انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


واحة أصحاب المواهب الأدبية إن كنتَ صاحبَ موهبة أدبية من شعر أو نثر أو كتابة قصصية فشاركنا بإنتاجاتك في هذا القسم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-25-2010, 02:10 AM
أم انجى أم انجى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي ثقافة الأدراج

 

الأمر مضحك حقا ......

حصلت على هدية قبل فترة في مناسبة ما ،
هي نفس ( الشيء ) الذي قدّمته لأناس آخرون في مناسبة ما ... قبل سنتين .

يمكنني جدا أن أميز هذا ( الشيء ) لأنني عندما اشتريته كان يحتوي على عيب ما ،
ولكن نقودي كانت وقتها تناسبه تماما ، فطلبت من البائع إصلاح ذاك العيب .
لا زال كل شيء مكانه ، والعيب المرمم مكانه ، اختلفت فقط طريقة التغليف.

تذكرت ( سفط الحلويات ) القديم والذي كان ( الهدية النموذجية ) التي يتم تبادلها بين الناس
تشتريه ( أم ناصر ) ، لتقدمه في مناسبة ولادة علي ( لأم أحمد ) ، والتي تضعه في أحد الأدراج تمهيدا لقدوم الحاجة ( أم نصّار ) من الحج ، وتحتفظ به أم نصار وتتربص نجاح ( سلوى ) إبنة الجارة ( صبحية ) ، تتلقفه صبحية وتخفيه بعناية في احد الأدراج وهي تفكر في تنظيم زيارة جماعية للجارة الجديدة التي سكنت الطابق العلوي ،و ...و ...

وقد يغادر السفط الحارة وقد يعود اليها ، وقد لا يعود ، بل يكمل رحلة موسمية حول أنحاء المدينة ،
دورة حياته غير محددة التاريخ !
وفي أسوأ الأحوال قد يكمل الدود دورة حياته ويجهز عليه في أثناء فترات بياته في ظلمة الأدراج تمهيدا للرحلة المكوكية القادمة .

وتنطبق دورة حياة سفط الحلويات على البشر....

نغادر أناسا ، وننتمي الى اناس جدد
وقد يغادرنا البعض وينتمون الى غيرنا
وقد نستبدل أشخاصا بأشخاص آخرين
وقد نندم .. ونعود لنبحث عن ( سفط الحلو ) الذي تخلينا عنه وفي رحلة بحثنا نعثر على ( سفط حلو ) آخر
وهكذا ... تتسع دورة التبادل والانتماء والإتحاد والانفصال ...
لتحدد ملامح العذاب الإنساني ، في درج من أدراج الحياة ....
وسر معاناة الكائن البشري في دورة حياة ...غير محددة التاريخ .

نظن أننا تخلصنا من آلامنا وجروحنا ووضعناها في ( سفط ) وسلمناها للنسيان
وأغلب الظن أن هناك من سيستقبل هذا ( السفط ) ويذوق طعم ما مررنا به
بينما نعد أنفسنا لاستقبال ( سفط جديد ) قد يحتوي على ما نفس ما احتواه الأول بغلاف جديد
وقد يختلف ... ولكن ... كل الأسفاط الى زوال
نعيش فيها فترة وجودها في درج من أدراجنا ...
ثم تغادرنا...وأغلب الأحيان ... قبل أن نطّلع جيدا على ما تحتويه...

نودّع أحلاما ....ونستقبل أخرى ...ثم نودّعها ...لنستقبل غيرها
ونوْدِعُ أشلاءها في أدراج ذاكرتنا
وقلّ ما نفكر في فتحها للإطلاع عليها
بل نحلم بها مغلفة ... ونودّعها مغلفة ... ربما بغلاف جديد ...في كل مرة

ونستمر هكذا في أرجوحة الحياة ..نودّع أسفاطا ...ونستقبل أخرى ،
وقد نستقبل في بعض المرّات ما ودعناه ...

هل من سبيل الى إنهاء دورة حياة السفط ؟!
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-10-2010, 04:57 PM
أبو يوسف السلفي أبو يوسف السلفي غير متواجد حالياً
" ‏مَا الْفَقْرَ ‏أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنِّي‏ ‏أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ "
 




افتراضي


بارك الله في قلمكم
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الأدراج, ثقافة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 02:03 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.