترتضين لنفسكِ أن تعيشيى فى هذه الدنيا وأنت منعدمة الشخصية ؟
تتلونين بكل لونٍ تقع عليه عينكِ . فكلما رأيتِ صورة لامرأة أخرى تسارعين بتقليدها ، وأنتِ فى الأصل لاتعرفيها ولا تعرفين لماذا قلدتيها . هل هذا هو العقل يابنت الإسلام ؟
اعلمى ياابنة الإسلام أن التى تـُسْـلِـم نفسها للناس يُـلـوِّنـوها كيف شاءوا ، هى من ارتضت لنفسها أن تحيا بين الناس وهى إمَّـعة . إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أساءت .

ثم تأملى يافتاة الإسلام فى حال من تقلدين قبل أن تقلديها ، فالمرأة الغربية اليوم تحيا فى واقع إن أطلقنا عليه أى مسمى سنقول [ مزبلة اجتماعية ] وهى مزبلة بالفعل ، ظروف دنيئة منحطة تحيا فيها نساء الغرب ،

حيث تمتلىء المستشفيات بحالات إجهاض الفتيات الصغيرات
حيث تنتشر حالات الإغتصاب للدرجة التى تصل إلى أن تخرج إحصائية من جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة عند الغرب تفيد بحدوث حالة اغتصاب كل ( 3 ثوانى )
حيث يكثر الضرب المبرح من الأزواج للزوجات لدرجة أن تكون المحصلة هى موت ( 4 آلاف ) امرأة كل عام نتيجة ضرب أزواجهن لهن
حيث ينتشر احتراف البغاء بين طالبات المدارس الإعدادية ..

وغير ذلك من مظاهر الإنحراف الإجتماعى . أليس كل هذا يعد مزبلة اجتماعية ؟؟
بلى ، هو كذلك وأكثر .

فمن تقلدين ياحفيدة عائشة وأسماء وحفصة ؟؟




فياابنة المسلمين :
احذرى من السقوط فى فخ التقليد البغيض ، فحين تأتيكِ دعوات الغرب اعلمى أنهم يريدونكِ لأنفسهم ، أما الإسلام فهو يريدكِ لكِ أنتِ كما علمتِ .
فأيهما أحق بالإتباع أيتها العاقلة الأريبة ؟؟

وتذكرى ياجوهرة الإسلام ماقلناه بأن مايأتيك من دعوات تكون محصلته فى النهاية منحصرة فى [ رابحات ، وخاسرات ] ؛ فالرابحات هن اللواتى يدركن الحقائق ، أما الخاسرات فهن من يهرولن خلف كل ناعق ..
فمن أى الفريقين أنتِ ؟؟



وخــتــامــا


لابد لكِ ياأخية أن تعرفى ابتداءً ماهو السبيل السليم الذى تتبعيه حتى لاتقعى فى فخ الخسارة ، وحتى تنضمى لأخواتكِ الرابحات ، وهذه السبل ستتلخص فيما يأتى :

* الأنفة واستعلاء الإيمان فى قلبكِ ، فحتى تكونى عالية لابد أن تتوفر العزة بالإيمان داخل قلبك وتأسر حنايا القلب فتنطبع العزة على جوارحكِ .
ولا تعجبى ياأخية حين أربط بين علوّك وبين اعتزازك بإيمانك ، فرب العالمين سبحانه وتعالى قال فى كتابه :
{وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران139
فتأملى ياأخـيـة بارك الله فيكِ ، كيف ربطت الآية بين العلوّ وبين الإيمان ، بل أوقف الله تعالى الوصول لهذا العلوَ على حصول الإيمان .
فاعتزى ياأختنا بإيمانك يكتب الله لكِ العلوّ والعلياء فى الأرض بين الخلائق .



* الثبات أمام المطامع وأمام الشهوات ، فلابد ياأخية من ثبات تثبتين عليه أمام ماتراه عيناك من زخارف الدنيا ، ولابد لكِ كذلك أن تتذكرى نعيم الجنة وما أعده الله للصالحات من إمائه ، فإنكِ لو تذكرتِ هذه الأمور بصدق ستهون عليكِ زخارف الدنيا وسترغبين عنها وتزهدين فيها ، وهذا لن يتحقق لكِ إلا إذا تحققت لكِ الأولى ، وهى الإيمان والإعتزاز بهذا الإيمان .



* الحياة فى جو إيمانىّ والإبتعاد عن أجواء المعصية ، وحتى لو كان الجو العام لبيتكِ ياأختنا يغلب عليه طابع سىء ، فلتكن حجرتك منفردة فى وسط هذا البيت يشعر كل من يدخلها بصلاح حال من فيها .



* الصحبة الصالحة ، وكما قال الله تعالى : {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }الزخرف67

ففوزى بصحبة صالحة تفوزين بالنجاة ياأختنا .



* معرفة التاريخ الحقيقى لأمتكِ وحضارتها ، وقراءة سير الصالحات العابدات العفيفات ، فأمهات المؤمنين والصحابيات الكريمات ومن سِرن على نهجهن واتبعن خطاهن ، أحق باقتداءك ياأخية .



* معرفة واقع أصحاب الدعوات الماجنة الفاسدة ، ومعرفة تاريخهم العفن ، حتى تكونى على دراية وبينة من أمركِ فى حالهم قبل أن تخطو قدماكِ خطوة على طريقهم .



* والأهم من كل هذا ، ويأتى قبل كل شىء .... [ الإستعانة بربكِ ومولاكِ ، ودعاؤه ورجاؤه جل وعلا أن يرعاكِ ويصونكِ ويحفظكِ من شر كل من أراد بكِ سوءا ] .





أما عن القضية بأكملها ، فسنتوسع فيها فى الأبواب القادمة إن شاء الله . وما كان هذا الفصل إلا تمهيدا لما سنعرج عليه إن شاء الله فيما هو آت .
وأسأل الله العظيم أن يرزقكِ أيتها الأخت الفاضلة عفافا وتقوى ينصلح بهما حال أمتكِ بأسرها .

والله المستعان .




التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر الأزهري ; 02-02-2008 الساعة 05:31 AM
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 02-04-2008, 06:33 AM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




Islam

الباب الثانى : بذور بنى عـلـمان



تــمـهـــيـد


لا يشك مسلم متمسك بفطرته فى حاجة الإنسان للعقيدة والدين لتسيير أمور معايشه فى الدنيا وللظفر بالفوز فى الحياة الآخرة .
وكما نعلم جميعنا فقد أكرم الله المسلمين بخير دين ، وقبض نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) بعدما تمت النعمة وكمل الدين .
وقد عاش المسلمون فى العصور بعد النبوة وهم مستمسكون بعقيدتهم الصافية النقية ، بل وقد كان حفظ هذه العقيدة هو مايشغل بال علماء المسلمين جيلا بعد جيل ، مما يدل على أهمية هذه العقيدة من حيث كونها تتضمن بين ماتتضمنه هوية الفرد المسلم .
كل هذا والعداوة قائمة مازالت ، والحقد مستمر فى قلوب أعداء هذه الأمة ، وقد أدرك هؤلاء الأعداء فيما بعد أهمية العبث فى العقائد وتهميشها لإضعاف هذه الكتلة المسلمة ، فلا شك أن مضمار المواجهة سيكون مختلفا كثيرا حينما يواجهون عدوا مغيبا عن هويته ومضمونه ، لاشك أن هذا سيسهل الطريق كثيرا .
ولذلك قد كان طبيعيا جدا فى العقود الماضية أن نرى الهجمات الحربية التى تستهدف الأمة ، تتزامن بصورة ملحوظة مع الهجمات الفكرية .
واليوم صارت المعركة الفكرية تجرى على قدم وساق بشكل متعارف عليه بين الأمم والشعوب ، فالكل لايرتضى شيئا غير أن يسود بفكره وهويته لتشمل سيادته بقاع الأرض قاصيها قبل دانيها .

فصار من الطبيعى أن تصطدم الآذان كل يوم بعبارات ومصطلحات على شاكلة " القومية ، الوطنية ، العلمانية ، الشيوعية ، ...... إلى آخر هذه القائمة العفنة " ، وكل هذا يجرى خلف كواليس حرب العقائد وتحطيم الأفكار والفهوم .






وقديما حينما فرّط نصارى أوروبا فى دينهم واستمرأوا التحريف والتبديل ، غزاهم اليهود أحفاد القردة ، فاحتلوهم من جانب الأفكار والعقائد ، حتى أبعدوهم عن دينهم بأكمله ، وصار الغرب بأسره مملوكا فكريا فى أيدى اليهود إلى اليوم الذى نحياه .
حقا فالمدقق نظره فيما يجرى حوله من أحداث يعلم علم اليقين أن الغرب قد تمثل فى صورة دمية مطموسة هويتها متصلة بأصابع اليهود يحركونها كيف شاؤوا .
والحقيقة التى ليس بالمستطاع لأى أحد أن يغفل عنها ، هى أن كل دعوة فكرية مسمومة تتخذ لنفسها ستارا اصطلاحيا وتتخفى فى التجديد والإصلاح .. لاشك فى أن أصلها يهودى بالدرجة الأولى .

ومادمنا قد تحدثنا عن سيادة اليهود على نصارى العالم ، فالواجب على كل مسلم أن يدرك حقيقتين مرتبطتين ببعضهما البعض :
فالأولى أن اليهود والنصارى فيما بينهم متناحرون بالفعل ، يناصبون بعضهم العداء .
والثانية أنهما ومعهما كل قوى الفكر الكافر ، متحالفون فى حروب موحدة ضد الإسلام .

ولا شك أننا نحيا اليوم وسط صحوة إسلامية عظيمة ، كانت غائبة عن هذه الأمة منذ عقود وقرون مضت ، ولله الحمد على بداية عودتها . وأيضا لاشك أن وسط هذه الصحـوة المباركة يتواجد الوعى فى عقول الشباب المسلم بألاعيب الغرب وبمضامين حروبهم الكفرية ضد العقيدة الإسلامية التى عاد إليها عدد كبير من شباب الإسلام .
ولكن ؛ كان لابد مع ذلك أن يقترن هذا الحذر بعلم مسبق بتاريخ هذه المؤامرات التى تستهدف فى مجموعها محـو العقيدة الإسلامية واجتثاثها من تربة المسلمين ، وزرع بذور العلمانية والإلحاد فى نفس التربة .. حتى تشيع الميوعة والإنحلال فى أوساط الشباب المسلم والأسرة المسلمة بوجه عام ... إلى أن يتحقق الهدف البعيد وهو طمس معالم الإسلام بصورة عامة من أرجاء المجتمعات التى تنتمى إلى الإسلام .



وقد تتساءل الأخت المسلمة عن فائدة كلام مثل هذا الكلام ، بعد أن مر عليه أزمان وأزمان وطواه الدهر بين صفحات مضت .
ولهذا نقول مستعينين بالله ، أن من لم يعرف الماضى ، لابد أن يتوه فى خضم أحداث الحاضر ثم يتعامى فى أحداث المستقبل .
فإذا كانت المسلمة هى جزءا من الأجزاء المستهدفة فى الإسلام منذ القدم ، وإذا كانت المسلمة قد عانت مرارة المؤامرات التى تحاك لها فى الظلماء ؛ إذن فلابد أن تكون المسلمة على دراية كاملة بأحداث الماضى ليشتد عودها فى مواجهة أى فكر مستحدث وتستطيع بثقة أن تتصدى لأى فكر هدام يحاول أن يتسلق على أكتافها .
حتى ولو كانت هذه الدراية قليلة ، ولكنها بالفعل هامة ، ولابد من الحديث عنها قبل التطرق للإهتمامات المباشرة فى حياة المسلمة ، فقبل الحديث عن الحجاب والعفة وغيرهما من الواجبات والفضائل المرغوبة من المرأة المسلمة ، لابد أن تكون المسلمة على علم بما يواجه هذه الفضائل ويحاول طمسها .



وقد نكون فى الباب الماضى أطلنا الحديث عن أشياء تعد فى ظاهرها تاريخية لاتهم الكثير ولاتجذب الأسماع كغيرها ، وقد نطيل الحديث فى هذا الباب أيضا عن أشياء مشابهة . ولكن سنحاول قدر المستطاع اختصار الكلام فى هذا الباب لنخرج بالفائدة المرجوة منه فى كلام قليل موجز لايحمل على الملل والسأم .
ثم نتدرج فى الأبواب القادمة إن شاء الله فيما يهم المسلمات من أمور حياتية فطرية كالزواج وغيره ، وأمور تربوية وغيرها .

وحيث أن أكثر الدعوات التى تحاول الوقوف فى طريق استمساك المسلمة بشريعتها ، هى فى الأصل قد خرجت من فوهة مدفع العلمانية ، وحيث أن أكثر من ينادى بهذه الأفكار اليوم وسط أمتنا لايعدو أن يكون طلقة من طلقات نفس المدفع ؛ فسيكون حديثنا فى هذا الباب بأكلمه يدور حول العلمانية ودعاتها وأفكارها بشكل مختصر قدر المستطاع .
والله المستعان .


يتبع بأول فصول الباب إن شاء الله .







التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر الأزهري ; 02-05-2008 الساعة 03:13 AM
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 02-06-2008, 09:17 AM
(أم عبد الرحمن) (أم عبد الرحمن) غير متواجد حالياً
نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل
 




افتراضي

بوركتم وجزاكم الله خيرا
والحمد لله على نعمة الاسلام
التوقيع

[C

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 02-09-2008, 09:39 PM
أم حبيبة السلفية أم حبيبة السلفية غير متواجد حالياً
« عَفَا الله عنها »
 




Ramadhan05 الله المستعان

الحمد لله الذى من علينا بنعمة الإسلام
جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 02-11-2008, 04:18 PM
حب الشهادة حب الشهادة غير متواجد حالياً
عضو جديد
 



افتراضي

جزاكم الله كل خير
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 02-14-2008, 02:42 AM
حفصه حفصه غير متواجد حالياً
عضو جديد
 



افتراضي

جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع ولكن ارجو تقسيمه على مراحل وتلخيصه لتعم الاستفاده
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 02-14-2008, 04:00 AM
أبو سليمان1 أبو سليمان1 غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

فيك بارك الله بعد ازنك نقلت الموضوع لمنتدى اخر لو لا تقبل سوف احزفو الان جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 02-14-2008, 04:14 PM
بالأســ المستغفرة ـــحـار بالأســ المستغفرة ـــحـار غير متواجد حالياً
عضو فعال
 



افتراضي

بارك الله فيكم في انتظار البقية
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 02-16-2008, 12:12 PM
آسية آسية غير متواجد حالياً
عضو جديد
 



افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 02-16-2008, 07:49 PM
ام البطل ام البطل غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاك الله الجنة

التعديل الأخير تم بواسطة مع الله ; 02-16-2008 الساعة 08:08 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 12:18 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.