انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-17-2012, 03:52 AM
أبو عائشة السوري أبو عائشة السوري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي هذه عقيدتنا

 

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه و نستغفره و نتوب إليه، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن نبينا محمداً صلى الله عليه و سلم عبده و رسوله .

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي: "يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟" فقلت: الله ورسوله أعلم. قال: "حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً" فقلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال: "لا تبشرهم فيتكلوا" متفق عليه

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل) متفق عليه

أركان كلمة التوحيد {شهادة أن إله إلا الله محمد رسول الله} أربعة:
الشهادة: وهي أن تقر بلسانك معترفاً بقلبك على هذا الأمر و كأنك تشاهده أمامك .
2 – النفي :وهو قولنا :لا إله .
3 - الإثبات: وهو قولنا: إلا الله .
4 - أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، فلولاه بعد فضل الله لما عرفنا كلمة التوحيد .
شروط كلمة التوحيد ثمانية:
جمعها بعضهم في بيتين فقال :
علم يقين وإخلاص وصدقك مع * * * محبة وانقياد والقبول لها
وزيد ثامنها الكفران منك بما * * * سوى الإله من الأشياء قد ألِّها
وهذان البيتان قد استوفيا جميع شروطها :
الأول : العلم بمعناها المنافي للجهل
وتقدم أن معناها لا معبود بحق إلا الله فجميع الآلهة التي يعبدها الناس سوى الله سبحانه كلها باطلة .
الثاني : اليقين المنافي للشك فلابد
في حق قائلها أن يكون على يقين بأن الله سبحانه هو المعبود بالحق
الثالث : الإخلاص وذلك بأن يخلص العبد لربه سبحانه وهو الله عز وجل جميع العبادات ، فإذا صرف منها شيئاً لغير الله من نبي أو ولي أو ملك أو صنم أو جني أو غيرها فقد أشرك بالله ونقض هذا الشرط وهو شرط الإخلاص .
الرابع : الصدق ومعناه أن يقولها وهو صادق في ذلك ، يطابق قلبه لسانه ، ولسانه قلبه ، فإن قالها باللسان فقط وقلبه لم يؤمن بمعناها فإنها لا تنفعه ، ويكون بذلك كسائر المنافقين .
الخامس : المحبة ، ومعناها أن يحب الله عز وجل ، فإن قالها وهو لا يحب الله صار كافراً لم يدخل في الإسلام ، ومن أدلة ذلك قوله تعالى : {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} ،وقوله سبحانه : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا
لِلَّهِ }والآيات في هذا المعنى كثيرة .
السادس : الانقياد لما دلت عليه من المعنى ، ومعناه أن يعبد الله وحده وينقاد لشريعته ويؤمن بها ، ويعتقد أنها الحق . فإن قالها ولم يعبد الله وحده ، ولم ينقد لشريعته بل استكبر عن ذلك ، فإنه لا يكون مسلماً كإبليس وأمثاله .
السابع : القبول لما دلت عليه ،ومعناه : أن يقبل ما دلت عليه من إخلاص العبادة لله وحده وترك عبادة ما سواه وأن يلتزم بذلك ويرضى به .
الثامن : الكفر بما يعبد من دون الله ،ومعناه أن يتبرأ من عبادة غير الله ويعتقد أنها باطلة، كما قال الله سبحانه : {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}

وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :{من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله}رواه مسلم رحمه الله

حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم، فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ثم نهض فدخل منزله. فخاض الناس في أولئك، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئاً، وذكروا أشياء، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه فأخبروه، فقال: (هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون) فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: (أنت منهم) ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: (سبقك بها عكاشة) صحيح الجامع رقم 3999
فيه مسائل:
الأولى: الرقية نوعان :النوع الأول : الرقية بالقرآن و ما صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و هذه مرخص لها و جائزة شرعاً .
النوع الثاني : الرقية بالكلمات الأعجمية و الشعوذة و العياذ بالله تعالى و لعلنا نفصل هذه القضية إن شاء الله في غير هذا الموضع .
الثانية: كون ترك الرقية والكي من تحقيق التوحيد في قوله صلى الله عليه و سلم في الحديث السابق :" لا يسترقون و لا يكتوون " و الاكتواء هنا التداوي بالكي بالنار للجروح و نحوها، و الاسترقاء الذي نها عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذا الموضع هو الرقية الشرعية الصحيحة، إذ أن الرقية الشرعية مرخص لها كما سبق أن ذكرنا لكن تركها أفضل و أحوط و أكمل و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم .
الثالثة: كون الجامع لتلك الخصال هو التوكل، و التوكل بالتعريف: انطراح القلب بين يدي الرب عز و جل في علاه ، يعني تمضي للأمر بجوارحك و أخذك للأسباب ، لكن عقلك و قلبك عند رب العزة جل شأنه الذي بيده الأسباب و الدنيا بأسرها .
الرابعة: عمق علم الصحابة رضوان الله عليهم لمعرفتهم أنهم لم ينالوا ذلك إلا بعمل.
الخامسة: حرصهم على الخير.
السادسة: فضيلة هذه الأمة بالكمية والكيفية.
السابعة: فضيلة أصحاب موسى عليه الصلاة و السلام .
الثامنة : عرض الأمم عليه، عليه الصلاة والسلام.
التاسعة: أن كل أمة تحشر وحدها مع نبيها.
العاشرة: قلة من استجاب للأنبياء عليهم الصلاة و السلام .
الحادية عشرة: أن من لم يجبه أحد يأتي وحده.
الثانية عشرة: ثمرة هذا العلم، وهو عدم الاغتـرار بالكثـرة، وعـدم الزهد في القلة .
الثالثة عشرة: الرخصة في الرقية .
الرابعة عشرة: بعد السلف عن مدح الإنسان بما ليس فيه.
قال الإمام الفضيل بن عياض رحمه الله:" إلزم طرق الهدى ، و لا تضرنك قلة السالكين ، و احذر طرق الضلال ، و لا تغتر بكثرة الهالكين"

قال الله تعالى:{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}وقال الخليل ابراهيم عليه الصلاة و السلام: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام}وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر)، فسُئِلَ عنه فقال: (الرياء) وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار) رواه البخاري. ولمسلم عن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار}
و الرياء من الرؤيا ، يعني يعمل الرجل عملاً و هو يتمنى أن يراه الناس يعمله ، يعني يتقرب إلى الناس بعمل الآخرة ، أي أنه ليس لوجه الله خالصاً .
قال ابن القيم رحمه الله :" كما أنه ليس للعبد من صلاته إلا ما عَقِلَ منها، كذلك فليس للإنسان من حياته إلا ما كان لله " .
و المقصود بـ:" الندّ" هو الشريك .

عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: {إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ـ وفي رواية: إلى أن يوحدوا الله ـ فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك: فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب}صحيح الجامع رقم : 2298

عن سهل بن سعد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه. فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها. فلما أصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها. فقال: (أين علي بن أبي طالب؟) فقيل: هو يشتكي عينيه، فأرسلوا إليه، فأتى به فبصق في عينيه، ودعا له، فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية فقال: (انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً، خير لك من حمر النعم) متفق عليه،و معنى يدوكون: يخوضون بالكلام .

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) صحيح الجامع رقم : 1632،(التمائم): شيء يعلق على الأولاد من العين، لكن إذا كـان المعلـق من القرآن، فرخص فيه بعض السلف، وبعضهم لم يرخص فيه، ويجعله من المنهي عنه، منهم ابن مسعود رضي الله عنه.
و(الرقى): هي التي تسمى العزائم، وخص منه الدليل ما خلا من الشرك، فقد رخص فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من العين والحمة.
و(التولة): شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها، والرجل إلى امرأته، و هو أيضاً فن من فنون السحر و الشعوذة و الله أعلى و أعلم .
عن عيسى بن حمزة قال دخلت على عبد الله بن حكيم وبه حمرة فقلت: (ألا تعلق تميمة) فقال: (نعوذ بالله من ذلك ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ من علق شيئاً وكل إليه}حسن لغيره، صحيح الترغيب و الترهيب رقم 3456
و التمائم بشكل عام يدخل فيها حذوة الحصان ، و الخرزة الزرقاء ،و سبعة الكوبة في لعبة الورق ،و كل ما يعتقد جهال الناس أنه يجلب منفعة أو يدفع مضرة و العياذ بالله فإنها شرك يحبط العمل

عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك)
صحيح الجامع رقم : 805

روى الطبراني بإسناده أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين،قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق قال: إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله وحده
الراوي: - المحدث: محمد بن عبد الوهاب - المصدر: الرسائل الشخصية - الصفحة أو الرقم: 45
خلاصة حكم المحدث : ثابت

عن أبي واقد الليثي، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله أكبر! إنها السنن، قلتم ـ والذي نفسي بيده ـ كما قالت بنو إسرائيل لموسى: (اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون) (لتركبن سنن من كان قبلكم)صحيح الجامع رقم :3601 ،و ذات الأنواط كانوا يتبركون بها ، و الصحابة رضوان الله عليهم كما نلاحظ تكلموا للجهل ، فمن أحد أهم ضوابط التكفير هو العلم المنافي للجهل ، و إذا جهل الصحابة رضوان الله عليهم بهذا الأمر لكونهم كانوا حدثاء عهد بالإسلام فغيرهم أولى بأن يجهل ،و على هذا فلا يقع الكفر على صاحبه إلا إذا بلغه من العلم ما تقوم به عليه الحجة .

عن علي رضي الله عنه قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات:{لعن الله من لعن والديه و لعن الله من ذبح لغير الله و لعن الله من آوى محدثاً و لعن الله من غير منار الأرض}رقم : 5112 صحيح الجامع .

عندما يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :"لعن الله فلاناً" أي يدعو عليه ، و اللعن هو الطرد من رحمة الله ، و الذبح لغير الله يدخل فيه الذبح للأولياء و حتى للقبور المنسوبة للأنبياء عليهم الصلاة و السلام ،علماً بأن قبور الأنبياء عليهم الصلاة و السلام كلها غير معروفة و لا مثبتة باستثناء قبر نبينا محمد ، صلى الله عليه و سلم ،و أما لعن من لعن والديه ، فلقد وضحه رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديث آخر عندما سألوه :" كيف يلعن الرجل والديه؟" فقال:" يسب أبا الرجل فيسب أباه ، و يسب أمه فيسب أمه" يعني إذا سببت أنا أحد الناس بأمه و رد علي بالمثل فلقد سببت أنا أمي ،و المقصود بقوله صلى الله عليه و سلم:" لعن الله من آوى محدثاً" المحدث هو المبتدع في دين الله ما ليس منه لقوله صلى الله عليه و سلم في حديث آخر:" كل محدثة بدعة" ،طبعاً الرمي بالبدعة و التبديع له ضوابط و أحكام مثله مثل التكفير ليس المقام لذكرها هنا ،و أما تغيير منار الأرض فهو أن يكون لرجل أرض يزرع فيها ،فيأتي إلى أرض جاره فيعبث بحدوده معه فيقتطع من أرضه سرقة .

عن ثابت بن الضحاك قال : نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلا ببوانة فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد ؟ " قالوا : لا قال : " فهل كان فيه عيد من أعيادهم ؟ " قالوا : لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم "
مشكاة المصابيح رقم :3437

عن أنس رضي الله عنه قال: شُجَّ النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وكسرت رباعيته، فقال: (كيف يفلح قوم شَجُّوا نبيهم)؟ فنزلت: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ)

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قال: {يا معشر قريش ! اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئاً يا بني عبد مناف ! اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئاً يا عباس بن عبد المطلب ! لا أغني عنك من الله شيئاً يا صفية عمة رسول الله ! لا أغني عنك من الله شيئا يا فاطمة بنت محمد ! سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً} رقم : 7982 صحيح الجامع

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله، كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك. حتى إذا فُزِّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق وهو العلي الكبير فيسمعها مسترق السمع ـ ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض ـ وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه ـ فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها عن لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء) رقم : 734 في صحيح الجامع
المقصود هو أن رب العباد يقضي الأمر و يعبر الملائكة عليهم الصلاة و السلام عن ذلك بضرب أجنحتهم ،يسمعهم مسترق السمع ،و مسترق السمع هو أحد الشياطين ،أما عن كيفية استراقه للسمع فهو كالتالي :يقف الشيطان الأول على لأرض ،فيصعد شيطان ثانٍ على كتفيه، و يأتي شيطان ثالث فيصعد على كتفي الثاني ، و هكذا يتسلقون حتى يصل آخر واحد منهم إلى علو يستطيع من خلاله أن يسترق السمع من الملائكة عليهم الصلاة و السلام فيلقي المعلومة الصحيحة التي هي عبارة عن أمر غيبي من قضاء الله إلى الذي تحته ، ثم الذي تحته يلقيها إلى من تحته، و هكذا حتى تصل إلى آخر شيطان، فيلقيها هذا الشيطان على لسان أحد السحرة أو الكهان ، و للعلم فأول شرط للساحر أن يكفر، و السحر بالتعريف: شرطه اتفاقٌ بين الساحر و الشيطان على أن يكفر الساحر فيتسخر له الشيطان، و كلما زاد الساحر من الكفر و الأعمال الكفرية كلما زاد الشيطان تسخراً له حيث يقدره على أعمال من الخوارق مثل المشي على الماء و الطيران في الهواء، و من ضمن التسخر أيضاً أن ينبأه الشيطان بأشياء غيبية باستراقه للسمع كما ذكرنا، لكن كما في الحديث السابق، ربما يُقذف الشياطين بشهاب فيسقطون و لا يستطيعون الاستراق، و ربما يسترقون كلمة صحيحة من بين أكاذيب كثيرة،
فالغيب نوعان، غيب مطلق، و غيب نسبي، أما الغيب النسبي فهو أن أعرف ماذا يجري في العمارة التي في جوار بيتي و هذا يقدر عليه الشيطان، و أما الغيب المطلق فهو أن أعرف ماذا سيجري في الغد، و هذا ربما يسترقه الشيطان و ربما يحرقه شهاب، فلا يعلم الغيب المطلق إلا الله
عن ابن المسيب عن أبيه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عم ! قل ( لا إله إلا الله ) كلمة أشهد لك بها عند الله فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ ! فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه . ويعيد له تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم : هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول : لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل الله عز وجل ( ما كان للنبي والذي آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ) وأنزل الله تعالى في أبي طالب فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ) " إرواء الغليل للألباني رحمه الله

{ وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ولا يعوق ونسراً } ففي التفسير المأثور عن ابن عباس وغيره من السلف : أن هؤلاء الخمسة أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم : أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم ( أي علم تلك الصور بخصوصها ) عبدت . رواه البخاري وغيره
وقال ابن القيم: قال غير واحد من السلف: لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم

وعن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله) رواه البخاري و مسلم
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين}
السلسلة الصحيحة 2144

ولمسلم عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (هلك المتنطعون) قالها ثلاثاً، و المتنطعون هم المتكلفون .

وقول الله تعالى: (وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ) وقوله: (يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ)
قال عمر: (الجبت): السحر، (والطاغوت): الشيطان. وقال جابر: الطواغيت: كهان كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اجتنبوا السبع الموبقات) قالوا: يا رسول الله: وما هن؟ قال: (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)
متفق عليه

وفي (صحيح البخاري) عن بجالة بن عبدة قال: كتب عمر بن الخطاب: أن اقتلوا كل ساحر وساحرة، قال: فقتلنا ثلاث سواحر

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من اقتبس شعبة من النجوم، فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد) رقم : 6074 صحيح الجامع، و يدخل فيها بالضرورة ما يتصل بالأبراج و التنجيم

وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا هل أنبئكم ما الغضة؟ هي النميمة، القالة بين الناس) [رواه مسلم]

عَنْ وَاصِلٍ الأَحْدَبِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : خَطَبَنَا عَمَّارٌ ، فَأَبْلَغَ ، وَأَوْجَزَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " إِنَّ طُولَ صَلاةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ ، فَأَطِيلُوا الصَّلاةَ وَقَصِّرُوا الْخُطَبَ فَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا " . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، و مقصود الحديث هو أن طول الخطبة سوف يسحر الناس فيصير جزءاً من السحر المنهي عنه من الناحية الشرعية .

روى مسلم في صحيحه، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى عرَّافاً فسأله عن شيء فصدقه، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" رقم : 5939 صحيح الجامع

قال البغوي: العراف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك .

عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال: "هي من عمل الشيطان" السلسلة الصحيحة رقم 2760
قال ابن القيم: النشرة: حل السحر عن المسحور، وهي نوعان:
إحداهما: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب، ويبطل عمله عن المسحور.
والثاني: النشرة بالرقية و التعوذات والأدوية والدعوات المباحة، فهذا جائز.

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر) أخرجه البخاري و مسلم و زاد مسلم: (ولا نوء، ولا غول)
ا عدوى يعني على ما يعتقده الجاهليون من كون الأمراض تعدي بطبعها، وإنما الأمر بيد الله سبحانه. إن شاء انتقل الداء من المريض إلى الصحيح وإن شاء سبحانه لم يقع ذلك.
ولكن المسلمين مأمورون بأخذ الأسباب النافعة، وترك ما قد يفضي إلى الشر،
و معنى لا طيرة ، يعني النهي عن التشاؤم سواءاً كان بالبومة أو الرقم 13 أو غير ذلك .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك) قالوا: (وما كفارة ذلك يا رسول الله؟) قال: (أن يقول: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك)
رقم : 6264 صحيح الجامع
وأما الهامة: فهو طائر يسمى البومة، يزعم أهل الجاهلية أنه إذا نعق على بيت أحدهم فإنه يموت هذا البيت، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ((ولا صفر)) فهو الشهر المعروف وكان بعض أهل الجاهلية يتشاءمون به. فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وأوضح صلى الله عليه وسلم أنه كسائر الشهور ليس فيه ما يوجب التشاؤم. وقال بعض أهل العلم: إنها دابة تكون في البطن تسمى: صفر.. وكان بعض أهل الجاهلية يعتقدون فيها أنها تعدي فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
وأما النوء فهو واحد الأنواء، وهي النجوم وكان بعض أهل الجاهلية يتشاءمون ببعض النجوم فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، و بعضها الآخر كانوا يعتقدون بأنها تقترن بنزول المطر فيقولون :" سُقِينا بنوء كذا و نوء كذا" .
و معنى لا غول ، الغوُل هو المخلوق المعروف لدى العامة

عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أربعة في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركوهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة) وقال: (النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب). رواه مسلم

عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: (هل تدرون ماذا قال ربكم؟ ) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: (قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب)
رقم : 7028 صحيح الجامع

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في مرضه الذي لم يقم منه :
{ لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد }قالت : فلولا ذاك أُبرِزَ قبره ، غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً"
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : لما كان مرض النبي صلى الله عليه و سلم تذاكر بعض نسائه كنيسة بأرض الحبشة ، يقال لها : مارية - وقد كانت أم سلمة وأم حبيبة قد أتتا أرض الحبشة - فذكرن من حسنها وتصاويرها ، قالت : [ فرفع النبي صلى الله عليه و سلم رأسه ] فقال : « أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً ، ثم صوروا تلك الصور ، أولئك شرار الخلق عند الله [ يوم القيامة ].
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « اللهم لا تجعل قبري وثناً ، لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » .
طيب ما معنى اتخاذ القبور مساجد؟
الذي يمكن أن يفهم من هذا الاتخاذ إنما هو ثلاث معان :
الأول :الصلاة على القبور بمعنى السجود عليها:
قال ابن حجر الهيتمي في " الزواجر " ( 1 / 121 ) :
« واتخاذ القبر مسجدا معناه الصلاة عليه أو إليه » .
ويشهد لهذا المعنى أحاديث نذكر منها: : قوله صلى الله عليه و سلم : « لا تصلوا إلى قبر ولا تصلوا على قبر » .
الثاني : السجود إليها واستقبالها بالصلاة والدعاء:
فقال المناوي في « فيض القدير » حيث شرح الحديث عن أنس : "أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن الصلاة إلى القبور":" أي اتخذوها جهة قبلتهم مع اعتقادهم الباطل ، وإن اتخاذها مساجد لازمٌ لاتخاذ المساجد عليها كعكسه ، وهذا بين به سبب لعنهم لما فيه من المغالاة في التعظيم" .
الثالث : بناء المساجد عليها وقصد الصلاة فيها:
ويؤيده حديث جابر قال : « نهى رسول الله أن يجصص القبر ، وأن يقعد عليه ، وأن يبنى عليه » .
أقوال الأئمة الأربعة في هذه المسألة:
1 - مذهب الشافعية انه كبيرة:
قال الفقيه ابن حجر الهيتمي في « الزواجر عن اقتراف الكبائر » ( 1 / 120 ) : " الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتسعون : اتخاذ القبور مساجد ، وإيقاد السرج عليها ، واتخاذها أوثاناً ، والطواف بها ، واستلامها ، والصلاة إليها "
2 - مذهب الحنفية الكراهة التحريمية:
والكراهة بهذا المعنى الشرعي قد قال به هنا الحنفية فقال الإمام محمد تلميذ أبي حنيفة في كتابه « الآثار » ( ص 45 ) :
" لا نرى أن يزاد على ما خرج من القبر ، ونكره أن يجصص أو يطين أو يجعل عنده مسجداً " .
والكراهة عن الحنفية إذا أطلقت فهي للتحريم وليست لما يثاب تاركه ولا يعاقب فاعله كما هو متداول في أصول الفقه، فقد قال تعالى ﴿ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ﴾ و قال تعالى في سورة ( الإسراء ) بعد أن نهى عن قتل الأولاد وقربان الزنا وقتل النفس وغير ذلك : ﴿ كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ﴾ .
3 - مذهب المالكية التحريم:
وقال القرطبي في تفسيره ( 10 / 38 ) بعد أن ذكر الحديث عن عائشة ا قالت : لما كان مرض النبي صلى الله عليه و سلم تذاكر بعض نسائه كنيسة بأرض الحبشة ، يقال لها : مارية - وقد كانت أم سلمة وأم حبيبة قد أتتا أرض الحبشة - فذكرن من حسنها وتصاويرها ، قالت : [ فرفع النبي صلى الله عليه و سلم رأسه ] فقال : « أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً ، ثم صوروا تلك الصور ، أولئك شرار الخلق عند الله [ يوم القيامة ] » .
"قال علماؤنا : وهذا يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد "
4 - مذهب الحنابلة التحريم:
كما في « شرح المنتهى » ( 1 / 353 ) وغيره .
شبهات وردود:
الشبهة الأولى: قوله تعالى في سورة الكهف ﴿ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ﴾:
الجواب: الجُمَلُ في اللغة العربية ،والقرآن الذي نزل بها على قسمين :إما أن تكون خبراً، أو أن تكون إنشاءاً، والخبر مثل قصة ذي القرنين، والإنشاء طلب ،أمر أو نهي ومثاله: "ولا تقربوا الزنى" ،وربما جاء الخبر بشكل طلب مثل "الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة" .
إذاً فما تصنيف الآية السابقة : ﴿ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ﴾؟
الجواب: هي خبر لا يفيد الأمر ولا النهي لعلة عدم وجود نبي بينهم من ناحية، ومن ناحية أخرى، فأهل الكهف لم يطلبوا منهم ذلك إطلاقاً ولم يكونوا بينهم، وأما عبارة: "الذين غلبوا على أمرهم" فليس بالضرورة أن تكون الأغلبية أو الأكثرية على حق بالضرورة، فالله جل شأنه وتقدست أسماؤه يقول: "و إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله بغير علم إن يتبعون إلا الظن و إن هم إلا يخرصون" .
هذا من ناحية، من ناحية أخرى، شريعتنا نسخت الشرائع السابقة بما فيها اليهودية والنصرانية التي كان يدين بها أهل الكهف و هي محرفة و مندثرة ولسنا ملزمين باتباعهم ،بل أُمِرنا في مواضع كثيرة بمخالفتهم كما هو معروف لنا جميعاً .
الشبهة الثانية: أن قبر النبي صلى الله عليه و سلم في مسجده كما هو مشاهد اليوم:
الجواب: لم يكن كذلك في عهد الصحابة ، فإنهم لما مات النبي صلى الله عليه و سلم دفنوه في حجرته في التي كانت بجانب مسجده ، وكان يفصل بينهما جدار فيه باب ، كان النبي صلى الله عليه و سلم يخرج منه إلى المسجد ،ولكن وقع بعدهم ما لم يكن في حسبانهم ذلك أن الوليد بن عبد الملك أمر سنة ثمان وثمانين بهدم المسجد النبوي وإضافة حجر أزواج رسول الله إليه فأدخل فيه الحجرة النبوية حجرة عائشة رضي الله عنها فصار القبر بذلك في المسجد، تاريخ ابن جرير
( 5 / 22223 ) وتاريخ ابن كثير ( 9 / 7475)
ولم يكن في المدينة أحد من الصحابة حينذاك خلافاً لم توهم بعضهم .
قال العلامة الحافظ محمد ابن عبد الهادي في « الصارم المنكي »
( ص 136 )
" وإنما أدخلت الحجرة في المسجد في خلافة الوليد بن عبد الملك ، بعد موت عامة الصحابة الذين كانوا بالمدينة ، وكان آخرهم موتاً جابر بن عبد الله ، وتوفي في خلافة عبد الملك فإنه توفي سنة ثمان وسبعين ، والوليد تولى سنة ست وثمانين ، وتوفي سنة ست وتسعين ، فكان بناء المسجد وإدخال الحجرة فيه فيما بين ذلك" .
ولهذا نقطع بخطأ ما فعله الوليد بن عبد الملك عفا الله عنه ، ولئن كان مضطرا إلى توسيع المسجد ، فإنه كان باستطاعته أن يوسعه من الجهات الأخرى دون أن يتعرض للحجرة الشريفة وقد أشار عمر بن الخطاب إلى هذا النوع من الخطأ حين قام هو بتوسيع المسجد من الجهات الأخرى ولم يتعرض للحجرة بل قال " إنه لا سبيل إليها " فأشار إلى المحذور الذي يترقب من جراء هدمها وضمها إلى المسجد « طبقات ابن سعد » ( 4 / 21 ) و « تاريخ دمشق » لابن عساكر ( 8 / 478 / 2 ) .
وإن قال قائل: "وكيف يفعل الوليد بن عبد الملك هذا المنكر بوجود علماء من كبار التابعين رضوان الله عليهم وقتها و على رأسهم الفقهاء السبعة؟ قلنا: بلى لقد كان الفقهاء السبعة رحمهم الله موجودين ،وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله أميراً على المدينة وقتها، لكن عبد الملك بن مروان فعل ما فعل بقوته كسلطان، وتكفير الحكام وغير الحكام مبحث آخر و له أحكام و ضوابط لا مجال لبسطه في هذا الموضع .
الشبهة الثالثة: أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى في مسجد الخيف وقد ورد في الحديث أن فيه قبر سبعين نبياً:
الجواب: أولاً: لا نسلم صحة الحديث المشار إليه، قال الطبراني في « معجمه الكبير »
( 3 / 204 / 2 ) : " حدثنا عبدان بن أحمد نا عيسى بن شاذان نا أبو همام الدلال نا إبراهيم بن طمهان عن منصور عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ : « في مسجد الخيف قبر سبعين نبياً »
وأورده الهيثمي " المجمع " ( 3 / 298 ) بلفظ :
« ... قبر سبعون نبيا » ، وقال : " رواه البزار ورجاله ثقات " .
وهذا قصور منه في التخريج فقد أخرجه الطبراني أيضا كما رأينا ، ورجال الطبراني ثقات أيضا غير عبدان بن أحمد وهو الأهوازي كما ذكر الطبراني في « المعجم الصغير » ( ص 136 ) ولم أجد له ترجمة وهو غير عبدان بن محمد المروزي وهو من شيوخ الطبراني أيضا في « الصغير » ( ص 136 ) وغيره وهو ثقة حافظ له ترجمة في« تاريخ بغداد » ( 11 / 135 ) و « تذكرة الحفاظ »
( 2 / 230 ) وغيرها .
لكن في رجال هذا الإسناد من يروي الغرائب مثل عيسى بن شاذان ، قال فيه ابن حبان في
« الثقات » : " يغرب " .
وإبراهيم بن طهمان ، قال فيه ابن عمار الموصلي : " ضعيف الحديث مضطرب الحديث " .
ثانياً: سنسلم جدلاً بصحة الحديث، الحديث ليس فيه أن القبور ظاهرة في مسجد الخيف ، وقد عقد الأزرقي في تاريخ مكة ( 406 - 410 ) عدة فصول في وصف مسجد الخيف ، فلم يذكر أن فيه قبوراً بارزة ، ومن المعلوم أن الشريعة إنما تبنى أحكامها على الظاهر ، فإذا ليس في المسجد المذكور قبور ظاهرة ، فلا محظور في الصلاة فيه البتة ، لأن القبور مندرسة ولا يعرفها أحد بل لولا هذا الخبر الذي عرفت ضعفه لم يخطر في بال أحد أن في أرضه سبعين قبراً ! ولذلك لا يقع فيه تلك المفسدة التي تقع عادة في المساجد المبنية على القبور الظاهرة والمشرفة ،بل وثابت جيولوجياً وعلمياً بأن جسم الإنسان على وجه العموم باستثناء الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم و الشهداء رضوان الله عليهم يتحلل إلى عناصر التراب فلا بد من أن نمشي على ميت .
الشبهة الرابعة: ما ذكر في بعض الكتب أن قبر إسماعيل وغيره في الحجر من المسجد
الحرام وهو أفضل مسجد يتحرى فيه:
الجواب: أولاً: لم يثبت في حديث مرفوع أن إسماعيل عليه الصلاة و السلام أو غيره من الأنبياء الكرام دفنوا في المسجد الحرام ،ولم يرد شيء من ذلك في كتاب من كتب السنة المعتمدة كالكتب السنة ، ومسند أحمد ، ومعاجم الطبراني الثلاثة وغيرها من الدواوين المعروفة ، وذلك من أعظم علامات كون الحديث ضعيفا بل موضوعا عند بعض المحققين، ولقد نقل السيوطي في
" تدريب الراوي " عن ابن الجوزي " قال :
" ما أحسن قول القائل : إذا رأيت الحديث يباين العقول أو يخالف المنقول أو يناقض الأصول فاعلم أنه موضوع . قال : ومعنى مناقضته للأصول أن يكون خارجا من دواوين الإسلام من المسانيد والكتب المشهورة " .
كذا في « الباعث الحثيث » ( ص 85)
وغاية ما وري في ذلك من آثار معضلات ، بأسانيد واهيات موقوفات أخرجها الأزرقي في « أخبار مكة » ( ص 39 و 219 و 220 ) فلا يلتفت إليها وإن ساقها بعض المبتدعة مساق المسلمات .
ثانياً: القبور المزعوم وجودها في المسجد الحرام غير ظاهرة ولا بارزة ، ولذلك لا تقصد من دون الله تعالى ، فلا ضرر من وجودها في بطن أرض المسجد فلا يصح حينئذ الاستدلال بهذه الآثار على جواز اتخاذ المساجد على قبور مرتفعة على وجه الأرض لظهور الفرق بين الصورتين وبهذا أجاب الشيخ على القاري رحمه الله تعالى فقال في « مرقاة المفاتيح »
( 1 / 456 ) بعد أن حكى قول المفسر الذي أشرت إليه في التعليق :
" وذكر غيره أن صورة قبر إسماعيل في الحجر تحت الميزاب ، وأن في الحطيم بين الحجر الأسود وزمزم قبر سبعين نبيا " . قال القاري :
" وفيه أن صورة قبر إسماعيل وغيره مندرسة ، فلا يصلح الاستدلال"
الشبهة الخامسة : بناء أبي جندل مسجداً على قبر أبي بصير في عهد النبي صلى الله عليه و سلم:
أولاً: ليس له إسناد تقوم الحجة به ، ولم يروه أصحاب « الصحاح » و
« السنن » و « المسانيد » وغيرهم وإنما أورده ابن عبد البر في ترجمة أبي بصير من « الاستيعاب » ( 4 / 21 - 23 ) مرسلاً .
ثانياً: لو صح لم يجز أن ترد به الأحاديث الصريحة ، في تحريم بناء المساجد على القبور لأمرين :
الأمر الأول : أنه ليس في القصة أن النبي صلى الله عليه و سلم اطلع على ذلك وأقره
الأمر الثاني : أنه لو فرضنا أن النبي صلى الله عليه و سلم علم بذلك وأقره فيجب أن يحمل ذلك على أنه قبل التحريم لأن الأحاديث صريحة في أن النبي صلى الله عليه و سلم حرم ذلك في آخر حياته كما سبق فلا يجوز أن يترك النص المتأخر من أجل النص المتقدم على فرض صحته عند التعارض وهذا بين وصار في حكم النسخ والله أعلى وأعلم .
الشبهة السادسة :قوله تبارك وتعالى:{ و إذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً و اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}:
الجواب: وجه استدلالهم هو أنهم ظنوا أن مقام تعني القبر، ومقام في اللغة العربية اسم مكان من القيام، يعني مكان القيام وليس الدفن والقبر، فإذا قام ابراهيم عليه الصلاة والسلام في المكان الفلاني ثم انتقل إلى غيره فهذا لا يستلزم بالضرورة أن الصلاة إلى ذلك الموضع صارت صلاة إلى قبر كما يزعم هؤلاء، والله تعالى أعلى وأعلم .
وهناك تساؤل لدى الكثير ين يطرح نفسه في هذه القضية ،إذا كان المسجد النبوي يحتوي على قبر رسول الله فلماذا يصلي المصلون فيه؟
الجواب: لنتأمل في هذا الحديث :أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام قال حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا جرير بن حازم قال حدثنا يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة رضي الله عنها:
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لها يا عائشة ،لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم فأدخلت فيه ما أخرج منه وألزقته بالأرض وجعلت له بابين بابا شرقيا وبابا غربيا فإنهم قد عجزوا عن بنائه فبلغت به أساس إبراهيم " .
لقد ترك رسول الله صلى الله عليه و سلم الكعبة على حالها و مات على ذلك لعلة أن قريش كانت حديثة عهد بالإسلام و التوحيد، و حالنا اليوم أسوء بكثير ، فمشركوا العرب يشركون في السراء ليتقربوا بالأصنام إلى الله زلفى ،لكن إذا مسهم ضرر دعوا الله وحده مخلصين له الدين، ومشركوا اليوم يستغيثون بغير الله في السراء والضراء كما نرى أمامنا ونصب أعيننا، بل ويعيّرون الشرطة و هيئة الدعوة و الإرشاد بجانب قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم بأنهم يمنعونهم من التمسح بقبر رسول الله صلى الله عليه و سلم كما هو معروف ،بل و يتعدى ذلك لاتهامهم بهدم أضرحة البقيع كما يزعمون ،فكيف سيكون الحال لو هدموا المسجد النبوي وأعادوه كما كان قبل أن يفعل عبد الملك بن مروان ما فعل؟!
و رغم ذلك فلقد وجه الكثير الكثير من العلماء المخلصين - ومنهم شيخنا الألباني رحمه الله - النداء إلى آل سعود سابقاً و حالياً بفصل قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم عن المسجد النبوي ، و نسأل الله أن يحفظ جميع بلاد المسلمين من الشرور و الفتن .
مبحث اتخاذ القبور مساجد بالكامل منقول عن كتاب تحذير الساجد للألباني رحمه الله بتصرف .

عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)
رقم : 7582 صحيح الجامع

عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله رسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار)
رقم : 3044 صحيح الجامع

وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس) رقم : 6097 صحيح الجامع

عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر، فقال: (الشرك بالله و الإياس من روح الله و القنوط من رحمة الله) رقم : 4603 صحيح الجامع

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت)
وللبخاري و مسلم عن ابن مسعود مرفوعاً: (ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية)

وعن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة)
رقم : 308 صحيح الجامع

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضي، ومن سخط فله السخط) رقم : 2110 صحيح الجامع

و جاء في التحذير من الرياء :عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه). رواه مسلم

وعن أبي سعيد مرفوعاً: (ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟) قالوا: بلى يا رسول الله! قال: (الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي، فيزيّن صلاته، لما يرى من نظر رجل)
رقم : 2607 صحيح الجامع
أي أن مجانبة الرياء تكون بأن يجتهد العبد في أن يكون عمله خالصاً لوجه الله تعالى .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع )
رقم : 2962 صحيح الجامع ،الخميصة و الخميلة نوعان من الملابس كجزء من متاع الدنيا، تعس من التعاسة و هي ضد السعادة، و انتكس من الانتكاسة و هي أن يرتد على عقبيه خائباً خاسراً، و معنى إذا شيك فلا انتقش، شيك يعني أصابته شوكة و جرحته في يده، و انتقش من المنقاش الذي هو أداة إزالة الشوكة ،و معنى إن استأذن لم يؤذن له، و إن شفع لم يشفع، يعني لا يهتم بأمور رفعة الدنيا حتى و لو كانت إذناً أو شفاعة لأحد أو واسطة أو محسوبية أو وجاهة بل عمله كله خالص لوجه الله تعالى

قال عدي بن حاتم : " أتيت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وفي عنقي صليب فقال لي : " يا عدي ألق هذا الوثن من عنقك وانتهيت إليه وهو يقرأ سورة ( براءة ) حتى أتى على هذه الآية
{ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله } قال : قلت : يا رسول الله إنا لم نتخذهم أربابا قال بلى أليس يحلون لكم ما حرم عليكم فتحلونه ويحرمون ما أحل الله لكم فتحرمونه ؟ فقلت : بلى فقال : تلك عبادتهم.
الحديث حجة بنفسه للألباني رحمه الله .

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه قال:{لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)
قال النووي: حديث صحيح

قول الله تعالى: (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ)
قال مجاهد ما معناه: هو قول الرجل: هذا مالي، ورثته عن آبائي.
وقال عون بن عبد الله: يقولون: لولا فلان لم يكن كذا

قول الله تعالى: (فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ).
قال ابن عباس في الآية: الأنداد: هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل؛ وهو أن تقول: والله، وحياتك يا فلان وحياتي، وتقول
لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتانا اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان. لا تجعل فيها فلاناً هذا كله به شرك) رواه ابن أبي حاتم

عن سعد بن عبيدة قال سمع ابن عمر رجلا يحلف لا والكعبة فقال له ابن عمر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :{من حلف بغير الله فقد أشرك} صحيح أبو داود رقم 2787
وقال ابن مسعود: لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليّ من أن أحلف بغيره صادقاً.

وعن حذيفة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان)
السلسلة الصحيحة رقم 137

عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تحلفوا بآبائكم، من حلف بالله فليصدق، ومن حلف له بالله فليرض. ومن لم يرض فليس من الله) رقم : 7247 صحيح الجامع

عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فراجعه في بعض الكلام فقال : ما شاء الله وشئت ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجعلتني مع الله عدلاً ( وفي لفظ : نداً ) ؟ ! لا بل ما شاء الله وحده .
السلسلة الصحيحة رقم 139

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أخنع اسم عند الله: رجل تسمى ملك الأملاك، لا مالك إلا الله)
رقم : 237 في صحيح الجامع
قال سفيان: مثل (شاهان شاه)،و من هذا المنطلق أخواني و أخواتي ندرك عظيم خطأ من يكتب في ذكرى المولد النبوي عبارات مثل: "أهلاً بمولد سيد الأكوان" .

عن شريح بن هانئ عن أبيه أنه لما وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومه سمعهم يكنونه بأبي الحكم فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " إن الله هو الحكم فلم تكنى أبا الحكم ؟ " قال : إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين بحكمي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أحسن هذا فما لك من الولد ؟ " قال : لي شريح ومسلم وعبد الله
قال : " فمن أكبرهم ؟ " قال قلت : شريح . قال فأنت أبو شريح "
مشكاة المصابيح رقم 4766
قال ابن حزم: اتفقوا على تحريم كل اسم معبَّد لغير الله؛ كعبد عمر، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب

يتبع إن شاء الله ...

التوقيع

من عجائب الشمعة أنها تحترق لتضيء للآخرين ... ومن عجائب الإبرة أنها تكسو الناس وهي عارية ... ومن عجائب القلم أنه يشرب ظلمة ويلفظ نوراً
لئن تغدو فتشعل شمعة واحدة ، خير لك من أن تلعن الظلام مليون مرة
الإيجابي : يفكر في غيره
السلبي : يفكر في نفسه
الإيجابي : يصنع الظروف
السلبي : تصنعه الظروف
لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كان منحنياً
قال ابن القيم رحمه الله :{ كما أنه ليس للمصلي من صلاته إلا ما عقل منها ، كذلك فإنه ليس للإنسان من حياته إلا ما كان لله }
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:59 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.