انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 03-19-2008, 03:33 AM
أبومالك أبومالك غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاكم الله يا أبا عبيدة
ومعذرة للجميع على كل هذا التأخير ...
ولكنى قادم ان شاء الله
فادعوا الله لى
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 03-20-2008, 06:43 PM
أبومالك أبومالك غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي للعلم والاحاطة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدايةً أريد أن أُنوه على انى...

سأعرض الفصل تلو الفصل وما يحويه كل فصل من مباحث ولكن حتى لا يكون العمل كالتفريغ .. سأعرض إسم الفصل وما فيه من مباحث ... وما عليكم – بارك الله فيكم وبكم – إلا أن يختار كلا منكم مبحث من المباحث يرى ان فيه فائدة بالنسبةِ له وبدورى أقوم بنقله له كى تعم الفائدة له – ولى من قبله – وللجميع إن شاء الله .
وهذا أيضاً كى أضمن تفاعلكم معى .
وسيكون كلام الشيخ باللون الأزرق – كما سبق فى المقدمة – وكلام الشارح باللون الأسود .
سنتولى عرض المباحث تِباعاَ لأسبقية الطلب .
وأخيراً سأقتصر على نقل كلام المؤلف والشارح فقط – دون نقل تخريج الأحاديث وما شابه ذلك فكلها صحيحة وان وُجد ضعيف فسأُشير إليه - .
وجزاكم الله خيراً .
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 03-20-2008, 06:51 PM
أبومالك أبومالك غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

مقدمة الحلية


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله ، اللهم صل وسلم عليه ، وعلى آله وصحبه ، ومن اهتدى بهداه .

أما بعد :

فَأقَيِّدُ مَعَالمَِ هذه «الحِلْيةِ» المُبارَكَةِ عام 1408 هـ، والمسلمون – وللهالحمدُ – يُعايشون يَقظةً علميةً، تَتَهَلَّلُ لها سُبُحَاتُ الوجوه، ولا تزالتُنَشِّطُ - مُتَقَدِّمَةً إلى الترقِّي والنُّضوجِ - في أفئدةِ شبابِ الأُمَّةِمَجْدَها ودَمَها المُجَدِّدَ لحياتِها؛ إذ نرى الكتائبَ الشبابيَّةَ تَتْرى،يتقلَّبون في أَعْطَافِ العلمِ مُثْقَلين بِحِمْلِهِ يَعُلُّون منه وَيَنهَلُون،فلديهم من الطُّموحِ، والجامعيةِ، والاطِّلاع المُدْهِش، والغَوْصِ على مكنوناتالمسائل، ما يَفْرَح به المُسلمون نَصْرًا، فَسُبحان مَن يُحْيِي ويُميتقلوبًا.لكن؛ لا بُدَّ لهذه النواةِ المباركةِ من السَّقْيِ والتعهُّدِ فيمَسَارَاتِها كافَّةً؛ نشرًا للضماناتِ التي تَكُفُّ عنها العَثَارَ والتعثُّرَ فيمثاني الطَّلَبِ والعَمَلِ؛ من تموُّجاتٍ فكرِيَّةٍ، وعَقَدِيَّةٍ، وسلوكيَّةٍ،وطائفيَّةٍ، وحِزْبِيَّة...
هذا ما قاله صحيح ... فى الآونة الأخيرة حصل –الحمد لله- من الشباب طموحات واسعة فى شتى المجالات ، لكنها قد تحتاج إلى ضمانات وكوابح تضمن بقاء هذه النهضة وهذا الطموح ، لأن كل شئ إذا زاد عن حده فإنه سوف يرجع إلى جدره ، وإذا لم يضبط ويكبح فإنه يكون دماراً ، ربما دماراً فى المجتمع ، وربما دماراً حتى على صاحبه فى قلبه . أرأيتم الخوارج .. عندهم من الإيمان بمحبة كون المسلمين على الحق ما لا يوجد فى غيرهم ، ولكن هذا قد زاد حتى كفَّروا المسلمين وأئمة المسلمين وخرجوا عليهم ، فصاروا كما قال النبى –صلى الله عليه وسلم- " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " .
فأنت أضبط قلبك إذا رأيته ينفر بعيداً وسوف يسلك مسلكاً صعباً ، فعليك أن ترده وأن تعرف أن المقصود إقامة دين الله لا الإنتصار للغيرة –أن الإنسان سوف يسلك أقرب الطرق إلى حصول المقصود ولو بالمهانة إذا دعت الحاجة إلى ذلك .

وقد جعلتُ طَوْعَ أيديهم رسالةً في «التَّعالُمِ» تكشفُ المُندَسِّينَ بينهم خشيةَأن يُرْدُوهم، ويُضَيِّعوا عليهم أَمْرَهم، ويُبَعْثِرُوا مسيرتَهم في الطلبِ،فيَسْتَلُّوهم وهم لا يَشْعرون.واليومَ أخوك يشد عَضُدَك، ويأْخُذ بيدك،فأجعل طَوْعَ بنانِك رسالةً تحمِلُ « الصِّفة الكاشِفة » لِحِلْيَتِكَ، فهاأنَاْ ذَا أجعلُ سِنَّ القلمِ على القِرْطاس، فاتْلُ ما أرقُمُ لك أنْعَمَ اللهُ بكعَيْنًا .
قوله < فاجعل طوع ...> فيها التفات من الغيبة إلى الحضور ، هذا ليس معتاداً عند العلماء من مؤلفاتهم العلمية ، لكن كما قلنا أولاً إن الشيخ يعتمد على البلاغات اللغوية ، ومعلوم أن الإنتقال فى الأسلوب من الخطاب إلى غيبة ، أو من غيبة إلى الخطاب أو من مفرد إلى جمع –إذا صح الجمع – من المعلوم أن هذا سوف يوجب الإنتباه ، لأن الإنسان إذا كان يسير على أسلوب معين مستمر عليه ، انسابت نفسه ، لكن إذا جاء شئ يغير الأسلوب سوف يتوقف وينتبه ، {وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً }المائدة12 ، فقال " أخذ الله" هذا غيب ، "وبعثنا" حضور .




لقد توارَدَتْ مُوجِباتُ الشرعِ على أنَّ التحلِّي بمحاسنِ الآداب، ومكارمِالأخلاق، والَهدْي الحسن، والسَّمْتِ الصالح: سِمَةُ أهل الإسلام، وأنَّ العلمَ - وهو أثمن دُرَّةٍ في تاج الشرع المُطَهَّر- لا يصلُ إليه إلاَّ المُتَحلِّي بآدابه،المُتَخَلِّي عن آفاتِهِ، ولهذا عناها العلماءُ بالبحث والتنبيه، وأفردوهابالتأْليف، إمَّا على وَجْه العموم لكافَّة العلوم، أو على وَجْهِ الخصوص؛ كآدابحَمَلة القرآن الكريم، وآداب المُحَدِّث، وآداب المُفتي، وآداب القاضي، وآدابالمُحْتَسِب، وهكذا... والشأْن هنا في الآدابِ العامَّةِ لمن يسلُكُ طريقَالتعلُّمِ الشرعي.وقد كان العلماءُ السابقون يُلَقِّنونَ الطلاب في حِلَقالعلم آدابَ الطلبِ، وأدركتُ خَبَرَ آخرِ العِقْد في ذلك في بعض حَلَقَاتِ العلم فيالمسجد النبويِّ الشريف؛ إذ كان بعضُ المُدَرِّسين فيه، يُدَرِّسُ طُلاَّبه كتابالزَّرْنُوجي (م سنة 593 هـ) رحمه الله تعالى، المسمى: « تعليم المُتَعَلِّم طريقَالتعلُّم »[3].فعسى أن يَصِلَ أهلُ العلم هذا الحَبْلَ الوثيقَ الهاديلأقومِ طريق، فَيُدْرَجَ تدريسُ هذه المادَّةِ في فواتح دروس المساجد، وفي موادِّالدراسة النظامية، وأرجو أن يكونَ هذا التقييدُ فاتحةَ خَيْرٍ في التنبيهِ علىإحياءِ هذه المادةالتي تُهَذِّبُ الطالبَ، وتَسْلُكُ به الجادَّةَ في آدابالطَّلبِ وحَمل العلم، وأدبه مع نفسِهِ، ومع مُدَرِّسِهِ، ودرسه، وزميله، وكتابه،وثمرةِ علمه، وهكذا في مراحل حياته.فإليك حِلْيَةً تحوي مجموعةَ آدابٍ،نواقضُها مجموعةُ آفاتٍ، فإذا فات أدبٌ منها؛ اقترف المُفَرِّطُ آفةً من آفاتِهِ،فَمُقِلٌّ ومستكثرٌ، وكما أنَّ هذه الآدابَ دَرَجاتٌ صاعدةٌ إلى السُّنَّةِفالوجوب؛ فنواقضُها دَرَكاتٌ هابطةٌ إلى الكراهةِ فالتحريمُ .
ذكر الآداب ... فإن كانت مسنونة فضدها مكروهة ، وإن كانت واجبة فضدها محرمة . ولكن هذا ليس على إطلاقه ، لأن ليس ترك كل مسنون يكون مكروهاً ، وإلا قلنا : إن كل من لم يأت بالمسنونات فى الصلاة يكون قد فعل مكروهاً ، لكن إذا ترك آداباً من الآداب الواجبة فإنه يكون فعلاً محرماً فى نفس هذا الأدب فقط لأنه ترك فيه واجب ، وكذلك إذا كان مسنوناً وتركه . فينظر ، فإن تضمن تركه إساءة أدب مع المعلم ، أو مع زملائه فهذا يكون مكروهاً لا لأنه تركه ولكن لأنه لزم منه إساءة الأدب
والحاصل : أنه لا يستقيم أن نقول كل من ترك مسنوناً فقد وقع فى مكروه ، أو كل من ترك واجباً فقد وقع فى المحرم . على سبيل الإطلاق ، بل يقيد هذا .

ومنها ما يشملُ عُمومَ الخلقِ من كل مكلِّف، ومنها ما يختصُّ به طالبُ العلم، ومنهاما يُدْرَك بضرورة الشرع، ومنها ما يُعرف بالطبع، ويدلُّ عليه عمومُ الشرع؛ منالحمل على محاسن الآداب، ومكارم الأخلاق، ولم أعْنِ الاستيفاءَ، لكنَّ سياقَتَهاتجري على سبيلِ ضرب المثال؛ قاصدًا الدلاَلة على المُهِمَّاتِ، فإذا وافَقَتْ نفسًاصالحةً لها؛ تناولت هذا القليلَ فَكَثَّرته، وهذا المُجْمَل فَفَصَّلته، ومن أخذبها انتَفَع ونفع، وهي بدورِها مأْخوذةٌ مِن أدب مَن بارك اللهُ في عِلْمِهِموصاروا أئمَّةً يُهتدَى بهم، جَمَعنا اللهُ بهم في جَنَّتِهِ، آمين .


بكر بن عبد الله أبو زيد
في 5/8/1408 هـ
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 03-21-2008, 12:27 AM
أبومالك أبومالك غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الفصل الأول

آداب الطالب في نفسه

وينقسم إلى :

1- العلم عبادة
2- كن على جادة السلف
3- ملازمة خشية الله
4- دوام المراقبة
5- خفض الجناح ونبذ الخيلاء
6- القناعة والزهادة
7- التحلى برونق العلم
8- تحلَّ بالمروءة
9- التمتع بخصال الرجولة
10- هجر الترفُه
11- الإعراض عن مجالس اللهو
12- الإعراض عن الهيشات
13- التحلى بالرفق
14- التأمل
15- الثبات والتثبت

فى إنتظار إختياراتكم فى مبحث من هذه المباحث...
وسأقوم بدورى بنقله لكم
إن شاء الله .
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 04-04-2008, 12:03 AM
أبومالك أبومالك غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الله المستعان...

كن على جادة السلف الصالح:
كن سلفياً على الجادة، طريق السلف الصالح من الصحابة رضى الله عنهم، فمن بعدهم ممن قفا أثرهم في جميع أبواب الدين، من التوحيد، والعبادات، ونحوها، متميزاً بالتزام آثار رسول -الله صلى الله عليه وسلم-وتوظيف السنن على نفسك، وترك الجدال، والمراء، والخوض في علم الكلام، وما يجلب الآثام، ويصد عن الشرع.
هذا من أهم ما يكون أن الانسان يكون على طريقة السلف الصالح فى جميع أبواب الدين ، من التوحيد والعبادات والمعاملات وغيرها ، كذلك يترك الجدال والمراء ، لأن الجدال والمراء هو الباب الذى يقفل طريق الصواب ، فإن الجدال والمراء يحمل المرء على أن يتكلم وينتصر لنفسه فقط ، حتى لو بان له الحق تجده : إما أن ينكره ، وإما أن يؤوله على وجه مستكره انتصاراً انفسه وارغاماً لخصمه على الأخذ بقوله ، فإذا رأيت من أخيك جدالاً ومراء ، بحيث يكون الحق واضحاً ولكنه لم يتبعه ففر منه فررارك من الأسد . وقل : ليس عندى إلا هذا ، اتركه .
وكذلك الخوض فى علم الكلام مضيعة للوقت ، لأنه يخوض فى أشياء من أوضح الأشياء ، مرَّ عليَّ اليوم فى دراسة بعض الطلبة . يقول : ما هو العقل ؟ .
عرفه لى لغة واصطلاحاً وعرفا وشرعا !! هذا ما له تعريف ، لكن علم الكلام أدخل علينا الأشياء هذه ، يجد الواحد مرة : إيش العقل ؟ سبحان الله !!
الظاهر أن الذى يقعد يفكر فى تعريف الغقل صار مجنوناً لأن هذا أمر واضح ما يحتاج الى تعريف ، لكن هؤلاء –أهل الكلام- صدوا الناس عن الحق وعن المنهج السلفى البسيط بما يوردونه من الشبهات والتعريفات والحدود وغيرها . وانظر كلام شيخ الاسلام ابن تيمية –رحمه الله- فى الرد على المنطقيين ، يتبين لك الأمر ، أو فى "نقض المنطق" وهو مختصر وأوضح لطالب العلم ، يتبين لك ما هم عليه من الضلال .
ما الذى حمل علماء جهابذة على أن يسلكوا باب التأويل فى باب الصفات ؟ ! إلا علم الكلام . لو كان كذا لكان كذا ، لو كان يُرى لزم أن يكون فى جهة ، ولو كان فى جهة لكان جسماً وهلم جره ... يعطونك من هذا الكلام الذى يضيعك ، وهم يظنون أنهم يهدونك سواء السبيل .
فإذاً من المهم لطالب العلم أن يترك الجدال والمراء ، وأن يترك ما يرد على ذهنه من الايرادات ، اترك هذه الأشياء ، لا تتنطع ، اجعل علمك سهلا ميسراً .
يعنى الأعرابى يأتى ببعيره يسأل النبى –صلى الله عليه وسلم- عن مسائل الدين ، ثم ينصرف بدون مشقة ، لأنه ليس عنده إلا التصديق أما المناقشات والمراء والجدال ، فهذا يضر الانسان ، الشيخ بكر –جزاه الله خيراً- ألمح الى هذا الأمر ، وما يجلب الآثام ويصد عن الشرع .

قال الذهبي رحمه الله تعالى :
“وصح عن الدارقطني أنه قال: ما شيء أبغض إلي من علم الكلام. قلت: لم يدخل الرجل أبداُ في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفياً” ا هـ.
يبغضه مع أنه لم يدخل فيه ، لكن لما فيه من مسالب آثار سيئة ، وتطويل بلا فائدة ، وتشكيك لما هو متيقن وإرباك للأفكار وهجر للآثار ولهذا ليس شئ فيما أرى أضر على المسلمين فى عقائدهم من علم الكلام والمنطق ، وكثير من علماء الكلام الكبار أقروا فى آخر حياتهم أنهم على دين العجائز ورجعوا الى الفطرة الأولى ، لما علموا من علم الكلام .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فى (( الفتوى الحموية )) : وأكثر من يخاف عليهم الضلال ، هم المتوسطون من علماء الكلام ، لأن من لم يدخل فيه فهو فى عافية منه ، ومن دخل فيه وعرف غايته فقد عرف بطلانه وفساده ورجع . اهـ .
وصدق رحمه الله ، وهذا هو الذى يخاف فى كل علم ، يخاف من الأنصاف الذين ما عرفوا الطريق لأنهم لم يروا أنفسهم أنهم لم يدخلوا فى العلم فتركوه لغيرهم ، ولم يبلغوا غاية العلم والرسوخ فيه فيضلون ويضلون .
لكن علم الكلام خطير لأنه يتعلق بصفات الرب وذاته ولأنه يبطل النصوص تماماً ويحكم العقل ، ولهذا كان من قواعدهم : أن ما جاء فى النصوص من صفات الله ينقسم الى ثلاثة أقسام :
الأول : قسم أقره العقل ، فهذا نقره بدلالة العقل لا بدلالة السمع .
الثانى : قسم نفاه العقل ، فيجب علينا نفيه دون تردد لأن العقل نفاه ، ولكن عقل من ؟! .
قال الامام مالك رحمه الله : ليت شعرى بأى عقل تنكر الكتاب والسنة ، أو ما كلما جاءنا رجل أجدل من رجل أخذنا بقوله ، وتركنا الكتاب والسنة ، هذا لا يمكن .
الثالث : قسم لم يرد العقل بنفيه ولا باثباته ، فمن قال : إن شرط الاثبات دلالة العقل . قال :يرد ، لأن العقل لم يثبته ، ومن قال : إن من شرط قبوله أن لا يرده العقل . قال : يقبل . وأكثرهم يقول : إنه يرد ولا يقبل ، لأن من شرط إثباته أن يدل عليه العقل .
وبعضهم يتوقف . قالوا : إذا لم يثبته العقل ولم ينفه ، فالواجب علينا أن نتوقف وكل هذه قواعد ما أنزل الله بها من سلطان ، ضلوا بها وأضلوا والعياذ بالله ، وارتبكوا بها وشكوا وتحيروا ، لذلك أكثر الناس شكاً عند الموت هم أهل الكلام .
يترددون : هل الله جوهر أم عرض ؟ هل هو قائم بنفسه أو بغيره ؟ هل يفعل أم لا يفعل ؟ هكذا... عند الموت فيموت وهو شاك . نسأل الله السلامة والعافية لكن إذا كان الطريق ، طريق السلف الصالح سهل عليه الأمر ولم يرد على قلبه شك ولا تشكيك ولا تردد .
وهؤلاء هم (أهل السنة والجماعة) المتبعون آثار رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
“وأهل السنة: نقاوة المسلمين، وهم خير الناس للناس” اهـ.
فالزم السبيل (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله).
اعلم أن من المتأخرين من قال : إن أهل السنة ينقسمون إلى قسمين : مفوضة ومؤولة ، وجعلوا الأشاعرة . والماتريدية . وأشباههم من أهل السنة وجعلوا المفوضة هم السلف ، فأخطئوا فى فهم السلف وفى منهجهم . لأن السلف لا يفوضون المعنى إطلاقاً ،
بل قال شيخ الاسلام ابن تيمية : إن القول بالتفويض من شر أقوال أهل البدع ، والالحاد ، واستدل بذلك بأننا اذا كنا لا ندرى معانى ما أخبر به الله عن نفسه من أسماء وصفات ، جاءنا الفلاسفة وقالوا : أنتم جهال ، نحن الذين عندنا العلم ، ثم تكلموا بما يريدون وقالوا : ان المراد بالنص كذا وكذا . ومعلوم أن معنىً للنص خير من التوقف فيه وأنه ليس له معنى . فانتبهوا لهذا ، لأن بعض الناس يرى أن أهل السنة والجماعة يدخل فيهم المتكلمون من الأشاعرة والماتريدية وغيرهم ثم يقول –من العجب العجاب- أن طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم . سبحان الله!! .
وكيف تكون طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم وهل يمكن أن تكون أعلم وأحكم وليست أسلم ؟ بل يلزم من كون طريقة السلف أعلم وأحكم أن تكون أسلم بلا شك . لأن شخصاً يقول : إن هذا النص له معنىً وأنا مؤمن به ، أعلم بلا شك وأحكم من شخص يقول : لا أدرى . فلا سلامة إلا بالعلم والحكمة . فهذا تناقض عظيم ، ولهذا كان القول الصحيح فى هذه العبارة :
أن طريقة السلف أعلم وأسلم وأحكم .
ويلزم من كوننا نحث الطلبة على منهج السلف ، يلزم من ذلك تحريضهم على معرفة منهج السلف ، فنطالع الكتب الؤلفة فى ذلك كـ ((سير أعلام النبلاء )) وغيرها حتى نعرف طريقهم ،
ونسلك هذا المنهج العظيم .
(رحم الله الشيخين رحمةً واسعة)
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 12-29-2008, 09:59 PM
أم الزبير محمد الحسين أم الزبير محمد الحسين غير متواجد حالياً
” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا
التوقيع



عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 06:53 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.