انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


أرشيف قسم التفريغ يُنقل في هذا القسم ما تم الإنتهاء من تفريغه من دروس ومحاضرات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-24-2009, 08:02 PM
نسيم الفجر نسيم الفجر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي تفريغ المحاضرة 4 عقيدة الفرقة 3 و4 (تم)

 

تفريغ المحاضرة 4 عقيدة للفرقة 3و4 بفضل الله .

من أول المحاضرة إلى الدقيقة 30:14:0
.....



.. خالق ولا مخلوق . وكما أنه محيي الموتى بعدما أحيى إستحق هذا الإسم قبل إحيائهم ،
كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم . ذلك بأنه على كل شيء قدير وكل شيء إليه فقير
وكل أمر عليه يسير . لا يحتاج إلى شيء . ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .

وكنا قد وقفنا في المرة السابقة عند قول المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ " له معنى
الربوبية ولا مربوب " . وبالعودة على المباحث السابقة في قول المؤلف ـ رحمه الله
تعالى ـ " خالق بلا حاجة ، رازق بلا مؤونة " . وبينا أن الله تبارك وتعالى خلق
الخلْق لا لأنه يحتاج إليهم . هذا هو المعنى الذي نفهمه من كلام المؤلف ـ رحمه
الله تعالى ـ .
إلا أن هناك تنبيه مهم جدا . وهو أن كلمة "حاجة " تأتي في بعض كتب المتكلمين
بمعنى الحكمة . وعليه فقد فسر بعض شرَّاح الطحاوية هذه العبارة بمعنى خالق
بلا حكمة . وإن كان الأشاعرة لا يصرحون بنفي الحكمة صراحة . لكن تأتي في
كتبهم بهذا المعنى . كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ . فإذن الأصل
الذي نحمل عليه كلام المؤلف ما ذكرناه سابقا .
لكن ما تجده في بعض الشراح ، هذا له أصل . وهو أنهم يفسرون الحاجة بالحكمة .
إذن خالق بلا حاجة عندهم : خالق بلا حكمة ( نعوذ بالله من ذلك ) .
وشيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة ، لما كان يذكر قول بعض الناس أنهم يقولون أن
بعض طوائف السنة ينفون عن الله الحكمة . شيخ الإسلام يقول : وأما قوله إن بعض طوائف
السنة ينفون عن الله الحكمة فإنما يريد به مذهب الأشعرية . ومع هذا فإن الأشعرية وسائر
أصحابه لم ينطق أحد منهم بنفي لفظ الحكمة . بل هذا لا يُعرَف عن أحد من المسلمين .

(ذكرت هذه النقطة كي يُتنبَّه إليها . وأحيانا أيضا يسمون الحكمة " غرضا").

إذن عموما أي حرف فيه إجمال ، سواء في هذه العقيدة أو في أي كلام أنت تقرأه ، لابد أن
تعرف مراد القائل . فإن كان يقصد بقوله مثلا " الحاجة " هي " الحكمة " فنقول أن هذا
الكلام مردود وباطل . إما إذا كان يقصد ما ذكرناه آنفا ، أي أنه خالق بلا حاجة ، حيث لا
يحتاج لأحد .
إذن فهذا المعنى صحيح لا إشكال فيه .
وهكذا في العبارات التي ستأتي معنا . فمثلا عندنا : له معنى الربوبية ولا مربوب .
هنا الله تبارك وتعالى هو خالق ورب ومعبود . نحن نخبر عن الله عز وجل . لكن هل هو
استفاد هذه الصفات أو هذه الأسماء بعد أن فعل ـ تبارك وتعالى ؟ ... المؤلف رد على
جزئية فقال ليس بعد خلق الخلق ، أو نسخة قال ليس منذ خلق الخلق استفاد اسم الخالق .
نقول أن الله تبارك وتعالى له الأسماء الحسنى والصفات العلا . وهذه الأسماء والصفا
ت هي موجودة قبل خلق الخلق . ولها أثر . إذن ، بالنسبة لاسم الخالق مثلا ، الله عز وجل
قبل أن يخلق نقول : له إسم الخالق قبل الخلْق . وله أثر الخلق قبل أن يخلُق .
وهم عندهم إشكالية ، ستأتي معنا في مبحث القدر . وهي نظرية الكسب . فيقولون بأن الإنسان
مثلا إذا أراد أن يفعل فعلا . والنار يقولون مثلا أنها لا تحرق . وإنما حال التقاء النار مع
الورق مثلا يخلق الله عز وجل الإحراق . إذن ، النار ليست هي التي تحرق . وهذه ستأتي معنا .
لكنا نستفيد منها في جزئية عندنا .
يقولون بالنسبة لله تبارك وتعالى ، الله تبارك وتعالى لا يكون له أثر الخلق إلا
بعد أن يخلُق. فبعد أن يخلق ينتج عن ذلك أثر الخلْق . وبعض الطوائف قالت لا يستفيد
اسم الخالق أصلا إلا بعد حدوث الخلق . وهذه راجعة إلى مسألة ، وهي تسلسل الحوادث .
فالمؤلف ـ رحمه الله ـ أراد أن يرُدَّ على من قالوا بقِدَم العالم ، وهم الفلاسفة والمتكلمين .
الذين قالوا بقِدم العالم قالوا بأن هذا الكون صار فجأة ( أعوذ بالله ) . يعني ، ليس
له سابق ... إذن من الذي أنشأه ومن الذي خلقه ؟.... لا أحد .
فالمؤلف أراد أن يرد على هؤلاء . لكن بقي إشكال لم يرد عليه المؤلف . إما لأنه يقول
بهذا الإشكال ، الذي سنعرضه ، أو لا يقول به ونسي أن يرد عليه . .. وهم هؤلاء الذين
كانوا يقولون بقِدَم العالم .
فقال المؤلف ـ رحمه الله ـ : ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق .
أراد أن يرد هذه المقالة . وكذلك ، له معنى الربوبية ولا مربوب . إذن لم يكن هناك عالم .
إذن ضرب قولهم بقدم العالم . أنه لا يسبقه شيء . وسبق .
في المحاضرة السابقة قلنا أنهم يعنون بكلمة القديم، أي ليس له أول . هذا معنى إطلاق
كلمة قديم عند المتكلمين . إذن لما يقولون بقدم العالم ، فهم يعنون : ليس له سابق
ولا لا حق . فأراد المؤلف أن يرد عليهم . فقال : له معنى الربوبية ولا مربوب . وبالتالي :
لا قِدم للعالم . لكن نحن نقول : صحيح أن الله تبارك وتعالى هو الرب والخالق قبل أن
يخلق أحدا ، إسما وأثرا .
فلا نثبت له الاسم فقط . إنما نثبت له الأثر الناتج عن الخلق . فالله تبارك وتعالى
قادر على أن يخلق قبل أن يخلق . لا تقل فقط أنه له اسم الخالق قبل الخلق . لكن تقول :
هو قادر على الخلق قبل أن يخلق ، سبحانه وتعالى .. هذه مهمة جدا . وهذا الذي نريد أن
نعتقده . دون الدخول في تفصيلات المتكلمين .
ودائما سبحان الله ، الحوار مع المتكلمين يُنتج عقائد جديدة لم تكن من عقائد السلف الصالح
رضوان الله تعالى عليهم . فمثل هذه المسألة : يأتي شخص ويقول بقدم العالم .
فيأتي آخر ويرد عليه . يريد أن يُبطل هذه الشبهة بأي طريقة كانت . فيقع في محذور آخر
دون أن يدري . هذا لابد أن ينتبه إليه المحاور . وأن يبتعد قدر المستطاع عن المناقشات .

وابن عقيل الحنبلي ـ رحمه الله ـ دخل في مناقشات كثيرة جعلته يقول بغير قول السلف الصالح
في بعض المسائل . السبب هو المحاورات والمناظرات . فلا تفرح أنك في موطن ما إستطعت أن
تُرغب الآخرين عن رأيهم . وتجعلهم على رأيك الذي تعتقده . فلربما وقعت ، حتى تصل إلى القول
الصحيح ، في أخطاء أخرى .

س/ .... ؟
ج/ .. يعني له الإسم . قبل أن يخلق له اسم الخالق . لكنا نريد أن نؤكد على معنى أنه
قادر على أن يخلق . وهم يستدلون بما جاء في صحيح مسلم ، وأصل الحديث في الصحيحين ،
في حديث آخر أهل النار دخولا الجنة . حيث يقول هذا الرجل لله تبارك وتعالى : أتهزأ بي
وأنت رب العالمين . يقول الله تبارك وتعالى : إني على ما أشاء قادر ... أمسكوا في هذه
الرواية .
وقالوا : إني على ما أشاء قادر ، إذن : على غير ما أشاء غير قادر .. نعوذ بالله .
الله عز وجل على كل شيء قدير .. وهنا لو نتفطن للحديث جيدا ، الآن هذا الرجل يريد كذا
ويريد كذا والله عز وجل يعطيه : لك كذا ولك كذا . فيتعجب . كيف أن الله عز وجل ي
عطيه هذا وهذا وهذا. يعني ، أتعطي هذا ؟ .. فيريد أن يخبره الله تبارك وتعالى أن الذي
أقول لك أني سأفعله لك ، هذا أشاءه . فهو كائن . وأنا على مثل هذا قدير . ليس فيها
التعرض إلى ما سوى ذلك . ومفهوم المخالفة لا يؤخذ على الإطلاق . فلابد من التنبه لهذا الأمر .

إذن بعض من يكتبون ، وتجدها حتى في كتب بعض الفقهاء في مقدماتهم ـ مثلا متن أبي شجاع.
تجده في المقدمة يكتب : وذلك لأن الله على ما يشاء قدير .
فعلى ما يشاء ، هذه خطأ . أنك تريد المعنى المتبادر لهم . إطلاق هذه العبارة يُراد
بها عندهم أمر وهو أن الله تبارك وتعالى على ما يشاء قادر . فشاء أن يخلق ،
فهو قادر على الخلق .إذا لم يشأه فهو غير قادر عليه ـ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
وعليه فنقول : أننا نثبت قبل الفعل الاسم والأثر .

.. فنقول أن الله تبارك وتعالى هو الخالق وهومستغن عن خلقه . ولكنه خلق الخلق لحكمة .
وجميع حكمته سبحانه وتعالى لا يعلمها الناس .

ثم يقول المؤلف ـ رحمه الله ـ " رازق بلا مؤونة " أراد أن يرد بها على المعتزلة كما سبق
وأشرنا إلى ذلك .
فما هو الإشكال الذي يرد به على المعتزلة ؟ .
المعتزلة قالوا بأن الله تبارك وتعالى لا يريد إلا الخير . (عبارة مجملة ) . لكن يريدون أن
الله تبارك وتعالى لا يزق الكافر . ولكن يرزق المؤمن فقط . فماذا عما نراه من علو الكافرين
وما لهم من رزق وما إلى ذلك ؟ .. قالوا أن هذا بالنسبة لهم من كسبهم . أما رزق الله تبارك
وتعالى فلا يكون إلا للمؤمن . تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
لكن نقول : هو يرد عليهم " رازق بلا مؤونة " . أي بلا كلَفَة . يدخل في ذلك المؤمن
والكافر . يرزق هذا وذاك . لذلك لما يرد شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ على
المعتزلة يقول : وهذا تخصيص مخالف لإجماع السلف . بل رزقه سبحانه وتعالى
لسائر من خلق من بين آدم وغيرهم ، من آمن منهم ومن كفر .

ثم يقول المؤلف ـ رحمه الله ـ " مُميت بلا مخافة " . طبعا هذه العبارة سبقت، لكننا نشير
إلى بعض الإشكالات التي قد تعرض . وقد تجدها ، إن كنت مطلعا على شروح الطحاوية
الأخرى من غير شروحات السلف ، لأننا كما ذكرنا في أول محاضرة أن هذه العقيدة شرحها
أصحاب عقائد كثيرون . هذا يجعلها على مراده وهذا يجعلها على مراده .
فنقول هنا في قول المؤلف " مميت بلا مخافة وباعث بلا مشقة " .

أيضا بعض الطوائف قد تفسر هذه الجمل على غير تفسير السلف . فهنا نقول أن الله
تبارك وتعالى مستحق للكمال . منزَّه عن كل نقص .
فهنا عندما يقول : مميت بلا مخافة " ... شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ لما يتكلم عن
قاعدة أن الله سبحانه وتعالى منزَّه عن كل نقص مستحقٌّ للكمال ، يقول : هذه قاعدة متف
ق عليها بين سائرطوائف المسلمين . لا ينازع في كون الباري سبحانه مستحقا للكمال منزَّها
عن النقص . الكل متفق على ذلك كعبارة . وإنما اختلف المسلمون في تحقيق مَناطاتها . أي في
تفسير الكمال . هل هو بإثبات الصفات أم بنفي الصفات ، كما ذهبت الجهمية والمعتزلة وكثير
من الطوائف الكلامية . أم بإثبات بعض الصفات ونفي بعضها أم بالتفويض .
إذن الكل يريد أن يجعل الله تبارك وتعالى كاملا مستحقا للكمال منزها عن كل نقص .
لكن تأتي الجهمية : كيف أجعل الله تبارك وتعالى مستحقا للكمال ؟ .. بأن أعطل الصفات .
لأنه تبادر إلى ذهني أن الله تبارك وتعالى لما يقول {الرحمن على العرش استوى }
فيها مشابهة للمخلوقات . إذن لابد ألا نجعل الله تبارك وتعالى كخلقه . إذن ، نعطل هذه الصفة .
وعلى النقيض .. وطبعا لما نقول الجهمية في مسائل الأسماء والصفات ، لا نقصد بها
الفرقة هذه فقط . هذا لابد أن يُتنبَّه له . من وافق الجهمية في هذا القول ؟ .. المعتزلة .
وافقوهم في مسألة الأسماء والصفات في نفي وتعطيل الصفة والأسماء . إذن هم جهمية
في هذا الباب . لكنهم سيختلفون في مسائل أخرى . وسنحاول أن نفرق بين الفرقتين .
سنحاول أن نعرِّج على معظم الفِرَق إن يسر الله تبارك وتعالى .

إذن عندما يقول المؤلف " مميت بلا مخافة " نقول هو الله تبارك وتعالى خالق مميت محي
قبل الخلق إسما وأثرا سبحانه وتعالى .

وكذلك يبعث سبحانه وتعالى بلا مشقة وبلا تعب . وهذا نثبته لله تبارك وتعالى
فعلا له وأثرا . أن الله تبارك وتعالى يبعث وقادر على البعث قبل أن يبعث .
هنا " مميت بلا مخافة " يتفرع عليها : هل الموت مخلوق أم غيرمخلوق؟ ... بالطبع مخلوق .
وكما في الحديث الذي ورد في الصحيحين أنه يأتي كأنه كبش أملح . فيُذبح بين
الجنة والنار . إذن هو مخلوق . وأصلا ، دلالة الآية {الذي خلق الموت والحياة }
فدل ذلك على أن الموت مخلوق كما هو قول السلف الصالح ، خلافا للطوائف الكلامية .
بل جمهورهم على ذلك .

ثم بعد ذلك يقول المؤلف ـ رحمه الله ـ " ما زال بصفاته قديما قبل خَلْقه " أيضا
سأعرج على ما سبق ذكره في كلام المؤلف ـ رحمه الله ـ " ما زال بصفاته قديما
" حيث نثبت له الصفة . ونثبت له أثر هذه الصفة قبل أن يقوم بها الله تبارك و
تعالى وقبل أن يخلق الخلق .
وكذلك" لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته " . هذه أيضا من العبارات
المُجملة . لكن الذي نفهمه على مراد السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم :
لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته نفرِّعُه على قوله " خالق
بلا حاجة " أي أنه لا يحتاج إليهم . فلذلك ، لم يزدد منهم فائدة . يعني :
لم يفد اللهَ أحدٌ من الخلق بشيء . هذا الذي نفهمه . أما أن يتبادر إلى الذهن ،
وهو الذي ذكره بعض الشراح ، لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته .
أي : لم يزدد شيئا من الكمال في صفته قبل أن يخلق .. فهذا باطل . وغير مُراد .
لكن لا نجزم هل هو مراد المؤلف أم لا . لكن ما هو قول السلف فيها ؟
.. إن كان المؤلف ـ رحمه الله ـ يسير على ما وسَموه: لم يزدد كمالا من صفاته
بوجودهم وإيجادهم . فنقول هذا باطل . فالله تبارك وتعالى له الكمال قبل أن
يخلق . بإثبات الصفة له أثرا ومعنى . أما بحصول وجود المخلوق فهذا بعد أن
يفعل الله تبارك وتعالى . إذن الله تبارك وتعالى خالق . يقدر على الخلق لكن ينفده وقت ما شاء .

وعليه كذلك في الكلام ، نقول أن الله تبارك وتعالى له صفة الكلام أثرا ومعنى .
لكن الله تبارك وتعالى إذا شاء أن يتكلم تكلم . لكننا نثبت له صفة الكلام
ونثبتها له أثرا . أي أنه قادر على أن يتكلم في أي وقت شاء . هذا الأصل أنها
صفة ملازمة لله تبارك وتعالى ، لا تنفك عنه . لكنه إذا أراد أن يتكلم
وحصل الكلام هذا ما نقول عنه أنه حادث . ( الذي ليس حادث يعني مخلوق) أي
أنه ظهر وبان من الله تبارك وتعالى . هذا الذي نريد أن نبينه . وضربنا مثلا
قبل ذلك . فقلنا مثلا ، الطفل عندما يبدأ في الكلام ، وهو الآن لا يتكلم أمامك ،
فتقول : هل هذا الطفل يتكلم أو لا يتكلم... هل معنى لما قلت : يتكلم ، معناها
أنه يتكلم أمامك الآن ؟ . . ليس هذا مقصودا . هو قادر على أن يتكلم . لكن
في حال كلامه ، نحن نصف حاله . هذا الذي أريد أن أوضحه وأبينه . وأظنها
قد اتضحت وبانت في كل ما يأتي في كلام المصنف ـ رحمه الله ـ

ثم بعد ذلك قال " وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا " .
وهذه ظاهرة لا إشكال فيها .

س/ .... ؟

ج/ ما زال بصفاته قديما قبل خلقه ؟ ... مراد السلف مثلا في إسم الله " الخالق " .
الله تبارك وتعال قبل أن يخلق الخلق ، هل يسمى بهذا الاسم ؟ ... نعم ، يسمى به .
وهذا ما أراد أن يرد به المؤلف على الناس . لكن ، هل لله تبارك وتعالى أثر
لهذا الاسم قبل أن يَخلُق ؟ .. نعم . هذا مراد السلف . لكنهم ينفون هذا الأثر عن ا
لله تبارك وتعالى حتى يقع الخلق . لأنهم يفرعون على ذلك أن الله تبارك
وتعالى حين لم يخلق شيئا ، قالوا : الآن لم يشأ . ولو شاء كان . إذن ، الذي
لم يشأه وقتها هو غير قادر عليه . واضح ؟ .. هذا هو الأصل عندهم . على ما أشاء قادر .
والله تبارك وتعالى قبل أن يخلق أحدا يقولون : هو لم يشأ . و إلا لو
شاء لكان . وحيث أن الله تبارك وتعالى ( هو يقولون ) لم يشأ شيئا ،
إذن هو غير قادر عليه . وعليه فإذا خلَق ، فهو الآن قادر . وله أثر الخلْق .
يستطيع هنا أن يخلُق . فمثلا ، أراد أن يميت إنسانا . هذا الإنسان الآن حي ....
هذا ما يدور في ذهنهم ... لا نفكر بهذه الطريقة السقيمة . لكن نحن نفكر
بِقال الله ، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بفهم الصحابة رضوان الله عليهم .
هم يقولون أن الإنسان هذا يمشي ويرتع ويظلم ويفعل ما يشاء ، والله تبارك وتعالى يتركه .
في هذه الحالة التي هو فيها يرتع ويظلم ، الله تبارك وتعالى غير قادر على أن يميته .
هذا فهمهم . لكن حينما يوقع به الموت ويشاء الله تبارك وتعالى أن يموت ، هنا يكون
الله قادرا على أن يميته . تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
التوقيع

كروت أمنا هجرة تغمدها الله برحمته


التعديل الأخير تم بواسطة نسيم الفجر ; 08-24-2009 الساعة 08:04 PM
  #2  
قديم 08-24-2009, 10:40 PM
راجية عفو العفو راجية عفو العفو غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي


ما شاء الله لا قوة إلا بالله
اللهم بارك أخيتي
زادك الله من فضله
أسأل الله التيسير لك ولنا جميعا
  #3  
قديم 08-25-2009, 11:13 AM
أمّ مُصْعب الخير أمّ مُصْعب الخير غير متواجد حالياً
"لا تنسونا من صالح دعائكم"
 




افتراضي


ما شاء الله اللهم بارك
زادكِ الله حرصاً.
  #4  
قديم 08-25-2009, 04:13 PM
نسيم الفجر نسيم الفجر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


اللهم آمين .. بارك الله لكما أخياتي ولنا جميعا بفضله وكرمه .
التوقيع

كروت أمنا هجرة تغمدها الله برحمته

  #5  
قديم 08-26-2009, 01:09 PM
أمّ مُصْعب الخير أمّ مُصْعب الخير غير متواجد حالياً
"لا تنسونا من صالح دعائكم"
 




افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
ربِّ يسر وأعِن على نيل رضاك
__________________
مسألة الخلق والمخلوق يعني مثلاً الأن أنا لما أقول لك وأنت صاحب حرفةٍ معينة كالنجارة ،فكما أنك نجار تأتي بالخشب وتقوم ببعض الأفعال التي تُنتج لك دولاباً وهو للتقريب فقط(المخلوق )لكن فعلك وصناعتك هذا الفعل أو الخلق هذا في الصورة البشرية -ولله المثل الأعلى-فالله تبارك وتعالى يَخْلُقُ هذا خلقٌ والناتجُ عن هذا هو المخلوق ،فلا تُسوِّي بين الخَلْقِ والمخلوق،وهذه المسألة ستُعادُ بالإشارة في مسائل القَدَر كذلك والكلام على وحدة الوجود ،وأشرنا إليها هنا لرتبطها بالمسائل التي ذكرناها .
طالب يسأل؟
الشيخ:نحن لا نقول أنه حَصَل مفعول ،فالله تبارك وتعالى قادرٌ على أن يَخْلُقَ وأن يَخْلُقَ مخلوقاً.
طيب قبل أن يَخلُقَ شيئاً أو أي شئ هل هو يقدر أو لا يَقدر؟يقدر بالطبع.
لكن كما ذكرتُ آنفاً لما نقول إن الله لم يَخْلُق شيئاً إذن هو لم يشأ،ولم يشأ إذن لا يقدر على الذي لا يشائه وجَرّهُم ذلك إلى أن يقولوا مثلاً بامتناع وجود إله أخر ،هذا الفكر السقيم فيقولون يشاء ولَّا لا يشاء؟قالوا خلاص حتى لا ترِد هذه الأشياء على الذهن نقول(الله على ما يشاء قادر،وهذا لا يشاءه إذن لا يَقدِر عليه).
طالب يتحدث..
الشيخ:يذكرنا أخونا بمثال الطفل في أن هذا الطفل مثلاً نقول الأن سمعناه مرة يتكلم أو هو ابنك وهو غريب لا أعرفه فأقول ابنك يتكلم أو لا يتكلم؟
لو أنا أقصد أنه يُخرج أصواتاً الأن، إذن أنا مثلاً غائب عن الوعي أسأل سؤلاً لا معنى له
فأنا أقول لك هو يتكلم أقصد به أن هذه الصفة ملازمة له يعني يستطيع أن يتكلم؟-هذا الذي أُريده-
لكن حال تكلمه أنا لا أسئل هذا السؤال أصلاً هذا ظاهرٌ معروف.
فالله تبارك وتعالى خَلَقَ الخلق وبخلقه أثبت ،نُمثِّل بمثال إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاةُ والسلام لما طلب أن يُريه الله -تبارك وتعالى-كيف يُحيي الموتى؟هل هو يشك أن الله لا يقدر على ذلك؟هو لا يشُك بل يعلم أن الله تبارك وتعالى قادرٌ على ذلك ولكنه أراد أن ينظر حتى يَصِل إلى اليقين ،فهو لم يُناقش في مسألة أن الله تعالى لا يقدر فالأمر منتهي ،ولكن أنا أريد حتى يطمئن القلب وينظر ويشاهد هذه العظمة فلا يركن إلى شئ أخر وهكذا .
ثم سبقت مسألة الكلام على تسلل الحوادث :لما قال المتكلمون بقِدَم العالم،فأردوا أن يردوا عليهم فوقعوا في محظور أخر
المذهب الثاني:هو مذهب الجهمية والمعتزلة نُفاة الصفات فهم يقولون(أن الفعل حدث بعد أن لم يكن)يعني ليس له أثر ومقتضى
المذهب الثالث:مذهب الأشعرية وهو يقولون بأَزَلِية الصفات ،ويتفقون على إثبات سبع صفات وكلها عندهم قديمة،أما الفعل عندهم فحدث بعد أن لم يكن ،لا يُفرِق بين خَلْقٍ ومخلوق ،ففي هذه النقطة يتفقون مع المعتزلة أما في الأُوَل التي ذكرناها يتفق في الظاهر مع أهل السنة والجماعة بأن قالوا بأزَلِية الصفة ،وإثبات السبع صفات وإن كان يختلف معهم في (حيٌ بلا حياة)إلى أخره كما ذكرنا آنفاً،ويقولون في الفعل حدث بعد أن لم يكن .
لما ذكرنا قبل ذلك ،وقلنا بأننا نقول في اعتقادنا أننا نُثبت الصفة وهي مثلاً صفة الكلام لله -تبارك وتعالى- ونثبتُ لها أنها لها أثر ، أي أن الله تبارك وتعالى قادرٌ على الكلام والكلام له سبحانه وتعالى ،لكن نقول لما يتكلم الله تبارك وتعالى الأن حَصَلَ شئ وهو الكلام،وطبعاً لا نقول مخلوق لأن الكلام من الله -تبارك وتعالى-منه بدء وإليه يعود ،فلا تدخل الأمثلة في التقريب ،الأمثلة التي نُقرب بها المعنى لا يدخل بعضها على البعض.
فهنا قالوا الأشعرية (نطبق على هذا الكلام):نحن نُثبت الصفة وهي صفة(الكلام)ونقول أنها صفة قديمة .
طيب هل لها آثار؟هل أن الله تعالى قادرٌ على أن يتكلم ؟لا. هذا على قولهم .
فهذا حدث بعد أن لم يكن ،بمعني لا يكن له أثر ولا يكن له شئ
طالب يسأل؟
الشيخ:وهذا الذي أُنبه عليه الصفة وأثرُها ، ليست الصفة فقط الصفة وهذا الذي نطلقه على الله عزوجل حدث بعد أن لم يكن ،لكن في الاسماء المتفق عليها مثل(السميع)هو نثبت له السمع قبل أن يسمع ،لكن لا نُثبت له الأثر ،الأشياء المتفق عليها يثبتونها كاسماء وصفات ويقولون أنها قديمة لكن أَثَرُها ينفونه .
تفريعاً على مسئلة تسلسل الحوادث التي ذكرناها ،مسألة فناء النار :بعيداً من قاله أو من لم يَقُل المهم احنا لا نتكلم على هذه المسألة .
الذين قالوا بِقِدَمِ العَالَم فجاء من رد عليهم فقالو بأن المسألة ليس فيها تسلسل ،إذن الجنة والنار تابعة لهذا الأصل إذن هي تفنى .فمراد من قال بالفناء راجع إلى مسألة تسلسل الحوادث فتعرف أصل مذهبه وأصل قوله .
طبعاً شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-اشتبه بعض كلامه في مسألة التسلسل فنسبوا إليه هذا القول ،وبعض العبارات شيخ الإسلام ابن تيمية لابد حينما تريد أن تتعامل مع كلامه لا تقرأ جزئاً وتقِف ،لابد أن تقرأ كلامه كاملاً من أوله إلى أخره حتى تستطيع أن تخرج بنتيجة كاملة ،لأنه أحياناً يأتي بقول هو يُخالفه ويأتي له بالأدلة ويقرره ويقول هذا القول على هذه الأدلة لا مناص إلا للعمل به فتقول خلاص انتهى إذن الأن هذا هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وكان بعض المشايخ يُفيدون ببعض الأشياء في قراءة كتب شيخ الإسلام -رحمه الله- فيقولون:تقرأ الكلام وشيخ الإسلام يستطرد ،يأتي يتكلم عن مسألة أخرى تضع علامة وتُعَنْوِن المسألة الجديدة وتمشي ،ثم يرجع هو للمسألة الأخرى فَتَصِل هذا الكلام بهذا فتقول انظر صـ كذا ،فتجد أن المسائل مترتبة ،ثم اجعل هذا عندك في دفتر ،تجد نفسك عندك حصيلة جيدة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله تعالى-
طيب هذا يكفي في مسألة التسلسل وهذا الذي نريد أن نعتقده وأن نبينه فقط،ثم بعد ذلك يأتي للحديث عن المسائل الأخرى وهي مسألة القدر وستكون هي محل الكلام في المحاضرة القادمة بإذن الله تبارك وتعالى
ها أنا أود من الإخوة أن الذي مضى يقرأونه قراءة فهم وتدبر وأظن البعض كتب لأن رما سألنا للإستفادة ،وربما بنينا قولاً على قول فيكون الأمر واضحاً وظاهرً للناس
طالب يسأل؟
الشيخ:هو دلوقتي الجنة مخلوق ،والمخلوق هذا إن قلنا بالتسلسل فينتج عنه شئ وينتج عنه شئ إذن يبقى دائم أبدي،فهم قالوا لا ،نحن لا نقول بالتسلسل أصلاً ،فكل شئ له فناء كما أنه لا أول له إذن لا أخر له ،فطبعاً في مسائل ما أردت أن أذكرها من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- حتى لا تلتبس في الحوار وفي الكلام وبعض الناس يستغلونها لكن أنا أردت أن استخلص هذا من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-
واضح!
طالب يسأل:
الشيخ: أه يعني هو يتجدد فوصل إلى شئ ،هو أصلاً لا يتجدد أصلاً ،هو له عمر والعمر هذا يقف عنده ،فالتسلسل دا يعني عمر
فالمفترض أن كل مخلوق له نهاية ،فالجنة والنار مخلوقة.هم قالو أن أي مخلوق له نهاية،وعلى التسلسل إذن أي مخلوق ليس له نهاية فقالوا هذا باطل ،طيب هتقولوا إيه على الجنة والنار على الأصل إللي أصلناه : أن الجنةوالنار تفنى .هذا قولهم لكن الصواب أن الجنة والنار دائمتان لا تفنيان.
طالب يسأل؟
الشيخ:أنا لم أقل أن الخَلْق يزيدُ كمالاً،لا أنا أقول أن يعني( لم يزدد بكونهم شيئاً لم يكن قبله من صفته)المعنى الصحيح الذي نحن نجعله وكأنه هو مراد المؤلف -رحمه الله تعالى- يعني لم يزدد شئ من منفعة للخلق،يعني أعطوه شيئاً بعد أن خلقهم ،فهو خلقهم ليعطوه هذا النفع ،لكن بعض الشراح قالوا:لم يزدد شئ من كماله ..يعني المقصد أنه لما تبارك وتعالى خَلَق إذن يزيد الكمال عليه سبحانه وتعالى في صفته وتظهر هذه الصفة عليه،ويظهر أثر الصفة وكذلك الاسم عليه .
طالب يسأل؟

الشيخ: لا هو القديم عندهم أنه لا أول ولا أخر ،يعني ليس له أول وليس له أخر،ليس على المعنى اللغوي كما سبق وأشرنا ،فهو واجب الوجود أي متحقق الوجود،سواء كان قديم أو غير قديم .
  #6  
قديم 08-27-2009, 07:21 PM
أمّ مُصْعب الخير أمّ مُصْعب الخير غير متواجد حالياً
"لا تنسونا من صالح دعائكم"
 




افتراضي


بسم الله الرجمن الرحيم
الجزئية الخاصة بالحبيبة الراجية عفو العفو
إلى الدقيقة 62
----------------
إجابة الشيخ على سؤال طالب : نعم هذا الذي خلقه الله تبارك وتعالى هو قادر على أن يخلقه لأنه فعل ولأنه شاء ،مثلا هذا الرجل الذي فعل المعصية لو قلنا أن الله تبارك وتعالى لم يشأ هذه المعصية فلماذا حصلت ؟هم هذا الذي يفكرون فيه ، وهكذا .

هم يريدون أن يكون مذهبهم مطرداً فيدخل هذا في كل شئ حتى يقولون نحن لا نتناقض ، وأحيانا بعضهم تجد عنده عقلية قوية لكن أحيانا الذكاء يكون سببا للهلاك -نسأل الله العافية .

هنا يقول المؤلف رحمه الله تعالى : وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا ، وهذه ظاهرة لا إشكال فيها.

نتكلم عن بعض الفِرق لأن هذا يفيدنا كثيرا في فهم مسائل معنابإذن الله تعالى.

أول مخالفة حدثت في باب الأسماء والصفات -طبعا هذا الباب يعتبر من أخص الأبواب- وهو لما نثبت لله الربوبية بالتالى لابد أن نثبت له الأسماء والصفات .

جاء الجعد بن درهم و أظهر مقالة التعطيل ، وهنا في العبارة التي جاء بها أحد الإخوة في ذكرها في شرح الطحاوية في كلام المؤلف -طبعا المؤلف لا يقول بهذا لكن يحكي عن الجهمية(نُفاة الصفات)- قالوا إن نحن أثبتنا الأسماء والصفات إذن تعدد الواجب ، وهم عندهم يفرقون بين الاسم والمسمى ، إذن في واقع البشر يقولون فلان هذا اسمه محمد وهذا اسمه أحمد وهذا اسمه محمود ، هل في شخص اسمه محمد و أحمد و محمود وووووو...........؟ فأجروا ذلك على الله تبارك وتعالى فقادهم هذا التشبيه إلى التعطيل ،فقالوا تعدد الأسماء معناها تعدد الذوات -يبئى ليس إله واحد بل عدة ألهه- تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فأدى ذلك إلى أن تكون أسماء لا معنى لها والله تبارك وتعالى معطل عن مفاد هذه الأسماء .

فنفوا عن الله تبارك تعالى الأسماء ونفوا عنه الصفات على هذا المأخذ -تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً-وهذا تتنبه إليه أن الذي يقود إلى نفي الصفه هو التشبيه
طالب يسأل؟
الشيخ :بالضبط إذن كل اسم بذات ،إذن تتعدد الذوات وهو واجب الوجود عندهم ،فنحن لا نقول بذلك(قُلِ ادعوا الله أو ادعو الرحمن أيَّمَّا تدعوا فله الأسماء الحسنى)
طالب يسأل عن معنى قوله(واجب الوجود)؟
الشيخ:يعني (على فهمهم) أنت الأن تقول الرحمن إذن في ذات اسمها الرحمن،والرحيم ذات أخرى اسمها الرحيم ،وهذه واجبة الوجود لأننا نصفُ بها الله -تبارك وتعالى-،وهذه أيضاً لله تبارك وتعالى إذن واجبة الوجود ،عددوا الذوات ،فهم لم يقولوا بتعدد الذوات ولكن هذا قادهم إلى أن يقولوا بأن الاسماء هذه معطله ،هم قالوا يستحيل أن يكون الله عزوجل أعداد كثيرة إنما هو واحد ،إذن هي باطلة أن نسيمه بأسماء كثيرة،فالتشبيه قادهم إلى التعطيل
وهكذا المُشبه الذي يقوده إلى التشبيه هو التعطيل ،فهو يخاف أن يُعطل فيُشبه وهكذا ،لكن أهل السنه وسط بين هؤلاء وهؤلاء .
ثم بعد ذلك نقول صارت هذه المقالة وتابعه عليها بعد الجَعْد بن درهم الجهم بن صفوان وصارت هذه المقالة تُسمى عند السلف مقالة الجهمية ،طبعاً كما ذكرنا سواء قال بها المعتزلة أو غيرهم ،ثم تقلدها بعض المعتزلة مثل أبي لُزيل العلال قال بهذه المقالة ،إذن فهم جهميون في هذا الباب .
طيب من هم الجهمية ؟الجهمية كل من قال بنفي الأسماء والصفات عن الله تعالى سواء كان من أتباع جهم أو لم يكن من أتباعِ جهم،لذلك الإمام أحمد لما ألف في الرد على الجهمية هل أراد أو يَرُد على أتباع جهم فقط؟إنما كل من انتحل قول جهم بن صفوان من تعطيل الصفات .
إذن يأتي عندنا إشكال :ما الفرق بين المعتزلة والجهمية ؟وهل هم متفقون في كل المسائل؟
تعريجة بسيطة في عدة نقاط
النقطة الأولى:أن المعتزلة تزعم أن مرتكب الكبيرة في النار خلافاً للجهمية ،فالجهمية (أتباع جهم) من غُلاة المرجئ فهم على النقيض ،فالجهمية يقولون لا يضر مع الإيمان ذنب.
وهم أيضاً يختلفون في مسألة القدر ،فأتباع جهم من غلاة الجبرية يعني أن العبد مجبور على ما يفعله ،فسواء فعل المعصية فهو مجبور ،فعل الطاعة مجبور ،إذن يدخل النار إذن على لازم قولهم أن الله تعالى ظلمهم -تعالى الله عن ذلك علواًكبيراً-
أما المعتزلة فهم قدرية ،وهذا سبق بيانه قبل ذلك حيثُ كانوا يقرؤن قول الله تعالى(من شر ما خلق)يقرؤنه (من شرٍ ما خلق)،وإذا قرؤا قول الله تعالى (ورهابنية ابتدعوها)يفتتحون بهذه البداية (ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم)
وهم يقولون أن العبد مستقلٌ بفعله ،فإذن لما نقول في باب الإيمان مثلاً هذا القول هو قول الجهمية هل ندخل معهم المعتزلة؟لا
لكن نتكلم في باب الأسماء والصفات نقول هذا قول الجمية إذن نُدخل معهم المعتزلة ،وكذلك في مسائل الأسماء والصفات هناك بعض الاشتراك وبعض الاختلاف
فنقول بأن المعتزلة في الجملة دون الجهم بن صفوان في الشدة والقوة في مسألة الأسماء والصفات ،فجهم بن صفوان يُعطل أي صفة تأتي معه لأن هذا سيؤدي معه إلى تعدد ذوات ،فلا نريد تعدد الذوات إذن هو ذات واحد ة إذن نثبت له الذات فقط أما الصفات كلها نعطلها ،هذا قول جهم ،أما المعتزبة فإنهم يثبتون الأسماء الخمسة لكن بلا صفة فيقولون حيٌ بلا حياة ،سيمعٌ بلا سمع ،قديرٌ بلا قدرة -تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراُ-هذه هي نقطة الافتراق في هذا الباب
وبعضهم قال خمسة وبعضهم زاد على ذلك ،لكن هذا الذي يقولوه وإن أثبتو اسم حي لكن بلا صفة ،قديرٌ بلا قدرة،عليمٌ بلا علم ..نعوذ بالله من ذلك .
فمثلاً الله تبارك وتعلى يؤذى ويُقال فيه ويُسب وهو حيٌ إذن في هذا الوقت على قولهم ليس بحي ،فقالوا نريد أن نرتاح ،إن أثبتنا صفةً سيأتي ما هو يُخالف هذا الكمال في هذه الصفة ،ونحن نريد الكمال لله عزوجل إذن هو حيٌ بلا حياة ..وهكذا اجعل في كل الاسماء التي تأتي معك (سميعٌ)هل يسمع الشر؟ هذا مخالف للكمال،إذن سميعٌ بلا سمع فهم يقولون هذا نحن نريد الكمال لله عزوجل وإن أثبتنا هذا الظاهر وقعنا في سؤ فالأفضل أن نريح أنفسنا من ذلك فنثبت ما ظهر وهو الاسم ولا نُثبت صفته
طالب يسأل؟
الشيخ:نقول مثلاً مرض تفكيري أخرجت قولين مبناهما واحد لكن تفرعا على مذهبين ،فالتفكير السيئ أدى بهم إلى قولهم ..(ولو كان من عند غير اللهِ وجدوا فيه اختلافاً كثيراً).
ثم بعد ذلك ظهرت المُشبهه،والمشبهه هذه تكاد تكون منعدمة لأنه يستحيل أن إنسان يقول أن الله تبارك وتعالى كخلقه،فظهر بعض الناس ويكاد يكونوا اندثروا وإن كان بعض الناس هكذا إلى الأن ،لكن هل لها القوة مثل الجهمية وغيرها من الطوائف ؟فنقول أو من حُفِظَ عنه مذهب التشيبه هو طائفة من غُلاة الرافضة الإمامية كهشام بن الحكم الرافضي ,وهشام بن سالم الجواليقي وأمثالهما ،إذن تفرَّع عندنا مقالات ،مقالة السلف،ومقالة التعطيل ،ومقالة التشبيه،لكن هؤلاؤ الرافضة الإمامية حصل بينهم وبين المعتزلة اتحاد في وقت من الأوقات ،فقال الرافضة الإمامية بقول المعتزلة وهكذا الرافضة ففي أُسس عندهم لا إشكال فيها ،نكن على أحد الموطنين لكن في أُسس عظيمة عندهم لابد أن تُنفذ ،فإن وافق المعتزلة الرافضة في قواعدهم الأساسية إذن لا إشكال بعد ذلك ،فهذا الذي سنذكره فيما بعد-إن شاء الله-
لكن نقول بعد ذلك ظهرت القُلَّابية والأشاعرة ،والماترودية وكان السبق للقُلَّابية يتزعمهم عبد الله بن سعيد بن قُلَّاب ،وأيضاً يُعد هذا الرجل من الأذكياء وكان قوياً في المناظرات لاسيما مع الفلاسفة والمفكرين والمتكلمين وكان يُفحمهم لكن حتى يصِل إلى مراده يُسقط أشياء كثيرة من قول السلف،وهكذا أي أنسان يعتمد على رأيه وعقله فقط فإنه يضِل -نعوذ بالله من الخذلان-
طيب هذا الرجل كان يُعتبر من أقوى الناس في الرد،وكان يرد على المعتزلة فانتحل مذهباً ملفقاً من مذهب الأئمة و مذهب المعتزلة ويقول هو أنه توسط في الجمع بين مذهب الأئمة -يقصد به مذهب السلف -ومذهب المعتزلة ،فمثلاً يُثبت أصول الصفات ويقول أن هذه الصفات قديمة ،طبعا قديمة على مصطلح المتكلمن وهي لا سابق ولا لاحق ،لكنه لا يُثبت الصفات الفعلية ،فمثلاً يقول بأن الله تبارك وتعالى موصوف بصفة الكلام لكن الله تبارك وتعالى واحد أَزَلِي لا يتعلق هذا الكلام بقدرة ولا مشيئة فنحن نُثبت ما ورد وهو أصل الصفة وهي الكلام لله تبارك وتعالى ونقول أنها قديمة لكننا لا نُثبت أنه سبحانه وتعالى يتكلم ،وجاء على هذه المدرسة بعضالناس كالحارث بن أسد المحاسِبي ،وألَّف بعض الكتب ككتاب الرعاية ،وكتاب فهم القرءان ،وكثير من يتصدر للدعوة يقرأ لكتب الحارث المحاسِبي،والإمام أحمد رحمه الله تعالى كان قد هَجَرَهُ بمقالاتٍ له لعلنا نعرضُ لها إن شاء الله تعالى لكنه من أتباعِ بن قُلَّاب ،وتجد عبارات كثيرة لايُفرق فيها بين مذهب السلف وغيرهم،وإذا تكلم في مسألة كالكلام مثلاً يقول فيها قولانِ منهم من يُثبت الكلام لله تبارك وتعالى ويُثبت له الصفة الفعلية أنه يتكلم ،ومنهم (أي من أهل العلم ومن السلف)من يقول بأن الله تبارك وتعالى له الكلام وليست له الصفة الفعلية؟ والصحيح هو أنه ليست له صفة فعلية ،فيلتبس على كثير من القارئين وتجد في كلامه كثير من الكلامات قد تجرك إلى فهم خاطئ عن أسماء الله وصفاته .
سبق الحديث بالكلام عن القُلاَّبية نسبة إلى عبد الله بن سعيد بن قُلاَّب ،وكان من أتباعه على قوله ورأيه الحارث بن أسد المحاسبي وهو صاحب كتاب الرعاية وفهم القرءان،وله عبارت رقراقة جميلة تأخذ بمجامع القلوب فتؤثر في بعض الناس لقرءاة كتبه فهو كان ناسكاً عابداً لله تبارك وتعالى لكن العبادة وحدها لا تكفي فلابد كذلك من العلم الصحيح الذي على مراد السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم ،وفي كتاب فهم القرءان للحارث المحاسبي قرر كلمات كثيرة من كلام ابن قُلاَّب فهو يقول في كتابه فهم القرءان:إن لأهل السنة فيها قولين على مسألة مثل مسألة الكلام،فيجعل هذا القول الذي هو قول ابن قُلاَّب ضمن الخلاف المُعتبر ثم بعد ذلك يُرجح هذا الذي قاله ابن قُلاَّب على أنه من أقول السلف رحمهم الله تعالى
 

الكلمات الدلالية (Tags)
3, 4, المحاضرة, الفرقة, تفريغ, عقيدة, و4


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 04:51 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.