التعليمـــات التقويم

انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


العودة   منتديات الحور العين > .:: المجتمع المسلم ::. > واحة أجيال التمكين > السيرة النبوية والقصص

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-24-2010, 03:24 PM
ام رفيدة ام رفيدة غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




New واستشهدت رفيدة

 

بسم الله الرحمان الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه قصة الفتاة الفلسطينية رفيدة

تلك الليلة حلمت رفيدة أنها سترى والدها الأسير في زمن لا يتجاوز الـ 45 دقيقة، باتت والشوق يتقلب على فراشها الصغير، لتستيقظ باكراً وتتزين كعروس صغيرة، ثم توقظ أمها قبل طلوع الشمس تستعجلها للذهاب إلى أبيها.

ذلك الموعد الذي تنتظره رفيدة طيلة شهر، وتوعد به ليل نهار، هو زيارة والدها في غرفة تفصلها عنه الأسلاك الشائكة؛ فتقحم أصابعها الصغيرة كي تلامس يد الأب الحاني الغائب عنهم، لم تهتم الطفلة بهذا المشوار القاسي الذي اعتادت عليه في كل شهر منذ اعتقل والدها في الثامن والعشرين من شهر ديسمبر 2005.

مشوار إذا تكلمنا عن مقتطفات منه، تقول إنه يبدأ بعد صلاة الفجر، عندما يتوجه المئات من ذوي الأسرى الفلسطينيين إلى موقف حافلات الصليب الأحمر، وهناك يستقلون تلك الحافلات للوصول إلى سجن نفحة على سبيل المثال بعد منتصف النهار، مارين بحواجز عدة، تستوقفهم بالتناوب على وقتهم في هذا اليوم الذي ينتهي لإسعادهم برؤية أسيرهم 45 دقيقة، وهنا قطع مشوار رفيدة إلى والدها حاجز صهيوني، وطال الوقوف؛ ما دفع رفيدة وبعض الأطفال إلى النزول بعد ساعات طويلة مرت عليهم، والحافلة متوقفة في الحاجز، ولم تتمكن أمها التي تحمل بين يديها طفلها الرضيع من إمساك رفيدة ومنعها من النزول.

وبعد دقائق من نزول رفيدة، حدثت الفاجعة، وسقطت البوابة الحديدية الضخمة على رأسها، ركضت والدة رفيدة مسرعة نحو المكان، لكنها لم تر ذلك الوجه البريء الذي كان يشع فرحاً وشوقاً لرؤية الوالد، ولم تر تلك البسمة التي رافقت رفيدة طيلة المشوار، ولم تسمع الصوت الطفولي يسألها بلا توقف عن لحظة اللقاء؛ فقد هُشم الرأس وغطت الدماء كل شيء، لم يكن الفاعل هنا رصاصة كما هو متوقع من الصهاينة؛ فقد تغير أسلوب القتل هذه المرة، وصارت البوابة سلاحاً له.

ترك الجميع مقاعدهم وهبوا لمساعدة الأم التي مضت دون وعي تضم الرأس المهشم إلى صدرها، وقد أسكتتها الصدمة حتى كأنها خرساء.

في هذه الأثناء كان الأب ينتظر بشوق عائلته لينعم برؤيتها، كان ينتظر رفيدة ذات السنوات الثلاث كي تداعبه وتحدثه بلهجتها البريئة عن حلمها، وعن تلك الهدية التي تحلم أن يحضرها إليها، وتنشد له أنشودة الحرية بحروفها المقلوبة، وطال الانتظار ولم تصل العائلة؛ فقد سكنت الروح جسد رفيدة ثلاثة أيام في مستشفى تل هاشومير بمدينة تل الربيع المحتلة، ثم سكن الجسد دون روح.

عادت أم رفيدة من جديد إلى يوم الزيارة لتقابل زوجها دون رفيدة، وتحدثت لزوجها بلغة الدموع والألم عن فقدان الغالية التي ملأت حياتهما.

رحلت الطفلة الندية رفيدة في السادس والعشرين من إبريل عام 2006 دون أن تحقق حلمها بلقاء أبيها، توارى الحلم الصغير مع جسدها الرقيق، علها تتمكن من لقائه في دار الخلد، وعل الأب يلقاها في حلم يقظة أو نوم.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رفيدة, واستشهدت


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator


الساعة الآن 06:00 PM.
Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.