انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > عقيدة أهل السنة

عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-21-2010, 05:56 AM
ام الفرسان السلفية ام الفرسان السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي لماذا خلق الله الخلق وهو يعلم مصيرهم في الجنة أو النار ؟

 

سائل يقول : لماذا خلق الله الخلق وهو يعلم مصيرهم في الجنة أو النار ؟!

لدي سؤال أتمنى منكم الإجابة عليه ، وجزاكم الله خيراً ، إذا كان الله سبحانه يعلم الغيب ، ويعلم ماذا سيفعل الناس ، ويعلم من سيذهب إلى النار ، أو إلى الجنة - حيث إن علم الله سبق كل شيء - فلماذا خلَقَنَا إذن ؟ ولماذا أنزل الله إبليس إلى الأرض مع آدم و حواء ، مع العلم أن التوبة لن تنفعه وأنه حكم عليه بجهنم ؟

الحمد لله

أولاً:

إن معرفة الغاية التي من أجلها خلق الله الخلق فيها الجواب عن كثير من الإشكالات والشبهات التي يرددها كثير من الملحدين ، وقد يتأثر بها بعض المسلمين ، ومن تلك الشبهات الظن بأن الله تعالى خلق الناس من أجل أن يضع بعضهم في الجنة ، وآخرين في النار ! وهذا ظن خاطئ ، وما من أجل ذلك خلق الله الخلق ، وأوجدهم .

وليعلم الأخ السائل – ومن رام معرفة الحق – أن الغاية من خلق الإنسان ، وخلق السموات ، والأرض : ليُعرف سبحانه وتعالى ، ويوحَّد ، ويطاع .

قال تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدون ) الذاريات/ 56 .

قال ابن كثير – رحمه الله -:

أي : إنما خلقتُهم لآمرهم بعبادتي ، لا لاحتياجي إليهم .

وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : ( إلا ليعبدون ) أي : إلا ليقروا بعبادتي طوعاً ، أو كرهاً .

وهذا اختيار ابن جرير .

" تفسير ابن كثير " ( 4 / 239 ) .

وثمة خلط عند كثيرين بين الغاية المرادة من العباد ، وهي : شرعه الذي أحبه منهم ، وأمرهم به ، والغاية المرادة بالعباد ، وهي إثابة المطيع ، ومعاقبة العاصي ، وهذا من قدره الكائن الذي لا يرد ولا يبدل .

قال ابن القيم - رحمه الله - :

وأما الحق الذي هو غاية خلقها – أي : السموات والأرض وما بينهما - : فهو غاية تُراد من العباد ، وغاية تراد بهم .

فالتي تُراد منهم : أن يعرفوا الله تعالى ، وصفات كماله عز و جل ، وأن يعبدوه لا يشركوا به شيئاً ، فيكون هو وحده إلههم ، ومعبودهم ، ومطاعهم ، ومحبوبهم ، قال تعالى : ( الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً ) .

فأخبر أنه خلق العالم ليَعرف عبادُه كمالَ قدرته ، وإحاطة علمه ، وذلك يستلزم معرفته ومعرفة أسمائه وصفاته وتوحيده .

وقال تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ، فهذه الغاية هي المرادة من العباد ، وهي أن يعرفوا ربهم ، ويعبدوه وحده .

وأما الغاية المرادة بهم : فهي الجزاء بالعدل ، والفضل ، والثواب ، والعقاب ، قال تعالى ( ولله ما في السموات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ) النجم/ 31 ، قال تعالى ( إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى ) طه/ 15 ، وقال تعالى ( ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين ) النحل/ 39 ، قال تعالى ( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون ) يونس/ 3 ، 4 .

" بدائع الفوائد " ( 4 / 971 ) .

وللمزيد من معرفة الحكمة مِن خَلْق البشر : نرجو النظر جواب السؤال رقم ( 45529 ) .

ثانياً:

إن الله تعالى لا يُدخل الناس الجنة أو النار ، لمجرد أنه يعلم أنهم يستحقون ذلك ؛ بل يُدخلهم الجنة والنار بأعمالهم التي قاموا بها ـ فعلا ـ في دنياهم ، ولو أن الله تعالى خلق خلّقاً وأدخلهم ناره : لأوشك أن يحتجوا على الله بأنه لم يختبرهم ، ولم يجعل لهم مجالاً للعمل ، وهذه حجة أراد الله تعالى دحضها ؛ فخلقهم في الدنيا ، وركَّب لهم عقولاً ، وأنزل كتبه ، وأرسل رسله ، وكل ذلك لئلا يكون لهؤلاء حجة على الله يوم القيامة .

قال تعالى : ( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ) النساء/ 165 .

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله - :

فصرح في هذه الآية الكريمة : بأن لا بد أن يقطع حجة كل أحدٍ بإرسال الرسل ، مبشِّرين من أطاعهم بالجنة ، ومنذرين مَن عصاهم النار .

وهذه الحجة التي أوضح هنا قطعَها بإرسال الرسل مبشرين ومنذرين : بيَّنها في آخر سورة طه بقوله ( وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِن قَبْلِهِ لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَذِلَّ وَنَخْزَى ) ، وأشار لها في سورة القصص بقوله : ( وَلَوْلا أَن تُصِيبَهُم مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) ، وقوله جلَّ وعلا : ( ذلِكَ أَن لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ ) ، وقوله : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ) ، وكقوله : ( وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِن رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ) ، إلى غير ذلك من الآيات .

ويوضح ما دلت عليه هذه الآيات المذكورة وأمثالها في القرآن العظيم من أن الله جلَّ وعلا لا يعذب أحداً إلا بعد الإنذار والإعذار على ألسنة الرسل عليهم الصلاة والسلام : تصريحه جلَّ وعلا في آيات كثيرة : بأنه لم يُدخل أحداً النار إلا بعد الإعذار والإنذار على ألسنة الرسل ، فمن ذلك قوله جلَّ وعلا : ( كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُواْ بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَىْءٍ ) .

ومعلوم أن قوله جلَّ وعلا : ( كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ ) يعم جميع الأفواج الملقين في النار .

قال أبو حيان في " البحر المحيط " في تفسير هذه الآية التي نحن بصددها ما نصه : و ( كُلَّمَا ) تدل على عموم أزمان الإلقاء ، فتعم الملقَيْن .

ومن ذلك قوله جلَّ وعلا : ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) ، وقوله في هذه الآية : ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ ) عام لجميع الكفار ... .

فقوله تعالى : ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً ) إلى قوله ( قالُوا بَلَى ) : عام في جميع الكفار ، وهو ظاهر في أن جميع أهل النار قد أنذرتهم الرسل في دار الدنيا ، فعصوا أمر ربهم ، كما هو واضح .

" أضواء البيان " ( 3 / 66 ، 67 ) .

وفي اعتقادنا أن معرفة الغاية التي خلَق الله الخلق من أجلها ، ومعرفة أن الله تعالى لا يعذِّب أحداً وفق ما يعلم منه سبحانه ، بل جزاء أعماله في الدنيا ، وأن في هذا قطعاً لحجته عند الله : يكون بذلك الجواب عن الإشكال الوارد في السؤال .

ثالثاً:

وأما لماذا أنزل إبليس إلى الأرض ، مع آدم وذريته ، ففرق بين نزول آدم ونزول إبليس ؛ آدم عليه السلام نزل إلى الأرض ، وقد تاب إلى ربه جل جلاله ، فتاب عليه وهداه ، وأنزله إلى دار الدنيا ، نبيا مكرما ، مغفورا له ، يبقى في دار الدنيا إلى أجله الذي أجله الله له .

وأما عدو الله إبليس ، فإنه لم يتب أصلا ، ولا ندم عن ذنبه ، ولا رجع ، ولا رجا التوبة ، ولا سلك لها سبيلا ، بل عاند واستكبر ، وطغى وكفر ، وطلب من الله جل جلاله ، ألا يعجل بهلاكه وعذابه ، بل يؤخر ذلك إلى يوم الوقت المعلوم ، لا يأخذ فرصته في التوبة ، ويتمكن من الإنابة ، بل ليكمل طريق الشقاء ، ويأخذ أهل الغواية معه إلى دار البوار ؛ فنزل إماما لحزبه ، حزب الشيطان الخاسرين ، لتتم حكمة الله في خلقه ، وابتلائه لهم : هل يطيعونه ، أم يطيعون عدوه ؛ ولتتم الشقوة على العدو اللعين : بعناده وفساده ، ويستحق من ربه الخسران المبين .

والله أعلم .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-27-2010, 04:06 AM
أم الزبير محمد الحسين أم الزبير محمد الحسين غير متواجد حالياً
” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “
 




افتراضي

جزاكِ الله خيراً
التوقيع



عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-28-2010, 09:07 PM
عفوك يا ربي عفوك يا ربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

جزاك الله خير
التوقيع

اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-29-2010, 02:30 AM
ام الفرسان السلفية ام الفرسان السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


[url=http://www.herosh.com][/url]
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-22-2010, 03:57 PM
أبوالولاء أبوالولاء غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

جزاكم الله خيرالجزاء
أود أن أذكر أضافة إلى ماذكر أعلاه أن من معتقدنا
أن الله يفعل ما يشاء و يختار و لايسئل عما يفعل و هم يسئلون
هذا و دمتم سالمين
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 08-22-2010, 08:19 PM
ابو جندل المصري ابو جندل المصري غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 08-23-2010, 01:09 AM
سعيد عناني سعيد عناني غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بارك الله فيكُم
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08-23-2010, 02:42 AM
راجية ثواب الاخرة راجية ثواب الاخرة غير متواجد حالياً
عضو فضى
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا ونحن نعرف الغاية من خلق العباد كما قال الله فى سورة الذاريات وعرفنا لماذا أنزل ابليس إلى الأرض ولكن بارك الله فيكم لم نعرف لماذا خلق الله الخلق الذين يعرف انهم إلى النار او بصيغة اخرى إذا كان غاية خلق العباد هى عبادة رب العباد فلماذا خلق الله العاصين؟
جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-20-2010, 12:18 AM
الفقير إلى الله الفقير إلى الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاك الله خيرا
التوقيع

أهدتني الحياة أناس تذوقت معهم صدق المحبة والاحترام
"يارب إحفظهم أينما كانوا"
"وارضى عنهم"
"واغفر لهم ولوالديهم"
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10-04-2010, 02:15 PM
ام الفرسان السلفية ام الفرسان السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لماذا, مصيرهم, من, الله, الخلق, الجنة, النار, خلق, يعمل, في, وهو, ؟


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 10:15 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.