انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > الملتقى الشرعي العام > أرشيف أجوبة الشيخ أبي الحارث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-27-2008, 05:24 PM
أبو سيف أبو سيف غير متواجد حالياً
اللهم يامُقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
 




Arrow هل تدبر القرآن الكريم فرض ام واجب ؟وما هي حدود الفرد مننا في التعامل مع القرآن الكريم

 

السؤال

هل تدبر القرآن الكريم فرض ام واجب ؟
وكيف اتدبره ؟
وما هي حدود الفرد مننا في التعامل مع القرآن الكريم ؟

الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد ...
فقال الله تبارك وتعالى " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب " ، وفي قراءة أبي جعفر المدني المتواترة " لتدبروا آياته " بالتاء ،
وقال الشوكاني _ رحمه الله _ في " فتح القدير" : ( وفي الآية دليل على أن الله سبحانه إنما أنزل القرآن للتدبر والتفكر في معانيه ، لا لمجرد التلاوة بدون تدبر ) انتهى ،
قال الفقير إلى عفو ربه : فالقرآن إنما أنزل للتدبر والاعتبار ، والتذكر والاستبصار ، والتدبر هو النظر في أدبار الأمور وأواخرها وعواقبها طلبا للاعتبار، والتذكر هو استحضار للعلم الذي يجب مراعاته بعد الذهول عنه رغبة في الاستبصار ، ولذا قال الرب العزيز الغفار : " إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار " ،
وقال ابن كثير _ رحمه الله _ : ( يقول تعالى آمرا بتدبر القرآن وتفهمه ، وناهيا عن الإعراض عنه ، فقال : " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " ، أي : بل على قلوب أقفالها ، فهي مطبقة لا يخلص إليها شيء من معانيه ) انتهى ،
قال الفقير إلى عفو ربه : ودلت هذه الآية على أن القلوب_ يا رعاكم الله_ قلبان : قلب يتدبر معاني القرآن ، وقلب عليه قفل أعاذنا وإياكم الرحمن ، وعليه فتدبر القرآن فرض واجب على الأعيان ، وذلك على قدر الاستطاعة والإمكان
؛ ذلك أن الله تعالى يسر ألفاظ القرآن للتلاوة ، ومعانيه للفهم والتدبر ، وأحكامه للعمل بها ، كما قال تعالى " فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا " ، وقال تعالى " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" ،
وأما كيفية تدبر القرآن وحدود ذلك ، فإن القرآن _ كما حرره شيخ الإسلام _ مداره على الخبر والإنشاء ، والخبر نوعان : خبر عن الله تعالى وأسمائه وصفاته وسننه وأفعاله ، وخبر عن خلق الله ، والإنشاء ثلاثة : أمر ونهي وإباحة ، فأما الخبر عن الله فهذا هو التوحيد ، وأما الخبر عن خلق الله فهذا قصص أهل التوحيد وحسن عاقبتهم في الدنيا والآخرة ، وأما الإنشاء فلوازم هذا التوحيد من فعل مأمور واجتناب محظور،
فرجع القرآن بذلك إلى تقرير التوحيد في قلوب العبيد ، وذلك بالحديث عن توحيد الله وقصص أهل التوحيد ولوازم هذا التوحيد ،
ولذلك كانت قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن ؛ لأنها أخلصت للخبر عن الله وأسمائه وصفاته ، على ما أفاده شيخ الإسلام في تفسير سورة الإخلاص ،
فهذه أصول ثلاثة لابد للمتدبر أن يتفكر فيها أو في أحدها عند تدبر القرآن ، وذلك بفهم ألفاظه ومبانيه ، وبتكرار النظر في مواعظه ومعانيه ، وإنه ليسير على من يسره الله عليه ، والله الموفق لما يحب ويرضى سبحانه .

تتمة : اعلموا _ رحمكم الله _ أن تدبر القرآن فرع عن معرفة معناه ، وهذا على ما قرره السيوطي _ رحمه الله _ في الإتقان ، وحرره إمام المفسرين الطبري_ رحمه الله _ في مقدمة جامع البيان فقال : ( وفي حث الله عز وجل عباده على الاعتبار بما في آي القرآن من المواعظ والبينات بقوله جل ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب "... ما يدل على أن عليهم معرفة تأويل ما لم يحجب عنهم تأويله من آية ؛ لأنه محال أن يقال لمن لا يفهم ما يقال ولا يعقل تأويله : ( اعتبر بما لا فهم لك به) ، إلا على معنى الأمر بأن يفهمه ويفقهه ، ثم يتدبره ويعتبر به ، فأما قبل ذلك فمستحيل أمره بتدبره وهو بمعناه جاهل ...) انتهى بتصرف ،
ولذا قال القرطبي _ رحمه الله_ مستدلا بآية صاد ، التي بينت الحكمة من إنزال الكتاب على العباد : ( وفي هذا دليل على وجوب معرفة معاني القرآن ، ودليل على أن الترتيل أفضل من الهذ ( أي : القراءة السريعة ) ؛ إذ لا يصح التدبر مع الهذ )انتهى ، والله الموفق لما يحب ويرضى .
تنبيه : ما جاء في السؤال من تفريق السائلة _ حفظها الله _ بين الفرض والواجب هو مذهب أبي حنيفة ، وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد ، مال إليها ابن قدامة في " الروضة " ، وحكاها ابن عقيل عن الحنابلة ، فما ثبت بدليل قطعي عندهم هو الفرض ، وما ثبت بدليل ظني هو الواجب ، ومذهب المالكية والشافعية وأصح الروايتين عن الإمام أحمد أن الفرض والواجب مترادفان اصطلاحا ، ولا فرق بينهما ،
والمحققون _ كالغزالي وابن قدامة والرازي والآمدي والإسنوي والزركشي والتاج السبكي والمحلي وغيرهم _ على أن الخلاف في هذه المسألة لفظي لا يترتب عليه شيء ، وحينئذ ( فلا حجر في الاصطلاحات بعد ما تبين المعنى ) كما قال ابن قدامة _ رحمه الله _ ،
على أن الأحناف _ رحمهم الله _ لم يلتزموا بهذا التفريق في كتبهم ، فقالوا بأن الصلاة واجبة مع كونها ثابتة بدليل قطعي ، وقالوا بأن الوتر فرض مع كونه ثبت بدليل ظني !!! ، هذا والله تعالى أعلى وأعلم .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 01:44 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.