انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-05-2008, 05:57 PM
الوليد فيصل الوليد فيصل غير متواجد حالياً
عضو جديد
 



افتراضي ما حكم من نام في السجود وهو يصلي ؟

 

السلام عليكم ورحمة الله
حضرة الشيخ
ماحكم من نام في السجود في الصلاة الواجبة

شكرا لكم
  #2  
قديم 09-16-2008, 05:06 PM
أبو الحارث الشافعي أبو الحارث الشافعي غير متواجد حالياً
.:: عفا الله عنه ::.
 




افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد ...
فالغالب على النوم في السجود أنه يكون على هيئة النعاس الخفيف من غير استثقال ،
وهذا ليس بناقض للوضوء في قول جماهير الفقهاء ،

قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه :
( باب الوضوء من النوم ومن لم ير من النعسة والنعستين أو الخفقة وضوءا )

قال ابن حجر رحمه الله في " الفتح " :
( قوله : ( ومن لم ير من النعسة ) هو قول المعظم )

ثم استدل البخاري رحمه الله على تبويبه بحديثين :
فأما الأول فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم ؛
فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه )

قال الحافظ في " الفتح " :
( وللنسائي من طريق أيوب عن هشام : " فلينصرف " ، والمراد به التسليم من الصلاة )

وأما الثاني فعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقرأ )

قال الحافظ :
( ولمحمد بن نصر من طريق وهيب عن أيوب : " فلينصرف " .)

ووجه استدلال البخاري رحمه الله بالحديثين بينه ابن بطال رحمه الله في شرحه فقال :
( قال عبد الواحد : فإن قال قائل : فمن أين يخرج من هذا الباب قوله فى الترجمة :
ومن لم ير من النعسة والنعستين والخفقة وضوءا ؟
قيل له : يخرج من معنى الحديث ؛
لأنه لما أوجب صلى الله عليه وسلم قطع الصلاة بغلبة النوم والاستغراق فيه
دل أنه إذا كان النعاس أقل من ذلك ولم يغلب عليه أنه معفو عنه ، لا وضوء فيه ،
على ما يذهب إليه الجمهور.)

وقال ابن حجر رحمه الله في " الفتح " :
( وحمله المهلب على ظاهره فقال : إنما أمره بقطع الصلاة لغلبة النوم عليه ،
فدل على أنه إذا كان النعاس أقل من ذلك عفي عنه .)

قال الفقير إلى عفو ربه :
ويدل على ذلك ما رواه مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال :
(قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى يصلى في الليل ، فقمت الي جنبه الايسر ،
فجعلني في شقه الايمن ، فجعلت إذا أغفيت يأخذ بشحمة أذني ، فصلى احدى عشرة ركعة)

وأما إذا استثقل نوما فخرج بذلك عن حد النعاس الخفيف فعليه أن يتوضأ ،
وذلك لما رواه أبو داود وابن ماجة من حديث علي رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( العين وِكاءُ السَّه ، فمن نام فليتوضأ )

قال الإمام النووي رحمه الله في " المجموع " :
( الوكاء : بكسر الواو وبالمد ، وهو : الخيط الذى يشد به رأس الوعاء ،
والسه : بفتح السين المهملة وكسر الهاء المخففة ، وهي : الدبر ،
ومعناه : اليقظة وكاء الدبر ، أي : حافظة ما فيه من الخروج ،
أي : مادام الانسان مستيقظا فانه يحس بما يخرج منه ، فإذا نام زال ذلك الضبط )


هذا ولقائل أن يقول : فما هو الفرق بين النوم والنعاس ؟

قال النووي رحمه الله في " المجموع " :
( قال الشافعي والاصحاب : الفرق بين النوم والنعاس :
أن النوم فيه غلبة على العقل ، وسقوط حاسة البصر وغيرها ،
والنعاس لا يغلب على العقل ، وانما تفتر فيه الحواس بغير سقوط .)

وقال ابن قدامة في " المغني " :
فصل : واختلف أصحابنا في تحديد الكثير من النوم الذي ينقض الوضوء ،
فقال القاضي : ليس للقليل حد يرجع إليه ، وهو على ما جرت به العادة .
وقيل : حد الكثير ما يتغير به النائم عن هيئته ، مثل أن يسقط على الأرض ، ومنها أن يرى حلما .
والصحيح : أنه لا حد له ؛ لأن التحديد إنما يعلم بتوقيف ، ولا توقيف في هذا ،
فمتى وجدنا ما يدل على الكثرة ، مثل سقوط المتمكن وغيره ، انتقض وضوءه .
وإن شك في كثرته لم ينتقض وضوءه ؛ لأن الطهارة متيقنة ، فلا تزول بالشك .

فصل : ومن لم يغلب على عقله فلا وضوء عليه ؛
( لأن النوم الغلبة على العقل ، قال بعض أهل اللغة في قوله تعالى : { لا تأخذه سنة ولا نوم }
السنة : ابتداء النعاس في الرأس ، فإذا وصل إلى القلب صار نوما ،
قال الشاعر : وسنان أقصده النعاس فرنقت ... في عينه سنة وليس بنائم
ولأن الناقض زوال العقل ، ومتى كان العقل ثابتا وحسه غير زائل
مثل من يسمع ما يقال عنده ويفهمه ، فلم يوجد سبب النقض في حقه .
وإن شك هل نام أم لا ، أو خطر بباله شيء لا يدري أرؤيا أو حديث نفس ، فلا وضوء عليه .)

وقال ابن عثيمين رحمه الله في " الشرح الممتع " :
( واليسير يُرجع فيه إلى العرف ، فتارة يكون يسيرا في زمنه ،
بحيث يغفل غفلة كاملة ، وربما يرى في المنام شيئا ، لكنه شيء يسير ؛ لأنه استيقظ سريعا ،
ولو خرج منه شيء لشمه ،
وتارة يكون يسيرا في ذاته بحيث لا يغفل كثيرا في نومه ،
فمثلا يسمع المتكلمين ، أو إذا كلمه أحد انتبه بسرعة ، أو لو حصل له حَدَث لأحس به . )

هذا والله تعالى أعلى وأعلم .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحارث الشافعي ; 09-16-2008 الساعة 05:21 PM
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 08:36 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.