انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات العامة ::. > ( القسم الرمضاني )

( القسم الرمضاني ) { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 06-04-2013, 12:49 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

أكيد أن هناك علاقة بين :
· القرآن
· وبين مرض الهوى
· والاستكبار
· والشيطان.
لما تقرئي جيدًا السورة بالتفصيل ستجد أن السورة تكلمت عن مرض الهوى وبالذات الاستكبار ومتابعة (هوى النفس) ، الهوى مرض عام والاستكبار أحد مظاهر الهوى، إذا أردت أن تعرف الاستكبار تقول: يتبع هواه، إذا أردت أن تتكلم عن الاستكبار تقول: الذي يستكبر يرى الحق أمامه ويتركه ويتبع هواه.

لو ركزنا جيدًا مع أننا الآن مررنا في هذه الدقائق سريعًا ، سنجد في أول السورة ذم لإبليس لأنه استكبر وفي آخر السورة نجد مدح للملائكة لأنهم لا يستكبرون وفي الوسط تجدين كلاماً عمن اتبع هواه سواء كان السامريّ أو كان هذا العالم، فتفهم أن هذه السورة لو ركزت جيداً ستصور لك حال أهل الهوى وبالذات القوم الذين أصيبوا بالاستكبار عن الحق والقوم الذين طمعوا في الدنيا وبسبب طمعهم بالدنيا وتعلقهم بها استكبروا عن الحق مع معرفته.
السامريّ يقال أنه عابد من بني إسرائيل ثم يأتي (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا) ولا زال عالمًا، والمعلوم أن إبليس يعلم عن ربه فكأنه يقال لك لا تتصور أن علمًا يدخل إلى قلبك يكفيك، لابد أن يكون مع هذا العلم ذُلّ وانكسار، فليس من ملك العلم يستطيع أن يعالج قلبه، القلب مملوء اهواء، لابد أن يكون عندك انكسار وذُلّ لتعالج الهوى، كم من حامل للعلم كان علمه سبب لكبره (وقوعه في المرض والهوى).

المقصد باختصار شديد : تريد أن تعالج هواك وبالذات الاستكبار؟
· اعتكف على سورة الأعراف
· وقرأ وكرر وزد
· ولا تنسى القصتين التي أتت فيها
· لا تنسى المثل.
· ثم بعد ذلك كله افهم ما معنى حرج من العلم
أن يدخل إلى قلبك العلم /ثم تتحرج أن تعيشه/تتحرج أن تنفذه/تتحرج أن تنكسر به/فتستكبر عليه.


ما هو الحرج؟
يجد الإنسان في نفسه حرج مما يعلم، ليس مباشرة الاستكبار لكن العبد الذي يعلم العلم ثم يجد في نفسه ضيق من العلم والانتفاع به والقيام به، مثلاً: أنت تعرف أن الناس ميزانهم عند الله ليس كميزانهم عند الخلق ثم تدخل على أحد ضعيف في نظر الخلق، وأنت أول نظرة إليه تشعر أنك أفضل منه مصيبة عظيمة تسرع إلينا، وعندك نصوص وآيات كثيرة تقول لك:
· ترى ذرة من كبر لا تدخل الجنة
· وأن الميزان عند الله ليس كالميزان عند الناس
· الفقراء يسبقون إلى الجنة، عندك

كل هذه النصوص وأنت في قلبك هذا المرض فتتحرج ويضيق بك المقام أنك تشعر أن تكون هذه أفضل منك، لا تقبليه وتعملين قائمة أنا عندي علم وهي لا أنا بنيت مسجد وهي لا، أعمل لنفسي قائمة لأخرجمن الحرج تشعرني أنني لست أقل منها، فأُعلّل بالهوى المرض، المسالة صعبة جداً وأنا اخترت الأعراف كمثال لأنها عجيبة في معالجة هذا المرض لمن فهم، الخطاب لمن يصلح له الخطاب.
هذا القرآن يعالج الوجدان وقلبك مكان للأمراض، احذر: العلم وحده لا يكفي لابد أن تدخل العلم ويكون على أرض ذليلة على أرض منكسرة، لا تكون أنت مصاباً بالهوى فتستخدم العلم لهواك ونحن نفعل ذلك طول الوقت ولا نشعر. سأضرب مثالاً اجتماعيًا: عندي ضيوف وكتبت قائمة للزوج ليأتي بها، نظر لها فلم تعجبه فقلت له ((وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ))[1]! الدليل في مكانه، الأسبوع القادم هو عنده ضيوف وكتب لي قائمة من الأشياء يريد أن أطبخها فأقول: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}[2] ! وكلا الدليلين صحيح لكن أنا استعملهما استعمالاً نفعياً على هوانا، وعد ما نفعله عندما يكون هناك موضوع ولا أريد أن يعرفه أحد أقول ((مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ))[3]وإن أردت أن أعرف شيء أقول (من لم يهتم بأمر المسلمين ليس منهم) وهكذا وهكذا ممارسات، والمشكلة الذي أكثر فهماً يعني الذي انطبق الهوى في قلبه وهو أكثر علماً أكثر مصيبة في هذا الأمر، لأن عنده أدلة كثيرة ويفهم أين يستدل بهذا هنا وأين يستدل بهذا هنا، فيستدل بأدلة كثيرة لكن كلها على النفعية والهوى.

وتصور أن هذه صورة الانسلاخ من الدين، {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ}[4]يقول أهل العلم: انسلاخه من معاني خروجه من التقوى، يخرج من التقوى مع بقاء المعلومات في عقله، فيستخدم المعلومات لهواه، والحل التقوى، سورة الأعراف تعالج الهوى، لو درست سورة الأعراف كما ينبغي فلما ترى نفسك تزيغ للهوى وأنت عندك علم فتقرأ:{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} إلى أن تصل {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }[5] المقصود هذا الذي تفهمه من السورة تأتي به لما يعمق فهمه وتذكر نفسك كل مرة تريد أن تستشهدي استشهاداً نفعياً متابعة
هواك بالدليل، المهم أنت أنظر إلى قلبك. ومن أجل ذلك نقول: ترى قاعدة الدين التقوى، كم مرة مدحت التقوى في كتاب الله؟
ــــــــــــــ
[1] "صحيح البخاري" (كتاب الأدب/ باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره/ 6018)، "صحيح مسلم" (كتاب الإيمان / باب الْحَثِّ عَلَى إِكْرَامِ الْجَارِ وَالضَّيْفِ وَلُزُومِ الصَّمْتِ إِلاَّ مِنَ الْخَيْرِ وَكَوْنِ ذَلِكَ كُلِّهِ مِنَ الإِيمَانِ / 182).

[2] سورة الإسراء:27.

[3] رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني.

[4] الأعراف175

[5] سورة الأعراف:176.
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0


التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الله ; 06-04-2013 الساعة 12:58 PM
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 06-04-2013, 01:02 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

بل كما ذكرنا سابقاً لما قلنا عن سورة الليل أنها سورة عظيمة وصفت الذي ييسر لليسرى: بثلاث أوصاف مختصرة، انظر لنفسك في الثلاثة وصوفات المختصرة، {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}[1] ولتفهمها أفهم عكسها، ما وصفه؟ {وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى}[2]، واحد يتقي وواحد يستغني، انتبه تأتي لحظات كثيرة يقع منا استغناء عن الله ونحن لا نشعر، لتكون من أهل اليسرى آتي بثلاثة صفات، ماذا تفعل
أعطِ+واتقِ+وصدقِ=سييسرك الله للتقوى

الثلاثة هذه: انظر للتقوى ومكانها وعظيم آثرها كيف
تسبب التيسر لليسرى، لو فهمت التقوى جيداً ستجدها
تشمل كل الحياة.

ردًا على إحدى الطالبات: طبعًا نتيجة كلامنا عن الكبر وفلانًا أحسن مني أو أنا أحسن منه، أحيانًا يحدث مع أولادنا، أن ولدي خامل وعنده طلاب في الفصل وحتى أجعله أفضل أقول أن فلانًا ليس أفضل منك، هذه الجملة نحن اعتدناها زمناً طويلاً، وتكلمنا بها بسهولة ولم نشعر بمردودها على المدى البعيد ماذا يكون، هذه المسألة ليس لها علاقة بالمقاصد، أنا لا أقصد أن يتكبر، لكن مردودها أن يتكبر، وأنت تعال لأي أحد وقول له ترى أنت فلان ليس أحسن منك يعني أنت أحسن، ما الذي سيقع في قلبه؟ تعال لفتاة وصديقتها وقول: ترى فلانة ليست أحلى منك ستشعر أنها أحلى، سيسبب لها النشوة في القلب (مشاعر) هذه هي البذرة التي ألقيها، وتصوري هذه الجملة تقال في السنة مثلاً خمسين مرة ماذا سيخرج، وبعدين خمسين مرة في توقيت أرضه خصبة وفاضية وأنا ألقيها وكل فترة أقول ترى فلان ليس أحسن منك ترى ما

في أحد في الفصل أحسن منك ماذا سيحصل؟ لكن غابت عبادة الاستعانة الذي هذا مكانها، فجاء بدلاً منها بدائل ضعيفة، وأنا دائمًا أكلمه عن {إياك نعبد وإياك نستعين}


على كل حال القصد صحيح لكن الطريق فاسد، وهذا الطريق الفاسد هو الذي افسد علينا كثير من الناجحين عندي كثير أطباء ومهندسين ومعلمين لكن إن اجتمعت ببعضهم تشعر أنهم يحتقروك طول الوقت، طبعًا لا أقصد الكل أنا أقصد البعض، لماذا؟ هل يتصور شهادة الدنيا التي رفعته هنا عند الله سترفعه؟ ما المشكلة؟ أنه تربى على أن الذي في الأمام اسمه حروف يرتفع مكانه والذي ليس أمام اسمه حروف وضعيف وليس له مكان، تربى على ذلك وهو يحصد ثمن التربية. على كل حال الكِبر هذا مرض يصعب الكلام عنه وتفصيله، نسأل الله بمنه وكرمه أن يزيدنا إيمانًا وأن يجعل هذا الإيمان سبب لدفع هذه الأمراض. لأن كلما زدنا احتكاكاً بالمجتمع كلما ظهرت أمراضنا، مثل الواحد جالس في مكانه لا يشعر بألم قدمه لكن عندما يمشى يشعر بآلام قدمه وهكذا، والمنعزل عن المجتمع يظن في نفسه أنه خير فإن احتك بالمجتمع
· وجد نفسه يدخل على هذا
· يجد نفسه أحسن منه
· ويدخل على هذا يحسده
وهو متصور من زمان أنه لا حاسد ولا متكبر إلى أخر ما نظنه في أنفسنا.


مرّ معنا أن العلم كلما زاد كلما شعر الإنسان بمرضه، وهذا يشهد له المثل المضروب في سورة الرعد {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ }[1] .

ما أجبنا عن الحرج قصدت أن تعرفي اتجاه السورة كيف يسر؟ بدأت السورة بالكلام عن إبليس الذي تكبر وانتهت السورة بالملائكة فكأنه يقال لك احذر أن تكون مثل ذاك وكن مثل هذا، ولا تعلل كل تعبك على إبليس فالذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها واتبعه الشيطان هو أولاً انسلخ ثم اتبعه الشيطان، ليس كل ثقلك تضعه أن إبليس فعل وفعل، فأنت أيضاً ممكن أن تكون أنت مريض كما وقع من السامري.

هذا نظر سريع لمواضيع السور وأنا اقرأ في السورة المفروض أشعر أكون دقيقة جدًا في الشعور بالانتقالات كم مرة قرأت سورة أولها يتكلم عن الأنبياء نوح ثم عاد أو بالعكس، وانتقل من نوح إلى عاد ولا أشعر أنها انتقالة ! فعندما تنظر للقرآن على أنه انتقالة على أساس أنه سور فأولاً حساسيتك تكون تجاه موضوعالسورة وتأتين به من قوة ملاحظتك للانتقالات التي تحصل، وعلى ذلك سوف افتح سورة الأعراف مثلاً فألاحظ البداية عموماً والنهاية وألاحظ أمر مهم أيضاً كم قصة ذكرت؟
هل ذكرت أمثلة في هذه السورة أم لم يذكر؟
هل فيها وصوفات أم لا يوجد؟
طبقت المواضيع على السور ، أي اسم تكرر في هذه السورة ؟
وهل تكرر اسم أو عدة أسماء مختلفة ؟






[1] سورة الليل:6،5.

[2] سورة الليل:9،8.
سورة الرعد:17.
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0


التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الله ; 06-04-2013 الساعة 01:06 PM
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 06-05-2013, 06:47 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي


سأضرب مثالين الآن :
سأبدأ بالشعراء لأنها الأسهل والأيسر، وبعد ذلك أنتقل للحج. لنذهب إلى سورة الشعراء، انظر الآية التاسعة بماذا خُتمت؟ خُتمت بـ (العزيز الرحيم) ثم أتى بعد ذلك قصة موسى، سنلاحظ أمرين الآن سنلاحظ بما ختمت الآيات وسنلاحظ ترتيب القصص.

لاحظي أن موسى ذكر أولاً، بماذا ختمت كل قصة موسى؟ آية 68 أجد أنها أيضًا ختمت بالعزيز الرحيم، وقبل ما يذكر موسى ختمت آية 9 بالعزيز الرحيم وكذلك قصة موسى، ثم أتت قصة إبراهيم عليه السلام؟ هذا لا يوافق الترتيب التاريخي وهل يمكن أن يكون الأمر كما اتفق؟ أكيد الجواب: لا.

ولاحظ في هذه المرحلة وأنا والقرآن ما عندي إجابات بعد، وهذا الذي يصعب علينا المسألة هذه الصبر، الواحد عندما لا يكون لديه صبر لا يعطي نفسه فرصة للسؤال، يجب عليك أولاً السؤال، الإجابة قد لا أجدها اليوم ممكن أن تجديها بعد ثلاث سنوات أو عشر سنوات. أتعلمين أنك كلما تسألين تتفكرين تعبدين الله؟! هل تعلم أن هذا نوع من العبادة تؤجر عليها، لأن قلبك مشغول بمعرفة معاني كلام الله. خطوط
سريعة ووجبات سريعة حتى الناس أصبحوا يبنوا بناياتهم سريعة، فبناءً على هذه سريعة صارت النفوس ما عندها صبر لأن تحتمل العلم، الناس ستة عشر سنة تبحث عن مسائل، لابد أن يحدث نوع من الصبر.

على كل حال انتهت قصة إبراهيم عليه السلام، نلاحظ آية 104 قصة إبراهيم ختمت بـ (العزيز الرحيم)إلى نهاية السورة قصص تتتابع وتختم كل قصة بـ (العزيز الرحيم )، ملاحظة مهمة إذاً تكرر في سورة الشعراء الاسمين العزيز الرحيم بعد قصص الأنبياء صار عندي سؤالين:
السؤال الأول:
ترتيب القصص لماذا أتى بهذه الصورة خصوصًا بين موسى وإبراهيم في هذا الموطن بالذات حصل اختلاف في الترتيب؟
والسؤال الثاني:
لماذا بعد كل قصة يختم بـ (العزيز الرحيم )؟

هذا أثر الملاحظة أنه يتبين لك في سورة الشعراء كذا وكذا وكذا.
· هناك أسئلة سهل الإجابة عليها ستجدين من يجيبك عليها في التفسير مباشرة
· وهناك أسئلة ستحتاج مزيد من البحث.
لكن انتبه يجب أن يحدث علاقة بيني وبين القرآن لا تنتقلي الى التفسير مباشرة واترك القرآن، أولاً تأمل كرر لاحظ كتاب الله بعد ذلك انتقل إلى التفسير.

في النهاية ستجد أن سورة الشعراء كرر فيها تسع مرات اسم العزيز الرحيم، لماذا تكرر؟
· ولماذا؟
· أتى الترتيب ؟
ننتقل إلى سورة الحج، نبدأ بآية 39 في سورة الحج، الأفضل من آية 58 وإلا سيطول بنا المقام، انظر الآية 58 انتهت بقوله تعالى :" وإن الله لهو خير الرازقين" 59 " وإن الله لعليم حليم "60 " إن الله لعفو غفور" اية 61 " وإن الله سميع بصير" 62 " وإن الله هو العلي الكبير" 63 " إن الله لطيف خبير" 64 " إن الله لهو الغني الحميد" 65 "إن الله بالناس لرؤوف رحيم" أكيد أن لها صلة ببعض!! تأتي في سياق واحد متتابعة أكيد لها صلة ببعض.

يعني تجد في كتاب الله :
· إما في سورة تتكرر اسم أو اسمين
· أو يأتي في سياق واحد مجموعة من الأسماء
كلها هذه تحتاج إلى إجابات إلى ملاحظة، تأتي في سورة مثل سورة طه تجد اسم (الرحمن ) يتكرر 3 مرات، وفي الشعراء تكرر اسم العزيز الرحيم تسع مرات وفي الحج تجد صفحة بالكامل يوصف الله بوصوفات. كل هذا يحتاج منا ملاحظات، أكيد أن هذا السياق له علاقة ببعضه مع أنه في الظاهر لا يظهر لك في أول قراءة لكن لو تأملت جيدًا سيظهر لك صلة، ثم سننتقل إلى التفسير. يعني لو قرأت هذه الصفحة في الحج دون أن يكون تركيزكم في القرآن أصلاً لن يظهر لك علامات استفهام ستقرأها هكذا وانتهى الموضوع، لذلك هناك مرحلة اسمها أنا والقرآن فقط قبل أن تفزعي للتفسير، ثم نتعلم كيف نستعمل التفسير، مشكلتنا أنه أنا والقرآن ليست موجودة كما ينبغي، لا يوجد ملاحظة أن السياقات قد تطول ثم يعود السياق مرة أخرى للموضوع الأول، ينفصل عقلنا عن المقصود، إذًا أول مرحلة لازم كلنا نشترك فيها أن يكون لي علاقة بيني وبين القران مباشرة علاقة بحث وتنقيب.

من هنا لغد أريد منك أن تقفي أمام سورة القصص فيها قصة موسى عليه السلام ، أريد أن تلاحظي عرضها في سورة القصص لاحظي انتقالاتها ولاحظي الخطابات فيها بحيث تكون نموذجًا لنا لملاحظة القصص.
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 06-05-2013, 07:02 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

اللقاء الثالث

على قدر رعايتك لهذا الشهر وكل من أحب شيئاً وتعلق به استعد له واستبشر بقدومه، فلا بد أن يكون هناك استعداد حقيقي، ولا يُستعد لرمضان إلا بالإيمان، وللإيمان عوامل لزيادته وأيضًا هناك عوامل لنقصانه، لكن نحن في هذا اللقاء فقط تكلمنا عن عوامل الزيادة، لكن لابدّ أن نشير باختصار لعوامل النقصان للإيمان في هذا اللقاء وبين عوامل زيادة الإيمان وعوامل نقصان الإيمان هناك عمل مهم لابدّ أن نقوم به ونكون في غاية الدقة وهو المحافظة على ما حصّلنا من إيمان.

يعني نستعد لرمضان بالإيمان وهو يزيد وينقص هناك أسباب لزيادة الإيمان هناك أسباب لنقصان الإيمان لئلا تنتقل من أسباب الزيادة إلى أسباب النقصان أو تتعرض للنقصان يجب عليك المحافظة على الإيمان لا تضيعوا إيمانكم معناه أن الإيمان ممكن أن يضيع بل تنبه جيداً إنك أنت أول ما تحصل ذرة من إيمان عدوك ينهض. سأضرب لك مثالاً من أجل أن تتصور: نذهب إلى العمرة في هذه الأيام، نطوف ونسعى، والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، غالبًا كثير من الناس يشتكوا أنه بعد أن تنتهي العمرة يجدوا أنفسهم دخلوا باباً من أبواب الذنوب ما كانت تخطر على خاطرهم أن يدخلونها بعد العمرة. مثلاً: يصبح الشخص عصبياً وبعد ما يطوف ويسعى ثم يجلس في مكان فيتخاصم مع الناس حوله في بيت الله أو تروح بيتها وتنام عن الصلاة من التعب، بماذا تفسر هذه الأحداث؟ أن العدو بمجرد أن رأى زيادة الإيمان وأسباب الغفران هجم على قلبك من أجل أن تقع فيما يضيّع الإيمان،فكلما قمت بعمل صالح صارت عندك مسؤولية عظيمة وهي المحافظة على الإيمان الذي أتاك من وراء العمل الصالح.

العمل الصالح يكون ناتج أسباب زيادة الإيمان، واتفقنا أنها مجملاً ثلاثة أسباب:
1. نتعلم العلم النافع
2. ونتدبر
3. ثم نعمل العمل الصالح، عملاً صالحاً
مبني على واحد تعلم وتفكر وتدبر أكيد يكون عمل يزيد إيمانه قوي، لكن العدو لا يتركك، وقتما يراك ازددت إيمانا ولو بمقدار ذرة يهيّأ لك يهيّجك لفعل يكون سبباً لنقص الإيمان، ولاحظ نفسك بعد الطاعة. فأنا الآن جمعت قلبي وبذلت جهدي أن أجمع قلبي في صلاة الظهر، ثم في صلاة العصر يقول لك الشيطان: يكفيك الظهر أنك أتقنته وبذلت جهدك وكنت جيّدة فيه فلا تتعب نفسك في العصر، فيوسوس لك بمشاعر تزهدك في الإحسان بالعمل الصالح، فعدوك يقطع عليك الطريق، ثم بالتدريج تتحول من أسباب زيادة الإيمان إلى أسباب نقص الإيمان.

ما المرحلة التي في الوسط؟
الذي يجعلني أتحول من تحصيل أسباب زيادة الإيمان إلى تحصيل أسباب نقص الإيمان هو أني وقت ما قمت بعمل المفروض يكون سبباً لزيادة الإيمان بعد أن انتهيت منه لم أبذل جهدي في حفظ إيماني وهذا أمر من الله ـ عز وجل ـ أن أحفظ إيماني، وسيمر علينا إن شاء الله نصله في الأمثال التي سنختارها في القراءة، ويأتينا أمره سبحانه وتعالى بأن نحفظ إيماننا،

ماذا يعني أن نحفظ إيماننا؟
يعني كل عمل صالح قمت به لن يتركك الشيطان تتمتع بأثره، ما أثر العمل الصالح في الدنيا؟ زيادة الإيمان والشيطان لن يتركك تتمتع بأثره وأثره زيادة الإيمان.

ما المطلوب منا؟
المطلوب منا أن نركز بعد أن نقوم بالأعمال الصالحة على المحافظة على الإيمان.

في هذه الدورة لن نتكلم عن أسباب نقص الإيمان، سنتكلم فقط عن أسباب زيادة الإيمان بكلام مجمل وقد مضى معنا ، وفي الهامش نتكلم عن كيف أحفظ إيماني؟قمت بعمل صالح كيف أحفظه؟ أهم شيء في حفظ الإيمان، الذل لله والتوسل له أن يقبل العمل الصالح ، كم أغفلنا الشيطان عن التذلل للرحمن أن يقبل منا ضعيف العمل الذي نقوم به. نحن نقوم بعمل ضعيف، وهذا العمل الضعيف لن ينفعنا إلا إذا قبله الله، و لك أن تتصور إبراهيم ـ عليه السلام ـ يبني الكعبة مأموراً من الله، ويبذل الجهد هو وابنه فقط، ولا آلات ولا شيء، يأتون بالصخور من الجبال، ويتحركون مسافة طويلة من أجل الإتيان بصخرة مناسبة، ثم بعد الجهد
هذا كله، يتوسلان لربهما أن يقبله، طيب هم عملوا أمرا أمروا به، وأحسنوا فيه ،لماذا يتوسلون أن يقبل منهم؟ لأن هذه الحقيقية لأنه ليس كل من عمل قـُبل، فمن التوفيق للمحافظة على الإيمان أن يقع في قلبك العناية بسؤال الله القبول. و(تقبل الله) هذه التي نقولها بعد المواسم كلمة أتت في مكانها لكنها تحتاج إلى قلب، فنحن عندما نرى بعضنا في العيد نقول لبعض تقبل الله، وهذه ليست كلمة تهنئة، هذه كلمة يجب أن يكون لها عمق في المشاعر أنني حقا ذليلة أمد الله في عمري وابلغني الشهر وعشتُ أيامه ولياليه ووفقت أن أصومه في مكان عظيم، وبعد هذا كله هل لي من هذا الجهد نصيب أم أنني أخذت نصيبي هنا ولم يُقبل عملي؟ هل دخل إلي الرياء وأنا لا أشعر، لو دخل الرياء ماذا أفعل؟ كل هذه التفاصيل التي أنا في غفلة عنها يجبرها كلها كلمة واحدة وهي أن تكون حريصاً على أن تتوسل إلى الله أن يقبل عملك و من ثم يبقى إيمانك.

إذاً من أجل أن نحافظ على إيماننا الذي أتانا من العمل الصالح لابد أن نطلب من الله أن يقبلنا، وهنا لا يصلح فقط اللسان، لابد من وجدان ذليل، لابد من مشاعر أن النعم التي أعيشها من أعظمها أني وفقت للعمل الصالح أن يشرح صدرك للعمل الصالح، وإلا الناس في ظلمة ومن يعرف ربه في نور ولا الناس في ضياع والذي استقام في سيره إلى ربه هو الذي نجا، لكن من نجّاك أولاً وآخراً؟ ما نجاك إلا الله ما شرح صدرك للإيمان إلا الله، فوجب أن يبقى قلبك ذليلاً له سبحانه وتعالى وهو يستحق أن تكون بين يديه ذليلاً، تطلب منه القبول.
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس
  #35  
قديم 06-05-2013, 07:05 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

إذن هذه أول نقطة:كيف نحافظ على إيماننا؟
أول ما نقوم بالأعمال الصالحة نتوسل إليه سبحانه وتعالى أن يقبلنا، وهذا الأمر ليس فقط في رمضان، نحن نتكلم من هنا إلى رمضان نحن نقوم ونصوم و نتلوا القرآن ونقوم بأعمال صالحة الآن، ونتدبر ونأتي إلى مجالس الذكر كل هذا لابد أن يكون في وسطه مشاعر توسل اقبلني يا رب. واحد يأتي ويقول: أكيد أنا على خير في الصباح أذهب مدرسة تحفيظ وأحفظ، في المساء أذهب إلى الدروس وأتعلم، وفي الليل أقوم الليل، من ذا الذي يسير على هذا السير ولا يفلح؟! نقول: هذا كله لا شيء لو لم يقبله الله ولا ينفعك إلا إذا قبله الله. إذاً كيف نحافظ على إيماننا؟ بعد ما قمنا بأعمال صالحة، يعني خروجك من بيتك ووصولك إلى هنا، حضورك في مجلس تحيط به الملائكة ويذكرك الله في من عنده، هذه من الأعمال الصالحة، لابد
من الذل للقبول، لابد أن تشعر أنك محتاج بعد أن قمت بالعمل أن يقبلك الله، هذه الخطوة الأولى من أجل أن نحافظ على إيماننا.

نأتي للخطوة الثانية:
من أجل المحافظة على الإيمان لابد من محاربة مرض عظيم يصاب به الخلق وهو مرض العُجب، العُجب من مهلكات الأعمال. كيف نحفظ إيماننا؟ ندفع عن قلوبنا خواطر الإعجاب بالعمل، وخواطر الإعجاب بالعمل ممكن أن تتحول إلى كلام، ممكن تتحول إلى تفاخر، وممكن تكون مجرد مشاعر، فالعُجب قد يكون كلامًا، يعني أنا معجب بعملي وأتكلم.

مثال: امرأة وفقها الله ـ عز وجل ـ لحفظ سورة من طوال السوار، فطيلة الوقت تثني على نفسها، وكيف أنها فعلت هذا الفعل في مدة زمنية مع انشغالها بأولادها، وأي أحد يقول لها لا أستطيع أن أحفظ تقول له: انظر إلي كيف أنني فعلت وفعلت وفعلت! هذا عُجب منطوق، وصل من قوته في القلب أن نطق به، أنتم ستقولون لي: يمكن ما كان قصدها؟ نقول: نعم صح هناك ناس يقولون مثل هذا الكلام جزمًا يقينًا ما يكون قصدهم، والله عز وجل يحاسب العبد على ما في قلبه، ولا نقول أن كل من يقول هذا الكلام شرط أن يكون معجباً بعمله، لكن أنت حافظ على إيمانك، ولا تعرض نفسك لكلام يمكن مع الأيام أن يسبّب لك العجب في نفسك وأنت لا تشعر. الكلام على ما قام في القلب، العجب مرض يبدأ من عند القلب وليس من عند اللسان، أحيانًا جارتي أريد أن أشجعها أقول كلمة من دقائق فعلي هي الصحيح ألا تقولها،لكن أنا قصدي التشجيع وليس قصدي العجب، نقول: هذا الكلام صحيح، لكن بقدر ما تستطيع لا تعرض نفسك لأن يضيع إيمانك، نقول لك: هذا خطر، طيب نريد أن نشجع الناس!

سير السلف كافية للتشجيع أطلع أنت من الموضوع وإذا مرة قل: عندنا أخت في التحفيظ حفظت مثلك، هناك لا تقول أنا! حفظ الإيمان أمر صعب لابد أن يكون الواحد دقيقاً لا يضيع إيمانه، لأن الشيطان يريد منك هذه الفلتات ليدخل إلى قلبك الغرور، وبناء على هذا أرتب مسألة بعيدة يقول بعض السلف: لازال الشيطان في حُزن ما دام الإنسان يقول: لا أدري بما يختم لي. يعني يكون إنسان صالح وتقي وكل علامات الإيمان فيه ومع ذلك طول الليل والنهار خائف من خاتمته، كلما خاف العبد من خاتمته كلما حزن الشيطان، وقع الحزن في قلب الشيطان لماذا ؟ كأنه أغلق عليه باب العجب، وهو يعلم الشيطان أنه لو

أدخل عليك العجب أذهب بك أنهاك أذهب عملك وأذهب كل ما قمت به ذهب عملك الذي أعجبت به، أما لو أعجبت بحالك فستكون مثل ذاك الرجل الذي عمل وعمل وبسبب ما معه من العُجب دخل النار.

العجب مرض خطير، المهم من أجل أن نحفظ إيماننا لابد أن نبعد قلوبنا عن هذا المرض، وطبعاً هذه النقطة الثانية مبنية على الأولى. وأنت مهما عملت ما عملت وباقي في قلبك قبلت أو لم أقبل لا أدري، لن تأتي لك اللحظة التي تعتقد نفسك أنك ذاك الذي قبل ولك مكانة، بل أنت تقول مثلي المفروض يفعل أكثر من ذلك، لأن العبد يحاسب على قدر ما أعطاه الله فلو أعطاك الله عز وجل شباباً صحة المفروض يكون عملك أكثر من عمل الرجل الضعيف، ولو أعطالك مالاً المفروض عملك يكون أكثر من الفقير، ولو أعطاك ذكاء وفطنة وفهماً المفروض جهدك واجتهادك وتعلمك أكثر من ضعيف العقل، ولو أعطاك لساناً طلقاً المفروض دعوتك إلى ربك تكون أكثر من العي الذي لا يستطيع أن يفصح عما في نفسه.

أنت فقط عدّ ما عليك من النعم وسترى عجبًا، وكيف أن فضل الله عليك كان كبيرًا، والواجب عليك أن تزيد ، ولا ترى أن ما قدمت فيه الكفاية، والله مهما عمل العبد لو ما قبله الله لا شيء، ومهما عمل لو قارنه بنعمة الله ـ عز وجل ـ سيكون لا شيء، لكن أقبل على ربك وأنت في حالين:
أولا: حال من التوبة المستمرة وهذه رقم ثلاثة من أسباب المحافظة على الإيمان، لأن كل عمل لابد يتخلله تقصير، فأنت بعد ما تعمل تتوب وتستغفر.

أسألكم بهذه المناسبة، ونحن في النقطة الثالثة: المجالس لما نجلسها ما دعاء ختمها؟ ((سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك)) أتعرف أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما ورد في الحديث أنه أمر أن تـُختم كل المجالس حتى لو كانت قراءة قرآن بهذا الدعاء، ولذلك أخرج النسائي في سننه باب ما يختم به قراءة القرآن وأخرج هذا الحديث. نحن متى نستعمل هذا الحديث؟ عندما نجلس مجلسًا يُخاف من اللغو فيه. تصور أنت جلست وقرأت القرآن بعد أن انتهيت من هذا المجلس، يعني أنت والقرآن تقول هذا الدعاء وحتى وأنت لوحدك، لأن أي مجلس يقال في ختامه هذا الدعاء يختم إن كان على خير فعلى خير، المقصود الآن أنك تقول دعاء مثل هذا معناه أنت تستغفر الله بعد العمل الصالح، ومثله وأوضح منه خروجك من الصلاة واستغفارك ثلاثاً، واضح أنك كنت بعبادة.
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس
  #36  
قديم 06-05-2013, 07:07 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

فأنت تخرج بهذين الأمرين:
1. التوبة وهي أحد أسباب المحافظة على الإيمان
2. بالذل وبالرجاء أن يُختم لنا بخير، نقبل عليه ونحن راجين أن يختم لنا بخير.

ونحن نتكلم عن النقطة الثانية دخلنا إلى النقطة الثالثة، وقلت : وأنت تسير إلى ربك اطرد عنك مرض العجب، أنت تسير إلى ربك وأنت سائر في قلبك أمرين مهمين:
· طيلة الوقت تجدد التوبة والاستغفار وما يلحقها.
· ومن جهة أخرى ينظر الله إلى قلبك وأنت تحمل هم خاتمتك، بماذا ألقى الله؟

فالنقطة الثالثة: حتى نحافظ على أعمالنا نكثر من التوبة، كلما تبت واستغفرت كان هذا سبباً لحفظ العمل. يعني حتى سؤال الله حسن الختام هذا ليس سؤالا باللسان فقط، يعني هذه حال يمر بها القلب لا تنفك عنه، فطيلة الوقت وأنت قلبك يحمل هم اللقاء، كيف سألقاه؟ كيف يكون حالي وقتما ألقاه؟ وهذا هم ليس محزنًا ولا مخيفًا دائمًا، بل تمتزج فيه المشاعر بين الفرح والحزن والخوف، مثلما الخلق يواعدون عظماء، فأحدهم يقال له عندك موعد مع الملك ماذا يحصل في قلبه؟ كله مع بعضه مشاعر مختلطة، فهذه المشاعر المختلطة من فرح وحزن وخوف، هذا ما يجب أن يكون في قلبك لأنك ستلقى العليّ العظيم سبحانه وتعالى الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، فلمّا تفكر في لقائه، وطيلة الوقت وأنت تفكر كيف تلقاه لما ينظر الله ـ عز وجل ـ إلى قلب اعتنى بالتوبة المتكررة، وأصبح همّه كيف سألقى الله؟ هذا هو طريق السلامة مع الله، وليس طريق السلامة أن تكثر أعمالاً وتظن نفسك قد أصبت، هذا يؤدي بك إلى العجب.

مرة أخرى أقول النقاط الثلاثة:
نحن نناقش الاستعداد لرمضان بالإيمان، وقلنا أن هناك أسباب لزيادة الإيمان، وله أسباب نقص ، فعن اليمين أسباب زيادة الإيمان وعن الشمال أسباب نقص الإيمان، فانتبه وأنت مقبل على هذا الشهر الكريم أن تكون أخذت حظك من أسباب النقص، وإذا أكثرت من أسباب النقص سيأتي رمضان وتجد نفسك هلكت، لابد أن تأخذ أسباب زيادة الإيمان من أجل أن تقبل على هذا الشهر وأنت في أحسن حال.

في الوسط بين أسباب زيادة الإيمان وبين أسباب نقص الإيمان هناك عمل يجب أن تعمله حتى لا تتحول من الزيادة إلى النقص وهو المحافظة على الإيمان. يعني كلما كسبت إيماناً من أعمالك الصالحة التي تقوم بها كلما تراها ثروة تحتاج إلى محافظة، وقلنا هذا الكلام سنقوله في الهامش.

كيف أحافظ على إيماني؟
ذكرنا إلى الآن ثلاثة طرق:
أول طريقة: أنه أول ما تنتهي من العمل الصالح كان دقيقاً أو عظيماً، طرقت باب جارتك وسألت عن حالها وانتهى هذا النقاش وأنت في قلبك أصلاً لم تفعل هذا الفعل إلا ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِي جَارَهُ))[1] هذا نوع من أبواب زيادة الإيمان أن تكرم هذا الجار، انتهينا وكلمت هذا الجار وأحسنت إليها في الكلام هذا العمل يزيد الإيمان ماذا تفعل بعد ما انتهى هذا النقاش البسيط؟ أن تسأل الله أن يقبل لك هذه الخمس دقائق التي فعلت فيها فعلاً يحبه الله.

أنت الآن تخرج من بيتك إلى هنا وتخرجي من هنا، وأنت قادمة مهم جداً أن تحرر لماذا تأتي؟ وأنت خارجة انتهى الموضوع الآن ماذا ستفعلين؟ تسألي الله أن يقبل منك حبس نفسك ثلاثة أو أربعة ساعات من أجله، حبست نفسك عن محابك وجلست في مجلس تعلمين أنه مجلس يحبه الله، لماذا يحبه الله؟ لأن فيه ذكره، وأنت لم تخرج إلا لأجل أن تذكره، وتحيط بك الملائكة ويذكره الله في من عنده، فتسألي أن يقبل منك هذا العمل فأحفظ إيماني بأني كل ما قمت بعمل اسأل الله القبول، ولا تسأل عن قلب غافل عن هذه المسألة، لأن هذه الغفلة لا دليل على أني لا أحفظ إيماني، أنا أكلمك وأقول لك: لا تجعل الإيمان عمل من المعتاد القيام به أعمال الإيمان فقط عمل ونقوم به وانتهى ونرميه وراءنا لا يصح، لابد أن أشعر أن التوفيق الذي حصل لي أن أقوم بعمل صالح شكره أن أتذلل أن يقبلني الله عز وجل، اعتني بالعمل الصالح في ابتدائه واعتني به في نهايته، وكل مرة اسأل الله القبول بعدما أنتهي من العمل الصالح، وكلما سألت الله القبول كلما فتح لك أبواب وشرح صدرك للأعمال الصالحة كلما قوي ذكرك له سبحانه تعالى.

ممكن مع كثرة الأعمال الصالحة يحصل في النفس العُجب، فنقول: من أسباب المحافظة على الإيمان محاربة أمراض القلب عمومًا وعلى الخصوص مرض العجب، فلو تبرع العبد بمثل جبل أحد ذهبًا وهو يريد

الناس كان هذا عليه عذاب، طيب لو تبرع من أجل الله ثم وجد نفسه فخورًا بما فعل كما يعبرون، ويرى نفسه أنه أنجز إنجازاً ما أنجزه غيره، هذا يسبب أن هذا الجبل الذي مثل جبل أحد يصبح ولا مثل الحصى في ميزانه!! ذهب بل وهو آثم، فانظر كيف يُذهب الإنسان عمله الصالح يُذهب إيمانه بمثل هذا المرض، إذاً تذلل لله واطلب منه القبول، وإذا شرح صدرك للأعمال الصالحة فكن حذراً من العجب، والذي يسهل عليك أن تكون حذر من العجب أنك تنسى الأعمال الصالحة لا تعمل لك قائمة أنا ذكرت أنا سبحت اليوم مئة مرة وذهبت وبنيت مسجد أنا فعلت لا تعمل قائمة لا تحصي على الله، إذا أردت أن تحصي أحصي ذنوبك أما أعمالك الصالحة كن على يقين أنها لا تضيع.

ونسيان العمل الصالح هذا أحد أدلة الذُّل لله، فلما تنسى ما مضى من الأعمال الصالحة أنك فعلت وفعلت ، تنساها نسيان تفاخر يعني كلما نسيت كلما دل على ذُلِّك لله ـ عز وجل ـ . انسي الماضي، لا تحسبي ما شاء الله لي خمس سنين أتصدق على فلانة لا نريد الذي في الوراء انسيه، والذي في الأمام فكري نفسك أني أخر الشهر لا أنسى أني افعل كذا هذا في المستقبل، لكن على الماضي ما تحسبي كم سنة وأنت تتصدقي مثلاً، النسيان المقصود على ما مضى.

الأمر الثالث من طرق الوصول إلى المحافظة على الإيمان: التوبة. أكثِر من التوبة، كل ما تبت وصدقت توبتك حتى سيئاتك تتحول إلى حسنات!! فيزيد إيمانك.

على كل حال تـُعد إلى عشرة أسباب للمحافظة على الإيمان، لكن يكفينا هذه الثلاثة في هذه العجالة. الكتب التي تتكلم عن زيادة الإيمان ستتكلم عن المحافظة على الإيمان، مثل كتاب الشيخ عبد الرزاق البدر الذي يتكلم فيه عن أسباب زيادة الإيمان وفي ضمنه كلام عن المحافظة على الإيمان.
انتهينا من المحافظة على الإيمان.

نعود إلى أصل موضوعنا، ذكرنا أسباب زيادة الإيمان على وجه الإجمال وتوقفنا عند أول سبب وقلنا أنه أهم سبب وهو العلم النافع، وذكرنا أن العلم النافع له رأسان لا ثالث لهما:
· أن تنكب على كتاب الله.
· وأن تعتني بسنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ



[1] "رواه البخاري" (كتاب النكاح/ باب الوصاة بالنساء/ 5185).



التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس
  #37  
قديم 06-05-2013, 07:09 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

واتفقنا أنه في المقدمة سنعتني بكتاب الله، خصوصاً أن قيام رمضان وأوقات رمضان لابد أن تكون عامرة بقراءة كتاب الله، ولا زلنا نقول: تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة،الذي ستجمعه في الرخاء من فهوم ستتبين لك وبسرعة وأنت في وقت الشدة، يعني بدل ما تكون في رمضان تبحث ما معنى هذه الكلمة؟ اجعل هذا العمل في الرخاء، عندما تأتي الشدة ستجد هذا الأمر له أثر عليك.

واتفقنا على آخر كلام نظر وهو كلام قتادة رحمه الله، قال قتادة رحمه الله: ”ما جالس أحد كتاب الله إلا قام عنه إما بزيادة أو نقصان“. متى تأتي الزيادة من كتاب الله؟ عندما تكون شديد الملاحظة، عندما تفهم أن هذا القرآن يخاطبك لا يخاطب الناس، عندما تسمع مثلاً عن بني إسرائيل وما تعتقد أنك تسمع تاريخاً، أنت تسمع عن بني إسرائيل من أجل أن تحذر أن تكون فيك صفة من صفاتهم السيئة، أو تسمع عن بني إسرائيل في أول الأمر وترى كيف أن الله فعل بهم وأعطاهم وإلى أخره.

أنت تسمع عن الأقوام ليس من أجل أن تقرأ تاريخًا مجردًا! أنت تعرف الله هنا، وهذا أهم ما في القرآن من أوله إلى أخره القرآن من أجل أن تعرف الله الذي أنت له عبد، ألا يجب على العبيد أن يعرفوا سيدهم ومالكهم؟! يجب عليهم من أجل أن تستمتع بعبوديتك، ترى أنت في العبودية عبد، لكنك لابد أن تعتز بعبوديتك له، عبودية الخلق للخلق عبودية مصّ دماء يعني لو واحد عبد لواحد يمص دمه، لكن عندما تكون عبد للملك العظيم إنما هي عبودية تستمتع فيها، يقال لك: أي هم ضعه عند بابه، أي حاجة اسأله، أي أمر تريده في نفسك أو في أبنائك اسأل الملك الذي يملك كل شيء ويعطيك، يقال لك: فقط قل: حسبي الله وكفى، يعني هو كافيني وحسبي ومرادي عنده، فهذه عبودية شرفـ أن يقال لك: لا تحمل هم أي شيء، فقط أنت فقط أطعه وسترى آثار طاعته أنه يغنيك ويشرح صدرك وييسر لك أمرك ويبعدك عن الضلال ويوصلك إلى الهداية، بركات تنزل {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}[1] لماذا هذه الآية بعد هذه الآية ؟لماذا الخبر الذي أتانا أننا خلقنا ليعلم الله أينا أحسن عملاً بعد أن أخبرنا بأنه له ثلاثة صفات:
· أنه تبارك ينزل البركات .
· وأن له ملك كل شيء



· وأنه على كل شيء قدير.
يعني يقال لك: أن هذا الملك العظيم الذي وصفه أنه على كل شيء قدير والذي ينزل البركات اختبرك هل تتعلق به وتطلب البركات منه أم يتشتت قلبك؟ واختبرك بأن هذا الأمر غيب لكنك ترى آثار كمال صفاته.

الإنسان بدون القرآن يرى آثار الكمال في كل شيء لكن لا يعرف يترجمها، بالقرآن سيترجم الإنسان ما يشعر ويرى ويتيقن من آثار الكمال في كل شيء هناك كمال:
· في أفعاله فيّ كشخص
· في أفعاله في الكون
· في خلقه سبحانه تعالى

كل شيء فيه كمال، أنت لا تعرف تترجمه إلا إذا عرفت الله من كلام الله. بمعنى مثلاً: واحد متخصص في التشريح وعندما يشرح جسم الإنسان يرى عجبًا من دقة الصنع، لو لم يكن يعرف ربنا ينظر له ويقول: أكيد الذي صنع هذا الصنع له صفات كاملة أنه كذا وكذا وكذا، هذه الصفات التي رأى أثرها في المصنوع لو فتح كتاب الله سيجدها بينة واضحة وصف الله بها نفسه، فماذا يجب أن نفعل؟ عندنا نقطتين:
· أتعلم العلم النافع أولاً
· ثم أرى في الكون
لماذا؟ لأن كلما أخذت وتعلمت من كتاب الله كلما بدأت أفسر صحيح كل الأفعال وأعرف انسبها إلى الله، وهذه عندنا مشكلة عظيمة في نسبة الأفعال.

ما موقفي أولاً من أجل أن أقوم عن القرآن بزيادة؟
لابد أن أنظر للقرآن على أنه كتاب خوطبت به، وأن المطلوب أن أعرف الله من كتابه، والله عز وجل عرفني بنفسه وهذا أول مبحث وأهمه كما اتفقنا، أن أول مبحث وأهم موضوع نهتم به ما ورد عن الله ـ عز وجل ـ من أسمائه وصفاته سبحانه وتعالى.

من المواضيع المهمة: أن الله عز وجل بعد ما أخبرني عن صفاته أراني آثارها في القوم الذين مضوا، أراني كيف يعامل المؤمن ويعامل من كفر، يعامل من استغاث به ويعامل من أعرض عنه، إذاً ستجدين في قصص



القرآن آثار صفات الله ـ عز وجل ـ. يعني القرآن هذا كتاب تعرف الله به تعرفه بأسمائه وصفاته وأفعاله، تظهر لك في ثنايا القصص كيف أنه يعامل خلقه، يظهر لك أيضاً في ثنايا الأمثال وترى علمًا عظيمًا، ويظهر لك في ثنايا الأوصاف التي وصف بها أهل الإيمان أو وصف بها أهل الكفر أو وصف بها الناس على وجه العموم.

النقطة التي سنهتم بها ما هي؟
· أسماء الله ـ عز وجل ـ وصفاته.
· ثم ثانياً بالقصص في القرآن.


[1] سورة الملك:2،1.
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس
  #38  
قديم 06-05-2013, 07:17 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي


أنا الآن أريد أن أصل إلى أن يكون القرآن سبباً لزيادة الإيمان، فماذا أفعل؟
أول شيء، هناك عبادة اسمها عبادة التدبر، ويجب أن تفهمها جيدا حتى لا تصبح هي بنفسها مشكلة علي، لأن نحن الآن نقول: يجب علينا أن نتدبر القرآن، ما هو فعل التدبر؟ فعل التدبر أصلاً أن تأتي بالكلام الذي تسمعه من أوله لأخره ومن أخره لأوله، يعني التدبر من دبر الشيء، أي من نهايته، ترده من أوله إلى آخره ومن آخره لأوله، أي تقلبّه في عقلك مرة واثنتين وثلاثة ، فهل نحن نفعل هذا الفعل أم مباشرة أول ما أقول أريد أن أتدبر نفتح كتاب التفسير ؟ غالبنا عندما يريد أن يتدبر يفعل ذلك، نقول: لا أخطأت. نقول: أخطأت، أولاً أنت والقرآن، يجب أن أعرف أصلاً أنا عن ماذا أبحث؟ يجب أن تمسك كلام الله نفسه وتقرأه مرارًا وتكرارًا إلى أن يتبين لك الأمر، لا نريد أن تفسر، لكن فقط نريد أن تظهر لك علامة استفهام. غالبنا يقول: فتحت التفسير وما فهمت، ولم أخرج بالنتيجة المطلوبة، لماذا؟ لأن عقولنا لابد فيها أن تفتح علامة استفهام أولاً ثم نجيب عليها، لكن أنا أصلاً ليس حاصل لي أن أعرف ما الشيء الذي أبحث عنه.

سأضرب مثلاً: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}[1] السؤال يقول القرآن هدى للمتقين فقط أو هدىً للناس كلهم ؟ يعني أنا ما أهتدي به إلا إذا كنت متقيًا أو هو الذي سيوصلني للتقوى؟ الله عز وجل يقول { هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } يعني المفروض تأتي ومعك تقوى. هذا من المحفوظ الذي كل الناس يحفظونه أول خمس آيات في سورة البقرة غالب الناس يحفظونها، هو هدى للمتقين، هل آتي ومعي تُقى ثم ينفعني، أم منه
سيأتي التقى؟ وهذا السؤال يفهمك ماذا يحدث، كثير من الناس تريد ابنتها أن تهتدي فتأخذها لمدرسة تحفيظ وتظن أن بمجرد دخولها مدرسة التحفيظ ستكون النتيجة الهداية، ثم تشتكي الأم وتقول: ما زالت كما هي، هي تظن أن هذه المدرسة أو هذا الحفظ هو الذي سيأتي بالنتيجة.

انظر ماذا يقول صحابة النبي صلى الله عليه وسلم: " تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن"[1] هذا يفسر لك كلامهم ، يعني الإنسان يأتي وفي قلبه تعظيم لله، تعظيم لكلام الله، لو أتيت وفي قلبك تعظيم لله وتعظيم لكلام الله سيكون كلام الله هداية لك. لو هذا الشخص ليس معه قبول للإيمان سيستخدم هذا الجو فيما يريد وعلى هواه، وقد يُفسد لي الجو. الجماعة الذين في المدارس ويمارسون يعرفون هذا الكلام جيداً، نعم الخلطة لها أثرها، لكن لابد أن يكون في القلب شيء من الإيمان.
· نحن لا نريد أي شيء نريد تعظيمًا للقرآن
· شعور أن هذا القرآن هو كلام الله
· شعور أنه يهدي للتي هي أحسن، يهدي للتي هي أقوم
· (شعور ) وبعد هذه المشاعر يهتدي الإنسان.

وهذا ليس كلامي، الله عز وجل يقولك { الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } يعني سيكون سبباً للهداية على قدر تقواك هذه القاعدة الأساسية: كلما زدت تقوى كلما زاد هدايتك بالقرآن. المثل مضروب لسؤال الاستفهام، المفروض أن هذه الآية تثير استفهامي، أن المفروض أدخل على القرآن بماذا؟ هذا القرآن هدى لمن؟ مثلا: أنا مقبل وأريد أن أتدبر، لا تتصور أنه سيُفتح لك أبواب في فهمه وأنت ما قدمت بين أبواب فهمه شيء من الُتقى، يجب أن يكون لديك شيء من التقى تتقي الله، وكلما زدت تقوى كلما فتحت كلام الله وشرح الله صدرك وأفهمك، لذلك كثير من الناس تقول: عندما نقرأ القرآن في رمضان كأننا نقرأه أول مرة، وهناك آيات تمر علينا وكأننا أول مرة نقرأها، لماذا؟ لأن جو من التقى حصل في رمضان سبب للإنسان انشراح الصدر.






أولاً مهم جداً أنا والقران نريد سؤال استفهام ولا نريد إفتاءات وواحد يقول: أنه تبين لي من خلال قراءة، نحن فقط نريد الذي موجود في كلام الله، لا نريد تفسير الآيات ما وصلنا إلى هذا، فقط نريد أن نلاحظ يصير عندي علامة استفهام.
الآن مفروض يصير عندي علامة استفهام في موطنين:
· أسماء الله
· والقصص في القرآن.
أنا الآن أناقش المسألة من جهة الموضوعات، أي: نحن اتفقنا على خمس موضوعات سنهتم بها على المدى الطويل

أولاً سنهتم بموضوعين:
· أسماء الله عز وجل وورودها في كتاب الله .
· والقصص في القرآن .
وسنضرب أمثلة على هذا وهذا.
[1] سورة البقرة:2،1.



[1] سنن ابن ماجة وشعب الإيمان للبيهقي عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَنَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ فَتَعَلَّمْنَا الإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا ».
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس
  #39  
قديم 06-05-2013, 07:22 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي


في أسماء الله عز وجل وصفاته وأفعاله هناك عبادة عظيمة لابد أن نقوم بها، وهذه العبادة لا تحتاج إلى تفسير ولا لغيره، فقط تحتاج أن تركز وأنت تقرأ كلام الله. سنبدأ بالأولى، أنا والقرآن، لنضرب مثال في سورة الروم آية 21،22، 23، 24 .

الآن أنا سألاحظ ثلاثة أمور :
· أسماء الله
· صفاته
· أفعاله.
وسأرى آثار هذا علي، يعني أي عبادة هذه التي سأعبد الله بها وقت ما أصل لهذه النقاط؟ في الآية 21 ما هي الآية التي يلفت الله نظرنا إليها؟ لتسكنوا إليها؟ {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون} يعني كل ما رأيت كيف الله عز وجل جعل في الحياة الأزواج وأنزل هو سبحانه وتعالى المودة والرحمة بينهم، وأن العقل المجرد يقول: أن شيئًا تحتك به وقتاً طويلاً
ستمل منه، ممكن كثير من الصغار الذين لم يعيشوا هذه الحياة تقول: كيف يبقى زوجي طول هذه الأيام؟ تتصور أن طول المدة يسبب الملل، المنطق يقول لأن يسبب الملل لأن من عادة الإنسان أن يمل، لكن لابد أن تعرف أن الزواج آية من آياته وأنه سبحانه وتعالى هو الذي ينزل المودة والرحمة، انظري أخر الآية: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون} يعني هذه المسألة تحتاج إلى تفكر: كيف الله عز وجل يعمر البيوت رغم اختلاف الطباع؟ كيف يجمع هذا مع هذا؟ كيف يجتمعون ثم ينسجمون مع اختلاف طبائعهم وتفكيرهم؟ كيف يتحول الأمر إلى أمر طبيعي ويقبله كل الخلق؟ مثل هذا يحتاج إلى كثير من التأمل ، ولا نحن في أول الحال اثنان أخوان طباعهم مختلفة لا يستطيعوا أن يجتمعوا في مكان واحد، لكن انظر كيف الله ـ عز وجل ـ يلائم بين هؤلاء لدرجة أن كثير من الأزواج تجد أن كلامهم أصبح أسلوب واحد، تجد أحيانًا أنهم ينسجمون انسجاماً تاماً، والذي سبب هذا الله آية من آياته سبحانه وتعالى تحتاج إلى تأمل وتحتاج إلى تفكر، لكن من يتفكر؟ الذي يفهم جيداً، يعني كل مرة سنرى أزواج سنقول: ما جمعكم إلا الله، ولا ألف بينكم إلا الله، ولا أبقى بيوتكم إلا اللههنا سنعبّر بتوحيد الربوبية.

الآيات التي بعدها الآن : {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ} ومن آياته خلق السموات والأرض ..ثم اختلاف ألسنتكم : يعني اللغات، كلما سمعت وخصوصًا في الحرم الناس يتكلمون بلغات مختلفة بدون تعلمك للآية تقولين: سبحان الله، لكن لما تتعلمي هذه الآية ماذا سيقع في قلبك؟ ترددين الآية {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ} وقت ما تسمعي هذه الأصوات المختلفة تقولي: يقول سبحانه وتعالى في سورة الروم { وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ } هذه من آياته سبحانه وتعالى وتسبحين. العاميّ الذي ما عنده تدبر يمكن أن لا يلفته وإذا لفته ممكن أن يقول سبحان الله، لكن أنت التي تعلمت تجيبين الآية يقول سبحانه وتعالى في سورة الروم كذا وكذا." وَأَلْوَانِكُمْ " نفس الكلام كلما رأيت لونًا كلما اعترفت أنه والله ما أعطاك هذا اللون إلا الله، يعني تحرير توحيد الربوبية في مواطنه، والربوبية هي أفعال الله، الله ـ عز وجل ـ رب له أفعال أين أفعاله؟ في كل شيء.

المطلوب منك توحيده وله قاعدة عامة كل الناس معترفين أن لهم رب إلا الملاحدة اتركيهم، أنت الآن تزيدين عن هؤلاء الناس حتى أهل الإسلام بمرحلة اسمها تحرير توحيد الربوبية، ما معنى التحرير؟ يعني كل موطن تجدين فيه آية من آيات الله تدل على فعل من أفعاله تأتي إليها وتفردين الله بها، تقول: ما علّم الناس
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس
  #40  
قديم 06-05-2013, 07:34 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

الألسنة المختلفة يعني اللغات المختلفة إلا الله، يعني تفرديه بالفعل، إفراد الله بأفعاله هذا توحيد الربوبية، فانظري إلى الأفعال التي ذكرها تعالى في كتابه سبحانه وتعالى وافرديه بهذه الأفعال:
· ما جعل هذه العوائل تقوم إلا الله
· ما خالف بين هذه الألسنة وجعل هؤلاء يتكلمون هذه لغة وهؤلاء يتكلمون هذه اللغة إلا الله
· ما غاير بين الألوان إلا الله.
انظر هذا التحرير وهذا كله معتمد على أنك قرأت آية ورأيت أفعال الله ثم صادفتيها في الكون ثم انتقل عقلك إلى الآية التي قرأتها، الآن رأيت ألوان مختلفة ورأيت ألسن مختلفة في الكون عقلك ينتقل إلى الآية التي قرأتها في سورة الروم وتردي على نفسك والله ما غاير بين ألوانهم إلا الله وما غاير بين ألسنتهم إلا الله ولا أعمر بيوتهم إلا الله. هذا كله اسمه توحيد الربوبية، المشكلة أن نحن حتى في أنواع التوحيد الناس يحفظونها تقول ما توحيد الربوبية يقولون توحيد الربوبية إفراد الله بأفعاله طيب ما أفعاله؟ أفعاله هذه التي أنت تعيشها ليلاً ونهاراً. يعني في سورة الليل مر معنا والليل إذا يغشى كل مرة الناس يستمتعون بها بالغروب ومنظر جميل المفروض هنا يحصل توحيد الربوبية، يعني تقول هذه الشمس عبد خلقه الله وهاهي تغرب بأمره، وهاهو الليل يغشانا بأمره، ما غشانا الليل إلا من فعله.

فانظر الآن عندما تمارس هذا ليلاً ونهاراً مع النصوص أي غفلة ممكن أن تصيبك؟ المفروض لا تأتي هذه الغفلة لأنك أنت تقرئين أفعاله وتنقل هذه الأفعال للحياة التي تعيشينها ثم كل مرة تمر عليك تنبهي نفسك أن هذه الآية قرأتها في كتاب الله. الختمة الأولى فهمت أنه يرسل السحاب ما ركزت في أي موطن، في الختمة الثانية سأركز تمام هذه الآية وردت في سورة كذا، وكلما تمرنّت على أنك تأتي على أفعاله سبحانه وتعالى وتأخذ الآيات التي وردت فيها وتعايشها وتفردي الله ـ عز وجل ـ بها كلما قوي في قلبك الإيمان، لأن هذا التوحيد، توحيد الربوبية، أصلاً ما هو الإيمان بالله؟ الإيمان بالله هو أنواع التوحيد الثلاثة، تؤمن بالله يعني توحده ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، هذه هو معنى الإيمان بالله، إذاً معنى ذلك من أجل أن تزيد إيمانك بالله تعال لتوحيد الربوبية وحرره أي خرّجه من المحفوظات إلى الواقع.

لنرى الآية التي بعدها {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ * وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}

مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}
النوم آية من آيات الله ، في الواقع الناس مهما دافعوا النوم يغلبهم هذا يعني أنه آية من آياته مهما كان الإنسان قويًا ومهما كان الإنسان منظمًا ومهما كان الإنسان لديه شيء مهم مع ذلك ينام تغلبه هذه الآية، فنومك بالليل آية من الآيات، فتصوري كل مرة ينام الناس في الليل وتجد أنه شيء طبيعي أن يناموا، ماذا تجد في قلبك؟ تجدين في قلبك أن هذه آية ما كان النوم يغلبك هذه الغلبة إلا لأن الله جعله عليك آية، ولا أنت تقول سأقاوم وسأبذل جهودي وسأقاوم، انظر مهما قاومت في النهاية ستنام كلنا معترفون بهذه الآية كلنا نشعر بها فيحصل النوم في الليل وجزء منه في النهار وابتغاء الفضل في النهار .

الآية 24 {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} إذًا البرق : الناس يتعلمون أنه ظاهرة طبيعية أنت المطلوب منك أن تحرر المسألة تحريرًا إيمانيًّا، فالبرق هذا آية من آياته يعني فعل من أفعاله أن الله ـ عز وجل ـ يرينا البرق، يعني فعلًا من أفعاله أنه يرينا البرق كما أن فعلًا من أفعاله يرسل الرياح، كما أن فعلاً من أفعاله يغشانا الليل، يعني أنت الآن أمام أفعال يجب عليك تحريرها، تحررها بمعنى إنك تأخذها من الآية القرآنية وتنقلها إلى الواقع وكلما رأيت الآية الكونية راجعت الآية القرآنية وأهم شيء أنك كلما تراجع توحد الله تقول : ما أتى بهذا البرق إلا الله.

نفس الآية : {وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} الآن كل مرة ينزل فيها المطر المفروض أن يقع في قلبك توحيد الربوبية، ما أنزل المطر إلا الله، تقولين أنا مؤمنة بهذا كله على وجه الإجمال نقول هذه مشكلتنا مع الإيمان نتصور أن الإجمال كافٍ فيه، من قال لك أن الإجمال كافيًا؟ الله ـ عز وجل ـ لو كان الإجمال كافياً كان أراك المطر مرة والبرق مرة والنوم مرة، لكن هذه الآيات تتكرر عليك من أجل كل مرة تتكرر عليك يزيد أنت في نفسك توحيدك أنه لا يفعلها إلا الله. ما الذي مات في قلوبنا؟ إفراد الله بأفعاله، لدرجة أني لو سألتك الآن السفينة التي تسير في البحر كم مرة اعتقدت وراجعت اعتقادك أن الله هو الذي أجراها؟ كم مرة قلنا لنفسنا ترى ما أجرى هذه السفينة في البحر إلا الله؟ أين الآية في كتاب الله؟ هاتوا مكانًا واحدًا فيه الآية في أي سورة ؟ موطن البقرة.

المراد أن هذا الفعل التي يحصل أخبرك الله عنه أنه من أفعاله المطلوب منك كل مرة ترى هذا الفعل توحّد الله به ما أجرى هذه السفينة إلا الله، والله ـ عز وجل ـ في كتابه يقول في سورة البقرة في سورة الروم قي سورة

الشورى هذا الذي ستخرج به بنتيجة من جمعك هذا، كلما تقدمت في هذا المفهوم كلما بدأت تتيقن، كيف يأتي اليقين؟ اليقين لا يأتي بالمعاملة بالإجمال لآيات الله، لأن المؤمن بالإجمال عنده إيمان لكن إيمانه ضعيف، لكن المؤمن بالتفصيل سيكون نوع إيمانه قوي، لذا لابد من استغلال أذهانكم. عارفين الشاب الذي نشأ في طاعة الله كان في شبابه إيمانه فيه تفصيلي، لم يضيع زمن الشباب في أشياء لا علاقة لها بالإيمان، انفق شبابه في أن يزيد إيمانه إيمانًا تفصيليًا.

ما هو الإيمان التفصيلي؟ هو الذي نشرحه تأتي لكل آية من الآيات التي تدل على أفعال الله تأتي لها تحررها، لا نريد في ختمة الشهر القادم فقط، أنت كم عمرك؟ كل مرة تختم فيها كل مرة زد ابحث عن أمر واستقصيه في كتاب الله ستجده واضحًا.

التوحيد أنواع سأبدأ بتوحيد الربوبية: الأمثلة التي نضربها الآن تحرير لتوحيد الربوبية، أحرره من الأوراق والأقلام أخرجه يعني توحيد الربوبية أصبح مسجونًا في تعريفه: إفراد الله بأفعاله ، ما معناه؟ خالق ومالك، أنا أريد منك وأنت تمارس إفراد الله بأفعاله تأتي لأفعال الله وتقول ما فعله إلا الله، كن واضحًا مع نفسك ما ألقى في قلوب الأزواج المودة والرحمة إلا الله ما عُمِّرت البيوت إلا بأمر الله ، ما اختلفت ألسنة الناس إلا أن الله كان من فعله أنه جعلها مختلفة ما تغيرت الألوان إلا أن الله أعطى لكل واحد من الناس لون، وكل هذا سيصلح حال الناس.

الاستهزاء بالناس، الاستهزاء بألوانهم، ما سببه؟
سببه كلمة واحدة أنهم غير عارفين انه خلق الله فعل الله، وأنك لا تعرف أنه آية من آيات الله يجعلك تتعدى على فعله، وهذا تعدي على الفاعل، وتصور ماذا يحدث في البيوت والناس في صمت لا يتكلمون، والناس لا تدافع عن حرمة التعدي على فعل الله، والسبب الإيمان الإجمالي أن الله الخالق الرازق المالك وتفصيلًا غايب عنا. لدرجة أنني عندما أشرح لابنتي في درس العلوم أو الجغرافيا ظاهرة مثل ظاهرة سير السفن في البحر، هذه الظاهرة نتكلم فيها عن قوة دفع الماء وعن قوة ثقل السفينة وغير ذلك، وبعد ذلك نضع لها كم حرف ونقول لها هذه المعادلة احفظيها وستنجح في الاختبار.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وأسأل الله أن يبلغنا رمضان ويجعلنا من الفائزين برحمة ومغفرة والعتق من النيران اللهم آمين
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0


التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الله ; 06-06-2013 الساعة 12:02 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 11:32 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.