انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > وسائل تحصيل العلم الشرعي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-23-2010, 06:35 AM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




Download وصايا في طلب العلم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وصايا في طلب العلم

الحمد لله الذي خلق الخلق وقدّر الأقدار , أحمده سبحانه وأشكره و فهو للحمد أهل , وأصلي وأسلّم على أزكى البشرية , وأطهر البرية , محمد بن عبد الله , صلوات ربي وسلامه عليه ,, وبعد :
فهذه خواطر ووصايا في الطلب , وأي طلب ننشده , إنه العلم ؛ الذي به تعرف الأمة ربها وخالقها ورازقها سبحانه وبحمده , وبه يعرف الحق من الباطل , والهداية من الضلالة والغواية , وبه ينشر الهدى والفلاح , ويعلو السؤدد والنجاح ..
لذلك كله كانت هذه الوقفات التي أعتبرها قليلة , ولكن لعلها أن تكون حافزا لأخذ العلم من منابعه الأصلية , ومن مظانه المعروفة المعهودة .. فباسم الله نبدأ ..

أولى هذه الوصايا :
1 ـ التقوى : وقد أوصى الله عزَّ وجلَّ به في كتابه المبارك ؛ فقال سبحانه : { ولقد وصيّنا الذين من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله } ..
وقال سبحانه : { واتقوا الله ويعلمكم الله } .. فالتقوى : أن تعمل على طاعة الله , على نور من الله , ترجو ثواب الله , وأن تترك معصية الله , على نور من الله تخشى عقاب الله.
والتقوى : ألا يراك الله حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك ..
فمن اتقى الله سبحانه , وخافه وعمل على مرضاته , فلا شك أن تفتح له أبواب العلم , لأنه قد زكّى نفسه , وهذبها , وأدبها بأدب القرآن الكريم , والسنة النبوية المطهرة , إذ أن النبي صلوات ربي وسلامه عليه قد قال : ( اتق الله حيثما كنت ) ..
فحق لمن كان هذا حاله أن يسلك العلم بعد ذلك على نور من الله وهدى .
2 ـ معرفة فضل العلم : فلابد من معرفته , والحث عليه , والإلزام به , فهو فريضة على كل مسلم , وتحمله مطلوب , فهو بمثابة الغذاء للأرواح والأبدان , والقلوب لا تحيى إلا بالعلم , ومن فضائل العلم ؛ أن الله سبحانه قد اشتق له اسما من اسمه , وصفة من صفته , الله تعالى هو عالم الغيب والشهادة , وهو عالم الغيوب , أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئا ؛ فعلمنا مالم نكن نعلم , وهذا يدل على قرب العالم من ربه سبحانه وبحمده .
3 ـ العلم أول أمر سماوي أُمرت به هذه الأمة , ولم تؤمر بشيء قبله , وأول ما نزل على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قوله تعالى : { اقرأ } ؛ هذا يدل على أنه أول نزول على الإطلاق , والأولية تدل على الأهمية .
4 ـ الله ـ تقدست أسماؤه سبحانه قدمه على القول والعمل , علم وقول وعمل , يقدم العلم : { فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك } , والقول لا يصلح إلا بالعلم والعمل كذلك , والقول لا يكون خالصا إلا بالعلم .
5 ـ أن العلم وظيفة الرسل : كل الرسل جاؤوا يعلمون الناس , قال الله تعالى : { هو الذي بعث في الأميين رسولا يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين } .. وقال سبحانه : { أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه } , فتعلم العلم تفلح فلاحا لا ند له أخي الحبيب المبارك .
6 ـ العلم بوابة قبول العمل : بمعنى ؛ أن العمل لا يقبل إلا بالعلم , كما في مواقف كثيرة في كتاب الله تعالى , وفي سنة رسول الله ـ صلى وسلم وبارك عليه الله ـ , ومن ذلك قصة خلاَّد بن رافع ـ رضي الله عنه ـ ( المسيء في صلاته ) عندما قدم ودخل المسجد فصلى , فجاء إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فسلم عليه , ثم قال له : ارجع فصل فإنك لم تصل ... ففعل ذلك ثلاث مرات .. ثم قال : يا رسول الله : لا أحسن غير هذا ؛ فعلمني ( ما أحسنه والله من أمر يطلبه خلاَّد ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ ) علم أنه يحتاج إلى علم في صلاته , فلم يتردد في أخذ العلم , من معلم الناس الخير ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ , وحتى في قضية الصيد ؛ فالكلب المعلم صيده يؤكل , وأما غير المعلم فلا , فالعلم بوابة قبول العمل , فتعلم ثم اعمل .
7 ـ أن العلم من الأعمال التي تطلب الزيادة منه : وهو من المنهومين الذين لا يشبعان : طالب علم , وطالب دنيا .. وأيهما خير وأبقى للإنسان حتى بعد موته , أليس هو العلم ؛ بلى والله إنه العلم ..
وهذا الإمام أحمد ـ عليه رحمة الله تعالى ـ يأتي ومعه محبرته دائما ؛ فقيل له في ذلك : دائما محبرة محبرة , فقال : من المحبرة إلى المقبرة , فالزيادة من العلم أولى وأفضل
8 ـ العلم خير هدية وأنبل عطية : فها هو ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ يبيت ليلة عند خالته ميمونة زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يبيت عندها ليلة من الليالي , يريد يتعرف كيف حال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإذا به ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ يقرأ في آخر الليل آخر عشر آيات من سورة آل عمران , ثم ذهب ليقضي حاجته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم عاد , وقد أعد له ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ وضوءا , ثم سأل , ثم دعا له : ( اللهم فقه في الدين , وعلمه التأويل ) , فأصبح ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ حبر الأمة بل هو البحر .
9 ـ العلم نور , نور للقلوب , فبصر القلب يسمى بصيرة , وبصر العين يسمى بصر .
10 ـ العلم ميراث الأنبياء : وانظر إلى حال أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ في ملازمته النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما كان يعانيه في أثناء طلبه ؛ فيقول عن نفسه :
( لازمت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ملازمة الرجل لظله , والعين لأختها , لدرجة أني أصرع , فيأتي الصبيان فيركبون عليه ؛ ويقولون : جُنَّ أبا هريرة ) ..
وكان يحفز على أخذ هذا الميراث العظيم ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ .
11 ـ العلم أقرب طريق للجنة : النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : ( من سلك طريقا يلتمس فيه علما ؛ سهل الله له به طريقا إلى الجنة ) .
12 ـ أنه أمن من اللعنة : فقد ورد في الحديث : ( أن الدنيا ملعونة , ملعون ما فيها ؛ إلا ذكر الله وما والاه أو عالم ومتعلم ) ..
13 ـ العلم أفضل من العبادة : كما في الحديث : ( وفضل العالم على العابد ؛ كفضل القمر على سائر الكواكب ) , والنفع المتعدي أفضل من النفع الذاتي فحسب , والعالم يعمل على إصلاح النفس وتزكيتها وتهذيبها بما تعلم .
14 ـ العلم أفضل من المال : فالعلم أفضل من المال ؛ لأن العلم حاكم والمال محكوم عليه , والعلم يحرسك وأنت تحرس المال , والعلم يزيد بالإنفاق منه , والمال ينقص بالنفقة ) , ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ يقول : ( العلم يعطيه الله من يحب فقط ) , وأما المال فيعطاه من يحب ومن لا يحب , والمال ميراث الفراعنة , والعلم ميراث الأنبياء .
15 ـ العلم شرف لصاحبه : فها هو ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ يقول عنه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : ( كنيِّفٌ ملأ علما ) .
16 ـ العلم جهاد للنفس , وصبر لنيل الأجر والرضى : والذي لا يصبر على مجالس العلم ؛ فهو جبان ..
17 ـ أن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ كانوا يتناوبون لأخذه ؛ كما في قصة عمر ـ رضي الله عنه ـ والأنصاري , وهذا يدل على أهميته عندهم .
18 ـ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دعا للعلماء ولأهل العلم , فقال ـ عليه الصلاة والسلام : ( من يرد الله به خيرا ؛ يفقه في الدين ) .
19 ـ العلم السعي فيه وعليه عبادة : كما في حديث جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ الطويل , ومحبة أهل العلم عبادة , ونشره بين الناس كذلك عبادة .
20 ـ العلم مما فضل الله به آدم على الملائكة .
21 ـ العلم حفظ للعمل , وحفظ للعمر , وحفظ للوقت ...
22 ـ الإخلاص في طلبه : وذلك إنما يكون بإرادة الإنسان بعمله وجه الله ـ عزَّ وجل ـ والدار الآخرة , ويكون كذلك بإرادة إزالة الجهل عن نفسه , وعن الآخرين بعد ذلك , ويسعى دائما إلى الإخلاص , ولكن الإخلاص عزيز , فطوبى لمن كانت له خطوة يريد بها وجه الله ـ عزَّ وجل ـ , ويا نفس أخلصي تتخلصي ؛ ولكن الإخلاص عزيز , فلا يطلب العلم من أجل أن يباري به العلماء , أو يجاري به السفهاء , أو من أجل أن يقال عنه كذا وكذا , ولكن يرجو ما عند الله تعالى , ويحاول جاهدا تصحيح نيته دائما , بأن يدعوا الله تعالى أن يوفقه ويهديه ويصلح سريرته ونيته وقلبه , إنه هو المعين والمستعان وحده .
23 ـ العمل بما يعلمه المرء : فإنها والله من الأسباب والوصايا التي تثبت العلم , وكذلك فيها بعد عن مشابهة أهل الكتاب الذين يعلمون ولا يعملون , وكذلك هذه هي فائدة العلم , وإلا لما كان له فائدة ؛ إذا كان يؤخذ هكذا فقط , للثقافة والمسابقة ونحو ذلك , ولكن الله الله بالعلم والعمل معا , كما كان هو حال نبينا ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ وكذلك كان صحابته الكرام ـ رضي الله عنهم وأرضاهم ـ , وتبعهم على هذا النهج السلف الصالح , من التابعين وأتباع التابعين ـ رحمهم الله تعالى ـ ؛ وهاهو الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ يضرب أروع الأمثلة لذلك , فبعد سماعه لأي حديث من أحاديث المصطفى ـ عليه الصلاة والسلام ـ ويتيقن أنه من الأحاديث الصحاح , فيبادر من حينه بالعمل به , فإذا به يعلم ( أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ احتجم , وأعطى الحجام أجره ) فيبادر ـ رحمه الله تعالى ـ بذلك ..
والحاصل أنه لابد من العمل بما علم الإنسان من علم , حتى ينجو من التبعة ويكون ممن يستمع القول فيتبع أحسنه , ويعمل به بعد ذلك , وهذه والله هي زكاة العلم وبركته التي لا يتحصل عليها إلا من كان كذلك .
24 ـ الحرص على الوقت , والضبط والإتقان لهذا العلم : فلا يضيع وقته فيما لافائدة منه , وإنما يكون من أكثر الناس حرصا على وقته , ويشح به كذلك عمن يضيعه عليه , ويرتب له برنامجا علميا يسير عليه , حتى يضبط به وقته بين أبواب العلم الكثيرة والمتفرقة , ويتقن علمه أيما إتقان , وخاصة علم الشريعة , وحبذا لو تخصص في فن من فنونه الكثيرة , وأتقن تخصصه من كل جوانبه , ولا يترك فيه لا شاذة ولا فاذة إلا قد عرفها وعلمها وأتقنها , وهكذا ...

ولنا في صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أسوة إذ أنهم قد ضبطوا وأتقنوا , علمهم الذي تلقوه من النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ وإلا كيف وصلنا القرآن الكريم , والسنة النبوية المباركة الشريفة , إلا من حرصهم واتقانهم وضبطهم ت رضي الله عنهم وأرضاهم ـ فلقد نقلوا لما حفظوه منه ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ إلى الأمة جمعاء لأجل الأخذ به والعمل به , فجزاهم الله خير الجزاء على ما بذلوا وضحوا من أجله .
25 ـ الهمة العالية في الطلب للعلم : وعدم صحبة البطالين والكسالى الذين لا يرعون للعلم اهتماما , وعليه أن يختار الصاحب الذي يعينه على ذلك , كما كان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يتناوبون ويتعاونون على ذلك , وإن كان من الذين لا يزيدون من همتك , وإنما يثبطك , ففر منه فرارك من الأسد ؛ كما فعل ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ مع ذلك الفتى الذي قال له : هلم نأخذ العلم عمن بقي من صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإذا به يقول : أوتظن أن الناس يحتاجون إليك مع وجود من هم أعلم منك ( أو قال كلمة نحو ذلك ) فإذا بابن عباس ـ رضي الله عنه ـ يتركه ويكمل سيره في طلبه للعلم من الصحابة الكرام , لدرجة أنه كان يجلس عند أبواب الصحابة وتأتي الريح فتسف التراب في وجهه و وذلك في وقت الظهيرة , فعندما يخرج الصحابي , فيفاجأ به عند الباب , فيقول : ابن عم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لو أخبرتنا لأتيناك ! فيقول بكل وقار وأدب للطلب : ( العلم يُؤتى ولا يأتي ) ـ رضي الله عنهم وأرضاهم ـ فماذا نقول نحن إذن الذين أصبح العلم بين أيدينا ولا يكون عندنا همة عالية لتحمله وأخذه , ألا فليكن لنا أسوة في حال هؤلاء الرجال الأفذاذ الأبطال الذين حفظوا لنا هذا التراث الرباني الإلهي النبوي من الضياع .
25 ـ العلم يجعلك تهتدي بهد الكتاب والسنة : إذ أن ك تأخذ بهما , ولا تلتفت إلى غيرهما , لأنهما هما المنبع الأساسي للعلم , فحق لمن سلك هذا الطريق أن يهتدي بهدي الكتاب والسنة لا محالة .
26 ـ العلم يرشدك ويدلك ويجعلك سليم الصدر : سليم الصدر من الغل والحقد والحسد والبغضاء والشحناء , وغيرها من هذه الأمراض التي تكون في بنيات الطريق , فيتخلص منها مباشرة , لأنها تعكر عليه صفو طلبه , فيبتعد عنها و ولا تكون هي قاصمة ظهره , بالولوغ فيها , وتتبعها , والأخذ بها , فيسلم صدره حينئذ .

هذه بعض الوصايا والخواطر في الطلب , أسأل الباري سبحانه وبحمده أن ينفعنا وإياكم بها , وأن تؤتي أكلها , وأن يجعلها لنا ولكم من الباقيات الصالحات , إنه ولي ذلك والقادر عليه ...
• والله أعلم ـ وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , والحمد لله رب العالمين ..

الشيخ /علي بن محه غويدي أبو عبد الله .
التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
العلم, في, وصايا, طلب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 07:47 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.