كيف يتحول الزواج إلى عمل ووظيفة ..!!؟

[*زهرة الفردوس*]

 

بكلمات قصيرة، وبعبارات روتينية.. يتخللهما صمت صارخ،

يعيش اثنان من أنجح الأزواج- أقصد أنجح الموظفين- في مؤسسة الحياة الزوجية،
كلُّ واحد يؤدي دوره على أكمل وجه؛
فهي تقوم بأعبائها المنزلية وتربية الأبناء وتلبية طلبات الزوج،
وهو يُنفِّذ مهامه الوظيفية على أكمل وجه، يُنفق على البيت،
يشتري حاجيته،
يذهب إلى عمله يوميًّا،
يتابع أبناءه بين الحين والآخر،
ويتشاركا معًا في التواصل مع العالم الخارجي من أهلٍ وأصدقاء.

كلاهما يستحق جائزة الموظف المثالي..

الذي لا يقتطع وقتًا من أوقات عمله لأحاديث جانبيه مع زميله، ولا يحاول أن يبحث عن أوقاتٍ يستمتع بها معه.

عندما يتعامل الموظفون معًا في أي شركةٍ أو مؤسسة تجد أن هناك قاسمًا مشتركًا في شخصياتهم، فالكل يسعى لإتمام مهامه على أكمل وجه، ويضع نصب عينيه أن يؤدي دوره وفقط.

حوار جاف وروتيني
يستيقظ الزوجان من نومهما بنشاطٍ ليستعدا للقيام بمهامهما الوظيفية، ومع زخم ضغوط الحياة الصعبة، ورتابتها.. أصبح حديثهما معًا.. نقاشهما.. أو حتى لو سنحت فرصة لكلمة تكون حول تلك المهام المهمة في حياتهما

- هل أحضرت احتياجات المنزل؟
- ماذا فعل الأولاد في الامتحانات؟
- والدتي سوف تأتي للغداء عندنا.
- هل دفعت مصاريف المدرسة؟
- أحمد يريد "كمبيوتر جديد".
- اشتريت ملابس العيد لفاطمة.

وكأنه مشهدٌ من مشاهد اثنين من الزملاء في عملٍ يتحاوران في ما يتعلق بالمهام المنوطة بهما.

وهكذا هو حال معظم الأسر الآن، أصبح كلا الزوجين يعيش حياته الزوجية بروتينية موظف، لا بروحِ زوج وزوجة يجمعهما حب وود وتفاهم.

تحركهما الحياة، لا يحركونهما هما, فتختفي معالم الحب والود وتختفي معها حوارات الحبيب مع حبيبته والصديق مع صديقه، ومع الوقت تختفي بينهما الكلمات والهمسات.

ويجمعهما الصمت، عندها سيفهم كل طرفٍ الطرف الآخر بناءً على تصورٍ نابعٍ منه هو لا من خلال حوارهما وحديثهما المتنوع الذي يُعبِّر عن مشاعرهما وطموحاتهما.. وعن اهتماماتهما, وبالتالي تتسع الفجوة بينهما فكلاهما لا يفهم الآخر بشكلٍ صحيح، وتكون النتيجة هي جفافٌ عاطفي وتباعد وجداني.. ولا نبالغ لو قلنا في كثيرٍ من الأحيان سيؤدي هذا النوع من النمطية والروتينية في الحوار إلى طلاقٍ روحي بين الزوجين.

إذا بحث الزوجان عن خيوطٍ يستطيعان من خلالهما أن ينسجا كلماتٍ لحوارهما وحديثهما معًا، فسيكون بمقدورهما إعادة الحياة إلى رونقها مرةً أخرى، فيكون حديثهما دافئًا وكأنه حديث صديقين متحابين أو عاشقين يتذكران أجمل الذكريات ويرسمان أحلامهما معًا حديثًا
عن ذكرياتهما أيام الطفولة..
عن أحلامهما أيام المراهقة..
عن اهتماماتهما ومهارتهما..
عن طموحاتهما معًا..
عن أحداثٍ تجري من حولهم على الساحة..
عن الجديد في هذا العصر من تكنولوجيا وتطور.

ما الضير أن يكون حديثنا كأزواجٍ بهذا المضمون.. عندها سنجد أن مساحات الحديث ونقاط التفاهم والتقارب بينهما قد زادت وارتقت، وعادت الحياة كما يجب أن تكون.

منقوووووول

[أم مُعاذ]

جزاكِ الله خيرا
اعتقد انه واجب الزوجة لادخال بعض السرور علي البيت والزوج