انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 01-27-2011, 04:30 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي


الدرس الثاني

م/ ( عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه ، والجنة حق ، والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل " [ رواه البخاري (2/486) ، ومسلم (28) ]
ولهما من حديث عتبان : " فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله " [ رواه البخاري (1/154) ، ومسلم (33) ) .
ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ
عبـادة هو : عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري ، بدري مشهور ، مات بالرملة عام (34) ، وله 72 سنة .
( e ) أصح ما قيل في صفة صلاة الله على عبده ، ما ذكره البخاري عن أبي العالية : ( صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة ) . الفتح ( 8/532 ) ، ونصره ابن القيم .
( من شـهد أن لا إله إلا الله ) أي من تكلم بها عارفاً لمعناها ، عاملاً بمقتضاها باطناً وظاهراً ، كما قال تعالى : ﴿ فاعلم أنه لا إله إلا الله ﴾ وقوله : ﴿ إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ﴾ .
أما النطق بها من غير معرفة بمعناها ، ولا يتبين ولا يعمل بما تقتضيه من نفي الشرك وإخلاص القول والعمل ، فغير نافع بالإجماع .
وقوله في حديث عتبان ( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله )
مســائل لا إله إلا الله :
& معنــاها :
أي لا معبود بحق إلا الله ، وأما من فسرها : لا إله في الوجود إلا الله ، فهذا ليس بصواب ، لأن الله أخبـر عن وجود آلهة كثيرة للمشركين ، كما في قوله تعالى : ﴿ وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم ، فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء ﴾ .
وقوله ( لا إله بحق إلا الله ) توضح بطلان جميع الآلهة ، وتبين أن الإله الحق والمعبود بالحق هو الله وحده ، كما نبّه على ذلك جمع من أهل العلم منهم : أبو العباس ابن تيمية ، وتلميذه ابن القيم .
ومن أدلة ذلك قوله سبحانه : ﴿ ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل ﴾ .
& دليلهـا :
قوله تعالى : ﴿ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ﴾ .
وقوله تعالى : ﴿ فاعلم أنه لا إله إلا الله ﴾ .
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن : لا بد في شـهادة أن لا إله إلا الله من سـبعة شـروط ، لا تنفع قائلها إلا باجتماعها ، وهي :
1. العلم المنافي للجهل ، والدليل قوله تعالى : ﴿ إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ﴾ أي : بـ لا إله إلا الله ـ وهم يعلمون ـ بقلوبهم .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة ) . رواه مسلم عن عثمان
2. اليقين المنافي للشـك ، قال تعالى : ﴿ إنما المؤمنـون الذين آمنـوا بالله ورسـوله ثم لم يرتابوا ﴾ .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( أشـهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسـول الله ، لا يلقى الله بهما عبد غير شـاك فيهما إلا دخل الجنة ) . رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم لأبي هريـرة : ( من لقيت وراء هذا الحـائط يشـهد أن لا إله إلا الله مسـتيقناً بها قلبه بشـره بالجنة ) . رواه مسلم
3. الانقياد لها المنافي للترك ، قال تعالى : ﴿ ومن يسـلم وجهه إلى الله وهو محسـن فقد استمسك بالعروة الوثقى ﴾ .
4. القبول المنافي للرد ، قال تعالى : ﴿ احشروا الذين كفروا وأزواجهم وما كانوا يعبدون ـ إلى قوله ـ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ﴾ .
5. الإخلاص المنافي للشرك ، قال تعالى : ﴿ ألا له الدين الخالص ﴾ .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) . رواه البخاري ومسلم
وقال صلى الله عليه وسلم : ( أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ) . رواه البخاري
6.الصدق المنافي للكذب ، قال تعالى : ﴿ ألم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ، ولقد فتنّا الذين من قبلهم فليعلمنّ الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ﴾ .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من أحـد يشـهد أن لا إله إلا الله وأن محمـداً رسـول الله من قلبـه إلا حـرم الله على
النار ) . رواه البخاري
7.المحبة لها ولأهلها ، والمعاداة لأجلها ، قال تعالى : ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ﴾
وقال تعالى : ﴿ لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ﴾ .
وفي قوله ( من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) رد على المرجئة الذين يقولون يكفي قول لا إله إلا الله ،ولاداعي للعمل بل يكفي القول فقط وهو مذهب فاسد ، بل هو مذهب معلوم الفساد من الشريعة .
( وحده لا شريك له ) : ( وحده ) للإثبات ، ( لا شريك له ) للنفي في كل ما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات .
( وأن محمداً عبده ورسوله )
محمد : هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ، خاتم النبيين .فمن ادعى نبي بعده فقد كفر

عبده : فليس له من الربوبية والإلهية شيء ، إنما هو عبد جميع خصائص البشرية تلحقه ما عدا شيء واحد ، هو ما يعود بأسافل الأخلاق فهو ممنوع منه .
قال تعالى : ﴿ قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ﴾ .
وقال تعالى : ﴿ قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً ﴾ .
فهو بشر مثلنا إلا أنه يوحى إليه ، قال تعالى : ﴿ قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد ﴾ .
وقد وصفه الله بالعبودية ـ فهذا تشريف له صلى الله عليه وسلم وليس فيه انقاص ابدا ـ في أعلى المقامات:
في إسرائه ، وفي حال قيامه بالدعوة ، وفي حال التحدي مع الكفار أن يأتوا بمثل القرآن ( كما سبق ) .
ويقول صلى الله عليه وسلم : ( لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ) . رواه البخاري
بل وصف الله تعالى الرسل في أعلى مقاماتهم ، وفي سياق الثناء عليهم .
فقال تعالى في نوح عليه السلام : ﴿ إنه كان عبداً شكوراً ﴾ .
وقال في إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السـلام : ﴿ واذكر عبادنا إبـراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار ﴾ .
وقال في عيسى بن مريم عليه السلام : ﴿ إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل ﴾ .
﴿ ورسوله ﴾ أي ويشهد أن محمداً رسول الله إلى كافة الورى ، قال تعالى : ﴿ محمد رسول الله ﴾ وقال تعالى : ﴿ وما أرسلناك إلا كافة للناس ﴾ وقال تعالى : ﴿ وأرسلناك للناس رسولاً وكفى بالله شهيداً ﴾ .
وقال النبي :صلى الله عليه وسلم ( أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ، ... وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ) . متفق عليه
&ومقتضى هذه الشهادة هو الإقرار باللسان ، والإيمان بالقلب بأن محمد بن عبد الله القرشي رسول إلى جميع الخلق من الجن والإنس .
&ومقتضى هذه الشهادة أيضاً أن تصدق رسول الله فيما أخبر ، وأن تتمثل أمره فيما أمر ، وأن تجتنب ما عنه نهى وزجر ، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع .
فالرسول عبد لا يعبد ، ورسول فلا يكذب .
﴿ وأن عيسى عبد الله ورسوله ﴾
﴿ عبد الله ﴾ رد على النصارى الذين يقولون إنه الله أو ابن الله ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ﴿ ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من آلهة ﴾ .
فيشهد المؤمن أنه عبد الله ، أي عابد مملوك ، فليس له من الربوبية ولا من الإلهية شيء .
﴿ ورسوله ﴾ رد على اليهود الذين يقولون إنه ولد بغي ، بل يقال فيه ما قال عن نفسه ، كما قال تعالى : ﴿ قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً ﴾
( وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه )
( وكلمته ) إنما سمي عيسى عليه السلام بكلمته ، لوجوده بقوله ﴿ كن ﴾ كما قاله السلف من المفسرين .
وليس عيسى هو نفسه كلمة ، لأنه يأكل ويشرب ويبول ، وتجري عليه جميع الأحوال البشـرية ، كما قال تعالى : ﴿ إنما مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ﴾ .
( ألقاها إلى مريم ) قال ابن كثير : ( خلقه بالكلمة التي أرسل بها جبريل عليه السلام إلى مريم فنفخ فيها من روحه بأمر ربه عز وجل ، فكان عيسى بإذن الله ) .
( وروح منه ) من : ابتدائية ، وليست تبعيضية ، كقوله تعالى : ﴿ وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه ﴾ أي : روح صادرة من الله ، وليست جزءاً من الله كما تزعم النصارى .
قال أبي بن كعب : ( عيسى روحٌ من الأرواح التي خلقها الله تعالى واستنطقها بقوله : ﴿ ألست بربكم ؟ قالوا بلى ﴾ ) . رواه عبد بن حميد
( والجنة حق والنار حق ) أي : وشهد أن الجنة التي أخبر بها تعالى في كتابه أنه أعدها للمتقين حق ثابتة لا شـك فيها ، وشـهد أن النار التي أخبـر بها تعالى في كتـابه أنه أعـدها للكافـرين حق كذلك ثابتة ، كما قال تعالى : ﴿ سـابقوا إلى مغفـرة من ربـكم وجنـة عرضـها كعـرض السـماء والأرض أعـدت للذين آمنـوا بالله ورسوله ... ﴾ .
وقال تعالى : ﴿ فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ﴾ .
وفي الآيتين ونظائرهما دليل على أن الجنة والنار مخلوقتان الآن ، خلافاً للمبتدعة .
( أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ) وفي رواية : ( أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ) . رواه البخاري [3435]
إدخال الجنة ينقسم إلى قسمين :
1. إدخال كامل لم يُسبق بعذاب لمن أتم العمل .
2. إدخال ناقص مسبوق بعذاب لمن نقص العمل .
قال الحافظ : ( ومعنى قوله : ( على ما كان من العمل ) أي من صلاح أو فساد ، لكن أهل التوحيد لا بد لهم من دخول الجنة ، ويحتمل أن يكون معنى قوله ( على ما كان من العمل ) أي يدخل أهل الجنة الجنة على حسب أعمال كل منهم في الدرجات ) . أ .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
( [ على ما كان من العمل ] أي : على ما كان عنده من صلاح وفساد ، ولكن هذا الدخول قد يكون من أول وهلة ، أي يدخل ابتداءً إذا مات على توبة وعمل صـالح وصـدق ، وقد يكون بعد ما يبتلى به من جزاء السيئات والمعاصي ، وبعد ما يمحص في النـار ويعذب فيها ثم مصيـره إلى الجنة ) . أ.
مناسبة الحديث للباب :
أن فيه بياناً لفضل التوحيد ، وأنه سبب لدخول الجنة وتكفير الذنوب .
من فوائد الحديث :
1. هذا الحديث فيه فضل من فضائل التوحيد ، وهو دخول الجنة .
ومن الأحاديث التي تدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة ) .
وقال صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة : ( من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة )
2. سعة فضل الله وإحسانه سبحانه وتعالى .
3. وجوب تجنب الإفراط والتفريط في حق الأنبياء والصالحين .
4. أن أعظم ما يشرف الإنسان أن يكون عبداً لله ، فكلما كملت عبودية الإنسان زادت منزلته عند الله .
5. أن أبواب الجنة ثمانية .
نكمل المرة القادمة
ان شاء الله
واشكركم جميعا فقد كان دعائكم له اثر كبير في تحسن صحتي باذن ربي
وكان من نعم ربي عليَّ
ان وهبني مثلكم
جزاكم الله خيرا جميعا
 

الكلمات الدلالية (Tags)
(متجدد), المجيد, الباب, الثاني, دروس, شرح, فتح, إختبار, نهاية, كتاب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 06:09 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.