|
|||||||
| الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى |
 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
03-26-2010, 11:39 PM
|
|||
|
|||
كُـن حليمًا
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله –صلى الله عليه وسلم-وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد:- فحيا الله الأخوة الأفاضل والأخوات الفضليات وبارك فيكم اليوم نستذكر سويا خُلق كريم من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم أسأل الله أن يرزقنا واياكم حُسن إتباع النبي صلى الله عليه وسلم خلقا وسمتا ظاهرا وباطنا كلما تأملنا تلك القلوب الطيبة المسلمة علمنا أن الأمة كانت وما زالت وستبقى الى يوم القيامة ممتلئة بالخير الذي لا يوجد في أي أمة من الأمم لذا نحرص على التذكير بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم دائما لأنه قدوتنا وأسوتنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم قلوب المسلمين ممتلئة بالخير ... قلوبهم امتلئت رحمة وشفقة وعطف وحب لأخوانهم ليس لهم هم بالدنيا سوى النجاة وأخذ بأيدي اخوانهم الى أعالى الجنان ومع هذا نؤكد ونستذكر تلك الأخلاق الطيبة التي تتسم وتتميز بها أمة الإسلام عن غيرها... ليزدادوا خُلقا فوق خُلق جمعنا الله واياكم مع الحبيب صلى الله عليه وسلم بالفردوس الأعلى فنتذكر الحبيب صلى الله عليه وسلم وحبه لأمته وخوفه عليهم وحلمه بهم ورفقه بهم بل حلمه ورفقه على غير أمته فنستذكر خُلُق عظيم من أخلاق الحبيب صلوات الله وسلامه عليه ألا وهو خُلق الحلم قبل أن نشرع في الحديث عن هذا الخلق العظيم علينا أن نتعرف على ثلاثة أمور متقاربة: الحلم ، والأناة ، والرفق. أما الحلم : فهو أن يملك الإنسان نفسه عند الغضب، إذا حصل غضب وهو قادر فإنه يحلم ، ولا يعاقب، ولا يعاجل بالعقوبة. وأما الأناة فهو التأني في الأمور، وعدم العجلة، وألا يأخذ الإنسان الأمور بظاهرها فيتعجل، ويحكم على الشيء قبل أن يتأنى فيه وينظر. وأما الرفق فهو معاملة الناس بالرق والهون، حتى وإن استحقوا ما يستحقون من العقوبة والنكال فإنه يرفق بهم. فصفة الحلم هذه من أهم فضائلها أنها -صفة من صفات الله -تعالى- فالله -سبحانه- هو الحليم، يرى معصية العاصين ومخالفتهم لأوامره فيمهلهم قال تعالى {واعلموا أن الله غفور حليم} - والحلم صفة يحبها الله عز وجل فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس ((إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة (4))). كما أن الحلم حلية أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام، والخليل عليه السلام يصفه ربه بالحلم ويقول: إن إبراهيم لأواه حليم [التوبة :114]. إن إبراهيم لحليم أواه منيب }هود:75]. ويبشره ربه كذلك بابن حليم، ويكون الحلم من صفات إسماعيل عليه السلام. قال تعالى: فبشرناه بغلام حليم [الصافات :101]. ويوصف شعيب عليه السلام بالحلم والرشد من قومه، وإن كان على سبيل التهكم والاستهزاء منهم، قال تعالى: إنك لأنت الحليم الرشيد [هود:87]. لكنه كذلك وإن رغمت أنوف الملأ ويكفيه حلما وعلما أن يقول لهم: وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب [هود:88]. أما صفوة الخلق وخيرة المرسلين، فيزكيه ربه بكمال الأخلاق ويقول: وإنك لعلى خلق عظيم[القلم:4]. ويجمع الله به القلوب بعد فرقتها، ويجمع به شمل النفوس بعد شرودها وضياعها، ويقول له ربه: فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر [آل عمران :159]. ويوصي الله بالحلم والرفق ومجاهدة النفس عليهما وبين آثارهما، ويقول تعالى: ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم [فصلت :24-25].  ولنتسم بهذا الخُلق ينبغي علاج ما ينتابه من آفات تطغى على هذا الخُلق الطيب ومن أكبر الآفات هي آفة الغضب لكن الغضب أنواع منه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم الأول : الغضب المحمود : وهو ما كان لله –تعالى- عندما تنتهك محارمه ، وهذا النوع ثمرة من ثمرات الإيمان إذ أن الذي لا يغضب في هذا المحل ضعيف الإيمان قال تعالى عن موسى -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- بعد علمه باتخاذ قومه العجل ( وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (الأعراف :150) . أما غضب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فلا يُعرف إلا أن تنتهك محارم الله –تعالى- فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ما ضرب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم - شيئا قط بيده ، ولا امرأة ، ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله ، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله -عز وجل- الثاني : الغضب المذموم : وهو ما كان في سبيل الباطل والشيطان كالحمية الجاهلية وهذا ما نريد التخلص منه ابتغاء مرضات الله عز وجل يخاطبني السفيه بكل قبح : فأكره أن أكون له مجيبا يزيد سفاهة وأزيد حلما : كعود زاده الإحراق طيبا ..................... إذا نطق السفيه فلا تجبه : فخير من إجابته السكوتُ سكتُّ عن السفيه فظن أني : عييتُ عن الجواب وما عييتُ شرار الناس لو كانوا جميعا : قذى في جوف عيني ما قذيتُ فلستُ مجاوبا أبدا سفيها : خزيتُ لمن يجافيه خزيتُ 
|
|
#2
03-26-2010, 11:45 PM
|
|||
|
|||
|
" أوصيك أخي ألا تغضب"
تفريغ محاضرة بعنوان " أوصيك أخي ألا تغضب" للشيخ أيمن علي موسى حفظه الله أحد طلبة علم فضيلة الشيخ وحيدعبدالسلام بالي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد محاضرة اليوم عن وصية من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الوصية من امتثل لها ولكلام النبي صلى الله عليه وسلم إجتمع فيه كل خير ، ومن ترك الامتثال بهذه الوصية فهي آفة عظيمة تدمر البيوت وتحلق الدين وتهلك الأموال وتشرد البيوت هذا الوصية جاء رجل يسألها للنبي صلى الله عليه وسلم فلما أوصاه بها فكأنه تقآل هذه الوصية فكرر طلب الوصية مرة ومرتين وثلاث والنبي صلى الله عليه وسلم يكرر الجواب وهي جواب واحد وصيتي اليوم إليكم هي قد رواها البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنها أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله :أوصني ، قال " لا تغضب " فقال : أوصني ، قال :" لا تغضب " وفي مسند الإمام أحمد قال الرجل : فلما كرر النبي صلى الله عليه وسلم الجواب نظرت فإذا الغضب هو جماع كل شر لذا نبين لكم كيف تعالج هذه الآفة عندك وكيف الآفة التي جُبل عليها كثرا من الناس يعني –قد يغضب الرجل وأيضا قد تغضب المرأة فيقع بينهما خلاف فإذا بالشيطان يذهب إلى الرجل وآخر يذهب إلى المرأة وأنتم تعلمون أن أحب عمل إلى الشيطان ليس السجود لغير الله وإنما هو أن يفرق بين الزوجين النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الشيطان يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه في الناس، فيأتيه جنوده فيقوللأحدهم: ما فعلت؟ قال: ما زلت به حتى فعل كذا وكذا، فيتركه ويقول للآخر: مافعلت؟... حتى يأتيه شيطان يقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله، فيقول الشيطان له: نعم أنت، فيقربه ويدنيهويلتزمه لذا كرر النبي لا تغضب لا تغضب لذا أريدك أخي المسلم وأنتي أخيه : أن تُعودي نفسك على عدم الغضب نبدأ أولا بتعريف الغضب قال العلماء:-الغضب هو جحوظ في العينين واحمرار في الوجه وشيء في القلب يحمل صاحبه على الانتقام ممن اغضبه والغضب ينقسم الى قسمين :- غضب محمود وغضب مذموم أما المحمود فهو ما كان لله عز وجل وأما المذموم فهو ما كان للشيطان ولكن قبل أن نسترسل في مواقف النبي صلى الله عليه وسلم يقول البعض:-أنا رجل أغضب بسرعة أو هي تقول أنها تغضب على زوجها فكيف تعالج هذا الغضب وماذا تفعل ؟؟ أقول لكم أحبتي في الله *** أن أولعلاج وصفه النبي صلى الله عليه وسلم هو الاستعاذة قال تعالى " وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" عن معاذ بن جبل قال :(استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فغضب أحدهما غضبا شديدا حتى خيل إلي أن أنفه يتمزع من شدة غضبه فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجده من الغضب فقال ما هي يا رسول الله قال يقول اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم قال فجعل معاذ يأمره فأبى الرجل وضحك ) قد يقول قائل أو طالب علم : أنا أستعيذ بالله ولا يذهب الغضب فماذا أفعل ؟؟ *** نقول العلاج الثاني ورد في حديث الراجح فيه أنه ضعيف لكن العلماء يقولون معنى الحديث صحيح ، السند إلى النبي صلى الله عليه وسلم ضعيف لكن المعنى صحيح وهو حديث معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ) لذا فنقول أحبتي في الله العلاج الثاني :- الوضوء/ أن تقوم من مكانك فتتوضأ قلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع علاجات لهذه الآفة التي تهلك الدين وتشرد الأُسر فقلنا أن منها : أول علاج:- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم الأمر الثاني :- قلنا الوضوء وان كان الأثر لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الا ان المعنى مجرب الامر الثالث :- تغيير الهيئة التى كنت عليها فان كنت قائما فاجلس وان كنت جالسا فارقد كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلسفإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع فالنبي صلى الله عليه وسلم قال : ان بني آدم خلقوا على طبقات أربع -أي أنا وأنت وأنتِ – وكل بنو آدم لا يخرج واحد منهم من هذه الطبقات الأربع أولها :-قال صلى الله عليه وسلم ألا وإن منهم بطيء الغضب بطيء الفيء وان منهمسريع الغضب سريع الفيء فهذه بتلك _(أي رجل يغضب بسرعة وأيضا بسرعة وأيضا رجل قلما يغضب وإذا غضب قلما يرجع -فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذه بتلك يعني كأن الأمر عنده مستوي) قال " وإن من خياركم عند الله –انتبه هذا الصنف الثالث- بطيء الغضب سريع الفيء -قلما يغضب وإذا غضب عاد سريعا وان من شركم عند الله يوم القيامة -أو قال وشركم عند الله –سريع الغضب بطي الفيء –يغضب بسرعة وقلما يرجع أو يعفو وقال النبي صلى الله عليه وسلم " ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم أما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه فمن أحس بشيء من ذلك فليلصق بالأرض قال وجعلنا نلتفت إلى الشمس هل بقي منها شيء -أي يغير هيئته : يجلس حتى يذهب غضبه ***العلاج الرابع:- كظم الغيظ وكظم الغيظ لهم فضل عظيم قال تعالى " وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّـــــمَــوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ،،،الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ". سورة أل عمران (134) قال النبي " ليس الشديد بالصُّرَعةِ ، إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب . متفق عليه وعن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتبه أخيي وانتبهي أخيه الى هذا الحديث العظيم الذي رواه ابن ماجه باسناد صحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم " مامن جرعة أعظم أجرا عند اللّه من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه وفي رواية أيضا قال النبي صلى الله عليه وسلم " من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفّذه، دعاه الله سبحانه وتعالى على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما يشاء لذلك فإن لكظم الغيظ فضل عظيم ثم ان من كظم غيظه تشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم ***العلاج الخامس : السكوت أن تصمت أن تسكت ألا تتكلم كما جاء في مسند الإمام أحمد رحمه الله من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي لى الله عليه وسلم إذا غضب أحدكم فليسكت قالها ثلاثا -لذلك إمرأة مثلا غضبت من زوجها فقالت : طلقني فلو سكت ولم يرد عليها لمر هذا الموقف وإلا فكل من يسألنا : أغضبتني الزوجة ففعلت ، أغضبتني الزوجة ففعلت ،أغضبتني الزوجة ففعلت ،أو أغضبني الزوج ففعلت ، لذلك وصى النبي صلى الله عليه وسلم إذا غضب أحدكم فليسكت ثم إذا سكت فإليك كلام الحسن رحمه الله أربع من كن فيه عصمه الله من الشيطان وحرمه الله على النار قال :-من ملك نفسه عند أربعة عند الرغبة وعند الرهبة وعند الشهوة وعند الغضب أن تملك نفسك عند هذه الأربع ***العلاج السادس:- أن تخاف عقاب الله الذي يغضب وينتقم لابد أن يكون ظالم إما أن يكون ظالم لنفسه أو ظالم لغيره ، فإن كان ظالم لغيره فإياك وعقاب رب الأرض والسماوات والحديث في صحيح مسلم قال أبو مسعود البدري كنت أضرب غلاما ليبالسوط فسمعت صوتا من خلفي اعلم أبا مسعود فلم أفهم الصوت من الغضب قالفلما دنا مني إذ هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقول اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود قال فألقيت السوط من يدي فقال اعلم أبا مسعود أن الله أقدرعليك منك على هذا الغلام قال فقلت لا أضرب مملوكا بعده أبدا –وفي روايه : فقلت يا رسول الله هو حر لوجه الله تعالي فقال: " أما لو تفعل للفحتك النار "أو لمستك النار. انظر أخي المسلم مع أن ابا مسعود البدري شهد بدر وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعل الله إطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم قال القائل: لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا * * * فالظلم ترجع عقباه إلى الندم تنام عينك والمظلوم منتبه * * * يدعو عليك وعين الله لم تنم أحبتي في الله أهم هذه العلاجات هو العلاج السابع وهو علاج يتعلق بالعقيدة-بعقيدة المسلم فاعلم اخي المسلم أن من اركان الايمان أن تؤمن بالقضاء والقدر وأن ما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن وأن من عقيدة الايمان بالقضاء والقدر : الايمان بالكتابة وأن الكتابة على أقسام فالنوع الاول من الكتابة هو : كتابة مقادير الخلائق وأن الله عز وجل قدّر مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة "إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب قال يا رب وماذا أكتب قال اكتب مقادير كلشيء حتى تقوم الساعة" لذلك فالعلاج السابع :-أن تعلم أن هذا الأمر قد وقع وفق مراد الله ،أن الله قدر هذا الأمر فارضى بقضاء الله عز وجل لأنك عندما تغضب فأنت لم ترضى بقضاء الله مثال شخص سقط في الامتحان يغضب لكن لا يتعدى هذا الغضب الرضا بقضاء الله قدر الله وما شاء فعل فقد قدر الله هذا الامر قبل خلق السماوات والارض بخمسين ألف سنة بأن هذا الولد سيرسب في الامتحان لهذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم " اعلم أن ما أخطاك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك " صلى الله عليه وسلم وأيضا أن ترضى بقضاء الله عز وجل خيره وشره هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم هذه العلاجات السبع:- 1: الاستعاذة من الشيطان الرجيم 2:-الوضوء 3:-تغيير الهيئة 4:-كظم الغيظ 5:-السكوت 6:-مخافة الله عز وجل 7:- أن هذا الأمر وقع وفق مراد الله عز وجل
|
|
#3
03-26-2010, 11:47 PM
|
|||
|
|||
|
الفائدة الثالثة هي :- آثار الغضب أولا :- آثاره على المجتمع:- فإذا الغضب سبب الظلم كما أسلفنا سابقا أن الغاضب إما أن يظلم نفسه أو يظلم غيره لذلك يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويقول " لا يقضي القاضي وهو غضبان" لماذا؟ لأنه اذا قضى وهو غضبان إما أن يظلم غيره أو يظلم نفسه أو يقضي لأحد على حساب الآخر أيضا من آثار الغضب :- ضياع الأموال ومما يترتب على الغضب من قتل أو ضرب أو جرح كما يؤدي الى اتلاف المال وضياعه أيضا من آثار الغضب تفكك الأسر وتشرد الأولا كما هو معلوم -لأن جُل القضايا لو ضبط الرجل نفسه وضبطت المرأة نفسها لا نقول أن ستين بالمائة من القضايا التي بالمحاكم ستنتهي فورا كذلك من آثار الغضب أنه يضر بجسد الانسان ويضر بصحته ، وهذا مجرب ، هذا الرجل أصيب بشلل لماذا؟ لأنه حدث شيء أغضبه وهذا ارتفع عليه ضغط الدم ، وهذا أصابه شلل نصفي وهذا ، وهذا ... لأنه لا يملك نفسه عند الغضب لأنه لم يأخذ بوصية النبي صلى الله عليه وسلم وأخطر أمر من آثار الغضب :- وأخرّتُها لأنها سبب في كفر العبد فالغضب قد يُخرج الرجل من ملة الاسلام-أعاذنا الله فلو أن شخصا أغضب آخر فقام هذا الرجل فسب الدين-عياذا بالله-أو سب القرآن ، أو سب النبي صلى الله عليه وسلم ، أو سب السنة فهذا كفر لأنه يجمع كل شر فبهذه الكلمة رجل يسب الدين نقول له لماذا تسب الدين لماذا لا تسب أباك أو أمك دين الله أهون عليك منهم ؟؟؟ لذلك العلماء يقولون :- سب الله أو سب الرسول أو سب الدين ...كفر مخرج من الاسلام ثم ننتقل الى التطبيق العملي من النبي صلى الله عليه وسلم وعندما نتكلم على الغضب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم نتكلم عليه من ثلاثة وجوه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعامل ثلاثة انواع من الناس كان يعامل الأعداء وكان يعامل أصحابه وكان يعامل أهل بيته لذا اخترت من كل نوع صورتان نقصهما عليكم لتعلموا كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري من حديث جابربن عبدالله رضي الله عنهما قال كنا في غزوة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يارسول الله لو عرشت بنا –نريد أن نرتاح من حر الصحراء –فقال : أفعل ، فقال :- فنزلنا في وادي فيه اشجار حتى نام النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فاستن سيف النبي صلى الله عليه وسلم ثم وضعه على عنقه واستيقظه بالسيف وقال : يامحمد من يمنعك مني الآن ( مجرد ضربة من الاسيف تقطع رقبتك)، قال النبي صلى الله عليه وسلم " الله " فسقط السيف فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم السيف فوضعه على عنق الرجل فقال :- اما انت من يمنعك مني الان؟ قال تسلم، قال لا ، ولكني لا أقاتل في جيش يقاتلك قال جابر رضي الله عنه فدعانا نبي الله صلى الله عليه وسلم ولم يعاقبه النبي مع ان هذا الموقف من عدو يستوجب القتل لانه كان سيقتل النبي ولو قتل النبي لقتلت الدعوة ومع ذلك عفا عنه النبي ولم يقاتله **************** ايضا موقف مع اليهود اسأل الله عز وجل ان يحبسهم في بيوتهم وان يجعلهم يطلبون الموت ولا يجدونه احفاد القردة والخنازير اخبث امة على وجه الارض دخلوا على النبي فقالوا يامحمد السام عليكم اى الموت فقال النبي وعليكم –فقط-وسكت فسمعت عائشة هذا الكلام وكانت تنتظر ردا من النبي فقال وعليكم فقط وسكت خرجت عائشة من داخل البيت-والحديث في البخاري ايضا-قالت وعليكم وغضب الله عليكم و... قال مهلا ياعائشة متى عاهدتيني فاحشا! قالت يارسول الله: ألم تسمع ما قالوا لك! قال وانتِ : ألم تسمعي ما قلت لهم! ، قالوا السام عليك أي الموت فقلت : وعليكم فيستجيب الله لي فيهم ولا يستجيب لهم في هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود ويعفو عنهم ننتقل الى الصحابة:- لما نتكلم على مجتمع الصحابة دائما نجد ان مجتمع الصحابة هم افضل الامم او هم افضل الناس بعد الانبياء حتى ان سعد بن معاذ بقول انني لا استطيع ان اصف وجه النبي صلى الله عليه وسلم لما؟ لأنه ما كان ينظر اليه حياءا منه نأتي لبعض الأعراب حديثي عهد باسلام فيغلظون القول للنبي فهذه طريقة الأعراب والحديث في الصحيحين قال أنس كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شدية حتى نظرت الى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته فتخيل ذلك : النبي صلى الله عليه وسلم يمشي مع الصحابي فيأتي أحد فيشده من ثوبه فيخنقه فيؤثر في عاتق النبي صلى الله عليه وسلم من شده الجذب ماذا يريد هذا الرجل! فقال يا محمد فقال نعم أي ماذا تريد قال أعطني من مال الله الذي عندك فالتفت اليه النبي صلى الله عليه وسلم فضحك ثم أمر له بعطاء وفي رواية قال الاعرابي :- فانك لا تعطيني من مالك ولا من مال أبيك ماذا لو حدث هذا التصرف معك؟؟؟ ************** موقف اخر في الصحيحين من حديث أنس (جميعنا يحفظ الحديث) جاء اعرابي فبال في طائفة المسجد فزجره الناس فنهاهم النبي فقال دعوه لا تزرموا عليه بولته واهريقوا على بوله سجلا من ماء فقضى الرجل بوله ثم توضأ ثم دخل في الصلاة فلما كان في الصلاة لم يعاقبه النبي صلى الله عليه وسلم ومنع عنه الصابة ( كان خير معلم صلى الله عليه وسلم ) فقال الرجل اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحد مثلك أنتِ أختي تدعو لنفسك وأولادك وزوجك وأمك وأبيك وفقط ... أين المسلمين ؟ أين إخوانك في فلسطين ؟؟ أين دعائك للأمة ؟؟؟ وأنت تدعو لزوجتك وأولادك ولأبويك وفقط قال الله عز وجل وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ فنبخل حتى بالدعاء ننتقل الى الموقف الأخير صورة حية من بيت النبي صلى الله عليه وسلم موقف عائشة قبل أن نقص هذا الموقف فهذا موقف خاص بالرجل فأستحلفك بالله أخي أسألك ( فهذا موقف خاص بالرجال ) ***لو أنك دخلت يوما وليكن مثلا بعد صلاة العشاء فقلت لزوجتك أين العشاء فقالت :- والله لقد شُغلت باللعب من صلاة العصر لم أفعل شيء سوى أن أصلي الفريضة وأعود للعب على جهاز الكمبيوتر مثلا أريد أن أعبر هذه المرحلة من اللعب ولا أستطيع فاني جالسة من العصر على الكمبيوتر فمعذرة لم أصنع العشاء فماذا ستفعل معها؟؟ لا تقول .... فأنا أعلم ماذا ستفعل !!! هذا الموقف حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم والحديث في البخاري عن عائشة قالت " زُفت معي البنات –أي اللعب – وقالت كانت لي صواحب يأتينني فيلعبن معي فكنا اذا دخل النبي صلى الله عليه وسلم ينقمعن منه فكان صلى الله عليه وسلم يسربهن ليلعبن معي *********** آخر موقف يحكي أنس الموقف يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم -في رواية في البخاري- عندإحدى أمهات المؤمنين- وفي غير البخاري عن عائشة-فأرسلت أخرى بقصعة فيها طعام فضربت يد الرسول فسقطت القصعةفانكسرت فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكسرتينفضم إحداهما إلى الأخرى فجعل يجمع فيها الطعام ويقول غارت أمكم كلوا فأكلوا فأمسك حتى جاءت بقصعتها التي في بيتها فدفع القصعة الصحيحة إلى الرسول وترك المكسورة في بيتالتي كسرتها سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
|
|
#5
03-29-2010, 06:50 PM
|
|||
|
|||
|
جزاكِ الله خيراً
|
|
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| حليمًا, كُـن |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
العرض العادي
