انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > الملتقى الشرعي العام

الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-26-2012, 02:36 PM
ناهد على ناهد على غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي لا سفينة تحملنا ولا خشبة نتعلق بها

 

لا سفينة تحملنا ولا خشبة نتعلق بها




لو أن ريحًا شديدة، وموجة عاتية قد ضربت سفينة من السفن في ظلام الليل، وبدأت على إثرها تلك السفينة في التأرجح على سطح البحر .. ماذا سيفعل ركابها؟!
بلا شك أنهم جميعًا سيستشعرون الخطر المحدق بهم، ويتوجهون إلى الله بالدعاء والاستغاثة ليصرف عنهم هذه الغُمة، لكنهم في قرارة أنفسهم يعلمون أن السفينة قوية ومحصنة، وستقاوم الرياح والأمواج، فإذا ما انكسرت السفينة، وتعلق كل واحد منهم بخشبة في عرض البحر فإنَّ استغاثتهم بالله ستزداد، ومع ذلك يظل وجود الخشبة يجعلهم يأملون أنها قد تحفظ حياتهم لبعض الوقت مما قد يتيح الفرصة لفِرق الإنقاذ أن تصل إليهم، فإذا ما اشتدت الأمواج وأبعدت عن كلٍ منهم خشبته التي يتعلق بها، فماذا تظن أن تكون قوة استغاثتهم بالله؟!

ألا توافقني أنها ستكون أشد وأخلص وأصدق من ذيقبل .. استغاثة حارة من أعماق أعماق قلوبهم؟!
وهذا هو المطلوب من الجميع الآن .. أن نتجه إلى الله ونستغيث به كأشد ما تكون الاستغاثة، فلا سفينة تحملنا، ولا خشبةنتعلق بها..
لقد أغُلقت الأبواب الأرضية في وجوهنا، وانقطعت الأسباب، وأصبحنا فيالعراء، فماذا نحن فاعلون؟!
ألم يأن لنا أن نولي وجوهنا شطر ربنا، ونتجه إليه بقلوبنا، ونستغيث به استغاثة المشرف على الغرق؟!
إن الأوضاع التي نمر بها الآنتتشابه إلى حد كبير مع ما حدث مع المسلمين الأوائل في الأحزاب فلقد أراد مشركو مكةومن تحالف معهم من قبائل العرب أن يستأصلوا شأفة الإسلام، ويقضوا على الدولة الإسلامية الوليدة بالمدينة المنورة، فخرجوا بجيش ضخم يبلغ قرابة العشرة آلاف مقاتل، وحاصروا المدينة حصارًا شديدًا، واشتد الأمر على المسلمين، وطال الحصار دون أن يحقق جيش الكفر هدفه،

فالخندق الذي حفره المسلمون يحمي الجهة الشمالية للمدينة،والجبال تحيط بالجهتين الشرقية والغربية، ويهود بني قريظة – المتحالفون مع المسلمينفي الجهة الجنوبية..
وفي أثناء ذلك الحصار طمع يهود بني قريظة في النصر الشاملعلى المسلمين، فتحالفوا مع المشركين، وانتهى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبادر إلى التحقق منه، فأرسل سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، وعبد الله بن رواحه،وأخوَّات بن جبير، وقال: انطلقوا حتى تنظروا أحقٌّ ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا؟
فلما دنوا منهم، وجدوهم على أخبث ما يكون، فقد جاهروهم بالسب والعداوة، ونالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: من رسول الله؟ لاعهد بيننا وبين محمد، ولا عقد، فانصرفوا عنهم.


فلما أقبلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لحنوا له، وقالوا: عضل وقارة، أي أنهم على غدر، كغدر عضل وقارة بأصحاب الرجيع.

يقول صاحب الرحيق المختوم:
وعلى رغم محاولتهم إخفاء الحقيقة تفطن الناس لجلية الأمر، فتجسد أمامهم خطر رهيب.
وقد كان أحرج موقف يقفهالمسلمون، فلم يكن يحولبينهم وبين قريظة شيء يمنعهم من ضربهم من الخلف، بينما كان أمامهم جيش عرمرم لم يكونوا يستطيعون الانصراف عنه، وكانت ذراريهم ونساؤهم بمقربة من هؤلاء الغادرين في غير منعة وحفظ، وصاروا كما يقول الله تعالى :وَإِذْ زَاغَتِ الأبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَاهُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيدًا الأحزاب: 10، 11

فماذا كان رد فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم تجاه هذاالخبر؟!
يقول المباركفوري: أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقنع بثوبه حين أتاه غدر قريظة، فاضطجع ومكث طويلاً حتى اشتد على الناس البلاء، ثم نهض يقول: «الله أكبر أبشروا يا معشر المسلمين بفتح الله ونصره .
إجابة مفاجئة للجميع .. كيف يكون التبشير بالنصر في ظل هذا الموقف العصيب؟!

أتدري لماذا كانت هذه الإجابة؟!
لأنه صلى الله عليه وسلم يعلم أنه طالما كانت الأبواب الأرضية مفتوحة أمام الناس، فإنها قد تكون سببًا في إضعاف التوكل على الله والاستنصار المطلق به،فإذا ما أغلقت جميع الأبواب، واستنفدت جميع الأسباب، لم يكن أمام القلوب المؤمنة إلا أن تتجه بكليتها إلى الباب الأعظم.. الباب الذي لا يغلق .. باب القادر المقتدر،فتنطرح أمامه موقنة بأنه وحده الذي سينجيها، ويكفيها، وينصرها، فيحدث – تبعًا لذلكالزلزال الذي يهدم أي تصور عن إمكانية إحراز النصر من خلال باب آخر .. عند ذلك تنفتح أبواب السماء، ويأتي الفرج من حيث لا يحتسب أحد .. ويكفيك في هذا قوله تعالى: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا يوسف: 110 .

فعندما يتم اليأس التام والمطلق من الأسباب في كونها تستطيع بذاتها أن تجلب لنا النفع أو تدفع عنا الضر، عندئذ يأتي الفرج والنصروالمدد.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-27-2012, 09:36 PM
أبوأنس هدي القرآن أبوأنس هدي القرآن غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي


معنى ذلك أنه لو استطاعت القلوب أن تتجه بكليَّتها إلى الله في كل وقت، ويئست من الناس
ولم تتعلق بأحد منهم، لكان الفرج متواصلاً في السرَّاء والضرَّاء، ولكنَّ طبيعة النفس
وانخداعها بالمظاهر والقُوى الوهمية تجعل البعضَ يظنُّ أن الخير قد يأتيه من وراء الباطل
وأن بإمكان الباطل أن ينسى عداوتَه للحق وأهله، أو يفتح معهم صفحةً جديدةً
ومن ثمَّ يكون هناك تعلُّقٌ بالله وبالأسباب الأرضية معًا.
أما حين تأتي المِحَن فإنها تُظهِر زَيفَ الباطل، وتنزع عنه قناعَه ليظهر وجهه القبيح
وتكشف رغبته في زوال الحق، وأن كل أفعاله التي ينخدع بها البعض لم تكن إلا ستارًا
يُخفي من ورائه خطَطَه واستراتيجياته لمَحْوِ الحقِّ وتشويه صورته.
فيكون هذا الموقف من أهل الباطل بمثابة المفاجأة والصدمة للجميع، ليجدَ أهلُ الحق أنفسَهم في العراء
فزلزال الباطل قد حطَّم أحلامهم وأمانيَهم، فيبحثون حولهم فلا يجدون شيئًا مما كانوا ينتظرون أن يجدو
فالكل تخلَّى عنهم، فإذا ما راجعوا أنفسهم وعادوا إلى إيمانهم، وإلى الأساس الذي انطلقت منه دعوتهم
واتجهوا إلى الله، ودخلوا عليه دخول البائس المسكين الذي لن ينجيَه أو يطعمَه أو يسقيَه سواه..
عند ذلك يأتي الفرج، وتصبح هذه المحن من أعظم المِنَح؛ لأنها أعادت الجميع إلى الله
وحطَّمت كل تعلُّق بغيره، فينطبق حالهم حينئذٍ مع قوله تعالى (مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا
حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ
) (البقرة: من الآية 214)
إن المحن مع شدتها وقسوتها تحمل في طياتها خيرًا عظيمًا
إذا ما أحسن أصحاب الدعوة تحليلَها وتفطَّنوا لمراد الله منها.

بارك الله فيكم ونفع الله بنا وبكم


**********************
التوقيع


علي الفيس
خاطري خاطرك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-04-2012, 03:35 AM
أم الزبير محمد الحسين أم الزبير محمد الحسين غير متواجد حالياً
” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “
 




افتراضي

جزاكِ الله خيراً
التوقيع



عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 08:39 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.