انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟!

كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 02-24-2008, 08:50 PM
أبو سيف أبو سيف غير متواجد حالياً
اللهم يامُقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
 




افتراضي

مفاتيح القلوب ..
كل باب له مفتاح .. والمفتاح المناسب لفتح قلوب الناس هو معرفة طبائعهم .. حل مشاكل الناس .. الإصلاح بينهم .. الاستفادة منهم .. اتقاء شرورهم .. كل ذلك تصبح فيه بارعًا إذا عرفت طبائعهم ..
افرض أن شابًا وقع بينه وبين أبيه خلاف .. اشتد الخلاف حتى طرده أبوه من البيت .. حاول الابن العودة مرارًا لكن الأب كان عنيدًا مصرًا ..
دخلت للإصلاح بينهما .. حدثت الأب بالنصوص الشرعية .. خوفته من إثم القطيعة .. لم يلتفت إليك .. كان مشحونًا غاضبًا جدًا .. أردت أن تستعمل أساليب أخرى للإصلاح .. عرفت من طبيعة هذا الأب أنه عاطفي جدًا ..
جئت إليه وقلت : يا فلان .. أما ترحم ولدك .. يفترش الأرض .. ويلتحف السماء .. !! أنت تأكل وتشرب .. والمسكين يبيت طاويًا ويصبح جائعًا ..
أما تذكره إذا رفعت كسرة الخبز إلى فمك .. أما تذكر مشيه في حر الشمس .. أما تذكر لما كنت تحمله صغيرًا .. وتضمه إلى صدرك .. وتشمه وتقبله .. أيرضيك أن يستجدي الناس وأبوه حي !! .. تجد أن عاطفة الأب تهيج بهذا الكلام .. ويقترب أكثر من نقطة الالتقاء ..
وإن كان أبوه بخيلاً محبًا للمال .. قلت له : يا فلان انتبه لا تورط نفسك .. أرجع الولد تحت نظرك وتصرفك .. أخشى أن يسرق أو يعتدي .. فتلزمك المحكمة بسداد ما أخذ .. وإصلاح ما خرب .. فأنت أبوه على كل حال .. انتبه .. تجد أن الأب البخيل سيبدأ يعيد موازينه من جديد ..
وإن كان كلامك موجهًا إلى الابن .. وكان جشعًا محبًا للمال .. قلت له : يا فلان .. لن ينفعك إلا أبوك .. غدًا ستحتاج أن تتزوج .. من يسدد مهرك ؟
لو تعطلت سيارتك من يصلحها ؟ .. لو مرضت .. من سيحاسب المستشفى ؟
إخوانك يستفيدون كما شاءوا .. مصروف .. هدايا .. وأنت جالس هكذا .. ما يضرك أن تصلح ذلك كله بقبلة تطبعها على جبين أبيك .. أو كلمة أسف تهمس بها في أذنه ..
وكذلك لو دخلت للإصلاح بين زوجة وزوجها .. فعلت مثل ذلك .. وفتحت باب كل واحد منهما بالمفتاح المناسب ..
ومثله لو أردت أجازة من مديرك في العمل .. وعرفت أنه لا يلتفت إلى العواطف ولا الأمور الاجتماعية .. وإنما عمل ( وبس ! ) ..
فقلت له : أحتاج إلى أجازة ثلاثة أيام أجدد فيها نشاطي .. وأستعيد حيويتي .. أشعر أن إنتاجيتي مع ضغط العمل تنحدر تدريجيًا .. أعطني فرصة لإراحة ( رأسي ) فقط ثلاثة أيام .. لأعود أنشط وأقدر ..
وإن كان اجتماعيًا .. تلحظ من خلال تعاملاته .. أنه حريص على الأسرة والعائلة .. قلت له : أريد إجازة لأرى والديّ .. وأولادي .. أشعر أنهم في واد وأنا في واد آخر .. إلى غير ذلك ..
أتقن هذه المهارة .. وستسمع الناس غدًا يقولون : ما رأينا أبرع فلانًا في القدرة على الإقناع .. !!



نتيجة ..
كل إنسان له مفتاح ..
ومعرفة طبيعة الإنسان تدلّك على معرفة مفتاحه المناسب
..
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 02-24-2008, 08:52 PM
أبو سيف أبو سيف غير متواجد حالياً
اللهم يامُقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
 




افتراضي


مراعاة النفسيات ..
تتقلب أمزجة الناس في حياتهم بين حزن وفرح .. وصحة ومرض .. وغنى وفقر .. واستقرار واضطراب .. وبالتالي يتنوع تقبلهم لبعض الأنواع من التعاملات .. أو ردهم لها بحسب حالتهم الشعورية وقت التعامل .. فقد يقبل منك النكتة والطرفة ويتقبل المزاح في وقت استقراره وراحة باله .. لكنه لا يتقبل ذلك في وقت حزنه ..
فمن غير المناسب أن تطلق ضحكة مدوية في عزاء ..!! لكنها تحتمل منك في نزهة برية .. وهذا أمر مقرر عند جميع العقلاء وليس هو المقصود بحديثي هنا .. إنما المقصود هو مراعاة النفسيات والمشاعر الشخصية عند الحديث مع الناس أو التصرف معهم ..
افرض أن امرأة طلقها زوجها وليس لها أب ولا أم .. قد ماتا .. وجعلت تجمع أغراضها لتعيش مع أخيها وزوجته .. فبينما هي كذلك إذ دخلت عليها جارتها في الضحى زائرة .. فرحبت المطلقة بها .. ووضعت لها القهوة والشاي .. فجعلت الزائرة تبحث عن أحاديث لتؤانسها .. فسألتها المطلقة : بالأمس رأيتكم خارجين من المنزل ..
فقالت الجارة : إي والله .. أبو فلان .. ــ تعني زوجها ــ أصر على أن نتعشى خارج البيت فذهبت معه .. ثم مر السوق واشترى لي فستانًا لعرس أختي .. ثم وقف عند محل ذهب ونزل واشترى لي سوارًا ألبسه في العرس ..
ولما رجعنا إلى البيت رأى الأولاد في ملل فوعدهم آخر الأسبوع أن يسافر بهم .. والمطلقة المسكينة تستمع إلى ذلك وتتخيل حالها بعد قليل في بيت زوجة أخيها !!
السؤال : هل يناسب إثارة هذا النوع من الأحاديث مع امرأة فشلت في مشروع الزواج ؟!!
هل تظن أن هذه المطلقة ستزداد محبة لهذه الجارة ؟ .. ورغبة في مجالستها دائمًا ؟ .. وفرحًا بزيارتها لها ؟ .. نتفق جميعًا على جواب واحد نصرخ به قائلين: لاااااا .. بل سيمتلئ قلبها حقدًا وقهرًا .. إذن ما الحل ؟ هل تكذب عليها ؟
لا .. ولكن تتكلم باختصار ..
كأن تقول : والله كان عندنا بعض الأشغال قضيناها .. ثم تصرف الكلام إلى موضوع آخر تصبرها به على كربتها ..
أو افرض .. أن صديقين اختبرا نهاية المرحلة الثانوية .. فنجح أحدهما وتخرج بتفوق .. والثاني رسب في عدد من المواد .. أو تخرج بنسبة ضعيفة لا تؤهله للقبول في شيء من الجامعات .. فهل تَرَى من المناسب عندما يزور المتفوقُ صاحبه أن يسهب في الحديث حول الجامعات التي تم قبوله فيها .. والميزات التي ستمنح له .. ؟
قطعًا جوابنا جميعًا : لا .. إذن ما الحل ؟
الحل أن يذكر له عموميات يخفف بها عنه .. كأن يشتكي من كثرة الزحام في الجامعات .. وقلة القبول .. وخوف كثير من المتقدمين إليها من عدم القبول .. حتى يخفف عن صاحبه مصابه .. فيرغب عند ذلك في مجالسته أكثر .. ويحبه ويأنس بقربه .. ويشعر أنه قريب من قلبه ..
وقل مثل ذلك لو التقى شابان أحدهما أبوه كريم يغدق عليه الأموال .. والآخر أبوه بخيل لا يكاد يعطيه ما يكفيه .. فمن غير المناسب أن يتحدث ابن الكريم بإغداق أبيه عليه .. وكثرة المال لديه .. و .. لأن هذا النوع من الكلام يضيق به صدر صديقه .. ويذكره بمأساته مع أبيه .. ويستثقل الجلوس مع هذا الصديق ويشعر ببعده عنه في همه ..
لذلك نبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى مراعاة مشاعر الآخرين ونفسياتهم .. فقال : لا تطيلوا النظر إلى المجذوم ( ) .. والمجذوم هو ا لمصاب بمرض ظاهر في جلده قد جعله مشوهًا في منظره .. فمن غير المناسب أنه إذا مر بقوم أن يطيلوا النظر إلى جلده .. لأن هذا يذكره بمصيبته فيحزن ..
وفي موقف غاية في المراعاة واللطف يتعامل غ مع والد أبي بكر ت .. فإنه غ لما أقبل بجيوش المسلمين إلى مكة لفتحها ..
قال أبو قحافة أبو أبي بكر رضي الله عنه .. وكان شيخًا كبيرًا .. أعمى .. قال لابنة له من أصغر ولده : أي بنية .. اظهري بي على جبل أبي قبيس لأنظر صدق ما يقولون .. هل جاء محمد ؟ .. فأشرفت به ابنته فوق الجبل .. فقال : أي بنية ماذا ترين ؟ .. قالت : أرى سوادًا مجتمعًا مقبلاً .. قال : تلك الخيل ..
قالت : وأرى رجلاً يسعى بين يدي ذلك السواد مقبلاً ومدبرًا ..
قال : أي بنية ذلك الوازع الذي يأمر الخيل ويتقدم إليها ..
ثم قالت : قد والله يا أبت انتشر السواد ..
فقال : قد والله إذًا دفعت الخيل ووصلت مكة .. فأسرعي بي إلى بيتي .. فإنهم يقولون من دخل داره فهو آمن ..
فانحطت الفتاة به مسرعة من الجبل .. فتلقته خيل المسلمين .. قبل أن يصل إلى بيته .. فأقبل أبو بكر إليه .. فاحتفى به مرحبًا .. ثم أخذ بيده يقوده .. حتى أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ..
فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فإذا شيخ كبير .. قد ضعف جسمه .. ورق عظمه .. واقتربت منيته .. وإذا أبو بكر ت ينظر إلى أبيه .. وقد فارقه منذ سنين .. وانشغل عنه بخدمة هذا الدين ..
التفت إلى أبي بكر ت فقال مطيبًا لنفسه .. ومبينًا قدره الرفيع عنده : هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه ؟!
كان أبو بكر يعلم أنهم في حرب .. قائدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأن وقته أضيق .. وأشغاله أكثر من أن يتفرغ للذهاب لبيت شيخ يدعوه للإسلام ..
فقال أبو بكر شاكرًا : يا رسول الله .. هو أحق أن يمشي إليك .. من أن تمشي أنت إليه .. فأجلس النبي صلى الله عليه وسلم أبا قحافة بين يديه .. بكل لطف وحنان .. ثم مسح على صدره .. ثم قال : أسلم .. فأشرق وجه أبي قحافة .. وقال : أشهد أن لا إله إلا الله .. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ..
انتفض أبو بكر منتشيًا مسرورًا .. لم تسعه الدنيا فرحًا .. تأمل النبي صلى الله عليه وسلم في وجه الشيخ .. فإذا الشيب يكسوه بياضًا .. فقال صلى الله عليه وسلم : غيروا هذا من شعره .. ولا تقربوه سوادًا ..
نعم كان يراعي النفسيات في تعامله .. بل إنه صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة قسم جيشه إلى كتائب .. وأعطى راية إحدى الكتائب ..إلى الصحابي البطل سعد بن عبادة رضي الله عنه .. كانت الراية مفخرة لمن يحملها .. ليس له فقط بل له ولقومه ..
جعل سعد ينظر إلى مكة وسكانها .. فإذا هم الذين حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وضيقوا عليه .. وصدوا عنه الناس .. وإذا هم الذين قتلوا سمية وياسر .. وعذبوا بلالاً وخبابًا .. كانوا يستحقون التأديب فعلاً .. هز سعد الراية .. وهو يقول :
اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة ..
سمعته قريش فشق ذلك عليهم .. وكبر في أنفسهم .. وخافوا أن يفنيهم بقتالهم .. فعارضت امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسير .. فشكت إليه خوفهم من سعد .. وقالت :
يا نبي الهدى إليك لجائي قريش ولات حين لجاء
حين ضاقت عليهم سعة الأرض وعاداهم إله السماء

إن سعدًا يريد قاسمة الظهر بأهل الحجون والبطحاء
خزرجي لو يستطيع من الغيظ رمانا بالنسر والعواء

فانهينه إنه الأسد الأسود والليث والغٌ في الدماء
فلئن أقحم اللواء ونادى يا حماة اللواء أهل اللواء

لتكونن بالبطاح قريش بقعةً القاع في أكف الإماء
إنه مصلت يريد لها القتل صموت كالحية الصماء

فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الشعر .. دخله رحمة ورأفة بهم .. وأحب ألا يخيبها إذ رغبت إليه .. وأحب ألا يغضب سعدًا بأخذ الراية منه بعد أن شرفه بها ..
فأمر سعدًا فناول الراية قيس بن سعد .. فدخل بها مكة .. وأبوه سعد يمشي بجانبه .. فرضيت المرأة وقريش لما رأت يد سعد خالية من الراية .. ولم يغضب سعد لأنه بقي قائدًا لكنه أريح من عناء حمل الراية وحملها عنه ابنه .. فما أجمل أن نصيد عدة عصافير بحجر واحد ..
حاول أن لا تفقد أحدًا .. كن ناجحًا واكسب الجميع .. وإن تعارضت مطالبهم ..





اتفاق ..
نحن نتعامل مع القلوب .. لا مع الأبدان ..
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 02-24-2008, 08:53 PM
أبو سيف أبو سيف غير متواجد حالياً
اللهم يامُقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
 




افتراضي

اهتم بالآخرين ..
الناس عمومًا يحبون أن يشعروا بقيمتهم .. لذا تجدهم أحيانًا يقومون ببعض التصرفات ليلفتوا النظر إليهم ..! وقد يخترعون قصصًا وبطولات لأجل أن يهتم الناس بهم أو يعجبوا بهم أكثر ..
لو رجع رجل إلى بيته قادمًا من عمله متعبًا .. فلما دخل صالة البيت رأى أولاده الأربعة كل منهم على حال .. أكبرهم عمره إحدى عشرة سنة .. يتابع برنامجًا في التلفاز .. والثاني يأكل طعامًا بين يديه .. والثالث يعبث بألعابه .. والرابع يكتب في دفاتره ..
فسلم الأب بصوت مسموع .. السلام عليكم .. فلم يلتفت إليه أحد .. ذاك منهمك مع برنامجه .. والثاني مأخوذ بألعابه .. والثالث مشغول بطعامه .. إلا الرابع .. فإنه لما التفت فرأى أباه .. نفض يده من دفاتره وأقبل مُرحِّبًا ضاحكًا .. وقبل يد أبيه .. ثم رجع إلى دفاتره ..
أي هؤلاء الأربعة سيكون أحب إلى الأب ؟
أجزم أن جوابنا سيكون واحدًا : أحبهم إليه الرابع .. ليس لأنه يفوقهم جمالاً أو ذكاءً .. وإنما لأنه أشعر أباه بأنه إنسان مهمٌ عنده .. كلما أظهرت الاهتمام بالناس أكثر .. كلما ازدادوا لك حبًا وتقديرًا ..
كان سيد الخلق صلى الله عليه وسلم يراعي ذلك في الناس .. يشعر كل إنسان أن قضيته قضيته .. وهمه همه .. قام غ على منبره يومًا يخطب الناس .. فدخل رجل من باب المسجد .. ونظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : يا رسول الله .. رجل يسأل عن دينه .. ما يدري ما دينه ؟!
فالتفت صلى الله عليه وسلم إليه .. فإذا رجل أعرابي .. قد لا يكون مستعدًا أن ينتظر حتى تنتهي الخطبة .. ويتفرغ له النبي صلى الله عليه وسلم ليحدثه عن دينه .. وقد يخرج الرجل من المسجد ولا يعود إليه ..
وقد بلغ الأمر عند الرجل أهمية عالية .. لدرجة أنه يقطع الخطبة ليسأل عن أحكام الدين !! كان صلى الله عليه وسلم يفكر من وجهة نظر الآخر لا من وجهة نظره الشخصية فقط ..
نزل من على منبره الشريف .. ودعا بكرسي فجلس أمام الرجل .. وجعل يلقنه ويفهمه أحكام الدين .. حتى فهم .. ثم قام من عنده .. ورجع إلى منبره وأكمل خطبته .. آآآه ما أعظمه وأحلمه .. تربى أصحابه في مدرسته .. فكانوا يظهرون الاهتمام بالآخرين .. والاحتفاء بهم .. ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم ..
ومن ذلك ما فعله طلحة مع كعب رضي الله عنه .. كعب بن مالك ت شيخ كبير .. نجلس إليه .. بعدما كبر سنه .. ورق عظمه .. وكف بصره .. وهو يحكي ذكريات شبابه .. في تخلفه عن غزوة تبوك ..
وكانت آخر غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم .. آذن النبي صلى الله عليه وسلم بالرحيل وأراد أن يتأهبوا أهبة غزوهم .. وجمع منهم النفقات لتجهيز الجيش .. حتى بلغ عدد الجيش ثلاثين ألفًا .. وذلك حين طابت الظلال الثمار .. في حر شديد .. وسفر بعيد .. وعدو قوي عنيد .. كان عدد المسلمين كثيرًا .. ولم تكن أسماؤهم مجموعة في كتاب ..
قال كعب : وأنا أيسر ما كنت .. قد جمعت راحلتين .. وأنا أقدَرُ شيء في نفسي على الجهاد ..
وأنا في ذلك أصغي إلى الظلال .. وطيب الثمار .. فلم أزل كذلك .. حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم غاديًا بالغداة ..
فقلت : أنطلق غدًا إلى السوق فأشتري جهازي .. ثم ألحق بهم .. فانطلقت إلى السوق من الغد .. فعسر علي بعض شأني .. فرجعت ..
فقلت : أرجع غدًا إن شاء الله فألحق بهم .. فعسر عليَّ بعض شأني أيضًا ..
فقلت : أرجع غدًا إن شاء الله .. فلم أزل كذلك .. حتى مضت الأيام .. وتخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فجعلت أمشي في الأسواق .. وأطوف بالمدينة .. فلا أرى إلا رجلاً مغموصًا عليه في النفاق .. أو رجلاً قد عذره الله ..
نعم تخلف كعب في المدينة .. أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد مضى بأصحابه الثلاثين ألفًا .. حتى إذا وصل تبوك .. نظر في وجوه أصحابه .. فإذا هو يفقد رجلاً صالحًا ممن شهدوا بيعة العقبة ..
فيقول صلى الله عليه وسلم : ما فعل كعب بن مالك ؟!
فقال رجل : يا رسول الله .. خلّفه برداه والنظر في عطفيه ..
فقال معاذ بن جبل : بئس ما قلت .. والله يا نبي الله ما علمنا عليه إلا خيرًا .. فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
قال كعب : فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك .. وأقبل راجعًا إلى المدينة .. جعلت أتذكر .. بماذا أخرج به من سخطه .. وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي .. حتى إذا وصل المدينة .. عرفتُ أني لا أنجو إلا بالصدق ..
فدخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة .. فبدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين .. ثم جلس للناس .. فجاءه المخلفون .. فطفقوا يعتذرون إليه .. ويحلفون له .. وكانوا بضعة وثمانين رجلاً .. فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم .. واستغفر لهم .. ووكل سرائرهم إلى الله ..
وجاءه كعب بن مالك .. فلما سلَّم عليه .. نظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم .. ثم تبسَّم تبسُّم المغضب .. أقبل كعب يمشي إليه صلى الله عليه وسلم .. فلما جلس بين يديه ..
فقال له صلى الله عليه وسلم : ما خلفك .. ألم تكن قد ابتعت ظهرك ؟ يعني اشتريت دابتك ..
قال : بلى ..
قال : فما خلفك ؟!
فقال كعب : يا رسول الله .. إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا .. لرأيت أني أخرج من سخطه بعذر .. ولقد أعطيت جدلاً .. ولكني والله لقد علمت .. أني إن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به علي .. ليوشكن الله أن يسخطك علي .. ولئن حدثتك حديث صدق .. تجد عليَّ فيه .. إني لأرجو فيه عفوَ الله عني ..
يا رسول الله .. والله ما كان لي من عذر .. والله ما كنت قط أقوى .. ولا أيسر مني حين تخلفت عنك .. ثم سكت كعب .. فالتفت النبي غ إلى أصحابه .. وقال : أما هذا .. فقد صدقكم الحديث .. فقم .. حتى يقضي الله فيك .. قام كعب يجر خطاه .. وخرج من المسجد .. مهمومًا مكروبًا .. لا يدري ما يقضي الله فيه ..
فلما رأى قومه ذلك .. تبعه رجال منهم .. وأخذوا يلومونه .. ويقولون : والله ما نعلمك أذنبت ذنبًا قط قبل هذا .. إنك رجل شاعر أعجزت ألا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذر إليه المخلفون ! .. هلا اعتذرت بعذر يرضى عنك فيه .. ثم يستغفر لك .. فيغفر الله لك ..
قال كعب : فلم يزالوا يؤنبونني .. حتى هممت أن أرجع فأكذب نفسي ..
فقلت : هل لقي هذا معي أحد ؟
قالوا: نعم .. رجلان قالا مثل ما قلت .. فقيل لهما مثل ما قيل لك ..
قلت : من هما ؟
قالوا : مرارة بن الربيع .. وهلال بن أمية ..
فإذا هما رجلان صالحان قد شهدا بدرًا .. لي فيهما أسوة ..
فقلت : والله لا أرجع إليه في هذا أبدًا .. ولا أكذب نفسي ..
ثم مضى كعب رضي الله عنه .. يسير حزينًا .. كسير النفس .. وقعد في بيته .. فلم يمضِ وقت .. حتى نهى النبي صلى الله عليه وسلم الناس عن كلام كعب وصاحبيه ..
قال كعب : فاجتنبنا الناس .. وتغيروا لنا .. فجعلت أخرج إلى السوق .. فلا يكلمني أحد .. وتنكر لنا الناس .. حتى ما هم بالذين نعرف .. وتنكرت لنا الحيطان .. حتى ما هي بالحيطان التي نعرف .. وتنكرت لنا الأرض .. حتى ما هي بالأرض التي نعرف ..
فأما صاحباي فجلسا في بيوتهما يبكيان .. جعلا يبكيان الليل والنهار .. ولا يطلعان رؤوسهما .. ويتعبدان كأنهما الرهبان .. وأما أنا فكنت أشَبَّ القوم وأجلدَهم .. فكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين .. وأطوف في الأسواق .. ولا يكلمني أحد ..
وآتي المسجد فأدخل .. وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه .. فأقول في نفسي : هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا ؟ ثم أصلي قريبًا منه .. فأسارقه النظر .. فإذا أقبلت على صلاتي .. أقبل إلي .. وإذا التفتُّ نحوه .. أعرض عني ..
ومضت على كعب الأيام .. والآلام تلد الآلام .. وهو الرجل الشريف في قومه .. بل هو من أبلغ الشعراء .. عرفه الملوك والأمراء .. وسارت أشعاره عند العظماء .. حتى تمنوا لقياه ..
ثم هو اليوم .. في المدينة .. بين قومه .. لا أحد يكلمه .. ولا ينظر إليه .. حتى .. إذا اشتدت عليه الغربة .. وضاقت عليه الكربة .. نزل به امتحان آخر : فبينما هو يطوف في السوق يومًا .. إذا رجل نصراني جاء من الشام .. فإذا هو يقول : من يدلني على كعب بن مالك .. ؟
فطفق الناس يشيرون له إلى كعب .. فأتاه .. فناوله صحيفة من ملك غسان .. عجبًا ! من ملك غسان .. !! إذن قد وصل خبره إلى بلاد الشام .. واهتم به ملك الغساسنة .. عجبًا !! فماذا يريد الملك ؟!!
فتح كعب الرسالة فإذا فيها : « أما بعد .. يا كعب بن مالك .. إنه بلغني أن صاحبك قد جفاك وأقصاك .. ولست بدار مضيعة ولا هوان .. فالحق بنا نواسك » .. فلما أتم قراءة الرسالة .. قال ت : إنا لله .. قد طمع فيَّ أهل الكفر .. !! هذا أيضًا من البلاء والشر ..
ثم مضى بالرسالة فورًا إلى التنور .. فأشعله ثم أحرقها فيه .. ولم يلتفت كعب إلى إغراء الملك ..
نعم فُتح له باب إلى بلاط الملوك .. وقصور العظماء .. يدعونه إلى الكرامة والصحبة .. والمدينة من حوله تتجهمه .. والوجوه تعبس في وجهه .. يسلم فلا يرد عليه السلام .. ويسأل فلا يسمع الجواب .. ومع ذلك لم يلتفت إلى الكفار ..
ولم يفلح الشيطان في زعزعته .. أو تعبيده لشهوته .. ألقى الرسالة في النار .. وأحرقها .. ومضت الأيام تتلوها الأيام .. وانقضى شهر كامل .. وكعب على هذا الحال .. والحصار يشتد خناقه .. والضيق يزداد ثقله .. فلا الرسول صلى الله عليه وسلم يُمضي .. ولا الوحي بالحكم يقضي ..
فلما اكتملت أربعون يومًا .. فإذا رسول من النبي صلى الله عليه وسلم يأتي إلى كعب .. فيطرق عليه الباب .. فيخرج كعب إليه .. لعله جاء بالفرج .. فإذا الرسول يقول له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك ..
قال : أُطلِّقها .. أم ماذا ؟
قال : لا .. ولكن اعتزلها ولا تقربها ..
فدخل كعب على امرأته وقال : الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر ..
وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى صاحبي كعب بمثل ذلك ..
فجاءت امرأة هلال بن أمية .. فقالت : يا رسول الله .. إن هلال بن أمية شيخ كبير ضعيف .. فهل تأذن لي أن أخدمه .. ؟
قال : نعم .. ولكن لا يقربنك ..
فقالت المرأة : يا نبي الله .. والله ما به من حركة لشيء .. ما زال مكتئبًا .. يبكي الليل والنهار .. منذ كان من أمره ما كان ..
ومرت الأيام ثقيلة على كعب .. واشتدت الجفوة عليه .. حتى صار يراجع إيمانه .. يكلم المسلمين ولا يكلمونه .. ويسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يسمع رد السلام .. فإلى أين يذهب .. !! ومن يستشير ؟!
قال كعب رضي الله عنه : فلما طال عليَّ البلاء .. ذهبت إلى أبي قتادة .. وهو ابن عمي .. وأحب الناس إليَّ .. فإذا هو في حائط بستانه .. فتسورت الجدار عليه .. ودخلت .. فسلمت عليه .. فوالله ما رد علي السلام ..
فقلت : أنشدك بالله .. يا أبا قتادة .. أتعلم أني أحب الله ورسوله ؟
فسكت .. فقلت : يا أبا قتادة .. أتعلم أني أحب الله ورسوله ؟
فسكت .. فقلت : أنشدك الله .. يا أبا قتادة .. أتعلم أني أحب الله ورسوله ؟
فقال : الله ورسوله أعلم ..
سمع كعب هذا الجواب .. من ابن عمه وأحب الناس إليه .. لا يدري أهو مؤمن أم لا ؟ فلم يستطع أن يتجلد لما سمعه .. وفاضت عيناه بالدموع .. ثم اقتحم الحائط خارجًا .. وذهب إلى منزله .. وجلس فيه .. يقلب طرفه بين جدرانه .. لا زوجة تجالسه .. ولا قريب يؤانسه .. وقد مضت عليه خمسون ليلة .. من حين نهى النبي صلى الله عليه وسلم الناس عن كلامهم ..
وفي الليلة الخمسين .. نزلت توبتهم على النبي صلى الله عليه وسلم في ثلث الليل .. وكان صلى الله عليه وسلم في بيت أم سلمة .. فتلا الآيات .. فقالت أم سلمة ل : يا نبي الله .. ألا نبشر كعب بن مالك ..
قال : إذًا يحطمكم الناس .. ويمنعونكم النوم سائر الليلة ..
فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم الفجر .. آذن الناس بتوبة الله عليهم .. فانطلق الناس يبشرونهم ..
قال كعب : وكنت قد صليت الفجر على سطح بيت من بيوتنا ..
فبينما أنا جالس على الحال التي ذكر الله تعالى .. قد ضاقت عليَّ نفسي .. وضاقت عليَّ الأرض بما رحبت .. وما من شيء أهم إليَّ .. من أن أموت .. فلا يصلي عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أو يموت .. فأكون من الناس بتلك المنزلة .. فلا يكلمني أحد منهم .. ولا يصلي عليَّ ..
فبينما أنا على ذلك .. إذ سمعت صوت صارخ .. على جبل سلع بأعلى صوته يقول : ياااا كعب بن مالك ! .. أبشر ..
فخررت ساجدًا .. وعرفت أن قد جاء فرج من الله .. وأقبل إليَّ رجل على فرس .. والآخر صاح من فوق جبل .. وكان الصوت أسرع من الفرس ..
فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني .. نزعت له ثوبيَّ فكسوته إياهما ببشراه .. والله ما أملك غيرهما .. واستعرت ثوبين .. فلبستهما .. وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فتلقاني الناس فوجًا .. فوجًا .. يهنئوني بالتوبة .. يقولون : ليهنك توبة الله عليك .. حتى دخلت المسجد .. فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بين أصحابه ..
فلما رأوني والله ما قام منهم إليَّ إلا طلحة بن عبيد الله .. قام فاعتنقني وهنأني .. ثم رجع إلى مجلسه .. فوالله ما أنساها لطلحة ..
فمشيت حتى وقفت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه .. وهو يبرق وجهه من السرور .. وكان إذا سُرَّ استنار وجهه .. حتى كأنه قطعة قمر ..
فلما رآني قال : أبشر بخير يوم مرَّ عليك منذ ولدتك أمك ..
قلت : أمن عندك يا رسول الله .. أم من عند الله ؟
قال : لا .. بل من عند الله .. ثم تلا الآيات ..
فجلست بين يديه .. فقلت : يا رسول الله ! إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله .. وإلى رسوله ..
فقال : أمسك عليك بعض مالك .. فهو خير لك ..
فقلت : يا رسول الله ! إن الله إنما نجاني بالصدق .. وإن من توبتي ألا أحدث إلا صدقًا ما بقيت .. نعم .. تاب الله على كعب وصاحبيه .. وأنزل في ذلك قرآنًا يتلى ..
فقال تعالى : (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )..
والشاهد من هذه القصة .. أن طلحة رضي الله عنه لما رأى كعبًا قام إليه واعتنقه وهنأه .. فزادت محبة كعب له .. حتى كان يقول بعد موت طلحة .. وهو يحكي القصة بعدها بسنين : فوالله لا أنساها لطلحة ..
وماذا فعل طلحة حتى يأسر قلب كعب ؟ فعل مهارة رائدة .. اهتمَّ به .. شاركه فرحته .. فصار له عنده حظوة ..
الاهتمام بالناس ومشاركتهم في مشاعرهم يأسر قلوبهم .. لو كنت في زحمة الامتحانات .. ووصلت إلى هاتفك المحمول رسالة مكتوب فيها .. بشرني عن امتحاناتك والله إن بالي مشغول عليك وأدعو لك ، صديقك : إبراهيم ..
أليس ستزداد محبتك لهذا الصديق ؟ بلى ..
ولو كان أبوك مريضًا في المستشفى .. فبقيت معه في غرفته وأنت مشغول البال عليه .. واتصل بك صديق وسألك عنه ..
وقال : تحتاج مساعدة ؟ نحن في خدمتك .. فشكرته ..
ثم في المساء اتصل وقال : إذا الأهل يحتاجون أي شيء أشتريه لهم .. فأخبرني .. فشكرته ودعوت له .. ألا تشعر أن قلبك ينجذب إليه أكثر .. ؟
بينما لو اتصل بك آخر وقال : فلان .. نحن خارجون إلى نزهة في البحر .. هاه تذهب معنا ؟
فقلت : والله والدي مريض ولا أستطيع ..
فبدل أن يدعو له ويعتذر أن لم يسأل عن حاله .. قال لك : أدري أنه مريض لكن هو في المستشفى وعنده ممرضون ولن يستفيد من بقائك تعال معنا استمتع واسبح و .. قالها وهو يمازحك ضاحكًا .. وكأن مرض والدك لا يعنيه .. كيف ستكون نظرتك إليه ؟
بلا شك أن قدره في قلبك ينخفض لأنه لم يهتم بهمومك ..
من أحرج ما وقع لي من مواقف ..
أني كنت مسافرًا إلى جدة لعدة أيام .. كنت مشغولاً جدًا ..
وصلتني رسالة خلالها على هاتفي من أخي سعود كتب فيها : أحسن الله عزاءك في ابن عمنا فلان توفي في ألمانيا ..
اتصلت بأخي فأخبرني أن ابن عمنا هذا ــ وهو شيخ كبير ــ ذهب قبل يومين لعلاج القلب في ألمانيا وتوفي أثناء إجراء العملية .. وأن جثمانه سيصل قريبًا إلى مطار الرياض .. دعوت له وترحمت عليه .. وأنهيت المكالمة .. بعدها بيومين انتهت أعمالي في جدة وذهبت إلى المطار أنتظر وقت إقلاع رحلتي للرياض ..
في هذه الأثناء كان يمر بي عدد من الشباب فإذا رأوني عرفوني وأقبلوا يُسلّمون وكانوا أحيانًا من الشباب المراهقين لهم قصات شعر غريبة .. ومع ذلك كنت أمازحهم وأطلق التعليقات عليهم تحببًا وتلطفًا ..
انشغلت بمكالمة هاتفية .. فلما أنهيتها فإذا شاب يلبس بنطالاً وقميصًا .. يراني فيقبل مسلِّمًا مصافحًا .. رحبت به وقلت مازحًا : ما هذه الأناقة .. أنت اليوم كأنك عريس .. ونحو هذه العبارات ..
سكت الشاب قليلاً ثم قال : ما عرفتني .. أنا فلان .. الآن وصلت من ألمانيا معي جثمان أبي .. وأنا متوجه إلى الرياض الآن على أقرب رحلة ..
في الحقيقة .. كأنما صب علي برميل ماء بارد .. صرت محرجًا جدًا .. أبوه مات .. وجثمانه معه في الطائرة وأنا أمازحه وأضحك .. إن هذا لشيء عجاب !!
سكتُّ قليلاً ثم قلت : آآآآسف .. والله ما انتبهت إليك .. فأنا هنا منذ أيام .. فأحسن الله عزاءك وغفر لوالدك ..
وإن كنتُ في الحقيقة معذورًا في عدم انتباهي إلى شخصه .. فقد كنت لا أقابله إلا قليلاً .. وأراه بثوبه وغترته ..
فلما لبس البنطال وجاءني فجأة في زحمة شباب من جدة .. لم يقع في نفسي أنه فلان .. فمن الاهتمام بالناس مشاركتهم في مشاعرهم وإشعارهم أن همهم هو همك .. وأنك تحب الخير لهم ..
ومن هذا المنطلق تجد أن الشركات المتطورة يكون عندها إدارة للعلاقات العامة .. مهمتها إرسال التهاني والتبريكات في المناسبات .. وتقديم الهدايا .. ونحو ذلك ..
الناس كلما أشعرتهم بقيمتهم وأظهرت الاهتمام بهم ملكت قلوبهم وأحبوك ..
خذ أمثلة سريعة من الواقع :
لو دخل شخص إلى مكان مليء بالناس فلم يجد مكانًا يجلس فيه .. فتفسحت قليلاً .. وأوسعت له مكانًا وقلت : تفضل يا فلان .. تعال هنا .. لشعر باهتمامك وأحبك .. أو لو كنتم في حفل عشاء .. وأقبل يحمل طعامه يتلفت يبحث عن طاولة فيها مكان فارغ .. فجهزت له كرسيًا وقلت : حياك الله يا فلان .. تفضل هنا .. لشعر باهتمامك أيضًا .. عمومًا أشعر الناس بقيمتهم .. يحبوك ..
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على ذلك أيما حرص .. انظر إليه وقد قام يخطب على منبره يوم جمعة ..
وفجأة فإذا بأعرابي يدخل إلى المسجد ويتخطى الصفوف .. وينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ويصيح قائلاً : يا رسول الله .. رجل لا يدري ما دينه ! فعلمه دينه ..
فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من منبره .. وتوجه إلى الرجل وطلب كرسيًا فجلس عليه .. ثم جعل يتحدث مع الرجل ويشرح له الدين إلى أن فهم ..
ثم عاد إلى منبره .. قمة الاهتمام بالناس .. ومن يدري ربما لو أهمله لخرج الرجل وبقي جاهلاً بدينه إلى أن يموت ..
ولو نظرت في شمائله صلى الله عليه وسلم .. لوجدت من بينها أنه كان إذا صافحه أحد لم ينزع صلى الله عليه وسلم يده من يد المصافح .. حتى ينزع ذاك يده أولاً ..
وكان صلى الله عليه وسلم إذا كلمه أحد التفت إليه جميعًا ..أي التفت بوجهه وجسمه إليه يستمع وينصت ..



تجربة ..
الناس كلما أشعرتهم بقيمتهم وأظهرت الاهتمام بهم ..
ملكت قلوبهم .. وأحبوك ..

التعديل الأخير تم بواسطة أبو سيف ; 02-24-2008 الساعة 08:56 PM
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 02-24-2008, 09:01 PM
أبو سيف أبو سيف غير متواجد حالياً
اللهم يامُقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
 




افتراضي

أشعرهم أنك تحب الخير لهم ..
كلما كان قلبك مملوءًا بالمحبة والنصح للآخرين .. كلما صرت صادقًا في مهاراتك في التعامل معهم .. وكلما أحس الناس بحبك لهم .. ازدادوا هم أيضًا لك محبة وقبولاً ..
كانت إحدى الطبيبات تمتلئ عيادتها الخاصة دائمًا بالمراجعات .. وكانت المريضات يرغبن في المجيء دائمًا وكل واحدة تشعر أنها صديقة خاصة لهذه الطبيبة .. كانت هذه الطبيبة تمارس مهارات متعددة تسحر بها قلوب الآخرين ..
من ذلك .. أنها اتفقت مع السكرتيرة أنها إذا اتصلت إحدى المريضات تريد أن تتحدث مع الطبيبة أو تسألها عن شيء يخص المرض .. فإن السكرتيرة تسألها عن اسمها .. وترحب بها .. ثم تطلب منها التكرم بالاتصال بعد خمس دقائق ..
ثم تأخذ السكرتيرة الملف الخاص بهذه المريضة .. وتناوله للطبيبة .. فتقرأ الطبيبة معلومات المريضة .. وتنظر إلى بطاقتها الخاصة .. ومعلوماتها الكاملة بما فيها وظيفتها وأسماء أولادها .. فإذا اتصلت المريضة .. رحبت بها الطبيبة .. وسألتها عن مرضها .. وعن فلان ولدها الصغير .. وأخبار وظيفتها .. و ..
فتشعر المريضة أن هذه الطبيبة تحبها جدًا لدرجة أنها تحفظ أسماء أولادها وتتذكر مرضها .. ولم تنس مكان عملها .. فترغب في المجئ إليها دائمًا .. أرأيت أن امتلاك القلوب وأسرها سهل جدًا ..
ولا بأس أن تُعبر عن محبتك للآخرين بكل صراحة .. سواء كانوا أبًا أو أمًا .. أو زوجة أو أبناء .. أو زملاء وجيران .. لا تكتم مشاعرك نحوهم .. قل لمن تحبه : أنا أحبك .. أنت غالٍ إلى قلبي .. حتى لو كان عاصيًا قل له : إنك أحب إلي من أناس كثييير .. ولم تكذب فهو أحب إليك من ملايين اليهود .. أليس كذلك .. كن ذكيًا ..
أذكر أني ذهبت مرة لأداء العمرة .. وكنت خلال الطواف والسعي أدعو للمسلمين جميعًا .. بالحفظ والنصر والتمكين .. وربما قلت : اللهم اغفر لي واغفر لأحبابي وأصحابي .. وبعد انتهائي من شعائرها .. حمدت الله على التيسير ..
ثم اكتريت فندقًا لأبيت فيه .. فلما وضعت رأسي على وسادتي كتبت رسالة عبر الهاتف المحمول أقول فيها : « الآن أنهيت العمرة وتذكرت أحبابي وأنت منهم فلم أنسَك من الدعاء الله يحفظك ويوفقك » .. انتهت الرسالة ..
أرسلتها إلى الأسماء المخزنة في ذاكرة الهاتف .. كانت خمسمائة اسم .. لم أكن أتصور التأثير العجيب لهذه الرسالة في قلوب الآخرين ..
منهم من أرسل إليّ : والله إني أبكي وأنا أقرأ رسالتك.. أشكرك أنك ذكرتني بدعائك ..
وآخر كتب : والله يا أبا عبد الرحمن ما أدري بم أرد عليك ! ولكن جزاك الله خيرًا ..
والثالث كتب : أسأل الله أن يستجيب دعاءك .. ونحن والله لا ننساك ..
نحن في الحقيقة نحتاج بين الفينة والأخرى أن نُذكّر الناس بأننا نحبهم .. وأن كثرة مشاغل الدنيا لم تنسنا إياهم .. ولا بأس أن يكون ذلك بمثل هذه الرسائل .. يمكن أن تكتب إلى أحبابك : دعوت لكم بين الأذان والإقامة .. أو في ساعة الجمعة الأخيرة .. وإذا كانت نيتك صالحة فلن تكون في هذا إظهار للعمل أو رياء .. وإنما زيادة ألفة ومحبة بين المسلمين ..
أذكر أني ألقيت محاضرة في مخيم دعوي صيفي في مدينة الطائف .. في جبال الشِّفا وهي متنزَّه يجتمع فيه أعداد كبيرة من الشباب .. كان أكثر الحاضرين هم من الشباب الذين يظهر عليهم الخير والصلاح .. أما الشباب الآخرون فقد بقوا في أطراف المتنزهات ما بين لهو وطرب ..
انتهت المحاضرة .. أقبل جمع من الشباب يسلمون .. كان من بينهم شاب له قصة شعر غريبة ويلبس بنطال جينز ضيق .. أقبل يصافح ويشكر .. فسلمت عليه بحرارة .. وشكرته على حضوره وهززت يده وقلت : وجهك وجه داعية .. تبسم وانصرف ..
بعدها بأسبوعين تفاجأت باتصال يقول : هاه ما عرفتني .. يا شيخ أنا الذي قلت لي وجهك وجه داعية .. والله لأصبحن داعية إن شاء الله .. ثم صار يشرح لي مشاعره بعد تلك الكلمات ..
أرأيت كيف يتأثر الناس بصدق العبارة .. والمحبة ..!
أما رسول الله غ فقد كان يأسر قلوب الناس بروعة أخلاقه .. وقدرته على إظهار محبته الصادقة لهم ..
كان أبو كبر وعمر .. أجل الصحابة رضي الله عنهم .. وكانا يتنافسان في الخير دومًا .. وكان أبو بكر يسبق غالبًا .. فإن بكَّر عمرُ للصلاة وجد أبا بكر سبقه .. وإن أطعم مسكينًا وجد أبا بكر سبقه .. وإن صلى ليلة .. وجد أبا بكر قبله ..
وفي يوم أمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالصدقة لسد حاجة نازلة نزلت بالمسلمين .. وافق ذلك الوقت أن عمر عنده سعة من المال .. فقال : اليوم أسبق أبا بكر .. إن سبقته يومًا ..
ذهب عمر فجاء بنصف ماله .. فدفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فما أول كلمة قالها صلى الله عليه وسلم لعمر لما رأى المال ؟ هل سأله عن مقدار المال ؟ أم سأله عن نوعه ذهب أم فضة ؟ .. لا .. بل لما رأى غ كثرة المال .. تكلم بكلمات يستنتج منها عمر أنه محبوب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر : ما أبقيت لأهلك يا عمر ؟ ..
قال عمر : يا رسول الله .. أبقيت لهم مثله ..
ويجلس عمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم منتشيًا .. ينتظر أبا بكر ..
فيأتي أبو بكر رضي الله عنه بمالٍ كثير فيدفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر واقف مكانه .. يرى العطاء ويسمع الحوار .. فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يلتفت إلى ما يحتاجه من مال .. يسأل أبا بكر : يا أبا بكر .. ما أبقيت لأهلك ؟ ..
نعم فهو يحب أبا بكر .. ويحب أهله .. ولا يرضى بالضرر عليه ..
قال أبو بكر : يا رسول الله .. أبقيت لهم الله ورسوله ..
أما المال فقد أتيت به جميعًا .. لم يأت بنصفه .. ولا بربعه .. وإنما أتى به كله .. فما كان من عمر رضي الله عنه إلا أن قال : لا جرم .. لا سابقت أبا بكر أبدًا ..
كان الناس يشعرون أنه صلى الله عليه وسلم يحبهم .. فكانوا يهيمون به حبًا .. صلى بهم صلى الله عليه وسلم إحدى الصلوات .. فكأنه عجَّل بصلاته قليلاً حتى بدت أقصر من مثيلاتها .. فلما انقضت الصلاة .. رأى صلى الله عليه وسلم تعجب أصحابه .. فقال لهم : لعلكم عجبتم من تخفيفي للصلاة ؟
قالوا : نعم ! .. فقال صلى الله عليه وسلم : إني سمعت بكاء صبي فرحمت أمه .. !!
أرأيت كيف يحب الآخرين .. ويظهر لهم هذه المحبة من خلال تعامله ..



لست وحدك ..
أظهر عواطفك .. كن صريحًا : أنا أحبك .. فرحت بلقياك ..
أنت غال إلى قلبي ..

رد مع اقتباس
  #35  
قديم 02-24-2008, 09:02 PM
أبو سيف أبو سيف غير متواجد حالياً
اللهم يامُقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
 




افتراضي

احفظ الأسماء ..
وهذا من الاهتمام بالناس .. ما أجمل أن تقابل شخصًا ما في موقف عارض .. كلقاء عند بنك .. أو في طائرة .. أو في وليمة عامة .. فتتعرف على اسمه .. ثم تراه في موقف آخر .. فتقبل عليه قائلاً : مرحبًا يا فلان .. لا شك أن ذلك يطبع في قلبه لك محبة وتقديرًا ..
حفظك لاسم الشخص الذي أمامك يشعره باهتمامك به .. فرق بين المدرس الذي يحفظ أسماء طلابه .. والذي لا يحفظ .. قولك للطالب : قم يا فلان .. أحسن من : قم يا طالب ..
حتى في الرد على الهاتف .. أيهما أحب إليك .. أن يجيبك من تتصل به بقوله : نعم .. أو ألو .. أو يقول محتفيًا : مرحبًا يا خالد .. هلا أبو عبد الله .. بلا شك أن استماعك لاسمك له في القلب رنة قبل الأذن ..
جرت العادة بعد المحاضرات العامة أن يزدحم علي بعض الشباب يصافحون ويشكرون .. كنت أحرص على ترديد كلمة : ما الاسم الكريم ؟ حياك الله من الأخ ؟..
أقولها لكل واحد أسلم عليه لأبدي له اهتمامي به .. فكان كل واحد يجيبني مستبشرًا : أخوك زياد .. ابنك ياسر ..
وأذكر يومًا أنه بعدما سلم عدد كبير منهم ومضوا .. عاد أحدهم ليسأل .. فأول ما أقبل عليَّ قلت له : حياك الله يا خالد .. فابتهج وقال : ما شاء الله !! تعرف اسمي !! الناس عمومًا يحبون مناداتهم بأسمائهم ..
من المعروف أن الموظف العسكري يعلق لوحة صغيرة على صدره فيها اسمه .. فأذكر أني ألقيت محاضرة في إحدى المناطق العسكرية .. فازدحم أكثرهم مسلمًا بعد المحاضرة .. كان أحدهم يقترب ويبتعد .. وكأنه يريد السلام لكنه يخجل من مزاحمة الآخرين ..
التفتُّ إليه ولمحت لوحة اسمه .. فمددت يدي إليه وقلت : مرحبًا فلان !! فتغير وجهه وتعجب .. ومد يده مصافحًا وهو يبتسم ويقول : هاه !! كيف عرفت اسمي ؟
فقلت : يا أخي الذين نحبهم .. لازم نعرف أسماءهم .. فكان لهذا تأثير كبير عليه .. كثير من الناس يقتنع بهذا ويتمنى لو استطاع حفظ أسماء الآخرين ..
أما أسباب عدم حفظ الأسماء .. فهي كثيرة .. منها .. عدم الاهتمام بالأشخاص أثناء مقابلتهم .. ومنها .. التشاغل وقت التعارف وعدم التركيز أثناء استماع الاسم .. ومنها .. موقفك تجاه الشخص المقابل ..
كاعتقادك بإنك لن تقابله مرة أخرى .. فتقول في نفسك : لا داعي لحفظ الاسم .. أو كان إنسانًا بسيطًا لا يستثير اهتمامك .. أو عندما لا تسمع الاسم جيدًا وتشعر بحرج من طلب إعادة اسمه .. فهذه أسباب تجعل الناس لا يحفظون الأسماء ..
أما العلاج لحفظ الاسماء .. فله طرق .. منها : الاقتناع بأهمية تذكر الاسم واستشعارك أنك بسماعك له ستسأل عنه بعد دقائق .. ومنها .. التركيز على وجه الشخص أثناء الاستماع إلى اسمه ..
حاول أن تلاحظ الشخص المقابل وطبيعة حديثه وابتسامته لينطبع في ذاكرتك .. أثناء حديثك معه ناده باسمه مرارًا .. صحيح يا فلان .. ؟ سمعت يا فلان .. ؟ أنت معي يا فلان .. ؟ وكرره أكثر من مرة ..
هذا مهم .. ولو تأملت في القرآن لوجدت الله جل جلاله ينادي أنبياءه بأسمائهم ..
﴿ يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا ) ..
﴿ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ﴾ ..
﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ ﴾ ..



باختصار ..
أشعرني باهتمامك بي .. بحفظك اسمي .. ونادني به ..
لأحبك ..



رد مع اقتباس
  #36  
قديم 03-04-2008, 02:56 AM
أم لجين أم لجين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا على نقل الموضوع الرائع و جزى الشيخ العريفي خير الجزاء
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 03-04-2008, 06:29 AM
القيم القيم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاك الله خيرا
اخى ابو سيف
رد مع اقتباس
  #38  
قديم 12-30-2008, 03:01 AM
أم عبد الرحمن السلفية أم عبد الرحمن السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


جزاكم الله خير الجزاء, وبارك فيكم .
رد مع اقتباس
  #39  
قديم 01-03-2009, 07:04 PM
أم هارون السلفية أم هارون السلفية غير متواجد حالياً
مالي إلا أنت يا خالق الورى
 




افتراضي

جزاكم الله خيراً .. ورفع قدركم
التوقيع

أما جاءكم عن ربكم: (وَتَزَوَّدُوْا) .. فما عُذر من وافاهُ غيرَ مُزَوِّدِ ..!!
رد مع اقتباس
  #40  
قديم 12-11-2009, 08:48 AM
أم مُعاذ أم مُعاذ غير متواجد حالياً
لا تنسوني من الدعاء أن يرْزُقْنِي الله الفِرْدَوْسَ الأَعْلَى وَحُسْنَ الخَاتِمَة
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا
التوقيع

توفيت امنا هجرة الي الله السلفية
اللهم اغفر لامتك هالة بنت يحيى اللهم ابدلها دارا خيرا من دارها واهلا خيرا من اهلها وادخلها الجنة واعذها من عذاب القبر ومن عذاب النار .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 02:07 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.