هل الجنة في الاسلام هي للزواج وشرب الخمر فقط ؟

[كاريزما]

 

هل الجنة في الاسلام هي للزواج وشرب الخمر فقط ؟

إن المنصرين يفترون على الاسلام بأن الجنة ليست إلا نعيما حسيا جسديا فقط وهذا غير صحيح بل هو كذلك نعيم قلبي بالطمأنينة لرضى الرحمن ومجاورته والنظر إلى وجهه الكريم فعندما يكشف الله عن الحجاب ويروا وجهه ينسون ما كانوا فيه من نعيم ويتمتعون في النظر إلى وجهه الكريم فيكون فوق نعيم الجنة نعيم آخر وهو النظر إلى وجهه تعالى { وجوه يومئذ ناضرة , إلى ربها ناظرة } . فدخول الجنة لا يتحقق بترك المحرمات فقط بل بعمل ما أمر به العبد إلى جانب ترك المحرمات ليفوز بالجنة . والجنة ليس بها فقط ما كان محرما بالدنيا بل هناك ما كان مباحا بالدنيا كالزواج والفواكه والأشربة من لبن وعسل , فخمر الجنة ليس كخمر الدنيا فهو لا يذهب العقل ولا يحدث صداعا أو مغصا كما أن هناك بعض المحرمات في الدنيا وهي مازالت محرمة كذلك بالآخرة كاللواط ونكاح المحارم والسم فلا يكون نعيما في الآخرة . فكل مافي الجنة متشابه مع مافي الدنيا من ناحية الاسم ولكن يختلف في الهيئة والشكل والمضمون , فطعام وشراب أهل الجنة ليس لحاجة البقاء وإنما كنوع من المتعة واللذة مكافأة لمن دخلها , والانسان في الجنة يكون كامل التكوين والخلق ولكن تركيبته الكيميائية والفيزيائية مختلفة فلا يحتاج إلى الجهاز الهضمي وغيرها من الأجهزة التي تساعد على الهضم والتخلص من الفضلات , قال تعالى { ولهم فيها أزواج مطهرة } أي لا يبلن ولا يتغوطن ولا يلدن ولا يحضن ولا يمنين ولا يبصقن . وهذه بعض النصوص القاطعة من الكتاب المقدس حسية الجنة لديهم :

1- ما ورد على لسان المسيح عليه السلام بشرب الخمر في ملكوت الله أي الجنة :

مرقس ( الحق أقول لكم اني لا اشرب بعد من نتاج الكرمة الى ذلك اليوم حينما اشربه جديدا في ملكوت الله ) فالمسيح وعد تلاميذه بأنه سيشرب الخمر معهم في ملكوت الله وهذا الملكوت الجديد حسب ما يعتقده المسيحيين سيتحقق بعد أن يدين الله العالم ويحاسبهم في يوم القيامة .

2- ما ورد في الانجيل على اشتمال الجنة على الاكل :

في انجيل لوقا قول المسيح لتلاميذه : ( وأنا أجعل لكم كما جعل لي أبي ملكوتا , لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي , وتجلسوا على كراسي تدينون أسباط إسرائيل الاثنى عشر ) .

3- ما جاء على لسان المسيح من وجود النعيم الحسي في الجنة عن طريق ضربه لمثل الانسان الفقير :

قال المسيح عليه السلام : ( كان هنالك انسان غني , يلبس الارجوان وناعم الثياب ويقيم الولائم المترفة متنعما كل يوم وكان انسان مسكين اسمه لعازر مطروحا عند بابه وهو مصاب بالقروح يشتهي أن يشبع من الفتات المتساقط من مائدة الغني حتى الكلاب كانت تأتاي و تلحس قروحه ومات المسكين وحملته الملائكة الى حضن ابراهيم ثم مات الغني أيضا ودفن وإذ رفع عينيه وهو في الهاوية يتعذب رأى ابراهيم من بعيد ولعازر في حضنه فنادى قائلا يا أباي ابراهيم! ارحمني وأرسل لعازر ليغمس طرف اصبعه في الماء ويبرد لساني : فإني معذب في هذا اللهيب ولكن ابراهيم قال : يابني تذكر أنك نلت خيراتك كاملة في أثناء حياتك , ولعازر نال البلايا ولكنه الآن يتعزى هنا, وأنت هناك هناك تتعذب . وفضلا عن هذا كله فإن بيننا وبينكم هوة عظيمة قد أثبتت حتى إن الذين يريدون العبور من هنا لا يقدرون ولا الذين من هناك يستطيعون العبور إلينا ) انجيل لوقا , فإن هذا الكلام حجة من المسيح على النصارى , فقد قال المسيح : إن إليعازر هذا في كفالة ابراهيم يتنعم ويتلذذ في الآخرة . كما قال : ان ذلك الغني كان كل يوم يتنعم ويتلذذ في دنياه . والذي يبندر إلى الافهام منه التنعم بالطيبات المألوفة المعروفة وقد جاء ذلك في الانجيل كثيرا ولكن النصارى محجوبون بالتقليد عن النظر في أقوال الأنبياء .

4- الاتكاء والالتقاء مع الأنبياء :

ورد في انجيل متى قول المسيح : ( واقول لكم ان كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع ابراهيم واسحق ويعقوب في ملكوت السموات ) .

فهل بعد كل هذا سيستمر المنصرون بدعوة أن جنتهم جنة روحية فقط ؟؟

لمقرر رد الشبهات عن الاسلام

رقم التسلسل للطالبة 41