انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟!

كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-22-2012, 09:49 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي « إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون» ملاذ ذوي المصائب

 

المصيبة هي النكبة التي تقع للإنسان وإن كانت صغيرة، وهي المكروه أيضاً، وهي كل ما يؤذي المؤمن.
يقول - تعالى -: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْـمُهْتَدُونَ) (البقرة: 551 - 751)،


كلمات الاسترجاع في هذه الآية هي: إنا لله وإنا إليه راجعون، هذه الكلمات هي ملجأ ذوي المصائب وملاذهم، فلا يتسلط الشيطان عليهم ولا يوسوس لهم بما يزيد من شدة مصائبهم. وهي من أبلغ علاج المصائب وأنفعه للإنسان، وهي جامعات لمعاني الخير والبركة، فقول المصاب: إنا لله توحيد وإقرار بالعبودية والْـمُلك لله، وقوله: وإنا إليه راجعون إيمان بالبعث بعد الموت، وإيمان أيضاً بأن الله له الحكم في الأولى وله المرجع في الآخرة، فهي كلمات تعني: اليقين بأن الأمر كله لله، وأنه لا ملجأ منه إلا إليه.


وتتضمن هذه الكلمات - كما يقول العلماء - أصلين عظيمين إذا عرفهما المصاب خففت عنه شدة ما أصيب به:


الأول: أن يعرف المصاب ويوقن بأن نفسه وأهله وماله وولده كلها ملك لله - تعالى - حقيقة، وأن الله - تعالى - قد أعاره إياها وجعلها عنده، فإذا أخذها الله منه فإنه يكون قد استردَّ ما أعاره إياه، وأن تملُّك الإنسان لما أُعيره إنما كان لفترة يسيرة من الزمن ليستمتع به، وإذا كان الإنسان قبل أن يولـد عدماً، وبعد أن يموت سيكون عدماً، وإذا كان الله - تعالى - هو الذي أوجده من عدم، فكل ما يملكه ليس ملكه حقيقة وليس له فيه تأثير، وإنما مُلك من أوجده من هذا العدم، والإنسان يتصرف فيه ليس تصرف المالك وإنما تصرف العبد المأمور بالفعل والمنهيِّ عن آخر، ولهذا لا يباح له التصرف إلا وَفْق أوامر المالك الحقيقي ونواهيه وهو الله - عز وجل-، فكيف يأسى على فَقْدِ شيء لا يملكه أصلاً؟


الــثانـي: أن مـصيـر الإنسـان ومـرجـعه هـو إلى الله - تعالى - وأنه لا بد أن يترك الدنيا وراء ظهره، ويأتي ربه يوم القيامة فَرْداً، كما خلقه أول مرة، بلا أهل ولا مال ولا ولد، ولكن يأتيه بالحسنات والسيئات فقط، فإذا كانت هذه بداية العبد ونهايته؛ فكيف يفرح بولد أو مال أو غير ذلك من متاع الدنيا، وكيف يأسى على عزيز فقده، أو مال خسره.


إن في كل قرية وفي كل مدينة بل في كل بيت مَنْ قد أصابته مصيبة؛ فمنهم من أُصيب مرة، ومنهم من أُصيب مراراً، ولا ينقطع هذا حتى يأتي على جميع أهل البيت حتى المصاب نفسه فيصاب أسوةً بأمثاله ممن تقدَّمه، فإنه إن نظر يمنة فلا يرى إلا محنة، وإن نظر يسرة فلا يرى إلا حسرة.
وذكر العلماء أن ذا القرنين لما رجع من مشارق الأرض ومغاربها وبلغ أرض بابل مرض مرضاً شديداً، فلما شعر بدنوِّ أجله كتب إلى أمه: يا أماه! اصنعي طعاماً، واجمعي من قدرت عليه، ولا يأكل طعامك من أصيب بمصيبة، واعلمي هل وجدت لشيء قراراً باقياً وخيالاً دائماً؟!
إني قد علمت يقيناً أن الذي أذهبُ إليه خير من مكاني. فلما وصل كتابه إلى أمه صنعت طعاماً وجمعت الناس وقالت: لا يأكل هذا من أصيب بمصيبة، فلم يأكل أحد من هذا الطعام، فأدركت ماذا كان يقصد ولدها، فقالت: من يبلِّغك عني أنك وعظتني فاتَّعظتُ وعزيتني فتعزّيت، فعليك السلام حياً وميتاً.


ولو فتَّش المصاب العالَمَ فلن يرى فيه إلا مبتلى، إما بفوات محبـوب أو حصـول مكـروه، فسرور الدنيـا - كما يقـول العلماء - أحلام نوم أو كظلٍّ زائل، إن أضحكت قليلاً أبكت كثيراً، وإن سرَّت يوماً ساءت دهراً، وإن متعت قليلاً منعت طويلاً، وما جلبت للشخص في يوم سروراً إلا خبَّأت له في يوم آخر شروراً، وقال العلماء أيضاً: ما كان ضحك قط إلا كان بعده بكاء.


ورغـم ذلك كـله، فـإن فــي قصــة أم سلـمة - رضي الله عنها - بشارات مضيئة لذوي المصائب، قالت أم سلمة - رضي الله عنها -: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها، قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت: مَنْ خير من أبي سلمة صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: ثم عزم لي فقلتها، فتزوجت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ))(1).


المقصود هنا: أن هذا تنبيه على قوله - تعالى -: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) بأنه - تعالى - يُخلِف المصاب كما أخلف لأم سلمة - رضي الله عنها - بـدل زوجـها أبـي سلمـة - رضي الله عنه - رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حين اتبعت السنة، وقالت ما أُمرت به ممـتثلة طـائـعة موقنـة بأن البـر والخير فيما قاله الله ورسـوله - صلى الله عليه وسلم -، وأن الضـلال والشـقاء فـي مخالـفـة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، فلما علمت - رضي الله عنها - أن كل خير في الوجود سواء كان عاماً أو خـاصـاً، فهو من جهة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأن كل شر في الـعالم أو كل شر مختص بالعبد فسببه مخــالفة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ قالت هذه الكلمات فحصل لها مرافقة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا والآخرة.


وقد يتحقق للإنسان بكلمات الاسترجاع منزلة عالية وثواب جزيل، فإن الله - تعالى - يقول لملائكته: ((ماذا قال عبدي؟ (أي: عند المصيبة) فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله - تبارك وتعالى -: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمّوه بيت الحمد))(2).


والذي يسترجع عند المصيبة عليه صلوات من ربه (أولاً)، ورحمة منه (ثانياً)، وهو من المهتدين (ثالثاً)، كما جاء في قوله - تعالى -: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْـمُهْتَدُونَ) (البقرة: 551 - 751). وقال عمر - رضي الله عنه - في ذلك: نِعْمَ العدلان ونعمت العلاوة، فأراد بالعدلين الصلوات والرحمة، وبالعلاوة الهداية، وقيل فيها أيضاً: المراد استحقاق الثواب وتسهيل المصاب وتخفيف الحزن (أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ)؛ فالصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن الآدمي التضرع والدعاء، وقال العلماء: صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء.


ومن أعظم البشارات كذلك: أن من أصيب بمصيبة ثم تذكرها بعد مدة طويلة فجدَّد لها استرجاعاً وصبراً كان له عند الله من الأجر كلما ذكرها واسترجع.


قال الإمام أحمد في مسنده: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة فيذكرها وإن طال عهدها - قال عباد: قدم عهدها - فيُحْدِث لذلك استرجاعاً إلا جدَّد الله له عنه ذلك فأعطاه مثل أجرها يوم أصيب بها))(3).
وقـال سعـيـد بـن جبـير: مـا أعـطي أحـد في المصـيـبة ما أعطـي هـذه الأمـة - يعني (إنا لله وإنا إليه راجعـون) - ولو أعطي أحد لأعطي نبي الله يعقوب - عليه السلام - ألم تسمع قوله في فقد يوسف: (يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ) (يوسف: 48)، أولئك - أصحاب هذه الصفة - (عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْـمُهْتَدُونَ) (البقرة: 751).
----------------------------------------
(1) المعجم الكبير للطبراني.
(2) سنن الترمذي، رقم 942.
(3) مسند أحمد، رقم 1644.


د/أحمد خضر
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-30-2012, 12:10 AM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

إنَّا لله و إنَّا إليه راجعون

جزاك الله خيرًا أم عبد الله .
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-30-2012, 11:12 AM
ام الكتكوت وائل ام الكتكوت وائل غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاك الله خيرًا ونفع بك
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-30-2012, 01:22 PM
قرة العين قرة العين غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

انا لله وانا اليه راجعون
اللهم ثبتنا وذكرنا بها عند كل مصيبة
يارب العالمين
اللهم انا ضعفاء فقراء الى رحمتك فاغفر لنا وارحمنا وصبرنا على كل مصيبة وعلى كل كرب
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-01-2013, 09:41 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصرة مسلمة مشاهدة المشاركة
إنَّا لله و إنَّا إليه راجعون

جزاك الله خيرًا أم عبد الله .
وخيرا جزاكِ يا نصرة
أسعدني مرورك الطيب.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام الكتكوت وائل مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرًا ونفع بك
وخيرا جزاكِ ونفع بكِ أختي الفاضلة أم الكتكوت وائل
وشكرا على المرور.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قرة العين مشاهدة المشاركة
انا لله وانا اليه راجعون
اللهم ثبتنا وذكرنا بها عند كل مصيبة
يارب العالمين
اللهم انا ضعفاء فقراء الى رحمتك فاغفر لنا وارحمنا وصبرنا على كل مصيبة وعلى كل كرب
اللهم آمين
جزاكِ الله خيرا ونفع بكِ
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 12:10 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.