بعض الأسئلة ( حكم صور ذوات الأرواح ، قول أنا سلفي هل هو بدعه؟ ، حكم الموسيقى )

[أبو سيف]

 

السؤال
اولا : ما حكم وضع الصور في البيت التي لا تحمل مفاتن امراة او رجل انما الوجه فقط هل في ذلك حرمة ؟؟؟ وما حكم وضعها صورة شخصية للعضو في المنتدى ؟؟
ثانيا : هل من البدعة ان (اقول مثلا انا سلفي و انا سلفية ) و هل ذلك يدل على الانتماء الى حزب معين؟؟
ثالثا : ما حكم الموسيقى او بالاحرى الطبول اولا في الاعراس للنساء و ثانيا مع الاناشيد الاسلامية ؟؟
رابعا: متى يكون الجهاد في وقتنا اي عصرنا الحالي ؟؟

الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد ...
فأما اتخاذ صور ذوات الأرواح في البيوت فحرام عند عامة العلماء ؛ وذلك لما في الصحيحين من حديث عائشة _ رضي الله عنها _ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة " ،
وأما إذا قطع رأسها ، أو امتهنت بوطئها فلا بأس بها ، وذلك لما رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة _ رضي الله عنه_ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني جبريل فقال : إني كنت أتيتك البارحة ، فلم يمنعني أن أكون دخلت عليك البيت الذي كنت فيه ، إلا أنه كان على الباب تماثيل ، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل ، وكان في البيت كلب ، فمر برأس التمثال الذي في البيت فليقطع فيصير كهيئة الشجرة ، ومر بالستر فليقطع ، فيجعل وسادتين منبوذتين توطئان ، ومر بالكلب فليخرج "،
وأما الصور الشخصية في المنتديات الإسلامية ، فمخالفة عمت به البلية ، وزلت بسببها الأعين التقية ، الفتنة بها سائدة ، والعفة من أجلها راكدة ، لم يلتفت أصحابها إلى نصوص السنة والكتاب ، التي جاءت بالحديث مع النساء من وراء حجاب ، وذلك كقوله تعالى " وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن " ، فهذه الآية يا رحمك الله في الصحابة والصحابيات ، فما ظنك بنا نحن معشر الفتية والفتيات !!! ، وقد أحاطت بنا الفواحش والشهوات ، وفاضت حولنا الفتن المضلات ، أعاذنا الله وإياكم منها بكلماته التامات ،
وأما فيما يتعلق بالسلفية ، فالسلفية ليست مذهبا أو حزبا أو جماعة ، وإنما هي إتباع الكتاب والسنة بفهم سلف هذه الأمة ، من الصحابة والتابعين من أهل القرون الفضلى ، اللذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني ثم اللذين يلونهم ثم اللذين يلونهم " ،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الفرقة الناجية : " هي ما كان على ما أنا عليه وأصحابي " ، ووصى صلى الله عليه وسلم أصحابه فقال : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ " ، فـتأملي يا رحمك الله كيف قال (عضوا عليها) ولم يقل ( عضوا عليهما ) ، وذلك لكون سنة الخلفاء وطريقتهم موافقة لطريقة النبي صلى الله عليه وسلم وسنته ،
ولذا قال ابن القيم _ رحمه الله _ :
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هم أولوا العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين رأي فلان
وعليه فالسلفية هي الإسلام الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخذه عنه أصحابه رضي الله عنهم ،
كانت فواتحه في غار حراء بقوله تعالى " اقرأ باسم ربك الذي خلق" ، وخواتمه على جبل عرفات يوم الجمعة في حجة الوداع بقوله تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " ، فالسلفي الحق هو ذاك السالك إلى الله على بصيرة ، البعيد عن التحزب والانتماء لغير الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ، فيصدق فيه بذلك قول ابن القيم _ رحمه الله _ حيث وصفه في " مدارج السالكين " بقوله :
إن سئل عن شيخه قال : الرسول ، وعن طريقه قال : الإتباع ، وعن خرقته قال : لباس التقوى ، وعن مذهبه قال : تحكيم السنة ، وعن مقصده ومطلبه قال : يريدون وجهه ، وعن رباطه وعن خانكاه قال : " في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة " ، وعن نسبه قال :
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم
وعن مأكله ومشربه قال: مالك ولها ؟! معها حذاؤها وسقاؤها ، ترد الماء وترعى الكلأ حتى تلقى ربها ) انتهى كلامه _ رحمه الله _ ،
وعلى هذا فالسلفية منهج ملزم لكل المسلم ؛ لأنها هي الدين الخالص الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خلافا لما زعمه بعض الجهلاء ، أو المبتدعة من أهل الغلو والجفاء ، من أن السلفية مذهب مستحدث من قبل بعض الدخلاء ، كشيخي الإسلام والمسلمين ، ابن تيمية وابن عبد الوهاب الأمين ، وعلى هذا فوقوا إلى السلفيين السهام ، وشددوا عليهم الملام ، وعاملوهم معاملة اللئام ، ولم يرقبوا فيهم الرب العلام ، فخالفوا بذلك ما اتفق عليه العقلاء والأئمة الأعلام ، من أن القول ينسب إلى من ابتداه ، لا إلى من بلغه وأداه ، وعليه فالسلفية تنسب إلى رسول الله ، لا إلى من بلغوا عن رسول الله ،
وعليه فقول القائل "أنا سلفي" قول حسن سديد إذا قاله على وجه البيان والإخبار ، مخلصا فيه للعزيز الجبار ، وذابا به عن نبينا المختار ، ورادا به على أهل البدع الأشرار ، أما إذا قاله على وجه العجب والاستكبار ، على عباد الله الأبرار ، فيجب عليه أن يتوب إلى العزيز الغفار ، قبل أن يأتي يوم لا ملجأ فيه ولا فرار ،
وأما الأناشيد المصحوبة بالدف فقط فلا بأس بها في الأعراس والأعياد عند عامة العلماء ولكن بقيدين :
فأما القيد الأول : فكون ألفاظها لا تحتوي على فاحش المنكرات ،
وأما القيد الثاني : فكونها من النساء وإلى النساء المسلمات ،
وأما في غير هذين الموضعين فالمعازف من الدف وغيره حرام في معتمد مذاهب الأئمة الأربعة ، بل نقل الإجماع على تحريمها القرطبي أبو العباس وابن رجب الحنبلي في كتابيهما في مسألة السماع ، ومستند الإجماع هو قوله صلى الله عليه وسلم " ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر ( أي : الزنا ) والحرير والخمر والمعازف " ، ولو كانت المعازف حلالا لما ذمهم على استحلالها على ما أفاده ابن القيم _ رحمه الله _
وأما سؤال الجهاد فلا أدري ماذا يقصد ب"متي " ، فأرجو البيان ، والله المستعان وعليه التكلان .