انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة

ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة لرد الشبهات ، ونصح من خالف السنة ، ونصرة منهج السلف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-31-2007, 04:18 AM
المثني المثني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




Islam هل تعرف النصرانية؟؟؟؟؟؟؟؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
لا اقصد بهذا (نبي الله عيسى عليه السلام ) لان عيسى عليه السلام لم يكن نصراني ولا اى نبي من أنبياء الله كان نصراني أو يهودي إنما كانو على الإسلام
قال تعالى
{ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13)} سورة الشورى
فأصل دين الأنبياء واحد وهو(الأسلام)ما من نبي أرسله الله إلا وهو يقول (اعبدو الله مالكم من اله غيره)
قال تعالى
( وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47))سورة المائدة
ولكن بنى إسرائيل لا يوفون بعهد ولا يعرفون وعد إنهم يحترفون التحريف هذا ما حدث للإنجيل وكما حدث مع التوراة قبل ذلك.





من مؤسس النصرانية
( شاؤول ) الذي تسمى ( بولس ) فيما بعد هو مؤسس النصرانية الحالية ، فالدين الحالي هو دين بولس ، ونصارى اليوم بجميع طوائفهم يتبعون ( بولس ) ويدعونه رسولا.

مات المسيح عليه السلام ولم يُملِ الإنجيلَ على حوارييه كما فعل النبي محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ . بل تركه تعاليمٌ في الصدور ، ولم يترك أتباعا كثيرين إذ كان تلاميذه ــ الحواريين ــ إثنا عشر رجلا منهم يهوذا الاسخريوطي الخائن ، وتعرضوا بعده لاضطهاد شديد فتفرقوا في البلاد ، وفور رفع المسيح عليه السلام ــ دخل النصرانية رجلا يقال له (شاول ) وتسمى بعد ذلك ( ببولس ) [ 10 م ـــــ 67 م ] ، وهو الذي أسس النصرانية الحالية . فكل ما هو موجود اليوم ــ تقريبا ــ من النصرانية يرجع إلى ( بولس الرسول ) كما يسمونه ، فهو رسول النصرانية الحقيقي .
كان بولس طبقاّ للإنجيل يضطهد المسيحيين اضطهادا شديد لكن فجأة تراجع عن هذا الاضطهاد ما السر
(فسقطت على الارض و سمعت صوتا قائلا لي شاول شاول لماذا تضطهدني فاجبت من انت يا سيد فقال لي انا يسوع الناصري الذي انت تضطهده)سفر أعمال الرسل الإصحاح 22 الفقرة 7،8

(فلما سقطنا جميعنا على الارض سمعت صوتا يكلمني و يقول باللغة العبرانية شاول شاول لماذا تضطهدني صعب عليك ان ترفس مناخس فقلت انا من انت يا سيد فقال انا يسوع الذي انت تضطهده و لكن قم و قف على رجليك لاني لهذا ظهرت لك لانتخبك خادما و شاهدا
بما رايت و بما ساظهر لك به منقذا اياك من الشعب و من الامم الذين انا الان ارسلك اليهم) سفر أعمال الرسل الإصحاح26الفقرة رقم15,17
انظر الفرق بين الإصحاح 26،22
هل هذا هو السر أن المسيح ظهر له كما يدعى لا لان هذا كذب إنما السر هنا
(لان اليهودي في الظاهر ليس هو يهوديا و لا الختان الذي في الظاهر في اللحم ختانا بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي)رسالة بولس الرسول الى اهل رومية الإصحاح رقم2 الفقرة28
فهو يؤكد يهوديته دون مواربة ولكنه يعلن قراه بهتك شريعة اليهود من خلال الختان .وهو رمز لتلك الشريعة ليجوف المسيحية ويضعها في متناول الإرادة اليهودية وبالفعل نجاح

وكان هذا الرجل يكذب على الله علانية مبررا ذلك بأنه وسيلة لرفعة الرب
(فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا ادان انا بعد كخاطئ) )رسالة بولس الرسول الى اهل رومية الإصحاح رقم3الفقرة رقم7 هذا كان منهجه في الكذب


ومنهجه الثانى كان هكذا وكل منهما يكمل الأخر
(فصرت لليهود كيهودي لاربح اليهود و للذين تحت الناموس كاني تحت الناموس لاربح الذين تحت الناموس و للذين بلا ناموس كاني بلا ناموس مع اني لست بلا ناموس لله بل تحت ناموس للمسيح لاربح الذين بلا ناموس)رسالة بولس الرسول الأولى الى اهل كورنثوس الإصحاح رقم9 الفقرة رقم20،21





ماذا فعل بولس ؟!

عزل المسيح ـ عليه السلام ـ وجعله إلها يعبد مع الله ، وأخذ هو دور الرسول .
بكل ما تعنيه كلمة رسول من معاني ، فأحل وحرم ، وكتب الرسائل إلى البلاد ، وضمت رسائله فيما بعد للكتاب ( المقدس ) . فأحدث أخطر انحراف عقدي عرفته البشرية ، وهو ما يعرف بالمسيحية اليوم . . . كل النصارى يعظمون ( بولس ) وهو عند كلهم ( رسول ) من عند ( رب المجد يسوع ) !!.




يتبع إن شاء الله
التوقيع

إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ * فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها * فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا * فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا* شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-31-2007, 05:45 AM
أبو سيف أبو سيف غير متواجد حالياً
اللهم يامُقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
 




افتراضي

تسجيل متابعة...

جزاك الله خيرا ياغالى
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-01-2007, 04:01 PM
اللمبي اللمبي غير متواجد حالياً
Banned
 



افتراضي

الله يعطيك العافيه
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-09-2007, 04:09 PM
المثني المثني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

(
مراحل النصرانية)

المرحلة الأولى :
منزلة من عند الله جاء بها عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام :

- هي رسالة أنزلها الله تعالى على عبده ورسوله عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام إلى بني إسرائيل بعد أن انحرفوا وزاغوا عن شريعة موسى عليه السلام ، وغلبت عليهم النزعات المادية . وافترقوا بسبب ذلك إلى فرق شتى ، فمنهم من يؤمن بأن غاية الإنسان هي الحياة الدنيا ، حيث لا يوم آخر ، ولا جنة ولا نار ، ومنهم من يعتقد أن الثواب والعقاب إنما يكونان في الدنيا فقط ، وأن الصالحين منهم يوم القيامة سيشتركون في ملك المسيح الذي يأتي لينقذ الناس ، ليصبحوا ملوك العالم وقضاته . كما شاع فيهم تقديم القرابين والنذور للهيكل رجاء الحصول على المغفرة ، وفشا الاعتقاد بأن رضا الرهبان ودعاءهم يضمن لهم الغفران . لذا فسدت عقيدتهم وأخلاقهم ، فكانت رسالته ودعوته عليه الصلاة والسلام داعية إلى توحيد الله تعالى حيث لا رب غيره ولا معبود سواه ، وأنه لا واسطة بين المخلوق والخالق سوى عمل الإنسان نفسه ، وهي رسالة قائمة على الدعوة للزهد في الدنيا ، والإيمان باليوم الآخر وأحواله ، ولذا فإن عيسى عليه الصلاة والسلام كان موحداً على دين الإسلام ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين .

- المبلغ : عيسى ابن مريم عليه السلام ، أمه البتول مريم ابنة عمران أحد عظماء بني إسرائيل ، نذرتها أمها أن تحمل بها لخدمة المسجد ، وكفلها زكريا أحد أنبياء بني إسرائيل وزوج خالتها ، فكانت عابدة قانتة لله تعالى ، حملت به من غير زوج بقدرة الله تعالى ، وولدته عليه السلام في مدينة بيت لحم بفلسطين ، وأنطقه الله تعالى في المهد دليلاً على براءة أمه من بهتان بني إسرائيل لها بالزنا ، فجاء ميلاده حدثاً عجيباً على هذا النحو ليلقي بذلك درساً على بني إسرائيل الذين غرقوا في الماديات ، وفي ربط الأسباب بالمسببات ، ليعلموا بأن الله تعالى على كل شيء قدير .

- بعث عيسى عليه السلام نبياً إلى بني إسرائيل ، مؤيداً من الله تعالى بعدد من المعجزات الدالة على نبوته ، فكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيراً بإذن الله . ويبرئ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى بإذن الله .

-كما كان يخبر الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم بإذن الله .


-وقد أيده الله هو وحوارييه بمائدة من السماء أنزلها عليهم لتكون عيداً لأولهم وآخرهم .



- آمن بدعوة المسيح عليه السلام الكثير ولكنه اصطفى منهم اثني عشر حوارياً كما هم مذكورون في إنجيل متى .

- وهناك الرسل السبعون الذين يقال بأن المسيح عليه السلام اختارهم ليعلموا النصرانية في القرى المجاورة
المرحلة الثانية :

- ويسميها مؤرخو الكنيسة بالعصر الرسولي ، وينقسم هذا العصر إلى قسمين :

التبشير وبداية الانحراف ، والاضطهاد الذي يستمر حتى بداية العهد الذهبي للنصارى .

•التبشير وبداية الانحراف

•بعدما رفع المسيح عليه السلام ، واشتد الإيذاء والتنكيل بأتباعه وحوارييه بوجه خاص ؛ وعذب سائر الرسل ، وحدثت فتنة عظيمة لأتباع المسيح عليه الصلاة والسلام حتى كادت النصرانية أن تفنى .

وفي أثناء هذه المرحلة دخل في دين النصارى شقي النصرانية ومبدلها شاءول اليهودي - وهذا اسمه العبراني أما اسمه الروماني فهو بولس - ، وكان دخوله في دين النصرانية محل شك وريبة من حواريي عيسى - عليه السلام - وذلك لما كان يدعوا إليه من آراء ومذاهب شاذة ، ولما كان عليه قبل تنصره من أذى النصارى وتعذيبهم ،

وكان لبُّ دعوة بولس يدور حول القول بألوهية المسيح - عليه السلام – وأنه المخلص للبشر من خطاياهم ، وعلى ذلك فلا حاجة للعمل بالشريعة ( التوراة ) ، ومما دعا إليه بولس أيضا عالمية دعوة عيسى – عليه السلام – وأنها ليست مختصة ببني إسرائيل ، وبذلك أدخل بولس تغييراً عظيماً على دين النصارى ما دفع كثيراً من الباحثين كمايكل هارت صاحب كتاب المائة الأوائل إلى القول : ( إن مؤسس الديانة المسيحية بشكلها وتركيبتها الحالية هو بولس وليس المسيح …!) إلا أن هذا التغيير العقائدي الذي أدخله بولس على النصرانية قد قوبل بمجابهة شديدة من دعاة التوحيد ولا سيما حواريي عيسى – عليه السلام – الذين نفروا من بولس وآرائه ، وحذروا الناس منه ، ومن يقرأ رسائل بولس واتهامه لمخالفيه ورميه لهم بأقبح السباب يعلم عظم ما بينهما من خلاف ، والذي استمر بينهما وبين أتباعهم من بعدهم عقوداً متتالية ، حتى جاء ما يسمى بعهد الرخاء النصراني والذي تحول فيه دين النصارى من دين مضطهد ، يتوارى أتباعه ويتخفون من بطش الرومان وجبروتهم إلى دين رسمي ، وذلك بعد أن اعتنقه ملك الرومان قسطنطين الأول أو الأكبر الذي حكم من سنة 306 إلى سنة 337م . وقد اعتنق قسطنطين النصرانية في عام 312م فكان أول من تنصر من ملوك الروم .
- عانت الدعوة النصرانية أشدَّ المعاناة من سلسلة الاضطهادات والتنكيل على أيدي اليهود الذين كانت لهم السيطرة الدينية، ومن الرومان الذين كانت لهم السيطرة والحكم، ولذلك فإن نصيب النصارى في فلسطين ومصر كان أشد من غيرهم، حيث اتخذ التعذيب والقتل أشكالاً عديدة؛ مابين الحمل على الخُشْبِ، والنشر بالمناشير، إلى التمشيط مابين اللحم والعظم، والإحراق بالنار.
-
من أعنف الاضطهادات وأشدها:
1- اضطهاد نيرون سنة 64م الذي قُتل فيه بطرس وبولس.
2- واضطهاد دمتيانوس سنة 90م وفيه كتب يوحنا إنجيله(*) في أفسس باللغة اليونانية.
3- واضطهاد تراجان سنة 106م وفيه أمر الإمبراطور بإبادة النصارى وحرق كتبهم، فحدثت مذابح مُروِّعة قُتل فيها يعقوب البار أسقف(*) أورشليم.
4- ومن أشدها قسوة وأعنفها اضطهادُ الإمبراطور دقلديانوس 284م الذي صمم على أن لا يكف عن قتل النصارى حتى تصل الدماء إلى ركبة فرسه، وقد نفذ تصميمه؛ وهدم الكنائس(*) وأحرق الكتب، وأذاقهم من العذاب صنوفاً وألواناً، مما دفع النصارى من أقباط مصر إلى اتخاذ يوم 29 أغسطس 284م بداية لتقويمهم تخليداً لذكرى ضحاياهم.

- هكذا استمر الاضطهاد يتصاعد إلى أن استسلم الإمبراطور جالير لفكرة التسامح مع النصارى لكنه مات بعدها، ليعتلي قسطنطين عرش الإمبراطورية.
- سعى قسطنطين بما لأبيه من علاقات حسنة مع النصارى إلى استمالة تأييدهم له لفتح الجزء الشرقي من الإمبراطورية حيث يكثر عددهم، فأعلن مرسوم ميلان الذي يقضي بمنحهم الحرية(*) في الدعوة والترخيص لديانتهم ومساواتها بغيرها من ديانات(*) الإمبراطورية الرومانية، وشيَّد لهم الكنائس، وبذلك انتهت أسوأ مراحل التاريخ النصراني قسوة، التي ضاع فيها إنجيل عيسى عليه الصلاة والسلام، وقُتل الحواريون(*) والرسل، وبدأ الانحراف والانسلاخ عن شريعة التوراة(*)، ليبدأ النصارى عهداً جديداً من تأليه المسيح(*) عليه الصلاة والسلام وظهور اسم المسيحية(*).
لم تكن عقيدة التثليث معروفة في عصر الحواريين تقول دائرة المعارف الفرنسية: "وإن تلاميذ المسيح(*) الأوّلين الذين عرفوا شخصه وسمعوا قوله كانوا أبعد الناس عن اعتقاد أنه أحد الأركان الثلاثة المكوِّنة لذات الخالق، وما كان بطرس حواريه يعتبره أكثر من رجل يوحي إليه من عند الله". وتستشهد على ذلك بأقوال قدماء المؤرخين مثل جوستن ماراستر من القرن الثاني الميلادي حيث يصرح بأنه كان في زمنه في الكنيسة(*) مؤمنون يعتقدون أن عيسى هو المسيح، ويعتبرونه إنساناً بحتاً، وأنه كان أرقى من غيره من الناس، وحدث بعد ذلك أنه كلما تنصَّر عدد من الوثنيين(*) ظهرت عقائد جديدة لم تكن من قبل.
التوقيع

إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ * فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها * فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا * فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا* شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-09-2007, 04:20 PM
المثني المثني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

(مجامع النصارى)

[النصارى تلقوا أصول دينهم عن أصحاب المجامع]
في ذكر استنادهم في دينهم إلى أصحاب "المجامع"، الذين كفروا بعضهم بعضاً، وتلقيهم أصول دينهم عنهم، ونحن نذكر الآن الأمر كيف ابتدأ وتوسط، وانتهى، حتى كأنك تراه عياناً.

- كان الله سبحانه قد بّشر بالمسيح على ألسنة أنبيائه، من لدن موسى إلى زمن داود، ومن بعده من الأنبياء، وأكثر الأنبياء تبشيراً به داود، وكانت اليهود تنتظره وتصدق به قبل مبعثه، فلما بعث كفروا به بغياً وحسداً، وشردوه في البلاد، وطردوه، وحبسوه وهموا بقتله مراراً إلى أن أجمعوا على القبض عليه وعلى قتله، فصانه الله وأنقذه من أيديهم، ولم يهنه بأيديهم، وشبه لهم بأنهم صلبوه ولم يصلبوه، كما قال تعالى: {وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً}، وقد اختلف في معنى قوله: {وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} فقيل: المعنى: ولكن شبه للذين صلبوه بأن ألقى شبه على غيره فصلبوه الشبيه، وقيل: المعنى ولكن شبه النصارى، أي: حصلت لهم الشبهة في أمره، وليس لهم علم بأنه ما قتل وما صلب، ولكن لما قال أعداؤه: إنهم قتلوه وصلبوه واتفق رفعه من الأرض، وقعت الشبهة في أمره، وصدقهم النصارى في صلبه لتتم الشناعة عليهم، وكيف ما كان، فالمسيح صلوات الله وسلامه عليه لم يقتل ولم يصلب يقيناً لا شك فيه.
ثم تفرق الحواريون في البلاد بعد رفعه على دينه ومنهاجه يدعون الأمم إلى توحيد الله ودينه والإيمان بعبده ورسوله ومسيحه، فدخل كثير من الناس في دينه، ما بين ظاهر مشهور ومختف مستور، وأعداء الله اليهود في غاية الشدة والأذى لأصحابه وأتباعه، ولقى تلاميذ المسيح وأتباعه من اليهود ومن الروم شدة شديدة، من قتل وعذاب وتشريد وحبس وغير ذلك، وكان اليهود في زمن المسيح في ذمة الروم وكانوا ملوكاً عليهم، وكتب نائب الملك ببيت المقدس إلى الملك بعلمه بأمر المسيح وتلاميذه، وما يفعل من العجائب الكثيرة، من إبراء الأكمه

- والأبرص وإحياء الموتى، فهَمَّ أن يؤمن به ويتبع دينه فلم يتابعه أصحابه، ثم هلك، وولى بعده ملك آخر فكان شديدًا على تلامذة المسيح.
ثم مات، وولى بعده آخر، وفي زمنه كتب "مرقس" إنجيله بالعبرانية، وفي زمانه صار إلى الإسكندرية، فدعا إلى الإيمان بالمسيح، وهو أول شخص جعل بتركا على الإسكندرية، وصير معه اثنى عشر قسيساً على عدة نقباء بني إسرائيل في زمن موسى، وأمرهم إذا مات البترك أن يختاروا من الاثنى عشر واحداً يجعلونه مكانه، ويضع الاثنى عشر أيديهم على رأسه ويبركونه، ثم يختارون رجلاً فاضلاً قسيساً يصيرونه تمام العدة، ولم يزل أمر القوم كذلك إلى زمن قسطنطين.
ثم انقطع هذا الرسم، واصطلحوا على أن ينصبوا البترك من أي بلد كان من أولئك القسيسين أو من غيرهم، ثم سموه "بابا" ومعناه أبو الآباء، وخرج "مرقس" إلى برقة يدعو الناس إلى دين المسيح.
ثم ملك آخر، فأهاج على أتباع المسيح الشر والبلاء، وأخذهم بأنواع العذاب، وفي عصره كتب "بطرس" رئيس الحواريين إنجيل مرقس عنه بالرومية، ونسبه إلى مرقس، وفي عصره كتب لوقا "إنجيله" بالرومية لرجل شريف من عظماء الروم، وكتب له الإبركسيس الذي فيه أخبار التلاميذ، وفي زمنه صلب "بطرس"، وزعموا أن بطرس قال له: إن أردت أن تصلبني فاصلبني منكساً، لئلا أكون مثل سيدي المسيح فإنه صلب قائماً، وضرب عنق بولس بالسيف، وأقام بعد صعود المسيح اثنين وعشرين سنة، وأقام "مرقس" بالإسكندرية وبرقة سبع سنين يدعو الناس إلى الإيمان بالمسيح، ثم قتل بالإسكندرية وأحرق جسده بالنار.
ثم استمرت القياصرة ملوك الروم على هذه السيرة، إلى أن ملك مصر قيصر يسمى "طيطس"، فخرج بيت المقدس بعد المسيح بسبعين سنة بعد أن حاصرها وأصاب أهلها جوع عظيم، وقتل من كان بها من ذكر وأنثى، حتى كانوا يشقون بطون الحبالى ويضربون بأطفالهن الصخور، وخرب المدينة وأضرم فيها النار، وأحصى القتلى على يده فبلغوا ثلاثة آلاف ألف.
ثم ملك ملوك آخرون
- فكان منهم واحد شديد على اليهود جداً، فبلغوه أن النصارى يقولون: إن المسيح ملكهم، وأن ملكه يدوم إلى آخر الدهر. فاشتد غضبه، وأمر بقتل النصارى، وأن لا يبقى في ملكه نصراني، وكان "يوحنا" صاحب الإنجيل هناك فهرب، ثم أمر الملك بإكرامهم، وترك الاعتراض عليهم.
ثم ملك بعده آخر، فأثار على النصارى بلاء عظيماً، وقتل بترك أنطاكية برومية، وقتل أسقف بيت المقدس وصلبه، وله يؤمئذ مائة وعشرون سنة، وأمر باستعباد النصارى، فاشتد عليهم البلاء إلى أن رحمتهم الروم، وقال له وزراؤه: إن لهم ديناً وشريعة، وأنه لا يحل استعبادهم. فكف عنهم، وفي عصره كتب "يوحنا إنجيله" بالرومية، وفي ذلك العصر رجع اليهود إلى بيت المقدس، فلما كثروا وامتلأت منهم المدينة عزموا على أن يملكوا منهم ملكاً، فبلغ الخبر قيصر، فوجه إليهم جيشاً فقتل منهم من لا يحصى.
ثم ملك بعده آخر، وأخذ الناس بعبادة الأصنام، وقتل من النصارى خلقاً كثيراً.
ثم ملك بعده ابنه، وفي زمانه قتل اليهود ببيت المقدس قتلاً ذريعاً، وخرب بيت المقدس، وهرب اليهود إلى مصر وإلى الشام والجبال والأغوار وتقطعوا في الأرض، وأمر الملك أن لا يسكن بالمدينة يهودي، وأن يقتل اليهود ويستأصلوا، وأن يسكن المدينة اليونانيون، وامتلأت بيت المقدس من اليونانيين، والنصارى ذمة تحت أيديهم، فرأوهم يأتون إلى مزبلة هناك فيصلون فيها، فمنعوهم من ذلك، وبنوا على المزبلة هيكلاً باسم "الزهرة"، فلم يمكن النصارى بعد ذلك قربان ذلك الموضع.
ثم هلك هذا الملك، وقام بعده آخر، فنصب يهودا أسقفاً على بيت المقدس، قال ابن البطريق: فمن يعقوب أسقف بيت المقدس الأول إلى يهودا أسقفه هذا، كانت الأساقفة الذين على بيت المقدس كلهم مختونين.
ثم ولى بعده آخر، وأثار على النصارى بلاءً شديداً وحرباً طويلاً، ووقع في أيامه قحط شديد، كاد الناس أن يهلكوا، فسألوا النصارى أن يبتهلوا إلى إلهم، فدعوا وابتهلوا إلى الله، فمطروا وارتفع عنهم القحط والوباء. قال ابن البطريق: وفي زمانه كتب بترك الإسكندرية إلى أسقف بيت المقدس، وبترك أنطاكية، وبترك رومية؛ في كتاب، فصح النصارى وصومهم، وكيف يستخرج

من فصح اليهود، فوضعوا فيها كتباً على ما هي اليوم. قال: وذلك، أن النصارى كانوا بعد صعود المسيح إذا عبدوا عيد الغطاس من الغد يصومون أربعين يوماً ويفطرون كما فعل المسيح، لأنه لما اعتمد بالأردن خرج إلى البرية فأقام بها أربعين يوماً، وكان النصارى إذا أفصح اليهود عيّدوا هم الفصح، فوضع هؤلاء البتاركة حساباً للفصح ليكون فطرهم يوم الفصح، وكان المسيح يعيد مع اليهود في عيدهم، واستمر على ذلك أصحابه إلى أن ابتدعوا تغيير الصوم، فلم يصوموا عقيب الغطاس، بل نقلوا الصوم إلى وقت لا يكون عيدهم مع اليهود.
ثم مات ذلك الملك وقام بعده آخر، وفي زمنه كان "جالينوس"، وفي زمنه ظهرت الفرس، وغلبت على بابل وآمد وفارس، وتملك ازدشير ابن بابك في اصطخر،وهو أول ملك ملك على فارس في المدة الثانية.
ثم مات قيصر وقام بعده آخر، ثم آخر، وكان شديداً على النصارى؛ عذبهم عذاباً عظيماً، وقتل خلقاً كثيراً منهم، وقتل كل عالم فيهم، ثم قتل من كان بمصر والإسكندرية من النصارى، وهدم الكنائس، وبنى بالإسكندرية هيكلاً وسماه هيكل "الآلهة".
ثم قام بعده قيصر آخر، ثم آخر، وكانت النصارى في زمنه في هدوء وسلامة، وكانت أمه تحب النصارى.
ثم قام بعده آخر، فأثار على النصارى بلاءً عظيماً، وقتل منهم خلقاً كثيراً، وأخذ الناس بعبادة الأصنام، وقتل من الأساقفة خلقاً كثيراً، وقتل بترك أنطاكية، فلما سمع بترك بيت المقدس بقتله هرب وترك الكرسي.
ثم هلك، وقام بعده آخر، ثم آخر، وفي أيام هذا ظهر "ماني" الكذاب وزعم أنه نبي، وكان كثير الحيل والمخاريق، فأخذه بهرام ملك الفرس فشقه نصفين، وأخذ من أتباعه مائتي رجل فغرس رؤسهم في الطين منكسين حتى ماتوا.
ثم قام من بعده فيلبس، فآمن بالمسيح، فوثب عليه بعض قواده فقتله.
ثم قام بعده "دانقيوس"، ويسمى دقيانوس، فلقى النصارى منه بلاء عظيماً، وقتل منهم ما لا يحصى، وقتل بترك رومية، وبنى هيكلاً عظيماً وجعل فيه الأصنام، وأمر أن يسجد لها ويذبح له،

ومن لم يفعل قتل، فقتل خلقاً كثيراً من النصارى،






[بولس أول من ابتدع اللاهوت والناسوت في شأن المسيح]
ثم قام بعده قيصر آخر، وفي زمنه جعل في أنطاكية بتركا يسمى "بولس الشمشاطي"، وهو أول من ابتدع في شأن المسيح اللاهوت والناسوت، وكانت النصارى قبله كلمتهم واحدة أنه عبد رسول، مخلوق مصنوع مربوب، لا يختلف فيه اثنان منهم، فقال بولس هذا - وهو أول من أفسد دين النصارى -: إن سيدنا المسيح خلق من اللاهوت إنساناً كواحد منا في جوهره، وأن ابتداء الابن من مريم، وأنه اصطفى ليكون مخلصاً للجوهر الأنسي، صحبته النعمة الإلهية فحلت فيه بالمحبة والمشيئة، ولذلك سمى ابن الله. وقال: إن لله جوهر واحد، وأقنوم واحد.
ملحوظة:-
(بولس الشمشا طي هذا غير بولس المؤسس فان بولس هذا ظهر في القرن الثالث لكنه يعتبر من المؤسسين لعقيدة الناسوت وللاهوت ومع ذلك يكفرونه في أول مجمع لهم )
توضيح
}وأما بولس فهو أول من حرف في دين النصارى فيما بين عام 51-55 م عقد أول مجمع يجمع بين الحواريين مجمع أورشليم تحت رئاسة يعقوب بن يوسف النجار المقتول رجماً سنة 62م ليناقش دعوى استثناء الأمميين، وفيه تقرر -إعمالاً لأعظم المصلحتين- استثناء غير اليهود من الالتزام بشريعة التوراة إن كان ذلك هو الدافع لا نخلاعهم من ربقة الوثنية على أنها خطوة أولى يلزم بعدها بشريعة التوراة، كما تقرر فيه تحريم الزنا، وأكل المنخنقة، والدم، وما ذبح للأوثان. بينما أبيحت فيه الخمر، ولحم الخنزير، والربا مع أنها محرمة في التوراة.
عاد بولس بصحبة برنابا إلى إنطاكية مرة أخرى، وبعد صحبة غير قصيرة انفصلا، وحدث بينهما مشادة عظيمة نتيجة لإعلان بولس نسخ أحكام التوراة، وقوله إنها كانت لعنة تخلصنا منها إلى الأبد، وإن المسيح جاء ليبدل عهداً قديماً بعهد جديد، ولاستعارته من فلاسفة اليونان فكرة اتصال الإله بالأرض عن طريق الكلمة أو ابن الإله أو الروح القدس، وترتيبه على ذلك القول بعقيدة الصلب والفداء وقيامة المسيح وصعوده إلى السماء ليجلس على يمين الرب ليحاسب الناس في يوم المحشر، وهكذا كرر بولس نفس الأمر مع بطرس الذي هاجمه، وانفصل عنه مما أثار الناس ضده، لذا كتب بولس رسالة إلى أهل غلاطية ضمَنَّها عقيدته ومبادئه، ومن ثم واصل جولاته بصحبة تلاميذه إلى أوروبا وآسيا الصغرى ليلقى حتفه أخيراً في روما في عهد نيرون سنة 65م، وقد استمرت المقاومة الشديدة لأفكار بولس عبر القرون الثلاثة الأولى، ففي القرن الثاني الميلادي تصدى هيولتس وإيبيي فايتس وأوريجين لها، وأنكروا أن بولس كان رسولاً، وظهر بولس الشمشاطي في القرن الثالث وتبعه فرقته البوليسية إلا أنها كانت محدودة التأثير، وهكذا بدأ الانفصال عن شريعة التوراة وبذرت بذور التثليث والوثنية في النصرانية.{
التوقيع

إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ * فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها * فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا * فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا* شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11-16-2007, 09:00 PM
المثني المثني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

وهذا النقل مما بين يدي القوم من كتب علمائهم (سعيد بن البطريق) من هو سعيد بن البطريق
مؤلف كتاب (نظم الجوهر) الذي ننقل منه هذه المجامع
سعيد بن البطريق
من أهل فسطاط مصر، وكان طبيباً نصرانياً مشهوراً عارفا بعلم صناعة الطب وعملها متقدماً في زمانه، وكانت له دراية بعلوم النصارى ومذاهبهم، ومولده في يوم الأحد لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وستين ومائتين للهجرة، ولما كان في أول سنة من خلافة القاهر باللّه محمد بن أحمد المعتضد باللّه، صير سعيد بن البطريق بطريركاً على الإسكندرية وسمي أوثوشيوس، وذلك لثمان خلون من شهر صفر سنة إحدى وعشرين وثلثمائة ولسعيد بن البطريق من العمر نحو ستين سنة، وبقي في الكرسي والرئاسة سبع سنين وستة أشهر، وكان في أيامه شقاق عظيم وشر متصل بينه وبين شعبه، واعتل سعيد بن البطريق بمصر بالإسهال، وكان متميزاً في صناعة الطب فحدس أنها علة موته، فصار إلى كرسيه بالإسكندرية، وأقام به أياماً عدة عليلاً، ومات يوم الاثنين سلخ رجب من سنة ثمان وعشرين وثلثمائة، ولسعيد بن البطريق من الكتب كتاب في الطب، علم وعمل، كناش، كتاب الجدل بين المخالف والنصراني، كتاب نظم الجوهر، ثلاث مقالات،كتبه إلى أخيه عيسى بن البطريق المتطبب في معرفة صوم النصارى وفطرهم وتواريخهم وأعيادهم، وتواريخ الخلفاء والملوك المتقدمين؛ وذكر البطاركة وأحوالهم، ومدة حياتهم ومواضعهم، وما جرى لهم في ولايتهم، وقد ذيل هذا الكتاب نسيب لسعيد ابن البطريق يقال له يحيى بن سعيد بن يحيى، وسمى كتابه كتاب تاريخ الذيل.
عيسى بن البطريق
كان طبيباًَ نصرانياً عالماً بصناعة الطب علمها وعملها، متميزاً في جزئيات المداواة والعلاج، مشكوراً فيها وكان مقامه بمدينة مصر القديمة، وكان هذا عيسى بن البطريق أخا سعيد بن البطريق المقدم ذكره ولم يزل عيسى بمدينة مصر طبيباً إلى أن توفي بها.
التوقيع

إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ * فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها * فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا * فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا* شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11-16-2007, 09:06 PM
المثني المثني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

ولك اخى الكريم انتظر الى تخبط القوم فى عقيدتهم ومعبودهم



[المجمع الأول]
قال سعيد بن البطريق: وبعد موته (يقصد موت المسيح عليه السلام)اجتمع ثلاثة عشر أسقفاً في مدينة أنطاكية، ونظروا في مقالة "بولس"، فأوجبوا عليه اللعن، فلعنوه ولعنوا من يقول بقوله، وانصرفوا.
ثم قام قيصر آخر فكانت النصارى في زمنه يصلون في المطامير والبيوت فزعاً من الروم، ولم يكن يترك الإسكندر يظهر خوفاً أن يقتل، فقام بارون بتركاً، فلم يزل يادري الروم حتى بنى بالإسكندرية كنيسة.
ثم قام قياصرة، آخرهم اثنان تملكا على الروم إحدى وعشرين سنة، فأثارا على النصارى بلاء

عظيماً وعذاباً أليماً، وشدة تجل عن الوصف من القتل، والعذاب، واستباحة الحريم، والأموال، وقتل ألوف مؤلفة من النصارى، وعذبوا مارجرجس أصناف العذاب ثم قتلوه، وفي زمنهما ضربت عنق بطرس بترك الإسكندرية، وكان له تلميذان، وكان في زمنه "أريوس" يقول: إن الأب وحده الله الفرد الصمد، والابن مخلوق مصنوع، وقد كان الأب إذ لم يكن الابن. فقال بطرس لتلميذيه: إن المسيح لعن أريوس، فاحذرا أن تقبلا قوله، فإني رأيت المسيح في النوم مشقوق الثوب، فقلت: يا سيدي، من شق ثوبك؟، فقال لي: "أريوس"، فاحذروا أن تقبلوه، أو يدخل معكم الكنيسة. وبعد قتل بطرس بخمس سنين صير أحد تلميذيه بتركاً على الإسكندرية فأقام ستة أشهر ومات، ولما جرى على أريوس ماجرى أظهر أنه قد رجع عن مقالته فقبله هذا البترك، وأدخله الكنيسة وجعله قسيساً.
ثم قام قيصر آخر، فجعل يتطلب النصارى ويقتلهم، حتى صب الله عليه النقمة، فهلك شر هلكة.
ثم قام بعده قيصران:
أحدهما: ملك الشام وأرض الروم وبعض الشرق. والآخر: رومية وما جاورها. وكانا كالسباع الضارية على النصارى، فعلا بهم من القتل والسبى والجلاء مالم يفعله بهم ملك قبله، وملك معهما "قسطنطين" أبو قسطنطين، وكان ديناً، يبغض الأصنام، محباً للنصارى، فخرج إلى ناحية الجزيرة والرها، فنزل في قرية من قرى الرها، فرأى امرأة جميلة يقال لها "هيلانة"، وكانت قد تنصرت على يدي أسقف الرها، وتعلمت قراءة الكتب فخطبها قسطنطين من أبيها فزوجه إياها، فحبلت منه وولدت قسطنطين فتربى بالرها، وتعلم حكمة اليونان، وكان جميل الوجه قليل الشر محباً للحكمة، وكان "عليانوس" ملك الروم حينئذ رجلاً فاجراً شديد البأس، مبغضاً للنصارى جداً، كثير القتل فيهم، محباً للنساء، لم يترك للنصارى بنتاً جميلة إلا أفسدها، وكذلك أصحابه، وكان النصارى في جهد جهيد معه، فبلغه خبر قسطنطين وأنه غلام هاد قليل الشر كثير العلم، وأخبره المنجمون والكهنة أنه سيملك ملكاً عظيماً، فهمّ بقتله، فهرب

قسطنطين من الرها، ووصل إلى أبيه فسلم إليه الملك، ثم مات أبوه، وصب الله على "عليانوس" أنواعاً من البلاء حتى تعجب الناس ماناله، ورحمه أعداؤه مما حل به، فرجع إلى نفسه وقال: لعل هذا بسبب ظلم النصارى، فكتب إلى جميع عماله أن يطلقوا النصارى من الحبوس، وأن يكرموهم ويسألوهم أن يدعوا له في صلواتهم، فوهب الله له العافية ورجع إلى أفضل ما كان عليه من الصحة والقوة، فلما صحّ وقوي رجع إلى شر مما كان عليه، وكتب إلى عماله أن يقتلوا النصارى، ولا يدعوا في مملكته نصرانياً، ولا يسكنوا له مدينة ولا قرية، فكان القتلى يحملون على العجل ويرمى بهم في البحر.
وأما "قيصر الآخر" الذي كان معه، فكان شديداً على النصارى، واستبعد من كان برومية من النصارى، ونهب أموالهم، وقتل رجالهم ونساءهم وصبيانهم.
[أول من ابتدع شارة الصليبة: قسطنطين]
فلما سمع أهل رومية بقسطنطين، وأنه مبغض للشر محب للخير، وأن أهل مملكته معه في هدوء وسلامة؛ كتب رؤساءهم إليه يسئلونه أن يخلصهم من عبودية ملكهم، فلما قرأ كتبهم اغتم غماً شديداً، وبقي متحيراً لا يدري كيف يصنع. قال سعيد بن البطريق: فظهر له على ما يزعم النصارى نصف النهار في السماء "صليب" من كوكب، مكتوباً حول: "بهذا تغلب"، فقال لأصحابه: رأيتم ما رأيت؟، قالوا: نعم، فآمن حينئذ بالنصرانية، فتجهز لمحاربة قيصر المذكور، وصنع صليباً كبيراً من ذهب وصيره على رأس البند، وخرج بأصحابه، فأعطي النصر على قيصر فقتل من أصحابه مقتلة عظيمة، وهرب الملك ومن بقي من أصحابه، فخرج أهل رومية إلى قسطنطين بالإكليل الذهب وبكل أنواع اللهو واللعب، فتلقوه وفرحوا به فرحاً عظيماً، فلما دخل المدينة أكرم النصارى، وردهم إلى بلادهم بعد النفي والتشريد، وأقام أهل رومية سبعة أيام يعيدون للملك وللصليب، فلما سمع عليانوس جمع جموعه وتجهز للقتال مع قسطنطين، فلما وقعت العين في العين انهزموا وأخذتهم السيوف، وأفلت عليانوس، فلم يزل من قرية إلى قرية حتى وصل إلى بلده، فجمع السحرة

والكهنة والعرافين الذين كان يحبهم ويقبل منهم فضرب أعناقهم لئلا يقعوا في يد قسطنطين ، وأمر ببناء الكنائس ، وأقام في كل بلد ن بيت المال الخراج فيما تعمل به أبنية الكنائس ، وقام بدين النصرانية حتى ضرب بجرانه في زمانه.
فلما تم له خمس عشر سنة من ملكه حاج النصارى في امر المسيح واضطربوا ، فأمر بالمجمع في مدينة (نيقية) وهي التي رتبت فيها المانة بعد هذا المجمع – كما سيأتي – فأراد آريوس أن يدخل معهم فمنعه بترك الإسكندرية ، وقال بطرساً قال لهم إن الله لعن آريوس فلا تقبلوه ولا تدخله الكنيسة ، وكان على مدينة أسيوط من عمل مصر أسقف يقول بقول آريوس فلعنه أيضاً وكان بالإسكندرية هيكل عظيم على اسم زحل وكان فيه صنم من نحاس يسمى (ميكائيل) ، وكان أهل مصر والإسكندرية في اثني عشر يوماً من شهر هتور وهو تشرين الثاني يعيدون لذلك الصنم عيداً عظيماً ويذبحون له الذبائح الكثيرة.
فلما ظهرت النصرانية بالاسكندرية أراد بتركها أن يكسر الصنم ويبطل الذبائح له ، فامتنع عليه أهلها ، فاحتال عليهم بحيلة ، وقال: لو جعلتم هذا العيد لميكائيل ملاك الله لكان أولى .
فإن هذا الصنم لا ينفع ولا يضر فأجابوه إلى ذلك ، فكسر الصنع وجعل منه صليباً وسمى الهيكل كنيسة ميكائيل فلما منع بترك الإسكندرية آريوس من دخول الكنيسة ولعنه خرج آريوس مستدياً عليه ومعه أسقفان فاستغاثوا إلى قسطنطين ، وقال آريوس : إنه تعدى علي وأخرجني من الكنيسة ظلماً ، وسأل الملك أن يشخص بترك الاسكندرية بناظره قدام الملك ، فوجه قطنطين برسول إلى الإسكندرية فأشخص البترك وجمع بينه وبين آريوس ليناظره ، فقال قسطنطين لآريوس اشرح مقالتك قال آريوس : أقول إن الأب كان إذ لم يكن الابن ، ثم أنه أحدث الابن فكان كلمة له أنه محدث مخلوق ، ثم فوض الأمر إلى ذلك الابن المسمى كلمة ، فكان هو خالق السموات والأرض وما بينهما ، كما قال ففي إنجيله إن يقول وهب لي سلطاناً على السماء والأرض فكان هو الخالق لهما مما أعطى من ذلك ، ثم إن الكلمة تجسدت من مريم العذراء ومن روح القدس فصار ذلك مسبحاً واحداً ،

فالمسيح الآن معنيان، كلمة وجسد، إلا أنهما جميعاً مخلوقان.
فأجابه عند ذلك بترك الإسكندرية، وقال: تخبرنا الآن أيما أوجب علينا عندك: عبادة من خلقنا أو عبادة من لم يخلقنا؟، قال أريوس: بل عبادة من خلقنا، فقال له البترك: فإن كان خالقنا الابن كما وصفت، وكان الابن مخلوقاً عبادة الابن المخلوق أوجب من عبادة الأب الذي ليس بخالق، بل تصير عبادة الأب الذي خلق الابن كفراً وعبادة الابن المخلوق إيماناً، وذلك من أقبح الأقاويل.
فاستحسن الملك وكل من حضر مقالة البترك، وشنع عندهم مقالة أريوس، ودارت بينهما أيضاً مسائل كثيرة، فأمر قسطنطين البترك أن يكفر أريوس، وكل من قال بمقالته، فقال له: بل يوجه الملك بشخص للبتاركة والأساقفة حتى يكون لنا مجمع ونصنع فيه قضية، ويكفر أريوس، وبشرح الدين ويوضحه للناس.
التوقيع

إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ * فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها * فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا * فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا* شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11-16-2007, 09:08 PM
المثني المثني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

[المجمع الثاني]
[وفيه وضعوا الأمانة]
فبعث قسطنطين الملك إلى جميع البلدان، فجمع البتاركة والأساقفة، اجتمع في مدينة نيقية بعد سنة وشهرين ألفان وثمانية وأربعون أسقفاً، فكانوا مختلفي الآراء، مختلفي الأديان.
فمنهم من يقول: المسيح ومريم إلهان من دون الله. وهم "المريمانية".
ومنهم من يقول: المسيح من الأب بمنزلة شعلة نار تعلقت من شعلة نار، فلم ينقص الأولى لإيقاد الثانية منها.
ومنهم من كان يقول: لم تحبل مريم لتسعة أشهر، وإنما مر نور في بطن مريم كما يمر الماء في الميزاب، لأن كلمة الله دخلت من أذنها وخرجت من حيث يخرج الولد من ساعتها. وهذه "مقالة الباد وأشياعه".
ومنهم من يقول: إن المسيح إنسان خلق من اللاهوت كواحد منا في جوهره، وأن ابتداء الابن من مريم، وأنه اصطفى ليكون مخلصاً للجواهر الإنسية، صحبته النعمة الإلهية فحلت منه بالمحبة والمشيئة، فلذلك سمى ابن الله، ويقولون: إن الله جوهر واحد وأقنوم

واحد، ويسمونه بثلاثة أسماء، ولا يؤمنون بالكلمة ولا بروح القدس. وهذه مقالة "بولس وأشياعه".
ومنهم من كان يقول: ثلاثة آلهة، لم تزل صالح وطالح وعدل بينهما. هذه مقالة "مرقيون وأشياعه".
ومنهم من يقول: ربنا هو المسيح. وهي مقالة "ثلاثمائة وثمانية عشر أسقفاً".
قال ابن البطريق: ولما سمع قسطنطين الملك مقالتهم عجب من ذلك، وأخلى لهم داراً، وتقدم لهم بالإكرام والضيافة، وأمرهم أن يتناظروا فيما بيهم لينظر من معه الحق فيتبعه، فاتفق منهم ثلاثمائة وثمانية عشر أسقفاً على دين واحد ورأى واحد، وناظروا بقية الأساقفة المختلفين ففلجوا عليهم في المناظرة، وكان باقي الأساقفة مختلفي الآراء والأديان، فصنع الملك للثلاثمائة والثمانية عشر أسقفاً مجلساً عظيماً، وجلس في وسطه وأخذ خاتمه وسيفه وقضيبه فدفع ذلك إليهم، وقال لهم: قد سلطتكم اليوم على المملكة فاصنعوا ما بدا لكم، وما ينبغي لكم أن تضيعوا ما فيه قوام الدين وصلاح الأمة. فباركوا على الملك وقلدوه سيفه، وقالوا له: أظهر دين النصرانية وذب عنه. ووضعوا له أربعين كتاباً فيها السنين والشرائع، وفيها ما يصلح أن يعمل به الأساقفة، وما يصلح للملك أن يعمل بما فيها، وكان رئيس القوم والمجمع والمقدم فيه بترك الإسكندرية وبترك أنطاكية وأسقف بيت المقدس، ووجه بترك رومية من عنده رجلين، فاتفق الكل على لعن أريوس وأصحابه، ولعنوه وكل من قال بمقالته، ووضعوا "الأمانة"، وقالوا: ن الابن مولود من الأب قبل كون الخلائق، وأن الابن من طبيعة الأب غير مخلوق، واتفقوا على أن يكون فصح النصارى يوم الأحد ليكون بعد فصح اليهود، وأن لا يكون فصح اليهود مع فصحهم في يوم واحد، ومنعوا أن يكون للأسقف زوجة، وذلك أن الأساقفة منذ وقت الحواريين إلى مجمع الثلاثمائة وثمانية عشر كان لهم نساء، لأنهم كانوا إذا صيروا واحداً أسقفاً وكانت له زوجة ثبتت معه ولم تتنح عنه، ما خلا البتاركة فإنهم لم يكن لهم نساء، ولا كانوا أيضاً يصيرون أحداً له زوجة بتركها، قال: وانصرفوا مكرمين محظوظين، وذلك في سبعة عشر سنة من ملك قسطنطين الملك، ومكث بعد ذلك ثلاث سنين.

إحداها: كسر الأصنام وقتل من يعبدها. والثانية: أمر أن لا يثبت في الديوان إلا أولاد النصارى، ويكونون هم الأمراء والقواد. والثالثة: أن يقيم للناس جمعة الفصح، والجمعة التي بعدها لا يعلمون فيها عملاً ولا يكون فيهاحرب.
وتقدم قسطنطين إلى أسقف بيت المقدس أن يطلب موضع المقبرة والصليب، ويبني الكنائس، ويبدأ ببناء القيامة، فقالت هيلانة أمه: إني نذرت أن أسير إلى بيت المقدس، وأطلب المواضع المقدسة وأبنيها، فدفع إليها الملك أموالاً جزيلة، وسارت مع أسقف بيت المقدس، فبنت كنيسة القيامة في موضع الصليب، وكنيسة قسطنطين.
ثم اجتمعوا بعد هذا مجمعاً عظيماً ببيت المقدس، وكان معهم رجل دسه بترك القسطنطينية، وجماعة معه ليسألوا بترك الإسكندرية، وكان هذا الرجل لما رجع إلى الملك أظهر أنه مخالف لأريوس، وكان يرى رأيه ويقول بمقالته، فقام الرجل وقال: إن "أريوس" لم يقل إن المسيح خلق الإنسان، ولكن قال به: خلقت الأشياء، لأنه كلمة الله التي بها خلقت السموات والأرض، وإنما خلق الله الأشياء بكلمته، ولم تخلق الأشياء كلمته كما قال المسيح في الإنجيل: "كل بيده كان، ومن دونه لم يكن شيء"، وقال: "به كانت الحياة والحياة نور البشر"، وقال: "العالم به يكون"، فأخبر أن الأشياء به تكونت.
قال ابن البطريق: "فهذه كانت مقالة أريوس، ولكن الثلاثمائة وثمانية عشر أسقفاً تعدوا عليه، وحرفوه ظلماً وعدواناً، فرد عليه بترك الإسكندرية وقال: أما أريوس فلم تكذب عليه الثلاثمائة وثمانية عشر أسقفاً، ولا ظلموه لأنه إنما قال: الابن خالق الأشياء دون الأب، وإذا كانت الأشياء إنما خلقت بالابن دون أن يكون الأب لها خالقاً فقد

أعطى أنه ماخلق منها شيئاً، وفي ذلك تكذيب قوله: "الأب يخلق، وأنا أخلق"، وقال: "أنا لم أعمل عمل أبي فلا تصدقوني"، وقال: "كما أن الأب يحيي من يشاء ويميته، كذلك الابن يحيي من يشاء ويميته"، قالوا: فدل على أنه يحيي ويخلق، وفي هذا تكذيب لمن زعم أنه ليس بخالق، وإنما خلقت الأشياء به دون أن يكون خالقاً.
وأما قولك: إن الأشياء كونت به. فإنا لما قلنا: لا شك أن المسيح حي فعّال، وكان قد دل بقوله: "إني أفعل الخلق والحياة"، كان قولك: به كونت الأشياء، إنما هو راجع في المعنى إلى أنه كونها، وكانت به مكونة، ولو لم يكن ذلك لتناقض القولان.
قال: وأما قول من قال من أصحاب أريوس: إن الأب يريد الشيء فيكونه الابن، والإرادة للأب، والتكوين للابن، فإن ذلك يفسد أيضاً إذا كان الابن عنده مخلوقاً، فقد صار حظ المخلوق في الخلق أوفى من حظ الخالق فيه، وذلك أن هذا أراد وفعل، وذلك أراد ولم يفعل، فهذا أوفر حظاً في فعله من ذلك، ولا بد لهذا أن يكون في فعله لما يريد ذلك بمنزلة كل فاعل من الخلق لما يريد الخالق منه، ويكون حكمه كحكمه في الخير والاختيار، فإن كان مجبوراً فلا شيء له في الفعل، وإن كان مختاراً فجائز أن يطاع وجائز أن يعصى، وجائز أن يثاب وجائز أن يعاقب. وهذا أشنع في القول.
ورد عليه أيضاً وقال: إن كان الخالق إنما خلق خلقه بمخلوق، والمخلوق غير الخالق بلا شك، فقد زعمتم أن الخالق بفعل بغيره، والفاعل بغيره محتاج إلى متمم ليفعل به إذ كان لا يتم له الفعل إلا به، والمحتاج إلى غيره منقوص، والخالق متعال عن هذا كله.
قال: فلما دحض بترك الإسكندرية، فضربوه حتى كاد يموت، فخلصه من أيديهم ابن أخت قسطنطين، وهرب بترك الإسكندرية، وصار إلى بيت المقدس من غير حضور أحد من الأساقفة، ثم أصلح دهن الميرون وقدس الكنائس ومسحها بدهن الميرون، وسار إلى الملك فأعلمه الخبر، فصرفه إلى السكندرية.
قال ابن البطريق: وأمر الملك أن لا يسكن يهودي بيت المقدس، ولا يجوز بها، ومن لم

يتنصر قتل، فظهر دين النصرانية، وتنصر من اليهود خلق، فقيل للملك: إن اليهود يتنصرون من خوف القتل وهم على دينهم، فقال: كيف لنا أن نعلم ذلك منهم؟، فقال بولس البترك: إن الخنزير في التوراة حرام، واليهود لا يأكلون لحم الخنزير، فأمر أن تذبح الخنازير ويطبخ لحومها ويطعم منها، فمن لم يأكل منه علم أنه مقيم على دين اليهودية، فقال الملك: إذا كان الخنزير في التوراة حراماً فكيف يحل لنا أن نأكله ونطعمه الناس؟، فقال له بولس: إن سيدنا المسيح قد أبطل كل ما في التوراة، وجاء بنواميس أخر، وبتوراة جديدة وهو الإنجيل، وفي إنجيله: "إن كل ما يدخل البطن فليس بحرام ولا نجس، وإنما بنجس الإنسان ما يخرج من فيه"، وقال يونس: إن بطرس رئيس الحواريين بينما هو يصلي في ست ساعات من النهار، وقع عليه سبات، فنظر إلى السماء قد تفتحت، وإذا زاد قد نزل من السماء حتى بلغ الأرض، وفيه كل ذي أربع قوائم على الأرض من السباع والدواب وغير ذلك من طير السماء، وسمع صوتاً يقول له: يا بطرس قم فاذبح وكل، فقال بطرس: يارب، ما أكلت شيئاً نجساً قط ولا دنساً قط، فجاء صوت ثان: كل ما طهره الله فليس بنجس. وفي نسخة أخرى ماطهره الله فلا تنجسه أنت، ثم جاءه الصوت بهذا ثلاث مرات، ثم إن الزاد ارتفع إلى السماء. فتعجب بطرس وتحير فيما بينه وبين نفسه، فأمر الملك أن تذبح الخنازير، وتطبخ لحومها، وتقطع صغاراً وتصير على أبواب الكنائس في كل مملكته يوم أحد الفصح، وكل من خرج من الكنيسة يلقم لقمة من لحم الخنازير، فمن لم يأكل منه يقتل، فقتل لأجل ذلك خلق كثير.
ثم هلك قسطنطين، وقام بعده أكبر أولاده واسمه قسطنطين، وفي أيامه اجتمع أصحاب أريوس ومن قال بمقالته إليه، فحسنوا لهم دينهم ومقالتهم، وقالوا: إن الثلاثمائة وثمانية عشر أسقفاً الذين كانوا اجتمعوا بنيقية قد أخطأوا وحادوا عن الحق في قولهم إن الابن متفق مع الأب في الجوهر، فأمر أن لا يقال هذا فإنه خطأ. فعزم الملك على فعله، فكتب إليه أسقف بيت المقدس: أن لا يقبل قول أصحاب أريوس فإنهم حائدون عن الحق وكفار، وقد لعنهم الثلاثمائة وثمانية

عشر أسقفاً، ولعنوا كل من يقول بمقالتهم، فقبل قوله.
قال ابن البطريق: وفي ذلك الوقت أعلنت مقالة أريوس على قسطنطينية وأنطاكية والإسكندرية، وفي ثاني سنة من ملك قسطنطين هذا صار على أنطاكية بترك أريوسي، ثم بعده آخر مثله، قال: وأما أهل مصر والإسكندرية وكان أكثرهم أريوسيين ومانيين فغلبوا على كنائس مصر فأخذوها، ووثبوا على بترك الإسكندرية ليقتلوه، فهرب منهم واستخفى. ثم ذكر جماعة من البتاركة والأساقفة من طوائف النصارى وما جرى لهم مع بعضهم بعضاً، وما تعصبت به كل طائفة لبتركها حتى قتل بعضهم بعضاً، واختلف النصارى أشد الاختلاف، وكثرت مقالاتهم، واجتمعوا عدة مجامع، كل مجمع يلعن فيه بعضهم بعضاً.
ونحن نذكر بعض مجامعهم بعد هذين المجمعين.
التوقيع

إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ * فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها * فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا * فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا* شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12-03-2007, 01:03 PM
المثني المثني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

[المجمع الثالث]

فكان لهم مجمع ثالث بعد ثمان وخمسين سنة من المجمع الأول بنيقية، فاجتمع الوزراء والقواد إلى الملك، وقالوا: إن مقالة الناس قد فسدت وغلبت عليهم مقالة أريوس ومقدونيس، فاكتب إلى جميع الأساقفة والبتاركة أن يجتمعوا ويوضحوا دين النصرانية. فكتب الملك إلى سائر بلاده، فاجتمع في قسطنطينة مائة وخمسون أسقفاً، فنظروا وبحثوا في مقالة أريوس فوجدوها: أن روح القدس مخلوق ومصنوع ليس بإله، فقال بترك الإسكندرية: ليس روح القدس عندنا غير روح الله، وليس روح الله غير حياته، فإذا قلنا: إن روح الله مخلوق، فقد قلنا إن حياته مخلوقة، وإذا قلنا: إن حياته مخلوقة فقد جعلناه غير حي، وذلك كفر به. فلعنوا جميعهم من يقول بهذه المقالة، ولعنوا جماعة من أساقفتهم وبتاركتهم كانوا يقولون بمقالات أخر لم يترضوها، وبينوا أن روح القدس خالق غير مخلوق، إله حق من إله حق، من طبيعة الأب والابن، جوهر واحد وطبيعة واحدة، وزادوا في الأمانة التي وضعتها الثلاثمائة والثمانية عشر: "ونؤمن بروح القدس الرب

المحيي، الذي من الأب منبثق، الذي مع الأب والابن، وهو مسجود وممجد"، وكان في تلك الأمانة: "وبروح القدس" فقط، وبينوا أن الابن والأب وروح القدس ثلاثة أقانيم، وثلاث وجوه، وثلاث خواص، وأنها وحدة في تثليث، وتثليث في وحدة، وبينوا أن جسد المسيح بنفس ناطقة عقلية.
فانفض هذا الجمع، وقد لعنوا فيه كثيراً من أساقفتهم وأشياعهم.
التوقيع

إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ * فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها * فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا * فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا* شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12-03-2007, 01:06 PM
المثني المثني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

[المجمع الرابع]
ثم بعد إحدى وخمسين سنة من هذا المجمع كان لهم مجمع رابع على نسطورس، وكان رأيه: أن مريم ليست بوالدة الإله على الحقيقة، ولذلك كان اثنان: أحدهما: الإله الذي هو موجود من الأب. والآخر: إنسان، وهو الموجود من مريم، وأن هذا الإنسان الذي نقول إنه المسيح متوحّد مع ابن الإله، ويقال له: إله، وابن الإله، ليس على الحقيقة، ولكن موهبة واتفاق الاسمين على طريق الكرامة.
فبلغ ذلك بتاركة سائر البلاد، فجرت بينهم مراسلات، واتفقوا على تخطيئته واجتمع منهم مائتا أسقف في مدينة أفسيس، وأرسلوا إليه للمناظرة، فامتنع ثلاث مرات، فأجمعوا على لعنه، فلعنوه ونفوه، وبينوا أن مريم ولدت إلهاً، وأن المسيح إله حق من إله حق، وهو إنسان وله طبيعتان.
فلما لعنوا نسطورس تعصب له بترك إنطاكية، فجمع الأساقفة فلم يزل الملك حتى الذين قدموا معه، وناظرهم وقطعهم، فتقاتلوا وتلاعنوا، وجرى بينهم شر، فتفاقم أمرهم، ثم أصلح بينهم، فكتب أولئك صحيفة: أن مريم القديسة ولدت إلهاً، وهو ربنا يسوع المسيح، الذي هو مع الله في الطبيعة، ومع الناس في الناسوت. وأقروا بطبيعتين وبوجه واحد، وأقنوم واحد، وأنفذوا لعن نسورس.
فلما لعنوه ونفي، سار إلى مصر وأقام في أخميم سبع سنين ومات ودفن بها، وماتت مقالته، إلى أن أحياها ابن صرما مطران نصيبين، وبثها في بلاد المشرق، فأكثر نصارى المشرق والعراق نسطورية.
فانفض ذلك المجمع الرابع أيضاً، وقد أطبقوا على لعن نسطوري وأشياعه، ومن قال بمقالته.
التوقيع

إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ * فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها * فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا * فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا* شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 11:34 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.