الإمام الذهبيّ أستاذٌ في الإنصاف وفقه الخلاف.

[أبو أنس الأنصاري]

 

ضرب الإمام الذهبيّ أروع الأمثلة في العلم والإنصاف، ومعرفة أقدار الناس، ولم يمنعه الخلاف؛ حتى الخلاف العقديّ من غمط العلماء، ومحق فضائلهم ..

وما أثار انتباهي ثناؤه على القفّال المعتزليّ؛ بل شيخ المعتزلة في وقته، حيث قال في ترجمته في سير أعلام النبلاء :

"الفقيه الشافعي المعروف بالقفال الكبير، كان إمام عصره، بما وراء النهر، فقيهاً محّدثاً مفسّراً أصولياً، لُغَويّاً شاعراً، لم يكن للشافعية بما وراء النهر مثله وقته".

وقال:
"سئل أبو سهل الصعلوكيّ عن تفسير أبي بكر القفال فقدّسه من وجه، ودنّسه من وجه، أي دنسه من جهة نصرة الاعتزال".

قلت –أي الذهبي-: "قد مرّ موتُه، والكمالُ عزيز، وإنما يُمدحُ العالمُ بكثرة ما لَه من الفضائل، فلا تُدفَنُ المحاسنُ لوَرطة، ولعلّه رَجَع عنها، وقد يغفر له باستفراغه الوسع في طلب الحقّ ولا قوّة إلا بالله" .

رحم الله الذهبيّ، فقد كان فقيهاً جليلاً عن التعصّب مُنصفاً، لم يمنعه اعتزال القفال من إنصافه والثناء عليه، وما تكلّم به هنا ينبغي أن يُكتب بماء الذّهب، وأن يتأمله أهل العلم، فيرقّ بعضهم لبعض، ويعذر بعضهم بعضاً.



رأفت المصري.

[أبو مصعب السلفي]

عليه رحمة الله
وهذه بعض صور من إنصافه العزيز -رحمه الله-
http://www.hor3en.com/vb/showpost.ph...20&postcount=2
http://www.hor3en.com/vb/showpost.ph...63&postcount=6

وجزاكَ الله خيراً
..

[أبو عمر الأزهري]

قد مرّ موتُه، والكمالُ عزيز، وإنما يُمدحُ العالمُ بكثرة ما لَه من الفضائل، فلا تُدفَنُ المحاسنُ لوَرطة، ولعلّه رَجَع عنها، وقد يغفر له باستفراغه الوسع في طلب الحقّ ولا قوّة إلا بالله

سبحانكَ ربِّي ...
وبعدَ هذا الكلام ، أمَا مِن مُنصِتٍ مُنصِفٍ واعٍ ؟!!
رحمه اللهُ تعالى رحمةً واسعةً ، وجزاكَ خيرًا أبا أنس .

[أبو أنس الأنصاري]

أبا مصعب وأبا عمر//

باركَ اللهُ فيكما.

[أبومالك]

ومِنْ صور إنصافِه -رحمه الله- ما ذكره فى ترجمة الإمام مالك -رحمه الله- حيث قال :
قال ابن عبد الحكم : سمعت الشافعي يقول : قال لى محمد أيهما أعلمُ صاحبُنا أم صاحبُكم ؟ -يعنى أبا حنيفة ومالك- قلتُ على الإنصاف ؟ قال نعم .
قلت : أنشدُكَ بالله من أعلمُ بالقرآن ؟ قال صاحبُكم .
قلتُ من أعلمُ بالسنة ؟ قال صاحبُكم .
قلتُ : فمن أعلمُ بأقاويل الصحابة والمتقدمين ؟ قال : صاحبُكم .
قلتُ : فلم يبق إلا القياس ، والقياسُ لا يكون إلا على هذه الأشياء فمن لم يَعرف الأصولَ ، على أي شئ يقيس ؟
قلتُ -أي الذهبي- : وعلى الإنصاف ، لو قال قائلٌ : بل هما سواء فى علم الكتاب ، والأول أعلمُ بالقياس ، والثانى أعلمُ بالسنّة ، وعِنده علم جَمٌّ من أقوال كثير من الصحابة ، كما أن الأول أعلم بأقاويل علي ، وابنِ مسعود وطائفة ممن كان بالكوفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرضي الله عن الإمامين ، فقد صِرْنَا فى وقتٍ لا يَقْدِرُ الشخصُ على النطق بالإنصاف ، نسأل الله السلامة .