|
|||||||
| واحة أصحاب المواهب الأدبية إن كنتَ صاحبَ موهبة أدبية من شعر أو نثر أو كتابة قصصية فشاركنا بإنتاجاتك في هذا القسم |
 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
03-02-2010, 07:42 PM
|
|||
|
|||
أي زمان هذا !
والصراع في الريف قد اشتد بين بواكير الربيع وأواخر الشتاء .. والحقول المتصلة في خُضرةِ السندس تكسوها أعوادُ الذرةِ الخفّاقةِ اللفاء.. والبيوت تعيش في دِعةٍ لايُسممها كيدٌ ولاتُكدِّرها منافسة .. والعصافير تبحثُ في أغصان التين بأرجلها ومناقيرها .. والمحلات قد تألقت بمصابيح الكهرباء .. وحلوى المولد وعرائس المولد هنا وهناك .. وتهاني يسمعها الإنسان : كل سنة وانت طيب !! وتهنئة غريبة عجيبة جاءتني عبر البريد الالكتروني :( هابي مولد النبي )!! وإحتفالات في التلفاز .. والليلة الكبيرة .. ( وياغزال ياغزال .. العشق حلال دوَّبتي دوب خلّتني خيال ..) .. ياقوم .. ألم يكن هؤلاء الناس أعقابَ أولئك الفاتحين الذين سادوا الدنيا واسقطوا العروش ! أليسَ هذا الاسلام الذي يؤمنون به اليوم هو اسلام هارون الذي نظرَ ذات يوم إلى السحائبِ التي تُزجيها الرياح فقال في لهجةٍ تنم عن عزة المؤمن : أمطري حيثُ شئتِ فإنّ خراجكِ لي . أليسَ هذا الإسلام الذي يؤمنون به اليوم هو اسلام هارون الذي كتب الى نقفور ملك الروم : ( من هارون أمير المؤمنين الى نقفور كلب الروم .. قد قرأتُ كتابكَ والجواب ماتراه دون أن تسمعه ) أليسَ هذا الاسلام الذي يؤمنون به اليوم هو اسلام المعتصم الذي سيّر جيشا فتح عمورية وقتل من الروم عشرين ألفا إغاثة لمسلمة أهانها رومي فصرخت وامعتصماه ! بلى .. هؤلاءِ هم أعقاب أولئك .. ولكن الدين الذي يعتقدونه لم يعد دين هارون والمعتصم وحنظلة وربعيِّ وعُبادة عندما كان خالصاً كما أوحاه الله .. صافياً كما أنزله . إنما هو بقية من الإسلام الأول وقد آل الى مبتدعات بلهاء .. لايفيقُ الممسوس بها من الغفلة .. ولا ينشط المنتسب إليها من الخمود .. ولايُبالي المستمسكُ بها أن يبلغَ ساحلَ الحياةِ مركوبا على ظهره .. أو مسحوبا على وجهه . الدين مآله في تلكَ النفوس الضّعيفة .. والعقول الخفيفة إلى البدع والموالد والتّرّهات والأباطيل و... ( ناس من بلدنا هناك أهم روح يا إبراهيم إندهلهم سلامات سلاماتسلامات سلامات عالبلديات ليلتكم أنس وجلجلة إنشد و لعلع يا وله شفت في منام صاحب المقام دا اُبَّهة ويمامة حايمة عليه تسبح ربها ميّلت فوق إ يده .. وجيت أحبـــــها صحوني مالنوم خدت بعضي وتني جاي و بعودة حـــي .. ... أيلولة هذا الدين العظيم الى هذه الصورة المزوّرة المبتَدَعة التي زيّفوا فيها الإيمان الى هذه الألوان من الشرك والمبتدعات كأيلولة علم الفلك الى التنجيم وودع البصَّارة وقُفة العرّافة وخزعبلات الفناجين وأيلولة علم الكيمياء الى المُسَرْطِنات ومكسبات الطعم والرائحة . والأمرُ يحتاج الى هؤلاء الذين نَفَروا ليتفقهوا في الدين وليُنذروا قومَهم .. فإذا تفقّهوا ولم يُنذروا فقد انكروا ماخُلقوا له .. وعصوا ما اُمروا به .. وليس الإنذار أنْ يلهجوا بذكر الحساب والعذاب إنّما الإنذار أن يُنبِّهوا المخطئ .. ويوجهوا الحائر .. ويُرشدوا الغَويّ وينصبوا في مجاهل الأرض أعلام الطريق .. .. هبوا لتجددوا ما اندرسَ من الدين .. وتوضحوا ما التبس منه .. وتنفوا عنه ماغشيه من أضاليل المبتدعة .. وتجلونه للناس كما كان يوم انزلت هذه الآية : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة3 فما كان دين يومئذ فهو الدين .. ومالم يكن دين فلن يكون دينا الى قيام الساعة .. ولابد للإسلام من رجال يقيمون بين السُّنن والمبتدعات .. بين الصحيح والبهرج حداً فاصلاً من نور الحق يجتمع عليه الشّارد .. ويهتدي إليه المُضَلّل .. العبّادي
|
|
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| !, لي, زمان, هذا |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
العرض العادي
