انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > الملتقى الشرعي العام

الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-29-2009, 10:18 PM
حسن عيسى حسن عيسى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




I15 احذر ان تكون من هؤلاء00000000000حسن عيسى

 

احذر أن تكون منهم0000علامات المنافقين00بقلم حسن عيسى 00منقول


النفاق مستمر إلى يوم القيامة

يعتقد الكثير من الناس أن النفاق قد زال بزوال عهد النبوة وهؤلاء الذين يفهمون النفاق على أنه الدخول في الإسلام خوفاً من السبي أو القتل أوطمعا في غنائم المسلمين، ولأن الناس في عصرنا الحاضر لا يرون جهادا، أو غزوا في سبيل الله، فإن النفاق الذي يفهمونه قد انتهي إلى يوم القيامة، وغاب عن أذهان هؤلاء أن الشك والريبة هما سببا النفاق المستمر إلى يوم القيامة، و ها نحن نرى في عصرنا الحاضر ما يدل على ذلك من خلال المظاهر التالية:-
1- الاستهزاء والسخرية من اليوم الآخر.
2- الإهمال الشديد في أداء أركان الإسلام مثل الصلاة والزكاة والحج.
3- عدم الاهتمام بأمور الآخرة وتحري الحلال من الحرام.
4- عدم الاستعداد للرحيل من الدنيا، والاغترار بطول البقاء فيها.
5- عدم الاهتمام بعلوم الدين والعقيدة، والاكتفاء بما يدرس من مناهج التعليم.
والدليل على استمرار النفاق إلى يوم القيامة هو ما ورد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن علامات الساعة والفتن التي ستقع قرب يوم القيامة ومنها قوله: فتنة الأحلاس هرب وحرب ، ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدم رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني ، وليس مني وإنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ،ثم فتنة الدهماء لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمة ، فإذا قيل انقضت تمادت ، ويصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافراً حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه حتى إذا كان ذلكم فانتظروا الدجال من يومه أو غده)[
ويقول شيخ الإسلام ابن تيميه مؤكداً استمرار النفاق: النفاق أنواع وشُعب كثيرة وليس نوعا واحد كما أن كثيراً من المتأخرين يغفلون عنها، وبهذا يظهر الجواب عن شبهات كثيرة تورد في هذا المقام ، فإن كثيراً من المتأخرين ما بقى في المظهرين للإسلام عندهم إلا عدل وفاسق، وأعرضوا عن حكم المنافقين -ظنا منهم أن عهد النفاق قد انتهي، ومضى زمنه- ،والمنافقون ما زالوا، ولا يزالون إلى يوم القيامة، والنفاق شُعب كثيرة وقد كان الصحابة يخافون النفاق على أنفسهم وصدق القائل :

مازال فينا ألوف من بني سبأ يؤذون أهل التقى بغيا وعدوانا

مازال لابن سلول شيعة كثروا أضحى النفاق لهم سمتا وعنوانا






النفاق درجات

يعتقد كثير من الناس خطأ أن المنافقين هم صنف واحد ليس له أي علاقة بالمسلمين المؤمنين ، وهذا ليس صحيحاً علي إطلاقه، فالنفاق درجات، والايمان ايضا، وحينما يصل النفاق إلي أعلي درجة يكون الإيمان في أقل درجة والعكس صحيح، والمسلم قد يكون في قلبه إيمان ونفاق تختلف درجتهما باختلاف الفرد والمنافق المحض هو الذي بلغ النفاق فيه أكبر حد حتى تلاشي الإيمان لديه وانعدم، وهذا النوع من المنافقين الذي قلبه أسود، وهذا الذي يكون في الدرك الأسفل من النار، ولهذا كان الصحابة يخشون علي أنفسهم من النفاق ولم يخافوا التكذيب لله ورسوله، فإن المؤمن يعلم من نفسه أنه لا يُكذب الله ورسوله يقينا وهذا مستند من قال أنا مؤمن حقاً فإنه أراد بذلك ما يعلمه من نفسه من التصديق الجازم، ولكن الإيمان ليس مجرد التصديق بل لابد من أعمال قلبية تستلزم أعمالاًظاهرة كما تقدم فحب الله ورسوله من الإيمان وحب ما أمر الله به وبُغض ما نهي عنه وهذا من أخص الأمور بالإيمان
ولذا أخبر رسول الله صلي الله عليه وسلم أن في أصحابه اثني عشر منافقاً منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط]، وهكذا كان فهم الصحابة رضوان الله عليهم، فقد رُوي عن حذيفه رضي الله عنه أنه قال: القلب أربعة، قلب أغلف فذلك قلب الكافر، وقلب مصفح ،وذلك قلب المنافق، وقلب أجرد فيه سراج يُزهر فذلك قلب المؤمن، وقلب فيه إيمان ونفاق فمَثل الإيمان فيه كمثل شجرة يمدها ماء طيب ومثل النفاق مثل قرصة يمدها قيح ودم فأيهما علا عليه غلب [
وهذا الذي قاله حذيفة رضي الله عنه موافقاً لقول الله عز وجل: (هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ) []، فقد كان مثل ذلك فيهم نفاق مغلوب فلما كان يوم أحد غلب نفاقهم فصاروا إلي الكفر أقرب.
كما رُوى عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: إن الإيمان يبدو لمظة بيضاء في القلب فكلما ازداد العبد نفاقاً ازداد القلب سوءاً، حتى إذا استكمل النفاق اسود القلب، وايم الله لو شققتم عن قلب المؤمن لوجدتموه أبيض، ولو شققتم عن قلب المنافق والكافر لوجدتموه أسود، وقال ابن مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل، ولهذا قال يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان فعُلم أنه من كان معه من الإيمان أقل القليل لم يخُلد في النار، وإن كان معه كثير من النفاق فهو يعذب في النار علي قدر ما معه من ذلك ثم يخرج من النار.

لهذا فإن واجب كل من دخل في الإسلام الخوف علي نفسه من النفاق أسوة بأصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم، وهم من خير البشر، فقد روي عن الحسن رضي الله عنه قوله عن النفاق : ماخافه الا مؤمن ولاأمنه الا منافق، كما قال أيضا : ما مضى مؤمن قط ولا بقى الا وهو من النفاق غير آمن، وما مضى منافق قط، ولا بقى الا وهو من النفاق آمن، وروي البخاري في صحيحه عن ابن أبي مليكه قال أدركت ثلاثين من أصحاب محمد صلي الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق علي نفسه ما منهم أحد يقول: إيمانه كإيمان جبريل.




الصفات القولية والفعلية للمنافقين

الاول: خُلف العهد مع الله عز وجل:-
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: آيه المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان،
[ وفي رواية لمسلم وإن صام وصلي، وزعم إنه مسلم وأغلبية الناس يطبّقون هذا الحديث فقط علي معاملات البشر بعضهم لبعض وينسون أن يطبقوه علي علاقة البشر بربهم، وإن من أكبر أنواع الكذب وخُلف الوعد، وخيانة الأمانة هو نقض عهد الله وميثاقه، وعدم الإذعان لأوامره، فإن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، تلزم كل من أتي بها أن ينفذ ما أمره الله ورسوله به، وأن ينتهي عن ما نهي الله ورسوله عنه قال تعالي: (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ. وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ. وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ. أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ. إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ، قال الفخر الرازي رحمه الله: نبّه الله تعالي علي إنهم إنما يُعرضون متي عَرفوا أن الحق لغيرهم أما إذا عرفوه لأنفسهم عدلوا عن الأعراض وأذعنوا ببذل الرضا[]، وما النفاق إلا عقاب من الله عز وجل لكل من أخلف عهده معه قال تعالي: (وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ. فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ. فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ).[]
الثاني: التكاسل عن أداء الصلاة وحضورها مع الجماعة:-
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أثقل الصلاة علي المنافقين صلاه العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حِزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار[].
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: من سره أن يلقي الله غداً مسلماً فليحافظ علي هذه الصلوات حيث ينادي بهن، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدي، وإنهن من سنن الهدي، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلي مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يهادي بين الرجلين حتى يقام في الصف.[]
الثالث: الاعتماد علي سعة رحمة الله عز وجل دون تقديم العمل الصالح:-
قال الله تعالي: (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ. يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُم بِاللهِ الْغَرُورُ. فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) ،
[] قال قتادة: مازال –المنافقون- على خدعة من الشيطان حتى قذفهم الله في نار جهنم،[] وقال المفسرون الغرور بفتح الغين الشيطان لأنه يغر ويخدع الإنسان قال تعالي: (فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً).
الرابع: الإعراض عن الاستغفار والتوبة:-
يظن المنافقون أنهم لم يفعلوا ذنوباً تستوجب التوبة والاستغفار منها، وهذا أيضاً من الاغترار والجهل بأسماء الله وصفاته، فكما أنه جل شأنه غفور رحيم، فإنه شديد العقاب لمن استهان بعذابه، ويؤكد ما سبق قول الله عز وجل عنهم: (وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون)، أي إذا قيل لهؤلاء المنافقين هلموا إلي رسول الله حتى يطلب لكم المغفرة من الله عز وجل حرّكوا رءوسهم استهزاءاً واستكباراً معرضين عما دعوا إليه ،وقال تعالي عنهم أيضاً: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا[] وقد رُوي عن عبد الله ابن مسعود أنه قال: (المؤمن يري ذنبه كالجبل يخاف أن يقع عليه، والمنافق يري ذنبه كذباب وقع علي أنفه فقال به هكذا)،أي ذبّه وطيره بحركة يديه، رواه البخاري.
الخامس: قلة ذكرهم لله عز وجل:-
إن المنافقين يشكّون في جدوى ذكر الله وفي مكانته عند الخالق عز وجل، ولقد قرر رسول الله صلي الله عليه وسلم: أن الدعاء هو العبادة[] في أكثر من حديث صحيح، وأفضل الدعاء الذكر, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير[].
وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أفضل الذكر: لا إله إلا الله وأفضل الدعاء: الحمد لله،
[] وسبب قلة ذكر المنافقين لله عز وجل أنهم سلموا قيادهم للشيطان، ولأنفسهم الأمارة بالسوء فأوصلهم ذلك إلي نسيان ذكر الله عز وجل قال تعالي عنهم: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ)[]، أي استولى علي قلوبهم وتملك نفوسهم حتى أنساهم أن يذكروا ربهم ويستنيروا بشرعه في حياتهم.
السادس: عدم فهمهم للقرآن ،وعدم تدبرهم له:-
إن من نتائج الشك في اليوم الآخر، ونكث عهد الله ورسوله في عدم طاعتهما ،هو أن الله عز وجل قد أنزل عقوبته علي المنافقين فجعلهم في غشاوة مستمرة إلي يوم البعث والحساب، مصداقاً لقول الحق تبارك وتعالي: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا. وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا) [].
إذا فالمنافق يمكن أن يقرأ القرآن أو يُقرأ عليه ولكنه لا يعمل بموجبه بسبب الغشاوة التي تمنعه من فهمه وتطبيقه ، لذا قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة، طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر –المنافق- الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ،ومثل الفاجر –المنافق- الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظله طعمها مر ولا ريح لها [].
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: إن من المنافقين من يصدق أنه كلام الله وأن الرسول حق ولا يكون مؤمنا،كما أن اليهود يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وليسوا بمؤمنين، وكذلك إبليس، وفرعون ،وغيرهما، لكن من كان كذلك لم يكن حصل له العلم التام والمعرفة التامة، فإن ذلك يستلزم العمل بموجبه لا محالة.
السابع: عدم إيمانهم بقضاء الله وقدره وسقوطهم عند المحن:-
إن الإيمان بالقدر خيره وشره هو أحد أركان الإيمان الذي لا يتم إيمان المسلم إلا بها،فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لو أن الله عذّب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خيرا من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ،وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت علي غير هذا لدخلت النار
[]، والمنافقون يعبدون الله علي حرف ويسقطون من أول محنة يتعرضون لها قال تعالي: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)[] ، قال الحسن رضي الله عنه: هو المنافق يعبد الله بلسانه دون قلبه[]، وهذا حال كثير من منافقي هذا الزمان إذ أنهم إذا أنعم الله عليهم بالمال والخير الوفير شكر في الإسلام وأشاد به، وإن أصابته فاقة في المال والولد تهجم علي الدين وأهله، ولجأ إلي معصية الله ورسوله ،فحاله حال من قال الله تعالي فيهم: (فَأَمَّا الاِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ)[]، وحالهم حال من قال الله تعالي عنهم: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللهِ وَلَئِن جَاء نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ. وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ) [].
الثامن: السخرية والاستهزاء بالمؤمنين:
قال تعالي: (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزءُونَ. لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ)
[] .
قال الطبري: بينما رسول الله صلي الله عليه وسلم يسير في غزوته إلى تبوك وبين يديه ناس من المنافقين فقالوا: انظروا إلي هذا الرجل يريد أن يفتح قصور الشام وحصونها هيهات هيهات، فأطلع الله نبيه فأتاهم فقال: قلتم كذا وكذا فقالوا يا نبي الله إنما كنا نخوض ونلعب فنزلت الآية، ثم كشف أمرهم، وفضح حالهم وفي رواية أخرى قال المنافقون: ما رأينا مثل قراؤنا هؤلاء (أي رسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه) ،أكذب ألسنا ولا أرغب بطونا ولا أجبن عند اللقاء، فنزلت الآيات سالفة الذكر والمنافقون في كل زمان ومكان معروفون باستهزائهم بالمؤمنين الملتزمين بشرع الله عز وجل وكذلك استهزاؤهم في ثوابت وأركان الإيمان مثل الجنة والنار لأنهم لا يدركون أن تلك الأركان واقعة لا محالة وأن استهزاءهم بها مسجل عليهم، وستشهد عليهم أسماعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يفعلون.
التاسع: الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف:-
سبق أن ذكرنا بأن المنافقين قد استحوذ عليهم الشيطان وقبلوا سيطرته علي عقولهم، وقلوبهم إتباعا لشهواتهم وتصوروا أن الحدود التي فرضها الدين قيودا علي حرياتهم وتصرفاتهم فانقلبت معايير الأمور لديهم، فأصبح المعروف لديهم منكرا، والمنكر معروفا، قال الله عز وجل فيهم الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ. وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ)
[]، ولأن المنافقين يحبون المنكر، ويكرهون المعروف، فإنهم يكرهون ظهور الحق واستعلائه علي الباطل مصداقاً لقول الحق تبارك وتعالي: (لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَارِهُونَ).[]

العاشر: موالاة الكفار من دون المؤمنين:-
إن المنافقين لا يثقون في وعد الله بتمكين المؤمنين في الأرض مصداقاً لقوله تعالي: (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)،
[]وغالبا يكون المؤمنون الاقل في القوة المادية من أعدائهم ويعتمدون في مواجهاتهم لأعدائهم بعد أخذ الأسباب ،علي تأييد الله عز وجل ونصره لهم، كما يشهد بذلك تاريخ المسلمين منذ الهجرة النبوية الشريفة إلي المديتة المنورة ، إلى انتشار الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، ولكن المنافقين لا يؤمنون بغير الماديات، وتبهرهم القوة المادية، ولا يقيمون للإيمان بالله تعالي، واليقين بنصره للمؤمنين وزنا مصداقا لقوله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)[]، ولذا فإنهم يوالون الكفارالأقوى ماديا اعتقادا منهم بأن العزة في موالاتهم والانحياز إلي صفوفهم قال عز وجل: (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ للهِ جَمِيعًا)[].
الحادي عشر: حرصهم علي المكاسب الدنيوية العاجلة وزهدهم في مكاسب الآخرة:-
قال تعالي: (لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَّتَّبَعُوكَ وَلَـكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)
[].
ذكر الله عز وجل موقف المنافقين المثبطين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ويبين لنا أنه لو كان سفرا قريبا سهلا لخرجوا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ليخرجون لوجه الله بل طمعاً في الغنيمة، ولكن بعدت عليهم الطريق والمسافة الشاقة ،ولذا اعتذروا عن الخروج وسيحلفون للمؤمنين معتذرين بأعذار كاذبة بأنهم لم يقدروا علي الخروج بسبب هذه الأعذار، ولكن الله عز وجل أبطل دعواهم وفضح كذبهم حيث أنهم كانوا يستطيعون الخروج ولم يخرجوا، ورد الله عز وجل هذا السبب إلي شكهم وترددهم وهذا هو مرضهم الذي لازمهم حتى أوردهم موارد الهلاك[]،ومثل هذا الطبع والصفة تتكرر مع المنافقين في كل زمان ومكان، فتجدهم يزهدون اشد الزهد في طاعة الله وبذل الجهد والمال في سبيل الله ، بينما هم لا يفرطون في مكسب مادي سيزول حتما، إما بانقضاء حياتهم الدنيوية،أوبنفاذه كما ينقذ زاد المسافر، ويبذلون من أجله الجهد والعرق وربما يهلكون أنفسهم من أجله، ولقد أكد ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم بقوله: أثقل الصلاة علي المنافقين صلاه العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا،[]فالتقاعس عن الطاعات سمة ملازمة لهم .
الثاني عشر: التحاكم إلي غير شرع الله تعالي:-
إن شرع الله عز وجل لا يجامل ولا ينحاز إلي فئة دون فئة، فهو الحكم العدل والميزان الحق، والمنافقون يكرهون التحاكم إلي شرع الله لأنه يتعارض مع أهوائهم، وشهواتهم الدنيوية، وعادةً ما يشككون في جدوى تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية ويتحججون بكثرة الفساد في المجتمع ،وأنه في حال تطبيق الشريعة الإسلامية، فإن القصاص سينال أغلبية الناس، ونسوا أو تناسوا أن الفوضى العارمة في أغلب المجتمعات، وغياب الأمن والأمان بها، إنما هو بسبب عدم تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية ،وذلك بشهادة بعض أعداء الإسلام إذ قال أحدهم: إني أعتقد أن رجلاً كمحمد صلي الله عليه وسلم لو تسلم زمان الحكم المطلق في العالم بأجمعه اليوم لتم له النجاح في حكمه وقيادة العالم إلي الخير وحل مشكلاته علي وجه يحقق للعالم كله السلام والسعادة المنشودة، والحق ما شهدت به الأعداء، ويقول الله عز وجل في المنافقين نافيا عنهم الأيمان: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا).
[]
الثالث عشر: التشكيك في طهارة المجتمع الإسلامي واتهام المؤمنين بالفاحشة:-
قال تعالي: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإثمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
[]فمن صفات المنافقين أنهم يضمرون كراهية الملتزمين شرع الله، وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم مصداقا لقوله تعالي فيهم: (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء)[]، بل يتعدى كرههم للمؤمنين إلي اتهامهم بالفحشاء حقدا وحسدا علي التزامهم، وليس أدل على ذلك، من اتهامهم لأم المؤمنين الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها بالفاحشة، قال الفخر الرازي: الإفك أبلغ ما يكون من الكذب والافتراء فقد أجمع المسلمون علي أن المراد ما أفك به علي عائشة رضي الله عنها وهي زوجة المعصوم صلوات الله وسلامه عليه.[]
وهكذا هو حالهم في كل زمان ومكان بل أن بعضهم ذهب إلى اتهام الصحابة ومنهم أفضل الناس بعد الأنبياء بالكفر والردة وما كان ذلك إلا لتغلغل سرطان النفاق في عقولهم وقلوبهم والله المستعان.
الرابع عشر: حبهم للترف، والرياء، وكراهية الأنفاق في سبيل الله:-
إن شك المنافقين في الآخرة جعل الدنيا في نظرهم هي أكبر همهم, لذا فهم يجمعون من أجلها المال ويكرهون الإنفاق في سبيل الله وأداء زكاه أموالهم اعتقادا منهم بأن المال سيضمن لهم طول البقاء في الدنيا ،واذا فعلوا شيئا من أعمال البر فعلوها رياء وسمعة، لذا قال الله تعالي عنهم: (ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قامو للصلاة قامو كسالى يراءون الناس ولايذكرون الله الا قليلا )،
[] وقال عز من قائل: (وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ)،[] وهذا هو حال المنافقين في كل زمان ومكان، فإنهم يكنزون المال حتى تتراكم ،ويبخلون في أداء حق الله فيه ثم يفاجئهم الله عز وجل بالموت فتنحسر أنفسهم علي ما كنزوه ثم يكون وبالا عليهم يوم القيامة، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ما من صاحب ذهب، ولا فضه لا يؤدي منها حقها إلا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار، فأحمى عليها في نار جهنم فيكوي بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنه حتى يقضي بين العباد فيري سبيله اما إلي الجنة واما إلى النار.[]
الخامس عشر :سهولة الحلف المغلظ ،والحنث فيه:- قال تعالي عن المنافقين: (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[]، أي حلف المنافقون بالإيمان المغلظة (لئن أمرتهم ليخرجن) أي للجهاد، قال مقاتل لما بَين الله إعراض المنافقين وامتناعهم عن قبول حكمه (صلي الله عليه وسلم) أتوه فقالوا لو أمرتنا أن نخرج من ديارنا وأموالنا ونسائنا لخرجنا ،وإن أمرتنا بالجهاد لجاهدنا فنزلت الآية قل لا تقسموا، أي لا تحلفوا فإن أيمانكم كاذبة (طاعة معروفه)، أي طاعتكم لله ورسوله معروفة، فإنها باللسان دون القلب، وبالقول دون العمل،[] وهذا هو حال المنافقين في كل زمان ومكان فهم يحلفون دائما لأرضاء من يستمع إليهم ثم ينكثون عهدهم وقت التنفيذ ويتحججون بحجج واهية للتنصل من الوعود التي قطعوها وأكدوها بأيمانهم المغلظة.
السادس عشر: الخوف من الموت أو القتل وكراهية الجهاد في سبيل الله:-سبق أن ذكرنا بأن المنافقين لا يؤمنون بقضاء الله وقدره ويعتقدون إمكان الفرار من الموت أو القتل لمجرد الهروب منه والتخلف عن ساحات القتال،قال الله تعالى عنهم: (الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرءوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)
[]، ولذا فإن المنافقين يفزعون دائماً من أي تهديد، قال تعالى: (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ)،[] أي يظنون لجبنهم وهلعهم كل نداء، وكل ضرر أنهم يرادون به، فهم دائماً في خوف، ووجل أن يهتك الله سترهم، ويظهر أسرارهم،قال ابن كثير رحمة الله: كلما وقع أمر أو خوف يعتقدون لجبنهم أنه نازل بهم،[] لذا فانهم يكرهون الجهاد في سبيل الله ،ويتخلفون عنه كلما دعوا إليه، وفي سورة الأحزاب ما يؤكد ذلك بقوله سبحانه وتعالى: (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلا قَلِيلا أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْه من الموت فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا)[].

السابع عشر: نشر التشكيك والأراجيف عن ضعف المسلمين:- لقد تأصلت في المنافقين عادة نشر الأكاذيب والأراجيف لبلبلة الأفكار ونشر أخبار السوء، والإشاعات منذ قديم الزمان وإلى قيام الساعة ومهما مرت بالمسلمين من لحظات ضعف وهوان، فإن الله عز وجل ضمن لهذه الأمة البقاء والنصر في النهاية على أعدائهم, قال الله تعالى: (لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلا. سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلا)
[]،قال القرطبي رحمه الله سن الله عز وجل فيمن أرجف بالأنبياء وأظهر نفاقه أن يؤخذ ويقتل،[] ويستفاد من الآية أن النفاق مرض قديم وكان في عهد الأنبياء قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وسيستمر إلي يوم القيامة.
الثامن عشر: حسدهم للمؤمنين الملتزمين بشرع الله عز وجل:- إن المنافقين يكرهون الخير للمؤمنين، ويتمنون لهم الشر، حسداً وبغضاً لهم وقد نبه الله عز وجل المؤمنين إلي ذلك البغض والحسد كي يكون المؤمنون علي بينة من أمر هؤلاء المنافقين، ولا يتخذونهم أولياء يلقون إليهم بالمودة، قال تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ. هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ. إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)[].
ويبين الله عز وجل مدى كراهية المنافقين الشديدة للمؤمنين وظهور إمارات العداوة لهم علي ألسنتهم وما يبطنونه للمؤمنين من البغضاء أكثر مما يظهرونه بالرغم من انخداع بعض المؤمنين بالمنافقين، وظنهم بهم خيراً وإذا خلت مجالسهم منكم (أي من المؤمنين) عضوا أطراف أصابعهم من شدة الحنق والغضب لما يرون من ائتلافكم وهو كناية عن شده الغيظ (قل موتوا بغيظكم) وهو دعاء عليهم أي قل يا محمد أدام الله غيظكم إلي أن تموتوا،[] وقوله تعالي (إن تمسسكم حسنه تسؤهم)، أي إن أصابكم ما يسركم من رخاء وغنيمة ونحو ذلك ساءتهم (وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها)، أي أن أصابكم ما يضركم من شدة وهزيمة سرهم ذلك (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا) ،أي أن صبرتم علي أذاهم واتقيتم الله في أقوالكم وأعمالكم لا يضركم مكرهم وكيدهم (إن الله بما يعملون محيط)، أي هو سبحانه عالم بما يدبرونه لكم من مكائد فيصرف عنكم شرهم ويعاقبهم علي نياتهم الخبيثة[].
التاسع عشر: عدم القناعة برزق الله :-
إن المنافقين في حالة دائمة من النهم وحب الاستزادة من متاع الحياة الدنيا لأنهم يرون أن الدنيا هي نهاية المطاف، فلا يقنعون فيها بما رزقهم الله تعالي من فضله، كما أنهم لا يؤمنوا بأن الأرزاق والآجال مكتوبة منذ الأزل وحتى يرث الله الأرض وما عليها، لذا فإن جل اهتمامهم بما سيكسبونه في هذه الحياة الدنيا فقط، قال تعالي: (وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللهُ سَيُؤْتِينَا اللهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللهِ رَاغِبُونَ)
[]، وهكذا هو حال المنافقين في كل زمان ومكان فهم يتسخطون على رزق الله ولا ينظرون لمن هو أدني منهم ولكن ينظرون إلي ما هو أغني منهم فاحتقروا نعمة الله عليهم.
العشرون: سهوله التلفظ بكلمات الكفر والفسوق:-
إن المنافقين لا يقدّرون مدي خطورة ما يلفظون به من ألفاظ الإستهانة بالدين والعقيدة فتجدهم كثيراً ما يستسهلون احتقار الدين ،أو تكفير المؤمنين الملتزمين بشرع الله ،وقد يتلفظ المرء بكلمة هي من سخط الله لا يلقي لها بالاً فيهوي بها في نار جهنم سبعين خريفاً، أو ابعد ما بين المشرق والمغرب ،كما ورد ذلك فيما رُوي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يري بها بأساً، يهوي بها سبعين خريفاً في النار
[]، وهذا الطبع في المنافقين ذكره الله تعالي في سورة التوبة: (يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ)[].



مع تحياتى 000حسن عيسى0000امام وخطيب






رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-31-2009, 01:41 PM
مسك**الجنه مسك**الجنه غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

[rainbow]
جزاكِ الله خيراً

[/rainbow]
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-01-2010, 01:52 PM
دانا دندون دانا دندون غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

اللهم اجعلنا من المؤمنين الاتقياء واحشرنا مع الشهداء والصديقين والابرار..بارك الله بك وجزاك كل الخير
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-18-2010, 03:19 AM
أم الزبير محمد الحسين أم الزبير محمد الحسين غير متواجد حالياً
” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “
 




افتراضي

جزاكم الله خيراً
التوقيع



عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-18-2010, 09:10 PM
سلسبيله هارون سلسبيله هارون غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاك الله خيرا وبارك فيك وغفر لك
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
من, احذر, او, تكون, عيسى, هؤلاء00000000000حسن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 11:58 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.