إتحاف الأخوات بحكم تعدد الزوجات ...
بسم الله الرحمن الرحيم
سئل العلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله – السؤال التالي : هل تجب التسوية بين الزوجات في النفقة والكسوة ؟؟؟
فأجاب :
( الصحيح الرواية الأخرى التي اختارها شيخ الإسلام أنه يجب التسوية في ذلك ، لأن عدم التسوية ظلم وجور ليس لأجل عدم القيام بالواجب ،
بل لأن كل عدل يقدر عليه بين زوجاته فإنه واجب عليه ،بخلاف ما لا قدرة له عليه كالوطء وتوابعه )
( الفتاوى السعدية – ص 504 )
وقد سئل العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين السؤال التالي :
هليجوز للرجل الذي لديه زوجتان أن يقسم لكل زوجة أسبوعاً ، بدلاً من يوم ، فكل زوجة لها أسبوع يجلس عندها ،
ثم الأسبوع الآخر عند الأخرى وهكذا ؟؟؟
فأجاب
– حفظه الله - :
( يجوز ذلك ، فإن القصد التسوية بينهن في القسم الذي هو المبيت والمؤانسة، فإذا رضين بهذا القسم الطويل جاز ذلك ، كما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم لما تزوج بأم سلمة مكث عندها ثلاثاً ، ثم قال :
( إنه ليس بكِ هوان على أهلك ، وإن شئت سبعتلكِ ، وإن سبعت لكِ سبعت لنسائي )
( رواه الإمام مسلم في " الرضاع " – برقم 1460 ) ،
والله أعلم ( اللؤلؤ المكين من فتاوى ابن جبرين – ص 262 )
فالعدل لابد أن يكون بين الزوجات فيما ذكر ، وقد جاءت الأحاديث النقلية الصريحة الصحيحة تحث على العدل بين الزوجات ،
بل بينت أن الذي لا يعدل بين زوجاته يأتي وشقه الأيمن مائل يوم القيامة ، نسأل الله العفو والعافية واسلامة في الدنيا والآخرة
ـــــــــــ
بعض الرجال يتفاخرون بتعدد الزوجات على حساب من أخلصت وصبرت سنين طويلة!! متناسين قوله تعالى
{فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة)
كفلت الشريعة الإسلامية حقوق الإنسان المسلم وفي نفس الوقت شددت على لزوم تأديته الواجبات سواء للرجل أو المرأة ولم تترك للفرد
مجالاً للحيرة أوالتساؤل فكان القرآن الكريم مرجعاً كافياً ووافياً في أي أمر أو مسألة، ومن الحقوق التي شرعها الله للرجل وجعلها حقاً من حقوقه
هو حق تعدد الزوجات لكنه جعلها سبحانه مقرونة بالعدل ولذا فلا نرى في آية في القرآن الكريم تبيح التعدد - ولا تأمر به - إلا وتقرنه بالعدل بين الزوجات وذلك رحمة وعدل من الله بعباده وحفظاً لحقوق المرأة وحرصاً عليها،
ولكن أين كثير من الرجال من ذلك، الرجال الذين يتحججون بأسباب شخصية واهية للزواج بأُخرى تبعد هذا الحق الذي أعطاه الله للرجل عن معناه الحقيقي
ويمارسون فوق ذلك الظلم والمحاباة لزوجة دون أُخرى مما جعلهم يسيئون لهذا الحق الذي شرعه الله لهم، فإذا كان الرجل غير قادر على
العدل بين زوجاته ورأى أنه قد يظلم إحداهن فيحرم عليه التزوج بأكثر من واحدة لقوله تعالى : {... فَانكِحُواْ مَا طَابَلَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّتَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّتَعُولُواْ} النساء (3).
ولكن ما نراه اليوم بين كثير من الرجال في مجتمعنا يثير العجب فمنهم من يتزوج بثلاث أو أربع زوجات لكي يفاخر بذلك بين الآخرين معتقداً
أن ذلك دليل على رجولته.. وقد يتزوج على زوجته بعد عشرة طويلة ثم يبدأ بالتصريح في المجالس بفخر بأنه لم يتزوج عليها إلا بعد أن كبر أولادها
وأصبح هناك من يخدمها معتقداً أن ذلك دليل على الإخلاص والوفاء !!... مثل هذا الرجل نموذج يتكرر في مجتمعنا للأسف،
رجل متزوج يعتقد أن وظيفته تجاه زوجته ولا نقول أُسرته هو أن يخدمهابشكل مادي وأن يفي بالمتطلبات المعيشية فقط فإذا استطاع
توفيرها بشكل أو بآخر (غسل يده) منها ورمى بمسؤوليات الأُسرة بكاملها على الزوجة، وذهب هو ليبحث عن زواج جديد يتجرد فيه من العناء ويرتاح من المسؤولية حتى تفنن الرجال في ذلك فاخترعوا لنا زواجات مفصلة على مقاسهم
(فظهر زواج المسيار، الزواج السياحي..)
وغيرها المهم أنهافي النهاية تلبي رغباتهم الشخصية دون أي اعتبارات أخرى.. وأنا هُنا لا أُنكر حق التعدد على الرجل ولكن أُنكر على كثير
من الرجال إساءتهم لهذا الحق فضيعوا حقوق زوجاتهم في سبيل البحث عن حقوقهم ونسوا أهم شرط قرنه الله للزواج بأُخرى وهو العدل ليس منّة
أو فضلاً يتكرم به الزوج على زوجته بل واجب وأمر من الله تعالى عليه، العدل بينهن بالمأكل والمشرب والملبس والمسكن والمبيت وسائر
الأمور الأُخرى قال عليه الصلاة والسلام :
(من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة واحد شقيه مائل)
وذلك لمجرد الميل فكيف بالظلم والتقصير الواضح وما يسببه هذا التفريق بالعطاء والمعاملة من نشر للكره وزرع للضغائن في النفوس وتشويه لهذه السنة النبوية..
الزواج بأُخرى جعلها بعض الرجال ورقة بأيديهم يلوحون بها متى شاءوا واتخذوها وسيلة للضغط على المرأة وتهديدها للرضوخ لمطالب معينة بدون أن يجدوا من يردعهم ،،فكيف ينشدون السعادة من وراء ذلك؟..
التعامل بين الزوجين على الأخص يجب أن يقوم على الرحمة والمودة وحسن تفهم كل طرف للآخر ومشاركته تفاصيل الحياة بحلوها ومرها فإذا وجد
أحد الطرفين تقصيراً أو عيباً لدى الآخر فمن أهم واجباته أن يسعى بكل ما يستطيع لتقويمه وعلاجه.. أما إذا وضع الرجل في رأسه الزواج بأخرى كحل عند أي عقبه أو تقصير يراه منزوجته فلا حاجة عندها أن يبذل أي مجهود يذكر لعلاج
مشكلته مع زوجته، فيتزوج الثانية وربما الثالثة وهكذا...وبذلك لن يعرف طعم الهناء والسعادة التي تتطلب التضحية والإخلاص والإيمان بالله و ماقدره لنا أولاً وأخيرا
وإليكم أحبتي شيء من خطبة جمعة للعلامة محمد بن صالح العثيمين يتكلم فيها عن العدل بين الزوجات....
فيا عباد الله سمعتم ما جاء في الأمانة وشدتها وتحمل مسئوليتها وإنني أنبه زيادة على ما سبق على مسألتين يغلط فيهما بعض الناس المسألة
الأولى أن بعض الناس إذا تزوج امرأة جديدة أعرض عن الأولى وصد عنها وحرم حقها من القسم وربما حرم حقها من النفقة مع استقامتها وقيامها بما يجب له وهذا
حرام بل من كبائر الذنوب لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
( من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل)
هذا الرجل يأتي يوم القيامة شقه مائل بين الخلائق أجمعين من الجن والإنس والملائكة أيها المسلم اتقي الله اتقي الله في نفسك واتقي الله في
من له حق عليك إنه يجب عليك أن تعدل بين زوجاتك بالعدل والواجب وإذا خفت أن لا تعدل فإن التزوج حرام عليك لقول الله تبارك وتعالى
( فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً )
يعني فتزوجوا واحدة فقط فلا يحل للإنسان أن يتزوج امرأة أخرى إذا كان يخاف الجور والظلم على الأولى ومن الناس من يكون بالعكس يتزوج
زوجة جديدة ولكن لا تعجبه فتجده يجنف عنها ويتجه إلى الأولى ويعرض عن الأخرى ولا يحل هذا وهذا من كبائر الذنوب وإذا كنت
لا تستطيع أن تعدل بينهن فإنك تخير الأخرى التي تجور عليها فتقول أنا لا أستطيع فإن شئتي أن تبقي على ما يأتيك مني وإلا فالباب مفتوح ..
المصدر :
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab
/article_240.shtml