انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 09-17-2008, 07:19 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

نسأل الله ان ينفعنا بما فى هذا الموضوع من خير عظيم ان شاء الله
ونسأل الله ان يرزقنا ويرزقكم الاخلاص فى القول والعمل

يتبع ان شاء ربى عما قريب
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 09-19-2008, 06:09 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام شعبة بن الحجاج
أمير المؤمنين في الحديث، وجبل أشمٌّ قَلَّما رؤي مثله ، علمه وعمله لا يفترقان، ورحم الله سفيان الثوري الذي كان يقول : أستاذنا شعبة ، والشافعي الذي قال : لولا شعبة لما عرف الحديث بالعراق
ولما كان في هذه المنزلة من الإتقان والحفظ كان عمله كذلك على درجة عالية من الجد والصدق.
قال أبو بحر البكراوي : ما رأيت أحداً أعبد لله من شعبة ، لقد عبد الله حتى جّفَّ جلده على عظمه واسودَّ.
وقال عبد السلام بن مُطَهَّر : ما رأيت أحداً أمعن في العبادة من شعبة .
وقال أبو قطن : ما رأيت شعبة ركع قطُّ إلا طننت أنه قد نسي، ولا قعد بين السجدتين إلا ظننت أنه قد نسي .
نعم :
ما عنك يشغلني مالٌ ولا ولدٌ نسيتُ باسمك ذكر المال والولد

كان شعبة بن الحجاج مشغولاً بربه، مشغولاً بصلاته ودعائه، عابداً في محرابه، خاشعاً متذللاً لله رب العالمين.
يقول مسلم بن إبراهيم : ما دخلت على شعبة في وقت صلاة قط إلا رأيته يصلى .
كانت صلاة الليل حياةَ هؤلاء العباد العلماء الفضلاء ـ كانت وقود الاستمرارفي طاعة من بيده ملكوت كل شيء ـ فما أحيلاها وماأحلاها ؟‍‍‍‍‍‍ وكم يطب ذكر الله في ساعات السكون .. عندما يناجي الحبيب حبيبه ، وحينما يطرح المؤمن بضاعته بباب الله رافعاً أكف الضراعة سائلاً : ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم .

إلهي سيدي ربي أغثـنى وخذ بيدي ومِنْ بُعدي أَجِـرْنى
إلهي ليس أجدرُ بالخطايـا وبالتقصير و الزلات مَــنِّى
إلهي لو أتيت بكـلِّ ذنـب فلا أولى بعفـو منك عـنِّى
إلهي إن خوفـي زاد لـولا رجائي مُتُّ مــن همٍّ وحزني
إلهي إن أسأتُ بغيـر علـمٍ فإني فيك قــد أحسنـت ظني
إلهي إنني أخشى وأرجـوا أماناً منك فامُنــن لـي بِأَمْنِ
إلهي من سواك يُزيلُ هَمِّي ومن أدعوه مضطراً يُــجِبْنِى
أخي إن الله تعالى كما جاء في الحديث الصحيح عند ظن عبده به، والظن فيه حسن جميل أن يقبل القليل ويجزي عليه العطاء الجزيل
إنه ولي ذلك والقادر عليه ؛؛؛

يتبع ان شاء ربى مع اعلام الزهد والورع
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 09-19-2008, 06:35 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

عتبة الغلام

الزاهد الخاشع الخائف عتبة بن أبان البصري .
كان يشَّبه في حزنه بالحسن البصري، ولا غرو فعلى أثر من سلف يمشي من خلف وما عقبى الباقى غير اللحاق بالماضى.
كان عتبة من رهبان الليل وفرسان النهار حتى قال له مخلد بن الحسين : " كأنما ربتك الأنبياء" . سبحان الله رجل تربى على يد خير الناس ، التابعين بعد الصحابة ، ويوصف بأنه تربى تربية الأنبياء نعم صدق عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حينما قال :" إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فاتبعه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيء.
كان عتبة يقول في سجوده مناجياً ربه :"اللهم احشر عتبة من حواصل الطير وبطون السباع " وما ذاك إلا لحبه للشهاده في سبيل الله كان رحمه الله يستقبل القبلة فلا يزال في فكر وبكاء حتى يصبح.
وورد أن أمه كانت تقول له : لو رفقت بنفسك يا ولدي ؟!.
فيقول لها : دعيني يا أماه ، أتعب في عمر قصير ليوم طويل .
هذه إذاً هي نماذج الإيمان وربائب الإحسان ـ هذا هو تاريخ الأمة الناصع وصفحتها البيضاء التي سطرتها يد الرجولة والفتوة الإيمانية

أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع

كم بيننا والصالحين ، لا نحنُّ إليهم ولا هم يحنون إلينا إلا إن كانت الثريا بالأيدي ترام .
فليبك على نفسه من كان باكياً.
إن الأمة اليوم تحتاج إلى رجال صدق وجبال عزم ، تحتاج من تربى على الصلاة والصيام والذكر والقيام ، فهؤلاء هم الذين عرفوا الله تعالى وَ بُّروا في معاملته وهم الذين يرفع الله بهم المحنة وتزول عنا الغمَّة ـ لقد سئمنا من الشعارات والنداءات والشخوص الكاذبة والمظاهر الفارغة وحان الوقت لأن نجهد في السير خلف ركاب الصالحين الجادين المتيقظين ونردد خلفهم قائلين:
شباب ذلَّلوا سُبُل المــعالي وما عرفوا سوى الإسلام دينا
تعهَّدهم فأنبتهــم نبــاتاً كريماً طاب في الدنيا غَصونا
إذا شهدوا الوغى كانوا كماة يدُّكُّون المعامــل والحصونا
وإن جَنَّ المساءُ فلا تراهـم من الإشفـــاق إلا ساجدينا
كذلك أخرج الإسلام قومي شباباً مخلصاً حـراً أمــينا
وعلمه الكرامةَ كيف تُبنى فيأبى أن يقيَّد أو يـهونــا
يتبع ان شاء ربى مع اعلام الزهد والورع
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 09-20-2008, 06:28 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام الحسن البصري

هو سيد أهل زمانه علماً وعملاً، أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن، حليف الخوف والحزن، أليف الهم والشجن، عديم النوم والوسن، الواعظ اللَّسِن.
كان رحمه الله جامعاً عالماً رفيعاً فقيهاً ثقة حجة مأموناً عابداً ناسكاً.
وقد قيل ليونس بن عبيد: هل رأيت أحداً يعمل بعمل الحسن البصري؟!
فقال: والله ما رأيت من يقول بقوله فكيف أرى من يعمل بعمله ؟!
نعم ....... فكلمات حية خرجت من قلب حي ، أحيا الله بها قلوب كثير من العباد، وليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة.
يقول الحسن البصرى رحمه الله :
" إن لله عز وجل عباداً قلوبهم محزونة، وشرورهم مأمونة، حوائجهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة صبروا أياما قصاراً ، ثم تعقب راحة طويلة، أما الليل فَمُصَّافَّةً أقدامهم، تسيل دموعهم على خدودهم يجأرون: ربنا، ربنا، وأما النهار فحلماء علماء، بررة أتقياء كأنهم القداح، ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى، وما بالقوم من مرض، ولقد خالط القوم من ذكر الآخرة أمر عظيم ".

ثم يقول رحمه الله: " لقد صحبت أقواماً يبيتون لربهم في سواد هذا الليل سجداً وقياماً، يقومون هذا الليل على أطرافهم، تسيل دموعهم على خدودهم، فمرة ركعاً ومرة سجداً، يناجون ربهم في فكاك رقابهم، لم يملوا طول السهر لما خالط قلوبهم من حسن الرجاء في يوم المرجع والمآب، فأصبح القوم لما أصابهم من النصب لله في أبدانهم فرحين، وبما يأملون من حسن ثوابه مستبشرين، فرحم الله امرءا نافسهم في مثل هذه الأعمال، ولم يرضى لنفسه من نفسه بالتقصير في أمره، واليسير من فعله، فإن الدنيا عن أهلها منقطعة ، والأعمال على أهلها مردودة، ثم يبكى حتى يبل لحيته بالدموع "
ولم يكن الحسن لأهل الخير والفضل وصَّافاً فحسب، وإنما كان به موصوفاً، يقول عنه مطر الوراق: لما ظهر الحسن جاء كأنما كان في الآخرة فهو يخبر عما عاين ـ
ومن طول حزنه تكاد إذا رأيته حسبته حديث عهد بمصيبة، وشتان بين قلب محزون وآخر لاهٍ غافلٍ عما خلق له ـ
وَرَد عن الحسن أنه قال: يا ابن آدم والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به ليطولَنَّ في الدنيا حزنك وليشتدَّن في الدنيا خوفك وليكثرن في الدنيا بكاؤك.
عاش الحسن رحمه الله زاهداً فيما في أيدي الناس، ولقد دخل عليه أصحابه ذات يوم يعودونه من المرض فما كان في البيت شيء، لافراش ولا بساط ولا وسادة ولا حصيرة إلا سرير مرمول هو عليه.
وصدق الله تعالى إذ يقول:
{ أََصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً }(الفرقان: من الآية24)
يتبع ان شاء ربى
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 09-20-2008, 06:40 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

الفضيل بن عياض

أبو على التائب النادم العابد القائم.
كان في أول أمره قاطع طريق، وكان يعشق جارية، فبينما هو ذات ليلة يتسور عليها جداراً إذ سمع قارئاً يقرأ:{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ }[الحديد:16].
فقال: بلى يا رب قد آن، وتاب وصار جبلاً في العبادة.
فكأنما قد نودى:

قل للذي ألف الذنوب وأجرما وغَـدَا عـلى زلاتـه متندما
لاتيأسن واطلب كريماً دائمـا يُولى الجمـيل تَفَضُّلاً وتكرما
يا معشر العاصين جودٌ واسع عند الإله لمـن يتـوب ويندما
يا أيها العبد المسيء إلى متى تفني زمانك في عسـى ولربما
بادر إلى مولاك يا مَن عُـمْرُهُ قد ضاع في عصيانه وتصرما
وأسأله توفيقاً وعـفواً ثم قـل يارب بصِّرني وزِلْ عني العما
أجاب الفضيل ولبى نداء ربه، فارتفع شأنه وعلا قدره حتى إن أمير المؤمنين في الحديث في زمانه سفيان بن عيينة كان إذا التقى به قبَّل يده.
ولم يكن أحد يحسن ما يحسنه الفضيل حتى إن عبد الله بن المبارك الإمام العلم كان إذا سمع وعظ الفضيل قبَّل جبهته وقال: يا معلم الخير من يحسن هذا غيرك.
كان رحمه الله يقول: " أدركت أقواماً يستحيون من الله سواد الليل من طول الهجعة إنما هو على الجنب فإذا تحرك قال: ليس هذا لك قومى خذى حظك من الآخرة ".
ويسأله بعضهم النصيحة فيخرج لهم من كوة في الدار، والدموع تتقاطر من لحيته، ويقول لهم:
عليكم بالقرآن عليكم بالسنة عليكم بالصلاة
اخف مكانك واحفظ لسانك وعالج بالليل.
هذه نصيحة الفضيل وكأنما جاء من أرض غير التي نعرفها، وخلقٍ صنعوا على عين الله ما رأيناهم وأنى نراهم.
أخذ الفضيل رحمه الله بيد الحسين بن زياد وقال: يا حسين: ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول الرب: { كذب من ادعى محبتي فإذا جنَّه الليل نام عني ؟! أليس كل حبيب يحبُ خلوة حبيبه ؟! ها أنذا مُطَّلِعٌ على أحبائى إذا جَنَّهم الليل، مثلت نفسي بين أعينهم فخاطبوني على المشاهدة، وكلموني على حضورى، غداً أُقِرُّ أعين أحبائى في جناتى }
لقد تاب الفضيل رحمه الله في الليل، فظل قلبه متعلقاً بهذه الساعات الطيبات، يناجي ربه ويدعوه ويبكى ويرتجف .

وهكذا كان الفضيل وعشقه، ولقد جعل من توبته أن يجاور بيت الله الحرام، ولقد صدق الله تعالى فصدقه الله، وأجرى الحكمة على لسانه، وانتفع بعلمه فرحمه الله ورضى عنه.
يتبع ان شاء ربى
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 09-20-2008, 02:49 PM
ايوبة الصبر ايوبة الصبر غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

ما اروع ما كتبت يا اخى
اسأل الله ان يكون بميزان حسناتك وان
يجعلنا صواميين قواميين
جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 09-22-2008, 06:05 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا
ونسأل الله ان ينتفع بهذه الكلمات التى ننقلها لكم
وتكون شاهد لنا لا علينا

امين
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 09-22-2008, 06:07 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام عبد الواحد بن زيد

هو شيخ العباد الزاهد القدوة أبو عبيدة البصري.كان رحمه الله يقول لأهله : انتبهوا يا أهل الدار فما هذه دار نوم ، عن قريب يأكلكم الدود.
وحكى عنه محمد بن عبد الله الخزاعي قال : صلى عبد الواحد بن زيد الصبح بوضوء العتمة أربعين سنة .
وكان كثيراً ما يردد قائلاً :

ينام من شاء على غفلةٍ والنوم كالموت فلا تتكل
تنقطع الأعمال فيه كما تنقطع الدنيا عن المنتقل
هذه هي الاستقامة إذاً ـ الاستقامة على ما يحبه الله ويرضاه متمثلاً ومستجيباً لقول الحق تعالى : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }[هود:112].
كان عبد الواحد بن زيد يبكي ويقول : فرق النوم بين المصلين ولذتهم في الصلاة.
وليت شعري لو استطاع أن لا ينام لم ينم ولكنها حكمة الله الكونية القدرية، وقد احتوى قلب عبد الواحد بن زيد كثيراً من الحب والشوق ما جعله يتحسر على فوات حظه من ربه ومولاه بسبب النوم، فلله دره من عابد صادق
كان يناجي ربه قائلاً :
" وعزتك لا أعلم لمحبتك فرحاً دون لقائك ، والاشتفاء من النظر إلى جلال وجهك في دار كرامتك ، فيا من أحلَّ الصادقين دار الكرامة ، وأورث البطالين دار الندامة ، اجعلني ومن حضرنى من أفضل أوليائك زلفاً، وأعظمهم منزلة وقربة ، تفضلاً منك علىَّ وعلى إخواني يوم تجزي الصادقين بصدقهم جنات قطوفها دانية متدلية عليهم ثمرها ".
لقد تعلم عبد الواحد بن زيد في مدرسة الحسن البصري، فعرف كيف تكون حلاوة المناجاة، ولذة العبادة، والتذلل للكريم المنان، وعلى أثر من سلف يمشي من خلف، هي شجرة مورقة يخرج نباتها بإذن ربها ، قد سقيت بماء الوحي كتاباً وسنة .
فأثمرت رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه، والأمل في الله كبير أن نرى ثمار هذه الشجرة في زماننا رجالاً ونساءاً صالحين قانتين عابدين لله رب العالمين .
هذا هو طريق النصر في زمن الهزيمة، هذا هو طريق العزة لمن أراد العزة، والعزة لله ورسوله وللمؤمنين .
يتبع ان شاء ربى
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 09-22-2008, 06:26 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام محمد بن واسع
الإمام الرباني القدوة، سماه الحسن البصرى (زينَ القراء) ، ولم تكن له عبادة ظاهرة، وكانت الفتيا إلى غيره، وإذا قيل مع هذا مَن أفضل أهل البصرة ؟ قيل: محمد بن واسع.
وكان رحمه الله يبالغ في إخفاء عمله ويقول: لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة واحدة قد بَلَّ ما تحت خده من دموعه لا تشعر به امرأته.
ومن حاله ما يرويه أبو الطيب موسى بن بشار يقول:
" صحبت محمد بن واسع من مكة إلى البصرة فكان يصلى الليل أجمع في المحمل جالساً يومئ برأسه إيماءاً، وكان يأمر الحادى يكون خلفه ويرفع صوته حتى لا يُفطن له "
وكان ربما عَرَّس من الليل فينزل ويصلى فإذا أصبح أيقظ أصحابه رجلاً رجلاً فيجئ إليه فيقول: الصلاة الصلاة.
هذه زهور من بستان هذا العابد الذى كان إذا رؤى وجهه ذكر الله تعالى، ورقت القلوب، ولما قاتل قتيبة بن مسلم الترك سأل عن محمد بن واسع، وكان في الجيش، فقيل هو ذاك في الميمنة يبصبص بأصبعه نحو السماء فقال: تلك الأصبع أحب إلى من مائة ألف سيف شهير وشاب طرير.
ومهما أخفى المحب أعماله فريح الصدق تنمُّ عليه
وصدق من قال: ما أسرَّ عبد سريرة إلا ألبسه الله ردائها علانية

يتبع ان شاء الله
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 09-23-2008, 06:10 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام أيوب السَّخْتَيَاني

هو سيد العلماء كما يقول عنه الذهبي، وسيد الفقهاء كما يقول شعبة، وسيد الفتيان كما يقول الحسن البصري .
بلغ أيوب هذه المنزلة بدرجة من الإخلاص والصدق مع الله تعالى جعلته يحرص على إخفاء عمله تجرداً لله تعالى ـ كان يقوم فيصلى الليل كله فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تللك الساعة .
ومن حرص أيوب على إخفاء عمله ما رواه حماد بن زيد قال : كان أيوب في مجلس فجاءته عَبرة ( أي أراد أن يبكي ) فجعل يمتخط ويقول ما أشد الزكام .
وقال شعبة قال أيوب : ذُكرت ولا أحب أن أُذكر.
ومن كلامه أيضاً قوله : إذا ذُكر الصالحون كنت عنهم بمعزل ـ وقال : ما صدق عبد قط فأحبَّ الشهرة، وقال : ليتق الله رجل ، فإن زهد فلا يجعلن زهده عذاباً على الناس فلأن يخفى الرجل زهده خير من أن يعلنه .
هذا هو فقه السلف الذي غاب عنا ، عرفوا الله تعالى وكيف يصدقون في معاملتهم مع ربهم ، فأين الذين يباهون بأعمالهم ودموعهم ؟ إنهم لا يعرفون لذة السر وصدق الإنابة والإخبات .
قال سهل التستري : نظر الأكياس في تفسير الإخلاص ، فلم يجدوا غير هذا : أن تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى لا يمازجه شيء لا نفس ، ولا هوى ، ولا دنيا.
كان أيوب السخيتاني من هذا الطراز الفريد الذي لا يريد إلا الله تعالى كأنى به يقول :

كم أكتْم حبكم عن الأغيار والدمع يُذيع في الهوى أسراري
كم أستركم هتكتموا أسراري من يُخفي في الهوى لهيب النار

فسبحان الله، كم ستر الصادقون أحوالهم مع الله عز وجل وريح الصدق تنم عليهم، ورحم الله من قال : ما أسرَّ عبد سريرة إلا ألبسها الله ردائها علانية ، وأيوب ممن صدق مع الله وستر عمله فَعُرِف بين الناس بسيد شباب أهل البصرة كما قال الحسن رحمه الله .
اللهم اجعلنا من الصادقين المخلصين، واحشرنا في زمرة النبيين والصديقين والصالحين برحمتك يا أرحم الراحمين

يتبع ان شاء الله
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:32 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.