انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-22-2010, 06:37 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي شرح حديث أنزلوا الناس منازلهم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شرح حديث أنزلوا الناس منازلهم




بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبيا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال رحمه الله تعالى: الحديث الخامس عشر: عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أنزلوا الناس منازلهم رواه أبو داود .

هكذا جاء هذا الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عند أبي داود وأشار إليه مسلم في مقدمة كتابه، لكن ذكره بالمعنى بقوله: إن عائشة قالت: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ننزل الناس منازلهم وفي القصة أن عائشة -رضي الله عنها- جاءها مسكين طواف فأعطته كسرة تمر ومشى، ثم جاءها رجل له هيئة فأجلسته وأعطته طعاما فأكل حتى شبع، فأنكروا ذلك عليها الأول أعطيتيه تمرات في يده، والثاني أجلستيه وقدمت له هذا الطعام إلى أن شبع, فقالت: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: أنزلوا الناس منازلهم يعني أن هذا له منزلته وهذا له منزلته.


( إنزال الرواة منازلهم )

.................................................. .............................

فمسلم -رحمه الله- استدل بهذا الحديث على إنزال الرواة منازلهم، يعني لما قسم رواة الأحاديث، وذكر أن منهم جهابذة حفاظ من علماء الأمة ومشاهيرها لهم مكانتهم، فهؤلاء يقدمون وتقبل روايتهم ويجعلون في أول الأسانيد، ويبدأ بمروياتهم وأحاديثهم، وهناك آخرون متوسطون عندهم نوع من العلم ومن الحفظ، ولكن لهم هذه المنزلة التي هي دون الأولين فننزلهم منزلتهم؛ أي نجعل رواياتهم في الشواهد ومقويات ومتابعات وما أشبه ذلك, وهناك آخرون ليسوا من أهل الرواية وليسوا من أهل العلم، وليسوا من أهل حمل الأحاديث والسنة فهؤلاء لا نشتغل بهم، هكذا جعل هذا الإنزال أنزلوا الناس منازلهم ولا شك أن الحديث على عمومه، وأنه يدخل فيه منازل الناس العامة والخاصة؛ فمعلوم مثلا: أن الإنسان إذا رأى من له مكانة وهيئة فإنه يحترمه، وإذا رأى آخر دونه في المكانة والهيبة والهيئة فإنه يكون قدره أقل، فهذا واقع حتى عند بعض البهائم.
يقول بعض الشعراء:
إن الفقـير بكـل شـيء مبتلى
والنـاس تغلـق دونـه أبوابهـا
حتى الكـلاب إذا رأت ذا هـيئة
أصـغت إلـيه وحـركت أذنـابها
وإذا رأت يومـا فقـيرا ذاهـبا
نبحـت علـيه وكشـرت أنيابهـا
يعني مع أنها بهائم، ولكن من جبلتها مما خلقت عليه؛ أنها إذا رأت الذي له هيئة، وله هيبة، وله مظهر ولباس ظاهر، ولباس فاخر أنها تميل إليه، وتحرك أذنابها وتصغي إليه، وأما الفقير الذي لباسه رديء وثيابه رثة سملة فإنها تستنكره وتنبحه هكذا ذكروا.

( لمن تكون المنزلة )



.................................................. .............................

وبكل حال الكلام إنما هو في منازل الناس التي يستحقونها عند الله تعالى، وعند عباد الله، ونعرف أن منازل الناس بالنسبة إلينا نقول: لا شك أن المقربين عند الله تعالى هم الذين يحبونه ويعبدونه، ويقيمون حقوقه وحدوده، ويؤدون العبادات التي أمروا بها، فهؤلاء لهم مكانتهم؛ نحبهم ونقربهم ونحترمهم، ونعترف بفضلهم وبديانتهم وبأعمالهم، فننزلهم منزلة رفيعة.
كذلك أيضا الآخرون الذين لهم منزلة في العلم ، إذا كانوا مثلا حملة العلم، وحفاظ الحديث ونحوهم أيضا نحبهم أيضا ونقربهم ونجالسهم ونؤانسهم، ونطمئن إليهم ونركن إليهم ونثق بهم، ونعرف لهم حقهم ومكانتهم ننزلهم أيضا بمنزلة يستحقونها.
وكذلك أيضا المنازل الدنيوية ؛ أيضا الناس قد يعرفون لأهلها مكانتهم، فإنك مثلا إذا رأيت اثنين كلاهما في العبادة سواء؛ كلاهما يصلي ويصوم ويذكر الله ويقرأ القرآن، ولكن أحدهما من أهل الرفعة، ومن أهل الثروة، ومن أهل المكانة، ومن أهل المال الذين فتح الله تعالى عليهم، والآخر ليس كذلك، بل هو من فقراء الناس وعامتهم، لا شك أنك تقوم لهذا الذي أنعم الله عليه، وتقول: هذا قد غلب نفسه وتواضع لربه، ولم يتكبر مع ما أعطاه الله من هذه الرتبة، وما فتح عليه من هذا المال، قد عصى هوى نفسه، وأطاع الله تعالى، وأجاب داعيه، وتواضع لله، وأنفق مما أعطاه الله، فيكون له مكانة عندك، فقد تقوم له وتسلم عليه وتجلسه في مقدمة مجلسك، وتحترمه وتميل إليه، بخلاف الآخر الذي هو فقير، ولكن عبادته متوسطة كعبادة هذا الغني، وذلك دليل على ما للناس من المنزلة.
ولعل هذا هو ما فعلته عائشة لما جاءها الأول الذي في ثياب دنسة اقتصرت على أن أعطته كسرة أو تمرات في يده، وجاءها الآخر الذي رأت عليه هيبة ثيابا جميلة ومظهرا جميلا ومظهرا يدل على مكانته احترمته وأطعمته، وفرشت له فراشا ورفعت من قدره؛ هذا دليل على أن الناس منازل.
كذلك أيضا لا شك أن الناس من الأصل يحترمون أيضا الذين رفع الله تعالى لهم مكانتهم؛ كالأمير والوالي والحاكم والقاضي والمسئول، ونحوهم ممن لهم مكانة في دولهم، ولهم قدر ولهم أمر ونهي يطاعون ويأمرون ويدبرون، هؤلاء أيضا ننزلهم منزلتهم؛ فأنت مثلا إذا زارك أحد هؤلاء الأكابر، لا شك أنك تهتم به، وتكرمه وتجلسه في مجلس رفيع، وتزيد في كرامته، وتقرب إليه ما تقدر عليه من الفاكهة والأطعمة الشهية ونحو ذلك؛ لأنه له مكانة وله منزلة، وليس كذلك إذا زارك أحد أفراد الناس الذين هم من العامة ممن ليس له مكانة وليس له شهرة، إذا زارك ودخل عليك فإنك تعطيه مما تيسر، وتقرب له ما تيسر؛ دليل على أن الناس منازل.


(للناس منازل في الآخرة كما لهم منازل في الدنيا)




.................................................. .............................

وإذا عرفنا ذلك فنقول: إن الأصل في هذا التفاوت ليس هو مجرد الحظوظ الدنيوية، فالناس منازل في الدنيا، ولكن في الآخرة هم أيضا منازل، قد يكون الذين هم في الدنيا ضعاف وفقراء يكونون في الآخرة أرفع حظا عند الله وأرفع مكانة ورتبة، يرفعهم الله تعالى، ولو كان أهل الدنيا يحتقرونهم.
ورد في الحديث: رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره معناه أنه يوجد ضعيف متضعف، أشعث رأسه منتفش أغبر شعره وأغبر وجهه، ثيابه دنيئة ذي طمرين, الطمر: هو الثوب الخلق، مدفوع بالأبواب إذا طرق الباب فإن أهل الأبواب يردونه، ولا يأذنون له ولا يمكنونه من الدخول، ولا يمكنونه من الإطعام ولا يعطونه ولا يضيفونه؛ وذلك لاحتقارهم له لما رأوه بهذا المظهر، ولكن له قدر عند الله تعالى فالله تعالى قد يجيب دعوته لو أقسم على الله لأبره.
وفي الحديث المشهور يقول -صلى الله عليه وسلم- طوبى لرجل آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع يعني أنه ليس له معرفة بأحد، إذا سأل أن يشفع لأحد ما قبلت شفاعته؛ لأنه من عامة الناس ومن أفرادهم، وإذا استأذن على أحد من الأكابر حجب وطرد ولم يؤذن له، إن هذا هو الأصل في منازلهم عند الله.
وأما في الدنيا فالناس كما عرفنا الناس منازل، ومشاهد أيضا أن الأثرياء وأهل الأموال ونحوهم إنما يأذنون لمن هو مثلهم، فإذا طرق الباب إنسان له هيئة وله شهرة ومكانة أدخلوه وأكرموه وأجلسوه معهم، وإذا طرق الباب أحد العامة الذي ليس له مظهر وليس بمعروف حجبوه ومنعوه واشتغلوا عنه، وقالوا: صاحب البيت مشغول أوليس هو حاضر أو لا يتفرغ لمكالمتك أو مجالستك أو ما أشبه ذلك؟! هذه عادة الكثير من الناس.
كذلك أيضا يشاهد أن الكتاب والحجاب وأهل المكاتب الرفيعة؛ لا يجلسون عندهم إلا من هو في رتبتهم أو قريبا منهم عادة أو له مكانة مرموقة، وأما سائر المراجعين ونحوهم فيحيلونهم إلى غيرهم.
نقول: إن الواجب علينا أن ننزل الناس منازلهم التي يستحقونها عند الله تعالى، ننزلهم منازلهم التي يستحقونها؛ فنكرم أولياء الله الذين نعرف حبهم لله تعالى، وصدقهم مع الله وديانتهم وصلاحهم واستقامتهم، نكرمهم ونرفع مكانتهم، ونعرف لهم قدرهم ونحبهم ونقربهم، ونجالسهم ونؤانسهم ونقبل فوائدهم، ونطلب منهم الاستفادة ونفيدهم بما نقدر عليه؛ لأن هؤلاء لهم منزلة عند الله، ولو كانوا فقراء، ولو كانوا صغارا، ولو كانوا ما كانوا.


( عمر بن الخطاب رضي الله عنه ينزل الناس منازلهم )



.................................................. .............................

هذا حاصل حتى في العهد القديم في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو خليفة ينزل الناس منازلهم؛ فمثلا عبد الله بن عباس كان يدخله في المشاورات في مشاورات الأمور التي يستشير فيها غيره، إذا نزل به أمر أو أشكل عليه أمر مشكل دعا أكابر الصحابة وشيوخهم، ودعا معهم ابن عباس مع أنه صغير؛ عمره خمسة عشر أو سبعة عشر فكأنهم أنكروا عليه، وقالوا: كيف تدخل معنا هذا الفتى، إن لنا أولادا مثله فيقول -رضي الله عنه- إنه من حيث علمتم يعني أنه، ابن عم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأن له هذه المكانة في حفظه وفطنته وفهمه ومعرفته وإدراكه؛ فذلك ما حمله على أن ينزله منزلة أكابر الصحابة ومشايخهم وكبرائهم كعثمان وعلي وطلحة وسعد بن عبادة
ونحوهم من أكابر الصحابة؛ يجعلهم جلساءه ويجعلهم مؤانسيه ونحوه.
وكذلك أيضا كان يحترم القراء الذين حملوا القرآن وقرءوه وحفظوه؛ كهولا كانوا أو شبانا منهم الحر بن قيس يقول الحر بن قيس إنه جاءه عمه الذي هو عيينة بن حصن فقال: يا ابن أخي إن لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه.
وكان جلساء الأمير الذي هو عمر -رضي الله عنه- هم القراء كهولا كانوا أو شبانا؛ يعني كبارا أو صغارا كان يجالسهم؛ وذلك لأنه عرف مكانتهم وفضلهم عرف أنهم حملة كتاب الله، وحق لمن قرأ كتاب الله وحفظه، أن تكون له منزلة رفيعة حتى ولو كان صغيرا، ولو كان شابا ولو كان كهلا، فإنه يقدم على المسنين وعلى الشيوخ الكبار هذه منزلة حملة كتاب الله.
وكذلك أيضا حملة السنة وحملة العلم، وكذلك أيضا أهل الصلاح وأهل الدين وأهل العبادة وأهل الاستقامة لهم أيضا منزلتهم؛ ولهم مكانتهم، ولهم الاحترام ولهم التوقير؛ وذلك لأن لهم فضل عند الله تعالى، فكذلك يحترمهم المسلمون، ويعرفون لهم أيضا فضلهم، ولو كانوا من الفقراء، ولو كانوا من الأذلاء، ولو لم يكن لهم ولاية، ولو لم يكن لهم وظيفة، ولو لم يكن لهم أموال ولا تجارات ولا غيرها.
إذا كانوا صالحين مصلحين يقرءون القرآن، ويحفظونه، ويقرءون الكتب العلمية، ويحفظون منها ما يتيسر، ويعبدون الله تعالى ويطيعونه، ويتفرغون لعبادته، ويعلمون مما علمهم الله تعالى، فإن لهم على غيرهم المكانة والاحترام.
هذا مفاد قوله -عليه السلام- أنزلوا الناس منازلهم .


المصدر :
http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=...5901&page=5265
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-23-2010, 01:13 AM
وطفاء وطفاء غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

جزاك الله خيرا ام عبدالله
فعلا فمن كمال عقل المرء إنزال الناس منازلهم .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-23-2010, 07:08 AM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاكم الله خيرًا أختنا الكريمة
للفائدة :
حديث أن عائشة مر بها سائل فأعطته كسرة ومر بها رجل عليه ثياب وهيئة فأقعدته فأكل فقيل لها في ذلك فقالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزلوا الناس منازلهم
الراوي: ميمون بن أبي شبيب المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف أبي داود - لصفحة أو الرقم: 4842
خلاصة حكم المحدث: ضعيف
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-24-2010, 03:45 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

جزاكِ الله خيرا وشكرا على الأمانة العلمية
بارك الله فيكِ.
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منازلهم, أنزلوا, الناس, يحدث, شرح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 12:02 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.